أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صفاء الصالحي - التعالق الجمالي والفكري .. في حواري مع جمال نوري















المزيد.....


التعالق الجمالي والفكري .. في حواري مع جمال نوري


صفاء الصالحي
(Safaa Alsalhi)


الحوار المتمدن-العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 17:32
المحور: مقابلات و حوارات
    


أحب القراءة منذ طفولته ، فنهل من شتى علوم الأدب حتى احترف القصة القصيرة جداً، وبات أيقونة بارزة من أيقونات تطور القصة القصيرة بالعراق ، أتسمت أعماله بالإبداع والجمال ، فتميز بجاذبيَّة الأسلوب ، وجمال التَّعبير ، جمال نوري صوت قصصي عراقي له حضوره المميز في الساحة الأدبية ، تماهى مع بروتوكولات السرد ما بعد الحداثوي وتجاوز المدرسة الكلاسيكية في نتاجاته الادبية ، وحسب التصنيف الزمني ينتمي الى جيل كتاب القصة القصيرة الذي ظهر إنتاجه في الثمانينات الميلادية ، الجيل الذي سرق الحرب منصته ، فامتهن الكتابة في الخنادق ، وبعد تنامي ظاهرة الاغتراب عن الذات أو عن المجتمع ، نتيجة لجحيم الحرب وقسوتها والحصار الاقتصادي المقيت ، الذي راكم المشكلات ، وخصوصاً في الأساسيات الحياتية الاقتصادية ، كان القاص محققاً للعلاقة التفاعليّة بين الأديب والمجتمع وكان أكثر من غيره التحاما بقضايا مجتمعه بكل متناقضاته وتداعياته ليكون مرآة لكل ما يدور في المجتمع والضوء المسلط على تلك المعاناة عبر اختياره لشخصيات تنتمي الى الطبقة الفقيرة والوسطى او كما يسميها هو مهزومة ومنكسرة تحاول في لجة هذا الخراب أن تجد لها نافذة صغيرة تطل من خلالها على الحياة ومعطياته ، وهذا مكمن نبرة الحزن والانين والالم في تفاصيل كلماته .
كما اهتم القاص في مجموعته القصصية الأخيرة " الباب الرابع " بهموم الناس من جراء الحصار مثل قصة ( ابتسامة ناقصة ، وعظام ) . ويعد القاص جمال نوري ابرز أدباء القصة القصيرة المتتبعين لقضية الاغتراب الذاتي والاجتماعي والفكري والزمكاني . وبحسب التصنيف الأدبي ينتمي القاص الى جيل الكتابة الما بعد الحداثية ، فكان بارع حد الاتقان في تطوير تجربته القصصية من خلال طرحه لموضوعات قصصية جدية بوسائل وتقنيات مبتكرة في البنيوية والسيميائية واللسانية ، رغم محافظته على الاصالة ، ولقد حملت منجزاته الإبداعية الاخيرة سمة التجديد في شكلها الفني تكتيكاً ولغة وأسلوباً ،لا سيما في المولود الأدبي الجديد والحداثي " القصة القصيرة جداً " فأبدع بأشكال فنية بلغة شعرية مكثفة موحية وفكرة مركزة ، يمكن ان نقف عند البارز منها مجموعته " غورنيكا عراقية " في قصة ( صور ، دموع ، غورنيكا عراقية ) لقد ابدع في تلاقح الفن القصصي مع الفن الفوتغرافي ، الذي يقوم في الأساس على الإلتقاط التصويري في بناء نصه . القاص جمال نوري احمد قادر الصالحي من مواليد عام 1958 في “ديالى- خانقين” ، وفي الربع الثاني من سبعينات القرن المنصرم في مدينة جلولاء تطورت اهتماماته وميوله الثقافية والأدبية مع مجايليه أمثال المؤلف والمخرج المسرحي الدكتور محمد صبري الصالحي ، قبل ان تلقى موهبته الإبداعية الرعاية والتوجيه من عراب الثقافة في المدينة الاستاذ والأديب جلال زنگابادي ، وبعد الانتقال مع أفراد أسرته للعيش في مدينة تكريت في محافظة صلاح دخلت حياته الادبية مرحلة جديدة بلقائه بالقاص فرج ياسين ، تخرج القاص من جامعة الموصل كلية الآداب – قسم الترجمة 1980 ، وعمل مدرساً لمادة اللغة الانكليزية في ثانوية تكريت للمتميزين ، وعرف القاص في التزامه ومثابرته في خدمة الثقافة وانتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب في صلاح الدين . اشترك مع القاص بذكريات يذكيها المكان الذي ننتمي له "جلولاء " ، وينازعني الحنين اليه بعد تواردنا الحوار الافتراضي العنكبوتي ، راجياً بلقاء وحوار واقعي ، حتى حانت الفرصة الرائعة ان نكون أمامه وجها لوجه في مسقط رأسه خانقين وتحديداً في مقهى عبد المجيد لطفي الثقافي والفضل يعود الى الناقد الدكتور سامان جليل ابراهيم طبعا الشكر الموصول له ، لعل اللقاء اضاءة في محراب هذا الجنس الادبي ، وما هو غامض وجديد عن حياة القاص وتجربته القصصية .

