أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام حسواني زعرور - الصدق والصواب والحقيقة والمعنى الوحيد الذي يظللهم هو طبيعة بشرية خلق الإنسان عليها وتجتمع البشرية في تعاونها على تحقيق الأمثل















المزيد.....

الصدق والصواب والحقيقة والمعنى الوحيد الذي يظللهم هو طبيعة بشرية خلق الإنسان عليها وتجتمع البشرية في تعاونها على تحقيق الأمثل


عصام حسواني زعرور

الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 21:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن سبب كل بلائنا وتخلف مجتمعاتنا هو الكذب، والإيمان بالكذب، وممارسة طقوس الكذب، وهدر حياتنا في اتباع تعاليم الكذب، وسبب كره باقي الشعوب لنا هو عدم تخلينا واصرارنا على متابعة هذا الكذب في أقوالنا وأفعالنا وحتى عندما نؤمن بعكس ذلك فلا وجود خيار أو بديل نحافظ فيه على إيماننا الجديد. إننا لازلنا محكومين بالفكر الإسلامي، ورغم انهيار جميع الحكومات الإسلامية السابقة ووقوعنا تحت الحكم الاستعماري وتعاون كل فئات المجتمع للتحرر وتحقيقه فلا ظلنا تحت حكم الفكر الإسلامي. لا خيار لأحد فعليه أن يكون مسجلا في سجلات النفوس مذهبه حتى يخضع مستقبلا للأحكام القانونية لكل مذهب. إننا لا نشكل دولة وإنما عصابات لا يقودنا زعيم دولة وإنما زعيم عصابة، مهما أوتي من فكر ومعرفة مكبل اليدين مجرور بالفكر الإسلامي ولا يستطيع الخروج عنه. أنتجت بلادنا الفكر المسيحي واعتنقتنه روما وحكمتنا من خلاله، أنتجت بلادنا الفكر الإسلامي وحكمنا العثمانيين من خلاله، وهذه المرة سأنتج فكر أقوى من فكر الأنبياء وإلههم المزدوج (الله والشيطان) وسأضع خاتمة جميلة لأسطورتهم وأساطيرهم التي بات استمرارها في زمننا هذا وصمة عار للفكر البشري وسيوقف هذا الاقتتال باسم الله وسيكون منورا للقائد السليم، ولهذا سيكون الفكر الذي أنتجه يملك قوة أكبر من قوة الألوهية التي تجعل البشر تتقاتل حتى الموت من خلاله، سأتجاوز الأنبياء جميعا وأقدمهم للمحاكمة بتهمة الكذب المشترك بادعائهم وجود صلة مع الله كلاما أو تبنيا أو مراسلة، سأواجههم بفكر أقوى من أفكارهم التي ادعو أنها إلهية، سأواجههم بفكر الحقيقة، الحقيقة التي أرعبت أكبر القادة والتي بحث عنها الباحثين ومات في سبيلها الكثيرين. إن ما يطلق عليهم ملحدين أو علمانيين هم أقرب الناس للإله الحقيقي لأنهم لم يجدو في كلام الأنبياء ما يستحق الإيمان به، فعقولهم المدركة للحقائق رفضت بشكل لاإرادي أو إرادي الإيمان بترهات ما جاءوا به لأنه يشكل عائق أمام حقائق يرونها ويلمسونها ويتحسسون بها. وهنا أرجو من هيئة إدارة الحوار المتمدن اعتماد نتيجة التصويت بداعم أو غير داعم لتجميع الداعمين حتى يتم تشكيل نسبة مقبولة تحقق إلزام دولنا العربية خاصة على إدراج خانة جديدة للمذهب باسم لانبي لينتسب إليها كل اللا دينيين والملاحدة والباحثين عن الحقيقة حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم ويحصلوا على حقهم في الاستمرار وفق قناعاتهم، لا أن يستمروا كقطيع الأغنام مسلوبي الإرادة.
وحيث أن ما يقود الشعوب هي أولوياتها، وحيث أن أولوياتنا حاليا هي دينية، لذلك سأبدأ بنقضها ووضع البديل لها معتمدا على المبادئ التالية.
