بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 6544 - 2020 / 4 / 23 - 04:59
المحور:
الادب والفن
أقصوصة
اِنتظار طويل
ـــــــــــــــــــ
بعدما أقام صلاة العصر ، خرج من داره الصغيرة الطينية ، إلى الفناء الواسع ، خلع
نعليه ، جلس على الحصير ، واتكـأ على الوسادة ، في ظل شجرة اللوز ، قرب البئر
وضعت زوجته إبريق شـاي ، كأسين صغيرين ، خبزا أسود ، وصحن زيت الزيتون
على المائدة الصغيرة ، جلست إلى جانبه حزينة ، أفرغت الشاي في الكأسين ، وقدمت
له كأسـا وقطعة خبز ، أسندت ظهرهـا إلى جذع الشجرة ومدت رجليهـا ، بعدمـا ابتلع
آخر قضمة واحتسى آخر جرعة ، أخرج علبة السجائر وعلبة الكبريت من قب جلبابه
وأشعل سيجـارة ، قال لهـا : أتمنى أن يكون القارب قد وصل إلى إسبانيـا سالمـا ، لقد
ندمت كل الندم على أني تركته يرحل ، لقد أرغمني على بيع الأرض التي ورثتها عن
والدي ، لقد كانت منبع رزقنا يا بَخْتا ، ثم أردف قائلا : لقد هاجر حَمّو وتركنا وحيدين
قالت له : هذه إرادة الله يـا باحّو ، قال : إنه وحيدنا وسندنـا ، قالت : سيعود محملا
بالخير الوفير ، إن شاء الله ، فلا تقلق ، وأجهشت بالبكـاء ، قال لهـا : أتمنى ألا يعود
في صندوق خشبي ، محمولا على الأكتـاف ، انتظر الأب عودة ولده حمّو تسع سنين
وانتظرت الأم ولدهـا حمّو سبعة عشر سنة ، ومـازالت تنتظر عودتـه محملا بالخير
الوفير ، أو عودته في صندوق خشبي محمولا على الأكتاف .
وجدا ـ المغرب ـ
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