أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانيال سليفو بتازو - رجال فوق صفيح ساخن والإنعطافة الأخيرة للقضية النهرينية العراقية















المزيد.....

رجال فوق صفيح ساخن والإنعطافة الأخيرة للقضية النهرينية العراقية


دانيال سليفو بتازو

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أحد أفلام الخيال العلمي الهوليودية توجهت مركبة فضائية نحو إحدى المجرات البعيدة , وصرح قائد المركبة لزملاءه بأنه سيُعلن لمخلوقات المجرات الأخرى بأنه يُمثل أروع حضارة من كوكب الأرض بدأت من سومر في ميسوبتاميا !. إنتظرت لأرى وأسمع جواب المخلوقات حول تصريح قائد المركبة هذا , ولكن لم تتحق الأمنية بسبب مشاكل تقنية أجبرت المركبة على التراجع . هذه اللقطة أشرت بشكل أو بآخر ليس الى مكانة العراق فقط , بل الى أن الحضارات الأرضية جميعها مُلك البشرية والإنسانية , و تعني أيضاً بان حضارة سومر ونتائجها وما تلاها من حضارات متعاقبة في بابل وآشور والديانات الإبراهيمية الثلاث وتوسعها الأيماني الروحي وحتى المادي وتواصلها في نفسية العراقي , إخترقت وبكل تفاصيلها العالم , وأدت فحوى رسالتها بإتقان ووصلت الى مستوى الكونية بعد ان انهت عالميتها وإصبحت مفخرة البشر جميعاً , في ظل ظهور مدنية عالمية إنسانية عابرة للدول عبر المواصلات السريعة والتجارة الحرة والتطور التكنولوجي والتواصل الالكتروني , وهذا لا يعني الدعوة الى الإستغراق في المثاليات وأحلام اليقضة , فالإنسانية كلمة فضفاضة لا يمكننا من خلالها لجم المصالح والمنافع للدول والمجتمعات والشركات العابرة للحدود , ولا يمكنها ( الإنسانية ) من تمثيلنا إن لم نكن مستعدين للتعبير عن حاجاتنا وحقوقنا أو بصورة أدق عن هويتنا .
من هذه الحقيقة قد نفهم ضرورة مسح الغبار المتراكم حول قضيتنا الوطنية وحتى القومية كسكان أصيليين والتعامل الإيجابي مع الجميع في الوطن وخارجه , والتعامل إلمُثمر مع بوادر ثقافية وفهم حضاري جديد لقضية الإنسان القريب والبعيد , وأن نستفاد من الحضارات القديمة التي إشتركت وأغنت حضارة الانسان على وجه الارض من أجل معرفة الذات . ولا نعني بإعادة الإستنساخ وإستعارة كل التفاصيل , فحكم الزمن والجغرافية والتغيير الديمغرافي مؤثر قوي وواضح , بل وضع إعتبار جديد وتفسير خّلاق عابر للنظرة المتوارثة الضيقة . والعبور بقفزات مبتكرة ودقيقة لعبور الزمن والوقت الذي فقدناه واللحاق بالمسيرة الإنسانية بعد زوال الحدود الوطنية بين الشعوب , او على الاقل عدم الامكانية في السيطرة المحكمة للسيادة وقدرة الشعوب على التواصل والتطور والتعبير بدون عائق . وهذا بحد ذاته خيار الشعوب , ولا مناص من الإنسجام والتوجه مع ضرورات التطور والتحديث والدخول في نادي الإنسانية وليس الوقوف والجمود و إستقبال الصدمات , ثم القيام وبتثاقل لرد الافعال , والدفاع عن النفس , ومن هذا لا ينبذنا العالم فقط , يل حتي الجيل الجديد يتخطانا غير مأسوف علينا !. لان التحديات الجديدة ليست أهون مما مضى .
العودة الى الذات . رجال فوق صفيح ساخن
نعني العودة الى الذات , هي العودة الى المخبوء في الضمير والوجدان , والتي تظهر كميراث وتفاعل بين العراقيين , وهي تشبهة بالطاقة الحضارية – التاريخية والتي لا تفنُى ولكنها تتحول من جيل الى جيل بعامل الزمن . ولكن العراقيون تغربوا عن هويتهم وذواتهم الحقيقية منذ قرون , والسبب عموماً كان بتأثير الإحتلالات والحكام المنبوذين ووعاظ السلاطين الذين يتمسحون بهم ويحمدون الله لهم ليل نهار . ولكننا أصبحنا مثل الذي يهرب من ظله , ويرجم الماضي بحجر وفيه كل العيوب . فان كان الإنسان العادي مغترباً عن ذاته بلا وعي كاف , فبعض المثقفين إغتربوا عن دراية ووعي وسوداوية حينما قدسوا كل الآراء التي سُطرت لهم , بلا نقد ولا تقييم ولا البحث عن الجزء المملوء من الكأس . مما دعا بولص ( ܦܘܠܘܣ) الفترة السبعينية من القرن الماضي يرجو من المعلم بعد نهاية كل درس باللغة الآشورية ( السوريانية ) ان يُدعي ( بول ) , لأن أصدقاءه وصديقاته يدعونه بهذا الإسم !. كما إن ( جون ) الذي وِلد كيوخنا ( ܝܘܚܢܢ ) سينصدم وتصيبه الكآبة إن سمع إن أحداً