أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يامنة كريمي - انكسار مساواة النوع على صخرة الفكر الذكوري














المزيد.....

انكسار مساواة النوع على صخرة الفكر الذكوري


يامنة كريمي
كاتبة وباحثة

(Yamna Karimi)


الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 23:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


انكسار مساواة النوع على صخرة
الفكر الذكوري

يامنة كريمي
سجال حاد يدور في الآونة الأخيرة حول إطلاق أسماء مشرقية، سلفية متطرفة على بعض أزقة مدينة تمارة المغربية. الأمر الذي أثار ثائرة فئة عريضة من المغربيات والمغاربة لأنهم لم يستسيغوا أن يقوم الموالون للتيار الوهابي المتطرف بالمغرب على استيراد أسماء عناصر من تيار الإقصاء والكراهية والعدوانية والعنف ويدسوها في الثقافة والتاريخ المغربيين المعروفين بالاعتدال والانفتاح والتسامح.
وإن كان معظم المغاربة، إناثا وذكورا، قد ثمنوا إثارة المشكل ونوهوا بالجهات التي أخذت مبادرة إلقاء الضوء على تلك السلوكات السياسية المسمومة والخطيرة...فمنهم من استوقفته نقطة دقيقة وحساسة في الموضوع وتتعلق بالأنثى المغربية. والتي لا زلنا في معظم القضايا والمواقف نجدها تتعرض للتبخيس والإقصاء سواء عن قصد أو من باب العادة. وذلك ما ظهر من جديد مع طرح مشكل دعشنة أزقة تمارة والذي تم كما يلي:
أولا، الإصرار على نعت الأنثى بصفة "النساء" كما صدر عن بعض المتدخلين في النازلة الذين استحضروا الأنثى "النساء" ولكن بشكل عرضي وتأثيثي للخطاب. فلغويا هذه العبارة تعني مؤخرة الركب أي التخلف والتأخر- وقد نشرنا مقالا في الموضوع، كتكريم للمستشارة الملكية زليخة الناصري رحمة الله عليها، لذلك لن ندخل في التفاصيل وإنما فقط نود أن نلفت انتباه المؤسسات والسلطات المعنية وخاصة وزارة التربية والتعليم واللغويين إلى ضرورة وضع عبارة النساء، مثلها مثل عبرات أخرى كثيرة، في مفهومها الصحيح حتى يكون الكلام منطقيا. فحاليا عندما نقول: " الفعاليات النسائية أو النساء المبدعات أو النساء الناجحات... فمعناها هو أننا نقول: "المتأخرات المبدعات أو المتخلفات الناجحات...". وللإشارة، فالأمر يهم كذلك المجتمع المدني لأن الديمقراطية وحقوق الإنسان كل لا يتجزأ وضمن ذلك الكل توجد دمقرطة اللغة.
ثانيا، تغييب المرأة المغربية في قضية تمارة سواء كمتدخلة وصاحبة رأي في النازلة أو تغييبها من طرف معظم المتدخلين الذين اقترحوا بعض الأسماء التي يمكنها أن تكون كرموز وطنية تستحق أن تطلق على أزقة مدينة تمارة. وأمام هذه المعضلة الاجتماعية والفكرية والدستورية... نطرح الأسئلة التالية:
-هل نوع أو جنس الشخص يدخل ضمن شروط الشخصية-الرمز؟
-هل المغرب، بفكره وقيمه الديمقراطية منذ غابر العصور ونضالاته الحقوقية وتعديلاته الدستورية، لم ينجح في نشر قيم المساواة بين الجنسين في الحقوق وتكافئ الفرص؟
-هل المرأة المغربية لا تستحق التكريم على الرغم من كل ما تقوم به من مسؤوليات ونضالات وتضحيات؟
إن الجواب لا يحتاج إلى ذرة ذكاء ولا أدنى تفكير، لأن كل الأدلة الحية والواقعية تشهد على أن المرأة المغربية تفانت وتتفانى في تحمل المسؤولية على أكمل وجه. والمرأة المغربية تعتبر رمزا للتضحية ونكران الذات من أجل تحسين أوضاع أسرتها ووطنها وتحقيق أمنهما واستقرارهما. إضافة إلى أنها تتمتع بكفاءة عالية في العمل والاجتهاد وبذكاء وحلم في إدارة معارك التشييد والبناء التي تخوضها على جميع الواجهات والمستويات.
فكيف ينسى المغاربة أو يتناسوا -وخاصة الحقوقيون منهم-رموزا تاريخية تعيش بينهم؟
إن معظم إناث المغرب يشكلن رموزا تاريخية لا يمكن أن يتجاهلها إلا من أصيب بعمى القلب والفكر قبل عمى البصر.
-ألم يكن المغرب من البلدان الأوائل الذين كانت لهم ربان طائرة أنثى؟
-ألم تتفوق إناث المغرب في الدراسة وولوج مناصب القرار والمسؤولية عن جدارة واستحقاق رغم الفكر الأبوي الجاثم على أنفاسهن بدريعة المقدس...؟
-ألم تناضل المرأة المغربية من أجل الحرية والاستقلال جنبا إلى جنب مع الذكر في كل ربوع المغرب أطلسه وريفه، بواديه ومدنه؟
-أليست للمغرب إناثا صنعنا تاريخه؟ أليست له بطلات عالميات في رياضات متعددة؟ أليست له مناضلات حقوقيات وضعوا بصمتهن واضحة على المسار الحقوقي وطنيا ودوليا؟ أليست لنا محسنات من الوزن الثقيل منهن من تبرعت بأكثر من مليار سنتيم وهي سابقة من نوعها سواء بالنسبة للمبلغ او بالنسبة للقطاع المتبرع له وهو قطاع التربية والتعليم؟
-أليست لنا شهيدات "طرف د الخبز" مثل شهيدات حادثة الصويرة وضحايا حوادث بابي سبتة ومليلية وزوارق الموت وضحايا العنف والتطرف الوهابيين ...؟
-ألا تستحق بطلات هذه الأحداث والحقائق أن تحفظ الذاكرة المغربية اسماءهن كرموز للنضال والتضحية لتكون عبرة وقدوة للأجيال القادمة؟
لماذا لا نبحث عن أسماء وصفات تلك المناضلات والضحايا والمسؤولات والعاملات والطبيبات والجنديات والمهندسات والاستاذات والأرامل والقوامات على النساء-الذكور... ونطلقها على أزقتنا وشوارعنا ومؤسساتنا مثلهم مثل إخوانهم الذكور؟ الشرط الوحيد هو أن يكونوا أو يكن قد قدموا شيئا لوطنهم وللإنسانية يستحقون عليه التكريم والذكر. وبهذا الإجراء سنستطيع أن نبقي تاريخنا حيا وملموسا إسوة بالدول التي تحترم نفسها وتكرم شعوبها كحال فرنسا وأخص بالذكر باريس. إن على كل مؤسسة وكل حائط وكل أرضية في هذه المدينة، كتب اسم أو صفة شخص أو جماعة مرتبطة بحدث بطولي أو إنجاز مهم. وغالبا ما يرفق ذلك الاسم، بتقرير مختصر يقدم للقارئ درسا تاريخيا يغنيه عن جزء من عناء البحث والتنقيب في المكتبات والأرشيفات. وليس هذا فقط وإنما الأهم هو أن الأجيال الفرنسية تفتح عينيها وتغذي فكرها بحقائق ترتبط بالذات وتجاربها الناجحة والفاشلة كدعامات أساسية لبناء قيم الحب والسلام والتسامح والعمل والاجتهاد خدمة للإنسان-الوطن والإنسانية بعيدا عن الاستيراد والتغريب والتمييز والإقصاء وطمس الهوية.



