أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية ( الكتاب كاملا )















المزيد.....



أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية ( الكتاب كاملا )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 02:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأ بمقال يقارن بين المومس ورجل الدين ، ويؤكد أن المومس اشرف من رجل الدين . كان مقالا صادما استدعى مقالات تالية مستوحاة من قوله جل وعلا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) الانعام ) .
ونجمع هذه المقالات في هذا الكتاب شهادة على هذا العصر الردىء .

الفهرس
هذا الكتاب : ( أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية )
الفهرس
المقدمة
المومس أشرف من شيوخ الدين الأرضى المحمديين .. لماذا ؟
المقال الأول
إلى متى يستمر تقديس هؤلاء المجرمين ؟ (الإمام الأكبر ) حقيقة هو : ( المجرم الأكبر ) :
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( مجرمون )عند رب العزة جل وعلا
المقال الثانى
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا
المقال الثالث
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا
التعرف على أكابر المجرمين بالوعظ ب ( إتّق الله )
المقال الرابع
التعرف عمليا على أكابر المجرمين: ( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾ :
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا
المقال الخامس
أكابر المجرمين من شيوخ الدين هم طاغوت ورجس يجب إجتنابه
المقال السادس
في وجوب لعن الشيوخ : ( شيوخ الأديان الأرضية ) المحمديين

المقال السابع
شيوخ المحمديين وتجارتهم الشيطانية
المقال الثامن
شيوخ المحمديين تجّار مخدرات دينية
المقال التاسع
فريضة غائبة: يجب وعظ أكابر المجرمين بتبشيرهم بعذاب الجحيم
المقال العاشر
أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين هم خصوم لرب العالمين
المقال الحادى عشر
مستحيل أن يتوب أكابر المجرمين من المستبدين وشيوخ المحمديين
الخاتمة
كورونا أقل ضررا من أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين في كوكب المحمديين :
خاتمة كتاب ( أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين في كوكب المحمديين )
الملاحق
الملاحق رقم (1 ) هجوم على الشيخ محمد سيد طنطاوى ، شيخ الأزهر السابق :
المقال الأول :
الى شيخ الأزهر .. لمجرد العظة والنصح والإرشاد :
المقال الثانى :
بعدها .. هل يمكن أن يتوب علينا شيخ الأزهر ؟
المقال الثالث
صدق الله العظيم .. وكذب شيخ الأزهر
المقال الرابع
التبرك ببول شيخ الأزهر
الملاحق رقم ( 2 ) هجوم على شيخ الأزهر الحالي في سنوات متفرقة
المقال الأول :
عار عليك يا شيخ الأزهر أن تكون مطية لطاغية فاجر .!!
المقال الثانى
ماذا تكسب مصر إذا تخلصت من شيوخ داعش فى الأزهر
المقال الثالث
دعوة الى محاكمة شيخ الأزهر أمام الجنائية الدولية بسبب سجن الاستاذ محمد عبد الله نصر
المقال الرابع
أقول عن هذا الجدل بين الرئيس السيسى وشيخ الأزهر حول أهل القرآن
ملاحق رقم ( 3 )سبق الوعد بنشرها :
ردا على الإعتراضات علينا فى تاريخ صحابة الفتوحات(2 )(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا ).
القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته


المقدمة
المومس أشرف من شيوخ الدين الأرضى المحمديين .. لماذا ؟
آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 18 فبراير 2020
1 ـ ( لماذا )
أعلن الحوينى ومحمد حسان ويعقوب وسعاد صالح تراجعهم عن بعض الشىء ؟
1 / 1 : لأنهم مماليك السعودية ، وهى التي تنفق عليهم ، وبدأ ولى العهد السعودى التراجع عن الوهابية ، ولأن المال هو معبودهم الأكبر فقد تراجعوا .
1 / 2 : لم يستطع السيسى إرغام شيخ الأزهر على تطوير الخطاب الدينى ، فشيخ الأزهر ( جهل يسير على قدمين ) وربما يريد أن يظل محتفظا بجهله ليأتى يباهى بجهله الأُمم يوم القيامة . شيخ الأزهر يتحصّن بأئمة السلفية في الدفاع عن التراث ، لذا قام السيسى ( العسكرى ) بهدم الحصون التي تحيط بشيخ الأزهر ، فرأينا تراجع الحوينى ومحمد حسان ويعقوب وسعاد صالح ، وسبق ذلك إحراج شيخ الأزهر في مؤتمر عام بما قاله رئيس جامعة القاهرة د عثمان الخشت . بهذا يبقى شيخ الأزهر وحيدا في دفاعه عن التراث الشيطانى للمحمديين .
جاء في العنوان ( كلمة مومس ) وهى قبيحة ؟
2 / 1 : ( مومس ) كلمة تراثية لا حرج في قولها وكتابتها . جاء في إفتراءات البخارى عن جريج قوله ( حتى يَنْظُرَ في وجوه المُومِسات ).
2 / 2 : ( مومس ) كلمة عربية اصيلة . أصلها الفعل ( ومس ) بفتح الواو وفتح الميم . تقول ( ومس الشىء بالشىء ) يعنى إحتكّ به بقوة . ومن هذا الفعل جاء إشتقاق كلمة ( المومس ) وهى المرأة التي ( لا ترد يد لامس )، ويتحول ( اللمس ) الى ( ومس ) أي إحتكاك شديد بين شيئين .! . لذا فالمومس هي المرأة التي تحترف الفجور . ولأنها تأخذ أجرا فلا بد أن تكون معروفة للزبائن مشهورة بينهم تعرض عليهم بضاعتها ، يتناقلون أخبارها ويتغزلون في محاسنها ، ويشتاقون لزيارتها . لذا لا بد لها من المجاهرة حتى لو كان القانون يجرّم الدعارة بأجر .
2 / 3 : ( مومس ) كلمة قبيحة الآن . ولهذا جاء إختيارها عنوانا للمقال . العادة أن الناس ترفض ( المومس ) وتجعل حرفتها عارا ، مع إن أولئك الناس يقعون في عار أكبر حين يحترمون ويقدسون أئمة أديانهم الأرضية . المقال هنا يثبت أن المومس أشرف من أئمة الأديان الأرضية للمحمديين .
2 / 4 : تشترك وتختلف المومس مع شيوخ الدين الأرضى في :
2 / 4 / 1 : المجاهرة : فبها يكون لهم زبائن .
2 / 4 / 2 : الإحتراف ، وأخذ الأجر من الزبائن .
2 / 4 / 3 : . إذا كانت المومس تأخذ أجرا فأئمة الدين الأرضى يأخذون أجرا أكبر . وإذا كانت المومس تجاهر بالفجور وتمارسه في غرف مغلقة فأئمة الدين الأرضى يجاهرون بفجورهم أكثر من خلال القنوات والمواقع والمساجد والمؤتمرات . وإذا كان ما تفعله المومس فجورا في الأخلاق فإن ما يفعله شيوخ الدين الأرضى هو فجور في الدين ، وإذا كان أتباع المومس أفراد بالعشرات أو المئات فإن أتباع أئمة الدين الأرضى بالملايين . وإذا كان أتباع ومحبى وعُشّاق المومس يتناقلون أخبارها ويتغزلون في محاسنها ، ويشتاقون لزيارتها فإن أتباع أئمة الدين الأرضى يتناقلون أخبارهم ويتغزلون في مناقبهم ، ويحفظون أكاذيبهم .
3 ـ ( لماذا )
ذكرت أئمة المحمديين فقط ، مع إن هناك أئمة أديان أرضية للمسيحيين والبوذيين والهندوس والسيخ والبهائيين ..الخ ؟
3 / 1 : لأن أئمة المحمديين معهم القرآن الكريم ، وأغلبهم يحفظه عن ظهر قلب ، ومع ذلك فقد إتّخذوه مهجورا ، وإحترفوا الصّدّ عنه ، وإضطهدونا ( نحن أهل القرآن ) لأننا ندعو الى الإصلاح سلميا بالقرآن ، ولأننا نحيى فريضة غائبة هي الإحتكام الى القرآن الكريم في أي خلاف . قال جل وعلا :
3 / 1 / 1 : ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾ الشورى )
3 / 1 / 2 : ( أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ(١١٤﴾ الانعام )
3 / 2 : محمد حسان تخصّص في الطعن في القرآن يضعه أسفل السُّنّة وأعلن كفر أهل القرآن ، وعلى نهجه سار الحوينى الذى تخصّص في الهجوم البذىء علينا ، بل بنى شهرته مبكرا بهجوم بذىء على د عثمان محمد على . وكانت العادة السيئة منذ التسعينيات أن من يريد الشهرة والحصول على الريال يتقرب لأسياده السعوديين بالهجوم علينا . بعد أن أفسدوا البلاد والعباد يسارعون الى طاعة أسيادهم لأن أسيادهم رأوا مصلحتهم في طريق مختلف.
4 ـ ( لماذا )
تقول ( المومس أشرف من شيوخ الدين الأرضى للمحمديين ) هل يعنى هذا وجود نسبة من الشرف لدى المومس بينما لا يوجد أدنى قدر من الشرف لدى أئمة الأديان الأرضية للمحمديين ؟
4 / 1 : هناك نسبة من الشرف لدى المومس .
4 / 1 / 1 : فهى صادقة مع نفسها لا تزعم الصلاح والهداية . هي تعرف أن ما تفعله خطأ . لذا ربما تتوب توبة صالحة . وربما سارت في هذا الطريق مُرغمة لأنها لم تجد طريقا شريفا تكسب به قوتها .
4 / 1 / 2 : هي لا تخدع الزبائن . تأخذ منهم أجرا وتعطيهم في المقابل متعة جنسية . وحتى لو كان في عملها هامش من الخداع كأن تعطى الزبون الإحساس بفحولته الجنسية فهذا خداع محبوب من الزبون ، يريده بشدّة .!
4 / 1 / 3 : في نهاية الأمر فإن المومس عاصية ، قد تكون مؤمنة بالله جل وعلا ولكنها عاصية سلوكيا ، وفى الأغلب أنها تتوب بعد أن يتقدم بها العمر . ويتعذر أن تجد (مومسا ) في مرحلة الشيخوخة . وإذا ماتت تائبة مع إيمان صحيح فإن الله جل وعلا يغفر لها . وهذا يختلف عن الكفر العقيدى . فالذى يموت بكفر قلبى عقيدى لا يغفر له رب العزة جل وعلا . قال جل وعلا :
4 / 1 / 3 / 1 : ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٤٨﴾
4 / 1 / 3 / 2 : ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿النساء: ١١٦﴾. فما بالك بمن ينشر الكفر العقيدى ؟ وما بالك بمن يظل سادرا في لإغواء الناس الى نهاية العمر ؟ .
4 / 2 : شيوخ الدين الأرضى لا شرف لديهم :
4 / 2 / 1 : المومس إضطرتها الظروف الى إحتراف البغاء . ولكن شياطين الإنس إختاروا بمحض إرادتهم الفجور الدينى بإضلال الناس .
4 / 2 / 2 : هم يبيعون أوهاما للزبائن . هناك دجّالون مشعوذون يزعمون أوهام السحر والعلاقة بالجن والعفاريت و ( الأسياد ) ، وهم طبقا للقانون مجرمون . الأشد منهم إجراما هم شيوخ الأديان الأرضية الذين يتمتعون بالشهرة والتبجيل والاحترام والتقديس، من مالك والشافعى وابن حنبل الى ابن تيمية وابن عبد الوهاب وإبن باز ثم شياطين الإنس في عصرنا : الحوينى وحسان ويعقوب والجندى وسعاد صالح ووجدى غنيم وخالد الجندى والقرضاوى والشعراوى وشيوخ الأزهر والحوزات والطرق الصوفية ..الخ .
المومس لا تبيع أوهاما مثل الدجالين وأئمة الضلال ، بل متعة حسية ملموسة .
4 / 2 / 3ـ إذا كانت المومس صادقة مع نفسها وفى تعاملها مع زبائنها فإن شياطين الإنس المُشار اليهم:
4 / 2 / 3 / 1 : يكذبون على الناس ( ملايين الناس ) يقنعونهم بالجنة مع أنهم يسيرون بهم الى سواء الجحيم .
4 / 2 / 3 / 2 : يكذبون على الناس ( ملايين الناس ) يزعمون أنهم ( الممثلون ) للإسلام ، وهم أعدى أعداء الإسلام .
4 / 2 / 3 / 3 : يكذبون على الناس ( ملايين الناس ) يزعمون أنهم الذين يحبُّون الرسول محمدا عليه السلام ، وهم أعدى أعدائه . قال جل وعلا عن أعداء الأنبياء :
4 / 2 / 3 / 3 / 1 : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ) ﴿١١٤﴾الانعام )
4 / 2 / 3 / 3 / 2 :( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾الفرقان )
4 / 2 / 3 / 4 : يكذبون على الله جل وعلا بالأقاصيص والأحاديث والفتاوى . يصنعون دينا مزيفا يبيعونه للناس. وليس هناك ( أظلم ) ممّن إفترى على الله جل وعلا كذبا وكذّب بآياته.
4 / 2 / 3 / 5 : إذا كانت المومس صادقة مع نفسها فإن شياطين الإنس المُشار اليهم :
4 / 2 / 3 / 5 / 1 : يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم ولكنهم يكتمونه . قال عنهم جل وعلا : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿البقرة: ١٤٦﴾ لذا فقد خسروا أنفسهم ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿الأنعام: ٢٠﴾
4 / 2 / 3 / 5 / 2 : الله جل وعلا سلك الحق في قلوبهم رغم أُنوفهم ومع ذلك فهم لا يؤمنون به . قال جل وعلا :
4 / 2 / 3 / 5 / 2 / 1 : ( كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١٢﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ) ﴿١٣﴾ الحجر )
4 / 2 / 3 / 5 / 2 / 2 : ( كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ الشعراء )
4 / 2 / 3 / 5 / 3 : يعرفون الحق القرآنى ولكن إنسلخوا منه . قال جل وعلا : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾ الأعراف )
4 / 2 / 3 / 5 / 4 : يجحدون الحق . وال ( جحد ) مثل السارق الذى يحوز المسروقات وينكر وجودها أي يجحدها . قال جل وعلا عنهم :
4 / 2 / 3 / 5 / 4 / 1 : ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿٥١﴾ الأعراف )
4 / 2 / 3 / 5 / 4 / 2: ( وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ۚ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَمِنْ هَـٰؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ ﴿٤٧﴾ العنكبوت )
4 / 2 / 3 / 5 / 4 / 3: ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾ العنكبوت )
4 / 2 / 3 / 5 / 4 / 4 : ( وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴿لقمان: ٣٢﴾
4 / 2 / 3 / 5 / 4 / 4: ( كَذَٰلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿غافر: ٦٣﴾
4 / 2 / 3 / 5 / 4 / 5 : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿٢٦﴾ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّـهِ النَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿٢٨﴾ فصلت ).
أخيرا :
1 ـ كل هذه الآيات الكريمة لا علاقة لها بالمومسات . هي عن ( مومس الأديان الأرضية ) من شياطين الإنس . لو قلت لعاهرة ( أنت مومس ) فلن تغضب ، بل ربما تبتسم إبتسامة إغراء ، لكن لو قلت لأحد شياطين الإنس ( إنت مومس ) فسيغضب ، مع إن حذاء المومس اشرف منه 444 بليون مرة ( تقريبا ) .
2 ـ أليس كذلك ؟ هو كذلك .!!
3 ـ بس .. خلاص ..
التعليقات (4)
1 تعليق بواسطة عبدالمجيد المرسلى في الثلاثاء 18 فبراير 2020
[91867]
________________________________________
شيوخ الدعارة
كلامك دكتور في الصميم هدا ما يستحقونه فعلا لقد عتوا في الارض فسادا فافسدوا عقول الناس وخصوصا الشباب ومنهم من مات في سوريا والعراق وفي اماكن اخري في العالم بسبب فتاويهم المضللة
هدا التحول في موقفهم اتبت انهم يعبدون المال ولا يعبدون الله اتمني ان يفهم الشباب حقيقة ما يقوله الاخرون امتال عبد الله رشدي وغيره لكي تكون هناك صحوة اسلامية بالرجوع الي القران وفقط ونبد كل تحاريف الشيوخ واباطيلهم والاكتفاء بالقران كمصدر وحيد للمسلمين لعل حالنا يتحسن من السيء الي ما هو احسن ونركب جميعا القطار الصحيح .
2 تعليق بواسطة ابو مهند باجابر في الثلاثاء 18 فبراير 2020

احسنت يادكتور

3 تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد في الأربعاء 19 فبراير 2020
[91870]
________________________________________
كنت رفيقا بهم
________________________________________

فى الكثير من روايات نجيب محفوظ –الواقعية-وصف لحياة بعض المومسات حيث أكد أن جميعهن اضطررن لهذه المهنة بسبب لقمة العيش ،أنا لاأعطيهم كل العذر فالمثل يقول تجوع الحرة ولاتأكل بثديها ولكن ماذا يفعل نسوة لديهن أطفال جوعى عراة ؟نسأل الله أن يتوب عليهن ويغفر لهن ولايعرضنا ولاأحبابنا لما تعرضن له،ولكن ماذا عن الشيوخ؟لايوجد مبررواحد يسوغ لهم ما يرتكبون،إنه الطمع والجشع والنفاق والخسة والوضاعة والدعارة وأيضا الجهل،ثم إن كثيرا منهم شاع عنهم أنهم يمارسون أسوأ أنواع الفجور وعليه يكونون مشتركون مع المومسات فى ارتكاب الفواحش ويزيدون عليهن بالممارسة الدائبة لإفساد المسلمين،صدقونى لقد تعاملت مع بعضهم وتناقشت معهم ولمست أنهم لايذكرون الموت ولا البعث ولا الحساب ولايرد اليوم الآخر على بالهم مطلقا ، باعوا آخرتهم بدنياهم ودنيا سادتهم ،فاللهم افضحهم يوم الفزع الأكبر واطرحهم فى الدرك الأسفل من النار بما أضلوا عبادك وبما شوهوا دينك يارب العالمين.

4 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأربعاء 19 فبراير 2020
[91878]
________________________________________
شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول :
________________________________________
تعليقاتكم تشجع على كتابة مقال آخر .

الى متى يتمتع هؤلاء الأوباش بالإحترام والتقديس ؟

هل يصح أن تحترم إنسانا يحارب الله جل وعلا ورسوله ؟ أم يجب أن تعامله بإحتقار يتفق مع عمله ؟.

المقال الأول
إلى متى يستمر تقديس هؤلاء المجرمين ؟ (الإمام الأكبر ) حقيقة هو : ( المجرم الأكبر ) :
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( مجرمون )عند رب العزة جل وعلا
آحمد صبحي منصور في الخميس 20 فبراير 2020
مقدمة :
1 ـ تخيل شخصا يسبّ الدين ، لن يتعرض لعقوبة وربما لن يعترض عليه أحد ، لأن سبّ الدين عادة سيئة ، كانت منتشرة من نصف قرن ولا تزال بقاياها . كلمة ( الدين ) في الثقافة الشعبية تعنى ( دين الإسلام ) و سبُّ الدين يعنى سبُّ دين الإسلام ، ولكن هذا لا يحرّك غضبا لدى معظم المحمديين . الذى يصيبهم بالجنون أن تدافع عن رب العزة ورسوله بالقرآن الكريم تدحض بآياته مفترياتهم .
2 ـ تخيل شخصا يحضر ندوة يتكلم فيها ( صاحب الفضيلة ) ويفترى على الله جل وعلا كذبا . هل تستطيع أن تواجهه علنا ؟ هو عند الله جل وعلا ( مجرم ) فهل تستطيع أن تواجه شيخا من شيوخ المحمديين بأن تقول له ( أنت مجرم )؟ هذا يستلزم شجاعة عُظمى ، وقد تؤدى بك الى السجن لأنك تعديت على صاحب الفضيلة . إشارة من الشيخ صاحب الفضيلة ضدك قد تكلفك حياتك . يكفى في سلطانهم أن مئات الألوف إنخرطوا في القاعدة وداعش وغيرها إستجابة لأوامرهم . يكفى في تسلطهم أن شيخا يدعو الى الإرهاب والقتل العشوائى يبشر الشباب بسبعين حورية في الجنة فيقوم الشباب بتفجير نفسه والآخرين .
3 ـ القانون العادى يجعل المحرّض على القتل شريكا للقاتل في جريمة قتل واحدة ، ولكن هذا القانون يقف تعظيما للشيوخ المجرمين . لهذا ــ وحرصا على حياتك ــ لن نطلب منك أن تواجه شيوخ الإجرام بوصفهم الحقيقى ( مجرمون ) ، نطلب منك فقط أن تستوعب هذا المقال وان تنشره في الآفاق ، حتى لا يظل أولئك المجرمون متمتعين بالقداسة .
4 ـ نعطى تفصيلا :
أولا : ( المجرمون ) عموما يأتي وصفا لأهل النار في اليوم الأخر :
قال جل وعلا عن المجرمين عموما عنهم يوم القيامة :
1 ـ ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٥﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾ القلم ). هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .لا يمكن في عدل الرحمن جل وعلا أن يستوى وأن يتساوى ( المسلم ) بالمجرم . المسلم هنا هو المُسالم مع الناس والذى اسلم قلبه لرب العزة جل وعلا مخلصا له الدين.
2 ـ عند الموت وعند قيام الساعة حيث يرون الملائكة : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ﴿الفرقان: ٢٢﴾. . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين . عند الاحتضار يرون ملائكة الموت تبشرهم بالنار ، وعند قيام الساعة يرون الملائكة اليوم الآخر ، ويكون يوما عليهم عسيرا .
3 ـ عن قيام الساعة :
3 / 1 :( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿ ١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ﴿١٦﴾ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ ﴿١٨﴾ المعارج ) . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين . يتمنى المجرم أن يفتدى نفسه بأقرب الناس اليه بل بكل البشر ، ولكن لا فائدة . فهو مجرم ، عند الله جل وعلا .
3 / 2 : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٢﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ﴿١٣﴾ الروم ) مبلسون يعنى يائسون ولا حُجّة لديهم. كانوا يعتمدون على الشفاعات والشفعاء ، ويؤمنون أن أولياءهم وآلهتهم ستشفع لهم ، ويفاجأون بأنها تكفر بهم وتتبرأ منهم . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .
4 ـ عند البعث : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ﴿الروم: ٥٥﴾ . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .هذه الآية تنفى عذاب القبر والثعبان الأقرع ، وهذا إفك يذيعه مجرمو الأديان الأرضية المحمديون . يستيقظ المجرمون عند البعث فيتخيلون أنهم ناموا أو ماتوا يوما أو بعض ، ويقسمون أنهم ما لبثوا غير ساعة . ويرد عليهم المؤمنون : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّـهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَـٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٥٦﴾ الروم ) .
5 ـ عند الحشر :
5 / 1 : الى موقف العرض أمام الرحمن جل وعلا :
5 / 1 / 1 : عن حشرهم يوم العرض : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٤٧﴾ وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ﴿٤٨﴾ الكهف )
5 / 1 / 2 : ويأتى وصفهم بالمجرمين : ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ﴿طه: ١٠٢﴾ . عندها تخشع الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا . ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ طه ) يتهامسون في هذا الموقف العظيم ( يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ﴿١٠٣﴾ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ﴿١٠٤﴾ طه )
5 / 1 / 2 : في يوم العرض يطلب المجرمون من ربهم جل وعلا الرجوع للدنيا : ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴿السجدة: ١٢﴾
5 / 2 : عن حشرهم الى جهنم ( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿مريم: ٨٦﴾ . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين . تعبير ( نسوق ) فيه تحقير يليق بالمجرمين
5 / 3 : وفى عملية الحشر ( وهم يساقون ) أي ( يوزعون ) أي تقوم ملائكة الحشر بسوقهم وتنظيمهم بحيث لا يخرج أحد عن الصف ، ولا يتخلف أحد من ( المجرمين ) . قال جل وعلا :
5 / 3 / 1 : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿النمل: ٨٣﴾
5 / 3 / 2 : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّـهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿فصلت: ١٩﴾
6 ـ عن موقفهم أمام كتاب الأعمال الجماعى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾ الكهف) .هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .
6 ـ عن إستحالة دخولهم الجنة :( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ٤٠﴾ . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين . الجحيم في الأسفل ، والجنة في أعلى ، ومستحيل على المجرمين أصحاب النار أن تتفتح لهم أبواب السماء ويدخلوا الجنة . وطالما لا مكان لهم في الجنة فهم أصحاب النار .
7 ـ في تخاصمهم قبل دخولهم النار : ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴿سبإ: ٣٢﴾ . المستكبرون يصفون أتباعهم من المستضعفين بأنهم كانوا مجرمين . إذا كان المستضعفون مجرمين فكيف بالملأ المستكبرين ؟
8 ـ عن رؤيتهم النار : ( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴿الكهف: ٥٣﴾ . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .أي لا سبيل لهم للهرب .
9 ـ عن إلقائهم في النار : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ﴿الرحمن: ٤١﴾ . هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين . تكون سيماهم واضحة ، وجوه عليها غبرة ترهقها قترة .
10 ـ عن أحوالهم وهم في جهنم :
10 / 1 : يقال لهم تقريعا وسخرية وهم في العذاب : ( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴿يس: ٥٩﴾. هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .
10 / 2 : سحبهم على وجوههم في النار : ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿القمر: ٤٧﴾ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴿٤٨﴾ القمر ) .هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .
10 / 3 : دورانهم داخل النار:( هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ﴿٤٣﴾ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ﴿٤٤﴾ الرحمن ) .هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين وهم يطوفون ويدورون بين الجحيم ( النار الملتهبة) والحميم ( النار السائلة ).
10 / 4 : المجرمون يطلبون الموت ، ولا حياة ولا موت في الجحيم ولا تخفيف للعذاب . قال جل وعلا عن أصحاب النار : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿٣٦﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧﴾ فاطر )
10 / 4 / 1 : بوصفهم المجرمين قال جل وعلا عن رفض طلبهم الموت للخلاص من العذاب : ( إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿طه: ٧٤﴾
10 / 4 / 2 : بوصفهم المجرمين قال جل وعلا عن رفض طلبهم الموت للخلاص من العذاب : ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿ ٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴿٧٦﴾ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿٧٧﴾ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٨﴾ الزخرف ). لا تخفيف ولا خروج .
10 / 5 : عن تخاصمهم وهم في النار :
10 / 5 / 1 :( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٢٧﴾ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ﴿٢٨﴾ قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٢٩﴾ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ ۖ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ﴿٣٠﴾ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا ۖ إِنَّا لَذَائِقُونَ ﴿٣١﴾ فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ﴿٣٢﴾ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٣﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٤﴾ الصافات ). هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .
10 / 5 / 2 : الحوار بينهم وبين أصحاب الجنة من أهل اليمين : ( إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴿٣٩﴾ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٤٠﴾ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٤١﴾ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ ﴿المدثر ) .هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين .
11 ـ في ( بلاغ للناس ) تحذيرى للناس : ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٤٩﴾ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴿٥٠﴾ لِيَجْزِيَ اللَّـهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٥١﴾ هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٥٢﴾ إبراهيم ) .هنا جاء وصف الكافرين بالمجرمين . ونقيضهم هم أولو الألباب .
في أي فريق تريد أن تكون : فريق المجرمين أم فريق أولى الألباب ؟
التعليقات (4)
1 تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد في الجمعة 21 فبراير 2020
[91888]
________________________________________
رجاء
________________________________________
أود أن تجلى لنا العلاقة التلاحمية بين شيوخ الإضلال وبين الإجرام بشكل قاطع وصريح لالبس فيه ولاغموض.
2 تعليق بواسطة عبدالمجيد المرسلى في الجمعة 21 فبراير 2020
[91889]
________________________________________
شيوخ الضلال والإجرام.
________________________________________
شكرا دكتور علي فضح هؤلاء الشيوخ شيوخ الضلال والإجرام كما قلت ومن علي شاكلتهم وكدالك أسيادهم في برنامج فضح السلفية.

3 تعليق بواسطة Taqwa Tamer في الجمعة 21 فبراير 2020
[91890]
________________________________________
بلس ومبلسون
________________________________________

شكرا للدكتور أحمد صبحي ، أصدقك القول قرأت المقال أكثر من مرة وفي كل أزداد خوفا أيعقل أن ينخدع العامة في المشايخ الى هذه الدرجة ،ووالغرابة أنهم يظنون أنهم يحسنون عملا وتقوى باتباعهم .. عجيب هذا !! إذا سمح وقت حضرتك لي سؤال عن كلمة بلس ومبلسون هل هي بنفس المعنى.
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ َ
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿ ٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ
﴿٧٥﴾ شكرا لكم
4 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الجمعة 21 فبراير 2020
[91891]
________________________________________
شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول :
________________________________________

ـ كالعادة ستتوالى المقالات ، وستكون كتابا بعون الرحمن جل وعلا ، يضم ملاحق من مقالات سبقت فى نفس الموضوع .
الأسئلة التى تأتى فى التعليقات سأجيب عنها فى الفتاوى.


المقال الثانى
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا
آحمد صبحي منصور في الإثنين 24 فبراير 2020
ثانيا :
يقول جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿ ١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿الأنعام: ١٢٤﴾.
1 ـ ( فلان ) مجرم . يسرق ويقتل ويسعى في الأرض فسادا ، وضحاياه بالمئات . هو ( فرد مجرم ) . ( فلان ) أسّس عصابة له ، فتكاثرت سرقاته وتكاثر ضحاياه فأصبحوا آلافا . (فلان ) أصبح من ( كبار المجرمين ) . ولكنه ليس من ( أكابر المجرمين ) الذين يضعون ( كبار المجرمين ) في السجون ، هم الذين يتمتعون بالتقديس مع أنهم الذين ينهبون البلاد ويقتلون العباد .
2 ـ يتحول ( فلان ) هذا من ( فئة كبار المجرمين ) الى ( أكابر المجرمين ) حين يستخدم عصابته في الوصول الى الحكم ، فيكون ضحاياه شعبا ، وتتسع ممتلكاته لتكون ( وطنا ) . ولكن لا يمكن أن يصل الى هذه المكانة إلا بالتميز عن رفاقه القدامى ( كبار المجرمين ) ، ويأتي هذا التميز بإستخدام الدين . نقصد الدين الأرضى الذى يؤمن به أغلبية الشعب . وأكثرية الناس قال عنهم رب العزة جل وعلا : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ الانعام ) ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾ يوسف ) ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ يوسف ) .
3 ـ أي لا بد ل ( فلان ) هذا أن يستخدم شيوخ الدين الأرضى ليكونوا ضمن عصابته . قد يكون الدين الأرضى مختلفا عن الأديان الأرضية العادية ، قد يكون دينا قوميا متعصبا كالنازية أو متعصبا طبقيا كالشيوعية ، وفى كل الأحوال يسود هذا الدين الأرضى المصنوع ، ويكون له شيوخ وقادة يعملون مع ( فلان ) للوصول الى الحكم ، ثم يشاركونه في الحكم ، وتتشكل بهم وبباقى أفراد العصابة نُخبة تعمل في خدمة ( فلان ) منهم من يتخصّص في الإعلام ، وفى ( الدين ) وفى الأمن للنظام وفى قهر الشعب .
4 ـ ومن الطبيعى أن يوجد تنافس وتآمر . فالمستبد بعد أن يصل الى كرسى الحكم بالخداع والفساد لا يسمح لأحد أن ينازعه مُلكه ، وهو لا يثق في أي أحد ، وهو على إستعداد لأن يضحى بأقرب الناس اليه ليظل سلطانا، ويعلم هذا أتباعه من ( الملأ ) و ( النخبة ) فينافقونه إثباتا لإخلاصهم ، ويدور الصراع حول المستبد، وهو مستفيد منه، ولكن عندما يضعف المستبد ينقلب بعضهم عليه . هذه هي أولى ملامح ( أكابر المجرمين ) ، وبالتعبير القرآنى : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ).
5 ـ ولكن أصعب ما يخشاه المستبد هو أن يتآمر عليه ( شيوخ ) الدين الأرضى الذى أسّس به مُلكه وإستمد منه مشروعيته السياسية .لذا لا بد أن يُحكم سيطرته عليهم ليكونوا تحت قدمه ورهن إشارته . إذ أنهم أصبحت لهم مكانة قدسية لدى العوام ، فهم الذين يستخدمون الدين في ترسيخ الولاء والطاعة المطلقة للمستبد ، فإذا إنقلبوا عليه إستخدموا مكانتهم وقدسيتهم ضده لأنهم ( ممثلو الدين و حُماة الشريعة ) . إذا نجحوا في إنقلابهم عليه تحول شيوخ الدين الأرضى الى ممارسة السلطة بأنفسهم ، وتتكون بهذا ( الدولة الدينية الصريحة ) بديلا عن الدولة المستبدة التي تستخدم الدين . ونعطى أمثلة :
5 / 1 : إيران في عهد الشاه كانت تستخدم التشيع في ترسيخ إستبداد الشاه . وصل طغيان الشاه الى ذروته مصحوبا بالقهر والفساد ، ثار الناس ، ووجدها فرصة بعض رجال الدين الشيعي فركب أمواج الثورة مستغلا الفاعلين فيها ، ووصل بها الى الحكم سارقا جهد ونضال من قام بها ، وزجّ بهم الى السجون ، وتأسّست ( ولاية الفقيه ) .
5 / 2 : قامت الدولة السعودية بالدين الوهابى الأرضى ، وزايد شيوخ الوهابية على ( عبد العزيز ) مؤسس الدولة السعودية الراهنة ، وزايدوا على من حكم بعده من أولاده ، وكانت أصعب أنواع المعارضة من داخل شيوخ الوهابية ، ولا يزال هذا حتى الآن . وترتب عليه إنقسام شيوخ الوهابية الى فريقين : أحدهما يمتطيه ولى العهد السعودى والآخر يضعه في السجون ، إذ لا يكفى عند ولى العهد السعودى الحالي ( محمد بن سلمان ) صمت شيوخ الوهابية بل لا بد من إعلان الولاء له بأعلى صوت . فالقضية هنا لا تقبل المساومة .
5 / 3 ـ كان الأزهر أكبر مركز كهنوتى في مصر، ولكن ظل مؤسسة أهلية غير حكومية تتعيش من صدقات الأوقاف . تولى عبد الناصر مستبدا فإحتاج الى الأزهر مطية له ضد الإخوان المسلمين حلفائه السابقين ، وليؤكد به إستبداده ، ولينشر به أيدلوجيته الجديدة البديلة وهى القومية العربية . لذا جعل الأزهر مؤسسة حكومية ، فتوسع الأزهر وتنوع دوره تعليميا ودعويا ، بل واصبح له نفوذ خارج مصر ، وأحكم عبد الناصر سيطرته على الأزهر الجديد فقد أصبح جهازا حكوميا يتم تعيين شيخه والعاملين فيه بمرتبات وترقيات . في عهد السادات ( الرئيس المؤمن ) تعاظم دور الأزهر وإختلف دوره ، فأخذ الأزهر يميل مع السادات نحو الوهابية السعودية .
6 ـ تبعية الشيوخ أبواقا لأسيادهم السلاطين جعل خطابهم يختلف حسب هوى المستبد ، فهو المايسترو وهم العازفون .
6 / 1 : فى الحرب ضد الاستعمار والصهيونية قام الشيوخ بتعبئة الشعب بآيات القتال ، وإختلف الوضع في عصر السادات والصلح مع إسرائيل ، وبعد أن كان يقال في عهد عبد الناصر ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ )﴿٦٠﴾ الأنفال ) أصبح يقال في عهد السادات : ( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) ﴿٦١﴾ الأنفال). كان الأقباط ( عربا ) في عهد عبد الناصر يؤكد ذلك الأزهر ، ثم أصبحوا مواطنين مضطهدين في عصر السادات طبقا للدين الوهابى الذى ساد من وقته .
6 / 2 ـ بعد سقوط عبد الناصر ظهر من يحمل راية القومية العربية دين عبد الناصر . كان أبرزهم صدام حسين العدو الأكبر للسادات . وجد صدام في دين القومية العربية وسيلته في إحكام قبضته على العراق بكل فئاته العرقية والدينية والمذهبية ، جعلهم كلهم عربا في مواجهة إيران . قهر صدام من يعارض سلطته من السنة والشيعة ، وتنافس مع رفيقه البعثى العروبى السورى ( حافظ الأسد ) . ولكى يتفوق عليه حارب صدام ( العروبى ) إيران ( الفارسية ). ثم إنهزم وإنسحب ، وتفاديا لهزيمته في حربه القومية العروبية ضد إيران الفارسية وصل به حُمقه الى تدمير دينه الأرضى ( القومية العربية ) حين إحتل الكويت ( العربية ) . هنا دخل دين القومية العربية في صراع مع الدين الوهابى . كان إحتلاله الكويت سابقة شيطانية في سياسات الاستبداد العربى . أظهرت عوار العرب ( القذافى العربى ساعد إيران ضد صدام ، والفلسطينيون العروبيون في السعودية والخليج هتفوا لصدام ). ولكن كان شيوخ الأديان الأرضية أبر مظاهر هذا العوار . الشيوخ الشيعة والسنّة التابعون لصدام عقدوا مؤتمرا دينيا في تمجيد صدّام ، الشيوخ التابعون للمعسكر الآخر ( السعودية والخليج ) عقدوا مؤتمرات دينية في الهجوم على صدّام . تبارز الشيوخ هنا وهناك في العبث بالآيات القرآنية يلوّون ويؤلون معانيها لتخدم صدام أو السعودية .
6 / 3 ـ من الطريف أن حسنى مبارك تردد باحثا عن مصلحته في هذا الصراع، هل ينحاز الى صدام أم ينضم الى معسكر السعودية ، ولأنه كان بطىء الفهم فقد إستغرق وقتا قبل أن يعلن موقفه . صمت الشيوخ المصريون وصمت معهم الإعلام ينتظرون قبل أن تنطلق حناجرهم تأييدا لما سيختاره حسنى مبارك . وقتها كان أحد الشيوخ من كبار المنافقين الأزهريين قد عينه حسنى مبارك في مجلس الشعب . وقف هذا الشيخ أمام المرآة وقد جهّز خطبتين : الأولى في تأييد صدام إذا إختار مبارك الإنحياز الى صدام ، والأخرى في تأييد السعودية إذا إختار مبارك الإنضمام الى السعودية . قرأ الشيخ المنافق الخطبة الأولى أمام المرآة وبكى ، ثم قرأ الخطبة الأخرى أمام المرآة وأيضا بكى .! . وجاء الوقت الذى أعلن فيه حسنى مبارك إنضمامه الى معسكر السعودية . وعندها وقف شيخ النفاق في مجلس الشعب يدافع عن السعودية ..ويبكى .!!
7ـ كان مبارك يطوف بالكعبة فإستوقفه حاج مصري وقال له كلمة واحدة : ( إتق الله ). عاد الرجل الى مصر فأدخله مبارك السجن . تخيل أنك قلت علنا لأحد الشيوخ الذى يتلاعب بآيات القرآن ( إتق الله ) ؟ هل سيخشع أم سيثور وتأخذه العزة بالإثم ؟ طبعا ستأخذه العزة بالإثم ، فقد تعود أن يعظ الناس ولا يعظه الناس . تعود أن يصرخ في الناس يخوفهم برهبة الدين فكيف ينتقده علنا بعض الناس ؟ قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾ البقرة ). نلاحظ هنا قوله جل وعلا :
7 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ ) أي حيث يوجد ناس فمن الناس من يكون هكذا . أي هي عادة تتكرر في أي مجتمع فاسد يعطى النفوذ لهذا الشخص ، هو يعقد المؤتمرات يخطب في الناس ويعظهم . لو تجرّأ شخص وقال له ( إتق الله ) تأخذه العزة بالإثم . هو إكتسب العزة بالإثم من السلطان الآثم الذى يخدمه .
7 / 2 :( مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أي هو منافق فصيح اللسان لذا تفوّق على الآخرين في دولة السلطان لأن فصاحته تحوز إعجاب الناس . وفصاحته تتجلى في دينه الأرضى ( الدنيوى ) أي فيما يخص الدنيا أو :( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ). ومن مهارته في النفاق وخداع الناس أنه يكذب على رب العزة أي ( وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ). هذا هو مظهره الخارجي .
7 / 3 : ( وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) . في الجانب الآخر من حياته يسعى في الأرض فسادا خادما لسيده السلطان .
7 / 4 : (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ). هو من أكابر المجرمين ولكن تخصصه في الدين ، لذا فالويل لمن يقول له ( إتّق الله ).
8 : يقول جل وعلا في الآية التالية ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠٧﴾ البقرة ). أي إذا كان ( من الناس ) رجال دين من أكابر المجرمين ف ( من الناس ) من يبيع حياته إبتغاء مرضاة الله جل وعلا . هذا مصيره الإضطهاد ، لأنه سيقول لأكابر المجرمين ( إتقوا الله ).! ولهذا تعرضنا للإضطهاد لأننا قلناها بالقرآن للسلطان مبارك وشيوخه ( أكابر المجرمين ) .
9 : الدين السائد لأكابر المجرمين هو دين متوارث ، أو بتعبيرهم : ( ثوابت الدين ) . قرآنيا هم القائلون : ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴿٢٢﴾ الزخرف ) هكذا قال كفار مكة ، وهى تُقال الآن ( أجمعت الأُمّة ) . أي هى عادة سيئة في كل قرية ظالمة ، أى كل دولة فاسدة أو كل مجتمع فاسد يسيطر عليه أكابر المجرمين . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣﴾ الزخرف ). المترفون هنا هم أكابر المجرمين . من السلطان والملأ حوله . بإحتكارهم الثروة صاروا مترفين ، وليسوا مجرد أثرياء . هم أسّسوا سلطانهم بهذا الدين الأرضى المتوارث ، وهم يتمسكون به لأنه الغطاء الشرعى لمكانتهم وثروتهم . لذا يرفضون دعوة الحق ، ويستكثرون أن تأتى دعوة الحق من أشخاص أقل منهم مكانة ، ويرون أنفسهم الأحق بأن ينزل عليهم الوحى الإلهى . هذا يذكّرنا بقوله جل وعلا عن ( أكابر المجرمين ) :( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿ ١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ) . ما قاله جل وعلا ينطبق تماما على المحمديين اليوم .
10 ـ نتدبر قوله جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ الانعام )( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ يونس ). أظلم الناس هم شيوخ الأديان الأرضية الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا ويكذّبون بآياته . هم موصوفون بالمجرمين . وطالما هم أظلم الناس فهم من كبار المجرمين ، وليسوا من المجرمين العاديين .
11 ـ المجرم العادى ( سواء كان فردا أو زعيما للمافيا ):
11 / 1 : لا يستخدم الدين ، ولا يجعل فساده دينا ظلما وإفتراءا على رب العزة جل وعلا .
11 / 2 ـ المجرم العادي ( سواء كانوا أفرادا أو زعماء للمافيا ) لا أتباع لهم من الجماهير . أكابر المجرمين لهم أتباع من ملايين الناس المستضعفين .
12 ـ في الجحيم سيتخاصم المجرمون المستضعفون مع أسيادهم المستكبرين أكابر المجرمين . قال جل وعلا :
12 / 1 : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ الشعراء ). المجرمون المستضعفون في جهنم سيقولون لأكابر المجرمين من السلاطين :( تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾) ثم يلتفتون الى المشايخ المُضلين ويقولون ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾).
12 / 2 : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾ الأحزاب ). ييأس المستضعفون المجرمون في جهنم فيعلنون حسرتهم ، ويلعنون سادتهم وكبراءهم ( أكابر المجرمين ).
13 ـ أكابر المجرمين من الشيوخ موصوفون بأنهم أعداء الأنبياء وموصوفون بالإجرام وبأنهم شياطين الإنس والجن . لنتدبر قوله جل وعلا :
13 / 1 : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿الفرقان: ٣١﴾
13 / 2 : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ الانعام ).
ودائما : صدق الله العظيم .!

التعليقات (6)
1 تعليق بواسطة عبدالمجيد المرسلى في الثلاثاء 25 فبراير 2020
[91897]
________________________________________
شيوخ الضلال والإجرام.
________________________________________
اعجبتني الكلمة التي قلت فيها فهو المايسترو وهم العازفون واري ان هده الكلمة تنطبق علي الشيخ عاءض القرني الدي كان جد نشيط ومتميز في الفرقة القديمة وعندما غير الملك سلمان النشيد كان هدا الشيخ من الأوائل الدين تبرءوا من النشيد القديم وأعلن ولاءه للملك وهو الآن يقوم بالدعاية علي احسن وجه حيت الآن ينتقد سياسة إردوغان في منطقة الشرق الأوسط ويصفه بالخاءن وربما يدعوا مستقبلا بتكفير مع العلم انه عندما كان في المعزوفة القديمة كان من المؤيدين لاردوغان وتمجيده أما الدين رفضوا العزف في الفرقة الجديدة فهم الآن في السجن .
2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 25 فبراير 2020
[91905]
________________________________________
شكرا استاذ عبد المجيد ، وأقول:
________________________________________
المستبد ( المايسترو ) يعتبر الرأى الآخر ( نشازا ) يستحق العقوبة ، وهذا ما يفعله السيسى مع من يعارضه بكلمة . يزيد العقاب حين يكون المعترض شيخا صاحب شهرة أو نفوذ شعبى .
أكابر المجرمين يظهرون فى مواكبهم صفا واحدا تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ، كل منهم لا يدع فرصة إلا إستغلها ليعلو على رفاقه . الله جل وعلا يعذبهم فى الدنيا ، ويضطرون لإخفاء آلامهم تحت قناع الإبتسامات الزائفة والتصريحات البراقة . ومصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا.

3 تعليق بواسطة Taqwa Tamer في الأربعاء 26 فبراير 2020
[91906]
________________________________________
كبار وأكابر
________________________________________

أعجبني هذا القول (يتحول ( فلان ) هذا من ( فئة كبار المجرمين ) الى ( أكابر المجرمين ) حين يستخدم عصابته في الوصول الى الحكم ، فيكون ضحاياه شعبا ، وتتسع ممتلكاته لتكون ( وطنا )أيضا ما يمتاز به هذا عن غيره من استخدام الدين على الطريفة البشرية التي تحقق أهدافه .. أردت أن أسأل عن كبار هل هي من (كبير) أما أكابر من كلمة( أكبر )هل هذا صحيح؟ لو كان صحيحا معنى هذا أن الأكابر يحتكرون لفظ أكبر لهم من دون الله ..
4 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الخميس 27 فبراير 2020
[91907]
________________________________________
شكرا استاذة تقوى ، وأقول
________________________________________

ـ كلمة ( كبر ) ومشتقاتها كثيرة التنوع فى السياق القرآنى ، منها كبير ، أكابر ، استكبر متكبر كبراء أكبر من ..الخ . نتوقف معها بعون الرحمن فى القاموس القرآنى .
وسنلحقها فى ملاحق هذا الكتاب بعون الرحمن جل وعلا.


