أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد حاجي - الغنوشي، عبير والمرقش الأكبر














المزيد.....

الغنوشي، عبير والمرقش الأكبر


مراد حاجي

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مصارع العشاق قصة المرقش الأكبر الذي عشق ابنة عمه فطلب عمه مهرا كبيرا فخرج في طلبه غير ان العم حين وجد ثريا يزوجه ابنته تاجر بها وحرمها من حبيبها. وحين عاد المرقش اروه قبرا وهميا وقالوا انه قبر أسماء. وحين اكتشف كذبتهم خرج في طلبها مع خادمين له فلما اعتل تركاه وعادا مدعين موته. حتى مات الرجل عشقا.
تحضرني هذه الحكاية كلما رايت الصراع بين عبير والغنوشي لانه في جوهره صراع على ارث التجمع. فبعد الثورة مباشرة احتفى انصار الغنوشي بقبر التجمع ولطالما تغنى شيخهم بسقوط المنظومة القديمة وبشر الانصار بقانون في العزل السياسي لكنه سرعان ما كان اول الرافضين لهذا القانون. ثم انه لم يكتف بذلك وإنما استقبل عتاة التجمعيين من الغرياني إلى الزواري وهم امناء عامون سابقون للحزب الذي اراهم قبره.
وليزيدهم طمأنة اعلن قبل انتخابات 2014 انه لن يتحالف مع النداء واتهمه بانه سرطان وخطر على تونس ولكنه تماما كعم المرقش باعهم الى الباجي وتعانق معه وشكلا معا حكومة. كان الشيخ يتعلل في كل مرة بالواقعية والبراغماتية وهو يوهمهم ان القبر قائم لذا لا خوف من العودة إلى الوراء. وهو تماما كعم المرقش ظن ان القبر الاجوف سيكفيه مؤنة الازعاج من الانصار وان لا يشتعل الشوق من جديد. غير ان الأيام اثبتت للانصار ان ما في القبر الموهوم ليس ارث خصمهم وإنما احلامهم.
لقد بدا الغنوشي تاجرا مميزا كعم المرقش مستعدا لبيع كل شيء من أجل أن يبقى في السلطة في حزبه وفي البلاد. لذا تحول الشيخ في عقليته الى تبني عقلية تجمعية بامتياز فيها تلك الخلطة العجيبة بين مقولات متنافرة. وهي مقولات لا تقنع قائلها قبل من تلقى عليهم ولكن الجميع يتواطأون على السماع والتظاهر بالاقتناع. لقد وضع الغنوشي حزبه في خدمة فئات ما من هذا الشعب استطاع استمالتها وهي تدخل معه في شراكة السلطة والمال تماما كما هو حال التجمع من قبل. إن هذا الارث هو محل التنافس الحقيقي والصراع وليس فعلا مقولات الحداثة والعلمانية فقد اثبتت عبير اكثر من مرة انها لا تقل محافظة عن الغنوشي كما هو الحال في مبادرات لجنة المساواة والحريات.
غير ان المرقش الأكبر فعلا في هذا الصراع هو الشعب التونسي الذي يتوهم قسم منه انه الغنوشي يحميه من تغول عبير وعودتها ويتوهم الشق الاخر ان الانتصار على الغنوشي يكون بمساندة عبير. فكلاهما تماما كما فعل خدم المرقش سيتخلون عنه في اقرب فرصة يرون فيها مصلحة لهم. ويتحول المرقش الآكبر الى المغفل الأكبر.
لقد باع عم المرقش أسماء حبييبة الشاعر فباع حلمه واوهمه بقبر يعلن سطوة الموت القاهر الذي يجبر الجميع على الاستسلام لسطوته. حتى لا يعترف بأنه خان العهد الذي قطعه لابن اخيه. وهو نفس السلاح القاهر الجالب للتعاطف يشهره علينا المتصارعان من خلال الادعاء انهما مهددان بالاغتيال.
تقول سردية المرقش انه حين تخلى عنه الجميع القى خاتمه في اناء لتعرفه اسماء اما في حالتنا فإن الصراع بين شقي العقلية التجميعة سيستمر لأن كل واحد يريد الخاتم له وحده. وسيتواصل البيع والتجارة بكل شيء مادام هناك ذاك القبر الذي يمثل النجاة. فكلاهما يدعو بالموت للخصم ويعلن الكراهية ولكنها كراهية تضارب المصالح التي قد تصبح محبة اللقاء على المصالح. يقول بعض المختصين في صراع الثقافات والايديولوجيات ان الصراع بين المتشابهين يكون اشد ولذلك نرى شدة الضجيج في صراع ورثة التجمع وهم يوهمون أنصارهم بقبور خاوية.
ليس التجمع والنهضة نقيضين انهما جناحا العقلية الانتهازية التي توظف كل شيء للبقاء في السلطة ولا يذهبن في ذهن البعض ان التجمع براء من توظيف الدين فذاك من مستلزمات الخلطة العجيبة. سيظل الصراع محتدما لان الشقين يتصارعان على ارث يظنان انه يحفظ السلطة والمال والجاه وسيظل الأمر كذلك طالما لم يعرف المرقض الأكبر طبيعة القبر.



#مراد_حاجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغتصبة قربان على مذبح العنف المعمم


المزيد.....




- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...
- فرنسا وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات وسط ظروف جوية صعبة.. شا ...
- رصاص بالحذاء وطيار واجه الموت.. ما قصة أول اختطاف طائرة في ا ...
- هل مهاجمة ترامب لمؤيديه المطالبين بالكشف عن قائمة -عملاء إبس ...
- -محاولة للسيطرة على الدولة-.. اتهامات جديدة للرئيس الكوري ال ...
- مقتل 32 فلسطينياً بنيران إسرائيلية خلال تواجدهم قرب مركز توز ...
- الكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- توقعان اتفاق سلام في الدوحة ...
- غياب العين الأميركية في سيناء.. فجوة رقابية تربك إسرائيل
- مفاجأة بفضيحة كولدبلاي.. زوج السيدة الخائنة -رئيس تنفيذي-
- فيديو..-سيارة مجهولة- تصدم حشدا في لوس أنجلوس


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد حاجي - الغنوشي، عبير والمرقش الأكبر