1. إن الله لم ولن يعرفه بشر، فالحقيقة المطلقة لاوجود لها وإنما هي كالتدرج اللوني بين الأبيض والأسود، وذلك ينطبق على كل شيء حتى النظريات العلمية المؤكدة. أما حول وجود أو عدم وجود الله فأذكر بأن البشرية تسعى إلى معرفة كيفية بداية الخلق، وتسعى إلى اكتشاف المزيد عن القوانين الناظمة للخلق، فهذا كله يسمى البحث عن الله وفهمه، إضافة إلى أن هذه الجهود المبزولة للمعرفة هي هدف إلهي لنا، فإن قارنا بين الإنسان القديم والجديد وبحثنا عن الفرق بينهما نجد أنه إزدادت معرفة الإنسان بما خلق الله ويمكن اعتبار ذلك هو أحد أهداف الخالق لنا.
2. الله خالق كل شيء هو مصدر الخير والشر. فشل الأنبياء في توحيد الآلهة القديمة، حيث أنهم عجزوا عن استيعاب وتوحيد مصدر الخير والشر بكائن واحد فابتكروا لنا إلهة مزدوجا(الله والشيطان) نسبوا الخير لأحدهما والشر للآخر وشكلوا اسطورة الخلق بناء على هذه الثنائية، بينما واقع الأمور لاوجود للخير المطلق ولا للشر المطلق وإنما هما درجات بين الأبيض والأسود. إن الله خلق الكائنات وأحل لها القتل لتستمر فهذا اسلوب الله في الخلق. إن البشرية شرعت حق القتل دفاعا عن النفس وهذا شريعة إلهية. إن تشريع القوانين الناظمة للحياة المجتمعية واجب على كل مجتمع، كما هو واجب تطويرها بما يتلاءم مع التطور والمستجدات والذي مسعاه دائما تقريب البشر من البياض وابعادهم عن السواد.
3. إن الله ليس قادر على كل شيء، ولا يوجد شيء اسمه كن فيكون، إن الله عاجز عن صنع دولاب أو مطرقة أو طائرة ولذلك خلق البشرية لتصنع هذه الأشياء ولنكون أداته في هذا الكون، تماما كما نبدع أدواتنا لتعيننا في حياتنا.
4. إن الله لا يخالف نظام خلقه ليثبت وجوده فلا وجود للمعجزات، الله لا يخلق بشرا من امرأة دون رجل، ولا ينتج آزوت من أكسجين وهيدرجين.
5. إن الله خلق الكون لغاية لا نعلمها، وخلق البشرية كأداة لتحقيق هذه الغاية ونستطيع الاستدلال عن أجزاء منها خلال التطور البشري والحصول على الرؤية الأوضح لمسار هذا التطور. إن الكوارث بجميع أشكالها ليست عقابا إلهيا وإنما هي أسلوب الله في تحفيز البشرية للبحث عن مزيد من المعرفة لتدارك هذه الكوارث. إن الحروب بين الشعوب وتشكيل الإمبراطوريات كان لها هدفا إلهيا لتوحيد شعوب الأرض استعدادا لأهداف أكبر لا يستطيع شعب واحد تحقيقه.
6. إن الله لا يطلب منا عبادة ولا يجيب دعاء. إننا خلقنا للعمل والسعي بهدايته وفتح بصيرتنا وتطوير البيئة المحيطة بنا التي يؤمنها المجتمع وسعي الأفراد. يموت الإنسان لعلة في جسمه أو توقف السعي وفقدان الأمل، أو بالقتل العمد أو الخطأ.
7. لا وجود للجنة والفردوس أو الجحيم لأنها من بدع الأنبياء ولأنه لا إثباط بصري أو حسي على وجودها وحتى الإثبات الفلسفي لا يقبل بوجود تجميع الخليقة البشرية دون سواها في مكان ما مخالفة اسلوب الله في الخلق وإعادة الخلق كباقي الكائنات، السعادة والشقاء في الدنيا هي درجات بين الأبيض والأسود. الموت والخلق هو أسلوب الله في تجديد الحياة للبشر ولكل الكائنات، روح الإنسان لا تستمر بعد الموت ولا تنفصل عن الجسد وتموت بموته فهي من ظواهر الدماغ ويمكن السيطرة عليها بالتخدير كما تتخرب أحيانا عند الولادة نتيجة لسوء خلق أو تتخرب نتيجة لحادث، فيطلق على الإنسان فاقد الروح إذا فقد الاستجابة للمؤثرات العقلية والعاطفية بأنواعها.
8. إن تطوير فهم الإله موازيا لتطور باقي العلوم واجب وسيستمر مع استمرار البشرية.
الإثبات القاطع لكذب الأنبياء بوجود صلة مع الله مكالمة أو تبنيا أو مراسلة