5 تعليق بواسطة خميس السليطي في الخميس 27 فبراير 2020
[91911]
________________________________________
لا قدسية لاحد في القرآن العظيم
________________________________________
جزاك الله خير أستاذ احمد صبحي منصور
أقول : في دين القران لا قدسية لاحد من شيوخ او متدينين ، لا يوجد شيء اسمه فضيلة ، ولا يوجد العالم العلامة وحيد عصره وفريد دهره ، لا يوجد روح الله او اية الله او الولي فلان ابن فلان ... الخ
فقط يوجد مسلم مؤمن بكتاب الله .
لقد طلب الله منا ان لا نزكي أنفسنا : النجم - الآية 32 الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ
النساء - الآية 49 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا
في دين (السنة والشيعة والصوفية والدين الخارجي) يوجد كل ما قلته اعلاه من شيخ وفضيلة وولي ... الخ

تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الجمعة 28 فبراير 2020
[91915]
________________________________________
شكرا استاذ خميس السليطى وأهلا بك فى موقعك أهل القرآن ، وأقول :
________________________________________

1ـ هناك مساحة فى القلب للتقديس يجب أن تكون خالصة لرب العزة جل وعلا وحده ، فلا تقديس لغيره . أى تقديس لنبى أو أى مخلوق ولو بنسبة 1% تكون إنتقاصا من هذا التقديس الواجب لرب العزة جل وعلا وخصما من حقه علينا وكفرا به ودليلا على عدم إخلاص الدين له جل وعلا وحده .
2ـ خاتم النبيين محمد ــ عليه وعليهم السلام ــ أمره رب جل وعلا فى سورة ( الزمر ) بإخلاص الدين له جل وعلا وأن يعبد رب جل وعلا مخلصا له الدين لأن له جل وعلا الدين الخالص ، وأكّد له جل وعلا أنه لو أشرك فسيحبط رب العزة جل وعلا عمله وسيجعله من الخاسرين . ثم تدور الأيام ويجعل المحمديون إلاها أسموه محمدا يرفعونه فوق رب العزة جل وعلا ، ومع هذا يزعمون الإيمان بالقرآن الكريم ، ويزعمون أن هذا هو الاسلام .. خسئوا ..














المقال الثالث
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا :
التعرف على أكابر المجرمين بالوعظ ب ( إتّق الله )
آحمد صبحي منصور في السبت 29 فبراير 2020
أولا
1 ـ لو قابلت مجرما عاديا ( من أصاغر المجرمين ) ووعظته قائلا : ( إتّق الله ) فربما يخشع لأنه يعرف أنه مجرم ، ويعرف أن عقابا ينتظره . لو قلت ( إتّق الله ) لواحد من أكابر المجرمين فستأخذه العزة بالإثم ، وربما يعصف بك لو كنت من مواطني البلد .
ليس هذا كلاما نظريا بل هو واقع مؤلم . أكابر المجرمين من السلاطين في عصرنا يعصفون بمنظمات حقوق الانسان المحلية التي ترفع صوت الضحايا وصرخاتهم تحت آلات التعذيب ، ولا يلقون بالا الى مناشدات منظمات حقوق الانسان الدولية ( وهو نوع من الوعظ ) في الإفراج عن المعتقلين ظلما أو حتى منع التعذيب وتوفير ظروف إنسانية لهم في السجن . السيسى في مصر يخطب يعظ الناس ، بل يعظ شيخ الأزهر ويتكلم عن اليوم الآخر ، ناسيا صراخ ضحاياه تحت التعذيب ، وأنه يسرق بلا رقيب ولا حسيب . السيسى يتكلم متحببا للناس ، يصفهم بأنهم نور عينيه ، ويتفوق على الراحلة ( أمينة رزق ) في الدراما التراجيدية الباكية ، إذ تنهمر دموعه عند اللزوم وهو يخطب . تراه هكذا فتحسبه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز . لكنه إذا نوقش ــ حتى من بعض أتباعه ـ تحوّل سريعا الى شخصية الحجاج بن يوسف الثقفى .
بالمناسبة : هناك أوجه شبه كثيرة بين السيسى والحجاج في موضوع الوحشية . على أن الحجاج لم يكن منافقا محتاجا للتمثيل ، ثم كانت وحشيته في تناغم مع ثقافة عصره . كل من ( الحجاج والسيسى ) إرتكب ما يعرف بالقتل صبرا . القتل صبرا يعنى حشر المساجين في ظروف بالغة القسوة بدون أدنى رعاية وتركهم الى أن يموتوا جوعا ومرضا وبردا . الموت صبرا حصد كثيرين من الأبرياء في سجون السيسى ، وهو يتربص بالباقين . وبالموت صبرا قضى الحجاج بن يوسف على مائة ألف سجين. مستبدو المحمديين يمارسون وحشية الحجاج بن يوسف . العالم الديمقراطى يناشدهم ويعظهم ولكن لا يتعظون ، إذ يكفيهم أن أكابر المجرمين من شيوخ الدين ( أصحاب الفضيلة ) يتراقصون في مواكبهم مهللين .
2 ـ على أن رب العزة جل وعلا ذكر الوعظ بالتقوى دليلا يمكن به التعرف على أكابر المجرمين ، من سلاطين وشيوخ الدين . وهذا في قوله جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾ البقرة ).
2 / 1 : قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ ) أي حيث يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) من يتصدى لإضلال الناس . إذا كان مستبدا أطلق التصريحات الحانية ، وإذا كان من شيوخ الدين الأرضى يتصدر للوعظ ، ولأنه من شيوخ السلطان فقد قام السلطان بتلميعه وتنصيبه علما للهداية ، فيتكاثر حوله الناس مبهورين بما يسمعون منه ، وهو يحكى لهم منكرا من القول وزورا ، سواء من الأحاديث الشيطانية التي تملأ كتب دينه الأرضى ، أو من مفترياته الشخصية أنه رأى في المنام كذا وكذا ، والعوام كما قال جل وعلا : ( وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ الانعام )
2 / 2 : ( كلمة إتق الله ) تفضح أكابر المجرمين العاملين في مجال الدين خادما لأسياده الحكام . هو بحكم عمله يعظ ويتكلم بإعتباره متحدثا عن رب العزة جل وعلا ، فإذا قيل له ( إتق الله ) أخذته العزة بالإثم وليس بالحق . الويل لمن يتصدى له موضحا تناقضه مع القرآن الكريم ، عندها تأخذه العزة بالإثم ، إذ هو في خدمة سلطانه يملك نفوذا يجعله محصّنا ضد النقد ، وهو لا يتوانى عن عقاب من يناقشه ويسبب له إحراجا ، ولأنه جاهل فلديه عُقدة إضافية من العلماء الحقيقيين ، ويريد إلغاءهم ليخلو له الجو فيقول ما يشاء . لذا فهو يسعى في الأرض فسادا ، أو كما قال جل وعلا : ( وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) .
2 / 3 : ولأنه منافق عتيد فهو في تناقض بين أقواله وأفعاله . أو كما قال رب العزة جل وعلا : ( وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )، يفترى على الله جل وعلا كذبا ، وهو ألدُّ الخصام . ولا بد له من الإفتراء على الله جل وعلا كذبا ليجعل العوام منبهرين بأكاذيبه ، يصغون اليها بأفئدتهم .
ثانيا :
لمحة عن الوعظ بتقوى الله في تاريخ ( المسلمين )
1 ـ كان عبد الملك بن مروان طالب علم قبل أن يلحق بأبيه الخليفة مروان بن الحكم ، ثم تولى الخلافة بعده . وبعد ان قضى على حركة عبد الله بن الزبير وقتله عام 73 هجرية جاء المدينة عام 75 ، وهى التي عاش فيها من قبل طالب علم ، وتحسُّبا من أن يعظه أستاذه ( سعيد بن المسيب ) فقد أعلن في خطبة شهيرة له أنه سيضرب عنق من يأمره بتقوى الله . هنا أعلن نفسه من أكابر المجرمين ، إذ أخذته العزة بالإثم .
2 ـ كانت الدولة العباسية دولة كهنوتية ، وكان يحلو للخليفة العباسى أن يتصدى للوعظ ، وتأكّد هذا في خلافة أبى جعفر المنصور الذى وطّد الدولة العباسية ، وكوّن حوله حلقة من الفقهاء يشاركونه في صفة ( أكابر المجرمين ). كان ينتظر منهم الطاعة المطلقة ، وحين ظهرت إستقلالية أبى حنيفة وموقفه من الأحاديث التي يفتريها زملاؤه قتله أبو جعفر المنصور عام 150 هجرية .
كان أبو جعفر المنصور يعرف إنه يستخدم الدين في تثبيت سلطانه ، وكان مشهورا بخطبه الوعظية ، يخطب وتسيل دموعه ويعلو صوت بكائه ، بينما إذا تولى سعى في الأرض قتلا وسلبا ونهبا وفسادا . هذا النوع من أكابر المجرمين الذى يحكم ويتاجر بالدين لا يسمح لأحد أن يزايد عليه في صناعته . لا يسمح لأحد أن يقول له (إتّق الله ) ، لو سمح له فسيكون هذا الواعظ تهديدا سياسيا له . هذه القصة التي رواها ابن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم 7 /340 :341 ) توضح هذا .
يقول : ( بينما المنصور ذات يوم يخطب وقد علا بكاؤه إذ قام رجل فقال : " يا وصّاف تأمرنا بما تجتنبه وتنهى عما ترتكبه ، بنفسك فابدأ ثم بالناس ". فنظر إليه المنصور ثم تأمله مليا ، ثم قطع الخطبة وقال : " يا عبدالجبار خذه إليك "، فأخذه عبدالجبار ، وعاد ( المنصور ) إلى خطبته فأتمها وقضى الصلاة ، ثم دخل ، ودعا بعبدالجبار ثم قال : " ما فعل الرجل ؟" فقال : " محبوس عندنا يا أمير المؤمنين. " . قال ( المنصور ) أمل له ( ثم أعرض له ) بالدنيا فإن عزف عنها فلعمرى أنه لمريد (للأخرة ) وإن كان كلامه ليقع موقعا حسنا ، وإن مال إلى الدنيا ورغب فيها فإن لى فيه أدبا يردعه عن الوثوب على الخلفاء وطلب الدنيا بعمل الآخرة.". ) يعنى أن يختبره ، هل في وعظه يرجو الآخرة ولا مطمح له في الدنيا ، أم هو يتجرأ ويعظ الخليفة علنا ليكسب جاها دنيويا . وفعلا إختبره عبد الجبار ، عرض عليه أن يعمل عند الخليفة في ظلم الناس ، فرضى وصار من خدم الخليفة . وتمتع كما يتمتعون ، فجىء به الى أبى جعفر المنصور فوبّخه وقتله . تقول الرواية : ( فخرج عبدالجبار فدعا بالرجل ودعا بغذائه ، فقال له : " ما حملك على ما صنعت ؟ " قال : " حق الله كان فى عنقى فأديته إلى خليفته "، قال : " إذا فكُل "، قال : " لا حاجة لى فيه "، قال " وما عليك من أكل الطعام إذا كانت نيتك حسنة".! ، فدنا فأكل ، فلما أكل طمع ( عبد الجبار ) فيه، فتركه أياما ثم دعاه فقال : " لهى عنك ( أى نساك )أمير المؤمنين وأنت محبوس فهل لك فى جارية تؤنسك وتسكن إليها ؟ " قال : " ما أكره ذلك . " . فأعطاه جارية ، ثم أرسل إليه(يقول ) : " هذا الطعام قد أكلت ، والجارية قد قبلت ، فهل لك فى ثياب تكتسيها وتكسو عيالك إن كان لك عيال ، ونفقة تستعين بها على أمرك ، إلى أن يدعو بك أمير المؤمنين إن أردت الوسيلة عنده إذا ذكرك؟ " ، قال : " وما هى "، قال : " أوليك الحسبة والمظالم ، فتكون أحد عماله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر "، قال : " ما أكره ذلك "، فولاه الحسبة والمظالم . فلما أتى عليه شهر قال عبدالجبار للمنصور : " الرجل الذى تكلم بما تكلم به فأمرت بحبسه قد أكل من طعام أمير المؤمنين ، ولبس من ثيابه وعاش من نعمته وصار أحد ولاته فإن أحب أمير المؤمنين أن أدخله عليه فى زى الشيعة( أى أنصار العباسيين فى ذلك الوقت ) فعلت " . قال : فأدخله . فخرج عبدالجبار فقال ( للرجل ) : " قد دعا بك أمير المؤمنين وقد أعلمته أنك أحد عماله على المظالم والحسبة ، فأدخل عليه فى الزى الذى يحب . " . فألبسه قباء وعلق خنجرا فى وسطه وسيفا بمعاليق ....ودخل ، فقال: " السلام عليك يا أمير المؤمنين . " فقال : " وعليك ، ألست القائم بنا والواعظ لنا ومذكرنا بأيام الله على رؤوس الملأ ؟" قال :" نعم "، قال : " فكيف تخليت عن مذهبك؟ " قال : " يا أمير المؤمنين ، فكرت فى أمرى فإذا أنا قد أخطأت فيما تكلمت به ورأيت أنى مصيب فى مشاركة أمير المؤمنين فى أمانته " . قال : " هيهات ، أخطأت إستك ( يعنى مؤخرتك ) الحفرة ، هناك يوم أعلنت فيه الكلام وظننا أنك أردت الله به فكففنا عنك ، فلما تبين لنا أنك أردت الدنيا جعلناك عظة لغيرك حتى لا يجترىء بعدك مجترىء على الخلافة ، أخرجه يا عبدالجبار فاضرب عنقه " . فأخرجه ..فقتله. )
3 ـ في نفس الوقت كان أبو جعفر المنصور يحترم العلماء الذين لا يأخذون أجرا على الوعظ ولا يزاحمونه في سلطانه زاهدين في الدنيا يرجون لقاء الله جل وعلا . يتجلى هذا من موقفه من عمرو بن عبيد أحد أئمة المعتزلة ، وقد كان أبو جعفر المنصور في شبابه تلميذا لعمرو بن عبيد ، وعندما دارت الأيام ونجحت دعوة بنى العباس إختار عمرو بن عبيد أن يبتعد عن تلميذه القديم . تعرض المنصور لثورة كادت تقضى على ملكه ، إذ ثار الهاشميون بقيادة محمد النفس الزكية في الحجاز وأخيه إبراهيم بالعراق ، ووقع أبو جعفر المنصور بين الثورتين . وجاءه خبر أن محمدا النفس الزكية بعث الى عمرو بن عبيد برسالة يطلب فيها أن ينضم اليه . فجاء أبو جعفر المنصور للبصرة وبعث الى أستاذه القديم ليحقق معه . كان أبو جعفر المنصور في فسطاطه وعلى الباب أعيان دولته ينتظرون الإذن بالدخول على الخليفة ، بينما ينتظر الخليفة مجىء عمرو بن عبيد . جاء عمرو بن عبيد راكبا حمارا ودخل به بوابة الفسطاط دون أدنى إهتمام بالبروتوكول ، وإرتاع أعيان دولة المنصور ، ثم إزدادت دهشتهم حين جاء الربيع بن يونس حاجب الخليفة وهو يرحب بعمرو بن عبيد ، ويصطحبه للقاء الخليفة قبل أعيان دولته. بعد لقاء طويل بينهما خرج عمرو بن عبيد يتوكأ على الحاجب الربيع بن يونس حتى أركبه الحمار . وحكى الربيع للمدهوشين موجز لقاء عمرو بأبى جعفر المنصور .
ننقل الرواية كما جاءت في المنتظم لابن الجوزى : ( قال :‏ بينا أنا على باب المنصور وإلى جنبي عمارة بن حمزة إذ طلع عمرو بن عبيد على حمار، فنزل عن حماره ،ونحى البساط برجله وجلس دونه ، فالتفت إليّ عمارة فقال‏:‏ " لا تزال بصرتكم ترمينا بأحمق‏.‏" فما فصل كلامه من فيه ( فمه ) حتى خرج الربيع وهو يقول ( لعمرو بن عبيد ) ‏:‏ ( أجب أمير المؤمنين جعلني الله فداك‏). "،‏ فمر متوكئًا عليه، فالتفت إلىّ عمارة فقلت‏:‏ " إن الرجل الذي استحمقت قد دُعي وتُركنا‏.‏" قال‏:‏ " كثيرًا ما يكون هذا" ‏.‏ فأطال اللبث ثم خرج الربيع وعمرو متوكئًا عليه وهو يقول‏:‏ ( يا غلام حمار أبي عثمان‏ ).‏ فما برح حتى علا سرجه وضم إليه نشر ثوبه و استودعه الله‏.‏ فأقبل عمارة على الربيع فقال‏:‏ "لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلًا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه‏ " .‏ قال‏:‏" فما غاب عنك والله ما فعله أمير المؤمنين أكثر وأعجب‏.‏ " قال‏:‏ " فإن اتسع لك الحديث فحدثنا‏ " .‏ فقال‏:‏ " ما هو إلا أن سمع أمير المؤمنين بمكانه فما أمهل حتى أمر بمجلس ففرش لبودًا ، ثم انتقل هو و المهدي( ولى العهد ) وكان على المهدي سواده وسيفه ، ثم أذن له ، فلما دخل عليه بالخلافة ، فرد عليه ومازال يدينه ( يقرّبه منه ) حتى أتكأه على فخذه وتحفّى به ، ( إحتفى به ) ثم سأله عن نفسه وعن عياله ، يسميهم رجلًا رجلًا وامرأة امرأة ، ثم قال‏:‏ " يا أبا عثمان عظني‏.‏ " فقال‏:‏ " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم‏:‏ ‏"‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏{‏والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب‏}‏ إن ربك يا أبا جعفر لبالمرصاد‏.‏" ‏ فبكى ( أبو جعفر ) بكاءً شديدًا كأنه لم يسمع تلك الآيات إلا في تلك الساعة ، وقال‏:‏ " زدني‏." ‏ فقال‏:‏ " إن الله قد أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منه ببعضها ، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من قبلك ثم أفضى إليك ، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك ، وإني أحذرك ليلة تمخض صبيحتها عن يوم القيامة‏.‏" ..‏ فبكى والله أشد من بكائه الأول حتى جف جفناه‏.‏ فقال له سليمان بن خالد‏:‏ " رفقًا بأمير المؤمنين قد أتعبته اليوم " فقال له عمرو‏:‏ " بمثلك ضاع الأمر وانتشر لا أبالك .! وماذا خفت على أمير المؤمنين أن بكى من خشية الله عز وجل . " فقال له أمير المؤمنين‏:‏ " يا أبا عثمان أعنّي بأصحابك أستعن بهم‏. " ‏ قال‏:‏ " أظهر الحق يتبعك أهله‏.‏ " قال ( أبو جعفر المنصور ) ‏:‏ بلغني أن محمد بن عبد الله بن حسن ( محمد النفس الزكية الثائر ) كتب إليك كتابًا‏.‏ " قال‏:‏ " قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه‏." ‏ قال‏:‏ " فيم أجبته " ، قال‏:‏ " أوليس قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا إني لا أراه " ( اى كان عمرو بن عبيد ينهى عن اللجوء للحرب ، وقد عرف منه هذا ابوجعفر المنصور حين كان من تلامذته ) قال ( المنصور ) ‏:‏ " أجل ، ولكن تحلف لي ليطمئن قلبي‏." ‏ قال‏:‏ " لئن كذبتك تقية لأحلفن لك بقية‏.‏ " ( أي لو كان كاذبا سيكون سهلا عليه أن يحلف كذبا ) قال ( أبو جعفر المنصور )‏:‏ " أنت والله الصادق البر" ‏.‏ ثم قال‏:‏ " قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تستعين بها على سفرك وزمانك‏.‏" قال‏:‏ " لا حاجة لي فيها‏.‏" قال‏:‏ ( والله لتأخذنها‏.‏" قال‏:‏ " والله لا آخذها‏. " ‏ فقال له المهدي ( ولى العهد إبن المنصور ) ‏:‏ " يحلف أمير المؤمنين وتحلف‏!‏ " فترك ( عمرو بن عبيد ) المهدي وأقبل على المنصور وقال‏:‏ " من هذا الفتى ؟ " قال‏:‏ " هذا ابني محمد هو المهدي وولي العهد‏." ‏ قال‏:‏ " والله لقد أسميته اسمًا ما استحقه عمله وألبسته لباسًا ما هو من لبس الأبرار ولقد مهدت له أمرًا أمتع ما يكون به أشغل ما يكون عنه‏.‏ " ثم التفت إلى المهدي وقال له‏:‏ " يا ابن أخي إذا حلف أبوك حلف عمك لأن أباك أقدر على الكفارة من عمك‏.‏ " ثم قال‏ ( أبو جعفر المنصور ) :‏ " يا أبا عثمان هل من حاجة ؟ قال‏:‏" نعم‏." ‏ قال‏:‏ " وما هي " قال‏:‏ " لا تبعث إلي حتى آتيك‏.‏ " قال‏:‏ " إذًا لا تأتيني‏.‏" قال‏:‏ " عن حاجتي سألتني‏.‏ " قال‏:‏ فاستحفظه الله . ( أي ودّعه في حفظ الله ) وقال أبو جعفر المنصور عنه : ( كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد ) .
أخيرا
مستحيل أن يتكرر هذا في عصرنا .
نحن نتقدم ليس فقط الى الخلف بل نتساقط من الحضيض الى أسفل سافلين .
التعليقات (3)
1 تعليق بواسطة Taqwa Tamer في السبت 29 فبراير 2020
[91917]
________________________________________
هل نصح أحد الحجاج بن يوسف بتقوى الله وتركه حيا ؟
________________________________________
خطب الحجاج بن يوسف الثقفي خطبته الشهيرة في الكوفة كان منها (أما والله إني لأحمل الشر محمله , واحذوه بنعله، واجزيه بمثله، وإني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لأنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى. و إني والله يا أهل العراق ما اغمز كتغماز التين، ولا يقعقع لي بالشنان ولقد فرزت عن ذكاء، وجريت إلى الغاية القصوى .) بعد هذه القسوة في أول خطاب له في الكوفة عند توليه .. هل قال أحدهم له: اتق الله ، وتقبل النصيحة ولم تأخذه العزة بالاثم ؟ شكرا لكم.
2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأحد 01 مارس 2020
[91918]
________________________________________
شكرا استاذة تقوى ، وأقول
________________________________________

الحجاج كان يقتل ب ( الظّنة ) أى بمجرد الشّك والظن . فلم يجرؤ احد على وعظه . على أنه كان يعفو عمّن يراه صادقا . جىء له برجل ، أخوه مطلوب للحجاج وأراد الحجاج أن يسأله عن مكان إختفاء أخيه ، وكان الرجل مشهورا بالصدق . قال له الحجاج : اين أخوك ؟ فقال الرجل : فى بيتى . فعفا عنه الحجاج وعن أخيه .
أقولها مرة أخرى : مستحيل أن يتكرر هذا في عصرنا .
نحن نتقدم ليس فقط الى الخلف بل نتساقط من الحضيض الى أسفل سافلين .

3 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأحد 01 مارس 2020
[91923]
________________________________________
أكرمه الله جل وعلا الأستاذ أحمد فتحى المترجم . بعث بترجمة كتابين معا .!
________________________________________
بمناسبة عيد ميلادى الحادي والسبعين تفضل الأستاذ أحمد فتحى بارسال ترجمة لكتابين معا هما ( لكل نفس بشرية جسدان ) و ( النبى محمد في حوار تخيلى مع ال سى إن إن ) .

أدعو الله جل وعلا أن يجزيه عنا خير الجزاء ، فقد تطوع بأداء مهمة نبيلة متفرغا لها . أكرمه الله جل وعلا وأسعده في الدنيا والآخرة .

Read in Ahl Al Quran site
An Imaginary CNN Interview with Prophet Muhammad (PART I)
Authored by: Dr. Ahmed Subhy Mansour
Translated by: Ahmed Fathy
http://ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=172

Read in Ahl Al Quran site
Each Human Soul Has Two Bodies
Authored by: Dr. Ahmed Subhy Mansour

Translated by: Ahmed Fathy

http://ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=171

















المقال الرابع
التعرف عمليا على أكابر المجرمين: ( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾ :
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا
آحمد صبحي منصور في الإثنين 02 مارس 2020
أولا : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ) ﴿٤١﴾ الرحمن )
1 ـ قوله جل وعلا : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ) هو عن المجرمين أصحاب النار يوم القيامة . طبقا للإيمان والعمل ستكون وجوه من سيدخل الجنة تشعُّ نورا ، وستكون وجوه من سيدخل الجحيم سوداء . قال جل وعلا في المقارنة بين الفريقين : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّـهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٠٧﴾ آل عمران ) .
2 ـ الكتاب الإلهى نور . قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿النساء: ١٧٤﴾ ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿المائدة: ١٥﴾ .
3 ـ والذى يتبع الكتاب الإلهى مخلصا لله جل وعلا الدين يكون كتاب الله جل وعلا له ( فرقانا ) يرى به الحق حقا والباطل باطلا . قال جل وعلا في خطاب مباشر للذين آمنوا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾ الانفال ). بمعنى آخر فالذى يتبع القرآن متمسكا به وحده حديثا وملتزما بطاعته يكون له القرآن الكريم نورا يمشى به في الناس ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٨﴾ الحديد ). أما الذى يؤمن بحديث آخر مع القرآن فهو يمشى في الظلمات يحسب أنه يُحسن صُنعا . قال جل وعلا في المقارنة بين الفريقين : ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾ الانعام )،
4 ـ الكتاب الإلهى هو أساس النور والهداية ، أما لهو الأحاديث أو الأحاديث الشيطانية هي أساس الظلمات في الدنيا . وهناك مجرمون وهناك أكابر المجرمين . قال جل وعلا عن الكافرين العاديين : ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴿٤٠﴾ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿٤١﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴿٤٢﴾ عبس ) ، بينما قال عن أكابر المجرمين من شياطين الإنس والجن : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ الزمر ) .
5 ـ بهذا يتبين لنا في حياتنا الدنيا من هم أكابر المجرمين من ( أصحاب الفضيلة شيوخ الكهنوت ) ، إنهم من ينشر لهو الحديث ويصدُ عن القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾ لقمان ) . قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ ) أي حيث يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) من يشترى لهو الحديث ليضل الناس بغير علم . ( راجع مبيعات كتب البخارى وغيره من لهو الحديث ) وحيث أننا ( ناس ) فهذا الصنف من أكابر المجرمين يعيش بيننا نحن الناس ، وهو معروف ومشهور لأنه يعمل في تجارة مضمونة الربح الدنيوى ،( راجع أجور أكابر المجرمين وثرواتهم ) ، يستغل وسائل الإعلام والمساجد في الإضلال .
6 ـ ولأن أكثرية الناس لا يعقلون ولا يفقهون ، ولا يؤمنون بالله جل وعلا إلا وهم مشركون ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ يوسف ) فإن الذى يعمل في هذه التجارة الشيطانية يكتسب شهرة و ( تقديسا ) عند العوام المجرمين العاديين الذين يتبعون أكابر المجرمين . هم عند الناس ( أصحاب الفضيلة )، بيما هم عند الرحمن جل وعلا كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث . قال جل وعلا : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾الأعراف) . قال جل وعلا : ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )، ولكن العوام لا يتفكرون ، لذا فهؤلاء الكلاب عند العوام هم طائفة مقدسة ، من ( الإمام الأكبر ) و( فضيلة الشيخ ) و ( آية الله ) .
7 ـ بهذا فإنه : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ) ليس في الآخرة فقط بل في الدنيا أيضا .
ثانيا : في القصص القرآنى عن السابقين
1 ـ رب العزة جل وعلا ذكر لنا في القصص القرآنى ما فيه العبرة والعظة . قال جل وعلا : ( وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٠﴾ هود ). ومن العبرة أن الله جل وعلا وصف الكافرين بالإجرام ، وهذا لكى نطبّق مواصفات الإجرام على من تنطبق عليه في عصرنا ، فنتعرف عليهم ، وإذا آتاهم وعظ وتحذير فإستكبروا فقد تشابهوا مع المجرمين السابقين .
2 ـ الوصف بالإجرام جاء عن عموم الأمم السابقة . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿الروم: ٤٧﴾
2 / 2 : ( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿يوسف: ١١٠﴾
2 / 3 : ( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴿يونس: ١٣﴾
2 / 4 : ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿الدخان: ٣٧﴾
3 ـ ودعا رب العزة الى السير في الأرض والبحث في آثار أولئك المجرمين لمزيد من التعرف عليهم ، ولنتعلم مما حدث لهم ، قال جل وعلا : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿النمل: ٦٩﴾
4 ـ وفى تفصيلات القصص القرآنى عن السابقين جاء الوصف بالإجرام لبعض الأقوام :
عن قوم عاد :
1 :( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿هود: ٥٢﴾
2 : ( تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأحقاف: ٢٥﴾
عن قوم لوط :
1 : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ٨٤﴾
2 : ( قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴿الذاريات: ٣٢﴾
عن شعيب وقومه مدين ( وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ﴿هود: ٨٩﴾
عن فرعون وقومه
1 :( قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿القصص: ١٧﴾
2 : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿يونس: ٧٥﴾
3 : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ١٣٣﴾
4 :( فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ ﴿٢٢﴾ الدخان )
مغزى وصفهم بالمجرمين بعد هلاكهم
1 ـ لا بد من الإنتقام من الظالمين المجرمين . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ﴿٢٢﴾ السجدة
2 ـ أهمية الوعظ لإنقاذ المجتمع من إهلاك تتسبب فيه النخبة المترفة من أكابر المجرمين . قال جل وعلا : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿هود: ١١٦﴾
في القصص القرآنى المعاصر للنبى محمد عليه السلام
1 ـ الأساس هنا هو القرآن الكريم الذى به تم إحقاق الحق وإبطال الباطل ، ولذلك يكرهه المجرمون ( أكابر المجرمين ) . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿٨﴾ الانفال )
1 / 2 : ( وَيُحِقُّ اللَّـهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿٨٢﴾ يونس )
1 / 3 : ولذلك يكرهه ( أكابر المجرمين ) . قال جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ يونس )
1 / 4 : أكابر المجرمين إتهموا النبى محمدا بأنه الذى ( إفترى القرآن ) وهى جريمة ، وهم المجرمون . قال جل وعلا : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿هود: ٣٥﴾
2 ـ جاءهم التهديد . قال جل وعلا : ( فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ١٤٧﴾
3 ـ فكانوا يستعجلون العذاب إستهزاءا بالقرآن الكريم ، فوصفهم رب العزة جل وعلا بالإجرام . قال جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ﴿يونس: ٥٠﴾
4 ـ سار المنافقون على نفس الدرب فإستحقوا الوصف بالإجرام والكُفر . قال جل وعلا : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٦٦﴾ التوبة )
أخيرا : المجرمون يوم القيامة
1 ـ المجرمون الذين شهدوا نزول القرآن الكريم والذين أتوا وسيأتون من بعدهم قال لهم رب العزة جل وعلا :
1 / 1 : عن كفرهم بالقرآن الكريم:( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿الجاثية: ٣١﴾
1 / 2 : عن تكذيبهم بالقرآن ، وأن معنى التكذيب هو إيمانهم بحديث آخر ( كالبخارى ) مع القرآن : ( كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ ﴿٤٦﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴿٤٨﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾ المرسلات )
2 ـ خطابا لأكابر المجرمين من السلاطين ورجال الدين وقال جل وعلا ( مقدما ) هذا ( البلاغ ) إنذارا للناس من وقت نزول القرآن الكريم الى آخر جيل من البشر: ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ﴿٤٥﴾ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّـهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴿٤٦﴾ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤٧﴾ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿٤٨﴾ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٤٩﴾ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴿٥٠﴾ لِيَجْزِيَ اللَّـهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٥١﴾ هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٥٢﴾ إبراهيم ).
3 ـ ما سبق هو بعض التفصيل لقوله جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾.

التعليقات (3)
1 تعليق بواسطة عبدالمجيد المرسلى في الثلاثاء 03 مارس 2020
[91935]
________________________________________
أكابر المجرمين
________________________________________
الآيات الكريمة التي استشهدت بها واضحة وبينة وتكشف حقيقة أكابر المجرمين في الدنيا والآخرة .
هده المقالات عن أكابر المجرمين تفضحهم ولا تترك للقارء أي فرصة للدفاع عنهم فهم يستحقون هدا الوصف الرباني . واري ان موقع اهل القرآن يقوم بدوره كما يجب لفضحهم ويبقي إنشاء الله موقعا ينير الطريق لكل من يتعرف علي الموقع ويطلع علي ما يحتويه . فمن هؤلاء من يفسر لهو الحديت او يؤوله عن غير معناه الحقيقي ويقولون بأنه الغناء لدالك الفوا في الماضي احاديت ونسبوها للنبي في تحريم الغناء مع أن الآية واضحة وتعني الاحاديت الشيطانية كما قلت والتي تحارب الله ورسوله ..
ودمتم في خدمة الإسلام الصحيح.
2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 03 مارس 2020
[91936]
________________________________________
شكرا استاذ عبد المجيد ، فقد أثرت مواجعنا
________________________________________
نحن نتصدى للدفاع عن الاسلام العظيم فى مواجهة اكابر المجرمين ومن خلفهم من العوام المؤمنين بهم .
معهم كل الإمكانات ومنها قدرتهم الفائقة على التعتيم علينا وحصارنا ، مستغلين فقرنا وقلة إمكاناتنا . هذه مواجع أعايشها منذ بدأت طريق الاصلاح السلمى من عام 1975 . صحيح إنتشر الفكر القرآنى ولا يزال ينتشر ببطء ، ولكن أكابر المجرمين مستمرون فى تعويقنا . سئمنا من طلب العون ، فمهمتنا تتطلب جهد دولة وليس مجرد موقع هزيل وقناة كسيحة على اليوتوب . ممكن لأى واحد من الأحبة أن يساعد حتى بنشر ما نقول فى فضاء الانترنت ، وأن يخترق الحصار حولنا . أوجه المساعدة كثيرة ، ويحزننى أن أقترب من الموت والحال كما هو ، لا زلنا تحت الحصار واسرى التعتيم .
والله جل وعلا هو المستعان.
وموعدنا أمامه جل وعلا الرحمن.!!

3 تعليق بواسطة عبدالمجيد المرسلى في الثلاثاء 03 مارس 2020
[91937]
________________________________________
أكابر المجرمين
________________________________________

نعم دكتور لقد ادركت ان لديكم مشروعا كبيرا لاصلاح المسلمين بالقران والامر يحتاج كما قلت لتبني من طرف حكومة ديموقراطية متلا في احدي الدول العربية او الاسلامية لكي يدمغ الحق الباطل ويتم التنوير بطريقة سريعة وشاملة في العالم العربي والاسلامي ويتم تصحيح النضرة السيءة للاسلام المتهم بالإرهاب . الله يشهد أنك حاولت واجتهدت وكنت سببا في تنوير العديد من الناس والأمر مازال مستمرا إلا أنه بطيء كما قلت
فقد حاولت ان تنشر كتاب القرآن وكفي في ليبيا عندما كان القدافي ينكر السنة. الامر سيحتاج لوقت واتمني ان ينتصر في الاخير الفكر القرآني بادن الله علي الفكر السلفي المنحط .
والله المستعان.








المقال الخامس
أكابر المجرمين من شيوخ الدين هم طاغوت ورجس يجب إجتنابه
آحمد صبحي منصور في الأربعاء 04 مارس 2020
أولا :
الجهاد السلمى ضد أكابر المجرمين من شيوخ الدين
جاءنى هذا السؤال : ( هل يجوز قتل شيوخ وأئمة الكهنوت الذين يضلون الناس ويأكلون أموالهم بالباطل ويشوهون الاسلام ويحرضون المستبد على الاستمرار فى الظلم ؟)، واجبت عليه بتاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019 . قلت : ( لا .. وألف مرة : لا ..لآ . لماذا ؟ لأن:
1 ـ الدين الأرضى مرض يصيب النفس . هل نعالج المرض بقتل المريض ؟ أم بقتل المرض نفسه لانقاذ المريض ؟.
2 ـ الانسان يعصى ويتوب ويؤمن ويكفر . ويظل هو الانسان . دعوتنا الى هدايته والحرص على حياته ، والخوف عليه من عذاب يوم عظيم . إذا قتلت من تحاول هدايته فكيف يهتدى بعد موته ؟
3 ـ أئمة الكهنوت يكفيهم ما ينتظرهم من عذاب يوم القيامة. وحين نقرأ فى القرآن الكريم عن عذاب الجحيم نشعر بالشفقة عليهم.
4 ـ لا نطمع فى أكثر من أن تُتاح لنا حرية الدعوة ولو بنسبة واحد فى المائة من التى يتمتع بها الكهنوت.
5 ـ لو لدينا واحد على مليون من الإمكانات المتاحة لهم لهزمناهم فى عُقر ديارهم، ولكنهم بكل ما لديهم من إمكانات يحجبوننا ويقومون بالتعتيم علينا . بل ويدعون لاستئصالنا قتلا وتشريدا.
6 ـ نحن نصفح عنهم ونقول لهم سلاما. ، فبهذا أمرنا رب العالمين : (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴿٨٩﴾ الزخرف ) . نصفح عنهم الصفح الجميل إنتظارا ليوم الدين حين يحكم بيننا رب العالمين : (وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴿٨٥﴾ الحجر ) . ونحن نغفر لهم طاعة لرب العالمين جل وعلا : (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّـهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٤﴾ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴿١٥﴾ الجاثية )
7 ـ إسلامنا هو دين السلام وإيماننا من الأمن والأمان ، هذا فى التعامل مع الناس ، سواء إتفقوا أو إختلفوا معنا . والقرآن الكريم نزل رحمة للعالمين وليس لارهاب وقتل العالمين. ) إنتهى .
ثانيا :
جهادهم سلميا بالبصائر القرآنية
1 ـ هذا لا يعنى أن نسكت على تشويههم الإسلام ، وإضلالهم المسلمين فأصبحوا محمديين . نحن نجاهدهم سلميا بالقرآن الكريم ، وهو نفس جهاد النبى محمد السلمى بالقرآن الكريم ، قال له ربه جل وعلا : ( وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا ﴿٥١﴾ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾ الفرقان) .
2 ـ القرآن هو الفرقان الذى به يتضح الفارق بين الحق والباطل ، ونحن على نفس الطريق الذى كان عليه خاتم الأنبياء ، ندعو الى الله جل وعلا على بصيرة ( قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ ) يوسف ) والقرآن الكريم هو البصائر لمن يريد أن يتبصّر ويعقل ويؤمن حق الايمان ، قال عنه جل وعلا : ( هَـٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ٢٠٣﴾ الاعراف ) (هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿الجاثية: ٢٠﴾. لذا فمن أبصر بصائر القرآن فقد إهتدى لنفسه ، ومن عمى عنها فقد جنى على نفسه ، والنبى محمد عليه السلام نفسه ليس وكيلا على أحد وليس مسئولا عن أحد . قال جل وعلا : (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾ الانعام ) .
3 ـ وتمسكا بالخطاب القرآنى والبصائر القرآنية فنحن نعتبر أكابر المجرمين من شيوخ الدين طاغوتا يجب إجتنابه ورجسا يجب لعنه . على عكس التقديس الذى يعامله به المحمديون الضالون .
ثالثا :
أكابر المجرمين من شيوخ الدين هم طاغوت يجب الكفر به
المؤمن يخاطب ربه جل وعلا فيقول له ( أنت ) : (أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٨٦﴾ البقرة ) ( أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الاعراف ) ( أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿١٠١﴾ يوسف )( أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ الزمر ) . يعنى في الدعاء والعبادة يخاطب المؤمن ربه جل وعلا قائلا ( أنت ) .
ولكن لا يجرؤ أحد المحمديين أن يقول ( أنت ) لشيخ الأزهر أو لآية الله . هم يقدسون هذه الطواغيت ويؤمنون بها أكبر واكثر من إيمانهم بالله جل وعلا . أي هنا قضية إيمان بالطاغوت وكفر بالله جل وعلا ، يجعلون فيها طواغيتهم أعلى وأقدس من خالق السماوات والأرض . لذا فالمؤمن يجب أن يعلن كفره بهذا الطاغوت ليكون إيمانه خالصا بربه جل وعلا . واقع الأمر أن شيوخ الدين الأرضى كهنوت يستوجب عند أصحابه الإيمان به والتسليم له . لذا فإن الكفر بالطاغوت شرط لصحة الإيمان بالله جل وعلا وحده لا شريك له .
قال جل وعلا :
1 : في معنى ( لا إله إلا الله ) : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿البقرة: ٢٥٦﴾. هذا يعنى البدء بالكفر بالطاغوت ليكون الإيمان بالله جل وعلا خالصا ، وهذا معنى ( لا إله إلا الله ) ففي الشطر الأول ( لا إله ) كفر بكل الآلهة، والشطر الثانى ( إلا الله ) الإيمان بالله جل وعلا وحده لا شريك له .
2 : الإسلام أن توالى الله جل وعلا فيكون هو الولى المعبود وحده ، بهذا يُخرجك ربك من ظلمات الكفر والشّرك الى نور الإيمان الحق . أما أديان الكفر وظلماته فإن أولياء الكهنوت ( الطاغوت ) يُخرجون من يتبعهم من نور الفطرة النقية الى ظلمات الكفر ، وبالتالي يكون مصيرهم النار هم فيها خالدون . قال جل وعلا : ( اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥٧﴾ البقرة ) . التعبير عن الطاغوت هنا جاء بالجمع ، لم يقل جل وعلا ( وليهم الطَّاغُوتُ يُخْرِجُهُم ) وإنما قال جل وعلا بصيغة الجمع : ( أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥٧﴾ . في عصرنا يوجد جمع غفير من آلاف من طواغيت الشيوخ الأحياء المقدسين ، من شيخ الإسلام الى الإمام الأكبر الى آيات الله وأولياء الله .. هذا عدا ألوف مؤلفة من الآلهة الطاغوتية الموتى من الخلفاء والصحابة والأئمة . هذا عن المحمديين فقط ، فكيف بغيرهم .!
3 : الشيطان هو الصانع الحقيقى لهذا الطاغوت :
3 / 1 : هو الذى يوحى الى أوليائه لهو الحديث زخرف القول غرورا ( الأنعام 112 : 114 ) ، يقول جل وعلا عمّن يعرض عن الإحتكام الى رب العزة في القرآن الكريم متمسكا بالإحتكام الى الطاغوت :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿النساء: ٦٠﴾. المؤمنون حقا يحتكمون الى رب العزة وحده في كتابه الكريم : (أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ) ﴿١١٤﴾ الانعام ) . ونحن ندعو طواغيت المحمديين من أكابر المجرمين الى الإحتكام الى كتاب فلا نلقى منهم سوى الإضطهاد .!
3 / 2 : الشيطان هو الذى زين للخلفاء الفاسقين ما يُعرف بالفتوحات ، يرفعون إسم الله جل وعلا زورا وبُهتانا وهم يعتدون ويسلبون الأموال ويغتصبون النساء ويسترقون الأطفال ويحتلون البلاد ويظلمون العباد ، ثم فيما بعد أوحى الشيطان الى فقهائهم بأحاديث تجعل هذا الإعتداء الظالم جهاد دينيا ، وهو لا يزال مستمرا حتى الآن . أكابر المجرمين من الشيوخ يؤمنون بهذا الإفك ويقدسون الخلفاء الفاسقين . وقد قال رب العزة جل وعلا في مقارنة بين القتال الدفاعى والقتال العدوانى : ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴿النساء: ٧٦﴾.
رابعا :
أكابر المجرمين من شيوخ الدين هم طاغوت يجب إجتنابه
1 ـ يتبع وجوب الكفر بالطواغيت فرض آخر هو إجتنابهم .
1 / 1 وقد نزل هذا فرضا مفروضا في كل الرسالات الإلهية . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿النحل: ٣٦﴾.
1 / 2 ـ وفى حكم عام يقول جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿الزمر: ١٧﴾. فالذىن يجتنبون الطاغوت وأنابوا الى الله جل وعلا وحده هم أصحاب الجنة ، ونزلت لهم البشرى هنا مقدما .
2 ـ الإجتناب يعنى :
2 / 1 : بدلا من الذهاب اليهم والاستماع اليهم يجب إجتنابهم .
2 / 2 : بدلا من التخلص منهم بالقتل أن يظلوا أحياء ولكن نجتنبهم .
2 / 3 : الإجتناب يعنى أنهم خطر يجب الإبتعاد عنه . ولكى تُقنع الناس بخطورتهم لا بد أن توضّح هذا بالقرآن الكريم . ثم بعد التبصير بالبصائر القرآنية يتحمل كل فرد مسئوليته : (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾ الانعام ) . مثلا : تناقش بالقرآن الكريم ملامح تقديسهم للكهنوت من الأسماء والألقاب ومزاعم التقديس والكرامات وإعتبارهم واسطة .. الخ .. لا يعنينا الشخص ولكن الوصف . ليس لنا شأن بابن برزدويه ولكن بكتاب البخارى ، وليس شأن بفلان ولكن بوصفه ( الإمام الأكبر ) أو ( آية الله ) من الذى أعطاه هذا اللقب ؟ هل نزل به وحى إلاهى ؟ هل نزل به جبريل عليه السلام ؟ أم هو صناعة شيطانية ؟
خامسا :
أكابر المجرمين من شيوخ الدين هم رجس يجب إجتنابه
1 ـ الرجس هو النجاسة المعنوية ، والأشخاص المؤمنين بالرجس والأشياء الرجسية . القبر المقدس ( للحسين مثلا ) هو غاية في النظافة والتألق والزخرفة ، ولكنه عند رب العزة رجس من عمل الشيطان .
2 ـ الأشياء الرجسية هي الخمر والميسر والقبور المقدسة ( الأنصاب ) ومزاعم العلم بالغيب ، والأحاديث الشيطانية ( قول الزور ) . قال جل وعلا في إجتنابها :
2 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿المائدة: ٩٠﴾
2 / 2 : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴿الحج: ٣٠﴾
3 ـ وعن المُصابين بالرجس ، منهم :
3 / 1 : الذين لا يؤمنون إيمانا حقيقيا ولا يعقلون ( أي يؤمنون بالطاغوت ويزعمون أنهم مؤمنون مسلمون )، قال جل وعلا : ( كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿الأنعام: ١٢٥﴾
3 / 2 : الذين يؤمنون بالخرافات ولا يعقلون . قال جل وعلا : ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿يونس: ١٠٠﴾
3 / 3 : الذين يعبدون الأسماء التي يطلقونها على آلهتهم . قال هود لقومه : ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿الأعراف: ٧١﴾.
3 / 4 : المنافقون . قال جل وعلا عنهم :
3 / 4 / 1 :( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿التوبة: ٩٥﴾
3 / 4 / 2 : ( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿التوبة: ١٢٥﴾.
4 ـ كل ما سبق ينطبق على أكابر المجرمين في عصرنا ، فالشيطان لم يأخذ أجازة ، ولم يقدم إستقالته.!
أخيرا :
الفارق في التعامل بين أكابر المجرمين المستبدين وأكابر المجرمين من رجال الدين
1 ـ أكابر المجرمين نوعان : مستبدون وكهنوت .
2 ـ المستبد يستقوى بجيشه على الشعب الأعزل المغلوب على أمره ، يحكم بالظلم والإرهاب والتعذيب . هو بذلك يُصادر العدل والقسط . الله جل وعلا أنزل الكتب الإلهية لإقامة القسط والعدل . فيها مبادى القسط والعدل ، ولكن إقامة القسط والعدل تعنى توعية للناس لينزعوا عنهم السلبية والخنوع والخضوع لبشر مثلهم ، ويتحركوا مطالبين بحقوقهم ، وإذا تخلصوا من المستبد فليس لإقامة مستبد آخر بل لإقامة حكم العدل والقسط ؛ ( العدل السياسى بالديمقراطية والعدل الحقوقى بالمساواة بين المواطنين والعدل في الحكم بينهم ، والعدل الإجتماعى بكفالة الفقراء والمحتاجين) . المستبد لا يمكن أن يتنازل عن سلطانه طوعا ، فقد ظلم الملايين وسلب البلايين ، وهو في معادلة صفرية إما هو وإما الشعب . أي لا مفر من الدم ، لا بد من التضحية من أجل أن يعيش الناس وأبناؤهم وأحفادهم حياة كريمة في العُمر القصير المحدد لكل فرد سلفا في هذه الدنيا . لهذا فإن الله جل وعلا لم ينزل الكتب الإلهية فقط ليقوم الناس بالقسط ، بل أنزل ( الحديد ) المادة الأساس في صناعة السلاح . بمعنى إن لم يتمكن الناس من إقامة القسط سلميا بشرع الله فالبديل هو الحديد ذو البأس الشديد ، وهنا فالله جل وعلا يعلم من ينصره ورسله بالغيب . قال جل وعلا : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٢٥﴾ الحديد )
3 ـ المستبد يحتاج الى كهنوت يركبه ويركب به الشعب . قتل رجال الكهنوت لا يُجدى ، فسيظهر غيرهم وقد يكون أسوأ واضل سبيلا . إذا كانت مواجهة المستبد تنتهى بالحديد فإن مواجهة الكهنوت لا تكون إلا بالتوعية الاسلامية السلمية ، بدلا من تقديسهم يكون تحقيرهم ، بدلا من العكوف عليهم يكون إجتنابهم ، بدلا من الإيمان بهم يكون الكفر بهم ولعنهم . مع ملاحظة أن يكون هذا موجها نحو الصفات والألقاب وليس للأشخاص والذوات .
4 ـ إذا سقط الكهنوت الذى يركبه المستبد فربما ( ربما ) يقع المستبد . وربما يكون هذا مانعا من إستعمال الحديد ذي البأس الشديد .
المقال السادس
في وجوب لعن الشيوخ : ( شيوخ الأديان الأرضية ) المحمديين
آحمد صبحي منصور في الجمعة 06 مارس 2020
مقدمة
لو ناديت ( صاحب الفضيلة ) بإسمه المجرد فقد وقعت في خطيئة دينية كبرى . هذا في دينهم الأرضى . جرّب أن تفعل هذا مع ( السيستاتى ) أو ( شيخ الأزهر / الإمام الأكبر ، أو آية الله الفلانى ) . في الإسلام دين الله جل وعلا يجب عليك أن تلعنهم . تلعنهم بسبب ما يفعلون ، وليس لأشخاصهم .
نعطى تفصيلا :
أولا : معنى اللعن
هو الطرد والإبعاد . نفهم هذا من :
1 ـ قصة إبليس : فقد لعنه الله أي طرده من المل الأعلى ، من وقته الى قيام الساعة .
قال جل وعلا ::
1 / 1 . ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿الحجر: ٣٥﴾
1 / 2 :( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿ص: ٧٨﴾
2 ـ من أحوال الآخرة ، فاللعن عكس الرحمة يوم القيامة .
قال جل وعلا :
2 / 1 : قال جل وعلا عن أهل الجنة الذين ستشملهم رحمته جل وعلا وتكون قريبة منهم :
2 / 1 / 1 : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٧١﴾ وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾ التوبة )
2 / 1 / 2 : ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٦﴾ الأعراف)
2 / 2 : بينما سيكون اهل النار بعيدين مطرودين من رحمته جل وعلا ، بل محجوبون عن ربهم . ( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴿٧﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴿٨﴾ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ﴿٩﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿١١﴾ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴿١٢﴾ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٣﴾ كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٤﴾ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾ ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿١٧﴾ المطففين ). بعدها قال جل وعلا عن الأبرار إنهم مقربون من ربهم جل وعلا : ( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴿١٨﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴿١٩﴾ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ﴿٢٠﴾ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ﴿٢١﴾المطففين ). والأشد قربا من رب العزة هم السابقون المقربون ، يليهم أصحاب اليمين ، ثم يكون أصحاب النار بعيدين عن ربهم في الجحيم ، كما جاء في أوائل سورة الواقعة .
3 : في إرتباط اللعن بالعذاب يوم القيامة .
قال جل وعلا :
3 / 1 :( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿٢٥﴾ الرعد) . هنا اللعنة مرتبطة بسوء الدار أي عذاب النار .
3 / 2 : ( وَعَدَ اللَّـهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿التوبة: ٦٨﴾
3 / 3 : ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٩١﴾ آل عمران )
3 / 4 : ﴾( إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ ﴿الأحزاب: ٦٨﴾
4 ـ ويأتي اللعن مرتبطا بالغضب الإلهى وإستحقاق الجحيم .
قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٩٣﴾ . هنا الغضب واللعنة والعذاب .
4 / 2 : ( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّـهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿الفتح: ٦﴾. هنا الغضب واللعنة والعذاب .
5 ـ قال جل وعلا عن بعض من أهلكهم من الأمم السابقة :
5 / 1 : عن قوم عاد بعد إهلاكهم : ( وَأُتْبِعُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴿هود: ٦٠﴾ ، أي تبعتهم لعنة الله ، أي سيدخلون جهنم .
5 / 2 : عن فرعون وقومه :
5 / 2 / 1 : ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴿٩٨﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴿هود: ٩٩﴾ ، أي تبعتهم لعنة الله ، أي سيدخلون جهنم .
5 / 2 / 2 : ( وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴿القصص: ٤٢﴾
6 ـ ويأتي نفس المعنى ليس باللعن ولكن بالإبعاد . قال جل وعلا :
6 / 1 : عن قوم ثمود : ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٦٧﴾ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ ﴿٦٨﴾ هود ). ألا بعدا لثمود أي عليهم اللعنة والطرد من رحمة الله جل وعلا .
6 / 2 : ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩٤﴾ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴿٩٥﴾ هود ) ألا بعدا لمدين أي عليهم اللعنة والطرد من رحمة الله جل وعلا .
ثانيا :
أسباب اللعن
كلها تنطبق في عصرنا الأغبر علي شيوخ الأديان الأرضية المحمديين .
منها فيما يخص حقوق الرحمن جل وعلا علينا :
الكفر عموما
1 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿البقرة: ١٦١﴾
1 / 2 : ( فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿البقرة: ٨٩ )
الملعونون من الصحابة المنافقين والذين في قلوبهم مرض ومروجى الإشاعات :
قال جل وعلا :
1 :(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ۖ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ۙ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٠﴾ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ۚ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴿٢١﴾ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴿٢٢﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴿٢٣﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾﴿محمد: ٢٣﴾
2 :( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٠﴾ مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴿الأحزاب: ٦١﴾
نقض العهد مع الله جل وعلا بعصيان أوامره والفساد في الأرض
قال جل وعلا :
1 :( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿٢٥﴾ الرعد)
2 :( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ ) ﴿المائدة: ١٣﴾
الإيمان بالطاغوت
قال جل وعلا :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿٥١﴾أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿النساء: ٥٢﴾. شيوخ المحمديين هم الطاغوت نفسه .!
الإفتراء على الله جل وعلا ظلما وعدوانا
قال جل وعلا :
1 ـ ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا )﴿المائدة: ٦٤﴾ شيوخ المحمديين متمسكون بأحاديثهم الشيطانية الأكثر ظلما لرب العزة مما قاله أولئك اليهود .
2 ـ ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ ﴿البقرة: ٨٨﴾، أي يرفضون الحق الإلهى ، وهو نفس موقف شيوخ المحمديين في رفضهم الإكتفاء بالقرآن الكريم وحده حديثا .
إيذاء الله جل وعلا ورسوله
قال جل وعلا :
( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿الأحزاب: ٥٧﴾. شيوخ المحمديين متمسكون بأحاديثهم الشيطانية التي تؤذى الله جل وعلا ورسوله الكريم .
تحريف كلام الله جل وعلا : قال جل وعلا :
( مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَـٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿النساء: ٤٦﴾. شيوخ المحمديين فاقوا السابقين في التحريف . الله جل وعلا ضمن حفظ القرآن ( النّصّ القرآنى ) فإحتالوا على ذلك بتشويه معانى القرآن تحت مسمى ( التأويل ) ( التفسير )، وأبطلوا شريعة الله جل وعلا في كتابه الكريم بزعم ( النسخ بمعنى الإلغاء ) ، ثم إفتروا أحاديث شيطانية رفعوها فوق الآية القرآنية ، بل جعلوها ( تنسخ ) أي تلغى حكم الآية القرآنية .
كتمان الحق
قال جل وعلا في حكم عام يسرى فوق الزمان والمكان ، وينطبق تماما على شياطين الإنس من شيوخ عصرنا الأغبر : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾
في حقوق الإنسان : قال جل وعلا :
في قتل الانسان المسالم :
( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٩٣﴾
في الملاعنة بين الزوجين :
( وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿النور: ٧﴾ ( وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ النور ). وغضب الله يعنى لعنته .
رمى المحصنات العفيفات
( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿النور: ٢٣﴾ .
إذا كان إنتهاك حقوق الانسان يستلزم اللعن في الدنيا والآخرة فكيف بحق الرحمن جل وعلا علينا ؟ وكيف بإيذاء الله جل وعلا ورسوله ؟ لنتذكر قوله جل وعلا :: ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿الأحزاب: ٥٧﴾.
ثالثا :
وجوب لعن شياطين الشيوخ :
قال جل وعلا :
1 ـ ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿المائدة: ٧٨﴾ . إثنان من الأنبياء لعنا الكافرين من بنى إسرائيل . لو كان اللعن ممنوعا ما فعله داوود وعيسى عليهما السلام ، بل ذكر ذلك رب العزة لنتعلم منه وجوب لعن أعداء الله من العصاة المعتدين ، حسبما نرى من إعتدائهم وعصيانهم . وأكثرهم المعتدون على رب العزة جل وعلا .
2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿البقرة: ١٥٩﴾. أي يجب أن يلعنهم اللاعنون كما لعنهم رب العالمين .
3 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿البقرة: ١٦١﴾ من مات مستمرا في عصيانه حتى موته ودون توبة يجب أن يلعنهم اللاعنون كما لعنهم رب العالمين . لو تاب شيخ وأعلن أنه تراجع وأخذ يوضح ما إفتراه من قبل ويوضح تعارضه مع القرآن فلا يجوز لعنه . أما الذى يتراجع طاعة للسلطان فليس صادقا في توبته .
4 ـ ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ آل عمران )
5 ـ بل هناك المباهلة باللعن . ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿آل عمران: ٦١﴾
ثالثا : اللعن في الآخرة
1 ـ الأشهاد يوم الحساب يلعنون شيوخ الضلال الذين يصدون عن سبيل الله ( القرآن ) ويبغونها عوجا . ( اللهم إجعلنا من الأشهاد عليهم ). قال جل وعلا :
1 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿١٩﴾ أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ﴿٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢١﴾ لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ﴿٢٢﴾ هود ) .
1 / 2 : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿غافر: ٥٢﴾
2 ـ لعنهم وهم في النار . قال جل وعلا : ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿الأعراف: ٤٤﴾
3 ـ تلاعنهم وهم في النار . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿الأعراف: ٣٨﴾
3 / 2 : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿العنكبوت: ٢٥﴾
3 / 3 : ( إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٦٥﴾ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾﴿الأحزاب: ٦٨﴾.
أخيرا
كل هذا سيتحقق يوم القيامة . ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
التعليقات (5)
1 تعليق بواسطة سعيد علي في السبت 07 مارس 2020
[91952]
________________________________________
اللعن ( الشيك / بطريقة راقية ) !
________________________________________