الحوار :
س : مع ميلاد المنجز الاول تولد مشاعر الحماسة والتسرع، والفرح الممزوج بالخوف من الإقدام على التجربة ، كيف اطاح جمال نوري بالقلق السابق على الكتابة مع ميلاد المنجز الاول ؟

ج : تحدثت قبل فترة قصيرة في مقال عن نشوة النشر واثرها في استعجال الكتاب الشباب ودعوتهم الى التريث والتلبث قليلا ليس لشيء الا للكي تكون منجزاتهم اكثر تماسكا ونضجا ونبذ الاستعجال في النشر اما عن ميلاد مجموعتي الاولى المشتركة مع القاصة لمياء الآلوسي وما صاحب ذلك من نشوة وفرح وغبطة فهو بلا شك احساس طبيعي ولكن ماكتبه الناقد باسم عبد الحميد حمودي عن هذه المجموعة جعلني اتريث طويلا فقد كتب مقاله الموسوم ( جسد مليء بالثقوب ) وشخص مواطن الضعف عبر مقاربة نقدية تحليلية موضوعية واثنى في الوقت نفسه على قصتي.. القطار ..وعدها انطلاقة حقيقية لقاص سيتمكن بعد سنين ان يبتكر صوته الخاص ، لهذا وذاك اصبحت أكثر تأنيا في الاقدام على النشر وتفاقم القلق خوفا من انجاز عمل قصصي يفتقر الى عناصر الابداع .
س : ( الجدران ) مجموعة قصصية هي خلاصة شراكة القاصة “لمياء الألوسي” 1985،هل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة ؟
ج : عنونة الجدران مستلة من واحدة من قصصي والتي بسببها رفضت وزارة التربية شراء الكتاب كونه يبث افكارا سوداوية وكنا حينها نخوض حربا ضروسا وقصص كهذه تحتشد بالابطال المتازمين والذين يعانون من استلابات عديدة لا تتفق مع مسار الحكم الشمولي الذي يدعو الى الحروب والحقد والثأر ..اتفقنا انا والقاصة لمياء الالوسي على طبع مجموعة مشتركة لضعف امكانياتنا المادية ووجدنا في فكرة المجموعة المشتركة مشاركة في دفع مبلغ النشر والطبع وهكذا كان الامر .

س : الكتابة في كل الأجناس الادبية هاجس الكثيرين من الأدباء في بداية مشوارهم ، كيف تغلب جمال نوري على هذا الهاجس قبل احترافه القصة القصيرة ، ولماذا هذا الجنس الأدبي بالتحديد ؟ وھل آن أوان الھجرة نحو الرواية ؟
ج : لا شك ان التجريب حالة ترافق الكاتب منذ بدايات وعيه ومنذ بدايات انطلاقته للكتابة وقد يجد نفسه في هذا الجنس الادبي او ذاك وقد يسمع رأي الاخرين ممن هم اكثر خبرة ومعرفة والماما في الأدب والعطاء الثقافي ولعلك تعرف استاذي الاول في هذا المضمار وهو الكبير جلال زنكابادي وكان له الفضل في رعاية مو هبتي الادبية وتوجيهها الوجهة الصحيحة حيث كنا نسكن في محلة الجماهير في مدينة جلولاء وكان المبدع زنكابادي عراب الثقافة آنئذ في جلولا ء وقدم عطاء خرافيا وشمل المبدعين الشباب باهتمامه ومتابعته ولعله هو اول من وجهني الى كتابة القصة حيث اكتشف عندي هذه المقدرة منذ بداياتي في المرحلة المتوسطة .. وحين سالني الدكتور حاتم الصكر وهو يقدمني الى جمهور مدينة ديترويت لماذا لا تكتب الرواية اجبته قائلا ، سابقى مخلصا للقصة القصة ولن اجازف مثل غيري لاجترار مالفظه الروس والغرب من روايات عالمية معروفة .

