أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - دوامة الكراهية














المزيد.....

يوميات الحرب - دوامة الكراهية


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 460 - 2003 / 4 / 17 - 22:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




اليوم الأخير، الأربعاء، 16 نيسان، 2003

نقل لي موظف المحاكم عن مدرس صديق له يدرس ابني صدام: "عدي، وقصي" أنهما يكرهان والدهما، ولا يحترمانه قط، يخافانه فقط، ويتمنيان لو لم يكن في السلطة، وأن أحدهما، ولست أدري من هو، وجد غير مرة في رحلته، في المدرسة، تهديداً بقتله، ووعيداً بقتل الأب، وأنهما لم يخبرا أباهما بذلك، أما عن اخوة صدام، فكان الحب بينهم مفقوداً أيضاً، أحدهم يكره الآخر، وكان هؤلاء يتبادلون الكراهية مع أعمامهم، وباقي أفراد عائلاتهم، ومن التفصيلات الكثيرة التي ذكرها ذلك الموظف، أصبحت مقتنعاً بأن لا أحد يحب صدام قط، وأن جميع أفراد عائلته يتمنون موته، ولولا خوفهم من الفوضى التي سيجلبها موته لهم، والتي يمكن أن تؤدي بهم معه لتخلصوا منه، لكن لعنة الخوف من المجهول وحدتهم، وحينما سيشعرون أن لا خطر عليهم حينما يتخلصون منه لا يترددون قط.
وعندما سمعت بهروب حسين كامل إلى الأردن، لم أفاجأ، تذكرت ما قاله الموظف، تذكرت دوامة الكراهية التي كانت تلف تلك العائلة الشاذة.
كان حسين كامل في أسفل السلم، اجتماعياً، وأخلاقياً، وواقعيا، كصدام حسين بالضبط، وإن كان صدام قد صعد السلم بمهارته، وتقلبه، وخدمته الطويلة لغير واحد في الحزب والجيش، والمخابرات المصرية، والـC A I ، فقد كان صعود حسين كامل أشبه بالمعجزة، نعم أشبه بمعجزة فريدة، فلا يمكن لأي جندي عادي، في أي بلد في العالم، أن يشغل منصباً، يعلو فيه على رئاسة الوزراء، وقيادة الجيش، ويصبح الآمر الناهي، متحكماً بالسلطات كلها، تشريعية، قضائية، تنفيذية، أن يصعد ذلك الصعود مرة واحدة، وبمدة قياسية غيره، أ ليست تلك بمعجزة؟
ومع ذلك وبدل أن يعترف بجميل سيده، يشكره، يعبده، وهو الذي رفعه من حشرة صغيرة إلى ما هو عليه، بدل ذلك تآمر عليه‍! خانه، ولو تمكن من قتله لقتله، على أن خيانة حسين كامل لسيده القذر، كشفت مفاجأة أخرى، وسراً آخر، وهو كراهية بنتيه له، فكيف توافق ابنة على قتل والدها إن لم يكن أكثر خلق الله شراً؟
والبارحة عندما اكتشفوا عش عدي السري، ذكروا أنهم عثروا على رسالة يعبر فيها عدي على كراهيته لأبيه، لم أفاجأ أيضاً، تأكيد آخر على ما قاله! ولكن بعد نحو ربع قرن على لقائي به.
كما لم أفاجأ عندما ذكروا أنهم وجدوا “أشرطة فديو” متدنية فيها، كانت: "رخصة للقتل" و"الابن على سر أبيه" و"المتهور" لم يعد الأمر غريباً، نعم، فعدي نفسه على سر أبيه، لقد شب عن الطوق، ولم يعد تهوره يلزمه بالحصول على رخصة لقتل الأعداء، فكل أبناء الشعب العراقي أعداءه، كما كانوا أعداء أبيه.
صدام يكره الشعب العراقي كراهية عظمى، لأنه قتل أباه، وشوه سمعة أمه، وشرده، أما كيف كان صدام يكره الشعب العراقي كراهية كبيرة، وبعد تأميم النفط، وتدفق واردات النفط، فاتحه أحدهم بأن يخفف عن الشعب العراقي، ويخفف من معاناتهم، لكنه رفض غير مرة، ثم دعاهم إلى وليمة في أحد قصوره، بعد فترة، وحينما اجتمعوا أشار إلى أحد مرافقيه إشارة معينة، فغاب المرافق، ثم عاد ومعه بضعة جنود يحملون قفصاً حديدياً كبيراً، فيه أربعة كلاب ضخمة، لكنها هزيلة جداً، أشار "لعنة الله" إلى الكلاب، ثم قال لهم:
- يجب أن يكون حال الشعب العراقي كهؤلاء الكلاب.
لم يفهم الموجودون ماذا كان يعني، وعندما أدرك ذلك، قال لهم:
- هؤلاء الكلاب لم يأكلوا أي شيء منذ بضعة أيام، دعونا نرى كيف سيأكلون الآن!
قال ذلك، ثم أشار إشارة أخرى إلى المرافق، فرمى هذا بعظم واحد، في القفص، فهبت الكلاب تتعارك بقسوة ووحشية على العظم، وبعد دقائق حسمت المعركة لصالح أحد الكلاب، فقد مات ثلاثة منهم، بينما فاز الرابع بالعظم، أقعى يقضمه وجسده مليء بالجراح.
أشار صدام إلى القفص، هكذا يجب أن نعامل الشعب العراقي.
وكانت اسعد لحظات صدام هي أوقاته التي يقضيها وهو يتفرج على الناس بأفلام “أشرطة فديو”، وهم يتدافعون على شراء المواد الغذائية، يسترخي، يضحك، يقهقه، ثم تطور مستوى الأمور التي تثير متعته، أمر بالتوقف عن ذلك، استبدل أفلام ال”أشرطة فديو” بأخرى تصور المعدومين الذين يعرفهم عن كثب، وكان لا يمل من استعادتها.
لكن صدام وهو المراوغ الكبير، كان يطلب من "مفكري الحزب" المنافقين، أن يجدوا لكل ضلال يقترفه سبباً معقولاً، يقنع المعارضين، فعندما كان يضحك علينا ونحن نقف في رتل طويل للحصول على المواد الغذائية، كان ألئك المنافقون يرددون: العراق بحاجة إلى عملة صعبة، مع أن أحداً لا يعرف أين تذهب عشرات المليارات من صادرات النفط، وعندما كان المرء يسأل لماذا يجوع أبناء الشعب العراقي وبلدهم بذلك الغنى؟ كانوا " المفكرون" يجيبون: لو عاش الشعب العراقي برفاهية لكره الوحدة كشعوب الخليج! إلى آخر تلك الأضاليل.
وإن كان الجميع يعرفون عن سيرة أم صدام الكثير، فمعلوماتهم عن الأب قليلة جداً، وربما كان موظف المحكمة الذي التقيته في موقف "تسفيرات بغداد" أول من قص علي أخباره.
يتبع.