متى تكتشف الشعوب العربية تحديدا حقيقة هؤلاء ؟ هؤلاء و كما أوضح الدكتور أحمد ( صعب جدا يتراجعوا !! ) خوفا على سمعتهم و مكانتهم و نسوا أو تناسوا عذاب الآخرة و في قرءات كثيرة للدكتور أحمد أثبتت الأيام صواب رأيه فهذا حسني مبارك لم يعلن ثروته التي نهبها من خير مصر رغم أن الحق جل و علا منحه فسحه من العمر من 2011 إلى 2020 و هي كافية لتطهير نفسه و الاستعداد للرحيل !! الأمر ينطبق على الشيوخ الأحياء و لكن هيهات هيهات . إن أهل القرآن و تحديدا مقالات و كتب الدكتور أحمد فيها ( لعن راقي !! ) لهم و لكن تكبرهم و إملاء الشيطان لهم أكبر من التفكير و لو لبرهة في واقعهم و حياتهم التي تقترب من النهاية .. القران الكريم معجز في وصف هؤلاء و إعجازه يتحقق لمن تدبره و وعاه . الحمد لله على نعمة كتابه و لله الأمر من قبل و من بعد.

2 تعليق بواسطة عبدالمجيد المرسلى في السبت 07 مارس 2020
[91953]
________________________________________
لعنة الله عليهم.
________________________________________

احسنت دكتور فخلال هده المقالات عن أكابر المجرمين تبين أنهم فعلا يستحقون اللعنة من الناس ومن الملاءكة ومن الله فهم يساهمون وبقسط كبير في تضليل الناس وتشجيع الحكام المستبدين في ضلمهم واستبدادهم ويشجعون علي الفتن والحروب الأهلية والتفرقة . مؤخرا قال بن سلمان وهو يتبرأ من الوهابية بأن الغرب هو الدي فرض عليه الدين الوهابي من أجل محاربة الاتحاد السوفياتي أن داك واعتقد انه يقوم بتضليل الناس عن الحقيقة وهي أن الدين الوهابي أسسه الملك عبد العزيز آل سعود بالاشتراك مع محمد عبد الوهاب الدي يتبع المدهب الحنبلي المتعصب .
3 تعليق بواسطة عمر على محمد في السبت 07 مارس 2020
[91954]
________________________________________
علماء البقر
________________________________________
السلام عليكم .
نعم يستحقون اللعنه يا دكتور احمد . وانا شخصيا كنت ومازلت اذ ما صادفت وتحدث احدهم سواء لقاء شخصي او من خلال الانترنت او التلفاز ،العنه بمجرد ان ان يبدء يتقيء زورا وكذبا على الله ورسوله واشعر بالغيظ من الحظ الذي يحصلون عليه في هذة الدنيا من تبجيل وتعظيم من الانعام التي حولهم وللأسف يطلق عليهم علماء . كيف يكون شخص عالم مثل الحوياني وهو يجلس يحدث الناس ان بقرة تكلمت وذئب لص حاور صحابي ...كيف يكون هذا عالم ..!!! ادعو الله ان يجعلك من الاشهاد عليهم يا دكتور احمد واتمنى ان اكون برفقتك مع الصالحين يوم يقوم الاشهاد . ولا تحزن لاضطهادهم وصدهم عن كتاب الله .

4 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الإثنين 09 مارس 2020
[91968]
________________________________________
شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول :
________________________________________

1ـ أدعو الله جل وعلا أن يجعلنا من الأشهاد عليهم يوم الحساب . هذه المنزلة الرفيعة يومئذ تستلزم أن نجاهد بالكلمة القرآنية الطيبة ضدهم حتى يكون لنا رصيد يؤهلنا لأن نصبح من الأشهاد على قومنا ، مع بقية الأشهاد على أقوامهم والأنبياء والرُّسُل .
2 ـ ـ هو إختبار وإختيار ، وكل فرد بعمله يحدد موقفه يوم الدين .

5 تعليق بواسطة خميس السليطي في الثلاثاء 10 مارس 2020
[91970]
________________________________________
من هم الاشهاد ؟
________________________________________
من هم الأشهاد ؟
1-غافر - وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(50) إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)
2-هود - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)أُولَٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ(20) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)
الشرح والتعليق :
الآية رقم (1) تفيد ان الاشهاد سيقومون بعمل شيء ، ووقت هذا العمل هو (يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) أي يوم القيامة.
الآية رقم (2) تفيد ان الاشهاد سيقول جملة (هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ، اذن الاشهاد هم من سيشهد على الذين كذبوا على الرب ، سبحانه تعالى ، وسيقومون بلعن هؤلاء الذين كذبوا على الرب.
نفهم من الآيتين ان الاشهاد هم مجموعة من الناس تشهد على الذين كذبوا على الرب.
دور الاشهاد هو 1- الشهادة على الذين كذبوا على الرب ، 2 – اللعن
ان قيام الاشهاد لا تكون الا في الاخرة
الاشهاد مسلمون مؤمنون موحدون ، فالكافرون لا تقبل منهم شهادة (اللهم اجعلنا منهم)
ان مصطلح اشهاد يختلف في المعنى عن مصطلح شهود وشهداء وشاهدون ، كذلك هناك اختلاف بين شاهد وشهيد ومشهود.



















المقال السابع
شيوخ المحمديين وتجارتهم الشيطانية
آحمد صبحي منصور في الأحد 08 مارس 2020
أولا : التجارة الدنيوية
مقصود بها تعامل الناس فيما بينهم في التجارة والشراء والبيع والإستئجار والرهن وخلافه . وقد وضع له رب العزة جل وعلا التشريعات ، ونعطى عنها لمحة :
1 ـ كل أنواع التعامل التجارة حلال طالما تتم بالتراضى ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ)﴿٢٩﴾ النساء )
2 ـ كتابة الديون والإشهاد عليها ( البقرة 282 )
3 يحرم إستخدام النفوذ في التعامل التجارى ، أي عمل الحكام في التجارة أو رشوتهم لاستعمال نفوذهم في التجارة ، قال جل وعلا : ( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١٨٨﴾ البقرة )
4 ـ يحرم فرض السعر بالبخس فهو فساد، قال جل وعلا : ( وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿١٨٣﴾ الشعراء )
5 ـ يحرم التطفيف في الكيل والميزان لصالح الطرف الأقوى ، قال جل وعلا : ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴿١﴾ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴿٢﴾ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴿٣﴾ أَلَا يَظُنُّ أُولَـٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ﴿٤﴾ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥﴾ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦﴾ المطففين ) .
6 ـ وتوالت الأوامر والنواهى بالوفاء بالكيل والميزان بالقسط . ، قال جل وعلا : ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٣٥﴾ الاسراء ) ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٢﴾ الانعام ) ( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴿٩﴾ الرحمن ).
7 ـ ومن المنهىّ عنه إستغلال الأيمان أو ( الحلف بالله جل وعلا ) في البيع والشراء . قال جل وعلا : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّـهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّـهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴿٩١﴾ النحل ) ثم قال جل وعلا : (وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿ ٩٥﴾ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّـهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ النحل )
8 ـ وتحذيرا للمؤمنين من أن تلهيهم التجارة الدنيوية عن العبادة قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٩﴾ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّـهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّـهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿الجمعة: ١١﴾
9 ـ الذين يخالفون هذا هم مجرمون . وهم درجات : هناك تاجر يتلاعب بالموازين ويقع تحت طائلة القانون . هذا مجرم عادى ، ضحاياه بالمئات . هناك أكابر المجرمين : المستبد وأعوانه من ترزية القوانين وقوى الأمن وأجهزة الضبط والقضاء ، وأهم أعوانه رجال الدين الذين يتراقصون تأييدا له غير آبهين بصرخات الضحايا المظلومين في غياهب الزنانين . المستبد يعتبر نفسه مالكا للوطن ، ما فيه ومن فيه ، ورجال دينه الأرضى يؤيدونه في هذا . هل رأيت رجال الدين يرفعون صوتا دفاعا عن ضحايا التعذيب ؟
10 ـ المجرمون هنا هم مريدون للدنيا فقط وكافرون باليوم الآخر .
ثانيا : إرادة الدنيا أو إرادة الآخرة
قال جل وعلا :
1 ـ قال جل وعلا : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ الاسراء ). هي إرادة الفرد ومشيئته . هناك من يريد الدنيا العاجلة ، يسعى بكل طريق للحصول على أكبر قدر من الثروة والسلطة ، ولكنه لا يحصل إلا على المقدر المكتوب له سلفا ، قد يصبح مليونيرا ثم يخسر كل شيء ويصبح مديونيرا ( عدنان خاشوقجى مثالا ، عدا المستبد الذى يفقد عرشه ) . وفى النهاية مأواه جهنم وبئس المصير . وهناك من يعتبر الدنيا دار إختبار مؤقت ، ويسعى فيها بالخير مؤمنا متقيا ، وهو أيضا ينال حظه المقدر في الثروة إن فقيرا أو ثريا ، وهو على الحالتين يرضى ويصبر ويشكر . هذا يكون في الدنيا سعيدا راضيا وسيكون في الآخرة من أصحاب الجنة . هذا ينتظر الموت ويرجو لقاء ربه مستعدا بعمله الصالح وتقواه ، ولا يرى في الدنيا إلا متاع الغرور . قال جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥﴾ آل عمران ).
2 ـ قال جل وعلا : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ هود ) . هناك من لا يؤمن باليوم الآخر ولا يهتم إلا بالدنيا متمسكا بها ، ولكنه مع كفره بالآخرة فهو يعمل صالحا ، يتبرع للفقراء وللجمعيات الحقوقية ولضحايا الزلازل والأوبئة . هذا ينال حظه في الدنيا شهرة وشكرا ، ويعطيه الله جل وعلا أجره في الدنيا فقط ، سعة في الرزق وسعادة مع الناس ، ولكن لا نصيب له في الآخرة سوى الخلود في النار .
3 ـ هناك من يكفر بالبعث والنشور واليوم الآخر مؤمنا بالدنيا فقط : ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٢٤﴾ الجاثية )، وطالما هي الدنيا فقط فلا بد عندهم من التكالب والتصارع عليها ، لا يهتم بالأخلاق والضمير ، المهم أن يكون ثريا صاحب نفوذا ، فالفائز عندهم هو من يحرز أكبر قدر من الثروة والسلطة بغض النظر عن الوسائل والضحايا ، ويأتي الموت فيفقد كل شيء ، ويحصل على صفر كبير.
4 ـ وهناك من يفترى أحاديث تجعل اليوم الآخر ميدانا للشفاعات والخروج من النار : ( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّـهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿البقرة: ٨٠﴾ ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿آل عمران: ٢٤﴾. الذين يشيعون هذا الإفك ويبيعونه للناس هم أكابر المجرمين من رجال الدين . هم يدفعون الناس الى الإجرام ، وأنه طالما يشترون منهم بضاعتهم فسيدخلون الجنة مهما أجرموا .
ثالثا : أكابر المجرمين وتجارتهم الشيطانية
1 ـ في عهد عبد الناصر لم تكن التجارة بالدين سائدة ، ولم تكن الوهابية مسيطرة . فرقة ( ساعة لقلبك ) الكوميدية قالت نكتة أصبحت مشهورة يتداولها الناس دون خوف ، هي ( تبرع يا أخى لبناء مسجد نفق شبرا ، بينينا النفق ولا يزال المسجد ، بنينا شبرا ولا يزال المسجد ). كانت سخرية ممن يتاجرون بالدين يتسولون من الناس لبناء مساجد ، يجمعون الأموال ولا رقيب عليهم في جمعها ولا في إنفاقها . الآن تم بناء مئات الألوف من المساجد الايدلوجية الوهابية التي تنشر الفساد ، وتنتشر معها أحاديث من نوعية ( من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له قصرا في الجنة ) جعلوا رب العزة جل وعلا مقاول بناء لمن يبنى مسجدا ولو كانت مساحته مترا مربعا ، مهما كان طغيان هذا المتبرع . لو سخرت من هذا الإفك فأنت في خطر عظيم لأن تلك المساجد الوهابية في تجارتها الآثمة بالدين قامت بتحصين الإفك بالإرهاب ، تهديدا لمن يعترض . وأصبح معتادا أن تنتشر اللحى والجلباب والحجاب والنقاب وعلامات السجود ، ومعها الفساد الأخلاقى والتحرش الجنسى والكذب والنفاق وأكل الحرام والرشوة وكل أنواع الموبقات ، وكل العصاة يرتكبون المعاصى معتقدين أنهم سيدخلون الجنة بالشفاعات وبرضى الكهنوت عنهم .
2 ـ فارق هائل بين تاجر كاذب في تعامله مع الناس وشيوخ الإفك الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا . التاجر الفاسد قد يدخل السجن ، ولا يحترمه الناس ، أما شيوخ المحمديين فهم يفترون على الله جل وعلا كذبا وظلما ويحظون بتقديس الناس . التاجر الكاذب تنتهى جريمته بموته ، أما شيوخ المحمديين فتستمر أكاذيبهم بعد موتهم .
رابعا : أنواع التجارة الدينية الإسلامية
التجارة بالدين والتكسّب به ممنوع إسلاميا ، فالداعية للحق لا يأخذ أجرا ، وهذا شأن الأنبياء ومن يسير على منهجهم ، والآيات كثيرة في هذا السياق . بل على العكس فالمؤمن عليه أن يدفع من أمواله صدقات وجهادا في سبيل الله جل وعلا . وأيضا الآيات كثيرة في هذا السياق . ولكن نتوقف مع بعض الآيات التي وردت فيها مصطلحات التجارة والشراء في التجارة الدينية الإسلامية المأمور بها .
قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿التوبة: ١١١﴾
2 ـ ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠٧﴾ البقرة ): يشرى نفسه أي يبيع نفسه .
3 ـ ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿٣٦﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿النور: ٣٧﴾.
4 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ﴿فاطر: ٢٩﴾
5 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿١٠﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١١﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٣﴾ الصف )
خامسا : التجارة الشيطانية في كل مجتمع .
1 ـ قال جل وعلا فيمن يشترى ( لهو الحديث ) كالبخارى والكافى والأم للشافعى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ لقمان ).
2 ـ عن كتمان الحق القرآنى والتلاعب به بيعا وشراء قال جل وعلا في حكم عام : 2 / 1 :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿ ١٧٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴿البقرة: ١٧٥﴾
2 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿آل عمران: ٧٧﴾
سادسا : أصناف المتاجرين بالدين :
أهل الكتاب :
1 ـوعظهم الله جل وعلا فقال :
1 / 1 ـ (وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا)﴿المائدة: ٤٤﴾
1 / 2 ـ ( وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴿البقرة: ٤١﴾
2 ـ وكان منهم متقون لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، قال جل وعلا :( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّـهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿آل عمران: ١٩٩﴾
3 ـ وكان منهم أفّاكون أفّاقون يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، وسار على سُنّتهم شيوخ المحمديين .
3 / 1 ـ هذا مع إن الله جل وعلا أخذ عليهم العهد والميثاق ، قال جل وعلا :( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴿آل عمران: ١٨٧﴾
3 / 2 : وكانوا يتلاعبون بالشرع ، يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضهم حسب هواهم ومصالحهم ، قال لهم جل وعلا في خطاب مباشر يحذرهم : ( ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾ أولئك الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿البقرة: ٨٦﴾
3 / 2 : وقال جل وعلا عنهم للنبى محمد عليه السلام: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ ﴿النساء: ٤٤﴾
3 / 3 : وكانوا وقت نزول القرآن الكريم يكتبون الأحاديث الضالة وينسبونها لرب العزة جل وعلا، قال جل وعلا يحذّرهم ويتوعّدهم : ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿البقرة: ٧٩﴾. هو نفس ما فعله أئمة المحمديين .!
الصحابة ( من صحب النبى محمدا في الزمان والمكان )
المنافقون ، قال جل وعلا يحذّرهم ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿البقرة: ١٦﴾
العرب الكافرون المعتدون. ، قال جل وعلا عنهم : ( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿التوبة: ٩﴾
العرب المسارعون في الكفر بعد الإيمان ، ، قال جل وعلا للنبى محمد : ( وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّـهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّـهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٧٦﴾إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّـهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿آل عمران: ١٧٧﴾.
أخيرا
في كل ما سبق يجب ألّا ننسى أن بضاعتهم التي يبيعونها للناس هي أحاديث شيطانية ، أي هي تجارة دينية شيطانية تنشر الفساد وتُضلُّ العباد .

التعليقات (5)
1 تعليق بواسطة Taqwa Tamer في الأحد 08 مارس 2020
[91965]
________________________________________
)ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
________________________________________

هل هذه الآية تتحدث عن المتاجرين بالدين :(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ(8)ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ(9ِ). الحج. شكرا لكم

2 تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد في الإثنين 09 مارس 2020
[91966]
________________________________________
ملاحظة
________________________________________

الآيتان الكريمتان(مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ فى سورة هود

3 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الإثنين 09 مارس 2020
[91967]
________________________________________
شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول :
________________________________________

1 ـ د مصطفى : تم التصحيح . أكرمك الله جل وعلا.

2 ـ استاذة تقوى : المتاجرون بالدين يجادلون فى آيات الله كفرا بها وصدا عنها . هذه بضاعتهم .

4 تعليق بواسطة خميس السليطي في الثلاثاء 10 مارس 2020
[91971]
________________________________________
تحية لك استاذ احمد صبحي منصور على هذا المقال (شيوخ المحمديين)
________________________________________

تحية لك سيدي على هذا المقال (شيوخ المحمديين) . ولدي ملاحظة بسيطة وهي ان الشيوخ هم في كل عصر وفي كل دين ومذهب هم شيوخ الضلال ، ولهم أسماء تختلف من عصر الى اخر ، هم احبار اليهود ، هم رهبان المسيحيين ، هم أئمة الختميين ،
ملاحظة : الختميين هم المسلمين المحمديين ، ويلقبون بالقاب وبأسماء مختلفة مثل : فضيلة الشيخ ، العالم العلامة ، سر الله ، الولي ، روح الله ، الكبريت الأحمر ، صاحب الطريقة ، الامام العالم ... والبقية عندكم يا سادة


5 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 10 مارس 2020
[91972]
________________________________________
أكرمك الله جل وعلا استاذ خميس السلطى
________________________________________
وأشكر لك مشاركتنا فى الجهاد فى سبيل رب العزة جل وعلا
أنا سعيد جدا بهذه المدرسة القرآنية من قدامى أعمدتها والوافدين اليها من الشباب أمثال الاستاذ خميس السليطى الذى يكثّف نشاطه فى الموقع . أتمنى أن تنال قناتنا على اليوتوب إهتمامكم أيضا ، وقد أكملنا الألف حلقة من برنامج ( لحظات قرآنية ) ، وتوقفنا من عدة اشهر ، ونرجو أن نستأنف نشاطنا بعون الرحمن جل وعلا .
مشاركتكم تعطينى أملا ــ وأنا على وشك الرحيل ــ على إستمرارية هذا الموقع ( موقع اهل القرآن ) والقناة ( قناة أهل القرآن ) بعدى .
أدعو الله جل وعلا أن يجزيكم أحبتى خير الجزاء وأن يجعلنا من الأشهاد على قومنا يوم القيامة فى صحبة الأنبياء والرسل. .
















المقال الثامن
شيوخ المحمديين تجّار مخدرات دينية
آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 10 مارس 2020
أولا : الدين الأرضى أفيون الشعوب ( تغييب للوعى )
حدث بالفعل :
1 : شخص سكران عاد في الليل متأخرا ، خوفا من أن يصحو متأخرا عن عمله دق باب جاره يقول له ( سأدق على بابك غدا الساعة السابعة صباحا لتوقظنى من النوم حتى لا أتأخر عن عملى ).! . بعد أن تبتسم عليك أن تفكر في حال هذا السكران . إنه ببساطة ( غائب عن الوعى ) . وغيابه عن الوعى مؤقت . وسيكون شاكرا لمن يوقظه ويُعيد إليه وعيه . وهو يعلم إن المخدرات التي يتعاطاها ضارة ، وأنها جريمة في تعاطيها وفى حيازتها وفى الإتّجار بها .
2 ـ شيخ الأزهر الحالي زار من أيام مدينة ( بخارى ) في دولة أوزبكستان ، ووقف متضرعا قانتا أمام ضريح البخارى . هو هنا غائب عن الوعى بفعل المخدرات الدينية . فالذى يتبتل ويتعبد له مجرد قطع من الرخام المنضود ، وستائر وزجاج . وعلى فرض أن البخارى مدفون في هذا المكان فقد تحول الى عظام نخرة وتراب لا يختلف عن التراب الذى نسير عليه بأحذيتنا . وعلى فرض أن البخارى لا يزال حيا يُرزق فهو بشر لا ينفع ولا يضر ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا . شيخ الأزهر لم يسأل نفسه ما هي الصلة المكانية بين بخارى في أوزبكستان والمدينة في الحجاز ، وما هى الصلة الزمانية بين عصر النبى وعصر هذا البخارى المتوفى عام 256 ؟ . شيخ الأزهر غائب عن وعيه بإستمرار ، هو الآن يقترب من الثمانين ولا يزال مؤمنا بالبخارى ( الكتاب) وبالبخارى (القبر المقدس ).
إذا كان مدمن الأفيون يفيق من غيبوبته فإن شيخ الأزهر مستحيل أن يعود اليه وعيه . إذا كان للأفيون بعض منافع طبية فإن الأفيون الدينى خسارة محققة في ( يوم الدين ) . إذا قام شخص بوعظ متعاطى الأفيون العادى أو بإيقاظه يكون مٌمتنّا شاكرا له ، أما إذا قام شخص بتلاوة الآيات القرآنية يعظ شيخ الأزهر فسيحكم عليه شيخ الأزهر بالردة وإستحقاق القتل .
3 ـ في أوائل التسعينيات كنت في ندوة في مسجد أتكلم في أحاديث البخارى التي تطعن في رب العزة جل وعلا وفى الرسول عليه السلام وفى القرآن الكريم . كان بين الحضور رجل ضخم ينظر الىّ شذرا . وقف الرجل فجاة وصرخ في وجهى : كيف تقول هذا الكلام ؟ قلت له " ليس هذا كلامى بل كلام البخارى ". قال : "وكيف يسكت الأزهر عن هذا الكلام ؟" قلت : " هذا ما قلته لشيوخ الأزهر وكانت النتيجة أنهم فصلونى من الجامعة" . قال : " وكيف تسكت الدولة على هذا الكلام "؟ قلت : " إن الدولة وضعتنى في السجن مرتين بسبب إنتقادى للبخارى ". قال : أنت كافر ملعون ، وترك المجلس غاضبا . هذه عاقبة من يقوم فجأة بإيقاظ الغائب عن الوعى . لا يجد أمامه طريقا سوى الهجوم عليك . وهذا ما نتلقّاه من أكثر من أربعين عاما من المحمديين الغائبين عن الوعى .
4 ـ الشيخ الحوينى قبل أن يأتيه الأمر بأن يخرس ، كان يتكلم في جدية شديدة داعيا الشباب الى غزو الغرب وسبى نسائه وإتخاذ أمواله غنيمة . لم يتوقف مع نفسه سائلا : ( كيف )، مثله مخلوقات أخرى أتحفنا بها الانترنت تبيح الزنا بالأم وبالبنت وبالبهيمة وإباحة الإغتصاب وجهاد المناكحة . قيل لهم ( إخرسوا ) فخرسوا . إن لم يكن هذا إنفصالا عن الواقع وغيابا عن الوعى فماذا يكون ؟ إذا لم يكن هذا صادرا عن مدمن للمخدرات الدينية فماذا يكون ؟
5 ـ ظلّت أوربا غائبة عن الوعى ، أعطت عقلها ممسحة للكنيسة وكهنوتها ، وقد أدمنت الأفيون الدينى . ثم أفاقت ، وتحرّرت من سلطان الكنيسة ، ومن يومها دخلت أوربا بالعالم في نهضة وتقدم علمى وتكنولوجى وإنسانى. إختصرت أوربا تجربتها المريرة في مقولة ( الدين أفيون الشعوب ) . أوربا تقصد الدين الأرضى ، وأنه حين يسيطر ويتحكم يصبح أفيونا مدمرا . وقد دمّر أوربا بالفعل حتى أفاقت منه ، وهو الآن لا يزال يدمّر المحمديين الذين لا يزالون في طغيانهم يعمهون .
ثانيا : الدين الإلهى صحوة العقل
1 ـ على عكس الدين الأرضى فإن الدين الإلهى هو صحوة الوعى والعقل والضمير . يتردد في القرآن الكريم في هذا السياق تعبيرات ( تعقلون ، تتفكرون ، يفقهون ، يبصرون )
2 ـ بل إن رب العزة جل وعلا يناقش المشركين ويسألهم في آلهتهم المزعومة ، وهى أسئلة تُفحمُ الخصم فلا يستطيع إجابة . والأمثلة كثيرة ، منها قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴿١٩٥﴾ الأعراف )
2 / 2 ( هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿لقمان: ١١﴾
2 / 3 :( قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّـهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿سبإ: ٢٧﴾
2 / 4 : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَتٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ﴿فاطر: ٤٠﴾
2 / 5 : ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿الأحقاف: ٤﴾
2 / 6 : ( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿يونس: ٣٤﴾
2 / 7 : ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿الرعد: ١٦﴾
2 / 8 : ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾ النحل ).
3 ـ غير ذلك الكثير من الآيات البينات التي لا تحتاج الى شرح ، المطلوب فقط أن يتفتح عقلك وأنت تقرؤها .
تخيل نفسك أمام قبر الحسين تسأل من يقدس هذا القبر المقدس تقول لهم ( أرونى الحسين ) هل يستطيعون أن يجيبوا لك مطلبك ؟ هل بإمكانهم إستخراج شىء من تحت القبر سوى التراب ؟ كلمة ( أرونى ) غاية فى الإعجاز وفى الإفحام للخصم .!
4 ـ ولكن حرصا على حياتك : إياك أن تتلوها على شيخ الأزهر . إذ أن شيخ الأزهر وأمثاله هم كبار التجار في المخدرات ( الدينية ). إذا كانت عصابات المخدرات العادية تقتل الآلاف من المدمنين على أفيونها فإن تجار المخدرات الدينية كانوا ولا يزالون يقتلون البلايين من البشر ، ويجعلونهم يخسرون الدنيا والآخرة . وإذا كان تجار المخدرات العادية مجرمين من حيث القانون ومصيرهم الى السجون فإن الشيوخ من تجار المخدرات الدينية في قلوب الملايين يتربعون .!
ثالثا : التصوير القرآنى لمدمن المخدرات الدينية
هو نفس الحال للغائب عن الوعى بفعل المخدرات العادية . تخيل نفسك تتكلم مع شخص تحت التخدير الكلى أو الموضعى أو تحت سيطرة مخدرات قوية ، هل سيعى ما تقول ؟
هو نفس الحال مع ضحايا المخدرات الدينية . أضعنا سنوات غالية من عُمرنا نعظ المحمديين بالقرآن الكريم دون جدوى . كانوا ينظرون الينا بعيون زجاجية لا تُبصر البصائر القرآنية ، كانوا يسمعون بآذانهم دون أن يصل هدى القرآن الى قلوبهم فبينهم وبين القرآن الكريم حجاب ، وقلوبهم ( غُلف ) مُغلّفة بالمخدر الدينى يحول بينها وبين سماع الحق ، وهم في حالة ( عمى ) و ( صمم ) . وإذا تكلم أحدهم خطيبا فقد يكون مظهره خطيرا يعجب الناس ، ولكن كلامه يؤكد أنه مجرد ديكور بشرى مزخرف، تمثال خال من العقل والفهم ، وما أروع قوله جل وعلا عن المنافقين : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾ المنافقون ). وهذا ينطبق تماما على شيوخ المحمديين .
نعطى مزيدا من التفصيل :
1 ـ الواقع تحت تأثير المخدرات العادية يسمعك بأذنيه ويراك بعينيه ولكنه لا يعى ما يسمع ولا يدرك ما يرى ويبصر . نفس الحال مع ضحية المخدرات الدينية . قال جل وعلا : ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾ الأعراف )
2 ـ بالتالى فهو أبكم أصمّ أعمى طالما أنه لا يعى ما حوله . هذا حال مدمن المخدرات العادية ومدمن المخدرات الدينية . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿ ٤٢ ) وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿يونس: ٤٣﴾
2 / 3 : ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿الزخرف: ٤٠﴾
2 / 4 : ( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾ الأنبياء )
2 / 5 : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿النمل: ٨٠﴾
2 / 6 : ( فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿الروم: ٥٢﴾
3 ـ ومن مصطلحات القرآن الكريم كلمة ( يعمهون ) ، وهى عن (عمى القلب ) وليس العينين ، وهى صفة أساس لضحايا المخدرات الدينية ، تجعل الضحية في طاعته للطاغوت في عمى عقلى كامل يتخبّط في ظلمات الضلال .
3 / 1 : في دعوتهم الى الإيمان بالقرآن الكريم وحده حديثا وفى إستحالة إيمانهم بالحق يقول جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ مَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٨٦﴾الأعراف )
3 / 2 : ( اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿البقرة: ١٥﴾
3 / 3 :( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿الأنعام: ١١٠﴾
3 / 4 : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿يونس: ١١﴾
3 / 5 :( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴿النمل: ٤﴾
4 ـ بالتالى لا بد أن يكون بينه وبين القرآن الكريم ( أكنّة ) أو ( أغلاف ) أو حجاب مستور غير مرئى بسبب سيطرة الشيطان بمخدراته على قلب هذا الكافر وتغليفه بهذا المخدر. قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ الاسراء )
4 / 2 : ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ﴿٥﴾ فصلت )
4 / 3 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ) ﴿الأنعام: ٢٥﴾ .
4 / 4 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴿محمد: ١٦﴾ . هذا عن بعض الصحابة ، كان يحضر مجالس النبى ثم يخرج متسائلا عما سمع لأنه لم يسمع شيئا .
5 ـ والمنتظر من مدمن المخدرات الدينية أن يكون تائها غافلا لا ترسو سفينة حياته على مرفأ الحق بل تظل في ضلال ، ثم يفوق وينتبه بعد فوات الأوان ، عند الموت ، وفى يوم القيامة . قال جل وعلا :
5 / 1 : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٠٨﴾ النحل )
5 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴿٧﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨﴾ يونس )
5 / 3 : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿مريم: ٣٩﴾
5 / 4 : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿ 1﴾ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٢﴾ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ ) ( 3 ) الأنبياء )
5 / 5 ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾المؤمنون )
5 / 6 : ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿الأنبياء: ٩٧﴾
5 / 7 : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ ق )
6 ـ ضحايا المخدرات الدينية هم أضلّ الحيوانات .
ليس هذا قولنا . هو ما تكرر من قول رب العزة جل وعلا : .
6 / 1 ـ في تشبيه الكافر بالحيوان الذى ينعق بما لا يفهم قال جل وعلا : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿البقرة: ١٧١﴾
6 / 2 ـ وجاء هذا صريحا في قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ﴿١٢﴾ محمد )
6 / 3 ـ بل جعلهم رب العزة جل وعلا أضلّ وأقلّ شأنا من الحيوان . قال جل وعلا :
6 / 3 / 1 :( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ الفرقان )
6 / 3 / 2 : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾ الأعراف )
6 / 3 / 4 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿الأنفال: ٢٢﴾
6 / 3 / 5 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٥٥﴾ الانفال )
7 ـ وجه التشابه بينهما ليس فقط في إنعدام العقل وغياب الوعى ، ولكن في الأساس وهو المخدرات .
7 / 1 : أنظر الى الجمل يسوقه طفل صغير والجمل يسير خانعا ، مثله بقية الأنعام التي سخرها الله جل وعلا للإنسان يركبها ويأكلها . قال جل وعلا عنها : ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿ا : ٣٦﴾ لَن يَنَالَ اللَّـهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴿الحج: ٣٧﴾. تسخير الأنعام بكل قوتها يعنى علميا وجود كمية كبيرة من مخدر المورفين داخل أمخاخها ، لذا فهى مغيبة ومخدرة . لو تناقصت كمية المورفين في مخ الجمل فالويل لمن يقوده . أي نحن هنا أمام مخدر قوى يتم به التسخير .
7 / 2 : المشركون يقعون بإختيارهم تحت سيطرة مخدر دينى اشد تأثيرا ، وبه يسيرون خلف تجار المخدرات الدينية طيّعين طائعين ، يكون أحدهم حريصا على ماله لكنه إذا سمع النداء ( تبرع يا أخى لبناء مسجد نفق شبرا ) سارع بالتبرع وهو مغيب عن الوعى ، لا يسأل عن مصير تبرعه ، إذا قال الخطيب ( قال رسول الله ) فقد عقه وإتّزانه وزعق مع الزاعقين بالصلاة على النبى ،لا يسأل نفسه من أدراه أن الرسول قال هذا الكلام ، وهل كان الخطيب جالسا مع الرسول من قليل ثم جاء يروى عنه .! أي هم في تبعيتهم لتجار المخدرات الدينية يزعقون خلفهم كمثل الحيوانات التي تسير خلف قائدها. نسترجع قوله جل وعلا : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿البقرة: ١٧١﴾
7 / 3 : قال جل وعلا عن الأنعام ( وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ۚ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ) ﴿١٤٢﴾الانعام ) ( وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿٥﴾ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴿٦﴾ النحل ) . الشيوخ ( أصحاب الفضيلة ) يركبون أتباعهم المحمديين ويمتصٌّون دماءهم ، والمحمديون وهم في نار جهنم سيلعنون سادتهم وكبراءهم . قال جل وعلا : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾ الاحزاب )
أخيرا
الشيوخ من تجار المخدرات الدينية هم الذين يقومون بصياغة (عقول ) المحمديين فملأوها رجسا . وبهم صار المحمديون اليوم شرّ الدّواب وشرّ أُمّة أُخرجت للناس .!

التعليقات (5)
1 تعليق بواسطة عبدالرحمن المقدم في الأربعاء 11 مارس 2020
[91974]
________________________________________
السلام علي من اتبع الهدي
________________________________________
سلام الله عليكم ورحمته وبركاتة

وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٦٤ العنكبوت﴾ ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ الفرقان ) ( وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩ الأعراف﴾

2 تعليق بواسطة سعيد علي في الأربعاء 11 مارس 2020
[91975]
________________________________________
لذا فالجهاد الحقيقي عقلي يخاطب العقل و بالقران و كفى .
________________________________________
القرآن و كفى به كتابا يخاطب عقلك لينير دربك .. درب الهدى .. أعانكم الله جل و علا فقد أوقدتم شمعة في ظلام الجهل . و ما أروع كلام ربي جل و علا : ( ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾ الأعراف .

3 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأربعاء 11 مارس 2020
[91976]
________________________________________
شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ،وشكرا استاذ عبد الرحمن المقدم ، واقول :
________________________________________

1 ـ الحيوان فى قوله جل وعلا : ( وَمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٦٤﴾ العنكبوت ) تعنى الحياة الخالدة بلا نهاية . وأنتظر منك استاذ عبد الرحمن المقدم التفاعل أكثر مع الموقع بالقراءة والكتابة ، وانت حتى الآن لم تنشر بحثك مقالات كما وعدت . أنت يا عبد الرحمن من أبناء الموقع الذين ننتظر منهم خيرا .
2 ـ استاذ سعيد .. أدعو لك بالتوفيق والنجاح ، وأُقدّر ظروفك الراهنة ، وعسى أن نقرأ لك مقالات فى القريب العاجل .
3 ـ أحبتى .. أرجو أن تشعرونى بتواجدكم فى بيتكم هذا .. وأوصيكم به خيرا .

4 ـ وأدعو الله جل وعلا أن يجعلنا من الشهداء الأشهاد على أكابر المجرمين من قومنا . اللهم إنا نبرأ مما يُجرمون .