إن الموضوع ليس تجريحا ولكن تصرف الأنبياء كان نوع من الكذب الأبيض الناتج عن إيمانهم بصدق إلهامهم مما أخرجهم عن إنسانيتهم وحولهم للاعتقاد بأنهم متواصلين مع الخالق بهذا الإلهام، وخير دليل على ذلك قول المسيح على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني. إننا لا ننكر الفوائد التي قدموها للبشرية بخطابهم، فالمسيح سيبقى ملك المحبة في العالم إلى الأبد، وشرائع موسى ومحمد كان لهما أثر ضخم في تطور البشرية وتنظيمها الأخلاقي على مر الزمن، ولكن إنتاج خلافات مذهبية واقتتال شعوب وضحايا بأعداد هائلة باسم الله أصبح تأكيدا على أن الله بريء من أنبياءه ومن أقوالهم التي أنتجت هذه الحروب وأصبح لزاما دحضها وإخراجها من العمل الاجتماعي وأصبح لزاما تسمية الأمور بمسمياتها. إن الحروب ذات الصفة الدينية بدأت منذ زمن طويل ولم يعد مقبولا استمرارها وآن الأوان لوقف القتل على الهوية الدينية.
إن جميع الأنبياء ثبتو فكرة انفصال الروح عن الجسد بعد الموت وأنها تستمر بالحياة وتذهب لتقيم في أماكن أخرى بانتظار وقت المحاسبة على أفعالها، كما أن جميع الأنبياء أجمعو على عدم معرفتهم بماهية الروح وأن علمها من علم ربهم وهذا أوقعهم بالخطأ القاتل بتحدثهم عن مالا يفقهوا به الذي يؤكد عدم وجود اتصال مع الخالق ولم ينقذهم إلهامهم إلى الصواب لعدم وجود المعرفة العلمية في أزمانهم فخلطوا بين الروح والنفس، ولرغبتهم في تحقيق مبدأ العقاب والثواب توهموا أن خروج النفس الأخير هو انفصال الروح عن الجسد وأبدعوا بعد ذلك وأسهب خيالهم في تأليف أحداث ما بعد الموت. إن الروح وكل ما تعنيه هي جزء من أجزاء الجسد لا تنفصل عنه ومركز وجودها هو الدماغ. فعندما نتعرف إلى روح إنسان ونقول روح شريرة، روح نقية، روح شجاعة أو جبانة، مقدامة أو متراخية، سليطة أو متأنية، مهذبة أو بذيئة وغيرها. كل ذلك صفات مسلكية يكتسبها الإنسان بعد الولادة ويتأثر بمحيطه وبالمعرفة المحيطة به ليتشكل تميزه عن الآخرين.
الإنسان هو أرقى مخلوقات الله ويحتاج طاقة ليعمل فإن قطعت هذه الطاقة عنه يتوقف عمله، مثله مثل كل الآلات التي اخترعها الإنسان فمنها يعمل بالطاقة الكهربائية ومنها يعمل بطاقة الوقود أو الضوء أو الرياح أما الإنسان فيعمل بطاقة الأكسجين، ولكل نوع من الكائنات طاقة محددة تجعله يعمل فإن قطعت عنه هذه الطاقة يموت ويتحلل. ولو تمكنت البشرية في المستقبل من نقل دماغ شخص إلى شخص آخر فستنتقل معه ما نطلق عليها الروح. إن ما خيل للأنبياء بالروح وخروجها من الجسم ليس أكثر من الهواء الحاوي على الأكسجين الذي يساعد على الحياة ولا علاقة لهذا النفس الأخير بالروح لا من قريب ولا من بعيد. إن الروح تخلق مع خلق الإنسان وتموت بموته أو قبله وهي جزء من أجزاء الجسم البشري وفقدانها يشبه فقدان ذراع أو قدم تماما. وهكذا نجد أن عدم فهم الأنبياء لماهية الروح أدى إلى كشفهم وكشف ادعائهم الكاذب بمعرفة الله والتواصل معه وأدى إلى التأكيد بأن كل أقوالهم ليس أكثر من آرائهم الفردية ورغبتهم وأمنيتهم بأن يكون الله كما يتصورون وكما يصفون وأن الروح ستعاقب أو تكافأ بعد محاسبتها فإما تذهب إلى الجحيم أو إلى الفردوس، إن هذا ليس أكثر من أمنية لهم أدى لخلق أماكن لاوجود لها.



#عصام_حسواني_زعرور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام حسواني زعرور - الصدق والصواب والحقيقة والمعنى الوحيد الذي يظللهم هو طبيعة بشرية خلق الإنسان عليها وتجتمع البشرية في تعاونها على تحقيق الأمثل