#يامنة_كريمي (هاشتاغ)       Yamna_Karimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد الأنثى في المغرب والحاجة لإجراءات استباقية
- إن كان درب النضال شاقا فنفس المناضلات طويل
- لنتشبث بحقنا في -جريمة- الفرنسة
- القضية أكثر من -الدَرَّة- يا تجار المخدرات المقدسة
- التجنيد وإمكانية القطع مع تنسيء الأنثى
- تأملات فيما قدم من دفوعات لمنع المساواة في حضرة القاضيات وال ...
- -يوصيكم- لا تحرم المساواة في الإرث
- أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها.
- أي هدية تليق بمقامك سيدتي، في عيدك الأممي؟
- تاريخ المرأة على مقاس الفكر الأبوي، إلى متى؟
- التعصيب لا يصح مع وجود الولد ذكرا كان أم أنثى
- الإعاقة السمعية والبورن آوت Burn-out
- في التفاعل مع احتجاجات الريف ج 2
- النموذج رقم 1 للتفاعل الرسمي مع احتجاجات الحسيمة/المغرب
- الكتب السماوية بين التحريف والحفظ (3)
- الكتب السماوية بين التحريف والحفظ (2)
- الكتب السماوية بين التحريف والحفظ
- حور عين، مقاربات للحد من الشبهات
- حور عين: التأسيس النظري واتساع الأفق الفكري
- الاختمار بين الحقيقة والنفاق الجزء 2


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يامنة كريمي - انكسار مساواة النوع على صخرة الفكر الذكوري