4 تعليق بواسطة عمر على محمد في الجمعة 13 مارس 2020
[91985]
________________________________________
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
________________________________________
بارك الله بك يا دكتور احمد
مقولة " برقبة الشيخ " هذا الجملة لها بريقها .. حين تقول لشخص ان ما يقوله هذا الملتحي مخالف لقول الله يكون الرد " برقبة الشيخ " يعني ان هذا الملتحي لدية صلاحيات من خلال الدشداشة واللحية ع كم قال فلان عن فلان ان فلان قال ان يقوم بارسالك للجنة او للنار بيده تصوم او تفطر وتعيد الصلاة ام تسجد سهو وتخرج الزكاة او لا وهو من يقول لك متى تجمع الصلاة ومتى تقصرها ومتى تجوز الصدقة على القريب وابن السبيل و الذي يقرر ان زوجتك طالق بمسج هاتف او رسالة وتس اب ويغششك اسئلة منكر ونكير ويصف لك الجنة والنار كانه يراهما الان... وكلة " برقبة الشيخ "
من كم يوم انتشرت على الهواتف في مدينتي رسالة بعنوان " عمامة النبي " مرفق معها صورة . قلت خرقة بالية حتى وان افترضنا جدلا انها للنبي محمد تبقى خرقة بالية لا تضر ولا تنفع ... طبعا حصلت على رد كما توقعت .. اخي الكبير يكلمني عن الحسين بن علي ... و ان الشيعه تقول " لبيك يا حسين " ويستغرب من جهلهم وشركهم بالله .. فقلت له وماذا تقول ان علمت ان الله يقول "إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ" فلربما يكون الحسين من حصب جهنم .. لم يعجبة كلامي وقال ان الحسين لا ذنب له ان عبدوه من بعده فقلت له والله يقول :تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.. احتار اخي واشفقت عليه لانه يحمل في قلبة تقديس لرويات التراث ان الحسين من اسياد شباب الجنة ولا يستطيع تقبل فكرة ان الحسين نفس مثل باقي الاتفس ستأتي يوم القيامة تجادل عن نفسها ولن يكون احد سيد على شباب الجنة .!
5 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأحد 15 مارس 2020
[91992]
________________________________________
عمرعلى محمد : تعليقات رائعة ، ومقالات مفيش ؟
ليه يا عمر ؟








المقال التاسع
فريضة غائبة:
يجب وعظ أكابر المجرمين بتبشيرهم بعذاب الجحيم
آحمد صبحي منصور في السبت 14 مارس 2020 يم
أولا :
التبشير يأتي أساسا من ربّ العزة جل وعلا : قال جل وعلا :
1 ـ ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّـهِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٢٠﴾ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ﴿ ٢١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٢٢﴾ التوبة ) ، أي هو جل وعلا الذى يبشرهم بالخلود في جنته .
2 ـ ( ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّـهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴿الشورى: ٢٣﴾ . الله جل وعلا هو الذى يبشر عباده .
3 ـ ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ الزمر ) . الله جل وعلا هو الذى يخوّف عباده من النار ، وهو جل وعلا الذى يبشر من يجتنب الطاغوت ويتبع القرآن الكريم ( أحسن القول ) .
ثانيا :
الله جل وعلا أنزل هذا التبشير والإنذار في كتابه ليكون مبشرا ونذيرا . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴿الأحقاف: ١٢﴾
2 ـ ( إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾ وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٠﴾ الاسراء )
3 ـ ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿١﴾ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴿٢﴾ هود )
4 ـ ( تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴿٤﴾ ﴿فصلت ﴾
ثالثا :
أحيانا يأتي ذكر القرآن بشيرا للمؤمنين . قال جل وعلا :
1 ـ ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿البقرة: ٩٧﴾
2 ـ ( طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿١﴾ هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٣﴾ ﴿النمل ﴾
3 ـ ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿النحل: ٨٩﴾
4 ـ ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿النحل: ١٠٢﴾
رابعا :
والرسول يكون بهذا الكتاب بشيرا ونذيرا . قال جل وعلا :
1 ـ ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ﴿١﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ ﴿الكهف ﴾
2 ـ ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿الإسراء: ١٠٥﴾
3 ـ ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿مريم: ٩٧﴾
4 ـ ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) ﴿البقرة: ١١٩﴾
5ـ ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) ﴿سبإ: ٢٨﴾
6 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿الأحزاب: ٤٥﴾
7 ـ ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿الفتح: ٨﴾
8 ـ ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ) ﴿يونس: ٢﴾
9 ـ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿المائدة: ١٩﴾
10 ـ ( إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ١٨٨﴾
خامسا :
جاء الأمر للرسول محمد عليه السلام بالتبشير بالجنة وعظا للأحياء المؤمنين .
قال له جل وعلا :
1 ـ ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) جاءت في : ﴿البقرة: ٢٢٣﴾ ﴿التوبة: ١١٢﴾ ﴿الأحزاب: ٤٧﴾ ﴿الصف: ١٣ )
2 ـ ( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿يس: ١١﴾
3 ـ ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ ) الزمر )
4 ـ ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) ﴿البقرة: ٢٥﴾
5 ـ ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿البقرة: ١٥٥﴾
6 ـ ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿الحج: ٣٤﴾
7 ـ ( وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴿الحج: ٣٧﴾
سادسا :
أمر الرسول بتبشير الكفار بالنار
1 ـ ( إستعمال لفظ التبشير في موضع الإنذار )
الكافرون يؤمنون بإستحقاقهم الجنة مهما أجرموا ، فهم يؤمنون بالشفاعات وغيرها من الخرافات . وأكابر المجرمين يستخدمون هذه الأباطيل في تبشير أتباعهم بالجنة فيموتون وهم مقتنعون تماما أن الشفعاء في إنتظارهم ، فتكون مفاجأتهم قاسية يوم الدين . وهم في النار سيخاطبون أولياءهم الذين كانوا يقدسونهم في الدنيا يساوون بينهم وبين رب العزة جل وعلا : ( تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ الشعراء ) ثم يلتفتون الى أكابر المجرمين من علماء الأديان الأرضية فيقولون :( وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ وتحسّرا على إنخداعهم بأساطير الشفاعة يقولون ( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ الشعراء ) . وعظا لهم وهم أحياء في هذه الدنيا يكون تبشيرهم بالنار إذا ماتوا على ما هم عليه ، وسخرية من إعتقادهم في هذه الخرافات .
2 : لذا قال جل وعلا لرسوله الكريم يأمره بتبشيرهم بالنار :
2 / 1 ـ ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٣٨﴾ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾ النساء )
2 / 2 ـ ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّـهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّـهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿التوبة: ٣﴾
2 / 3 ـ ( فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ الانشقاق )
سابعا :
دُعاة الحق مأمورون بنفس الأمر ؛ تبشير أكابر المجرمين بالنار
1 الرسول محمد عليه السلام في دعوته كان يذكّر وينذر الناس الأحياء بالقرآن وليس بأسلوبه. قال له جل وعلا :
1 / 1 : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾ ق )
1 / 2 : ( ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ) (١٩﴾ الانعام )
1 / 3 : ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾ الانعام )
1 / 4 : ( ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ) ﴿٧٠﴾ الانعام )
2 ـ ـ محمد عليه السلام بشر ، وقد مات . بعد موته يظل القرآن هو الرسول . والمنذرون المبشرون بالقرآن يواصلون الدعوة بالقرآن ، يدعون الى الله جل وعلا على بصيرة إتّباعا لخاتم النبيين . وهوالرسالة الباقية ، قال له ربه جل وعلا :
2 / 1 : إخبارا عن من سيواصل الدعوة في المستقبل : ( قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ) ﴿١٠٨﴾ يوسف ).
2 / 2 : إخبارا عن المنذرين : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴿فاطر: ٢٤﴾
3 ـ يوم القيامة سيكون أولئك الدُّعاة أشهادا وشهداء على خصومهم ، يأتون في معية الأنبياء . قال جل وعلا : ( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ الزمر )
4 ـ في دعوتهم للقسط قد يتعرضون للقتل ، يقتلهم أكابر المجرمين المستبدين، كما كان أسلافهم يقتلون الأنبياء من قبل . يقول جل وعلا في وجوب تبشير أكابر المجرمين بالنار :
( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢١﴾ آل عمران )
5 ـ في كل مجتمع ( وفى عصرنا ) يوجد أكابر المجرمين من شياطين الإنس الذين يشترون لهو الحديث ( الأحاديث الشيطانية ) رافضين أصدق الحديث . هؤلاء يجب تبشيرهم بالنار. قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾ لقمان )
6 ـ أكابر المجرمين ( في عصرنا ) الذين لا يؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا يجب تبشيرهم بالنار. قال جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ الجاثية ).
7 ـ أكابر المجرمين ( في عصرنا ) يصدون عن القرآن الكريم ويتاجرون بالدين ويكتنزون الملايين ، ويجب تبشيرهم بالعذاب الأيم . قال جل وعلا : ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾ التوبة ).
نحن لا نذكر أسماء الشيوخ . وهم مشاهير. نكتب عن وجوب تبشيرهم بالنار لدرء خطرهم عن الناس ، وحتى لا يظل العوام مخدوعين فيهم .
ثامنا :
التبشير والإنذار بدون إستعمال لفظ التبشير والانذار
ليس شرطا إستعمال لفظى التبشير والإنذار . من الممكن إستعمال أي معنى يؤدى الغرض .
1 ـ في التبشير والإنذار بألفاظ أخرى قال جل وعلا لكل المنذرين : (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿٨﴾ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٩﴾ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿١٠﴾ الزمر ). ( تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) هي إنذار . الآية رقم 10 كلها تبشير للمؤمنين المحسنين .
2 ـ في الإنذار فقط قال جل وعلا :
2 / 1 :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) إبراهيم ) ( تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) إنذار .
2 / 2 ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴿١٦﴾ الاسراء ). الآية كلها إنذار بالهلاك للمترفين والخاضعين لهم .!
2 / 3 : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات ). هنا إنذار بالويل لمن لا يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا .
3 ـ في التبشير فقط قال جل وعلا : ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٤﴾ الانعام )
أخيرا
4 ـ قال جل وعلا عن القرآن الكريم :
1 :( هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿ابراهيم: ٥٢﴾ . القرآن الكريم بلاغ للناس مستمر في كل عصر الى قيام الساعة . وهذا البلاغ الإلهى لا بد له من دُعاة يبلغونه للناس .
2 : ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ﴿٦٩﴾ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧٠﴾ يس ) . القرآن الكريم هو ذكر لكل من كان حيا يسعى ، قبل أن يدهمه الموت ، أي هو وعظ للأحياء قبل أن يتحقق الوعد والوعيد .
3 ـ أي يجب وعظ أكابر المجرمين بتبشيرهم بعذاب الجحيم .
هذه فريضة غائبة .
التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة سعيد علي في الأحد 15 مارس 2020
[91988]
________________________________________
هو الكبر و الغفلة و التمني الفارغ !!
________________________________________

أغلب أفكار الدكتور أحمد حفظه الله و آراءه أخذوها و أصبحوا يتحدثون بها منهم من لم يذكر اسم الدكتور أحمد و منهم من إستند عليها ليبين فكره ما و مع ذلك لا يتم ذكر فضل الدكتور أحمد و جهاده الحقيقي .. و لكن هم في غيهم يلعبون !! و في غفلتهم يعمهون . مثال : هذه الأوبئة - فايروس كورونا - على سبيل المثال لو تفكر الناس فيها لهدمت نسبة كبيرة جدا من ما يعتقدون أنه دين فلو انتقدوا أحاديث كثيرة جدا على شاكلة ( من أكل العجوة !! ) و تهديم و حرق من لم يصلي الجماعة و غيرها الكثير الكثير لعرفوا أن لا شئ فوق أو بجانب القران الكريم ففيه تفصيل كل شئ و إنذارا للجميع .
هو الكبر و التكبر و الغفلة المتعمدة و التمني الفارغ و صدق الله جل و علا : ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) .
العمر يمضي و هم متمسكون و يدافعون عن ما وجدوا عليهم بل و يستميتمون في الدفاع عنه !!

2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأحد 15 مارس 2020
[91990]
________________________________________
شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول :
________________________________________

1ـ الداعية للحق والذى يسبق عصره يكون دائما تحت التعتيم . لذا يفرح كثيرا إذا ذاعت بعض أفكاره عن طريق آخرين. ليس مهما الإشارة اليه ، المهم أن تغييرا يحدث ـ وفى نهاية الأمر فالداعية للحق يرجو الأجر من ربه جل وعلا فى الدنيا والآخرة.

ـ هناك مقال قادم بعون الرحمن جل وعلا عن كورونا وأكابر المجرمين . 2








المقال العاشر
أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين هم خصوم لرب العالمين
آحمد صبحي منصور في الإثنين 16 مارس 2020
أولا :المستبدون العرب مجرمو حرب وخصوم لرب العزة جل وعلا :
عن فعل الإجرام و( التجريم ) يقول جل وعلا يخاطب المؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّـهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿المائدة: ٢﴾ .
1 ـ هنا قوله جل وعلا : ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا )، أي لا تعتدوا على قوم تبغضونهم لأنهم صدوكم عن المسجد الحرام ، إن فعلتم هذا فأنتم مجرمون . خصوم المؤمنين لم يعتدوا على المؤمنين ، صدوهم فقط ومنعوهم من دخول مكة . ليس هذا مبررا شرعيا للمؤمنين أن يهجموا عليهم معتدين . نعيد التأكيد على أن هذا يعنى أن المؤمنين يكونون مجرمين إذا إعتدوا على خصومهم في الدين إذا صدوهم عن الحج والعمرة . إذا حدث هذا من المؤمنين يكونون مجرمين ولكن ليس من ( أكابر المجرمين ).
2 أكابر المجرمين هم عبد الله بن الزبير ويزيد بن معاوية في الصراع الحربى بينهما على حُطام الدنيا ونتج عنه حرق الكعبة . القرامطة هم أكابر المجرمين فى إحتلالهم البيت الحرام وقتلهم الحجاج وإلقاء جثثهم في بئر زمزم ، من أكابر المجرمين الوهابيون إتباع جهيمان العتيبى في إحتلالهم البيت الحرام عام 1979 . ما بين هذا وذاك لم تنقطع الفتن والحروب في العصور الوسطى في نزاعات ( الأشراف ) حكام مكة ، وكان يحدث أن يقوم الشريف الحاكم بسلب الحجاج ونهبهم وقتلهم . وهذه سطور مؤلمة في تاريخ العصور العباسية والمملوكية والعثمانية .
ثم ، ما بالك بالفتوحات الشيطانية التي بدأها أبو بكر الزنديق وإستمرت بعده في تاريخ الخلفاء المستبدين ، تقتل وتنهب وتغتصب وتحتل وتسترق شعوبا لم تسمع من قبل عن العرب ؟ ثم ، ما بالك بحروب أكابر المجرمين من المحمديين في عصرنا من إستغلال إسم الإسلام العظيم في القتل العشوائى وتدمير دول بأكملها من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال وليبيا واليمن .. والبقية تأتى ؟ .
3 : هتلر وموسولينى وقيصر وجنكيزخان والاسكندر الأكبر وستالين ورمسيس وغيرهم ممن إحتل بلادا وقتل وسلب ونهب شعوبا ـ لم يرفع أحدهم إسم رب العزة جل وعلا زاعما أن هذا شرع الله . حين ترتكب جريمة وتنسب هذه الجريمة الى رب العزة فأنت في خصومة علنية مع رب العزة جل وعلا . هذا هو الفارق بين الخلفاء الفاسقين والسلاطين المحمديين وبين المستبدين العاديين .
4 ـ دين الله جل وعلا مؤسس على السلام والعدل والحرية ، والله جل وعلا أرسل رسوله رحمة للعالمين ،( الأنبياء 107 ) وليس لارهاب وقتل العالمين . ولكن نشر الخلفاء الفاسقون دينا مؤسسا على الظلم والبغى ، وزعموا أن هذا هو الإسلام . الخلفاء الفاسقون بفتوحاتهم لم ينشروا الإسلام ، هم نشروا الكفر بالإسلام الحقيقي ، ثم بعد إستقرار الفتوحات بدأ التقعيد والتشريع لهذا الظلم بإفتراء أحاديث وصناعة تشريع قامت بنفى الإسلام الحقيقي وتغريبه ، بحيث اصبح التعرف عليه يستلزم نضالا علميا ودعويا ومجازفة ومخاطرة . ونحن الدليل الحىّ على هذا .!
ثانيا : شياطين الإنس من الشيوخ هم خصوم لرب العزة جل وعلا
أيضا عن فعل الإجرام و( التجريم ) يقول جل وعلا يخاطب المؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿المائدة: ٨﴾
1 ـ هنا قوله جل وعلا : ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ) . أي إن لم يقف المؤمنون وقفة حق إبتغاء مرضاة الله جل وعلا يشهدون بالقسط ويقيمون العدل حتى مع الخصوم فهم أى( المؤمنون ) مجرمون . يعنى إذا كان هناك خصم لك تبغضه وتكرهه ولكن له حق فإنك إذا دفعتك كراهيتك له لأن تمنعه حقه فأنت مجرم . إن أقمت العدل مع الخصوم فأنت من المتقين . في النهاية فإن الله جل وعلا هو الأعلم بسريرتك وهو جل وعلا الخبير بما تعمل ( وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿المائدة: ٨﴾ .
2 : الآية رقم 8 من سورة المائدة جاء بعض معناها في الآية 135 من سورة النساء . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿النساء: ١٣٥﴾ . الفارق هنا في الأمر بالعدل بمنع محاباة الأقارب إتّباعا للهوى . أي إقامة العدل وقول الحق في الحكم على الخصوم أو على الأقارب .
3 ـ أي الحكم بالعدل بين ( الناس ) ، قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿النساء: ٥٨﴾ .
3 / 1 : قوله جل وعلا ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) يشمل ( كل الناس ) على إختلافاتهم العرقية والدينية والمذهبية والاقتصادية والاجتماعية ، العدل هو حق للناس جميعا في دولة الإسلام ، لا فارق بين سنى ولا شيعى ولا صوفى ، لا فارق بين غنى أو فقير ، أجير أو أمير ، صبى ، رجل امرأة ، ملحد مسلم مسيحى . القضية هي الموضوع ( العدل ) وليس الشخص . هذا أروع وعظ إلاهى ، والذى أنزله جل وعلا هو السميع البصير : ( إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ).
3 / 2 : هل تأخذ المحاكم القضائية في دول المحمديين بهذا العدل ؟ واقع الأمر إنها محاكم للظلم مع أنها تزين قاعة المحكمة بقوله جل وعلا : ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) ﴿النساء: ٥٨﴾. ثم ينطق قاضى السُّوء بالظلم . للقاضى قانون للعقوبات يستطيع به سجن أي إنسان يسير في الشارع ، هو قانون ملىء بعبارات مطاطة يمكن تطبيقها على كل من يسير على قدمين حتى لو كان ساكتا ساكنا في بيته . عشرات الألوف في مصر واضعاف هذا العدد يموتون صبرا في السجون لأن القاضي حكم عليهم ظلما وبأوامر من المستبد ، وهو ينطق بالحكم الظالم ترى لوحة في الخلفية فيها الآية الكريمة: ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) . ألا يعتبر هذا سخرية برب العزة جل وعلا وتحديا له ؟ هذا القاضي المصرى ( أو غيره ) الذى يحكم ظلما على دُعاة حقوق الانسان والأحرار المسالمين ألا يكون خصما لرب العزة حين يحكم ظلما تحت شعار :( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ )؟
3 / 3 : لا يوجد قضاء عادل مائة في المائة . القضاء أهم ملمح يعبّر عن الدولة ، هل هي دولة حقوقية ديمقراطية أم ضيعة يحكمها أكابر المجرمين خصوم رب العالمين . المستبد يستخدم القضاء والسجن والتعذيب لارهاب الأحرار . لا تنتظر عدلا في دولة المستبدين أكابر المجرمين . ولا تنتظر من رجال الدين في دول المستبدين أن ينصروا المظلومين . وحتى في القضاء العادى البعيد عن السياسة ترى الظلم متفشيا مع الفساد المتحكم ، بحيث لا يجد الضعيف أملا في الحصول على حقه . القضاء في الغرب أكثر عدلا ، يكفى أنه لا تجريم للكلمة ولا التظاهر السلمى ، ولا للعمل السياسى الساعى للحكم ، فهى حقوق أساس للإنسان وللمواطن . ومع ذلك فقاعات المحاكم في الغرب لا تتزين بقوله جل وعلا : ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ).!
4 ـ ومن ضمن الوصايا العشر قوله جل وعلا : ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿الأنعام: ١٥٢﴾. هنا أمر بالعدل حتى في القول ، وحتى مع ذوى القربى .
5 ـ وكان هناك مؤمنون سابقون يطبقون هذا العدل في التعامل مع الناس ، في الماضى كان منهم البعض من قوم موسى ، قال جل وعلا : ( وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿الأعراف: ١٥٩﴾، وهم تيار مستمر . قال جل وعلا : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿الأعراف: ١٨١﴾
6 ـ وفي خطاب مباشر يعظ الله جل وعلا المؤمنين بأوامر ونواهى لعلهم يتذكرون ، قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿النحل: ٩٠﴾. الأمر : بالعدل ، والإحسان ( وهو فوق العدل ) وإيتاء ذوى القربى. النهى عن : الفحشاء والمنكر والبغى .
شهد الصحابة نزول هذه الآية في مكة ، وشهدوا تطبيقها في دولة النبى محمد عليه السلام في المدينة . وبمجرد موت النبى محمد عليه السلام أسّس أبو بكر الزنديق دينا عمليا مناقضا بالفتوحات ، وفيها ( الظلم ) بديلا عن العدل والإحسان ، وترتب على هذا الحروب الأهلية المعروفة بالفتنة الكبرى ، وفيها كان تقطيع الأرحام بديلا عن إيتاء ذي القربى . وإنطبق عليهم قوله جل وعلا قبلها ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴿٢٢﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴿٢٣﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾ محمد ).
7 ـ أي إن أكابر المجرمين جعلوا الظلم شريعة . نهاهم الله جل وعلا عن الفحشاء والمنكر والبغى :( وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فإرتكبوا بفتوحاتهم الشيطانية الباغية كل جرائم الحرب من إغتصاب وسبى ونهب وإسترقاق وقتل عام للمظلومين . كان هذا في تعاملهم مع الناس . لم يكتفوا بظلم الناس فظلموا رب الناس جل وعلا إذ زعموا أن هذا هو الجهاد الاسلامى . زعم هذا أبو بكر الزنديق وإستمر بعده ، وحتى الآن .
ثالثا : ظلمهم لرب العزة ب ( العدل ) معه ، إى إتّخاذ آلهة معه جل وعلا
في أحضان الخلافة العباسية تأسّس الكهنوت الدينى السياسى وتشريع الظلم بالأحاديث وما يسمى بالفقه . ونشأ مصاحبا له تقديس البشر والحجر ، أي بالإضافة الى ظلم رب العزة جل وعلا بنسبة الظلم له فيما يُعرف بالجهاد أقاموا لهم آلهة مع الله جل وعلا ، صنعوها من خرافاتهم ، أكبرها إلاه أسموه ( النبى ) و ( محمد ) ثم عشرات الألوف من الصحابة والأولياء والأئمة . هذا الظلم لرب العزة يأتي التعبير القرآنى عنه بمصطلح ( العدل بالله ) . أي إذا كان العدل بين الناس فريضة إسلامية فإنك حين تعدل ( بالله ) جل وعلا غيره فقد ظلمت رب العزة إذ جعلت معه آلهة أخرى . كيف تعدل بخالق السماوات والأرض آلهة تصنعها من خيالك ؟ . قال جل وعلا :
1 : ( قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّـهَ حَرَّمَ هَـٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿الأنعام: ١٥٠﴾. هم كفرة بربهم ( يعدلون )
2 : ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴿النمل: ٦٠﴾ . هم قوم كفرة ( يعدلون ) بربهم الذى لا إله معه .!
3 :( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿الأنعام: ١﴾ . الذين كفروا يعدلون بخالق السماوات والأرض آلهة مصنوعة .
رابعا : ظلمهم لرب العزة بإتّخاذ آلهة أندادا له جل وعلا :
جاء هذا في السياقات القرآنية الآتية :
1 ـ كيف يتخذون أندادا لرب العزة ، وهو الخالق:
1 / 1 للسماوات والأرض :( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾ فصلت )
1 / 2 ـ للناس جميعا ، والذى جعل لهم الأرض مهدا وبث فيها من كل الثمرات : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٢﴾.
2 ـ عن دور شيوخ الأديان الأرضية في إتّخاذ أنداد لله جل وعلا ، قال جل وعلا : 2 / 1 ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿٢٨﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٢٩﴾ وَجَعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴿٣٠﴾إبراهيم ). القرآن الكريم أكبر نعمة د كفر بها المحمديون ، إتخذوا البديل وهى كتبهم المقدسة وأحاديثهم الشيطانية . بلاد المحمديين متخمة بالثروات ، بدّلها المحمديون كفرا ، إشتروا بها أسلحة يتقاتلون بها فأحلُّوا بها قومهم في هذه الدنيا دار البوار ، وفى الآخرة سيصلون جهنم وبئس القرار ، فقد إتخذوا أندادا مع رب العزة جل وعلا . القيادة هنا لأكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين . هذه الآيات الكريمة كأنها نزلت في عصرنا هذا .!!
2 / 2 ـ ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿الزمر: ٨﴾. اليوم يغزو فيروس كورونا العالم ، يخافون فيروسا أقل حجما من الكائنات ذات الخلية الواحدة . يخشونه ولا يخشون الله جل وعلا . وبدأ بعضهم يتوب وينوب. ولكن بعد زوال الوباء سيعودون الى آلهتهم التي جعلوها أندادا لرب العزة جل وعلا . وفى عودتهم سيجدون رجال الدين يهدونهم الى صراط الجحيم .!
3 ـ موضوع الأنداد سيكون حاضرا في تلاعن أصحاب النار ، الشيوخ وأتباعهم . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿البقرة: ١٦٥﴾ . أي حيث يوجد ناس وفى أي مجتمع تجد من الناس من يتخذ أندادا يؤلهونهم ويحبونهم حب تقديس ، والمفروض أن المستحق لحب التقديس هو رب العزة جل وعلا وحده . ولكن شيوخ الشياطين يتوجهون وأتباعهم بحب التقديس لآلهة صنعوها. مثلا : هم يحبون الحسين حب تقديس مهما تعددت قبوره المقدسة . ويوم القيامة سيتبرأ الشيوخ من أتباعهم العوام . قال جل وعلا في الآية التالية : ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿١٦٧﴾ البقرة ). يرون أعمالهم في الدنيا حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار. ۖ
3 / 2 : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾ سبأ ) شيوخ الدين الأرضى المستكبرون ( المقدسون ) يتعرضون للوم أتباعهم ، ويرد عليهم شيوخهم يتهمونهم بالإجرام : ( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾. ويرد عليهم المستضعفون الرعاع : ( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّـهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ) ﴿سبأ: ٣٣﴾. أي كان الشيوخ يأمرونهم الكفر بالله جل وعلا بإتخاذ أنداد له .
خامسا : شيوخ المحمديين أشد ضلالا من الجاهليين
1 ـ الجاهليون كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ويتخذون معه أندادا من الأولياء ، يجعلونهم واسطة تقربهم الى الله جل وعلا زلفى . وهذا يتنافى مع إخلاص الدين لله جل وعلا. قال جل وعلا : ( أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ الزمر ) . وفى التلبية للحج كانوا يقولون ( لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك ، إلا شريكا هو لك . تملكه وما ملك ) . أي يعتبرون آلهتهم شركاء مع الله جل وعلا وهو الذى لا يشرك في حكمه أحدا ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ الكهف ) . لكنهم مع إشراكهم بالله جل وعلا فهم يعتبرون رب العزة أعلى قدرا من آلهتهم وأوليائهم .
2 ـ المحمديون سقطوا في الدرك الأسفل من الكفر . إذا كان الجاهليون يجعلون آلهتهم واسطة تقربهم لرب العزة جل وعلا فإن المحمديين يجعلون رب العزة واسطة لآلهتهم المزعومة . يستغيثون بالله ليتوسط لهم عند آلهتهم ، يجعلون آلهتهم فوق رب العزة وأعلا قدرا منه جل وعلا . هنا لا تجد فارقا بين السنيين والصوفية والشيعة . كل منهم يدعو الله جل وعلا أن يفعل له كذا ب ( جاه النبى ) أي بقوة ونفوذ النبى . أي بدون ( جاه النبى لا يستطيع الله قضاء الحوائج ).! . ونستغفر الله العظيم . بل في تقديسهم لإلاههم الذى أسموه محمدا يجعلون من مظاهر عبادته ( الصلاة عليه ) ويجعلون رب العزة واسطة عند إلاههم محمد كى يتقبل صلاتهم على ( محمد ) ، تقول الأغنية المشهورة تخاطب رب العزة جل وعلا : ( لأجل النبى تقبل صلاتى على النبى / أنا في جاه النبى تقبل صلاتى على النبى )
3 ـ هذا عن كفر المحمديين العملى . أما عن كفرهم ( العلمى ) فهم يجعلون كتبهم المقدسة :( البخارى والكافى ..الخ ) فوق القرآن الكريم ، ويجعلون أحاديثهم الشيطانية تنسخ أي تُلغى شريعة الله جل وعلا في القرآن . وهم يكفرون بعشرات الآيات القرآنية التي تنفى شفاعة البشر تمسكا منهم ببضع أحاديث تزعم شفاعة النبى . والأمثلة كثيرة ، وقلناها مرارا .
4 ـ ليس هناك خصومة لرب العزة أفظع من خصومة أكابر المجرمين لرب العالمين . مستبدوهم ينسبون جرائمهم للإسلام ، وكهنوتهم يعزز هذا البهتان .
سادسا : موقف شيوخ الضلال من المحمديين يوم الدين .
1 ـ لدينا علم بالمحاكم والقضاة في هذه الدنيا وما فيها من جور وبهتان . يوم الدين فيه المحكمة الكبرى ( يوم الحساب ). وفيه يكون القاضي الأعظم هو رب العزة جل وعلا . يقضى بين البشر والطوائف في إختلافاتهم . قال جل وعلا :
1 / 1 :( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿يونس: ٩٣﴾
1 / 2 :( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿النمل: ٧٨﴾
1 / 3 : ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿الجاثية: ١٧﴾.
2 ـ وفى لمحة تصويرية لهذا القضاء الإلاهى قال جل وعلا : ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ وَاللَّـهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿٢٠﴾ غافر )
3 ـ القاضي الأعظم رب العزة جل وعلا سيكون خصما لصنف واحد من الناس ، هم الذين ظلموه جل وعلا في الدنيا . جعلوا الإسلام دين السلام دين الإرهاب ، وجعلوا القرآن الكريم الذى هو رحمة للعالمين ـ إرهابا للعالمين ، وجعلوا الإسلام الذى يدعو لأن يقوم الناس بالقسط جعلوه دين الاستبداد . أقاموا بهذا الإفك أديانا أرضية تنسب نفسها الى رب العزة جل وعلا ، كتموا الحق واذاعوا الباطل مقابل المال ، قال جل وعلا :
3 / 1 :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴿١٧٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿١٧٦﴾ البقرة ) . لأنه جل وعلا خصم لهم فلن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم ، ولهم عذاب يتعجب رب العزة جل وعلا من صبرهم عليه .!
3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿آل عمران: ٧٧﴾ . لأنه جل وعلا خصم لهم فلن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم ، ولا خلاق لهم في الآخرة ، بل لهم عذاب أليم .
أخيرا
1 ـ هنا قضية فيها خصومة. الخصومة لم يبدأها رب العزة جل وعلا بل بدأها شيوخ وأرباب الأديان الأرضية .
2 ـ هي خصومة فيها ظالم ومظلوم ، الله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين بل أنزل دينا يدعو للعدل . شيوخ الأديان الأرضية بدّلوا الإسلام كفرا ، أي هم الظالمون لرب العالمين ، فليس هناك أظلم ممن إفترى على الله جل وعلا كذبا .!.
3 ـ أنت أمام هذه القضية بين خيارين لا ثالث لهما : إمّا أن تدافع عن رب العزة جل وعلا وتنصره، وحينئذ ستحظى بنصر الله في الدنيا وفى الآخرة يوم الحساب . قال جل وعلا بأسلوب التأكيد الثقيل :
3 / 1 : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الحج )
3 / 2 : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾غافر)
4 ـ وإمّا أن تدافع عن أئمة الضلال وكتبهم وخرافاتهم ، أو تسكت عن ظلمهم لرب العزة . أنت بموقفك هذا خصم لرب العزة جل وعلا . ولن تجد من دونه وليا ولا نصيرا . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان )
4 / 2 : ( إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٦٥﴾ الأحزاب )
5 ـ نحن في هذه الدنيا فريقان خصمان ، لكل فريق فكرته عن رب العزة ، ونوعية الإيمان به .
5 / 1 : نحن نؤمن بالله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد والذى ليس له شريك ، وقول شهادة الإسلام واحدة ( لا إله إلا الله ) ولا نفرّق بين الرسل ، ونؤمن بحديث الله جل وعلا ( القرآن ) وحده ، ولا نعبد ولا نقدس إلا الله جل وعلا ، ونكتفى به جل وعلا وليا ونصيرا وشفيعا .
5 / 2 : خصومنا يؤمنون بالله ، ولكن يجعلون معه شركاء يشاركونه في ملكه في الدنيا وفى يوم الدين ، يعبدون الله ويعبدون شركاءهم ، يحجون للبيت الحرام ويحجون الى قبورهم المقدسة ، بل يرفعون آلهتهم فوق رب العزة جل وعلا .
5 / 3 : هي خصومة في الموضوع ، وليست خصومة شخصية . ليس بيننا وبينهم نزاع على ميراث أو مصاهرة . خصومتهم لنا بسبب أننا ندافع عن رب العزة وننفى أن يكون معه آلهة تشاركه حكمه وتتحكم في ملكه وملكوته. أي هم يخاصمون الله جل وعلا تعصبا لآلهتهم ، ويخاصموننا بالتبعية . لو سكتنا عن قول الحق لن يتعرضوا لنا . عندما قلنا الحق تعرضنا لإيذائهم ــ ولا نزال . نحن نقول الحق إبتغاء مرضاة الله ، وهم يؤذوننا ( في الله ) أو يؤذوننا لأننا ندافع عن رب العزة جل وعلا ، أو كما قال جل وعلا : ( فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي . ) ﴿١٩٥﴾ آل عمران ). لو توقفنا عن نصرة رب العزة وألقينا اليهم المودة لأقاموا لنا حفل تكريم .
5 / 4 : سنأتى نحن وهم يوم القيامة خصوما ، نحمل خلافاتنا في رب العزة . وسيحكم رب العزة بيننا فيما نحن فيه مختلفون . قال جل وعلا : ( هَـٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٢٣﴾ الحج ).
أحسن الحديث :
قال جل وعلا :
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿١٢٣﴾ النساء )
التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة سعيد علي في الخميس 19 مارس 2020
[92005]
________________________________________
إتخذوا القران مهجورا و ( لحنا يتغنون به ) و يقرأونه على الأموات فكانت النتيجة واقعا مؤلما !
________________________________________

رسالة الله جل و علا خاتمة و ليس بعدها رسالة و من فضله جل و علا أن تكون بلسان عربي مبين و حوت في ثناياها الرسالات السابقة لذا فهي للعالمين و من معجزاتها أنهم ( لم يهجروها فقط بل إتخذوها هجرا ) و الحمد لله أن إنبروا قامات متدبرة كالدكتور أحمد حفظه الله جل و علا يتدبرونها و يكتبون رحيق أفكارهم بأسلوب غاية في الروعة و البساطة و الجمال . الحمد لله دائما و أبدا على رسالته البينة و الحمد لله جل و علا على ما اجتهد و يجتهد أبو محمد فيه و رغم الظروف الصعبة إلا أن الإنتاج الفكري الغزير و شبه يومي مستمر فما أروعك و ما أجملك حفظكم الله جل و علا و أهل القران ممن يتدبرونه و يعملون به .
و لأنهم إتخذوا هذا القران مهجورا فالنتيجة الواضحة و الباينة للعيان بؤسا و شقاء متكررا يعضد هذا المقال سلسلة برنامج المحمديون بين إهلاك مضى و إهلاك قادم ( هو إهلاك مستمر ) فهل من عودة إلى رسالة الله عز وجل فالعمر يمضي سريعا و النهاية حتمية و يوم الحساب آت و يبقى القران الكريم رسالة فيها تفصيل كل شئ و تبيان لكل شئ .

دمت دائما بصحة و عافية .

2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الخميس 19 مارس 2020
[92007]
________________________________________
الحمد لرب العزة جل وعلا أن هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله جل وعلا
________________________________________

معظم البشر لاهون عن اليوم الآخر ، وقد إقترب . معظم البشر متبعون لأولياء الشيطان أكابر المجرمين . هم جميعا لا يخافون الله جل وعلا ، وقد إرتعبوا من مخلوق غاية فى الضآلة أطلقوا عليه إسم كورونا . هذا الكورونا يخيف أكابر المجرمين ، لا تغنيهم حصونهم وبروجهم المشيدة وأطقم حراساتهم . هذا الكورونا ــ شديد الضألة ـ سيغير العالم . هذا قبيل قيام الساعة . فماذا عن يوم الدين الذى يملكه وحده مالك يوم الدين ؟
الحمد لله جل وعلا أن هدانا الى الحق ، نرجو أن نموت متمسكين به . اللهم توفنا مسلمين ..
المقال الحادى عشر
مستحيل أن يتوب أكابر المجرمين من المستبدين وشيوخ المحمديين
آحمد صبحي منصور في الجمعة 20 مارس 2020
أولا :
1 ـ قد يتوب المجرم العادى ، وقد يتوب زعيم العصابة ( كبار المجرمين ) ، ولكن أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين لا يتوبون .
2 ـ لا تنتظر توبة من شيخ أمضى عمره ينشر الإفتراء كذبا على الله جل وعلا ورسوله فيما يزعمونه ( الحديث النبوى والحديث القدسى) ، وبها إشتهر وصار صاحب نفوذ. التوبة تعنى أن يعلن للناس خطأه في كل كلمة قالها ، وأن يتحمل غضب السلطان عليه ومقت العوام منه .
أتذكر أن إماما للسُّنّة بلغ أرذل العمر وهو سادر في تمجيد البخارى والسُّنّة . لما ظهر أهل القرآن أخذ يجادل في كتاب الله بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير ، ينطيق عليه قوله جل وعلا :
2 / 1 :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ﴿٤﴾ الحج )
2 / 2 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴿٨﴾ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٩﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿١٠﴾ الحج )
حدث أن إقتنع إبنه بمنهجنا ، وناقش أباه في البخارى ، وأراه ما في البخارى من إفتراء على الله جل وعلا وعلى رسوله . إرتعب الشيخ وظل يوصى إبنه ألّا يعلن هذا ، ويقول له : ( لا تقل هذا للناس ، إنهم بقر، وسيقتلونك ) . هذا الشيخ الضال المُضلُّ الذى جعلوه إماما ، هو بإعترافه ( إمام للبقر ) . رأى الحق بعينيه وكتمه خوفا على مكانته وعلى حياة إبنه .
3 ـ لا تنتظر توبة من مستبد وصل الى السلطة وإحتفظ بها فوق أنهار من الدماء وأهرامات من جماجم القتلى ، ثم سلب ونهب وظلم وعذّب وقهر . التوبة تعنى أن يعترف علنا بكل جرائمه ، وأن يعطى من نفسه القصاص لكل من ظلمهم ، بمعنى مسئوليته عن كل صفعة تعرض لها وجه مظلوم ، وعن كل قرش أكله ظلما . لو عاش ألف عام لن يستطيع رد الحقوق للملايين من ضحاياه على إختلاف نوعياتهم .
4 ـ الذى نراه هو العكس تماما .
4 / 1 : يظل الشيخ الشيطانى في إفتراءاته حتى الموت . ربما يتوقف عن بعضها لأن سيده السلطان قال له ( إخرس ) . يستمر ، إذ يغيّر فقط نوعية الإفتراءات التي يرضاها سيده المستبد .
4 / 2 : الضابط حسنى مبارك كان فاسدا عريقا وهو يتولى قيادة أحد القواعد العسكرية في بلبيس . تولى الرئاسة فوصفوه بالنزاهة في الوقت الذى بدأ فيه يسرق الملايين . وخلال ثلاثين عاما سرق من ثروة مصر ألاف الملايين . وكان يتحدث واعظا بأن ( الكفن ليس له جيوب ) ثم تحدث قبل أن يموت في شريط أذاعه إبناه يعظ ويمدح نفسه ، ناسيا فضيحة البلايين التي سرقها والتي علم بها المصريون وغيرهم ، وناسيا الملايين من المصريين الذين قهرهم .
5 ـ هذه حالة نفسية فريدة من خداع الذات ، أوقعهم فيها الشيطان .
ثانيا : دور الشيطان
1 ـ الشيطان يوسوس للبشر والجن جميعا ، حتى الأنبياء . لذا أمر الله جل وعلا خاتم النبيين بالاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم . إقرأ قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿٢﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿٣﴾ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿٤﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿٥﴾ الفلق )
1 / 2 : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَـٰهِ النَّاسِ ﴿٣﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿٦﴾ الناس )
1 / 3 :( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿٩٧﴾ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴿٩٨﴾ المؤمنون )
1 / 4 : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿الأعراف: ٢٠٠﴾
1 / 5 : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿النحل: ٩٨﴾
1 / 6 : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿فصلت: ٣٦﴾.
2 :المتقون يستعيذون بالله العظيم من الشيطان الرجيم ، وهذا عكس من يسيطر عليهم الشيطان فيمدهم في الغى والضلال . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴿٢٠٢﴾ الأعراف )
3 ـ ـ تتحول وسوسة الشيطان الى سيطرة كاملة على أتباعه ، فتكون له عليهم تمام السيطرة وتمام السلطان .
3 / 1 : قال جل وعلا لابليس: ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿الحجر: ٤٢﴾
3 / 2 : وقال جل وعلا عنه : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿النحل: ٩٩﴾. إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿النحل: ١٠٠﴾
3 / 3 : وقال إبليس لرب العزة جل وعلا يتوعد أبناء آدم : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ الاسراء ).
4 ـ تتجلى هذه السيطرة في نوعين من الإفك :
4 / 1 : الأحاديث الضالة وإفتراءات الأديان الأرضية، وهى من وحى الشيطان . قال جل وعلا :
4 / 1 / 1 : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ) ١١٤﴾ الانعام)
4 / 1 / 2 : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ الشعراء )
4 / 2 : بناء وصناعة القبور ثم تقديسها . وهى من ( عمل الشيطان ) قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ المائدة ) . أُنظر الى من يطوف بقبر من حجر متوسلا .. هل لديه عقل ؟ الشيطان ( إحتنكه ) أي إستحوذ عليه ، وسلبه الوعى والعقل .
ثالثا : الضّال يختار الشيطان وليا
1 ـ خلق الله جل وعلا الإنسان حُرّ المشيئة ، إذا شاء الهداية زاده الله جل وعلا هدى، وإذا شاء الضلالة زاده الله جل وعلا ضلالا . قال جل وعلا :
1 / 1: ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ) ﴿٧٥﴾ مريم ) ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ) ﴿البقرة: ١٠﴾
1 / 2 : ( وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) ﴿٧٦﴾ مريم ) ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿محمد: ١٧﴾
2 ـ إذا إتخذ الإنسان الشيطان وليا من دون الله جل وعلا سيطر عليه الشيطان ، وجعله يحسب أنه على الهدى . قال جل وعلا :
2 / 1 :( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾ الأعراف )
2 / 2 :( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ﴿١٠٢﴾ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤﴾ الكهف )
2 / 3 : يحسب أن ما يكسبه من المال ( السُّحت ) دليل رضا الله جل وعلا عنه فيظل به مبهورا مخدوعا . قال جل وعلا : ( فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿٥٤﴾ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ﴿٥٥﴾ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ ﴿٥٦﴾ المؤمنون )
2 / 4 : ويجعله المال ينسى الموت الذى لا مهرب منه وينسى الويل الذى ينتظره يوم القيامة . قال جل وعلا : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴿١﴾ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾ الهمزة ) .
3 ـ البداية أنه إذا إختار العمى عن نور القرآن يتركه رب العزة لشيطان يقترن به يزين له الحق باطلا والباطل حقا ، ويُقنعه أنه على الهدى . ثم يوم القيامة يرى قرينه فيتبرأ منه ، قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ الزخرف )
3 / 2 ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿٢٥﴾ فصلت ).
4 ـ لذا تراهم في الدنيا يرفضون الهداية ، سواء دعوتهم اليها أو لم تدعهم .قال رب العزة جل وعلا :
4 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ البقرة )
4 / 2 : ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ ﴿١٩٣﴾ الأعراف )
4 / 3 : ( وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾ يس )
4 / 4 : وحتى لو أسمعهم الله جل وعلا فلا فائدة، قال جل وعلا : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ الانفال )
5 ـ يموتون بالضلال ، ويأتون به يوم القيامة :
5 / 1 : المنافقون كانوا يحلفون بالباطل ، وأيضا سيأتون يوم القيامة يحلفون أمام الله جل وعلا بالباطل ، لأن الشيطان ( إحتنكهم وإستحوذ عليهم) . قال جل وعلا : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٨﴾ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّـهِ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٩﴾ المجادلة )
5 / 2 : وهو نفس الحال مع الصرحاء المشركين ، سيقسمون أمام رب العزة جل وعلا إنهم ما كانوا مشركين ، يكذبون على أنفسهم . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٢٢﴾ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّـهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴿٢٣﴾ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤﴾ الانعام )
6 ـ كان خاتم النبيين عليه السلام حريصا جدا على هداية أكابر المجرمين ، فقال له جل وعلا :
6 / 1 : ( إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلّ ) ﴿٣٧﴾ النحل )
6 / 2 : ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر )
6 / 3 : ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾ الكهف )
6 / 4 : ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ الشعراء )
أخيرا
1 ـ هنيئا لهم ما إختاروه لأنفسهم .ونرضى لهم ما إرتضوه لأنفسهم وأن يظلوا عليه الى نهاية العمر بلا توبة . ونحن ننتظر الحكم علينا وعليهم يوم الدين .
2 ـ في هذا نقرأ في الكتاب الحكيم :
2 / 1 : ( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴿١٣٤﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿الأنعام: ١٣٥﴾
2 / 2 : ( وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴿هود: ٩٣﴾
2 / 3 :( وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿هود: ١٢١﴾ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿١٢٢﴾
2 / 4 ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿ ٣٩﴾ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿٤١﴾ الزمر )
ودائما : صدق الله العظيم .التعل
يقات (3)
1 تعليق بواسطة هشام سعيدي في الجمعة 20 مارس 2020
[92014]
________________________________________
موضوع جدير بالقراءة
________________________________________
https://www.sasapost.com/opinion/surah-al-shuara/
قد لا يكون مكانه المناسب هنا لكني اردت نشره فلم أجد له مكانا أخر.

2 تعليق بواسطة سعيد علي في السبت 21 مارس 2020
[92017]
________________________________________
كالعادة و فوق فوق العادة حفظكم الله جل و علا .
________________________________________

مقال فيه كمية تدبر و ربط بالواقع و الحال و عبر قصص القران الكريم و المؤلم حقا هو مآل هؤلاء عبر الوصف الدقيق لوصفهم في القران الكريم .. وجود فكر الدكتور أحمد ( لصغار و ناشيي ) هذا الفكر و من هم في بداية هذا الطريق مهم للغاية ليقرأوه و يتدبروه و يناقشوه و يدرسوه فيما بينهم لعل منهم من يستقر في عقله هذا الكلام القيم الذي لا يصدر إلا من مفكر غاص عميقا في النهر القراني - إن جاز التعبير - العذب الزلال .
بقدر كمية الحقائق في هذا المقال - كالعادة - بقدر ألم التدبر و استشعار النهاية .. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
حفظكم الله جل و علا .
3 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأربعاء 25 مارس 2020
[92041]
________________________________________
شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول :
________________________________________
نحن الآن فى الحرب العالمية الثالثة ، يشنها على البشر جميعا مخلوق غاية فى الضآلة ( فيروس ) لو تجمع منه الف تريليون ما وصل حجمه الى حبة العدس . ولكن هذا الفيروس ( كورونا ) طائرة قاذفة مقاتلة ، وقادرة على التحور ومواجهة الدفاعات الأرضية . ضحاياها فى إزدياد فى كوكب العالم المتقدم . أما فى كوكب المحمديين المركوب بالمستبدين ورجال الدين فالمتوقع أن يتفجر بقنابل كورونية .. نسأل الله جل وعلا السلامة . قلبى مع المستضعفين فى كوكب المحمديين . ضحايا كورونا ليسوا فقط المستضعفين فى كوكب المحمديين ولكن أيا كبار السّن من أمثالى . يقال ان حرب كورونا ستستمر حوالى 18 شهرا ، بالتالى أحسب أن هذا الكتاب سيكون آخر كتاب لى . الله جل وعلا هو عالم الغيب والشهادة . فى كل الأحوال فموقعكم ( أهل القرآن ) أمانة بين أيديكم . هذه وصيتى .
أدعو الله جل وعلا أن يجمعنا فى رحمته وجنته. .





