س : ليست ثمة مصدر واحد من مصادر استيحاء القاص مواضيعه ، من أين يستوحي جمال نوري مواضيعه ؟

ج : أثار العديد من الاصدقاء هذا السؤال مع انهم يدركون بان الواقعية تهيمن على الكثير من قصصي ولكنها واقعية مجبولة بمعطيات المخيال والفانتازي والعجائبي وقد تبدو بعض قصصي وكانها توثق لواقعة قصصية بعدسة جامدة او متحركة ، كل شيء في الحياة هو مصدر ومنهل ثر لتجاربي السردية ،قد يكون الحدث واقعيا كسقوط رجل على الطريق او رائحة ما تأخذني الى زمن بعيد يرتبط باحداث اخرى او لون ما يستفز في داخلي شتى المشاعر والأحاسيس وقد تكون مجالسة الاخرين مصدرا مهما بالنسبة لي هذا اذا ما نحينا تجاربي الشخصية في الحياة وقد تحمل الموسيقى اكثر من علاقة وايحاء لاستشراف احداث مؤثثة بالخيال ، كل الموجودات التي تحيط بي تمنحني الافكار والومضات البارقة لكي انتهي الى نص سردي يتفاعل مع الحياة ويقرأ مفارقاتها ومعانيها وتشظياتها .
س : شرح شفرات بعض النصوص السردية للمتلقي من اجل ان يجني ثمرة الدلالة ، هل توقع الكاتب في فخ الاطالة على حساب تقنية الإيجاز والتكثيف ؟

ج : اذكر انني في العام الماضي اضطررت لشرح بعض قصصي استجابة لطلبات بعض القراء ليس لكي اسهل لهم امر فهم القصة وتبسيطها ولكن لكي اعلمهم كيفية قراءة النص الجديد والتفاعل معه واذكر انني شرحت بعض القصص وفسرت شفرات النص واحالاته .. ربما كان ذلك دافعا لهم لكي يفهموا وكما تعرف هنالك مستويات مختلفة لقراءة النص والقراء يختلفون فمنهم القارئ العادي والجيد super reader اي القارئ الخارق الذي قد يصل الى مرتبة الناقد ، كل نصوصي السردية تحتشد بالرموز والشفرات مع انها تبدو بسيطة وسلسة ومتدفقة ، دعني احدثك عن صديق كان قد بدا مشواره في كتابة الشعر وطلب مني ان أعيره بعض الكتب فأعرته مجموعة شعرية للشاعر ناظم حكمت وبعد ايام اعاد لي الكتاب وقال لي هذا شعر سهل انا اكتب احسن منه فضحكت وقلت له عليك ان تدخل السجن لاكثر من عشرين عاما كي تكتب مثل ناظم وهنا بودي ان اقول ليس من الضرورة أن نكتب بغموض لكي تبدو تجربتنا الكتابية اكثر ثراء وعمقا ..ثمة عمق عجيب في قصاىد ناظم حكمت رغم بساطته وكذلك الامر مع نزار قباني ..في النهاية انا لست ملزما بشرح ما اود ان اقوله وتلك مهمة القارئ لاشك .
س : متى يكتب جمال نوري وماهي طقوسه عند الكتابة ؟