#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب - لا أحد يحب صدام، حتى أبناؤه
- يوميات الحرب - من يعيد لنا ماضينا؟
- يوميات الحرب - عندما يأكل الكلب لحم أخيه
- يوميات الحرب - أين اختفى “لعنة الله”؟
- يوميات الحرب - بعثرة الآيات
- يوميات الحرب. - أغبى الأغبياء
- يوميات الحرب - صناعة الرجال
- يوميات الحرب - سيد الغربان
- يوميات الحرب. - خيبة الحسابات
- يوميات الحرب. - الوجه الحسن للحرب!
- يوميات الحرب - نهاية عميل
- يوميات الحرب - الكاركتير يفضح الطغاة
- يوميات الحرب - معركة الصور
- يوميات الحرب - أطفال العراق
- يوميات الحرب - قريتان عراقيتان
- يوميات الحرب - ناديا
- يوميات الحرب. - ساجدة وسحر، عدالة أم حظ؟
- يوميات الحرب - بعرق الجبين أم
- يوميات الحرب - ستة أشهر
- يوميات الحرب - النصر، والمنصور بالله


المزيد.....




- ردا على الجنائية الدولية والمدعي العام كريم خان.. شاهد ما قا ...
- بيسكوف يصف تصريح بلينكن بشأن وفاة رئيسي بأنه غريب وغير لائق ...
- الكرملين: بوتين سيعقد اجتماعا هاما مع ملك البحرين في موسكو ي ...
- هل أصل الكارثة تحرش؟.. مفاجأة أثناء التحقيق في غرق فتيات بن ...
- الجيش الروسي: حررنا بلدة جديدة في دونيتسك وأوكرانيا خسرت أكث ...
- أستاذ قانون دولي لـRT: اعتراف النرويج وإيرلندا بفلسطين يعزز ...
- المدعي العام في سلوفاكيا: ربما تتم إعادة تصنيف محاولة اغتيال ...
- كيف كانت ردود الفعل على اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بفل ...
- هل يستعد الجيش المصري للحرب مع إسرائيل؟.. خبير عسكري يرد على ...
- بكين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - دوامة الكراهية