أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - بديل اجتماعي في مواجهة كورونا !














المزيد.....

بديل اجتماعي في مواجهة كورونا !


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6561 - 2020 / 5 / 11 - 07:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كشفت أوضاع فايروس كورونا بان السلطة الطائفية والمليشياتية في العراق لايهمها حياة ومعيشة الجماهير المحرومة، وخاصة بعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لعدم انتشار هذا الوباء القاتل، واولها تخصيص الميزانية المالية اللازمة والضرورية لهذه المسألة كما راينا في إجراءات بلدان الأخرى. ان حجر الناس في البيوت وإعلان منع التجوال وايقاف العمل في المصانع والشركات وإقفال المحال التجارية والأسواق وأماكن العمل الاخرى، والتي هي مصدر معيشة عوائلهم ، بدون تقديم المستلزمات الضرورية للمعيشة كالرواتب والاحتياجات الضرورية للعوائل، وعدم تسهيل ايصال المواد الغذائية والحاويات الضرورية، يعني عدم جدية إلاجراءات الواجب اتخاذها من قبل السلطات لمنع انتشار وباء الكورونا! ومن هنا، علينا ان نفكر عن حلول وبدائل أخرى لمواجهة وباء كورونا وكذلك لمواجهة الفقر والجوع.
بات معروفا بان التطلع من السلطة الطائفية والمليشياتية لكي تكافح الفقر والبطالة والجوع وكذلك تكافح وباء كورونا يعد أمراً شبه مستحيل بسبب طبيعة السلطات وتكوينها السياسي والطائفي والقومي وطبيعة صراعاتها من اجل البقاء ونهب الثروات. اذ تسعى كل جهة، وفق توازن القوى، ان ينهب اكثر ما يمكن. وان كل جهة من جهات مكون ما يسمى بالعملية السياسية له مصلحة بإبقاء العراق دولة ضعيفة مركزيا، لان الحصول على حصته من الكعكة سيكون سهلا ويواجه بلا حساب، كما راينا كيف تبرأ الرؤساء السياسيون الفاسدين وسرقاتهم وهم طلقاء حتى اليوم بالرغم من وجود الف دليل ودليل صريح لادانتهم وفق اعترافات السياسيين أنفسهم وبشكل علني امام الشاشات والإعلام.. الكل فاسد والكل سارق والكل ملطخ أياديه بدماء الأبرياء والكل يعترف بالفشل، ولكن لاتزال القوة والسلاح هما سيد الموقف في بقائهم في السلطة. ان وجود هذه اللوحة الواضحة، ولكن بدون مقاومة واضحة لها وبدون بديل واضح، هي المشكلة الاساسية التي تواجهها الجماهير المحرومة في احتجاجاتهم وتظاهراتهم وانتفاضاتهم.. ان كشف الحقائق ورسمها كما هي هو نصف الطريق للحل، ولكن النصف الآخر برأيي هو كيفية طرح بديل وكيفية التصدي وتغيير الواقع بشكل جذري، اي تدخل عامل الإرادة الجماعية في المقام الأول لكنس كل مخلفات العالم القديم بشكل ثوري. كيف يتم كل هذا؟
ان الشكل الجماهيري لقوة العمال والكادحين والمحرومين في استخدام ارادتهم سوية بصورة بعيدة وبالضد من السلطة الحاكمة، ومن الأسفل، اي من بينهم في كل مكان. ان وجود نموذج شبكات التضامن الاجتماعية في المناطق لمساعدة بعضهم البعض، وخاصة في زمن الكورونا، هو النموذج المناسب من اجل استخدام الإرادة المباشرة للجماهير لقوتها وإمكانياتها. ان تشكيل مثل هذه الشبكات التضامنية من أهالي المنطقة ولخدمة بعضهم البعض مثل الخدمات الطبية والإرشادات الصحية وتقوية الأواصر الاجتماعية مع البعض ومحاولة مساعدة العوائل المحدودة الدخل وجمع التبرعات من المال والحاجات الضرورية الأخرى للمحتاجين وكذلك توعية الناس بالحفاظ على نظافة المحلة والمنطقة عبر الإرشادات والمتطوعين، وانتخاب الممثلين بصورة مباشرة من اجل التحدث مع البلدية والمحافظة وارغامهم على القيام بأعمالهم في كل المناطق السكنية.