ج : اكتب في اي وقت اذا ما توفر الدافع لذلك او اذا أزف الوقت لاختمار الفكرة ولا شك لايكتمل ذلك الا بصحبة الشاي ، صديقي الخرافي وتجد ذلك واضحا في كل السفرات مع اصدقائي الى نهر دجلة وللموسيقى ايضا حضورها في اوقات الكتابة .
س : الخيال الأدبي يختلف اختلاف جوهري عن الخيال التصويري ، في غورنيكا عراقية كنت مبدعاً في تلاقح الفن القصصي مع الفن التصويري ، الا حدثتنا عن هذه التجريب الإبداعي ؟
ج : الخيال او المخيال الابداعي يشتغل عبر تفاعله مع أي حدث تنشغل به والخيال التصويري او التاويلي يتخذ ابعادا مهمة في بناء النص وابتكار هارمونيته وانا امتلك عين كامراتية خاصة ارصد بها تفاصيل المكان وحركة الاشياء وهذه العين وليدة خيال ثر ينفتح على افاق مختلفة ..لولا الخيال سيصبح المنجز السردي وثيقة او تقرير صحفي واقعي جدا .. لهذا وذاك يعد الخيال مصدرا خطيرا لاخراج العمل الادبي الى حيز الابداع .
س : قفلة الكاتب او ما يسمى متلازمة الصفحة الفارغة متى يصاب بها جمال نوري ، وكيف يتجاوز جمال نوري هذه المتلازمة ويعيد أدوات قوته ؟
ج : يتوقف الكاتب احيانا عن الكتابة وقد تطول الفترة او تقصر وقد توقفت عن الكتابة لسنوات عندما انشغلت بكارثة الحصار وماتركه من آثار سلبية روعت المجتمع العراقي ودفعتني انا شخصيا للعمل كحارس ليلي في احدى المجمعات السكنية الخاص بالعمال الذين كانوا يشيدون القصور الرئاسية وجامع صدام الكبير مع ثلة من كبار السن ومع انني لم اكن وقتها كبيرا في السن الا انني كنت اكافح ليل نهار لأطعام عائلتي بما يسد الرمق ، كانت الظروف قاهرة جدا ولهذا وجدتني انقطع نهائيا عدا محاولات بسيطه هنا وهناك واذكر انني ارسلت للصديق جواد الحطاب قصة الرائحة ونشرها مع عدة نصوص اخرى في صفحة واحدة وتصدى لها في يوم أخر الناقد باسم عبد الحميد حمودي وأثنى على القصة أيما ثناء ..وقتها عندما رأيت الجريدة اخبرتني زوجتي بنفاد الرز والخبز في بيتنا مما اضطرني ان احمل الحصة التموينية المتواضعة من سكر وشاي لابيعها على اصحاب المقاهي ولم انجح في مهمتي تلك بعدها توقفت لست سنوات كاملة اذ انصرفت بكليتي لتوفير الزاد لعائلتي ، وقد انقطع عن الكتابة احيانا لعدم وجود حافز حقيقي يجعلني اندفع للكتابة .. لا اعرف بالضبط ما الذي يحرضني على الكتابة ربما انثيال المطر او عندما اشم رائحة ما او اذ اجتمعت مع ثلة من اصدقائي الادباء وربما حين انصت لأغنية احبها او مقطوعة موسيقية محددة .. بينما اجد نفسي احيانا مندفعا برغبة عارمة للكتابة لا يمنعني شيء ولكنني على أية حال لست كالروائي تحسين كرمياني الذي يتدفق بالكتابة بطريقة لافة جدا .
س : بين الأدب والنقد ثمة جسور تجعل العلاقة بينهما علاقة وثيقة وجدلية في الوقت نفسه. كيف تقيم هذه العلاقة وما هي قراءتك لمستقبلها ؟

ج : بالتاكيد ثمة علاقة جدلية بين الادب والنقد وكلما ازدهر الادب ازدهر النقد وتفاعل وانتج منجزا مهما معولا في ذلك على معطيات العملية الابداعية وعلى كل كاتب ان يدرك ويفهم آليات النقد ووسائله لكي يعزز قدراته الابداعية .وانا ككاتب قصة قصيرة لم اكرس وقتي لمتابعة السرد حسب بل اخذني الولع الى قراءة المناهج النقدية وتقاناتها في التصدي للنصوص الادبية واستكناه مواطن الابداع فيها ..المسيرة النقدية عندنا لاتواكب المنجز الابداعي وهي للاسف تخضع الى معايير العلاقات الشخصية والمجاملات المحسوبة لاغراض يعرفها بعض النقاد .

