أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فراس جابر - وطن ومواطن














المزيد.....

وطن ومواطن


فراس جابر

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 08:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يعد الوطن مريحاً ليتسع للمواطن على رحابته، هذا الوطن المقسوم اجزائاً واحتلالاً، والمقسوم ضفةً وغزةً، ومئات أخرى من التقسيمات التي تراكمت موضوعياً وذاتياً طيلة سنين نضاله وكفاحه لتحقيق استقلاله، أضُيف إليها تقسيما جديداً مركباً، تقسيماً مؤسساتياً، وفصائلياً، توجب أثر الانتخابات التشريعية الثانية التي جرت على أجزاء من هذا الوطن المقسم، مفصلاً بتقسيمات أخرى؛ مؤسسة الرئاسة، وأخرى للوزارة، مؤسسة أمنية وأخرى تنفيذية، مؤسسة مالية، وأخرى صندوقية، موظف يتقاضى وأخر لم يتقاضى.
لم تبقي هذه التقسيمات مكاناً لأحد رغم رحابة هوية الوطن وضيق جغرافيته للمواطن، فلم يجد متسعاً له غير الهروب إلى نفسه، شاكياً كابتاً مما يراه ويسمعه، برغم ضيق صدره بما فيه، فهو يرى تنازعاً على المواقع السلطوية التي تمتد مساحتها لو فردت لشملت مساحة أكبر من مساحة الوطن، ويرى بذات الوقت هجوماً ممنهجاً من الدولة الصهيونية لانتزاع ما تبقى من ارض فلسطين، التي لم يعد احد يذكرها في ظل حروب السيطرة والسيادة، وكأننا في دولة حرة ما بقي عليها هو صراع الأحزاب للسيطرة على مواقع القوة. تلك الحروب التي ناضل "الوطن" طويلاًَ من اجل تجاوزها لمصلحة حربه السامية لتحرير "نفسه" من براثن أعداءه، ليختلف عليه الزمان والمكان، وتنعكس تماماً وجهة مسير "الوطن" من اجل تناسي حربه السامية، وانشغاله بأخرى ذاتية ليس لها متسع في تاريخه.
وما يستثير المواطن أكثر، هو استغلال الأوضاع الاقتصادية الحرجة لهجوم أحد الطرفين على الأخر، فإذا سكت عن المطالبة براتبه رغم ضيق الحال وتواضع الإمكانيات فأنه يميل لصالح هذا الطرف، وإذا طالب به فأنه يميل إلى الطرف الأخر، والمضحك المبكي أن الرصاص الذي أطلق في قطاع غزة في الهواء، وعلى المتصارعين من حركتي حماس وفتح يكفي لشراء أدوية لمستشفى مثل الشفاء التي نفذ مخزونها من الأدوية رغم أنها أكبر مستشفى في القطاع، وربما يبقى نقوداً تكفي لتوفير مستلزمات أخرى.
وهذا يؤكد أننا شعب نملك الإمكانيات حين نريد لتوفير الأساسيات "الرصاص "لمقارعة الاحتلال"، ولا نملك الإمكانيات لتوفير "أدوية" لمعالجة مصابي المواجهات المسلحة بين حماس وفتح.
ماذا بقي للمواطن كي يستنجد به، وما هي أفضل آماله في ظل هذا الوضع الداخلي، أيهرب إلى دولة أخرى، أم يسكت عن ما يراه ولا يعجبه بالتأكيد، أم يبقى منفرداً مهتماً بشؤونه تاركاً الوطن لمواطنين آخرين جاؤوا من بعيد، ويعود لاجئاً ثقافياً وروحياً في وطنه غير المشخص.
والتساؤل المشروع الذي يستطيع هذا المواطن طرحه، لمصلحة من هذا التنازع على المواقع والسلطة في وطن لا يملك أعلى رؤوسه القدرة على منع هدم بيت أو اقتلاع شجرة.
أليس من الأفضل لهذا الوطن وذلك المواطن أن يتحدا لدرء أي خطر عنه، ولحماية الهوية الوطنية الفلسطينية التي تشكلت بفعل دماء وسنين كثيرة من التضحيات، خوفاً من تشكل فردي "ومشخصن" للهوية مبني على المصلحة الذاتية ولو على حساب هذا الوطن، وهؤلاء المواطنين! ويبنى على هذا تحويل الصرخة الداخلية إلى صرخة عالية مدوية تيقظ من نسي أين هو، وما هو سبب وجوده الأساسي، صرخة تستوقف كل "شخص" عند حده خوفاً على الوطن، ومن عواقب تجاوز هذا المواطن، الذي اكتسب صفته ليس بحكم امتلاكه لجواز سفر، ولا لحيازته سيارة جديدة، وبضع مرافقين، ومكتب فاخر، بل بحكم انتماءه وتضحيته ووجوده على ارض هذا الوطن.



#فراس_جابر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفي الآخر
- في الحراك السياسي
- استطلاعات الرأي علم أم تخمين
- ديمقراطية الرمز والسلاح
- البنية المؤسساتية للهجمة الفكرية
- عن الفلتان الأمني أيضاً
- حول رمزية الخطاب في بلادنا


المزيد.....




- الخارجية الإيرانية: محادثات نووية مع قوى أوروبية هذا الأسبوع ...
- زيارة باراك إلى لبنان.. إنذار أميركي أخير أم مناورة تفاوضية؟ ...
- الترويكا الأوروبية وإيران.. مفاوضات على وقع طبول التصعيد
- الرئيس التركي يؤكد تمسك أنقرة بحل الدولتين في قبرص وإنهاء عز ...
- حافلات إجلاء تدخل السويداء وجهود لاستدامة وقف إطلاق النار
- الرئاسة السورية تتسلم تقرير لجنة التحقيق في أحداث عنف الساحل ...
- إيران تجري محادثات نووية مع الترويكا الأوروبية
- إسرائيل تجهز خطة بديلة لـ-المدينة الإنسانية-
- حافلات حكومية تدخل إلى السويداء لإجلاء المصابين والمحتجزين
- مسلحون من عشائر البدو في سوريا: -نلتزم بوقف إطلاق النار مع ا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فراس جابر - وطن ومواطن