الاشتراكيه والعدل المنشود

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر
(Omar Abdelaziz Zoheiry)

الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عندما تعلم ان الحياه غير عادله يجب ان تتغير نظرتك لنفسك وللآخرين. انت لا فضل لك فيما تحرزه من نجاح "الا قليلا" وكذلك من هو في مرتبة اجتماعيه أدني لا جريرة له فيما آل اليه حاله " الا قليلا أيضا ". نحن بنظره شموليه يجب ان ان نعلم اننا مدينون لبعضنا البعض في المجمل. مما لا شك فيه ان فرص الحياه نسبيه ومحدوده وبالتالي نجاحك او فشلك وملائمتك لاقتناص الفرص نسبي ومحدود كذلك. في الفن هناك فرصه دائما للاكثر موهبة. في التمثيل الفرص أكثر اتاحيه للأجمل .في كافة مناحي الحياه هنالك دائما الاكثر ملاءمة للفرصه لاقتناصها. عندما تخرج عن دائرة الفكر الغيبي ستعلم ان تميزك عشوائي صرف. انها جينات لا دخل لك بها . حتي وإن أصبت من الجينات النافعه جانبا سواء ذكاء او شكل او صحه فايضا عشوائية الحياه قد تعوقك او تفيدك فإن جئت في بيئه اجتماعيه لا تسمح باستغلال تميزك الجيني فستهدمك الظروف وتقوضك. ان الحياه عباره عن ماراثون نتسابق فيه جميعا لنيل المتاح من الفرص. بعضنا يبدأ من قبل خط النهايه بخطوه وربما بعده ولا يحتاج لخوض السباق من الاساس .البعض يبدأ قبل خط بداية السباق بخطوات. بعضنا بصحة وسرعة العدائين وبعضنا بلا ارجل فقط يزحف وتدوسه الاقدام. نحن لا فضل لنا في ذكائنا ولا في صحتنا ولا في بيئتنا التي جئنا اليها وبالتالي منحتنا الفرصه لتعليم جيد يتيح فرص اكبر في الحياه فيما بعد. انا اعلم انني برأيي هذا قد أغضب الكثيرين ممن يعولون علي القدرات والمهارات والاراده الفرديه والتصميم والمثابره وكل ذلك بالطبع عليه عامل ولكنه لا يعمل في الفراغ دون دعم من المحددات البالغة العشوائيه. بقليل من التواضع يجب ان نعي اننا مدينون لبعضنا البعض. ما حققته من نجاح للآخرين نصيب فيه. ربما كانت الاشتراكيه محاوله لتحقيق العدل ولكن الطمع الانساني والرغبه بالتميز الفردي جعلتها في حد ذاتها غير عادله.ادراكنا للمشكله هو نصف مشوار الحل ومع تطور الفكر البشري حتما سنصل ذات يوم أن نكمل النصف الباقي.

#عمر_عبد_العزيز_زهيري (هاشتاغ)       Omar_Abdelaziz_Zoheiry#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل