أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال الشريف - هل بدأ تقسيم ليبيا















المزيد.....

هل بدأ تقسيم ليبيا


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 21:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إذا كانت الأنباء المنقولة من ليبيا صحيحة وليست مفبركة من قبل الجزيرة وجماعات الإرهاب التي تقودها تركيا وقطر فإن تقسيم ليبيا سيدخل حيز التنفيذ.

الجدير ذكره، حتى لو كان حفتر يسعى إلى تحقيق أحلامه بحكم ليبيا كاملة، فهو في الواقع يسعى للحفاظ على ليبيا موحدة، وهو الأهم، بغض النظر عمن سيحكم ليبيا لاحقاً، والحفاظوعلى وحدة ليبيا هو سبب دعم حفتر من قبل دول، مثل، الإمارات ومصر والسعودية وفرنسا. وعليه فالأولى أن يقف الليبيون مع جيشهم للحفاظ على وحدة بلادهم، بعد وضوح أهداف الغزو التركي لتقسيم ليبيا، فلو كان حفتر هو الذي يريد النقسيم كما يشيعون فلماذا ذهب من الشرق إلى طرابلس لتحريرها، وهذه دعوة ليصحى الشعب الليبي.

الآن وبعد التدخل التركي وإحتدام القتال، تتراجع كثيرا دعوة رئيس البعثة الأممية للسلام في ليبيا، غسان سلامة، ونصيحة قادة ليبيين في الخارج، بعدم تقسيم ليبيا، وإن كان من بد فلتقسم الثروة على البلاد بالعدل كبلد موحد، وليس تقسيمها لدويلات ثلاث، برقة وفزان وطرابلس، كما يسعى السراج وتركيا وقطر ومشغليهم، وهذه النصيحة من غسان سلامة لاقت فعلا صدا داخليا إيجابيا كخيار للحفاظ على وحدة التراب الليبي، لم يعجب حكومة السراج وجماعات الإرهاب.

من الواضح أن الأزمة الليبية ستدخل في منعطفات وتعقيدات أكبر مما هي عليه الآن، بعد التدخل التركي، ولن يكون خيار التقسيم بديلاً لدى حلفاء الجنرال خليفة حفتر ورفاقه والجيش العربي الليبي والمعارضين الإقليميين والدوليين لتقسيم ليبيا والتدخل الخارجي فيها الذي لعبت تركيا وقطر دور الجوكر للولايات المتحدة ، ولن ينجح خطتهم في تقسيم ليبيا وسيواصل الجيش الليبي محاولاته لتحرير كل ليبيا، ولم تنته المعركة لديه بعد.

القذافي كان سباقا وصادقا في حديثه عن التقسيم، وكان مدركا نقطة ضعفه التي مهما جمع من عتاد فإن ليبيا بلد ذو مساحة شاسعة مترامية الأطراف، والأطماع الإستعمارية في ليبيا ليست حديثة، بل خطط لها الغرب الإستعماري القديم والجديد مبكرا، بداية بخلق الفوضى، ومن ثم قتل القذافي، وبعدها الإستيلاء على ثرواتها، وتتوهم حكومة طرابلس الآن الإستيلاء بالحرب على مناطق ومدن بمساعدة الأتراك والإرهابيين على الثروات التي ستبدأ بعدها لحظة تقسيم البلاد .

والمتفحص لقصة تقسيم البلاد سيجد أن كان لها سيناريو آخر، وهو لابد من أن تكون هناك أداة ليبية على الأرض تمرر هذا التقسيم، وهي ما سميت حكومة الوفاق، ومن أجل ذلك كان الأعتراف بها من قبل الأمم المتحدة الأمريكية، حيث لابد من طرف داخلي يسهل تدخل تركيا بطلب من حكومة طرابلس، ودائما كان معروفا الجوكر الذي يستعمل في المنطقة وهو تركيا بأموال قطر، وهنا لابد من التنويه، والسؤال، هل لو لم ترد وتوافق أمريكا على مخطط التقسيم لسمحت لتركيا بالتدخل؟ وببساطة شديدة يظهر من السؤال من وراء تركيا وجماعات الإرهاب، ومن ينقلهم، وفي وضح النهار من بلد إلى بلد آخر لأداء المهمة المطلوبة لو لم توافق الولايات المتحدة على ذلك؟

الآن تتعرى من جديد كل الجماعات والدول التي دخلت الحرب في ليبيا لمنع الجيش العربي الليبي من تحرير طرابلس للحفاظ على وحدة ليبيا، والذي يعاكس تحالف الإرهاب وأسيادهم الذين وضعوا خطة التقسيم مبكرا لنهب ثروات ليبيا.

الجيش العربي الليبي ومن ساعده كان هدفهم واضحا وضد التقسيم، والدليل على ذلك لو أراد خليفة حفتر والجيش الوطني للليبي التقسيم، لما بذلوا الدم والغالي والرخيص لمحاولة تحرير ليبيا كاملة والحفاظ على وحدتها، ولبقيوا في بنغازي لو أرادوا جزءا من الكعكة، وكفا المؤمنين شر القتال، لو كانوا يردون التقسيم كما يتهمهم تحالف الإرهاب ويخدعون الشعب الليبي ويضللون الرأي العام العالمي، فالجيش الوطني الليبي يسيطر أصلا، ومنذ البدء على الإقليم الشرقي، ولماذا يذهبون للقتال لتحرير طرابلس، وباقي الأراضي الليبية، إلا لتوحيد ليبيا وليس لتقسيمها.

هكذا تقسم الدول في عصرنا بدعم جماعات إرهابية ودول تعمل أجيرة لمخططات الولايات المتحدة والغرب الإستعماري لنهب ثروات العرب ، والسؤال لماذا إختارت أمريكا تركيا لتنفيذ المهمة؟
والإجابة بسيطة جدا ومعروفة من وقائع بدايات التدخل التركي بحجج واهية كحقوق تركيا في شرق المتوسط، وتغطيتها بتوقيع معاهدة دفاع مشترك مع حكومة السراج قبل تدخلها، ولعل ظهور الخلاف الأوروبي وخاصة موقف فرنسا بشأن هذا التدخل وكذلك اليونان وقبرص ومصر، يكشف عن إستخدام الجوكر التركي بالمال القطري لكي لا يحدث صداما بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من تنفيذ خطة التقسيم، وكذلك الصدام بين دول الإتحاد الأوروبي نفسه لتضارب مصالحهم وخاصة فرنسا واليونان وقبرص ، ولذلك أختيرت تركيا لتنفيذ المهمة لرفع الحرج عن دول أوروبية متحالفة أصلا مع شمال الأطلسي.

كما ترون لم تنجح النداءات الدولية لوقف الحرب وضرورة البحث عن حل سلمي سياسي للأزمة الليبية بعد التدخل التركي، وغاص الأتراك في الوحل الليبي دون مبرر سوى الطمع في الثروات الليبية وتنفيذ دور لأسيادهم الأمريكان كمرتزقة يتدخلون في شؤون العرب حسب الأوامر لخدمة الإستعمار والمشروع الصهيوني في تفتيت الدول العربية.

لقد بات الحديث الآن عن الدستور والانتخابات والمصالحة والتحرير يتراجع مقابل أحداث ترسخ الانقسام في المؤسسات والجغرافيا ونهب ثروات ليبيا وباقي تفاصيل مخططات التقسيم.

لا شكّ في أن خطر تفكك ليبيا صار أكبر من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل استمرار الحرب وتدخل تركيا وجماعات الإرهاب منذ شهور ، الذي يبرز كثيراً محاولة التقسيم وليس تحقيق العدالة في توزيع الموارد.

هناك ملاحظة في أن إنقسام الموقف الدولي، وخاصة الموقف الروسي والفرنسي، وعدم موافقتهما على التدخل التركي، سيصعب قبول التقسيم وسيدفعهم لمساعدة الجيش الوطني الليبي في إعادة خطة الهجوم على طرابلس بعد ترتيب الأوضاع من جديد لتحرير ليبيا من الإرهاب التركي ومساعديه بعد أن شكل الوضع الجديد على الأرض صعوبة توافق المجتمع الدولي على مصالحة من خلال أقاليم باتت مقسمة الآن بسبب التدخل التركي.

دول الجوار العربي كالجزائر ومصر ستقف أمام مشاريع إستعمارية تركية أمريكية لتقسيم ليبيا ويجب ألا ينسى دور روسيا الموجودة بقوة في المشهد الليبي، والذي قد يفتح على صراع دولي حاد.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون في مرآة الواقع المخروب
- غادروا المنصة فكلكم فاشلون مهزومون
- هجوم إرهابي في سيناء وخناجر تنهال على السعودية
- لا تهزمنا أم هارون بل يهزمنا ضياع الأرض
- ماذا لدى الفلسطينيين لحماية قضيتهم غير الوحدة والانتفاضة 3
- ما بعد الصدمة هل تكون الصحوة ؟
- عبرة لمن يعتبر
- حماس ستتلاشى خلال عامين وسقطت كما سقطت فتح
- هل حصار الكورونا بالعزل يواجه تحديات أكبر من ترك إنتشار الوب ...
- كفاية يا كورونا مع السلامة
- غانتس ليس كورونا بل صفقة ترامب وإنقاذ إسرائيل فماذا فعل عباس ...
- السياسة والمناكفة توقفت إلا عند الأشاوس في غزة ورام الله
- السردين والبزرة وأهل غزة ومقاومة الكورونا
- نصيحة لو كنت مسؤولا عن الصحة
- فرضية الكورونا تحتاج دراسة المختصين
- نصيحة للأهل
- في غياب الكاريزما دحلان الأفضل
- وباء الخائفين
- هل المصالحة الفتحاوية باتت مستحيلة ؟ هذا خطير
- الفساد ينتصر .. نتنياهو علامة على إنتهاء عصر القيم


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال الشريف - هل بدأ تقسيم ليبيا