الخاتمة
كورونا أقل ضررا من أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين في كوكب المحمديين :
خاتمة كتاب ( أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين في كوكب المحمديين )
آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 24 مارس 2020
1 ـ بدأ نشر أول مقال في هذا الكتاب مع بداية إنتشار مرض كورونا ، وتتالت المقالات، واليوم وفى كتابة الخاتمة أصبح العالم كله تحت قصف فيروس كورونا .
طائرة قاذفة مقاتلة تهاجم البشر من الهواء ومن أسطح الجمادات بمجرد لمسها ، تدخل الحلقوم وتستعمر جهاز التنفس ، تحتل الخلايا وترغمها على إنتاج البلايين من نفس الفيروس ، وتعطل جهاز المناعة وتخنق الانسان من الداخل حتى الموت . الفيروس قادر على التحور ، فلو نجح الانسان في إنتاج مصل للوقاية منه فإن الفيروس ينجح في إنتاج وقاية منه ، وهكذا الى أن تنتهى دورة هذا الوباء بالقضاء على المقدر عليهم سلفا أن يموتوا به .
في مواكبة هذا الكتاب لهذا الوباء تأتى الخاتمة بالمقارنة بين وباء الكورونا الذى يصيب ملايين البشر ووباء ( أكابر المجرمين من المستبدين و رجال الدين في كوكب المحمديين ) .
2 ـ هناك علاقة وثيقة بينهما لا توجد في كوكب الدول المتقدمة .
الدول المتقدمة تواجه كورونا بالشفافية ولديها بنية تحتية مؤهلة للتعامل مع الوباء . صحيح هناك قصور في الاستعداد سببه الهجوم المفاجئ لكورونا ، وعدم وجود مضاد له ، ولكنهم بكل شجاعة يعلنون كل الحقائق بما فيها أعداد المصابين وأعداد الموتى ، والإجراءات التي يتخذونها ، وكل هذا بعيدا عن أديانهم الأرضية ، فليس عندهم كهنوت مسيطر كما لا يوجد حاكم مستبد، لا يوجد عندهم ( أكابر المجرمين من المستبدين و رجال الدين ) .
لذا فإن كورونا تجد مقاومة في الدول المتقدمة بينما تجد بيئة صديقة في كوكب المحمديين . فالمستبد لا يهتم بحياة شعبه إلا بالقدر الذى يستفيد به منهم . المستبد المصرى يضيق بتكاثر أعداد المصريين ، ويرفع لواء تحديد أو ( تنظيم النسل ) ليتخلّص من بضعة ملايين . الإنسان أعظم ثروة لو وجد تعليما ووعيا وتدريبا ، ولكن هذا الانسان في كوكب المحمديين عبء على المستبد ، لذا يحاول المستبد ( المصرى مثلا ) الإبتعاد عن السكان ، بأن يعيش في شرم الشيخ وفى الضواحى البعيدة عن القاهرة ، فإذا زحف اليها السكان بادر بإنشاء عاصمة جديدة تاركا القاهرة العتيقة تغرق في المجارى والتلوث . جاءت كورونا نعمة وبركة على المستبد المصرى بالذات ، فستريحه من ملايين المصريين ، ولن يضطر الى التخلص منهم بإجراءات تثير عليه كوكب الدول المتقدمة ، فيكفى ما واجهه من لوم دولى بسبب مذبحة رابعة . لذا إكتفى بترك الساحة لكورونا تعمل في دأب وفى صمت ، ومنع الحديث عنها ، وعاقب بالاعتقال من ينشر أخبار سريانها كالهشيم بين المصريين ، وأخلى لها الساحة المصرية لتنتشر بلا عوائق ، فمصر مريضة أساسا بالتلوث ، وتنتشر فيها أوبئة محلية من فيروسات أخرى كالكبد الوبائى ، والمصر الفقير المريض يعانى من ضعف المناعة ومن العيش تحت خط الفقر . ثم لا توجد بنية تحتية من المرافق ولا بنية تحتية من الاستعدادات الطبية ، فالمستشفيات المصرية هي أصلا مؤسسات للموت وليس للنجاة من الموت .
يعاون المستبد في تعاونه مع كورونا رجال دينه الأرضى . ظهرت عليهم ( كالعادة ) أعراض التعمق في علوم الطب ، فأخذوا في الإفتاء في مواجهة كورونا ، يحاولون إبعاد الناس عن السماع لصوت العلم .
3 ـ هذا يؤكد أن وباء كورونا مهما بلغ ضرره فهو أخف كثيرا ــ وكثيرا جدا ــ من ضرر أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين .
3 / 1 : كورونا ضرر مؤقت وسينتهى كما إنتهت قبله أوبئة سابقة . وكل ما يفعله كورونا هو الموت . ولا مفر من الموت ، ( ومن لم يمت بفيروس كورونا مات بغيره ... تعددت الأسباب والموت واحد ).
3 / 2 : ضرر أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين في كوكب المحمديين في أنه :
3 / 2 / 1 : هو ضرر دائم مستمر وليس مؤقتا .
3 / 2 / 2 : إنه لا يكتفى بقتل البشر بل يجعلهم يعيشون موتى ، لا هم بالموتى ولا هم بالأحياء . ولعل هذا هو السبب في إستخفاف المصريين بكورونا . قبله كان الانتحار منتشرا مع علمهم بأن الانتحار حرام . الآن جاء فيروس كورونا ليريحهم من دنيا السيسى وجيشه وعسكره .!
3 / 2 / 3 : ضرر أكابر المجرمين يجعلهم يخسرون الدنيا ويخسرون الآخرة . مهما بلغ ضررهم في الدنيا فهو لاشىء مقارنة بالخلود في الجحيم .
4 ـ نسى ( أكابر المجرمين من المستبدين و رجال الدين في كوكب المحمديين ) الآتى :
4 / 1 : إن كورونا لا تقتل فقط الناس المستضعفين بل أيضا أكابر المجرمين ، أينما يكونوا يدركهم فيروس كورونا ولو كانوا في بروج مشيدة .
فى كوكب الدول المتقدمة يتم الإعلان عن المُصابين من المشاهير في السياسة وغيرها . في كوكب المحمديين يتم التعتيم عن أكابر المجرمين من ضحايا كورونا . وهو تعتيم لا يجدى فتيلا ، لأن وسائل الإعلام العالمية لها أجهزة إستشعار عن ( بُعد ) تخترق حُجُب التعتيم ، ثم لا يمكن كتم الأخبار التي ستحتل العناوين الكبرى ، عاجلا أو آجلا ستصبح ( معلومة من الدين ( الأرضى ) بالضرورة ) . مثلا فرعون مصر السيسى غائب ، وهو المدمن للظهور الإعلامى ليتكلم في كل شيء ويُفتى في كل شيء بإعتباره حكيم الأطباء وطبيب الحكماء . ولكنه الآن غائب في وقت يكون فيه المصريون في أمسّ الحاجة لحكمته ليحدثهم عن كورونا وعن فقدان مياه النيل . تثور التكهنات ، هل هو ميّت رعبا من كورونا ، أو أن حكمته قد أخذت أجازة مفتوحة . الأيام أو الأسابيع القادمة ستأتى بالنبأ اليقين .
4 / 2 : إن كورونا فضحت بضاعة الكهنوت في كوكب المحمديين . بضاعتهم معروضة في حوانيتهم ودكاكينهم ومحلاتهم التي يتاجرون بها في الدين ، أقصد القبور المقدسة والأولياء . لم تغن عنهم قبورهم ولا أولياؤهم شيئا ، بل إحتاجوا هم الى حمايتها وتعقيمها خوفا من أن تطيح كورونا بمن يتوسل بهذه القبور وأصحابها . لم يسأل أحدهم نفسه إذا كانت هذه القبور وتلك الأولياء لا تستطيع أن تكشف الضٌّر عمّن يتوسل ويستغيث بها فما الفائدة أصلا من وجودها ؟. لقد إتضح أن التجمع حولها في الموالد وغيرها تكون فرصة هائلة لكورونا لكى تنتشر . أي ظهرت علاقة وثيقة وصداقة متينة بين القبور المقدسة وكورونا .
لم يجرؤ أحد في كوكب المحمديين أن يقول بأعلا صوت : اين هو مدد الأولياء ؟ ولماذا يعجزون عن دفع الضرر ؟ . لم يجرؤ أحد في كوكب المحمديين أن يذهب الى واحد من قبور الحسين ( مثلا ) ويصرخ : اين أنت ياحسين ؟ هذا يذكرنا بقوله جل وعلا : ( قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاءَ ۖ كَلَّا ۚ بَلْ هُوَ اللَّـهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٧﴾ سبأ ).
5 ـ قبل كورونا عانت البشرية من أوبئة إجتاحت الشرق والغرب تترك ضحايا بالملايين . في مصر بالذات كانت تحدث مجاعة ووباء بالتناوب كل ثلاثين سنة تقريبا . ويحدث أن تنتقل العدوى الى مصر من خارجها أو من مصر الى خارجها . كانت العادة أن يستسلم الناس في الغرب والشرق الى الكهنوت وخرافاته في مقاومة الوباء ، ويظل الوباء يعمل الى أن تنتهى مهمته ، فيزول ثم يعود . تحررت أوربا من سيطرة الكهنوت ، ودخلت بالعالم عصر العلم والإختراع والعلمانية ، وبها عرف العالم المجهر والفطريات والبيكتيريا والجراثيم والفيروسات ، وإنتاج الأمصال ، فقضت على معظم الأوبئة المعروفة . وظهرت أوبئة جديدة فنجح كوكب الدول المتقدمة في القضاء عليها من ( السار ) الى ( أيبولا ) وسينجح كوكب الدول المتقدمة في القضاء على كورونا . هذا بينما يظل كوكب المحمديين أسيرا لأكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين .
6 ـ في قناتنا على اليوتوب ( أحمد صبحى منصور / أهل القرآن ) أتممنا ألف حلقة من برنامج ( لحظات قرآنية ) . ثم توقفنا عدة أشهر بسبب قلة الإمكانات . العشرات الأخيرة من هذا البرنامج ( وهى لا تزال تُعرض حتى الآن ) كانت تحت عنوان ( المحمديون بين إهلاك قائم وإهلاك قادم ) , فيه يكون الإستشهاد بالقرآن الكريم في آيات الإهلاك وإنطباقها على تاريخ المحمديين ، هذا في إثبات الإعجاز التاريخى القرآنى ، حيث أن ما أنبأ به القرآن الكريم تحقق مستقبلا في تاريخ المحمديين ، وأيضا إظهار المسكوت عنه من تاريخ المحمديين تحت حكم أكابر المجرمين من الخلفاء والسلاطين المستبدين ورجال الدين . الآن دخلنا في عصر كورونا ، وهو مرتبط بموضوع الإهلاك فكان لا بد من إستئناف التسجيل لإكتمال الموضوع بما يحدث حاليا من كورونا . وللتوعية دخلنا في موضوع جديد عن المبادئ الحقيقية للشريعة الإسلامية لفضح شريعة المحمديين .
6 : هنا يحق لنا أن نتساءل :
6 / 1 : الى متى يظل المحمديون أسرى لأكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين ؟ الى متى يظل كوكب المحمديين سابحا في مدار ( الظُلُمات ) حول نفسه بينما يتقدم العالم الى الأمام وحتى الآن ؟ لقد تقدمت دولة ( رواندا ) في أواسط أفريقيا بعد أن هجرت التعصب القبلى الذى أدخلها في حروب أهلية ومذابح دموية ، وسارت في طريق الديمقراطية . هذا بينما لا يزال كوكب المحمديين يتقاتل في أفغانستان وباكستان واليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان .. وهناك دول على الطريق ، طريق الحرب الأهلية والتفكك .!
6 / 2 : إلى متى نظل تحت الإضطهاد والتعتيم ممنوعين أن تصل دعوتنا الإصلاحية السلمية الى الملايين في كوكب المحمديين ؟
6 / 3 : هو وحده جل وعلا عالم الغيب والشهادة . يقولون إن هجوم كورونا سيستمر 18 شهرا ، وأبرز ضحاياه من كبار السًن . الآن وقد جاوزت السبعين عاما معظمها في الجهاد السلمى ضد أكابر المجرمين فربما يكون هذا الكتاب هو الأخير ..
6 / 4 : اللهم إنى أرجو لقاءك .. فإجعلنى اللهم ممّن يرجو لقاءك .!

1 تعليق بواسطة عثمان محمد علي في الثلاثاء 24 مارس 2020
[92032]
________________________________________
حفظك الله إستاذنا دكتور -منصور.
________________________________________

كتاب قيم وخاتمته رائعة كعادتنا بكتابات حضرتك استاذنا ،جازاك الله عنها خير الجزاء فى الدُنيا والآخرة . وخاتمته تٌلخص روشتة علاج لمرضى الدين الأرضى ،وتُثبت لهم فشل مراجع تراثهم وقبور أضرحتهم الذريع فى حمايتهم وحماية أنفسها من وباء كورونا ،فلو بقى عندهم ذرة من عقل لتوقفوا فورا عن الإيمان بهم وطلب النفع والضرر منهم .فلا مكان اليوم للطب النبوى ولا لكرامات الحسين وزينب والشافعى وووووو فى وباء كورونا وبالتالى عليهم أن يحرقوا كُتبهم ويهدموا أضرحتهم ويلعنوا مشايخهم وملاليهم ويتبرأون منهم ليل نهار ، ويعودوا ألى الله الواحد الأحد وإلى كتابه وحده فى دينهم .
.ووباء كورونا كشف للناس جميعا حقارة المُستبدين وخداعهم لشعوبهم وسفههم وسرقة ثرواتهم وتبديد ما تبقى منها على ملذاتهم وقصورهم وملأهم .وها هم يتركون الناس تُقابل الوباء بصدور عارية وبطون خاوية فلعلهم يفيقون من سُباتهم ونومهم ويُدركون أنهم كانوا مخدوعين منذ 52 وحتى اليوم ،ويُقرروا تغيير حياتهم ومستقبل ابنائهم بالتخلص من المُستبدين وحاشيتهم المجرمة وخُسن إختيارهم لمن يحكمهم فيما بعد ..
ووباء كورونا سينتهى إن شاء الله قريبا ذاتيا ودلائل تناقص عدد الوفيات يوميا فى بؤرالإصابات تُشير لهذا .

2 تعليق بواسطة عبدالمجيد المرسلى في الثلاثاء 24 مارس 2020
[92035]
________________________________________
حفضك الله من كل مكروه.
________________________________________

دكتور لقد فسرت ووضحت طيلة هده الايام حقيقة اكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين الأرضي . فعلا فيروس كورونا فضح كتيرا من الفساد وفضح المشعودين واللدين يعتمدون علي التجارة من الدين وفضح جميع المستويات الاقتصادية والعلمية والتجارية. لقد تبين للناس ان الخروج من الازمة ومواجهة الازمات في المستقبل يقتدي الاهتمام بالعلم والعلماء والبحت العلمي والاهتمام بالتعليم ولاكن لا يتم هدا الامر الا ادا تم القضاء وبصفة نهائية علي المستبدين بشتي انواعهم.
3 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأربعاء 25 مارس 2020
[92043]
________________________________________
شكرا استاذ عبد المجيد ، وأقول:
________________________________________

قلنا فى هذه الخاتمة إن أكابر المجرمين فى كوكب المحمديين أشد ضررا عليهم من وباء كورونا . المشكلة أننا نقدم لهم الدواء السلمى المجانى وهم يشتموننا . هم مرضى من نوع خاص ، يتمسكون بالمرض ويرفضون الدواء ويكرهون الطبيب . نرضى لهم ما يرتضونه لأنفسهم ، فلا إكراه فى الدين ، ثم إن الله جل وعلا لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
4 تعليق بواسطة Taqwa Tamer في الجمعة 27 مارس 2020
[92049]
________________________________________
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَي
________________________________________

حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ )

شكرا لك يا دكتور على هذه الكتابات الرائعة .. هل نفهم من ذلك أن فيروس الكوزونا بداية النهاية للأرض وأنه نوع من الإهلاك لانتشار الفساد في القرى الظالمة وخاصة الديني منه ..؟

5 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الجمعة 27 مارس 2020
[92050]
________________________________________
شكرا استاذة تقوى ، واقول
________________________________________

قيام الساعة إقترب ، وهو تدمير للسماوات والأرض وإستبدالهما بأرض خالدة وسماوات خالدة . علامات الساعة تحدثنا عنها من قبل فى مقال عن الفزع والساعة . وما يحدث من أوبئة هو نوع من الإهلاك الجزئى تكلمنا عنه فى عشرات الحلقات فى برنامج ( لحظات قرآنية ).















الملاحق
ملحق رقم (1 )
هجوم على الشيخ محمد سيد طنطاوى ، شيخ الأزهر السابق :
سبق نشره في موقع الحوار المتمدن ثم أعيد نشره في موقع أهل القرآن
المقال الأول :
الى شيخ الأزهر .. لمجرد العظة والنصح والإرشاد :
آحمد صبحي منصور في الأحد 06 اغسطس 2006
________________________________________

الى شيخ الأزهر
لمجرد العظة والنصح والارشاد
تعليقا على هجومه على مركز ابن خلدون
بقلم د. أحمد صبحي منصور
المدير السابق لرواق ابن خلدون والمستشار الاسلامي السابق للمركز

فى صحيفة الرأى العام الكويتية فى 8/10/2004 شن شيخ الأزهر هجوما ضاريا على مركز ابن خلدون بسبب المؤتمر الذى عقده المركز تحت عنوان "الاسلام والاصلاح" بهدف اصلاح المسلمين بالاسلام . وجاء هجوم شيخ الأزهر تاليا ومبررا لهجوم آخر بدنى ولفظى استهدف أعضاء المؤتمر أثناء عقدهم المؤتمر الصحفي ، ونقلت صحيفة الوفد هجوم شيخ الأزهر فى اليوم التالى 9/10/2004 ، ولأننى من علماء الأزهر المناضلين فى سبيل اصلاح الأزهر واصلاح المسلمين ، ولأن مركز ابن خلدون شهد جزءا من هذا النضال خلال مؤتمراته ورواقه الإسبوعي الذى أنشاته فيه منذ 2 يناير 1996 ، فإن من حقى أن أرد على شيخ الأزهر دفاعا عن المركز، وعن الاسلام الصحيح ، وليس هجوما على شيخ الأزهر ، وانما ابتغاء نصحه ووعظه وارشاده .
أولا :
إن شيخ الأزهر يؤكد بين سطور هجومه "عقيدة الكهنوت" التى يرفضها الإسلام . وملامح الكهنوت فى حديث شيخ الأزهر تتلخص في :
الألقاب الدينية .
ادعاء الاحتكار للدين
تكفير الآخرين والدعوة الى محاكمتهم واستعمال العنف معهم.
الألقاب الدينية
تقول جريدة الوفد " طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف :"
وأقول :
ليس فى الإسلام بعد لقب النبي والرسول ألقاب دينية تطلق على أي مسلم ، وليس بعد خاتم النبيين عليه السلام "إمام" ، إذ أنه – عليه السلام - هو إمام المسلمين بعده ، إذا أن شيخ الأزهر يجعل نفسه "الإمام الأكبر للمسلمين" فإذا كان هو الإمام الأكبر ، فماذا أبقى لخاتم النبيين عليه السلام عليه وعليهم السلام ؟.
ادعاء الاحتكار للدين
وشيخ الأزهر يحتكر الاسلام لنفسه وللأزهر ، لذا يغضب أشد الغضب من مشاركة مراكز غربية لتتحدث عن الإسلام ، متجاهلا أن المتحدثين فى المؤتمر كلهم من المسلمين المتخصصين، ويدافع عن احتكاره للإسلام حين يطالب المسئولين بالتدخل بقوة لمنع هذه المهاترات ؟.. "خاصة أن التوصيات دعت دعوة صريحة فى البند الثاني الى التصدي لأفكار المؤسسات التى تحتكر الحديث بإسم الدين فى محاولة لخلق مدرسة اجتهاد جديدة تحمل مشاعل تجديد الفكر الديني فى الاسلام ، معتبرا أن مؤسسة الأزهر هى المقصودة بالتحديد بهذه التوصية".
وأقول :
كما أنه ليس فى الاسلام ، بعد خاتم النبيين شيخ للإسلام أو إمام للمسلمين ، فإنه ليس فى الاسلام أيضا مؤسسة دينية أو دولة دينية أو ألقاب دينية .
ان من حقائق الاسلام التى أكدها رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم أن من اهتدى فقد اهتدي لنفسه ، وأن من ضل فقد ضل عليها ، وهو يتحمل المسئولية عن نفسه واختياره أمام الله تعالى يوم القيامة . أى أن الهداية مسئولية شخصية منوطة بكل انسان ، وحتى النبي لا يستطيع أن يهدى من أحب . وعليه فليس من مسئولية الدولة أو المجتمع أو أى مؤسسة هداية الناس أو ادخالهم الى الجنة . ان مسئولية الدولة فى الاسلام تنحصر فى رعاية حقوق العباد "حقوق الانسان فقط" ولذا فقد أكد رب العزة جل وعلا فى أكثر من ألف آية قرأنية حرية الإنسان فى المعتقد ومسئوليته أمام الله تعالى فقط يوم القيامة ونفى الواسطة أو الكهنوت بين الناس ورب الناس ، وهذه هى عظمة الاسلام ودولته العلمانية بمفهومها الاسلامي ، التى تتناقض مع الدولة الدينية التى قامت فى تاريخ المسلمين وأفرزت مؤسسات دينية كهنوتية ، كان منها الأزهر . ومن هنا يأتي العلاج للمسلمين ، بالإسلام العظيم الذى يأبي أن يحتكر دين الله تعالى دولة أو مؤسسة أو طائفة أو شخص. ودين الله تعالى أسمى وأعظم من ذلك ويكفى ما قاله رب العزة لخاتم النبيين " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ : الغاشية 21-22" ، " اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ : الأنعام 106-107 " ، " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ : يونس 99"
واذا كان الاسلام يرفض أن يحتكره أحد فإن قانون الأزهر نفسه لم يخوّل للأزهر احتكار الدين ، بل أنه طبقا للقانون ، فإن الأزهر مؤسسة مدنية تتخصص فى الشأن الديني الإسلامي ، ولا تحتكره. واذا قيل أن الأزهر مؤسسة دينية كهنوتية ، فمعنى ذلك طبقا لاعتقاد الكهنوت أن الله تعالى هو الذى اختارها وفرضها على الناس ، وجعل رئيسها متحدثا بإسم الله ، ناطقا بالوحي الالهي. إلا أن الأزهر مؤسسة مدنية يقوم رئيس الدولة باختيار شيخ الأزهر ، الذى يتمتع بمنصب وظيفي يماثل رئيس الوزراء ، أو نائب رئيس الوزراء ، وللأزهر وزارة وقانون بشري مدني ، ومسئوليات ومرتبات وعلاوات شأن باقى الموظفين ، وهو ، أى شيخ الأزهر ، موظف كبير يخدم سياسة الدولة وتقلباتها ، ولذلك تتناقض فتاويه التى تعبر عن تقلبات السياسة ، أو عن وجهة نظره ، وتخالف الآخرين فى داخل الأزهر وخارجه ، وكل ذلك يخرج عن اطار الكهنوت المزعوم ويدخل فى دائرة التوظيف .
التكفير
ومن ملامح الكهنوت فى هجومه تكفير مخالفيه فى الرأى ، إذا أنه بعد ادعاء الاحتكار للدين ، يتهم مخالفيه فى الرأى بالخروج على هذا الدين الذى احتكره لنفسه ، وهو يتهمهم مرتين بأنهم "أعداء خارجون" ، (ان هؤلاء جماعة خارجون وسبق أن اتهم أحدهم بخيانة البلاد) ويدعو الى مواجهتهم بقوة لأنّ ما فعلوه (وصمة عار ونكبة يجب أن يتداركها المجتمع والمسلمون) ويطالب بقوة ( بمنع هذه المهاترات ) و (ضرورة ايقاف مركز ابن خلدون لدورها التخريبي فى المجتمع المصري) وأنه ( يجب ايقافها ومحاكمتها)
وأقول :
جاءت هذه الفتاوى التكفيرية مصحوبة بالمطالبة بالتدخل بالقوة والمنع وانشاء محاكم التفتيش ، وهنا يضع شيخ الأزهر الدولة المصرية فى مأزق: فإما أن تتدخل طبقا لفتاويه كما فعلت فى الماضي وبذلك يكسب مركز ابن خلدون عالميا ، وتخسر الدولة المصرية أضعاف أضعاف ما خسرته فى غارتها السابقة على المركز ، وإما أن تتجاهل الدولة فتاوى شيخها الأزهرى وتترك الفرصة للمتطرفين كي يقوموا عنها بذلك الدور ، وبذلك يتكرر ما حدث فى اغتيال فرج فودة ، حين أصدر الشيوخ ضده – وضدي- فتاوى الردة ، ثم بعد اغتيال فرج فودة أعلن أحدهم فى محاكمة القتلة أن فرج فودة مرتد ومستحق للقتل وأن القاتل افتأت على السلطة حين قتل من يجب أن تقتله الدولة. ان خطورة هذا التكفير محققة وتستهدف اغتيال د. سعد الدين ابراهيم ورفاقه ، خصوصا القرآنيين. والسوابق تؤكد ذلك من حادثة فرج فودة الى نجيب محفوظ وغيرهم . وهنا فإن شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي ، بشخصه ، يعتبر مسئولا مسئولية مباشرة عن أى أذى يلحقه المتطرفون الإرهابيون بشخص د. سعد الدين ابراهيم ورفاقه ، ويعتبر هذا بلاغا مقدما ، ليس فقط للنائب العام فى مصر ، ولكن لكل المؤسسات الدولية الداعية للاصلاح فى مصر والشرق الأوسط والمعنية بحقوق الانسان .
ثانيا :
ان شيخ الأزهر فى اندفاعه للهجوم غفل عن حقائق علمية قرآنية وتاريخية وقانونية.
انه يقول " ان توصية المركز بتنقية التراث الديني ، لا سيما ما يتعلق بالحديث النبوي والسنة واعتماد النص القرآني مرجعية حاكمة وحيدة هى دعوة صريحة لإغفال مصدر رئيسي فى الاسلام وهو السنة النبوية "
وأقول أنه:
ينكر أن يكون القرآن مرجعية حاكمة وحيدة .
يهاجم تنقية التراث والأحاديث والسنن
. يعتبر السنة النبوية من مصادر التشريع فى الإسلام ـ
ونرد عليه بإيجاز قدر المستطاع :
ينكر أن يكون القرآن مرجعية حاكمة وحيدة :
وهو بذلك يتجاهل قوله تعالى "أفغير الله ابتغي حكما ، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا : الأنعام 114 " ، والقرآن هو وحده الذى نحتكم اليه حين نختلف ، وعادة ما يحدث الاختلاف بسبب الأحاديث الضالة المنسوبة كذبا للنبي عليه السلام أو لله تعالى ، ولذلك فإن الله تعالى يقول قبل الآية السابقة "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ الأنعام 112"، فهنا يشير الله تعالى الى الوحي الشيطاني بأحاديثه الضالة المزخرفة ، ثم يقول عمن يتبع هذا الحديث الضال "ولتصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون : الأنعام 113" ، أى يهواها الذين لا يؤمنون بالآخرة ويفسدون فى الأرض. ثم تأتى الآية التالية لتجعل الإحتكام الى القرآن وحده فى تلك الأحاديث الضالة ،"أفغير الله أبتغى حكما ، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا : الأنعام 114". ثم تأتى الآية التالية تؤكد تمام القرآن وصدقه وعدله "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ، لا مبدل لكلماته ، وهو السميع العليم : الأنعام 115" .
ويدور سؤال: ماذا اذا خالف البشر جميعا آية قرآنية واحدة ، وتأتى الإجابة من رب العزة سبحانه وتعالى "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ : الأنعام 116 "
اذن هم يتبعون الظن بدلا من كتاب الله الذى لا ريب فيه . وعلماء الحديث يقررون أن الأحاديث تقوم على الظن ، وليس على اليقين ، وهم بهذا يؤكدون اعجاز القرآن ، فيما نبأ بما سيفعله بعض المسلمين بعد نزول القرآن ، حين ينسبون للنبي أحاديث بعد موته بقرون ، ويسندون تلك الأحاديث الى الصحابة الذين ماتوا بعد انهماكهم فى السياسة والفتوحات والفتنة الكبرى. ماتوا دون أن يعرفوا ماذا أسند اليهم الرواة بعد موتهم بقرون فى العصر العباسي .
والحقيقة المؤسفة أن شيخ الأزهر برفضه الاحتكام للقرآن فى تلك الأحاديث أنه يعترف ضمنا بتعارضها مع القرآن ويخاف عليها من الاحتكام الى القرآن بشأنها وينحاز اليها دفاعا عنها ، فيهاجم مركز ابن خلدون فى دعوته الى الاحتكام الى القرآن .
2 ــ تنقية التراث من الأحاديث والسنن
ان شيخ الأزهر حين يهاجم تنقية التراث بأحاديثه وسننه انما يغفل حقائق تاريخية عليه أن يعرفها ويعترف بها .
فأئمة الاجتهاد فى الفقه والحديث انصب اجتهادهم على تنقية التراث الشفهى ، أو الأحاديث الشفهية. فمالك انتقى كتابه "الموطأ" بأحاديثه التى تزيد قليلا على الألف حديث من عشرات الألوف من الأحاديث الرائجة فى عصره. والبخاري انتقى صحيحه "حوالى 3 آلاف حديث" من بين ستمائة ألف حديث . ومسلم لم يقتنع باجتهاد البخاري ، فكتب "صحيح مسلم" بمقدمة رائعة عن الوضع فى الحديث ، أو الكذب فى الحديث ، و"الحاكم" استدرك على البخاري ومسلم معا. وجاء ابن حنبل ،فألغى أبوابا كاملة من الحديث ، حين قال "ثلاثة لا أصل لها ، التفسير والملاحم والمغازي" بل إن ابن حنبل ألغى "الإجماع" من مصادر التشريع لدى المسلمين حين قال "من ادعى الاجماع فى شيئ فقد كذب، ومن أدراه أن الناس قد اختلفوا ، وهو لا يعلم ؟" ، ثم جاء الحنابلة أتباع ابن حنبل ، فأكثروا من وضع الحديث ، ومنها حديثهم المشهور "من رأى منكم منكرا ، فليغيره " . وقد تصدى لهم أئمة الحنابلة أنفسهم ، ومنهم ابن الجوزي فى القرن السادس ، فى كتابه " اللألئ المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة" وابن تيمية فى القرن الثامن فى كتابه " أحاديث القصاص" ، وابن القيم صاحب ابن تيمية فى كتابه "المنار المنيف فى الصحيح والضعيف" ، ثم السيوطي فى القرن العاشر فى كتابه المشهور عن الموضوعات فى الحديث. وحتى عصرنا الراهن كتب الألباني "وهو فى الأصل ساعاتي من البلقان" كتب موسوعته فى الأحاديث الضعيفة ، وكل ذلك فى نفس الإطار "تنقية الأحاديث ، أو تنقية التراث " وقد قام بها علماء من خارج الأزهر قبل وبعد انشائه .
على أن علماء أجلاء من الأزهر قاموا أيضا بنفس الدور ، فالشيخ محمد عبده فى تفسيره أنكر الشفاعة وأنكر علم النبي بالغيب ، محتكما فى ذلك الى القرآن العظيم. وصار على نهجه الشيخ شلتوت ، شيخ الأزهر ، فى كتابيه "الفتاوي ، والاسلام عقيدة وشريعة" وان لم يقترب من عبقرية الإمام محمد عبده. ولا ننسى جهد أستاذ المحققين أحمد أمين فى كتبه "فجر الإسلام ، ضحى الإسلام ، ظهر الإسلام. "".
والى عهد قريب كان يقال أن هناك لجان فى الأزهر لتنقية التراث ، وكان أولى لشيخ الأزهر د. طنطاوي أن يقوم بهذا العمل ، ليس فقط خدمة للإسلام ، واصلاحا للمسلمين بالإسلام ، ولكن أيضا لأن ذلك ما يمليه عليه واجبه الوظيفي . ان قانون الأزهر يفرض على أساتذة الأزهر " تجلية حقائق الاسلام" وهذا يعني أن هناك حقائق اسلامية خفية يجب اظهارها، وأن هناك أباطيل منسوبة للإسلام يجب كشفها وفضحها وازالتها ، والمعيار فى ذلك هو الميزان الكتاب الفرقان القرآن العظيم. ولكن شيخ الأزهر لم يتقاعس فقط عن هذه المهمة ، وانما تطاول على المجتهدين الذين تطوعوا للقيام بهذا العمل حبا فى الاسلام ، واصلاحا للمسلمين .
3 ـ ان شيخ الأزهر يعتبر السنة "سنة البخاري وغيره" من مصادر التشريع فى الاسلام وهذا خطأ فى التعبير ، فهل يعقل أن تظل مصادر التشريع فى الإسلام ناقصة الى أن يأتي البخاري وغيره بعض موت النبي بقرون ليكملوها ؟ وماذا نفعل بقوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا : المائدة 3" ان العبارة الصحيحة هي :ان القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع فى الاسلام ، أما المسلمون فقد أضافوا له مصادر اخرى توسعت بها الفجوة بينهم وبين الاسلام ، وكان من بين تلك المصادر الأحاديث والسنن ، وكلهم مختلفون فيها جزئيا وكليا. .
إن تلك الأحاديث ليست جزءا من دين الاسلام . وأولئك الذين يعتبرونها جزءا من الاسلام ، انما يتهمون النبي عليه السلام بأنه لم يبلّغ الدين كاملا وبأنه فرّط فى تبليغ هذا الجزء. وهذا اتهام نرفضه ، لأنه عليه السلام بلّغ الدين كاملا ، وهو القرآن العظيم المحفوظ الى يوم القيامة.

ولتأكيد هذا فإنني أورد تلك الحقائق الاسلامية لتذكير شيخ الأزهر وغيره :
1 ــ أن القرآن الكريم وحده هو الحديث الذى يجب الايمان به وحده " أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ :الأعراف 185 ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ : المرسلات 50 " ، وكما ينبغي الايمان بالله وحده الاها ينبغي الايمان بالقرآن وحده حديثا " تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ الجاثية 6" ويتكرر فى القرآن الكريم التأكيد على أن أفظع الظالمين ظلما هو من افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته. وبعضهم يكذب آيات الله اذا تعارضت مع البخاري ، ويرفض الاحتكام الى القرآن فى أحاديث البخاري وغيره.
2 ـ القرآن وحده أصدق الحديث وأصدق القول " اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا " ، " : النساء 87، وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً : النساء 122" . والقرآن وحده هو أحسن الحديث ، وما عداه من كلام فى الدين هو طاغوت ، حتى ولو كان حسنا مزخرفا " الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ---- ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )الزمر 17-23
3 ـ يكتفى المؤمن بالله تعالى ربا " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ : الزمر 36 " ويكتفى أيضا بالقرآن كتابا وحيدا " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :العنكبوت 51" ، وكما أنه ليس لله تعالى مثيل " فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ : الشورى 11" فإنه ليس للقرآن مثيل " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا :الإسراء )88"
4 ـ النبي محمد والمؤمنون مأمورون بإتباع القرآن وحده " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ، اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ: الأعراف 2-3" ، " وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ : الأنعام 153

5 ــ هناك فرق فى مفاهيم القرآن فيما يخص النبي محمد بين لفظى النبي والرسول.
محمد النبي هو شخصه وعلاقاته بمن حوله ، لذا يأتى له الأمر باتباع الوحي بصفة النبي" وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا الأحزاب 2" ويأتيه العتاب واللوم بصفة النبي "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ : التحريم 1" ويأتى الحديث عن علاقاته بمن حوله بصفة النبي "، " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا الأحزاب 28 ، " يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا الأحزاب 30"، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ :الأحزاب 53"
أما محمد الرسول ، فهو عندما يبلغ الرسالة . وبعد موت النبي وتبليغ الرسالة كاملة ، فإن الرسول هو القرآن وحده ، نفهم هذا من قوله تعالى " وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا: النساء 100 " ، " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ : آل عمران 101" ، " أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ، رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا :الطلاق 10-11" ، بل أن كلمة الرسول قد تأتى بمعنى كلام الله أى صفة من صفاته ، ويستحيل أن يكون مقصودا منها النبي محمد ، نفهم هذا من قوله تعالى " لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا:الفتح 9" ، إن المطاع فى قوله تعالى "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، هو واحد ، وهو الله تعالى فى كتابه الذى بلغه الرسول فى حياته ، وذلك فإن الضمير يعود بصيغة المفرد فى قوله تعالى "وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم : النور 48" لم يقل عن الله ورسوله "ليحكما بينهما" لأن التحاكم هو للرسالة ، للقرآن .
6 ـ لقد كانت وظيفته عليه السلام التبليغ فقط ، ويشمل التبيلغ أنه كان شاهدا ومبشرا ومنذرا وداعيا الى الله ومعلما للقرآن ومزكيا للمسلمين بالقرأن، ولكنه كان فى كل ذلك يتكلم بالقرآن فقط " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ: الأعراف 2" ، " وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ : الأنعام 51 " ، " نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ : ق 45 ".
ومن الطريف أن النبي عليه السلام خطب الجمعة أكثر من خمسائة مرة ومع ذلك فلم يحفظ له العصر العباسي خطبة جمعة واحدة لأنه كان يخطب الجمعة بالقرآن ، ولأنه كان مبلغا فقط فلم يكن من حقه التشريع ، لأن التشريع حق الله وحده ، لذلك كان يسألونه عن أشياء تكرر ذكرها فى القرأن من قبل وكان فى وسعه أن يجيب بمجرد قراءة القرآن والاستشهاد به ، ولكنه كان ينتظر أن تأتى الإجابة من الله " يسألونك عن " ، "قل"".
7 ــ مفهوم السنة فى القرآن هو "الشرع والمنهاج" ولذلك تأتى السنة منسوبة لله فى شرعه ، كقوله تعالى للنبي " مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا : الأحزاب 38" ، فالسنة هنا هي سنة الله أو فرض الله أو أمر الله ، ويقول تعالى فى منهاجه فى التعامل مع المشركين "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا:الفتح 23" والنبي محمد هو أول الناس طاعة لسنة الله تعالى وشرعه ، ونحن نتخذه قدوة حسنة لنا فى هذا ، يقول تعالى " لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة : الأحزاب 21" ، لم يقل سنة حسنة وانما قال أسوة حسنة .
8 ـ إلا أنهم يعتبرون ما كتبه البخاري وغيره هو السنة النبوية الالهية ويدعون أنها وحي من السماء ، وان ذلك الوحي قد امتنع عن كتابته الرسول فى عهده والخلفاء ( الراشدون) وغير الراشدين الى أن جاء بعض الناس كالبخاري وغيره فتطوعوا بدافع شخصي لتدوين تلك السنة ، فظل الاسلام ناقصا الى أن تطوع البخاري وغيره لإكماله فى عصور الفتن والاستبداد والانحلال. ولستر عورة هذا الافتراء يحرفون معاني القرآن ، ليجعلوا طاعة أحاديث البخاري طاعة للرسول ، أو يؤولون معني قوله تعالى " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " فيقولون أن الذكر الأول هو السنة التي تبين للناس ما أنزل اليهم وهو القرآن عندهم . وهم بذلك يخرجون الآية عن سياقها اذ تتحدث عن أصحاب الكتب السماوية السابقة ودور القرآن فى توضيحها ، يقول تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ : النحل 43-44" ويتكرر نفس المعنى فى نفس السورة " تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ : النحل 63-64" ، ويتأكد هذا فى صورة أخرى " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ : النمل 76"
9 ـ وهم يدعون أن الحكمة هي السنة حين تأتى مرادفة للكتاب "أى القرآن" فى نحو قوله تعالى "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة" : النساء 113" ويعتبرون واو العطف تفيد المغايرة ، اى أن الكتاب غير الحكمة ، وهذا خطأ ، فواو العطف فى القرآن تفيد التوضيح والتبيين ولا تفيد المغايرة ، يقول تعالى " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين : الأنبياء 48" ، فالفرقان والضياء والذكر كلها صفات للتوراة وتوضيح لها ، ويقول تعالى لعيسى عن الإنجيل والتوراة "واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" المائدة 110، فالكتاب والحكمة هنا وصف للإنجيل ، بدليل قوله تعالى عن عيسى ، "فلما جاء عيسى بالبينات ، قال قد جئتكم بالحكمة : الزخرف 63" .
وعليه فإن الكتاب والحكمة هما من صفات القرآن الكريم الذى أحكمت آياته وهي من صفات التشريعات فى القرآن ، والله تعالى جاء بأوامره فى العقيدة والشريعة فى سورة الاسراء ، بدءا من قوله تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا " وختم الأوامر بقوله تعالى : " ذلك مما أوحي اليك ربك من الحكمة : الاسراء -39 " وقال تعالى لنساء النبي " واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة: الأحزاب 34" ، فآيات الله القرآنية هى الحكمة المأمور بتلاوتها. ولذلك فإن الضمير يعود على الاثنين معا ، الكتاب والحكمة بصيغة المفرد ، لأنهما شيئ واحد ، يقول تعالى "وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به: البقرة 231 " ولم يقل يعظكم بهما ، لأن الحكمة هى الكتاب ، هى القرآن .
10 ـ وهم يحتجون بالصلاة وتفصيلاتها التى لم تأت فى القرآن ، ويتخذون من ذلك حجة لإتهام القرآن بأنه ناقص وأنه محتاج لتفصيلات البخاري وغيره ، ونقول أن ما ورد من أحاديث البخاري عن الصلاة يفسد الصلاة ويشكك فيها ، وقد تعلم أجدادنا المسلمون الصلاة والقرآن من الفاتحين العرب قبل مولد البخاري وغيره .
والصلاة والزكاة والحج متوارثة من ملة ابراهيم ، والقرآن الكريم ما فرط فى شيئ ، حيث يورد التبيين لكل ما يحتاج للتبيين . والصلاة وهى السنة العملية المتوارثة لا خلاف فى عدد ركعاتها وكيفيتها ، لذلك لم يوضح رب العزة فى القرآن من ملة ابراهيم المتوارثة الا ما أحدثه العرب فيها من تغيير أو ما أنزله الله فيها من تشريع جديد، مثل التشريع الجديد فى الصوم "البقرة 183-187" أو فى صلاة الخوف "البقرة 238، والنساء 101- 104 "
11 ـ إن البخاري الذى يخاف شيخ الأزهر من مناقشته والاحتكام فيه الى القرآن ، انما يحوي فى داخله أفظع الاتهامات للنبي عليه السلام ،ولدين الاسلام العظيم وتشريعاته .
12 ــ وكل ذلك كنا قد أوضحناه فى كتاب لنا بعنوان "القرآن وكفى مصدرا للتشريع" أثبتنا فى الفصل الأول أن القرآن وحده هو المصدر التشريعي للإسلام وفى الفصل الثاني عرضنا أحاديث البخاري التي تطعن فى النبي وفى الاسلام وتشريعاته ، وقد أبى الناشر إلا أن يغير عنوان الكتاب فجعله "القرآن لماذا" وإلا أن يغير اسم المؤلف ، فجعل اسمه د. عبد الله الخليفة ، ومع ذلك فقد صودر الكتاب من المطابع سنة 1991، وفهم الشيوخ –وهم أحيانا يفهمون- أن المؤلف هو كاتب هذه السطور .

وختاما نقول :
1 ـ إن عصرنا ، عصر الانترنت سينهى سطوة شيخ الأزهر وأمثاله من الذين يضعون المتاريس أمام حركة العقل والفكر ، ونذكر شيخ الأزهر بأن مشروع اصلاح التعليم الديني فى مصر ، الذى بدأه مركز ابن خلدون وكان لى شرف وضع مناهجه الدينية وتزعم الأزهر الحملة ضده ، حتى أسقط سنة 1999 ، هذا المشروع هو الذى نبه العالم الى خطورة الفكر المتعصب والى التناقض بينه وبين صحيح الاسلام. وذلك المشروع الذى رفضه الأزهر وحاربه فى أواخر التسعينيات أصبح مطلبا عالميا فى أوائل هذا القرن. وقد تمخض عنه رغبة العالم فى اصلاح الشرق الأوسط سياسيا ودينيا. وقد رفض المسئولون ذلك الاصلاح بحجة أنه اصلاح وافد وأن الاصلاح ينبغى أن يأتي من داخل الدين، وحين قام مركز ابن خلدون ببحث الاصلاح ، اصلاح المسلمين بالاسلام ومن داخل الاسلام وبعرض التراث المخالف للاسلام على القرآن الكريم جاء رد شيخ الأزهر بالتكفير والتخوين ليؤكد أن القضية غاية فى البساطة ، هى قضية سلطة ومقاعد للحكم والتحكم ، يتمسك بها بعض أشخاص من الذين شاخوا على مقاعدهم حتى لو أدي الأمر الى خراب المجتمع والدولة .
2 ـ إن الاسلام هو قمة الاصلاح ، وكل نبي كان مصلحا لقومه وناصحا لهم "ان أريد إلا الاصلاح ما استطعت : هود 88" وكان من العادة أن يهلك القوم المفسدون ويأتي النبي يتأسف على هلاكهم ، يقول "لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين: الأعراف 79" ، وليس الاصلاح وظيفة الأنبياء فقط ، بل هي وظيفة كل من يقتدى بهم ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ، مثل مؤمن قوم فرعون الذى قال لقومه "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى الى الله" ، إن الله بصير بالعباد : غافر 44 .
3 ـ حين احتل صدام الكويت كنت قد كتبت بحثا عن قوانين الإهلاك فى القرآن الكريم مؤداه أنه حين يعم التكذيب بآيات الله وحين يرتبط ذلك التكذيب بتقسيم المجتمع الى أقلية نصف فى المائة تحتكر الثروة والسلطة فى مواجهة أغلبية جائعة من الشعب ، فإن الانفجار أو الإهلاك أو التدمير بألفاظ القرآن الكريم لابد أن يحيق بهذا المجتمع ، إما يأتيه من الداخل بحروب أهلية أو غيرها ، أو من الخارج ، وقد طبقت هذا على حالة العراق بعد احتلال الكويت ، وعلى حالة بغداد فى عصر الخليفة المستعصم العباسي حين دمره المغول هو ودولته ، ونشرت ملخص هذا البحث فى الأخبار تحت عنوان "ليس دفاعا عن هولاكو" وقد نقل الشيخ محمد الغزالى هذا المقال بأكمله فى كتابه "تراثنا الفكري" وقال "كتب الدكتور أحمد صبحي منصور هذا الفصل النفيس فى النقد الذاتي للتاريخ الاسلامي ، ننقله عنه مقدرين للفكر الذكى الذى أملاه" تراثنا الفكرى ص 108 – 113 .
4 ـ لقد تنبأت سنة 1991 بالتدمير الذى سيحدث للعراق وهو ما يحدث الآن.
وقبلها سنة 1982 فى خاتمة كتابي "السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة" تنبأت بأن الصدام سيحدث بين الشباب المتدين والسلطة المصرية إذا لم يتم تنقية التراث من تلك الأحاديث الكاذبة وحدث ما توقعت بعد عشر سنين من صدام بين السلطة والشباب المتدين خلال النصف الأول من عقد التسعينيات .
وأنا الآن فى غربتي عن بلدي الحبيب أخشى من نبوءة ثالثة ، إننا إن لم نصلح أمرنا بأيدينا فسيأتي الدمار. "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى الى الله ان الله بصير بالعباد .

المقال الثانى :
بعدها .. هل يمكن أن يتوب علينا شيخ الأزهر ؟
آحمد صبحي منصور في الأحد 06 اغسطس 2006
1 ـ إذا كان شيخ الأزهر مقتنعا فعلا بأنه لا اكراه فى الدين وأن الاسلام هو دين حرية الفكر والعقيدة وممارسة الشعائر بحرية وسلام ، فلماذا لم يأخذ زمام المبادرة بالدعوة لهذه القيمة الاسلامية العليا؟ ولماذا انتظر حتى يلزمه بها كبار اليهود والنصارى؟ أليس من العار – عليه هو – أن يؤمن بهذه الحقيقة – ثم يتوانى عن اعلانها وتطبيقها طيلة عمره المديد ويظل هكذا الى أن تأتيه الأوامر من الخواجات ؟
2 ـ اذا كان مقتنعا بأنه لا اكراه فى الدين اذن فلماذا يصدر فتاوى التكفير والردة وتهم العداء للآسلام لمن يخالفونه فى الرأى، وهو يعلم ان تصريحاته تلك تعنى تحريضا على القتل .
منذ بضعة أشهر افتى- بالتاء وليس بالسين – ضد مركز ابن خلدون لأنه – اى المركز – عقد مؤتمرا للاصلاح الدينى وطالب فيه برفع الوصاية على الفكر الدينى وفتح باب الاجتهاد. وكل عدة اسابيع أوعدة أشهر يقوم مجمع البحوث بمصادرة احد الكتب ، وما يعنيه ذلك ـ فى دولة بوليسية ــ من متاعب وملاحقات وهموم واتهام للمؤلف فى دينه وعقيدته .
3 ـ اذا كان مؤمنا بالاسلام دين الحرية فى المعتقد والفكر اذن لماذا حدث كل هذا الاضطهاد لى منذ 1977 وحتى الآن وأنا فى غربتى بعيدا عن وطنى وأهلى وجامعتى ؟ المرحلة الثانية من اضطهادى وانا على وشك الحصول على درجة استاذ مساعد كانت سنة 1985 وفيها تحولت أبحاث الترقية الى مضبوطات اتهام لأننى اجتهدت من خلال القرآن الكريم طبقا لما يمليه قانون الأزهر نفسه من الاجتهاد فى تجلية حقائق الاسلام. أحالونى للمحاكمة وكان الذى يرأس لجنة المحاكمة أو محكمة التفتيش وقتها عميد كلية الدراسات الاسلامية، واسمه الدكتور محمد سيد طنطاوى. كان شيخا مجهولا يسمع عنه أحد، كما لا يسمع كثيرون عن الكلية البائسة التى كان عميدا لها والتى لم تكن تجد مأوى لها وقتئذ الا بين أعمدة الجامع الازهر نفسه. وجد الشيخ المجهول القادم من اسيوط أن محاكمتى هى فرصته فى الصعود، لأن وراءها ريالات السعودية ونفوذها ، لذلك سعى لإرضائهم بأن أوصى بأقصى عقوبة وهى العزل اذا صممت على أقوالى . بعدها بعامين كان ممن شارك فى مؤتمرات عقدها الوهابيون لمناقشة كتبى فى اسلام اباد تحت رعاية رئيسها ضياء الحق وأصدروا قرارا بردتى عن الاسلام، ثم عقدوا مؤتمرا آخر فى جدة تحت رعاية الشيخ نصيف ورابطة العالم الاسلامى اتخذ نفس الموقف ، كل ذلك للضغط على النظام البائس كى يضعنى فى السجن وهذا ما حدث. وكوفىء الشيخ المجهول سريعا فاصبح المفتى – بالتاء وليس بالسين – ثم أصبح شيخا للأزهر .
هل يمكن لمن يؤمن بالاسلام دينا للحرية ان يكون تاريخه هكذا ؟
4 ـ قد يقال : عفا الله عما سلف، لقد كان ذلك فى الماضى ، والشيخ الآن أصبح ملتزما بهذه الوثيقة ولا ينبغى ان نحاسبه عما سبق ..
أقول اننى اتمنى من صميم قلبى ان يتوب الشيخ طنطاوى ، ولكنه يعرف ان التوبة تعنى الاعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على ألا يعود اليه. فهل ياترى يستطيع طنطاوى شيخ الأزهر ان يعلن توبته عن كل الأفعال التى تخالف الوثيقة التى وقع عليها واعلن التزامه بها ؟. اذا فعل هذا كان مستحقا لأن نثق فى توبته ، ومن ناحيتى فلن يتعرض له قلمى الا بكل خير وسأنسى ما لحقنى من أذى على يديه.
5 ـ الا أن الذى اعرفه حتى الآن أنه على شاكلة الحاكم العسكرى المستبد الذى يخدمه. المستبد يحتاج الى مؤسسة كهنوتية تبرر ظلمه وتسبح بحمده، وكلما بالغ الحاكم فى اذلال شعبه أضعف شعبه وازداد عنهم انعزالا وازداد منهم خوفا، وبالتالى ازداد ضعفا بضعف شعبه وبعزلته عنه، وبالتالى أيضا ازداد خنوعا امام الأجانب. يركع أمامهم مستجيبا لكل أوامرهم السياسية والدينية طالما لن تخلعه من عرشه وسلطانه. فاذا جاءت نفس هذه الكلمات من ابناء بلده ثار عليهم وأذاقهم النكال. وهكذا يفعل الشيخ طنطاوى. يركع أمام الخواجات – وليس امام الله تعالى – يقول لهم :" لا اكراه فى الدين" . أما اذا قلناها له نحن " لا اكراه فى الدين " رفع فى وجوهنا حد الردة المزعوم .
6 ـ الذى أعرفه حتى الآن ان الذى يمضى معظم عمره داعيا للضلال صادا عن سبيل الله يبغيها عوجا لا يمكن أن يهديه الله تعالى حتى لو حرصنا على هدايته. يقول تعالى فى هذا الصنف المضل من البشر :( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ) (37) النحل ". ولقد امضى طنطاوى عمره حتى الآن ــ وهو يزحف نحو الثمانين ربيعا – فى مناصرة الحاكم الظالم الفاسد فى بلده وحكام أكثر ظلما وفسادا خارج بلده. فى سبيل ارضاء نزواتهم السياسية يغير فتاويه لتتراقص على انغامهم .
والتوبة هنا تعنى أن يقول كلمة حق فى اولئك الظلمة الفاسدين الذين يخدمهم ويتلاعب بآيات الله تعالى وكتابه العظيم من أجلهم. هل يستطيع أن يفعل؟ اجيبوا انتم .!!
7 ـ الذى اعرفه حتى الآن عن الشيخ طنطاوى أن له وجها آخر غير رقة الصوت وحنان الخطاب . هذه العذوبة النسائية فيه تخفى خلفها شراسة فى الخلق وبذاءة فى السباب وعنفا فى المواجهة . وقع ضحية له بعض سيئى الحظ ممن بهرتهم سماحته الظاهرية فتشجعوا وسألوه عن بعض تصرفاته وفتاويه المتضاربة فانهال عليهم سبا ولعنا ، كما حدث مع احدى السيدات الصحفيات وكتبت عن ذلك فى الصحف، أو ينهال ضربا بالحذاء على السائل كما حدث مع أحد الصحفيين فقدم بلاغا أو كان على وشك أن يفعل. ونشرت الصحف الواقعة.
هذا فى حد ذاته يوضح ان للشيخ طنطاوى وجهين يلعب بهما وفقا لمقتضى الحال كما يقول الأزهريون. أذا جاءه أسياده الخواجات تحدث معهم عن الاسلام دين السلام والمحبة والحرية والسماحة، فاذا قلنا له نحن هذا الكلام أرغى وأزبد وهاج وهدد. بسبب هذا التلون لا يزال محتفظا بمنصبه مرضيا عنه من أسياده الظلمة الفاسدين.
8 ـ يبقى السؤال الأخير : هل اذا قلنا له: اتق الله يا شيخ الأزهر وتُب اليه، هل سيثور علينا ؟
الاجابة فى قوله تعالى يصف هذا الصنف من الناس: ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة ) صدق الله العظيم..
9 ـ هذا مبلغ علمى.. وقد أكون مخطئا ..

المقال الثالث
صدق الله العظيم .. وكذب شيخ الأزهر
آحمد صبحي منصور في الخميس 14 سبتمبر 2006
1 ـ عندما ظهرت أزمة الرسوم المسيئة لخاتم الأنبياء عليه وعليهم السلام قال شيخ الأزهر ما معناه ان ذلك لا يجوز لأنه اعتداء على الموتى .
2 ـ هوجم شيخ الأزهر بضراوة لأنه أعلن ببساطة أن خاتم النبيين محمدا قد مات ، وهذا يخالف عقائد معظم المسلمين الذين يحجون الى المدينة ( المنورة ) بالقبر المقدس الذى يزدحم حوله الحجاج الآتون من كل مكان يتشفعون بالقبر المقدس ويتصارعون على لمس ولحس شباك الروضة (الشريفة المقدسة) وهى مجرد خشب وزجاج ومواد بناء لا تختلف عن مثيلتها فى أى بناء آخر وفى أى مكان آخر، إلا إن هذا الخشب إكتسب قدسية وصار معبودا يتضرعون اليه ويتحسسونه بكل تقديس واحترام لأنه يحيط بما يعتقدون أنه قبر النبى محمد. وهم يعتقدون طبقا لحديث كاذب ومشهور لديهم ان اعمال الناس تعرض على النبى محمد فى قبره ـ ليراجعها بالطبع ويضع عليها امضاءه الكريمة ـ فاذا وجدها سليمة اطمأن ، وان لم تكن ـ وهذا هو الأغلب ـ استغفر لهم الله.
3 ـ وبالتالى فإن الحج فرصة للأغنياء فقط ، اما الفقراء فلا حظ لهم فى الدنيا ولا فى الآخرة!!
الأغنياء فقط هم القادرون على بناء الجوامع من أموالهم ، ليس مهما أن تكون سحتا أو أموالا قذرة أو تم غسيلها لتكون أكثر بياضا ، المهم أنها أموال ، وبها يستطيع الأغنياء أن يحجوا كل عام ويلمسوا شباك النبى ويحصلوا على شفاعته ـ المزعومة ـ ثم يعود أحدهم من الحج ( كيوم ولدته أمه ) طبقا لحديث آخر كاذب. أى يعود عريانا ( من الذنوب ) وتكون أمامه سنة أخرى يقترف ما شاء فيها من الذنوب ويسرق ما يقدر عليه من أموال الفقراء والجوعى، ثم يسافر الى ( الروضة الشريفة ) ويأخذ الغفران ، وهكذا كل عام ، يزداد إجراما ويزداد حجّا ، وهكذا أيضا يمتلىء موسم الحج بمئات الألوف من المجرمين والأفاقين والمسجلين عند الله تعالى فئة ( مسجل خطر ) ولكن يعود أحدهم من الحج ( كيوم ولدته أمه ) .. فياليت أمه لم تلده..
4 ـ أساس هذا البلاء والازدحام فى الحج وعند الوثن المسمى بقبر النبى محمد هو ذلك الحديث الكاذب الذى يزعم حياة النبى محمد فى قبره ، وأنه تعرض عليه أعمال أمته . وطبعا لا يجوز لك ان تتساءل كيف يستطيع فرد واحد أن يقوم وحده بكل هذا العمل بدون سكرتارية وسُعاة و معاونين ومديرين وخلافه؟ واذا كان معه جهاز من الموظفين والمعاونين الأكفاء فهل يتسع لهم القبر؟ وكيف يعيشون بلا تهوية ولا خدمات صرف صحى وخلافه ؟ ثم كيف يعملون كل الوقت بدون أجازة أو رعاية صحية أو أجور على الساعات الزائدة؟ ألم يفكروا فى الاضراب لزيادة الأجور وتحسين فرص العمل ؟
إن الحديث يقول أن الأعمال تعرض ( بضم العين )عليه ، أى أن هناك موظفون يعرضون عليه الأعمال، وعليه فإن هذه الأسئلة واردة ولا بد لها من إجابة شافية. وهب أن النبى محمدا يعمل وحده فكيف سيجد الوقت اللازم لمراجعة يومية لأعمال بلايين المسلمين من وقت وفاته الى قيام الساعة ؟ ولماذا نحتاج الى قيام الساعة ويوم الحساب اصلا طالما أن هناك من يراجع اعمالنا ويصححها ويستغفر لنا لنعود من الحج ( كيوم ولدتنا أمنا ) ثم لا يكتفى بذلك بل يشفع فينا يوم القيامة وندخل بشفاعته الجنة ( أونطة ) !!
اذا تساءلت أو استعملت عقلك فأنت منكر للسنة ومحروم من شفاعة النبى المزعومة.
5 ـ جاءته الأوامر فوجد شيخ الأزهر شجاعة كافية ليلطم الناس المساكين فى عقائدهم معلنا لهم وفاة النبى ، هذا مع ان المعروف فى كتب التراث نفسها أن أبا بكر ( الصديق ) ـ وهو طبعا أعلم من رواة الأحاديث بالنبى محمد ـ قد أعلن وفاة محمد بعد موته مباشرة حين قال : من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فان الله حىّ لا يموت.
6 ـ المهم هنا ان شيخ الأزهر الشريف ـ جدا ـ أعلن مؤخرا وفاة النبى محمد بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام ، الأهم من ذلك أن إعلانه وفاة النبى جاءت مناقضة لما كان هو ـ أى الشيخ محمد سيد طنطاوى يؤمن به . فضيلته كان يؤمن بأن النبى محمدا حى فى قبره وأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وهو ما يعتقده عوام المسلمين وعوام الوعاظ ، ومن بينهم الشيخ طنطاوى نفسه.
وهذا مثبت فى أوراق رسمية أزهرية .
لقد جرى التحقيق معى فى جامعة الأزهرـ بعد وقفى عن العمل فى 5مايو 1985 ـ عقابا لى على تأليفى خمسة كتب، كان منها كتاب ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) .كان رئيس لجنة التحقيق شخصا مجهولا وقتها هو عميد سابق لكلية أصول الدين فى أسيوط، إسمه الدكتور محمد سيد طنطاوى، وقد رآها فرصة للشهرة والترقية وإرضاء أولى الأمر، لذا فقد كوفىء على ظلمه لى بالصعود بعدها الى مرتبة المفتى ثم مشيخة الأزهر. طبقا لوثائق التحقيق فان الشيخ طنطاوى رفض كل الآيات القرآنية التى استشهدت بها فى كتابى والتى تؤكد موت النبى محمد ومنها قوله تعالى للنبى محمد عليه السلام : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) الزمر ) . أرغى الشيخ وقتها وأزبد منكرا لكتاب الله تعالى مصمما على أن النبى محمدا حىُّ فى قبره ، ثم دمعت عيناه يرجونى التنازل عما قلت ، وألحّ ، وشدّد فى الالحاح.
الآن وبعد أكثر من عشرين عاما يتذكر الشيخ أن النبى محمدا قد مات .!! تذكر بأثر رجعى !! أقول : صدق الله العظيم ..وكذب شيخ الأزهر !!
7 ـ وقد هوجم الشيخ طنطاوى من الاخوان المسلمين داخل مجلس الشعب وخارجه لأنه اعترف بموت النبى محمد ، الاخوان المسلمون لا يؤمنون بمعظم آيات القرآن ، وهى التى تؤكد بشرية النبى محمد وتنفى عصمته وتنفى شفاعته وتنهى عن تفضيله على الأنبياء السابقين. هاجموا الشيخ لأنه خرج على معتقداتهم التى تؤله النبى محمدا . ومن عجائب عصرنا البائس أن يتاجر باسم الاسلام من ينكر عقائد الاسلام وحقائق الاسلام وكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
8 ـ ـ نعود الى الشيخ طنطاوى، واعترافاته الأخيرة التى يناقض بها نفسه.
فى آخر مقابلة شاهدتها له فى الجزيرة يوم السبت 18 فبراير 2006 رأيته يطالب بقانون يجرّم الطعن فى الأنبياء جميعا مؤكدا أننا ـ يقصد المسلمين ـ نؤمن بجميع الرسل ولا نفرق بين أحد منهم ، وأعتقد أنه قرأ قوله تعالى " لا نفرق بين أحد من رسله "
ومرة ثانية أقول " صدق الله العظيم " ولكن كذب شيخ الأزهر.
ففعلا فانه طبقا للاسلام العظيم يحرم التفريق بين الرسل وتفضيل رسول على رسول ، ولكن شيخ الأزهر أول من ينكر ذلك ، وهو الذى يردد دائما وصف خاتم النبيين محمد بأنه أشرف الأنبياء وسيد المرسلين ، وهذا أبسط الكلمات فى تفضيل محمد على من سبقه من الأنبياء.
أعود هنا أيضا الى محاكمتى فى سنة 1985 وكانت الاتهامات الموجهة لى ثلاثة ، وكان الذى يحقق معى فيها المدعو محمد سيد طنطاوى.
الأولى : أننى أنكر العصمة المطلقة للأنبياء قائلا ان عصمتهم بالوحى فقط . الشيخ طنطاوى طبقا لأوراق التحقيق معى يؤمن مع غيره من الأزهريين أن الأنبياء معصومون عصمة مطلقة ولا يخطئون مطلقا، أى إنهم آلهة كاملة الألوهية. ولذا أنكروا 150 آية قرآنية تؤكد بشرية الأنبياء ووقوعهم فى الخطأ، وأن عصمتهم لا تكون إلا بالوحى فقط ، وهو التوجيه الالهى الذى يمكنهم من تبليغ الرسالة كاملة دون تقصير بشرى.
الثانية أننى أنكر شفاعة النبى محمد ـ معتمدا على 150 آية قرآنية ـ وهم فى الأزهر وغيره ينكرون تلك الآيات كلها تمسكا ببضع أحاديث فى البخارى وغيره.
الثالثة . أننى أنكرت تفضيل النبى الخاتم على من سبقه من الأنبياء وقلت يجب ألا نفرق بينهم ، وأن ندع التفضيل لله تعالى وحده فهو الأعلم بهم وهو الذى نهانا عن التفريق بين الله ورسله. ثار الشيخ طنطاوى وأرغى وأزبد بسبب تمسكى موقفى ، وبسبب عدم مقدرته على تفنيد أدلّتى القرآنية ـ وهى آيات كريمة شديدة الوضوح والدلالةـ فقد وضع تقريره يوصى فيه بعدم رجوعى للتدريس فى الجامعة إلا بعد التوبة حتى لا أبلبل عقائد الطلاب، وأنه إذا تمسكت بموقفى فلا بد من عزلى من الجامعة.
الآن وبعد أكثر من عشرين عاما يقرر الشيخ أنه لايفرق بين الأنبياء. فهل يحكم على نفسه بما حكم به علىّ عام 1985 ؟
9 ـ الشيخ طنطاوى يغير آراءه الدينية كما يغير ملابسه الداخلية لأنه يجعل الدين فى خدمة السياسة. ولأنها ـ أى السياسة ـ متقلبة بطبعها ، فان آراء الشيخ تتقلب وتتلون وتتناقض تبعا للأحداث والأوامر العليا الآتية من الطاغية العسكرى . وأتمنى للشيخ طنطاوى ـ الطاعن فى السن ـ أن يعيش عشرين سنة أخرى حتى يكون عبرة للأجيال القادمة من شيوخ الأزهر ، اذا قدّر للأزهر أن تكون له أجيال قادمة.
10 ـ أمثال الشيخ طنطاوى من خدم السلطان يرون سعادتهم فى أن يمتطيهم الطاغية المستبد ، ويجتهدون فى ارضاء نزواته مهما قال ومهما طلب.
هذا الصنف ـ الذى يشترى بآيات الله تعالى ثمنا قليلا ـ تراه على استعداد لأن يقول الحق أو أن يقول الباطل ، أو أن يمزج بينهما بشتى الحيل ، المهم هو ارضاء الطاغية الذى يسبح بحمده قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.
هذا الصنف ممن يسمى برجال الدين لديه جرأة طاغية على الكذب والتلون ، ولديه شجاعة قول الإفك مهما خالف الحق والمنطق. وهو يسعد بهجوم الناس عليه وباحتقارهم له لتأكده أن ذلك هو الذى يحقق رضى الطاغية عنه. فالطاغية يكره أن يكون أحد خدمه محبوبا من الناس ،أو مرضيا عنه من الناس.
لذا فهذا الصنف من شيوخ السلطة مستعد لأن يقول أى شىء ليرضى السلطان. من الممكن ـ مثلا ـ أن يخرج علينا الشيخ طنطاوى بتصريح يعلن فيه أن أبابكر الصديق لم يمت بالسم كما تقول إحدى الروايات ، إنما مات عندما اصطدم به موتوسيكل فى طريق جدة المدينة المنورة. هو على استعداد أن يقول ذلك بكل جدّية وباخلاص شديد ـ إذا جاءته التعليمات أو إذا تأكد ان هذا مما يقربه الى سيده الطاغية زلفى.
وهو وأقرانه وأسيادهم الطغاة قد بلغوا أرذل العمر، ومع ذلك فهم لا يتوبون ولا يتذكرون.!

المقال الرابع
التبرك ببول شيخ الأزهر
آحمد صبحي منصور في السبت 27 اكتوبر 2007
أولا :
1 ـ ليس القصد من هذا المقال إهانة شيخ الأزهر ، ولكن التنبيه على الاهانات التى يرتكبها معظم المسلمين فى حق رسول الاسلام عليه السلام .
2 ـ عندما أصدر المفتى المصرى فتواه بالتبرك ببول النبى محمد عليه السلام تأسيسا على أحاديث سنية ، لم يفطن أحد الى حجم الإساءة التى توجهها تلك الأحاديث الى الشخصية الحقيقية للنبى محمد عليه السلام ، والتى تم تشويهها تماما بتلك الأحاديث .
3 ـ ومن منطلق حبنا لخاتم النبيين محمد عليه السلام وكل انبياء الله عليهم السلام فاننا نرفض كل تلك الأحاديث ، ولكن اتباع الدين السنى الأرضى ـ التى تتشكل عقائدهم من تلك الأحاديث ـ لا يرون حرجا من انتهاك حرمة النبى محمد عليه السلام ، ولا يرون بأسا من انتهاك حرمة بيته الكريم ، ولا يرون باسا من انتهاك خصوصياته وعلاقاته شديدة الخصوصية مع زوجاته والتى لا نعلم عنها شيئا لأنها كانت ولا تزال غيبا عنا.
ولكن فقهاء الدين السنى اقتحموا بالباطل حُرمة بيت النبوة و هتكوه بأكاذيبهم ، وقدموا للناس أكاذيب مفتعلة تشوه سيرته عليه السلام ، وتجعل الطعن فى سيرته امرا ميسورا لكل ناقم على الاسلام حاقد على رسوله عليه السلام .
فاذا عارضنا هذه الأحاديث المفتراة وانتقدنا البخارى فان عُبّاد البخارى يتهموننا بانكار (السنة ) لأنه وقر فى قلوبهم أن تلك الأكاذيب المفتراة هى سنة النبى محمد وأنها وحى سماوى ظل ضائعا مبعثرا حتى تكرم البخارى وغيره وتفضل بجمعه وتدوينه.
4 ـ المفجع هنا أن أحدهم لا يرضى أن يقول عن شيخ الأزهر ما تقوله تلك الأحاديث عن النبى محمد ، ولا يرضى شيخ الأزهر ان يقال عنه ما يقولونه عن النبى محمد ـ و لا يجرؤ أحدهم أن يقول عن أى حاكم عربى أو مسلم ما يفتريه البخارى و أئمة الحديث عن النبى محمد عليه السلام . بل أنك عزيزى القارىء تغضب ان يقال عنك وعن ابيك ما يقال عن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام .
أى إن السنيين يفرضون على النبى محمد عليه السلام ما يرفضون أن يقال عن أحدهم 5 ـ
وأقل ما يقال فى هذا أنه عداء واضح لخاتم النبيين. نعم انه عداء صريح للنبى دون أن يشعر أحدهم بهذا العداء .

ثانيا
1 ـ لنفترض أن المفتى د. على جمعة الذى أعلن التبرك ببول النبى محمد قال نفس الكلام عن شيخ الأزهر. أى قال بجواز التبرك ببول (فضيلة الامام الاكبر شيخ الأزهر الشريف )، فهذا يعنى أن يقف فضيلة الامام الأكبر ويكشف عورته ليتبول فى قارورة يقدمها له المفتى ، ثم بعد أن ينتهى فضيلته من التبول يقوم فضيلة المفتى بحمل القارورة بالبول المقدس ليتبرك به اعضاء مجمع البحوث وأعضاء المجلس الأعلى للشئون الاسلامية و كبار العلماء فى الأزهر ، ثم فى جامعات الأزهر وكلياته فى القاهرة و الأقاليم ، وفى جولات أخرى يملأ فضيلة المفتى قوارير أخرى من بول فضيلة الامام الأكبر لتوزع على المحتاجين للبركة فى كل المساجد والأضرحة .. وطبعا لن يفكر أحدهم فى احتمالية أن يكون شيخ الأزهر مصابا بالبلهارسيا او غيرها لأن ذلك يتنافى مع القداسة و البركة .
هذا التصور لا يليق أن يقال عن شيخ الأزهر ولا نرضى به له . ولكن المفتى وفقهاء الدين السنى يجعلون هذا التصور مقبولا فى حق النبى محمد عليه السلام حين يجعلون من بوله عليه السلام قضية عقدية خلافية.
ـ ما هو إسم السيدة زوجة شيخ الأزهر ؟ 2
إن مجرد السؤال لا يليق ويكاد يقع تحت طائلة القانون الشهير المسمى بازدراء الدين ..فهل يجرؤ أحد على أن يتحدث عن زوجة شيخ الأزهر بالاسم ،أو أن يجعل اسمها على كل لسان فيما يجوز وفيما لا يجوز .. ؟
بل هل ترضى عزيزى القارىء أن يكون اسم والدتك شائعا فى المجتمع وان تكون حكاياتها بالباطل وبالحق على كل لسان؟
لقد توارثنا فى عاداتنا الاجتماعية على انه لا يليق التصريح بأسماء النساء ، ولكن توارثنا ـ أيضا بحكم العادة السيئة للدين السنى ـ ان تكون أسماء امهات المؤمنين معلومة ومشهورة ، وحكاياتهن على كل لسان طبقا لما جاء فى كتب الحديث و الفقه .
وهناك فى القاهرة حى مشهور باسم (السيدة عائشة ) وينطقه العوام ( السيدة عيشة ) ويجاوره حى القلعة ، وينطقه العوام ( القالعة ) اى المتجردة من ملابسها. والعادة فى موقف العتبة فى وسط القاهرة أن ينادى أصحاب الميكروباسات المتجهة الى القلعة و السيدة عائشة قائلين ( السيدة عيشة القالعة ) وتأمل المعنى المؤذى.!!
ولكن الأذى أفظع حين تقرأ الأحاديث التى تتناول أمهات المؤمنين ـ وكلها أكاذيب حقيرة . والعادة أننا نرفض أن يقال هذا على أمهاتنا و نسائنا ولكن نفرض هذا على أمهات المؤمنين أزواج النبى عليه السلام ، مع ملاحظة أن القرآن الكريم لم يذكر أى إسم لأى من نساء النبى ، ولكن معرفة أسمائهن والحكايات الملفقة عنهن من المعلوم من الدين بالضرورة ؛ الدين السنى طبعا.!
3 ـ هل يرضى شيخ الأزهر أن يقال عنه : إنه كان يمص لسان السيدة زوجته وهو صائم ؟
نحن لا نرضى له هذا .. ولا نرضى ان يقال هذا عن أى انسان ـ ولكن ما نرفضه لأنفسنا يفرضه أصحاب الحديث فى أكاذيبهم على النبى محمد عليه السلام.
جاء فى مسند أحمد وأبى داود باسنادين مختلفين : ( حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏محمد بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن أوس ‏ ‏عن ‏ ‏مصدع أبي يحيى الأنصاري ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏: أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان ‏ ‏يقبلها وهو صائم ويمص لسانها .) ‏
هل ترضى ان يقول الناس عن أبيك انه كان يمص لسان أمك حتى فى الصيام ؟
معذرة .. ولكن قبل أن تغضب منى أو قبل أن تغضب لأمك وأبيك ألا تغضب لخاتم النبيين وأزواجه ؟ ام أن أمرهم قد هان علينا نحن المسلمين الى هذا الحد ؟
وهل يبلغ تعصبنا لتلك (السنة ) الكاذبة الى درجة إهانة خاتم النبيين عليه السلام ؟؟
والله حرام .!!
4 هل يرضى شيخ الأزهر أن يقال عنه أنه اختلى بالدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء فى مصر واشتكى اليه ضعفه الجنسى فنصحه نقيب الأطباء بأكل (الهريسة ) ؟
إنه حديث مشهور أورده الامام الغزالى فى (إحياء علوم الدين ـ الجزء الثالث ) ـ يقول : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏(‏ شكوت إلى جبرائيل ضعف الوقاع فأمرني بأكل الهريسة ) وبعد أن روى الغزالى ذلك الحديث قال : ( فاعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان تحته تسع نسوة ووجب عليه تحصينهن بالإمتاع ، وحرم على غيره نكاحهن وإن طلقهن فكان طلبه القوة لهذا ، لا للتمتع‏.) وفى حديث آخر وبصيغة أخرى ( يقول الرسول الكريم (ص) نزل علي جبرائيل (ع ) فأمرني بأكل الهريسة لأشد بها ظهري وأقوي بها على عبادة ربي ) . ولا تعليق,!
5 ـ ومن أكاذيب الهريسة و الضعف الجنسى الى أكاذيب الفحولة الجنسية .
ونقرأ فى البخارى حديث :"إن النبى كان يطوف على نسائه فى ليلة واحدة وله تسع نسوة".
وفى حديث آخر لأنس أكثر تفصيلاً يقول "كان النبى يدور على نسائه فى الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة". قال الراوى: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين.." (البخارى الجزء السابع: ص4، والجزء الأول ص76. طبعة دار الشعب- )
شيخ الأزهر يقف مدافعا عن كل تلك هذه الأحاديث ، ومن أجلها يتهمنا فى ديننا .
فهل يرضى أن يقال عنه أنه كان يطوف على نسائه يمارس الجنس معهن كل ليله ، وان السادة الفضلاء المشايخ من مجمع البحوث والمجلس الأعلى للشئون الاسلامية كانوا يركضون وراءه يتابعونه ويراقبونه و يتحدثون عن فحولته الجنسية ويقيسونها بقدرة ثلاثين رجلا ، ويفتخرون بذلك ؟؟
نحن لا نرضى أن يقال ذلك عن شيخ الأزهر ، ولا نرضى بهذه الوظيفة للسادة شيوخ مجمع البحوث و المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ولا حتى المجلس الأعلى للثقافة أو الآثار،
وهم بالطبع يرفضون هذا .. ولكنهم يفرضون ما يكرهون على رسول الاسلام عليه السلام.!
. ـ يرفض شيخ الأزهر بالقطع أن يشاع عنه أنه كان يباشر السيدة زوجته وهى حائض 6
ولكن فضيلة الشيخ يفرض هذه التهمة المسيئة على النبى عليه السلام ، واقرأوا أكاذيب البخارى التى يدافع عنها شيخ الأزهر :
"( كنت أغتسل أنا والنبى من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرنى فأتّزر فيباشرنى وأنا حائض، وكان يخرج رأسه إلى وهو معتكف فأغسله وأنا حائض" ورواية أخرى عن عائشة كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد الرسول أن يباشرها أمرها أن تتزر فى فور حيضتها ثم يباشرها، قالت: وأيكم يملك إربه كما كان النبى يمك إربه" ومنها حديث ميمونة "كان رسول الله إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهى حائض" وحديث "كان النبى يتكىء فى حجرى وأنا حائض ثم يقرأ القرآن".. هكذا .
7 ـ ما هو موقف شيخ الأزهر إذا نشرت الصحف أنه تأتيه النساء فيخلو بهن ليتغزل فيهن ، وتهاجمه الصحف بانه قد أفتى بحرمة ان يختلى رجل بامرأة لا تحل له ثم يفعل ما ينهى هو عنه . ..
من حق شيخ الأزهر أن يغضب بل وأن يطالب بجلد الصحفيين ، وربما نجد له بعض العذر إزاء تلك الاتهامات الباطلة . ولكن المشكلة أن ما يرفض شيخ الأزهر أن يقال عنه يفرضه على نبى الاسلام عليه السلام .
واقرأوا أكاذيب البخارى : (جاءت امرأة من الأنصار إلى النبى فخلا بها فقال: والله إنكن لأحب الناس إلى ) ( لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذى محرم ) .
8 ـ لو اتهمت الصحف شيخ الأزهر بانه كان يترك مكتبه وعمله وبيته ومسئولياته وزوجته لينام عند إمرأة اخرى ، وان هذه المرأة كانت تخلو بشيخ الازهر فى نومه فتتحسس جسده .! ماذا كان سيفعل شيخ الأزهر؟
بالقطع كان سيرفع قضية ضد هذه الصحف يطالب بسجن أصحابها .
ولكن من سيرفع قضية ضد شيخ الأزهر نفسه وهو الذى يؤيد البخارى فى أكاذيبه التى تتهم النبى محمدا عليه السلام بنفس هذه التهمة ، ومنها حديث ( إن أم سليم كانت تبسط للنبى نطعاً فيقيل عندها- أى ينام القيلولة عندها- على ذلك النطع، فإذا نام النبى أخذت من عرقه وشعره فجعلته فى قارورة ثم جمعته فى سك" (البخارى الجزء الثامن ص 78). ؟؟
9 ـ لو أشاع الناس أن لشيخ الأزهر علاقة حميمة بزوجة أحد أصحابه ، وان شيخ الأزهر تعود الدخول على هذه الزوجة فى غياب زوجها فينام عندها وتطعمه و تسقيه ، وأن تلك الزوجة التى اسمها فلانة كانت تفلى راس شيخ الأزهر و كانا يتضاحكان بدون أى كلفة بينهما . لو انتشرت هذه الاشاعة عن شيخ الأزهر لثار غضبا ، وكنا سنشاركه الغضب لأننا نرى أنها لا تليق به ولا يليق بها ، وربما دافعنا عن تلك السيدة وزوجها .
ولكن شيخ الأزهر الذى يرفض هذا على نفسه يفرضه على رسول الاسلام عليه السلام ، لذا فان شيخ الازهر يؤيد كذبة البخارى القائلة : (كان رسول الله يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن أبى الصامت فدخل عليها رسول الله فأطعمته وجعلت تفلى رأسه فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك فقالت: وما يضحكك يا رسول الله؟..)
10 ـ هل يرضى شيخ الآزهر ان ينسب الناس كذبا أن السيدة زوجته تتحدث للصحف عن أدق امورهما الشخصية ، مثل الاغتسال من الجنابة ؟
طبعا هو لا يرضى .. ونحن لا نرضى . ولكن شيخ الأزهر يرضى هذا العار الذى افتراه البخارى و نسبه لزوجات النبى عليه السلام .
ففى حديث منسوب لعائشة "كنت أغتسل أنا والنبى من إناء واحد من قدح يقال له المفرق" وحديث منسوب لابن عباس "أن النبى وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد" وحديث آخر تقول فيه ميمونة "وضعت للنبى ماء للغسل فغسل يديه مرتين أو ثلاثة ثم أفرغ على شماله فغسل مذاكيره ثم مسح يده بالأرض.. إلخ" وحديث "أن النبى اغتسل من الجنابة فغسل فرجه بيده ثم.." . ولم يكن الغسل بالشىء المعقد أو الجديد الذى لم يعرفه الناس من قبل، بل إن كل إنسان يعرف كيف يغسل جسده. ولكنه الحرص من هذه الروايات على أن تصور لنا النبى عاريا فى هذه الحالات الخاصة مع نسائه .
11ـ ونعتذر مقدما على الافتراض التالى ولكن مقام النبى عليه السلام ومقام زوجه رضى الله عنها أعلى عندنا وأهم من مقام شيخ الأزهر وزوجه : فهل يرضى شيخ الأزهر أن يقال على زوجته ما قاله البخارى على السيدة عائشة أنها تعرت أمام رجلين لكى تعلمهما كيفية الغسل : ( دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة فسألها أخوها عن غسل النبى فدعت بإناء نحواً من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب" (البخارى: الجزء الأول ص 69: 71)
12ـ وهل يرضى شيخ الأزهر ان تنشر الصحف مثل تلك التصريحات التى نسبها البخارى للسيدة عائشة : ( كنت أنام بين يدى رسول الله ورجلاى فى قبلته فإذا سجد غمزنى فقبضت رجلى فإذا قام بسطتهما" وفى رواية "أن رسول الله كان يصلى وهى بينه وبين القبلة" وحديث عروة "أن النبى كان يصلى وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذى ينامان عليه" (البخارى: الجزء الأول ص 102).
ثالثا :
1 ـ هذه مجرد أمثلة تؤكد أن أصحاب الدين السنى يفرضون على النبى محمد وأزواجه ما يرفضون أن يقال عليهم أو على آبائهم . وهذا عداء واضح للنبى محمد عليه السلام .
وهو انحياز واضح للبخارى صاحب تلك الأكاذيب .
2 ـ فالقضية هنا فيها ظالم وهو البخارى الذى افترى تلك الأكاذيب على خاتم النبيين ، ومظلوم وهو النبى محمد عليه السلام وأزواجه . وأى إنسان عادل ـ حتى لو لم يكن مسلما ـ لا بد أن يرتاب فى تلك الأقاويل التى تمت كتابتها بعد موت النبى محمد بقرنين وأكثر .. فكيف بالمسلم الذى يجب أن يؤمن ان خاتم النبيين كان على خلق عظيم ؟ .
3 ـ وفى كل الأحوال ففى قضية يكون فيها ظالم ومظلوم فان الشخص العادى سينحاز للمظلوم ضد الظالم ..أما من يعبد البخارى فهو ينحاز للبخارى الظالم ضد المظلوم المفترى عليه ـ وهو رسول الاسلام عليه السلام .
4 ـ ومن هنا نفهم لماذا نهى النبى عليه السلام عن كتابة اى شىء سوى القرآن الكريم وحده .
رابعا
1 ـ ومن هنا ـ ايضا ـ نفهم لماذا وصف الله تعالى ـ مقدما ـ أصحاب تلك الأحاديث بأنهم أعداء الأنبياء ، وأنهم أولياء الشيطان وانهم شياطين الانس . إقرأ قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ . وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ) ( الانعام 112 ـ )
2 ـ ومن هنا ـ أيضا ـ نفهم ما سيحدث يوم القيامة حين يعلن خاتم النبيين براءته من اولئك الأعداء الذين اتخذوا القرآن مهجورا وانشغلوا عنه بتلك الأكاذيب ولهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله و يتخذوها عوجا. إقرأ قوله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ) ( الفرقان 30 ـ )
خامسا
ولأننا ـ أهل القرآن ـ نحب النبى محمدا عليه السلام فسنظل ندفع عنه السوء وسنظل نتحمل الأذى من أعداء النبى عليه السلام ؛ اولئك الذين يفرضون عليه أكاذيب يرفضون أن يقال مثلها عليهم .
















هجوم على شيخ الأزهر الحالي في سنوات متفرقة
المقال الأول :
عار عليك يا شيخ الأزهر أن تكون مطية لطاغية فاجر .!!
آحمد صبحي منصور في الأربعاء 26 يناير 2011
أولا
1ـ كتبنا من قبل نستنكر إطلاق لقب ( الإمام الأكبر ) على شيخ الأزهر ، لأن الامام الأكبر للمسلمين هو محمد خاتم المرسلين عليه وعليهم السلام.
2 ـ وكتبنا من قبل ننكر بشدّة اطلاق لقب ( منارة الاسلام ) على الأزهر ، لأن هذا يعنى طعنا فى الاسلام العظيم ، وإتهاما له بأنه ظل ـأى الاسلام ـ مظلما عدة قرون الى أن بنى الفاطميون الشيعة القاهرة وأزهرها ، ولأن منارة الاسلام الحقيقية و الوحيدة هى القرآن الكريم الذى أنزله رب العزة نورا يهتدى به من أراد الهدى .
3 ـ وكتبنا من قبل نحتج على إطلاق لقب ( شيخ الاسلام ) على شيخ الأزهر لأنه لا ( شيخ ) فى الاسلام ، بل يوجد علماء مؤمنون هم أولو الذكر ، يجتهدون فى تجلية حقائق الاسلام ، وما يقولونه ليس رأى الاسلام بل اجتهاداتهم التى تقبل النقد والنقاش. وهم ليسوا بالتعيين الرسمى لأن القدرة على البحث تستلزم موهبة واستعدادا علميا ومقدرة علمية وذهنية وكفاءة بحثية وتفرغا للبحث ، وهذا متعذر فيمن تختاره السلطة الحاكمة المستبدة ، فهى تؤثر أهل الثقة من أتباعها وذيولها وأذنابها ، وليس أهل الكفاءة الذين يمنعهم احترامهم لأنفسهم من التزلف للحاكم المستبد ، كما أن تفرغهم للبحث يمنعهم من إضاعة الوقت لدى ابواب السلاطين .
4 ـ والتوصيف الحقيقى لشيخ الأزهر أنه أكبر موظف تعينه السلطة القائمة فى مصر ليتولى قيادة مؤسسة مدنية اسمها الأزهر بما فيها من مؤسسات فرعية للدعوة والتعليم ..و ( البحث ) .
نقول مؤسسة مدنية وليست دينية لأن الكنيسة مؤسسة دينية كهنوتية لا دخل للسلطة السياسية بتعيين البابا فيها ، بل إن تعيينه فى اعتقادهم يأتى من الاله عندهم . أما شيخ الأزهر فهو موظف تعينه السلطة القائمة فى مصر ، وله درجة نائب رئيس وزراء ، وتعطيه راتبا ، وتضع له سلطة وتصنع له جاها ، شأن من يخدم تلك السلطة.
5 ـ ليس فى الاسلام كهنوت ، وليس فيه (أزهر ) السّنة و ليس فيه (قم ) التشيع ، بل هى مؤسسات صنعها المسلمون لتعبر عن أديانهم الأرضية . ومن هنا فالربط بين الأزهر والاسلام هو طعن فى الاسلام ، ليس فقط لأنه يناقض الاسلام الذى لا مكان فيه لمؤسسة تحمل اسمه وتتكلم باسمه . ولكن أيضا لأنه يبيح للحاكم المستبد أن يمتطى الاسلام لتحقيق مصالحه الدنيئة ، فطالما يمتطى المستبد شيخ الأزهر فهو فى نفس الوقت يمتطى الاسلام .. واستغفر الله العظيم ..ولكن هذا هو الواقع .. فطالما يطلقون على شيخ الأزهر ألقاب ( الامام الأكبر ) فى الاسلام ، و ( شيخ الاسلام ) وطالما هم الذين يمتطون شيخ الأزهر فالمعنى أنهم يمتطون الاسلام ويهينون الإسلام.!!
ثانيا
1 ـ ومن هنا فنحن لا نخاطب شيخ الأزهر بأى صفة اسلامية ، لأنه ليست له صفة اسلامية . نحن نخاطبه كرجل مصرى صعيدى نفترض فيه الشهامة والكرامة والنخوة و العزّة . ونقول له : يا شيخ الأزهر .. عار عليك أن تكون مطية لطاغية فاجر.!!
2 ـ من قبل انضممت الى لجنة السياسات فى الحزب الوطنى ، ورضيت لنفسك أن تكون مطية لرئيس اللجنة ـ ذلك الشاب اللزج ـ وبه ارتقيت حتى صرت شيخا للأزهر ، ومن أجلك أهملوا شيوخا أكبر منك سنا ـ أمثال زقزوق واحمد عمر هاشم ـ أمضوا عمرهم فى الانبطاح امام مبارك . الآن وقد اصبحت شيخ الأزهر فقد ترقيت من كونك مطية لابن الرئيس ، فأصبحت مطية للرئيس نفسه . وأراك تقوم بالدور جيدا .
.!! ولذا نقول لك : يا شيخ الأزهر ..
عار عليك أن تكون مطية لطاغية فاجر
3 ـ ـ عار عليك : ـ
أن ترى التعذيب منتشرا داخل وخارج اقسام الشرطة ومقار مباحث أمن الدولة ، وصرخات المعذبين تصل الى منظمات حقوق الانسان الدولية ( المسيحية ) فتدافع عن المظلومين المصريين ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث .!
عار عليك ـ
أن ترى الفساد يأكل الأخضر و اليابس وتتحدث عنه منظمات الشفافية الدولية ( المسيحية ) فتطالب مبارك بتخفيف الفساد ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث .!
عار عليك ـ
أن ترى عشرات الملايين المصريين يعانون جوعا وفقرا ومن امراض نشرها الحزب الحاكم الذى تنتمى اليه ، ،وتنهال دموع المجتمع الدولى ( المسيحى ) ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث .!
عار عليك ـ
أن ترى وباء الانتحار ينتشر بين المصريين بسبب الاحباط واليأس والفقر والمهانة والذل ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث ، بل عندما اهتممت واكترثت افتيت بحرمة الانتحار وحكمت بدخولهم النار.
ـ ثم فى النهاية عار عليك ـ
أن يثور الشعب المصرى الذى تنتمى أنت اليه ، وترى بعينك كلاب مبارك تسحقهم وتسحلهم ، ويهب العالم الخارجى ( المسيحى ) يدافع عنهم ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث .!.
ثالثا
1 ـ لقد اصدرت تصريحا من قبل تهاجم فيه النظام الذى تنتمى اليه لأنه تثاقل عن علاج زميلك أحمد عمر هاشم فى الخارج على نفقة الدولة. وهو يعانى من التهاب فى مؤخرة الظهر و المفاصل ـ ربما بسبب إدمانه الرقص فى موكب مبارك . وكافأه مبارك فى نهاية العمر برفض علاجه على نفقة الدولة ، بينما لا تزال دولة مبارك تعالج على حسابها فى الداخل والخارج راقصات ومومسات الطبقة الحاكمة لأنهن اقل عمرا و أجمل وجها من الشيخ احمد عمر هاشم . غضبت يا شيخ الأزهر لأنهم عاملوا احمد عمر هاشم بهذا الاحتقار بعد أن رقص وتراقص لهم ثلاثين عاما .وربما تكون على حق فى غضبك .
2 ـ ولكن طالما تجد فى نفسك القدرة على الغضب وطالما لا تزال فيك بعض شهامة الصعايدة فلماذا تصمت وتسكت وانت ترى كلاب مبارك تسحق وتسحل أشرف أبناء وطنك : مصر ؟ هل لأن مؤخرة زميلك احمد عمر هاشم أهم من حياة عشرات الالوف من المصريين .؟ هل لأن اهتمامك بمؤخرة الشيخ احمد عمر هاشم يفوق اهتمامك بالبنات المصريات والنساء المصريات من الحرائر واللاتى خرجن للتظاهر فتعرضن ويتعرضن لهتك العرض والتعدى من كلاب مبارك و بلطجيته ؟
رابعا
1 ـ ومع ذلك فلا زال هناك امل فى وجود بقايا شهامة عندك . ونحن نراهن عليها . ولهذا نطالبك بأن تسير على نهج شيوخ الأزهر فى العصر العثمانى وفى وقت الحملة الفرنسية ، حين كانوا مقصدا للشعب حين يعم الظلم ، يلجأ لهم الناس فيقودون المظاهرات ويواجهون الحكام بكلمة حق . .
2 ـ قيادتك للمظاهرات الشعبية الحالية هى بالطبع أمنية مستحيلة مثل استحالة أن يكون فى قلب سوزان مبارك ( الانجليزية ) رأفة على الشباب ( المصرى ) الذى يتم سحله فى الشوارع . ولهذا سنطرد سريعا هذه الأمنية و نطلب منك مجرد فتوى تستنكر فيها الظلم والفساد والتعذيب و البطش والسحل الذى تمارسه كلاب مبارك بأطهر شباب واشرف رجال أنجبتهم مصر وهم يثورون ثورة سلمية فيتعرضون للضرب و القتل . ولكى تكون فتوى تدخل بها التاريخ فلا بد أن تقرنها بتهديد بالاستقالة لو لم تكف الشرطة عن إذلال المصرين و قمع المتظاهرين
. ـ هذه الفتوى ستحدث فارقا ايجابيا لصالح الحق ولمصلحة مصر 2
وهى لن تضرك فى شىء . فالنظام فى ضعفه الراهن لا يجرؤ على معاقبتك ، ولا يستطيع عزلك . ستكون منتصرا وستركب موجة الحركة الوطنية الواعدة الصاعدة ، وربما تكون خيرا من البرادعى الذى يتقن الافتاء بنفس إتقانه فن الاختفاء وقت المواجهة والمحنة والبلاء . .
. ـ هى فتوى لن تضرك بل ستفيدك 3
أما الذى سيضرك قريبا جدا هو سكوتك ومناصرتك لحكم مستبد يتهاوى .
عندما تنجح الثورة الواعدة الصاعدة ، وينتهى مبارك الى مصير شاوشيسكو او صدام او بن على زين الهاربين . عندها سينسى الناس مؤخرة الشيخ احمد عمر هاشم وينشغلون بمؤخرتك أنت .
وساعتها عليه العوض ..!