يدعوه باسم يحيى كما هو جاري لدى الإخوة العرب !. ومن الجانب الآخر يستغرب صديقنا المسلم حينما يعلم ان عبد من عبدالله أصلها بالسورياني ( يفعل – يخلف ) ܥܒܕ وليس العبودية تماماً كتحصيل حاصل , وكإن بضاعتنا رُدت الينا دون أن نعلم وحسبناها خارج مدى الإستهلاك !. أما البعض من مثقفينا ممن ارتحلت افكاره نحو أوربا لينهل من علماءها معرفة الذات , أخذ يفكر بالفرنسية أو الانكليزية ويستعير بالمنظور الأوربي كله أو من كتب مترجمة للعربية وبأخطاءها المطبعية حتى , فأصبحت نيشن تعني الأمة بدون مراجعة ولا إعادة نظر . مع الإعجاب الشديد والوله بارنست رينان ودومنيك سادلر وبكل ما يخرج من أفواهمها المباركة ! , فرينان الذي شرح موضوع الأمة لدى الغربيين , يقول (( الغرب هو جنس أصحاب العمل , والشرق جنس الفعلة )). أما المفكر دومنيك سوريل إقترح بأن يتم إشعار الشرقي بأنه مرفوض , ليظل في تبعية ممسكاً بتلاليب الغرب من أجل الإنقاذ . ولم يجهد البعض أنفسهم ليقوموا بمقارنة بسيطة مع ما يعرف من مفردات وكلمات سوريانية أوعربية في معنى الإصطلاحات والعبارات الواردة في كتب المفكرين والمؤرخين للوصول الى أفكار جديدة مفيدة تنبع من وجداننا وحقيقتنا الموروثة , فهولاء أهملوا كل العلوم الطبية والادوية والرياضية والزراعة والري وبعلماءها ومراكزها , ليلصقوا ثقافة الكنيسة الشرقية وبعدها الإسلام بالثقافة الهيلينية , وهذا ظلم وإجحاف , لأن التعامل مع الثقافات بايجابية شئ والتبعية شئ آخر . ومحصلة ما يريده بعض الغرب هو جعل الإنسان الشرقي بلا تاريخ وبأنه مرفوض ولا قيمة له . وهذه رؤى مؤسسة غالباً على المصلحة ومبدأ الكسب وخدمة السياسات .
السوريانية كمفتاح وأداة لسبر الأغوار المجهولة !.
لا يمكن إنكار ضرورة دراسة ومطالعة كل ما يصدر عن الغرب من دراسات أنسانية حول الأمم والشعوب والعقائد والأديان , على أن تكون أُمتنا ومشاعرنا الوطنية حاضرة ومؤثرة للمقارنة عند إستقبال المفاهيم تلك , وأهمها وأولها التراث اللغوي الثر , وكذلك الإستفادة من مساهمات مفكرينا ومؤرخينا , وإعادة فهم التاريخ بتسجيل ما لم يتم تسجيله وما أكثره !. وإن كان تاريخنا هو تاريخ الكنيسة والأديرة والشهداء , لكن النظرة الثاقبة للأمور تزيل الضبابية وتوضح الصورة بكل أركانها , وأبدع المؤرخ هرمز أبونا في ذلك الى حد كبير . ولن نهمل مصابيح الوعي والإبداع أمثال ابن خلدون وعلي الوردي وعلي جواد ومحمد أركون وخزعل الماجدي ورشيد خيون وسليم مطر وغيرهم الكثير . ولنا اساتذة مبدعين في المجال اللغوي ( مع حفظ الالقاب ) أمثال ميخائيل ممو وادوار اوديشو ويؤارش هيدو واوديشو ملكو وغيرهم لا يسع المجال لذكرهم , وهم الأكثر في فهم المعاني ودلالاتها , وبما يتعلق بموضوع الامة والوطن وعلى سبيل المثال لا الحصر :
والتي هي قريبة من ܐܢܫܐ( بالجمع ) ، ليست بالضرورة أمة Nation كلمة
ففي لغتنا أومتا وأَمتا وعمّا ( ܐܘܡܬܐ، ܐܡܬܐ، ܥܡܐ) جميعها تعني أمة وشعب , وكذلك الأُم ( ܐܡܐ ، ܝܡܐ ) . وكلمة قومية ( ܩܘܡܐ) تعني شعب. وبالمقابل فإن كلمة وطن هي ( ܐܬܪܐ) وأثر وآثار , والوطني هو ( ܐܬܪܝܐ ) وهي قريبة جداً بالاسم آثوري ! ومدلولها مؤشر على إن اسم الآثوري بحد ذاته يعني وطني , ومن الجانب الآخر يمكن للسوريانية إضافة الكثير من المعاني الجديدة للقرآن والأحاديث بإعادة المفردات الى أصولها وهذا موضوع تصدى له الكثير من المختصون , والتجربة أثبتت بلا مجال للشك بأن موضوع مقارنة اللغة السوريانية بما نسمع ونقرأ مهم جداً . فبعد أن نُنهي رحلتنا وغربتنا في اوطان الغربة , ومشاهد ساحاتها الفكرية الجميلة , ينبغي وبعد العودة , ان نستريح على صدر الأم ونسمع آهاتها وشهيقها وشهقاتها وسرديتها لحكاية التراث والحضارة من روضة اللغة والتاريخ , وننهل منها وقبل فوات الآوان بكل ما هو بالمستطاع !..
للتواصل بالفيس بوك :
Danyal Slifo



#دانيال_سليفو_بتازو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي : العراق والحراك من أجل الخلاص


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانيال سليفو بتازو - رجال فوق صفيح ساخن والإنعطافة الأخيرة للقضية النهرينية العراقية