س : القراءة هي وقود الكتابة ، لمن يقرء القاص جمال نوري؟ وما اهم كتاب قرأته في حياتك ؟ وما هوعنوان الكتاب المطروح على طاولة القراءة حالياً ؟
ج : الكتاب الذي اقرأه الان هي رواية الكاتب المبدع تحسين كرمياني ..ليلة سقوط جلولاء..وانا شخصيا لم اتوقف يوما عن القراءة ولا اريد ان استعرض اسماء الكتاب الذين قرأت لهم فانا مثلي مثل اي كاتب قرا ونهل من مشارب الادب وعيونه وتأثرت كثيرا بالروائي الامريكي ارنست همنكواي ومن الروايات المهمة التي شغلتني هي رواية ( الدون الهادئ ) للروائي الروسي شولوخوف.

س : مكتبتك المنزلية كيف تشكلت وكيف تبدو في منزلك ؟ ولماذا أوصيت بحرقها بعد موتك ؟
ج : المكتبة المنزلية في بيت كل أديب تعد المكان الذي ينطلق منه ليتواصل مع العالم ..الكتب التي توضع على الرفوف تشغل حيزا معرفيا وينبغي ان اكون ضمن هذا الحيز لانتج ادبا .. بدايات مكتبتي كانت في جلولاء وكنت اقتني الكتب من مكتبة جلولاء الوحيدة التي كانت تعد الرافد الوحيد لمكتبات الادباء ورغم شحة الكتب آنئذ الا ان الشاعر والمترجم الموسوعي جلال زنكابادي لم يبخل علي بكتب ثرة أغنت مكتبتي وبعد الانتقال الى تكريت بدأت المكتبة تتسع بفضل مكتبات الموصل حيث كنت قد التحقت بجامعة الموصل لاكمال الدراسة فضلا على مكتبة الثقافة في تكريت للحاج المرحوم شاكر الويس ناهيك عن مكتبات بغداد التي كانت تعد الرافد الحقيقي لهذه المكتبة وتشغل مكتبتي غرفة خاصة في بيتي اما عن وصيتي باحراقها فهي احتجاج على الامية والجهل والتخلف الثقافي فما جدوى وجودها وانت لا تجد قراء لا في بيتك ولا في محيطك وان اوصيت باهداء مكتبتك الى الجامعة مثلا او اية مؤسسة ثقافية اخرى فانها ستلاقي اهمالا وتبقى مركونة في علبها كما لاقت مكتبات غيري من الادباء ولهذا من الاولى ان تحرق في ليلة شتائية باردة لعلي بذلك الفت نظر الناس الى اهمية القراءة والثقافة التي نبذوها.
س: الترجمة الادبية تقتضي ابداعاً خاصاً من لدن المترجم الادبي حتى يتسنى له نقل النص المترجم ، بدلالاته الثقافية وسماته الجمالية ، جمال نوري مبدعاً في الأصل ومترجم ، ماهي معوقات نقل سيرة الآلام والمعاناة العراقية المنبثقة من كلماتك الى عالم اوسع عبر ترجماتها الى الإنكليزية ونشرها إلكترونياً ؟
ج : من العربية الى الانكليزية وانما العكس وكنت اذا ما قرأت نصا قصصيا او مقالة او قصيدة بالانكليزية ووجدتها تتوافر على عناصر الابداع هرعت الى ترجمتها الى العربية وكما تعرف ان الترجمة من العربية الى الانكليزية هي أصعب بكثير من الترجمة من الانكليزية الى العربية ومهما يكن فان الترجمة كما يقال خيانة او أشبه بقبلة من خلف الزجاج .