المقال الثانى
ماذا تكسب مصر إذا تخلصت من شيوخ داعش فى الأزهر
آحمد صبحي منصور في الأربعاء 10 سبتمبر 2014

أولا : حتمية اصلاح الأزهر
1 ـ الأزهر بوضعه الحالى هو جبل من البارود تحمله مصر على صدرها ويهبط بها من الحضيض الى أسفل سافلين ، مع إحتمال تفجر هذا الجبل البارودى ليدمر مصر ومن فيها وما فيها . لو تخلصت مصر من دواعش الأزهر الجهلة المتخلفين فسيتحول الأزهر الى قوة دافعة تصعد بمصر والمسلمين الى الأمان والرفعة والقوة والعزة .
2 ـ مصر بعد تجريف إقتصادى وتخريب ونهب لثروتها أصبحت تستدين لتسدد فوائد ديون سابقة ، ويلجأ رئيسها الى اصلاحات اقتصادية عاجلة سهلة ( كالجباية وتخفيض الدعم ) وأمامه معارك صعبة فى استرداد ثروات مصر المهربة فى الداخل ومساحات الأراضى التى بيعت بثمن بخس فى الداخل . مصر وهى فى هذه المحنة تنفق آلاف الملايين على دواعش الأزهر و تدريس تراثهم ، والنتيجة أن يتعلم الشباب تعليما فاسدا يفرض عليهم الارهاب باسم الاسلام . أى تدفع مصر البلايين لافساد شبابها كى يدمروها . هذه مهزلة لا مثيل لها . لو تخلصت مصر من دواعش الأزهر وأسست إصلاحا فى الأزهر لوفرت البلايين ، بل وستضيف بلايين أخرى للميزانية .
3 ـ نحن لا نتكلم عن مشروع خيالى أو مشروع ( توشكاوى ) صعب وثقيل . هو حل يدخل فى دائرة الممكن والسهل ولا يحتاج إلّا إلى إرادة سياسية شجاعة ، نعتقد أنها موجودة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسى . لا بد من إصلاح قانون قانون الأزهر ( 103 لعام 1961 ) ليؤكد على مدنية مؤسسة الأزهر ، وأن دوره هو تجلية حقائق الاسلام ( مع تحديد قرآنى لحقائق الاسلام ) ، وأنه يقف مدافعا عن القيم الاسلامية العليا ( الحرية والعدل والاحسان : التسامح ، والرحمة والسلام ، وكرامة بنى آدم ) كما أنه يقف فى مواجهة الظلم والاستبداد والبغى ، وضد إستخدام الاسلام فى السياسة .
ثانيا : حتميات مترتبة على اصلاح الأزهر
ويترتب على إصلاح قانون الأزهر حزمة من الاصلاح هى :
1 ـ حتمية إصلاح التشريع المصرى خصوصا قانون العقوبات لكى يتمشى مع العدل والحرية السياسية والدينية للجميع التى ينادى بها قانون الازهر .
2ـ حتمية إصلاح المناهج إصلاحا جذريا من واقع أن الاسلام صالح لكل زمان ومكان ولا يصح نفيه الى عصور السلف حيث ساد التخلف والاستبداد والاستعباد والظلم .
3 ـ حتمية إلغاء كليات ( اصول الدين ) فى القاهرة وفى الأقاليم . ومثيلتها ( كلية الدراسات الاسلامية ) وقسم الشريعة فى كليات الشريعة والقانون لتكون كليات للقانون فقط . تلك الكليات تقف فى عداء صريح لله جل وعلا ورسوله ودينه . هى تدرّس إفتراءات وخرافات وأكاذيب تراثية أسهمت فى تأخر المسلمين منذ العصر العباسى الثانى وحتى الآن ، لم تكن صالحة لعصرها فكيف بها لعصرنا الذى تتوالى فيه المخترعات والمكتشفات بمتوالية عددية . البديل هو تحويل هذه الكليات الى معاهد عليا للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات وتصنيع أحدث ما تصل اليه المخترعات الحديثة كما يحدث فى الهند واسرائيل . عوضا عن تلك الكليات يتم تدريس مواد بديلة وجديدة فى قسم التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر تجعل ذلك القسم متميزا عن أقسام التاريخ بالجامعات الأخرى . هناك جانب ضخم من التاريخ ( الاسلامى ) مسكوت عنه ، وجدير أن يقوم بتدريسه قسم التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر ، وهو التأريخ الاجتماعى والفكرى والدينى للمسلمين، ويشمل هذا ـ ضمن موضوعات أخرى ـ تاريخ العلوم فيه ( الطبيعية و اللسانية والعقلية الفلسفية وما يسمى بالحديث والفقه والتفسير ..الخ ) ، والملل والنحل والفرق القديمة المندثرة تماما او بدرجات مختلفة ( المرجئة، الخوارج،المعتزلة ) والتى لا تزال موجودة كالتصوف والتشيع و السنة . التأريخ هنا يتركز على التأريخ لها ولأئمتها ومؤثرات عصرهم وانعكاسها عليهم ، باعتبارتلك المؤلفات والمذاهب والملل والنحل مُنتجا بشريا أفرزتها عوامل سياسية و إجتماعية وخلفيات ثقافية ماضوية تمّ بعثها وإعادة إنتاجها بأسماء وأشكال ومصطلحات ( إسلامية ) . بهذا يمكن إصلاح خطيئة ما يسمى بكليات اصول الدين والشريعة .
4 : إلغاء مجمع البحوث الاسلامية فى الأزهر و المجلس الأعلى للشئون الاسلامية فى الأوقاف ، وإلحاق دار الإفتاء بالأزهر، وإقتصار دور الأزهر على ماجاء فى قانونه الأساس بعد التعديل المشار اليه .
5 ـ إحالة كل من يبلغ الستين من الأزهريين الى المعاش بلا إستثناء حتى ( شيخ الأزهر )
6 ـ أن يكون تعيين شيخ الأزهر بالترشيح والانتخاب من بين كل الأساتذة فى جامعة الأزهر المتقدمين للترشيح ، ومعظم أساتذة الأزهر يعملون فى الكليات العملية من طب وهندسة وتجارة وزراعة ..الخ . ولكنهم محرومون من المناصب القيادية التى يحتلها ويسيطر عليها الدواعش المتخلفون الأفاقون .
ثالثا : ليس لدى مصر ترف الوقت .
1 ـ لا بد من التعجيل بالاصلاح اليوم قبل الغد . بتكوين لجنة للاصلاح القانونى وتفعيله . وإذا كان إصلاح المناهج فى التعليم الأزهر قبل الجامعى يتطلب وقتا فيمكن ضم هذا التعليم مؤقتا للتعليم العام الى أن تتم وضع مناهج قرآنية تستخلص القيم العليا الاسلامية فى السلام والجهاد والعدل والقسط والاحسان والرحمة ، والجانب الأخلاقى فى الدين الاسلامى وكيف كان عليه السلام رحمة للعالمين وليس لارهاب العالمين. أما عن الكليات التراثية ( أصول الدين وأخواتها فىلا بد من إلغائها فورا وتحويلها الى كليات عملية تكنولوجية ( أزهرية ).
2 ـ تتم إحالة من يعترض على الاصلاح الى المعاش او الى المحاكمة ويوضع فى السجن . وطالما أن مصر فى صراع وجود فليذهب شيوخ داعش الى الجحيم .
رابعا : السجن للاصلاح والتعمير لا للهدم والتدمير
1 ـ السجن عقوبة تخالف تشريع الاسلام لأن العقوبة فيه شخصية طبقا لمبدأ ( ألّا تزر وازرة وزر أخرى ) وكذلك الهداية شخصية ومن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه . عقوبة السجن بوضعها الحالى مؤلمة وظالمة ومكلفة ويتحمل معاناتها أبرياء هم أهل الجانى ، زوجته وأولاده ومن يعولهم . كما أن السجون بوضعها الحالى مدارس لتفريخ الجريمة وليست من الاصلاح والتهذيب فى شىء . ثم معروف أن المشرّع المصرى أسس ما يعرف بالحبس الاحتياطى الذى تستخدمه السلطة عقابا للأبرياء تسجنهم فى هذه السجون مع المجرمين والقتلة ، ثم تطلق سراحهم . وقد أمضيت من حياتى فترتين فى سجن طرة وفى سجون أمن الدولة فى لاظوغلى ، وأعرف المعاناة التى يلقاها السجين حتى لو كان مجرما عريق الاجرام فكيف بالبرىء ؟ وليس من فراغ قول المثل المصرى ( يا ما فى السجن مظاليم )
2 ـ معظم السجون المصرية فى أحضان القاهرة الكبرى والمدن الكبرى . وهذا يقع ضمن خطيئة كبرى للدولة المصرية وهى المركزية الخانقة . وبهذه المركزية يتركز 95 % من المصريين حول النيل تاركين الباقى ( سداح مداح ) فى الصحراء الشرقية والغربية وسينا وسواحل البحرين الأحمر والمتوسط وجنوب الصعيد وحول بحيرة ناصر . أقترح بيع السجون المصرية والاستعاضة عنها بسجون مفتوحة على الحدود المصرية السودانية الليبية و على الحدود المصرية السودانية على النيل والبحر الأحمر . وتكون هذه السجون المفتوحة تحت حراسة وحماية وحدات من القوات المسلحة ، ولأنها فى وسط الصحراء فالهرب منها يعنى الموت حتما . وتقام مزارع ومصانع يعمل فيها المساجين بأجر ويقيمون فيها مع أولادهم ـ لو شاءوا ـ فترة العقوبة . وعندما يمضى مدة عقوبته يُعاد الى بلده مع ما وفّر من اموال . بهذا نصلح المجرم ونعمّر أماكن مهملة فى مصر ، ونحمى حدود مصر من المتسللين ، ونزيد مساحة الخضرة وننشىء مجتمعات جديدة فى الصحراء ، ونخفف من التكدس السكانى فى القاهرة والدلتا ، ونضع مفهوما جديدا عمليا فى ( الهجرة للداخل ) لأنه من المنتظر أن تتوسع نلك المجتمعات بوصول المرافق لها ، وتتأسس حولها مجتمعات جديدة ، يؤسسها الشباب الذين أمضوا الخدمة فى الجيش فى تلك المناطق ، وغيرهم من الشباب المحروم من العمل والسكن ، و تتأسس فيها معسكرات لرعاية وتربية أطفال الشوارع لتحويلهم الى عناصر منتجة نافعة . وبدلا من الإذلال الذى يلقاه المصرى عاملا فى البلاد العربية يستطيع أن يهاجر داخل بلده ويكتشف ما فيها من روعة وجمال وثروة . ثم لا نحتاج الى تمويل لأن بيع السجون المصرية فى المدن المصرية سيتيح البناء والتجهيز فوق أراض لا ثمن لها . نبيع أرضا بأعلى الأسعار ونعمّر أرضا لا ثمن لها .
3 ـ هذا الاقتراح وثيق الصلة بالتخلص من دواعش الأزهر واصلاح الأزهر . هذه السجون المفتوحة هى العقاب الشرعى لهم . عقوبتهم ( النفى ) ، وتلك الأماكن البعيدة هى الأنسب لنفيهم ، يعيشون فيها فى ( حرية ) يرتلون البخارى ويتمتعون بمؤلفات ابن تيمية وابن عبد الوهاب .
4 ـ يقول الله جل وعلا : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) المائدة ) . هذه العقوبة الهائلة الفظيعة تنطبق فى عصرنا على الارهابيين الذين يقتلون الأبرياء عشوائيا ، ومنهم القاعدة وإرهابيو الاخوان وجماعات الجهاد والنصرة وبيت المقدس وداعش العراق والشام . هم بما يرتكبون من مجازر وإغتصاب وسلب ونهب وطرد للآمنين ـ يحاربون الله جل وعلا ورسوله ، فالله جل وعلا أرسل رسوله رحمة للعالمين وأنزل الاسلام دينا للسلام وجعل تشريع القتال للدفاع فقط ، وهؤلاء الارهابيون يرتكبون كل تلك الجرائم وينسبونها الى شريعة الاسلام ، يرتكبون الموبقات وهم يهتفون ( الله أكبر ) فوصموا الاسلام بأبشع التهم ، أى أنهم فعلا يحاربون الله جل وعلا ورسوله الكريم ويسعون فى الأرض فسادا . جزاؤهم يتنوع حسب جريمة الفرد منهم . الذى يقتل ويغتصب ويسلب المال عقابه القتل والصلب . الذى يقتل فقط عقابه القتل ، الذى ينهب و يغتصب فعقابه التقطيع من خلاف . ولكن هناك من لا يقع بيده فى هذه الجرائم ولكن يقوم بالدعوة والتحريض ويزعم ان هذه الجرائم هى شريعة الاسلام حربا منه لله جل وعلا ولرسوله الكريم . هذا جزاؤه النفى بعيدا ليسلم الناس من شرّه .
5 ــ لذا لا بد من التخلص من دواعش الأزهر ونفيهم الى مكان بعيد ليأمن الناس من شرورهم . بهذا تكسب مصر أمنها ووجودها وتستعيد هيبتها ومكانتها .
ختاما
1 ـ ظل الأمير الفرعونى ( مؤمن آل فرعون ) يدعو قومه للهداية والاصلاح دون جدوى . فى النهاية قال لهم : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر.). وفى الأغلب فإن فرعون وهو يصارع الغرق ومعه جنده تذكر مقالة ذلك الأمير المؤمن الناصح : ( َفسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)).
2 ـ فى النهاية أقول لحُكّام مصر: ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) )
ودائما : صدق الله العظيم ..ولو كره الداعشيون .

المقال الثالث
دعوة الى محاكمة شيخ الأزهر أمام الجنائية الدولية بسبب سجن الاستاذ محمد عبد الله نصر
آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 15 اغسطس 2017
بيان المركز العالمى للقرآن الكريم :
1 ـ الاستاذ محمد عبد الله نصر ليس من ( أهل القرآن ) وليس من كُتّاب موقع ( أهل القرآن ) وليست لنا به علاقة شخصية ، وهناك إختلافات اساس فكرية بيننا .
ولكننا ندافع عنه بكل قوة لأننا مع الحرية المطلقة فى الدين والرأى والفكر لكل فرد ، ولأننا ضد سيطرة الكهنوت الدينى والاستبداد السياسى فى كل أرض . ولأننا نؤكد أن المسيطرين على الأزهر هم وراء سجن الاستاذ محمد عبد الله نصر ، ولأننا نؤكّد أنهم فيما يفعلون إنّما يقومون بحماية فكر الارهاب الوهابى الذى يقيم حمامات الدم فى العالم ، فهم الأئمة الدينيون لكل المنظمات الارهابية من القاعدة الى ( داعش ) وباكو حرام وما سبقها وما سيأتى بعدها .
2 ـ إننا نؤكد أن القضاء على هذه المنظمات الارهابية لا يتأتى إلا بتجفيف منابعها الفكرية الدينية ، وهذا يعنى التخلّص من شيوخ الفساد الفكرى فى الأزهر ، وعلى رأسه شيخ الأزهر الحالى ( أحمد الطيب ) ، الذى ينتقم من معارضيه بالسجن مستغلا سيطرته على الرئيس المصرى الحالى عبد الفتاح السيسى . يكفى أن الاستاذ محمد عبد الله نصر كان ولا يزال مؤيدا للسيسى ، ولكن لم ينفعه السيسى بسبب خضوع السيسى لشيخ الأزهر الممثل للنفوذ السعودى فى مصر .!
3 ـ إننا نؤكد أن أسلوب الاسترحام لن يجدى ولن ينفع فى الافراج عن الاستاذ محمد عبد الله نصر ، فشيخ الأزهر الحالى لن يغفر للاستاذ محمد عبد الله نصر أنه فضح تقاعس الأزهر وشيخه عن مناقشة دين الدواعش . وشيخ الدواعش ( أحمد الطيب ) الآن يواصل إنتقامه من الكاتب المسكين بمنع خروجه من السجن .
4 ـ إننا نؤكد أن الوسيلة المثلى هى أن نتكاتف جميعا ومعا فى حملة لإحالة شيخ الأزهر الحالى وأعوانه الى المحاكمة الجنائية الدولية ، ليس فقط للإفراج عن الكاتب المظلوم محمد عبد الله نصر ، ولكن اساسا لتجفيف منابع الارهابة والقضاء على داعش وأخواتها .
5 ـ هيا بنا لتدشين حملة دولية تحت شعار ( حاكموا شيخ الأزهر( شيخ داعش ) أحمد الطيب أمام الجنائية الدولية ) .
6 ـ ننتظر تفعيل هذه الحملة ، وتحويلها الى منظمة تكون واجهة للتخلص من شيوخ الارهاب ، وفى مقدمتهم شيخ الأزهر شيخ داعش ( أحمد الطيب ) .
7 ـ لنبدأ بتعميم هذا البيان فى آفاق الانترنت ووسائل الاتصال الاجتماعى ، توطئة لتكوين منظمة دولية تتولى متابعة الموضوع أمام المحكمة الدولية الجنائية ، والتى يسمح قانونها بإحالة شيخ الأزهر الى المحاكمة وطلب إعتقاله ومحاكمته .

المقال الرابع
أقول عن هذا الجدل بين الرئيس السيسى وشيخ الأزهر حول أهل القرآن
آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 20 نوفمبر 2018
أولا : عن شيخ الأزهر
1 ـ شيخ الأزهر هاجم تيار القرآنيين من ورقة كتبوها له ، لم يأت فيها بجديد .
2 ـ شيخ الأزهر ينسب التيار القرآنى الى علماء من الهند متناسيا أن الأزهر فى مصر بدأ الريادة فى الاصلاح الدينى الحقيقى بجهود الامام محمد عبده ، وقد تراجع تلامذته عن مستواه من طه حسين وعلى عبد الرازق ومصطفى عبد الرازق وحتى الشيخ المراغى . ومذ كنت مدرسا مساعدا بجامعة الأزهر بدأت بالبناء على أرساه الامام محمد عبده ، متحملا الإضطهاد بكل أنواعه ، وسار معى كثيرون ، ولا زلنا فى الطريق نجاهد بسواعد عارية وتحت سيف الإضطهاد ، مع هذا فلا نفرض أنفسنا على أحد ولا نفرض رأينا على أحد ولا نطلب أجرا من أحد ، ونعفو ونصفح ما إستطعنا .
3 ـ شيخ الأزهر إستشهد بحديث ( يوشك رجل .. ) ، هذا الحديث صنعه السنيون فى مواجهة القرآنيين فى العصر العباسى ، وهو يعبر عن جدل فكرى فى العصر العباسى بين السنيين والقرآنيين ، وقبل هذا صناعة هذا الحديث كان جدال الشافعى مع القرآنيين من تلامذة أبى حنيفة . أى إن التيار القرآنى فى تاريخ الفكر للمسلمين بدأ بالإمام أبى حنيفة ، وظل هناك من سار على الطريق يجادل السنيين .
4 ـ الأهم من هذا كله أن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام هو أول القرآنيين ، فقد أمره الله جل وعلا أن يستمسك بالقرآن وحده . قال له جل وعلا : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴿٤٣﴾ الزخرف ) وأن يتبع القرآن وحده : ( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ) ﴿٥٠﴾ الانعام ) ( قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَـٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠٣﴾ الاعراف ) (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٩﴾ الاحقاف )
5 ـ شيخ الأزهر بإستشهاده بهذا الحديث المصنوع يؤكد إيمانه بأن النبى محمدا عليه السلام كان يعلم الغيب ، وهو بهذا يكفر بالقرآن الكريم الذى يؤكد أن النبى محمدا عليه السلام لم يكن يعلم الغيب وليس له أن يتكلم فيه ، ولا يعرف ماذا سيحدث له أو لغيره فى المستقبل ( الأحقاف 9 ، الآنعام 50 ، والأعراف 188 ) .
6 ـ شيخ الأزهر يؤمن بحديث آخر غير حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم .
6 / 1 : يتمسك بهذا وهو يقترب من الموت ، لا يتعظ بقوله جل وعلا : (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖفَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) ﴿١٨٥﴾الاعراف ). أى لا حديث يؤمن به المؤمن المسلم الحقيقى سوى حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم .
6 / 2 : من يؤمن بحديث آخر يكون مكذبا لحديث رب العزة فى القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾ المرسلات ) .
6 / 3 : إن الايمان لا يكون إلا بإله واحد هو رب العزة جل وعلا ، وبحديث واحد هو حديثه جل وعلا فى القرآن الكريم ، قال جل وعلا : (تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴿٦﴾ الجاثية ) . بعدها يتوعد رب العزة الأفّاكين الآئمين الذين يؤمنون بالأحاديث الشيطانية ومن أجلها يكفرون بالقرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ الجاثية ).
7 ـ شيخ الأزهر من الذين يؤمنون ب ( لهو الحديث ) .
7 / 1 : هناك حديث القرآن الصادق : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ حَدِيثًا ﴿٨٧﴾ النساء ) ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾ النساء ) وهو أحسن الحديث : (اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) ﴿٢٣﴾ الزمر ).
7 / 2 : وهناك ( لهو الحديث ) الذى بتمسك به شيخ الأزهر ليضل الناس . قال جل وعلا عن شيخ الأزهر وأمثاله : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾ لقمان ) . حين يقول رب العزة ( ومن الناس ) أى حيث يوجد ناس فمنهم من يقول كذا أو يفعل كذا. وشيخ الأزهر بما يقول وبما يفعل وبما لا يفعل يتحقق فيه إعجاز القرآن فى كل ما ذكره رب العزة عمّن يكفر بالقرآن الكريم .
8 ـ شيخ الأزهر فى الكلمة التى كتبوها له يكرر نفس الدعوى السقيمة التى تتهم كتاب الله بأنه ليس تاما وليس كاملا ومحتاجا للبشر فى استكماله وتفصيله ، فيتكلم عن أن القرآن الكريم لم ترد فيه تفصيلات الصلاة. وقد رددنا على هذا كثيرا بأن الصلاة والصيام والحج تواترت من ملة ابراهيم ، وحدث فيها تحريف ونزل القرآن الكريم يأمر بإتباع ملة ابراهيم حنيفا، ومنهج القرآن فى إصلاح ملة ابراهيم : أنه ما كان بلا تغيير لم يتعرض اليه مثل عدد الركعات ومواقيتها ، وما حدث فيه تحريف أو خلل نزل القرآن يصححه ( الجمعة 9 : ـ ) والتشريع الجديد نزل القرآن بالتفصيل فيه مثل صلاة الخوف . كان هذا فى الجزء الأول من كتاب الصلاة ، من عشرين عاما ، ونكتب الآن الجزء الثانى عن الصلاة فى تاريخ المسلمين وتواترها .
9 ـ شيخ الأزهر بسعيه فى إثبات أن القرآن ناقص وغير تام يجعل نفسه من الذين يسعون فى آيات الله معاجزين ، قال جل وعلا عنهم : ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٥١﴾ الحج ) ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿٥﴾ سبأ ) (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿٣٨﴾ سبأ ) .
10 ـ شيخ الأزهر يفرض على مصر أحاديث متناقضة أثبتنا تناقضها وتخلفها ، ومنها أحاديث تستحل الدماء . شيخ الأزهر بهذا يصد عن الاسلام الذى نزل قرآنا ورحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) . شيخ الأزهر يستخدم سلطته فى الصّدّ عن سبيل الله ليجعل الدين عوجا . توعّد الله جل وعلا هذا الصنف بالنار: (الأعراف 44 : 45 ، هود ــ 19 ، ابراهيم 2 : 3 ).
11 ـ الذى يتصدى لإضلال الناس لا يمكن ان يهتدى حتى لو كان النبى محمد عليه السلام هو الذى يدعوه ، قال جل وعلا : (إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ) ﴿٣٧﴾النحل) . تخيل شيخا ظل معظم حياته يدعو الى الضلال وبهذا الضلال صارت له مكانة ، هل يمكن أن يتوب ويعلن توبته على الملأ ؟ كتبنا فى هذا مقالا بعنوان ( هل يمكن أن يتوب علنا شيخ الأزهر ).
12 ـ ما قاله شيخ الأزهر عن الاسناد فى الحديث مستشهدا بأقوال المستشرقين يدل على جهل رائع . أثبتنا تناقض الاسناد مع القرآن ومع المنهج العلمى والقضائى فى بحث نشرناه عام 1998 .
ثانيا : تعليقا عما قاله الرئيس السيسى
1 ـ يمتاز الرئيس السيسى عن سلفه بأنه مثقف وقارىء . وقد فطن الى أهمية الاصلاح الدينى ، ووضعه بذكاء سياسى تحت عنوان ( إصلاح الخطاب الدينى ) ، ودعا شيخ الأزهر وبطانته الى تفعيل الاصلاح فى الخطاب الدينى. أى يطلب من سبب المشكلة أن يقوم بإصلاح المشكلة ، بينما لا يمكن الاصلاح إلا بإزالة السبب. أفشل شيخ الأزهر مشروع الرئيس السيسى فى إصلاح الخطاب الدينى ، وقد إستقوى شيخ الأزهر بالنفوذ السعودى . ثم جاء ولى العهد السعودى بإجراءات مفهوم منها عدم الاعتداد بالوهابية التى يتمسك بها شيخ الأزهر ، فلزم شيخ الأزهر الصمت . ثم جاءت مناسبة الاحتفال بالمولد النبوى أمس فظهر الخلاف بين الرئيس والشيخ . هذا مع أنه بمقدور الرئيس السيسى عزل شيخ الأزهر وبطانته ، وهذا الشيخ وبطانته لا ثقل لهم سياسيا ولا شعبيا. !
2 ـ فى عام 1998 واثناء عملى فى مركز ابن خلدون شاركت فى مشروع لاصلاح التعليم المصرى ليكون أكثر تسامحا مع الأقباط ، وتوليت إصلاح مادة التربية الدينية ، وكتبت ( دليل المعلم ) ومقترحات بديلة لمادة التربية الدينية ، وقمت بتأليف فيلم تسجيلى عن التسامح فى الشعب المصرى ، وسيناريو عن قصة تسامح لمصرى قبطى عاش فى العصر العباسى ، وتم إنتاجهما ضمن المشروع. أعلن الأزهر الحرب علينا وآزرته أجهزة الدولة وكانت النتيجة غلق مركز ابن خلدون وسجن سعد الدين ابراهيم وسجن بعض أهل القرآن ، وهروبى الى امريكا. الآن يأتى فى الأخبار إعلان وزير التعليم المصري عن كتاب واحد لمادة الدين للمسلمين والمسيحيين يركز على الأخلاق ، وهو محتوى مشروع إصلاح التعليم الذى واجهنا به دولة مبارك من حوالى عشرين عاما. كم فقدت مصر من الآثار المدمرة للوهابية وتطرفها وجمود الأزهر خلال هذه المدة ؟ وكم ينتظر مصر إذا ظلت تتردد فى فرض الاصلاح الدينى ؟
3 ـ يرتكز الاصلاح الدينى إسلاميا على المبادىء الآتية :
3 / 1 :الاسلام فى معناه السلوكى هو السلام، وكل إنسان مسالم فهو مسلم بغض النظر عن ملته وإعتقاده ودينه المُعلن . وعلى أساس المسالمة تكون المواطنة الكاملة والمتساوية لجميع سكان مصر، فكل مواطن مسالم فهو مسلم . على النقيض من ذلك فإن الذى يرفع السلاح يقتل الناس ويقوم بالإكراه فى الدين فهو بسلوكه كافر محارب لله جل وعلا ورسوله مستحقا أقصى العقوبة إن لم يتب ، ( المائدة 33 : 34 )
3 / 2 : الاسلام بمعناه القلبى هو التسليم بأنه لا إله إلا الله جل وعلا دون تقديس لبشر حتى الأنبياء . الله جل وعلا هو الذى سيحكم على الناس يوم القيامة فيما يخص الاسلام القلبى ، وبالتالى فليست وظيفة الدولة هداية الناس وإدخالهم الجنة لأن الهداية مسئولية شخصية ومن إهتدى فلنفسه ومن اساء فعليها ، قال جل وعلا :(مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) ﴿١٥﴾ الاسراء ) (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ النمل )
3 / 3 : يترتب على هذا :
3/ 3 / 1 : أن تقتصر وظيفة الدولة على ضمان العدل والأمن والحرية الدينية والسياسية والاقتصادية للمواطنين وكفالة الفقراء والمحتاجين.
3 / 3 / 2 : ألا تكون فى مصر مؤسسة رسمية تتحكم فى الدين على انهم وكلاء الله جل وعلا لهداية الناس . وبعض الآيات التى تؤكد المسئولية الشخصية فى الهداية أو الضلال تؤكد أن النبى محمدا عليه السلام ليس وكيلا مفوضا من رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا: (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) ١٠٨﴾ يونس ) ( فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖوَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ) ٤١﴾ الزمر). (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾ الانعام ) . إذا كان هذا هو حال النبى نفسه فكيف بغيره ؟
3 / 3 / 3 : إرجاع الأزهر ما كان عليه من تأسيسه عام 972 وحتى 1920 تقريبا ،مجرد مسجد للعبادة تقوم عليه جمعية أهلية تتعيش من التبرعات وخاضعة للإشراف الحكومى ، وإلحاق التعليم الأزهرى قبل الجامعى بوزارة التعليم وتحويل جامعات الأزهر الى جامعة مدنية كباقى الجامعات ، وإلغاء كليات اصول الدين والشريعة والدراسات الاسلامية وإلغاء كل المؤسسات الدينية التابعة للأزهر من الفتاوى ومجمع البحوث ، وإشراف الدولة على المساجد لتتحول الخطبة فيها الى تعليم للأخلاق الحميدة ، وليس للإنشغال بالسياسة والحكم. هذا يوفر البلايين من ميزانية الدولة ويريحها من عبء حماية فكر دينى ظهر للعالم خطورته ودمويته ويهدد بإحراق مصر.
3 / 3 / 4 أن تكون الحرية الدينية مطلقة للجميع ، تشمل حرية الاعتقاد وحرية العبادات وإقامة الشعائر وبناء دور العبادة ، بل وحرية الدعوة لأى دين أو ملة طالما لا إكراه فى الدين ولا دعوة لاستعمال العنف مثل أكذوبة حد الردة وتغيير المنكر .
4 ـ الاصلاح الدينى هو الأصل لكنه مرتبط بحزمة إصلاح تبدأ بإصلاح تشريعى يؤهل مصر لتحول ديمقراطى سيستغرق أجيالا . هذا الاصلاح التشريعى يلغى كل القيود على الحرية الفكرية والأبداعية والدينية ويلغى الكثير من قانون العقوبات التى تطارد الأبرياء ، واهمها الحبس الاحتياطى . الاصلاح الدينى مرتبط أيضا بمحاربة الفساد والنظام القضائى والاقتصادى وتغول الجيش والشرطة إقتصاديا وإجتماعيا .
5 ـ هذا الاصلاح يستلزم البدء به فورا فى ظل المتغيرات المتسارعة الآن فى المنطقة.
يمكن للرئيس السيسى أن يحتل صفحة محترمة فى التاريخ المصرى إذا تولى هذه المهمة وبدأ بها. التحول الديمقراطى إستهلك قرونا فى الغرب حتى تعلم الغرب ثقافة الديمقراطية . وفى مصر الآن قد يستغرق عقودا من الزمان . وبه سيكتسب الرئيس السيسى قلوب المصريين الذين حملوه من قبل الى الرئاسة بُغضا فى الاخوان المسلمين . عليه أن يرد الجميل للمصريين بالافراج عن كل المعتقلين وتعويضهم والبدء فى الاصلاح التشريعى والدينى ليعيش مع المصريين فى أمن وأمان . أتمنى أن يعيش في مصر رئيس سابق يسير فى الشارع آمنا ، يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق بلا خوف ولا وجل. الارهاب الحكومى يجعل القائمين به يعيشون فى رعب لايأمن أحدهم على نفسه ولا يثق فى الآخرين. آن الأوان لأن يستريح الجميع بالاصلاح السلمى .
أخيرا :
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ غافر )
ملاحظة
تم نشر هذا المقال في صحيفة مصرية مقربة من السيسى بعد حذف بعض فقراته.!

ملاحق سبق الوعد بنشرها في هذا الكتاب
ردا على الإعتراضات علينا فى تاريخ صحابة الفتوحات(2 )(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا ).
آحمد صبحي منصور في السبت 01 يونيو 2013

مقدمة :
بعض الاحتجاجات موجزها : ( لماذا تنبش لنا فى تاريخ الصحابة . والله جل وعلا يقول (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ). ؟؟. ونراها مناسبة لتدبر قرآنى فى (تِلْكَ أُمَّةٌ ) وسياقاتها القرآنية ، والتى لا علاقة لها مطلقا بموضوع الصحابة ، فالعادة أن كلمة ( تلك ) تشير الى ما قبلها بالتحديد ، وبالتالى فلا يصح الاستشهاد بها عن شىء آخر .
أولا :
1 ـ فيما يخص الآية الكريمة: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ). فقد جاءت فى سياق الحديث عن ابراهيم وذريته من الأنبياء عليهم السلام ، يقول جل وعلا قبلها:( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133). بعدها قال رب العزّة عن ابراهيم وذريته : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) . ( البقرة ) ).
2 ـ وبدأ سياق آخر ، هو زعم اليهود والنصارى بإحتكار الهداية وملة ابراهيم ، ونزل الرد عليهم بوجوب الايمان بكل الرسل والكتب السماوية وعدم التفريق بين الرسل:( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) الى أن يقول رب العزّة : ( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140). بعدها قال جل وعلا عن ابراهيم وذريته: ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141) البقرة ). والواقع المرير أن المسلمين وقعوا فيما وقع فيه اليهود والنصارى فى موضوع التفريق بين الرسل وتفضيل رسول على الباقين . وهو بداية الكفر العقيدى وتأليه البشر.
3 ـ وهناك خطأ مشهور لدى (علماء / جهلاء ) المسلمين . إذ يستدلون بتفضيلهم للنبى محمد بقوله جل وعلا (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )، يقطعون الآية من سياقها ، ويجهلون أن كلمة ( تِلْكَ الرُّسُلُ ) تشير الى رسل سابقين مذكورين فى الآيات السابقة ، ولا علاقة لها بخاتم النبيين ، بل إن نفس الآية تؤكّد هذا . نرجع للسياق فى الايات قبلها وهى تتكلم عن بعض أنبياء بنى اسرائيل بعد موسى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (248). الى أن يقول رب العزّة جل وعلا :(فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (252) .وبعدها يشير رب العزة الى تلك الرسل السابقين فيقول:(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.) (253) البقرة ).
ثانيا : ( تلك ) إشارة للمفهوم ضمنيا من السياق .
أحيانا تاتى الاشارة ب(تلك ) الى شىء مفهوم ضمنيا من السياق ، فموسى عليه السلام كان يسير حاملا عصاه ، فقال له جل وعلا : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) طه ).
وعن تدمير قوم ثمود ومفهوم بقاء مساكنهم خالية من بعدهم يقول جل وعلا :( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51). وتأتى الاشارة الى بقاء المساكن خاوية بعد هلاك أصحابها عظة لمن يعتبر:( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل ).
وعن أصحاب الجنة الذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا يقُصّ جل وعلا المثل المناقض لهم فى قصة قارون : ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ (81 ) الى أن يقول بعدها عن أصحاب الجنة :( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) القصص). و ( تلك ) هعنا مفهومة ضمنيا فى السياق بدلالة التناقض بين من يريد الدنيا وفسادها ومن يريد الآخرة ويسعى لها سعيها وهو مؤمن .
ثالثا : الأغلب أن تأتى ( تلك ) إشارة للسياق الواضح فى الايات السابقة
1 ـ كقوله جل وعلا ( يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)النازعات) ( تلك ) هنا فى حديث المشركين إشارة للبعث .
2ـ وعن أمانى اليهود والنصارى بدخول الجنة يردّ جل وعلا بأنها ( تلك امانيهم ) : ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ .(111البقرة ).
3ـ وذكر رب العزّة فدية الصيام فى الحج. يقول جلّ وعلا : (.. فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) (196) البقرة ).أى ( 3 ايام فى الحج + 7 بعد الرجوع = 10 )أو( تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ )
4ـ وعن تقلّب الأيام يقول جل وعلا:( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )(140) آل عمران ) فهنا إشارة واضحة للقرح والمصائب .
5 ـ وذكر رب العزّة حُجّة ابراهيم على قومه :( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الى أن يقول جل وعلا :( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ )(83) الآنعام ).
5 ـ وذكر رب العزة مقالة المشركين : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21). وردّ عليها ( تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) النجم ).
6 ـ وتأتى ( تلك ) إشارة عن تقسيم الناس فى الآخرة: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)، فيقول جل وعلا :( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ )(108) آل عمران )
رابعا : ونعطى تفصيلات لمجىء ( تلك ) وهى تشير بوضوح الى سياقات سابقة :
( تلك ) تشيرالى ( نعيم الجنة ) :
1 ـ عن نعيم الجنة يقول جل وعلا يضرب مثلا تقريبيا مجازيا :( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ) ثم يشير اليها بكلمة ( تلك ) :( تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35) الرعد ).
2 ـ ونفس الحال عن الجنة : ( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً (61) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (62)ثم يشير للجنة :( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم ).
3 ـ ونفس الحال فى سورة الزخرف عن نعيم الجنة :( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72 ) الزخرف )
( تلك ) فى القصص القرآنى :
1ـ بعد أن ذكر جل وعلا فى سورة الأعراف قصص الأمم السابقة يقول جل وعلا :( تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)) ، وتكرر هذا فى سورة الكهف ، يقول جل وعلا :( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (59) .
2 ـ وفى سورة القصص ، يقول جل وعلا عن مساكنهم : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) القصص ).
3 ـ وهذا القصص هو إخبار بغيب ماض اندثر وانتهى العلم به ، كما فى قصة نوح فيقول جل وعلا : ـ ( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) لذا يقول جل وعلا :(تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا) (49) هود )
4 ـ يقول جل وعلا عن هلعهم عند الاهلاك ومقالتهم وقتها : ( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)، ويقول جل وعلا عن مقالتهم : ( فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15) الأنبياء)
( تلك ) إشارة لآيات الله جل وعلا فى الكون :
يتكرر فى القرآن الكريم التذكير بآلاء الله جل وعلا فى الكون ليؤمن الناس بأنه لا اله إلا هو الخالق لكل شىء . ويأتى هذا أيضا فى حث الناس على الايمان بالله جل وحده الاها وبالقرآن الكريم وحده حديثا ، يقول جل وعلا :( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5). ثم يقول جل وعلا :( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية ). وهى آية كريمة تصفع أصحاب الأديان الأرضية الذين يؤمنون بأحاديث مفتراة ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان .
( تلك ) إشارة للإعجاز الرقمى فى القرآن الكريم الحروف المقطعة آيات الله
وقد تميز القرآن الكريم بإعجاز رقمى يؤكد أنه محفوظ برسمه ونصّه برغم كل محاولات الذين يحاولون الالحاد فى آيات الله جل وعلا . ومن أوجه هذا الاعجاز الرقمى الحروف المقطعة فى أوائل بعض السور ، وعادة يؤتى بها ثم يشير اليها رب العزة بأنها تلك آيات الكتاب . ومنها :
( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) يونس )(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) يوسف )، ( المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ ) الرعد 2 )، ( طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الشعراء ) ( طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)القصص )، ( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل )، ( الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) لقمان )، ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)( الحجر ).
( تلك ) إشارة للأمثلة القرآنية
1 ـ يقول جل وعلا يشبّه خسارة من يعبد القبور المقدسة (معتقدا فى جدوى التوسل بها وبأوليائها ) ببيت العنكبوت :( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41).ولأنه مثل يحوى إعجازا علميا عن أنثى العنكبوت التى تلتهم الذكر، فإن الله جل وعلا يشير الى تلك الأمثال بأنه لا يعقلها الا العلماء : ( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت ).
2 ـ يقول جل وعلا عن قسوة قلوب المشركين خصوصا أصحاب الديانات الأرضية المسلمين :( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) الحشر )
( تلك ) إشارة الى حدود الله فى التشريع
1 ـ يقول جل وعلا فى تشريع الصيام :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) بعدها يقول جل وعلا :( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) البقرة )
2 ـ ويقول جل وعلا فى تشريع الميراث : ( يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ.. ) (11).وبعد تفصيلات يقول جل وعلا : ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ (14) النساء )
3 ـ يقول جل وعلا فى تشريع الظهار :( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) ثم يقول جل وعلا : ( وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة )
4 ـ يقول جل وعلا فى تشريع الطلاق :( الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ..) الى أن يقول جل وعلا : ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا (229)، ( فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) البقرة )، ويقول جل وعلا :( يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ (1) الطلاق ).
أخيرا :
رجاء حارّ ممّن يسارع بالردّ علينا أن يتروّى .. ويقرأ كثيرا جدا لنا قبل أن يتساءل.!!



القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته:

مقدمة :
نستعرض هذا المصطلح بمناسبة كلمة ( أكابر ) في قوله جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الانعام )
أولا : بالنسبة الى الله جل وعلا
من أسماء الله الحسنى
اسم ( المتكبر )
1 ـ جاءت جملة من أسماء الله جل وعلا الحسنى في أواخر سورة الحشر . قال جل وعلا : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْبِ (24) الحشر ). جاء في هذه الآيات ( المتكبر ) ضمن أسماء الله جل وعلا الحسنى . لم يتكرر اسمه جل وعلا ( المتكبر ) .
2 ـ سنعرض بالتفصيل لاستكبار أتباع إبليس ، وهم قد نازعوا الله جل وعلا ( المتكبر ).
2 / 1 : وأبرزهم ( فرعون موسى ) .
( متكبّر ) جاء وصفا لفرعون بلفظ المفرد لأنه زعم لنفسه الألوهية والربوبية العليا . قال جل وعلا :
2 / 1 / 1 : ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر )
2 / 1 / 2 : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) غافر ).
2 / 2 : ولذلك يحتل فرعون دركا سفليا من بين البشر :
2 / 2 / 1 : فقد أنجى الله جل وعلا بدنه ليكون عبرة لمن جاء بعده . قال جل وعلا : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) يونس ). فهذا الذى زعم الألوهية أصبح جيفة مرئية .!
2 / 2 / 2 : أما نفسه ففي عذاب البرزخ ، ثم ينتظرهم أشد العذاب يوم القيامة ، قال جل وعلا :( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر )
2 / 2 / 3 : ويأتي يوم القيامة إماما لقومه في دخول النار ، قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) هود )
2 / 2 / 4 : ثم تتبعه وقومه اللعنات . قال جل وعلا : ( وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) هود )
2 / 2 / 5 : وجعله الله جل وعلا ( السلف ) للكافرين الآتين بعده ، قال جل وعلا : ( فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ (56) الزخرف )
2 / 2 / 6 : وجعله وقومه أئمة للكافرين الآتين بعده ، قال جل وعلا : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) القصص ).
3 ـ وعند الاحتضار سيقال للمتكبرين : ( فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) النحل )
4 ـ وسيقال للمتكبرين عند دخول أبواب جهنم :
4 / 1 :( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) الزمر)
4 / 2 : ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) غافر )
5 ـ ولأئمة المحمديين نصيب في هذا التكبر بغير الحق ، فقد كذبوا على الله جل وعلا ورسوله فيما افتروه من أحاديث أسّسوا عليها أديانهم الأرضية ، ويوم القيامة ستكون وجوههم مسودة . قال جل وعلا يصفهم بالمتكبرين : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر ).
6 ـ هذا لأنهم ألحدوا في أسماء الله جل وعلا الحسنى . قال جل وعلا : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الأعراف ). حاربوا رب العزة جل وعلا في أسمائه وصفاته.
اسم ( الكبير)
1 ـ وصف ( كبير) ــ بدون أل ـ جاء في القرآن الكريم لبعض الأشياء ، وسنعرض لها فيما بعد ، ولكن يأتي اسم ( الكبير ) لرب العزة جل وعلا مقترنا ب ( أل ) وباسمى : ( العلى ) و ( المتعال ) . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴿الرعد: ٩﴾
1 / 2 : ( إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴿النساء: ٣٤﴾
1 / 3 : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿الحج: ٦٢﴾
1 / 4 : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿لقمان: ٣٠﴾
1 / 5 : ( وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿سبإ: ٢٣﴾
1 / 6 : ( ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿غافر: ١٢﴾.
2 ـ الله جل وعلا وحده هو المستحق للعُلُوّ ، لذا نقول ( سبحانه وتعالى ) و ( جل وعلا ) لذا فهو جل وعلا ( العلى الكبير ) و( الكبير المتعال ) . أعداء الرحمن العلى الكبير هم الذين ينازعونه صفة ( العُلُوّ )
3 ـ أولهم إبليس : حين عصى ربه جل وعلا قال له ربه جل وعلا : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ (75) ص ).
4 ـ على طريقته سار فرعون ، الذى نازع رب العزة جل وعلا في الألوهية والربوبية العظمى ، والعُلُوّ. قال عنه وعن قومه جل وعلا:
4 / 1 : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ (46) المؤمنون ).
4 / 2 : ( وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنْ الْمُسْرِفِينَ (31) الدخان )
4 / 3 : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص ).
5 ـ وعلى دأب آل فرعون يسير المستبدون أكابر المجرمين .
6 ـ أما المتقون فهم الذين لا يريدون عُلُوّا في الأرض ولا فسادا . قال عنهم جل وعلا : ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) القصص ). هذه الآية الكريمة هي القول الفصل في الاخوان وكل من يخلط السياسة بالدين يريد عُلُوّا في الأرض وفسادا .
7 ـ يكفى أنه جل وعلا وصف ذاته العلية فقال : ( وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿الجاثية: ٣٧﴾.
وصف ( كبير ) لأفعال الله جل وعلا :
هو جل وعلا صاحب الفضل الكبير :
1 ـ على النبى محمد ، قال له جل وعلا : ( إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ﴿الإسراء: ٨٧﴾
2 ـ وهو جل وعلا صاحب الفضل الكبير على المؤمنين يوم القيامة ، قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّـهِ فَضْلًا كَبِيرًا ﴿الأحزاب: ٤٧﴾
2 / 2 : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿فاطر: ٣٢﴾
2 / 3 : ( تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿الشورى: ٢٢﴾.
وهو جل وعلا الذى سيؤتيهم الأجر الكبير . قال جل وعلا :
1 ـ ( إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿هود: ١١﴾.
2 ـ ( إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿الإسراء: ٩﴾
3 ـ ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ) ﴿النحل: ٤١﴾
4 ـ ( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿فاطر: ٧﴾
5 ـ (آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿الحديد: ٧﴾
6 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿الملك: ١٢﴾
7 ـ وهذا هو الفوز الكبير، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴿البروج: ١١﴾
8 ـ وهذا هو النعيم الكبير والمُلك الكبير ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴿الانسان: ٢٠﴾
ثانيا : في العبادة : تكبير الله جل وعلا ( الله أكبر )
1 ـ جاء هذا أمرا للنبى محمد عليه السلام ، ولنا بالتبعية ، قال له جل وعلا :
1 / 1 :( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿المدثر: ٣﴾
1 / 2 في الدعاء والذكر قال جل وعلا : ( قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿الإسراء: ١١١﴾
2 ـ وجاء في الحج ، عند ذبح الهدى ، قال لنا جل وعلا : ( لَن يَنَالَ اللَّـهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴿الحج: ٣٧﴾
3 ـ وجاء في الصيام ، قال جل وعلا : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿البقرة: ١٨٥﴾
4 ـ وتتكرر ( الله أكبر) في الصلاة ، يقولها المؤمن في صلاته ليخشع وليعلم أن الله أكبر من أي شيء يشغله عن صلاته لربه .
5 ـ بدون الإيمان ب ( الله أكبر ) يوصف البشر بأنهم ما قدروا الله جل وعلا حق قدره .
5 / 1 : يقع في هذا من يقدّس البشر والحجر ، في خطاب مباشر قال جل وعلا للكافرين : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) الحج ) . هل تستطيع آلهة المحمديين المصنوعة المخلوقة أن تخلق ذبابة ؟ هل إذا سلبها الذباب شيئا تستطيع استرجاعه ؟. مستحيل لأن الذبابة إذا حملت قطعة سُكّر مثلا فإنها تسارع بهضمها قبل أن تبتلعها ، فتتحول قطعة السكر الى عناصرها الطبيعة بأسرع ما يتخيل الانسان .! لا يستطيع الانسان قهر حشرة حقيرة ، كما يتضاءل أمام فيروس مثل كيرونا .! ولكنه لا يقدّر الخالق جل وعلا حقّ قدره .
5 ـ هذا في الدنيا . أما في الآخرة فسيرى البشر عظمة الرحمن العلى الكبير المتعال ، وسيأسفون على أنهم ما قدروا ربهم الكبير المتكبر المتعال حق قدره . قال جل وعلا : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر).
6 ـ ( الله أكبر )عند المحمديين .
6 / 1 :منهم من يتوسّط في الكفر ، تراه غافلا ساهيا ، يقول ( الله أكبر ) كلمة روتينية دون أن يتدبر معناها في قلبه .
6 / 2 : ومنهم جنود إبليس الذين يرفعون جعيرتهم يهتفون ( الله أكبر ) وهم يرتكبون كبائر ما نهى الله جل وعلا عنه . كان صحابة الفتوحات جنود إبليس يهتفون ( الله أكبر ) وهم يقتلون الأبرياء ويسلبون الأموال ويغتصبون النساء ويسترقون الأطفال . وحتى الآن يسير على دينهم الإرهابيون ، يصرخون ( الله أكبر ) وهم يفجرون الأبرياء في قتل جماعى عشوائى . ألا لعنة الله جل وعلا عليهم جميعا . !
ثالثا : ( كبير / كبيرة ) وصفا للأشياء : جاء في :
1 ـ في الجهاد السلمى بالقرآن، قال جل وعلا : ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿الفرقان: ٥٢﴾ ( جِهَادًا كَبِيرًا ).
2 ـ في وصف الذنوب ، قال جل وعلا :.
2 / 1 : في أكل أموال اليتامى ( وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴿النساء: ٢﴾ ( حُوبًا كَبِيرًا ، أي ذنبا كبيرا )
2 / 2 : في العُلوّ ظلما وفسادا : ( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴿الإسراء: ٤﴾ ( عُلُوًّا كَبِيرًا )
2 / 3 : في قتل الأولاد خشية الفقر ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴿الإسراء: ٣١﴾ ( خِطْئًا كَبِيرًا )
2 / 4 : في الطغيان : ( وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴿الإسراء: ٦٠﴾ ( طُغْيَانًا كَبِيرًا ).
2 / 5 : في الفساد ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴿الأنفال: ٧٣﴾ ( وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ).
في الضلال : ( قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿الملك: ٩﴾ ( ضَلَالٍ كَبِيرٍ ) .
في وصف العذاب واللعن :
1 ـ ( رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿الأحزاب: ٦٨﴾( لَعْنًا كَبِيرًا ).
2 ـ ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿هود: ٣﴾ ( عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ )، كبير هنا وصف للعذاب وليوم العذاب .
3 ـ ( فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿الفرقان: ١٩﴾. ( عَذَابًا كَبِيرًا ).
رابعا : صيغ المبالغة من ( كبير )
في النحو العربى تأتى صيغ للمبالغة على أوزان مختلفة مثل : ( فعّال ) ( فعيل ) ( فعول ) ( فعل ) بكسر العين . وجاء بعضها في القرآن الكريم أيضا ، مثل (إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) نوح ) غفار على وزن فعّال ، ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)المزمل )، (غفور) على وزن فعول ـ ( رحيم ) على وزن فعيل. وصف ( كبير ) يأتي بصيغ مبالغة مختلفة ، ليست مرتبطة بما قاله النحويون في العصر العباسى ، هي :
1 ـ كبائر . بفتح الكاف والباء . على وزن ( فعائل ) . قال جل وعلا :
1 / 1 :( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) ﴿الشورى: ٣٧﴾
1 / 2 :( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ) ﴿النجم: ٣٢﴾
1 / 3 : ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿النساء: ٣١﴾
2 ـ الكبرى: بضم الكاف وسكون الباء .على وزن ( فُعلى ) . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى ﴿طه: ٢٣﴾
2 / 2 :( لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿النجم: ١٨﴾
2 / 3 : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ ﴿النازعات: ٢٠﴾
2 / 4 : ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ ﴿النازعات: ٣٤﴾
2 / 5 :( الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿الأعلى: ١٢﴾
2 / 6 : ( يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿الدخان: ١٦﴾
3 ـ كبُر ( بمعنى : عظُم ) بفتح الكاف وضم الباء ،على وزن ( فعُل ). قال جل وعلا :
3 / 1 :( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿الصف: ٣﴾
3 / 2 :( أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) ﴿الإسراء: ٥١﴾
3 / 3 :( وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿الأنعام: ٣٥﴾
3 / 4 : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴿يونس: ٧١﴾
3 / 4 :( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿الكهف: ٥﴾
3 / 5 : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ) ﴿غافر: ٣٥﴾
3 / 6 : ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ )﴿الشورى: ١٣﴾
4ـ ( كُبّار ). قال جل وعلا :( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴿٢٢﴾ نوح ). هنا : ( كُبَّارًا) بضم الكاف والباء المفتوحة المشددة . ، على وزن ( فُعاّل ) .
5 ـ ( كُبر ) بضم الكاف وفتح الباء ،على وزن ( فُعل )، قال جل وعلا : ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿المدثر: ٣٥﴾
خامسا : في المقارنة .
في اللسان الانجليزى في المقارنة ثلاث درجات للصفات : أولى ، وثانية وثالثة ، كقولك ( كريم ، أكرم من ، الأكرم ) . وتأتى قياسية مثل ( Great, Greater than, The greatest) وتأتى شاذة مثل ( Good , better than , the best)
يختلف الأمر في اللسان العربى ، حيث يأتي التفريق بين الدرجتين الثانية والثالثة بالمفهوم من السياق . الأمر أكثر تفصيلا في القرآن الكريم ، ونعطى مثالا بكلمة ( كبير ) في موضع المقارنة :
1 ـ بين الصغير والكبير . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) ﴿الكهف: ٤٩﴾
1 / 2 : ( وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ ) ﴿التوبة: ١٢١﴾
1 / 3 : ( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ ﴿القمر: ٥٣﴾
1 / 4 : ( وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ) ﴿البقرة: ٢٨٢﴾
2 ـ بين الأصغر والأكبر . قال جل وعلا :
2 / 1 :( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿يونس: ٦١﴾
2 / 2 ( عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿سبإ: ٣﴾
3 ـ بين كبير و أكبر منه ( مقارنة بين إثنين ):
3 / 1 : تأتى باستعمال ( من ) : ( أي أكبر من ..). . قال جل وعلا :
3 / 1 / 1: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) ﴿البقرة: ٢١٩﴾
3 / 1 / 2 :( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّـهَ جَهْرَةً ) ﴿النساء: ١٥٣﴾
3 / 1 / 3 :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّـهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ) ﴿غافر: ١٠﴾
3 / 1 / 4 :( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ) ﴿غافر: ٥٧﴾
3 / 1 / 5 :( وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ) ﴿الزخرف: ٤٨﴾
وتأتى بدون ( من ) مفهومة من السياق . قال جل وعلا :
3 / 2 / 1 : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّـهِ ) ﴿البقرة: ٢١٧﴾
3 / 2 / 2:( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿السجدة: ٢١﴾
3 / 2 / 3 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) ﴿آل عمران: ١١٨﴾
3 / 2 / 4 : ( كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ) ﴿القلم: ٣٣﴾
3 / 2 / 5 :( فَأَذَاقَهُمُ اللَّـهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) ﴿الزمر: ٢٦﴾
3 / 2 / 6 : ( وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ) ﴿التوبة: ٧٢﴾
3 / 2 / 7 : ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ) ﴿النحل: ٤١﴾.
3 / 2 / 8 ( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿الإسراء: ٢١﴾
3 / 2 / 9 : ( فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ) ﴿الأنعام: ٧٨﴾
3 / 2 / 10 : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ ) ﴿العنكبوت: ٤٥﴾
3 / 2 / 11 : ( فَأَذَاقَهُمُ اللَّـهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ ) ﴿الزمر: ٢٦﴾
4 ـ المقارنة الضمنية ، تقترب مما سبق . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿النور: ١١﴾. ( وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ )، أي صاحب الذنب الأكبر مما عداه
4 / 2 ( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴿يوسف: ٣١﴾.( أَكْبَرْنَهُ ) أي رأينه أكبر مما يتوقعن .
4 / 3 :( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿البقرة: ٤٥﴾. الصلاة كبيرة على الناس ما عدا الخاشعين .
4 / 4 :( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ) ﴿البقرة: ١٤٣﴾. كبيرة على الناس ما عدا المهتدين .
4 / 5 :( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الانعام ). هناك مجرمون ، وهناك الأكبر منهم ( أكابر المجرمين )
4 / 6 : ( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ) ﴿طه: ٧١﴾. هو أكبر منهم .
4 / 7 : ( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿الأنبياء: ٥٨﴾ هو أكبر منهم .
4 / 8 :( قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿الأنبياء: ٦٣﴾ هو أكبر منهم .
5 ـ ( الأكبر ) ( أكبر مسبوقة بأل التعريف ) بلا مقارنة . قال جل وعلا :
5 / 1 :( فَيُعَذِّبُهُ اللَّـهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ﴿الغاشية: ٢٤﴾
5 / 2 : ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) ﴿الأنبياء: ١٠٣﴾
5 / 3 : ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ) ﴿التوبة: ٣﴾.

سادسا : الاستكبار
بين الغرور والاستكبار
في ثقافتنا لا نرى فارقا بين الغرور والاستكبار والتكبر . هناك فارق بينهما في القرآن الكريم . الغرور في اللسان القرآنى هو الخداع . نعطى بعض أمثلة .
1 ـ الشيطان غرّ أي خدع آدم وزوجه ، قال جل وعلا : ( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿الأعراف: ٢٢﴾

2 ـ الشيطان يغرُّ أي يخدع أبناء آدم ، قال جل وعلا عن وعوده بالشفاعات :
2 / 1 : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿الإسراء: ٦٤﴾
2 / 2 ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿النساء: ١٢٠﴾
3 ـ لذا فالشيطان موصوف بأنه ( الغرور ) ( بفتح الغين ) أي المخادع ، قال جل وعلا :
3 / 1 :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿فاطر: ٥﴾
3 / 2 :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿لقمان: ٣٣﴾
4 ـ ويستمر خداعه للبشر عن طريق جنوده أعداء الأنبياء ، من أئمة الأديان الأرضية الذين يفترون الأحاديث المزخرفة التي يغتر وينخدع بها الناس كأحاديث الشفاعة ، قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿الأنعام: ١١٢﴾
5 ـ نحن نغتر بالحياة الدنيا، أي ننخدع بها . قال جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿آل عمران: ١٨٥﴾
6 ـ المنافقون من الصحابة اتهموا رب العزة جل وعلا بالخداع في الوعد ، قال جل وعلا : ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴿الأحزاب: ١٢﴾
أمّا الاستكبار فهو رفض أوامر الله جل وعلا ونواهيه.
أساس الاستكبار والتكبر
1 ـ أساس الاستكبار والتكبر كان مع إبليس حين رفض السجود لآدم .
2 ـ كان إبليس ضمن الملأ الأعلى ( المستوى الأعلى ) من الملائكة ( ص 69 : 85 ) . وكان في داخله استكبار يخفيه، ويعلمه رب العزة جل وعلا، لذا كان الابتلاء والاختبار له ولبقية الملائكة هو خلق آدم من طين ( الأقل من النار أو الطاقة المخلوق منها الملائكة ) ثم أمرهم بالسجود لهذا المخلوق الطينى . المؤمن يسارع بطاعة الآمر جل وعلا دون أن يسأل عن الحكمة من الأمر ، وهكذا سارع الملائكة كلهم أجمعون بالطاعة والسجود لآدم ما عدا إبليس الذى أبى مستكبرا ، وبل وعاند مبررا عصيانه بأنه خير من آدم ، فهو مخلوق من نار وآدم مخلوق من طين . نفهم هذا من قوله جل وعلا :
2 / 1 ـ (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿البقرة: ٣٤﴾. فمن يستكبر عصيانا لأوامر الرحمن يكون كافرا.
2 / 2 : ( إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿ ٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿ ٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) ص ). هنا وصف لابليس مرتين بأنه استكبر ، ووصف له بالعلو الكاذب . لأنه حين يرفض أمر ربه فقد زعم نفسه مساوية في العلو لربّه جل وعلا.
2 / 3ـ ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف )
2 / 4 ـ ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61) الاسراء )
2 / 5 ـ ( فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) الحجر ) .
3 ـ عقوبته كانت الطرد تحقيرا مع اللعن ثم الخلود في النار مع أتباعه ؛ جنوده . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿الأعراف: ١٣)
3 / 2 : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر ).
3 / 3 :(فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الشعراء).
4 ـ الملائكة الباقون المؤمنون قال عنهم جل وعلا :
4 / 1 : ( وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿الأنبياء: ١٩﴾
4 / 2 : ( وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿النحل: ٤٩﴾
4 / 3 : ( إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴿الأعراف: ٢٠٦﴾
بين الملائكة والبشر في موضوع الاستكبار
1 : موضوع الاستكبار للملائكة يخص أوامر تأتى لهم من الله جل وعلا مباشرة ، وهم كما قال جل وعلا ( عند ربك ). أما بالنسبة للبشر فأوامر الله جل وعلا لهم لا تأتيهم مباشرة بل بالكتاب الالهى الذى كانت تتنزل به الملائكة والروح جبريل على من يصطفيه الرحمن من البشر رُسُلا وأنبياء .
2 ـ لذا ، فالبشر نوعان : منهم من يتبع إبليس يستكبر عصيانا للرحمن مكذبا بالكتاب الالهى مؤمنا بالوحى الشيطانى ، ومنهم مؤمنون يؤمنون بالكتاب الالهى وحده ، يطيعون ربهم جل وعلا لا يستكبرون .
3 ـ عن المؤمنين الذين لا يستكبرون قال جل وعلا :
3 / 1 :( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿السجدة: ١٥﴾. هنا أسلوب قصر باستعمال ( إنّما ) . أي تحديد للمؤمنين بسجودهم القلبى إيمانا وطاعة للرحمن جل وعلا حين يتم تذكيرهم بآيات الرحمن ، أي بالقرآن الكريم . هم بذلك لا يستكبرون على النقيض من الكافرين .
3 / 2 : منهم المؤمنون من النصارى ، قال جل وعلا عنهم : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿ ٨٢﴾ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) المائدة )
3 / 3 : أخذ الله جل وعلا الميثاق على بنى إسرائيل حين رفع جبل الطور فوقهم فسجدوا لأذقانهم وهم ينظرون للجبل فوقهم يخافون أن يقع عليهم . ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) الأعراف). في هذا العهد أخبر رب العزة عن الرسول النبى الأمى والنور القرآنى الذى سينزل معه ( الأعراف 155 : 159 ) . أحفاد بنى إسرائيل المؤمنون في عهد النبى محمد عليه السلام سجدوا لأذقانهم حين سمعوا القرآن ، إذ تذكروا هذا الموقف لأسلافهم . قال جل وعلا للعرب الكافرين بالقرآن الكريم : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء ) . لم يأت هنا أنهم لا يستكبرون ، ولكن جاء عنه التعبير بأروع صورة حركية .
3 / 4 ـ وفى مقارنة بين الفريقين في موضوع الاستكبار قال جل وعلا : ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴿ ١٧٢﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿النساء: ١٧٣﴾. الاستنكاف هو الامتناع تكبرا وتأفُفا ، وهو نقيض الطاعة لله جل وعلا خشوعا وتضرعا . ومصير المستكبر المستنكف العذاب الأليم .
أنواع المستكبرين الكافرين في القصص القرآنى عن الأمم السابقة :
1 : نوح عليه السلام قال عن قومه :
( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) ﴿نوح: ٧﴾.
فعلت قريش الكافرة مثلهم . قال جل وعلا عنهم :( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) هود ). إلا إن قوم نوح تمسكوا بكفرهم 950 عاما لا يلدون إلّا فاجرا كفارا . كانوا صرحاء . قريش الكافرة أرسلت مع النبى شياطينها الذين مردوا على النفاق ، ثم إستولوا على الحكم بعد موت النبى محمد ، وارتكبوا جريمة الفتوحات التى نشرت الكفر بالإسلام في العالم ، وصار بها أولئك الخلفاء الفاسقون آلهة في أديان المحمديين الأرضية.
2 : عن (عاد ) قال جل وعلا : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿فصلت: ١٥﴾ .
مصير استكبارهم هو قتلهم بالريح بصورة تحقيرية : ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة ) ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) الذاريات )
3 : عن ثمود : كان منهم كفرة مستكبرون ، ومنهم مؤمنون مستضعفون . وجاء في الحوار بينهما بشأن النبى صالح عليه السلام : ( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿الأعراف: ٧٦﴾.
مصيرهم الهلاك بصاعقة ظلوا يرتجفون منها حتى الموت ، قال جل وعلا :( فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) الأعراف ) ( وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ (45) الذاريات )
4 : عن مدين قوم شعيب : ( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿الأعراف: ٨٨﴾ الأعراف )
مصيرهم مثل قوم ثمود : ( فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الأعراف )
5 : فرعون وقومه . قال عنهم رب العزة جل وعلا :
5 / 1 :( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿يونس: ٧٥﴾
5 / 2 : (إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ﴿المؤمنون: ٤٦﴾
5 / 3 : ( وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﴿العنكبوت: ٣٩﴾.
5 / 4 : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴿القصص: ٣٩﴾
5 / 5 : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴿يونس: ٧٨﴾
5 / 6 : ( وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿غافر: ٢٧﴾.
5 / 7 : مصيرهم عذاب دنيوى مهين في وقت طغيانهم ، قال جل وعلا : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ١٣٣﴾. تخيل فرعون يهاجمه الجراد وينهشه القمل وتتساقط عليه الضفادع ويهاجمه الطوفان في مخدعه ، ويشرب الماء فيكون دما . هذا تحقير في العذاب ، ولكن كان استكباره منعه من الاستغاثة بموسى . فسلط الله جل وعلا عليه وعلى قومه الدمامل بالقيح والصديد ، لا نوم ولا راحة ، فاستغاث ووعد ثم نكث الوعد فكان هلاكه . قال جل وعلا : ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) الاعراف ).
جعل الله جل وعلا هذا عبرة لمن يخشى ، ولكن فراعنة المحمديين لا يخشون المتكبر الجبار سبحانه وتعالى القائل عن فرعون : ( فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) النازعات )
6 ـ العُصاة من بنى إسرائيل : في استكبارهم كانوا :
6 / 1 : يقتلون الأنبياء فقال جل وعلا عنهم : ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿البقرة: ٨٧﴾
6 / 2 : يعتدون في السبت فشبههم رب العزة جل وعلا بالقردة الخاسئين ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) البقرة) ( فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) الأعراف ).
أنواع المستكبرين الكافرين في عصر النبى محمد عليه السلام :
كفرة قريش : قال جل وعلا :
1: عن احدهم : ( ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ﴿المدثر: ٢٣﴾. عقابه هو تصويره في القرآن بصورة حركية كاريكاتورية سخرية منه . قال عنه جل وعلا : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)المدثر )
2 : عن تسامرهم بالخوض في القرآن :(مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴿المؤمنون: ٦٧﴾ المؤمنون ) قبلها ذكر الله جل وعلا عذابهم الذى كانوا يجأرون منه : ( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ (67).
3 : عن طلبهم رؤية الله جل وعلا ونزول الملائكة عليهم : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿الفرقان: ٢١﴾.
4 : في استكبارهم كانوا يسخرون من النبى محمد عليه السلام إذا مرّ بهم . قال جل وعلا : ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) الفرقان ) ردا علي استكبارهم قال جل وعلا للنبى : ( أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ) . أي هم أضل سبيلا من الأنعام ، وهو نفس التحقير للعُصاة من بنى إسرائيل .
5 : وفى المقارنة بينهم وبين مؤمنى بنى إسرائيل قال جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿الأحقاف: ١٠﴾. رجل إسرائيلى مؤمن شهد أن القرآن من لدن رب العزة ، فاستكبرت قريش عن الايمان بالقرآن. قال جل وعلا عنهم : ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)الشعراء )
الصحابة المنافقون :
1 ـ قال جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّـهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴿المنافقون: ٥﴾. قبلها قال جل وعلا تحقيرا لهم : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) المنافقون ). من حيث الشكل والمنظر يحوزون على الاعجاب ، أما إذا قالوا فتتعجب من جهلهم كأنهم أخشاب مسندة على حائط ، أي موتى عقولهم . ثم هم بعدها في وجل وخوف وتوقع للمصائب ، إذا سمعوا صيحة ظنوا أنهم المقصودون . قاتلهم الله جل وعلا ، الى متى يزالون مخدوعين مأفوكين .
2 ـ أكبر دليل على خداعهم أنفسهم أنهم يناقضون أنفسهم، يعتبرون أنفسهم الأعزّة ، قال كبراؤهم : ( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ) وجاء الرّدُّ من رب العزة جل وعلا : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون ).
3 ـ واقع الأمر إنهم كانوا في خوف يحسبون كل صيحة عليهم ، لذا كانوا يلجأون للحلف كذبا ، ولو تعرضوا لمخاطر هربوا خوفا وفرقا برغم ما لديهم من أموال وأولاد، قال جل وعلا عنهم : (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) التوبة ). وبسبب خوفهم وقلقهم ـ مع كل الحريات المُتاحة لهم في الكفر وفى المعارضة ـ فقد كانوا يوالون الكافرين يبتغون عندهم العزة فقال جل وعلا فيهم : ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139) النساء ) .
المستكبرون في عصرنا
1 ـ صفات منافقى الصحابة ينطبق معظمها على أئمة المحمديين . الله جل وعلا فصّل أحوال المنافقين في عشرات الآيات لأنه جل وعلا ــ وهو عالم الغيب والشهادة ــ يعلم أن أجيالا من النفاق ستسيطر بعد موت النبى محمد عليه السلام . بالتالى فما قاله رب العزة جل وعلا عن المنافقين ليس تاريخا ماضيا بالنسبة لنا ، وإنما هو وصف لمخلوقات حيّة تعيش بيننا مع اختلاف الزمان والمكان .
2 ـ شيوخ الاستكبار ــ المستكبرون عن الايمان بالقرآن الكريم ـ قد يخدعك مظهرهم ، خصوصا وأحدهم في سلطته يصول بها على الناس . ولكنه في داخل نفسه ذليل حقير، يبدو هذا واضحا لو تجرّد من منصبه ونفوذه ، أو غضب عليه المستبد . في عنفوانه يعظ الناس بغلظة يخوفهم من عذاب الجحيم يتكلم كما لو كان مالكا ليوم الدين . ويستغل خوف الناس من الجحيم في إحكام نفوذه عليهم . لا يتصوّر ولا يقبل أن يعظه أحد أو أن يخوّفه أحد من النار ، لأنه يظن نفسه مالكا للجنة والنار ، بل إذا قيل له ( اتق الله ) أخذته العزة بالإثم . هذا الصنف المستكبر والحقير أخبر رب العزة جل وعلا أنه موجود بين الناس ، وحيث يكون هناك ناس ( أي مجتمع ). قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة ).
3 ـ المستكبرون عن الايمان بالقرآن الكريم وحده حديثا هم المؤمنون بآلهة شيطانية ، وهم يجعلون عبوديتهم لمخلوقات مثلهم بل يجعلون عبوديتهم لأحجار المقابر وأوراق كتب واسفار شيطانية . أي إن استكبارهم يغطّى عورة حقارتهم ودونيتهم . في المقابل هناك المؤمنون الذين لا يستكبرون عن طاعة ربهم جل وعلا وعبادته ، بل يبيعون أنفسهم وحياتهم ابتغاء مرضاته ، قال جل وعلا عنهم في الآية التالية : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة ). إنهم المؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا ، الذين يرون عزّتهم في عبوديتهم للخالق جل وعلا وحده ، ويفخرون بخضوعهم له جل وعلا وحده وخشوعهم له وحده في صلاتهم وعبادتهم وطاعتهم أوامره . هم أرادوا العزة بالله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ) (10) فاطر ).
نماذج للاستكبار في عصرنا أنبأ بها رب العزة جل وعلا في القرآن الكريم .
1 ـ منهم الذين يجادلون في كتاب الله بكل ما لديهم من جهل ، ويسعون في آياته معاجزين، يقولون أين نجد تفصيلات كذا في القرآن ، يكذبون ما قاله جل وعلا في التأكيد على أن القرآن ما فرّط في شيء يكون تركه تفريطا ، قال جل وعلا :(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) (38) الانعام ) وأنه جل وعلا بيّن في كتابه ( المبين ) وآياته ( البيّنات / المُبينات ) كل شيء يحتاج الى بيان، قال جل وعلا : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(89) النحل). بدلا من تدبر القرآن يسارعون بالسعى فيه معاجزين ومجادلين . قال جل وعلا عنهم :
1 / 1 : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) الحج ). ووصف جل وعلا استكبارهم وصفا حركيا فقال : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج ) ( ثانى عطفه ) يعنى يثنى جانبه استكبارا واستعلاء.
1 / 2 : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿غافر: ٣٥﴾
1 / 3 : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿غافر: ٥٦﴾
2 ـ ومنهم المستكبرون المفترون كذبا على الله جل وعلا ، قال عنهم جل وعلا وهم عند الموت : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿الأنعام: ٩٣﴾. كانوا عن آيات القرآن يستكبرون .
3 ـ قال جل وعلا عن القرآن الكريم والمؤمنين به وحده حديثا : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) لقمان ) بعدها قال عن المستكبرين الذين يشترون ( لهو الحديث ) وهم في كل زمان ومكان : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) لقمان )
كيف تتعرف عليهم الآن : قم بتلاوة القرآن على أحدهم يكون وضعه كالآتي :
1 : تظهر كراهية قلبه للقرآن على ملامح وجهه ، ويكاد يبطش بك ، قال جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) الحج )
2 : يتركك مستكبرا متجاهلا مايسمع من القرآن الكريم : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ).
3 : إذا ذكرته بأن الحديث الذى يجب الايمان به وحده هو القرآن الكريم وأن الإله الذى يجب الأيمان به وحده ليس البخارى ولكن الخالق جل وعلا وحده ، وإذا تلوت عليه آيات القرآن يُصرُ على كفره مستكبرا ، قال جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية )
4 ـ أمامك فرصة للتجربة العملية . توجّه الى أي شيخ في مسجد أو في ندوة ، وخاطبه بالآيات القرآنية التي تدحض إيمانه بالبخارى وغيره ، مثل قوله جل وعلا :
4 / 1 : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً (87) النساء )
4 / 2 :( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122) النساء )
4 / 3 : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف)
4 / 4 : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ )( المرسلات 50 )
4 / 5 : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (52) العنكبوت).ستجد استكبارهم وكفرهم بالصوت والحركة ، هذا إذا نجوت من بين أيديهم .
5 ـ إن الله جل وعلا هو العليم بمخلوقاته ، قال جل وعلا : ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك ) ، وهو قد صوّر ردود أفعالهم حين يُتلى عليهم القرآن الكريم ، والقرآن الكريم هو الفرقان الذى يُزهق الباطل ، قال جل وعلا :
5/ 1 : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء ) .
5 / 2 : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81) الاسراء ) لذا يكون القرآن الكريم هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين به وحده حديثا وفى نفس الوقت لا يزداد به الظالمون إلا خسار ، قال جل وعلا : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء ).
6 ـ ويكفى قوله جل وعلا عن المستكبرين بعد نزول القرآن الكريم والى آخر الزمان : ( إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴿ ٢٢﴾ لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴿النحل: ٢٣﴾. المؤمنون بالبخارى وغيره يكفرون باليوم الآخر المذكور في القرآن ، ويؤمنون بأساطير الشفاعة . لذا ينكرون القرآن وهم مستكبرون ، ونحن ننكر سُنّتهم ولربنا جل وعلا وحده خاشعون .

المستكبرون في النار
نتتبع الموضوع كالآتي :
1 ـ في طرد ابليس من الملأ الأعلى حين عصى واستكبر:
قال جل وعلا له : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) الحجر ). أي من البداية تحددت جهنم لإبليس وذريته وأتباعه.
2 ـ بعدها قوله جل وعلا لجميع بنى آدم :
( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) الأعراف ). المؤمنون المتقون الصالحون هم أولياء الله جل وعلا في الجنة ، أما المستكبرون المكذبون بآيات الله وسله فهم خالدون في الجحيم .
3 ـ وبنزول خاتم الكتب الإلهية جاء فيه :
3 / 1 ـ عن عذاب المستكبرين قال جل وعلا : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿غافر: ٦٠﴾.
3 / 2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ٤٠﴾. المجرمون المكذبون بآيات القرآن استكبارا يستحيل دخولهم الجنة .
4 ـ وأئمة المحمديين في استكبارهم سعوا ويسعون في القرآن معاجزين ، بينما المؤمنون بالقرآن وحده حديثا فهم يرونه الحق الذى يهدى الى صراط العزيز الحميد . قال جل وعلا :
4 / 1 ـ ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51) الحج )
4 / 2 ـ ( وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) سبأ )
4 / 3 ـ وفى مقارنة بينهم وبين المؤمنين قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ سَعَوْ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) سبأ ) .
5 ـ وأئمة المحمديين في استكبارهم يجادلون في آيات الله مكذبين بها . قال جل وعلا فيهم يتوعدهم بالعذاب :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذْ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) غافر) . ( المرح ) هنا في اللسان القرآنى يعنى التكبر، قال جل وعلا : ( وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) الاسراء )
6 ـ أحوال المستكبرين عند الاحتضار
قال جل وعلا :
6 / 1 ـ ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) النحل )
6 / 2 ـ في المقابل قال جل وعلا عن المتقين عند الاحتضار : ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) النحل ) .
7 ـ عند تسلم كتاب الأعمال :
7 / 1 ـ قال جل وعلا عن الجميع : ( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية )
7 / 2 ـ وقال جل وعلا عن المتقين :( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30)
7 / 3 ـ وقال جل وعلا عن المستكبرين المجرمين يذكرهم بآياته : ( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (31) الجاثية )
8 ـ عند الأعراف قبيل دخول أهل الجنة الجنة ودخول اهل النار :
8 / 1 :قال جل وعلا عن مصير المستكبرين الذين كانوا يصدون عن آيات الله جل وعلا : ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45)الأعراف )
8 / 2 : وبينهما حجاب تترجّل عليه ملائكة الأعراف يعرفون الفريقين ، يخاطبون أصحاب الجنة وهم يتشوقون لدخولها : ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) الأعراف )
8 / 3 : وينادون أصحاب النار المستكبرين يذكرونهم باستكبارهم وحشدهم أنصارهم للصّد على كتاب الله جل وعلا : ( وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48).
8 / 4 : ثم يقولون : ( أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمْ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49) الأعراف )
9 : عند سوق المستكبرين الى النار .
9 / 1 ـ قال جل وعلا : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) الزمر ) . هنا التذكير بآيات الله والاستكبار عنها .
9 / 2 ـ في المقابل قال جل وعلا عن المتقين : ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) الزمر )
10 :عند رؤية المستكبرين العذاب .
10 / 1 ـ قال جل وعلا : ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ (59)الزمر) . هنا التذكير بآيات الله والاستكبار عنها .
10 / 2 ـ أمّا شياطين الانس مفترو الأحاديث الشيطانية فقد قال جل وعلا عنهم : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر )
10 / 3 ـ في المقابل قال جل وعلا عن المتقين : ( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) الزمر )
11 ـ عند عرض المستكبرين على النار
قال جل وعلا :( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ ﴿الأحقاف: ٢٠﴾
12 ـ مراحل الخصومة بين المستكبرين
المستكبرون منهم الأئمة القادة ومنهم أتباعهم ، يجمعهم الاستكبار عن آيات الله ، ولكن يصف رب العزة جل وعلا الأتباع بالمستضعفين . كانوا في الدنيا أتباعا مخلصين لأئمتهم ، يتحول هذا الى خصومة عدائية:
12 / 1 : الخصومة بينهما عند العرض أمام الله جل وعلا يوم القيامة .
خصومتهم عند بروزهم وظهورهم جميعا لرب العزة جل وعلا :
12 / 1 / 1 ـ ( وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿ ٢١﴾ إبراهيم )
12 / 1 / 2 ـ يتحولون الى لوم الشيطان فيتبرأ منهم : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) إبراهيم )
12 / 1 / 3 ـ في المقابل يقول جل وعلا عن المتقين :
12 / 1 / 3 / 1 :( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ (23) إبراهيم ) . هنا محبة وتحيات بالسلام .
12 / 1 / 3 / 2 : قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) الحجر )
12 / 2 : قال جل وعلا عن كفرهم بالقرآن وحوارهم العدائي وهم موقوفون عند ربهم جل وعلا : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿ ٣١﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴿ ٣٢﴾ ( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّـهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿سبإ: ٣٣﴾.
12 / 3 : خصومتهم عند حشرهم وتجميعهم الى الجحيم . قال جل وعلا : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لا يَتَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمْ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنْ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) الصافات )
12 / 4 : خصومتهم وهم في الجحيم .
12 / 4 / 1 ـ قال جل وعلا : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (102) الشعراء ).
الأتباع يقولون لأئمتهم كالبخارى وابن حنبل وابن عبد الوهاب ..الخ : ( تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) ويتوجهون لعلمائهم وفقهائهم كالشعراوى والقرضاوى والسيستانى..الخ يقولون لهم : ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) . ويعترفون بأنه لا شفاعة من البشر ولا حتى صديق حميم ، ففي النار عذاب وخصومة خالدة .
12 / 4 / 2 ـ وقال جل وعلا :
( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ﴿ ٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿ ٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (50)غافر) هنا التذكير بآيات الله والاستكبار عنها .
12 / 4 / 3 : في المقابل : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) غافر )
12 / 4 / 4 ـ لا جدوى من سادتهم فلا يجد الأتباع وسيلة إلا الدعاء على أكابرهم وسادتهم . قال جل وعلا : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ( 67 ) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) ﴿الأحزاب ﴾ .
الكبر) بمعنى الشيخوخة )
مقدمة : حقائق عن الانسان :
1 ـ في عالم البرزخ خلق الله جل وعلا الأنفس البشرية معا ، انبثقت من نفس واحدة ، قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) (98) الانعام ) . كل نفس فيها ( مستقر ) لمن سبقها من أجداد، وفيها مستودع لمن سيأتى بعدها من أحفاد . في الدنيا كل نفس تدخل جنينها في الموعد المحدد لها سلفا ، وتخرج من الرحم نفسا ترتدى جسدا ، وتحمل معها المدة المحددة لها لتعيش في هذا العالم ومعها كتاب اعمالها . أي يبدأ حساب عُمر الانسان بالعدّ التنازلى ، إذا كان مقدرا له أن يعيش في هذه الدنيا 70 عاما ، فيبدأ العدّ التنازلى بأول ثانية يخرج من بطن أمّه ، يكون بقى له من عمره 70 عاما إلا ثانية. يتآكل عمره بمرور كل ثانية أو دقيقة الى ان يأتي ( الأجل ) أي الوقت المحدد لموته فيكون قد ( وفّى ) كتاب عمره ، قال جل وعلا : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر ). إذ أن لكل أجل كتابا ، قال جل وعلا: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً )(145) آل عمران). مع كتاب ( العُمر ) يحمل الانسان معه كتابا آخر هو كتاب أعماله . كل ثانية تنزل من كتاب عمره تسقط مسجلة وقتها في كتاب عمله . تخيل معك كوبين، أحدهما ملىء ( وهو العمر المحدد لك سلفا )، وألاخر تتسلمه فارغا ، وكل ثانية تنزلق من كوب عُمرك تنزل في كوب عملك. بالموت ( يتوفّى ) كتاب عمرك فارغا ، تكون قد وفيت عمرك وأتممته ، وبالموت أيضا تكون قد (وفّيت ) كتاب عملك بامتلاء كتاب عملك وإغلاقه ، وأيضا تكون قد وفيت رزقك والمصائب المقدرة عليك سلفا . وبهذا يكون الموت ( وفاة ) .
هذه مقدمة تربط الشيخوخة أو الكبر في السّن بموضوع الكافرين ( الشيوخ ) المستكبرين . ( الكبر ) ( بكسر الكاف وفتح الباء ) هو في ( السّن ) أو ( العمر ) فليس في الإسلام ( شيخ ) في الدين .
أولا : ( الكبر / الشيخوخة ) آخر مرحلة في حياة الانسان :
قال جل وعلا
1 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) (5) الحج ). الأصل هو التراب ( في خلق آدم ) ثم التكاثر من نطفة: ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) النجم ). ( المنى والبويضة ) جاءت من غذاء أتى من طعام أتى من ( تراب الأرض ).! تنمو العلقة وتتحول الى مضغة تنقسم الى نوعين ( الحبل الذى يمد الجنين بالغذاء ) وينمو الجنين الى أن يخرج طفلا في الموعد أو الأجل المسمى المحدد له . يبلغ الطفل مرحلة الشباب ، وقد يتوفى ، وقد يبلغ من الكبر عتيا أو الى أرذل العمر شيخوخة يفقد فيها ذاكرته ، أي يرجع ضعيفا جسدا وذاكرة بما يشبه الطفولة .
2 ـ ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) المؤمنون ). هنا إضافات في وصف الرحم ( قرار مكين ) وفى تحول المضغة من لحم الى عظام ثم كسوة العظام لحما ، ثم تحوله الى خلق آخر حين يتم نفخ النفس فيها ويصبح الجنين إنسانا ، ثم يخرج للحياة ثم يموت ، ثم البعث يحمل معه كتاب أعماله الذى خرج به من الدنيا .!.
3 ـ ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل).هنا حديث عن أرذل العمر حيث الزهايمر ..
4 ـ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم ). هنا مراحل حياة الانسان ، من ضعف الطفولة الى قوة الشباب ثم عودة الضعف بالشيخوخة .
ثانيا : ( الكبر ) في القصص القرآنى
في قصة إبراهيم عليه السلام :
1 ـ في شيخوخته رزقه الله جل وعلا بابنيه إسماعيل ثم إسحاق ثم عاش حتى رأى حفيده يعقوب ( إسرائيل بن إسحاق ) وقال حمدا لربه جل وعلا : ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿ابراهيم: ٣٩﴾.
2 ـ وفى شيخوخته زارته الملائكة متجسدة صورة بشرية فبشروه وزوجه بمولود هو إسحاق ثم يلد يعقوب ، قال لهم : ( أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿الحجر: ٥٤﴾.
3 ـ الكبر يعنى الشيخوخة . قال جل وعلا : ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) هود ) .
في قصة يوسف عليه السلام :
1 ـ ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿يوسف: ٧٨﴾. هذا ما قاله أُخوة يوسف له وهم لا يعرفونه ، قالوا عن ابيهم يعقوب (إسرائيل ) إنه شيخ كبير .
2 ـ ( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّـهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّـهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿يوسف: ٨٠﴾. الأخ ( الكبير ) من اخوة يوسف تكلم نادما . هنا ( كبير ) بالنسبة لإخوته ، لذا لا يقال هنا شيخ كبير.
في قصة موسى عليه السلام :
( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿القصص: ٢٣﴾. الفتاتان اضطرتا الى العمل في الرعي لأن أباهما ( شيخ كبير )
في قصة زكريا عليه السلام :
1 ـ ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّـهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿آل عمران: ٤٠﴾
2 ـ ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴿مريم: ٨﴾. الكبر عتيا يعنى الشيخ الكبير
( الكبر ) في التشريع
( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿الإسراء: ٢٣﴾ هذا في الاحسان للوالدين .
( وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ) ﴿النساء: ٦﴾. هذا في حفظ أموال اليتامى حتى يكبروا .
( الكبر ) في الوعظ
( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿البقرة: ٢٦٦﴾. هنا مثل رائع لمستبد أمضى حياته عاصيا ظالما حتى الشيخوخة ، لا يستطيع إصلاح ما مضى وليس له وقت للتوبة النصوح التي تعنى ردّ المظالم .
ختاما : ( عذاب الحريق )
هناك حرق وحريق في الدنيا بالنار .
حاول قوم إبراهيم عليه السلام حرقه . قال جل وعلا :
1 :( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) إبراهيم )
2 : ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنْ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) العنكبوت ).
3 ـ وقال موسى للسامرى عن صنم العجل ( وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97) طه )
4 ـ وقال جل وعلا عن حرق بعض المؤمنين : ( قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) البروج ).
ثم هناك حرق وحريق في جهنم .
قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) البروج ) هذا عقاب من يقوم بإكراه المؤمنين في دينهم .
2 ـ ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران ) هذا عقاب الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا . هم كانوا وهم لا يزالون .!
3 ـ ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) الانفال ). تبشر ملائكة الموت الكفار بعذاب الحريق .!
4 ـ ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) الحج ) الله جل وعلا يبشّر المستكبرين الذين يجادلون في القرآن الكريم بكل جهل بالخزي في الدنيا وعذاب الحريق في الآخرة .
5 ـ ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)الحج). بيننا وبين أصحاب الأديان الأرضية خصومة ، ليست سياسية أو مالية أو حول مصاهرة أو أي مصالح . فليست بيننا في الأصل علاقات شخصية . خصومتنا موضوعية ، موضوعها رب العزة جل وعلا ، أو كما قال رب العزة جل وعلا ( اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) .
هم يرون ربهم لا يملك يوم الدين إذ تتكاثر الشفعاء الذين يبدلون أقواله يوم الدين ، وهم يرون كتابه ( القرآن الكريم ) ناقصا يحتاج الى البشر ليكملوه بأحاديثهم ، ويرونه غامضا يحتاج الى البشر ليفسّروه ، ويرونه لا ينفع تشريعا فيحتاج الى البشر ليلغوا أحكامه ويبطلوها بزعم ( النسخ ) . لا يكتفون به جل وعلا ربّا وإلاها فيقدسون معه البشر والحجر .
نحن نؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها وربّا ووليا وشفيعا ونصيرا ، وهو نفس إيمان النبيين عليهم السلام . ونؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا . في خصومتنا في الدين نحن ننتظر الحكم علينا وعليهم يوم الدين أمام مالك يوم الدين . ومالك يوم الدين أكّد أن الذين كفروا مصيرهم عذاب الحريق ، وأن الذين آمنوا الذين اهتدوا الى القرآن ( الطيب من القول والصراط الحميد ) هم أصحاب الجنة .
لمجرد التذكرة :
1 ـ عذاب النار الدنيوية مؤقت ، ينتهى بإغماء بلا إحساس ثم موت. عذاب الحريق في الآخرة خالد ومستمر ، لا تخفيف فيه ولا خروج منه .
2 ـ أنت في هذه الدنيا لا تستطيع أن تقبض على جذوة مشتعلة بالنار دقيقة واحدة ، فكيف بمن يكون خالدا في عذاب الحريق .
3 ـ هنا نفهم وعظه جل وعلا مقدما بالايمان بالقرآن وحده حديثا قبل أن يحلّ أجل الموت ، قال جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف ).
4 ــ ودائما : صدق الله العظيم .!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاموس القرآنى:( كبر) ومشتقاته ( 6) (الكبر) بمعنى الشيخوخة
- القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته ( 5 ) : المستكبرون في الن ...
- القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته : ( 4 )
- القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته ( 3 )
- القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته :( 2 )
- القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته ( 1 )
- تدبر قرآني لأوامر الصبر للنبى محمد عليه السلام
- أكابر المجرمين عام 825 : (3 ) المقريزى شاهدا على العصر
- أكابر المجرمين عام 825 : (2 ) المقريزى شاهدا على العصر
- أكابر المجرمين عام 825 : (1 ) المقريزى شاهدا على العصر
- ( برسباى ) من طفولته في القوقاز الى أن صار من أكابر المجرمين ...
- أكابر المجرمين يتصدرون العناوين
- الردُّ على تعليقات على المقال السابق ( عن القراءات المزعومة ...
- عن القراءات المزعومة للقرآن الكريم
- صفعة على قفا المطالبين بتطبيق الشريعة الشيطانية
- السلطان المملوكى المتدين ( المؤيد شيخ ) الذى كان من أكابر ال ...
- أكابر مجرمى مصر المملوكية يهزمون أكابر مجرمى قبرص عام 829
- أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (3 )
- أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (2 )
- أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (1 )


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية ( الكتاب كاملا )