ان اهم خطوة في هذا المجال هي ان نبني أولا شبكات الدعم والتضامن الاجتماعي هذه في كل منطقة وان ننتخب الممثلين. وان مهمة الممثلين هي كيفية جمع المساعدات من المواد الغذائية وتوزيعها للمحتاجين وكذلك التحدث مع المختصين في المجال الصحي من الأطباء والممرضين لنشر الوعي الصحي بين الجماهير والسير وفق النصائح الطبية التي تقترحها منظمة الصحة العالمية او منظمة الصحة في البلد، والتحدث مع السلطات في البلدية والمحافظة من اجل توفير مستلزمات الوقاية والخدمات الضرورية الأخرى. ان إي شبكة تضامنية هي بمثابة وحدة إدارية في محلها لان تقوم بأعمال تخص تلك المنطقة، وهكذا في بقية المناطق الأخرى. وبإمكان توحيد وعقد صلة مابين كل هذه الشبكات بهيئة واحدة في كل محافظة. ان تشكيل هذه الشبكات وخاصة في زمن وجود الشبكات التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر قد يسهل الأمور بشكل واقعي، لان أهالي المنطقة يعرفون بعضهم البعض، ومن السهل التواصل في هذه الشبكات العنكبوتية، ومن ثم التشاور والتحرك بين أبناء المنطقة حول كيفية القيام بالعمل الاجتماعي المفروض القيام به وتقوية الأواصر بينهم..
برأيي لا يوجد خيار اخر الا ان ننظم أنفسنا وان نساعد بعضنا البعض في هذه الأوضاع المأساوية في مواجهة الوباء، وباء الفقر والجوع في مواجهة وباء السلطة المليشياتية الطائفية. ان انتظار الموت جوعاً ليس اختياراً، وانما المواجهة الاجتماعية هي الاختيار الصحيح والواقعي والثوري..
هنا لابد ان اذكر بهذا الحل والبديل بأن هذه الشبكات ليس منظمة او جهة سياسية او تقوم بمقام الأحزاب السياسية، كما انها لا تتعارض مع عقائد الناس السياسية والفكرية، وانما هي مثل ميزان لقياس قرب اوبعد الأحزاب والأفكار عن مصالحها. ان أي جهة سياسية وأي أفكار سياسية تقاس بمقدار خدمتها وتوافقها مع مصلحة الجماهير, من تخدم الجماهير، ستتلقفها، ومن لاتخدم، ستنبذها الجماهير، في سياق هذه العملية، ستتوفر اكبر امكانية لتقدم التحرريين ودعاة المساواة مقدمة صفوف الجماهير.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول العالم القديم ومهامنا!
- كيف نحارب فايروس كورونا وفايروس المجاعة؟
- عالم ما بعد فايروس كورونا!
- أي نوع من التنظيم نحتاجه؟
- من أكتوبر ١٩١٧ الى أكتوبر ٢ ...
- موقف الشيوعيين من الهجوم التركي!
- الاحتجاجات في العراق الى أين؟
- الثورة من جديد في مصر!
- ماذا يجري في الخليج؟
- المالكي والخوف من انهزام المؤسسات الدينية..!
- البريكست والديمقراطية !
- الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في النضال الطبقي!
- الاحتياج الى الإرادة اللينينية
- المقابر الجماعية والمشكلة الكوردية!
- حول انتشار الجريدة العمالية!
- محافظ كركوك الجديد والصراعات القومية!
- التنظيم العمالي والوعي الطبقي! على هامش الاتفاقات الأخيرة في ...
- موسم موجة الحرارة في العراق والاحتجاجات!
- التأكيد العملي لمبادئنا
- الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا ودور الطبقة العاملة!


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - بديل اجتماعي في مواجهة كورونا !