س : الرمز في القصة القصيرة يشكل نزعة أسلوبية ووسيلة حداثوية وقد قدمت قصصك ( وجوه ، قسورة ، سيرة عصا ) في مجموعة الباب الرابع مشحونة بالرمز والإيحاء على شيء متواري ينبغي أستجلاؤه ، كيف يبني جمال نوري رمزه ويوظفه ؟

ج : الرمز والاختباء خلفه او توظيفه وسيلة الكاتب لكي يتخلص من أدران المباشرة والتقريرية ولهذا حسب أفخخ نصوصي بالشفرات والاحالات الرمزية وغالبا ما اشتغل على تفعيل المعادل الموضوعي الرمزي كمعطى دلالي يشير الى القصدية التي انطوت عليها النصوص السردية . ومع ذلك لم تتخلص العديد من قصصي من مقص الرقيب الامني الذي بترها ولاسيما عندما كنت ارسل النص الى الصحيفة او أضمنها مجموعة قصصية . واذكر هنا صديقي الشاعر المبدع منذر عبد الحر عندما كان يتولى ادارة الصفحة الثقافية في جريدة القادسية وتردد كثيرا في نشر قصتي الوقائع المتخيلة لمصرع امرىء القيس واخبرني ان نشرها سيعرض كلينا للمسائلة وقلت له الامر يعود لك وبعد ستة اشهر نشرها في الجريدة وبقيت بعدها لفترة متازما ومرتبكا خوفا من عسس الثقافة الذين كانوا يتعقبون الرموز التي نوظفها في نصوصنا.

س : تشكل عتبة العنوان عنصراً فاعلاً من عناصر النص الادبي ، ولصغر حجم الفضاء الكتابي في القصة القصيرة تمثل عتبة العنوان علامة كتابية ادق وأعمق من بقية الفنون الادبية، وتضع القاص امام مسؤولية بالغة الصعوبة ماهي معاييرك الفنية في الصياغة النهائية للعنوان القصة ولعناوين المجاميع القصصية ؟
ج : يقال ان العنوان ثريا النص ويقال انه المفتاح الذي يلج ابواب ومغاليق النص ولد شك ان الدراسات النقدية الحديثة قد اولت هذه العتبة أهمية بالغة فضلا على بقية العتبات كعتبة الاستهلال والغلاف والاهداء والعنوان وعند انجاز اي قصة اقف محتارا في اختيار العنوان وان شق علي الامر في بعض الاحيان فقد استنجد بالدكتور القاص فرج ياسين اما بالنسبة لعنونة المجاميع القصصية فانني بالتاكيد اختارعنوان أفضل قصة في المجموعة وقد يكون بامكاني ان الجأ الى العنونة الخارجية التي تشتبك مع كل النصوص بخيط خفي ولكنني بالتاكيد آثرت اختيار عنوان قصة من قصص المجموعة لكي تصبح عنوانا للكتاب .
س : أعلنت في وقت سابق النية في انتاج فلم سينمائي قصير جداً بالتعاون مع المخرج رياض الجابر وفكرة الفلم مستوحاة من احدى قصصك القصيرة ، أي قصة من قصصك التي ستنتج فلماً ،هل لك ان تخص حورانا بالسبق ، وتعرج الى غيرها من المشاريع التي حولت نصوصك الى اعمال درامية مرئية ؟
ج : اتفقنا انا والمخرج رياض الجابر على اخراج فلم قصير جدا يتناول احداث قصتي القصيرة جدا ( ثوب أبيض للزفاف ) وقد اتفقنا على صياغة السيناريو معا وقد تم اختيار الممثلين لأداء ادوارهم الا ان جائحة الكورونا أوقفت المشروع مؤقتا .كما طلبت مني المخرجة سيسبان عدنان من مدينة البصرة كلية الفنون ، قسم المسرح اخراج مسرحيتي أحلام مؤجلة والتي تتحدث عن الحرب وقدمتها عام 2018 في كلية الفنون في البصرة .

النتاجات الأدبية :
1- ( الجدران ) مجموعة قصصية مشتركة مع القاصة “لمياء الألوسي” – 1985.
2- (ظلال نائية)-1995 .
3- (البئر) – 2000 .
4- (أفق آخر) – قصص قصيرة جداً 2002 .
5- (شمس خلف الغيوم ) - 2010 .
6- ( غورنيكا عراقية )-2016 .
7- ( الباب الرابع )- الطبعة الثانية في طريقها للنشر .
8- ( نثيث الدفء ) -مجموعة قصصية تحت الطبع .
9- ( قطار الساعة التاسعة ، أحزان مضحكة ، أحلام مؤجلة ، الاعتراف الاخير لموحان مراد ) نصوص مسرحية .
10- ( شخابيط ) ومضات وشذرات من معطيات الحياة اليومية على صفحات التواصل لاجتماعي .
بلإضافة الى مجموعتين شعريتين :
1- قصائد بحجم القلب .
2-من مجمرة الغياب .

نقد ودراسات
1- جماليات الوصف قصص جمال نوري عن دار الإبداع ( رسالة ماجستير جامعة تكريت – كليةالتربية الاساسية للطالب علي حسين صالح العزاوي ) .
2- جماليات البناء السردي في قصص جمال نوري عن دار الابداع ( رسالة ماجستير جامعة الموصل كلية التربية الاساسية للطالب محمود حريد الجبوري ) .
3- أنماط الشخصية في قصص جمال نوري عن دار غيداء ( رسالة ماجستير للطالب خالد جعفر سليم في احدى الجامعات التركية ) .
4- بلاغة القص ( مستويات التشكيل السردي في قصص جمال نوري ) عن دار الحوراء للطباعة والنشر والتوزيع في سوريا ، لنخبة من النقاد ومن اعداد وتقديم ومشاركة الدكتور محمد صابر عبيد .
5- ا لزمن في قصص جمال نوري القصيرة (المؤلفون المشاركون محمود حيدر خلف ، محمد صلاح رشيد ) مجلة أبحاث كلية التربية الاساسية .
6- فاعلية الحوار في قصص جمال نوري -دراسة تحليلية : م.م ندى حسن محمد- مجلة مركز دراسات الكوفة- مجلة فصلية محكمة .
7- بالاضافة الى العديد من الدراسات والمقالات النقدية التي تناولت سرديات جمال نوري في المنتديات الثقافية او ما نشرت في الدوريات والصحف المحلية والعربية .

وللقاص كتاب نقدي ( مقاربات نقدية ) يضم العديد من العروض والمقاربات المنشورة في الصحف والمجلات ، فضلاً الى ترجمة كتاب سومرست موم ( The kite and otherstories)، والقاص فائز بجوائز عديدة : مسابقة مجلة جامعة الموصل عام 1978 ، جريدة الجمهورية 1995 ،دار الحكمة العراقية 2008 ، اخرها في القاهرة جائزة نجلاء محمود محرم ، بالاضافة الى العديد من الشهادات والدروع التقديرية ، وكرم في العديد من المناسبات الادبية .



#صفاء_الصالحي (هاشتاغ)       Safaa_Alsalhi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجريب الإبداعي في رواية - فرانكشتاين في بغداد -
- ومضات من حياة من عوالم تحسين كرمياني الادبية
- النبض الدرامي في رواية خاتون بغداد
- زنگابادي يعرب مرثية الشاعر الاسباني خورخيه مانريكي
- براعة الاسنهلال في رواية - مصل الجمال -
- قوس قزح
- قصة قصيرة جداً
- الوصف الانتقائي في رواية - النبيذة -
- بذور دار سطور في سندانة خانقين
- ( تروبيكالية رواية ليلة سقوط جلولاء )
- رسالة من الدراج الطواف حسن البحري
- فايروس-إدمان الإنترنت - هوس يعكر صفو الحياة
- فايروس - الطلاق - ينخر في جسد المجتمع
- ((الجنس الالكتروني-السايبر سكس- مغامرات خطيرة تهدد استقرار ا ...
- رحلة مع ال - Google - تحسين گرمياني
- هل تشد رواية -خاتون بغداد - أنظار صناع الدراما ؟
- (الكتاب لا يختفي ولكن القراء هم الذين يختفون)
- البرامج التلفزيونية مابين سخف الفكرة والرسالة والهدف
- الأمية الحضارية عند العرب
- السم اللذيذ بالمجمل تحت المجهر


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صفاء الصالحي - التعالق الجمالي والفكري .. في حواري مع جمال نوري