أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم لفتة جبر - الأخلاق الوقائية














المزيد.....

الأخلاق الوقائية


كاظم لفتة جبر

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 02:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


٠ ان القيمة الأخلاقية معبر مهم لانتقال البشر من مرحلة التوحش البدائي الى مرحلة الإنسانية , ونالت تلك القيمة معظم قضايا التفكير الانساني منذُ القدم , فمهما تعددت مسالك القيمة الاخلاقية تبعاً للظروف الزمانية والمكانية , والبيئة الدينية , والسياسية ،والاقتصادية ,والاجتماعية . ترجع الى مسلكين هما , الاخلاق المادية , او المثالية , فتاريخ الامم يعتمد على ما قدمت تلك الحضارة للبشرية لتطوير العقل الاخلاقي , فمنبع القيمة الاخلاقية بدء مع الشرق مرتبطاً بالطقوس والعبادات الدينية لغرض تخليص النفس من خطأيها . ثم نجد تطور عقلياً يبدأ مع الحضارة اليونانية مع سقراط الذي بحث عن معاير ثابتة ومطلقة للقيم الاخلاقية بالضد من النشاط السفسطائي الذي يرى بأن القيمة الاخلاقية نسبية والذي عبر عن واقع التحول السياسي في اثينا من القبلية الى الديمقراطية , ثم جاء افلاطون ليقر بالقيم الثابتة والمطلقة في عالم الاخرة ونسبية الاشياء وجزئيتها في عالمنا الارضي , اما ارسطو من بعده حاول التوازن بين النسبي , والثابت من خلال وسطهُ الذهبي (لا افراط ولا تفريط ) , فهو ثابت كقانون متبع ,ونسبي من حيث تعامل الافراد والامم مع هذه الوسطية . وما جاء بعد ارسطو من مدارس فلسفية عبرت عن أراءها بشروحات للمبدأ الارسطي وبحثت في السعادة واللذة . ثم اخذت الديانات السماوية بسيطرتها على العقل الاخلاقي ليبرز لنا طور التوفيق ما بين العقل والنقل مع تذبذب القوال بين الاعتماد على الجزئي او الكلي للوصول للحقيقة الكاملة . اما في العصر الحديث فنجد الاعتماد على العقل هو الاساس في التطور الاخلاقي فمع الشك الديكارتي في القديم ومحاولة تمحيص الافكار من الشوائب الكنسية . وبعد ان تخلصت الاخلاق من سطوت الكنيسة اقر الفرنسي مكيافيللي بمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة ) ونادى بالفصل بين الاخلاق والسياسة , ذلك سمح بظهور الاستبداد والطغيان عند الحكام للمحافظة على مناصبهم , فأصبح الانسان( ذئب لأخية الانسان) وفق مبدأ توماس هوبز , ثم ظهر جاك جان روسو بمبدأ العقد الاجتماعي ما بين الحاكم والشعب . ثم تطور المبدأ في العصر المعاصر مع البرجماتية الامريكية التي ترى في المنفعة هي اساس التعاملات الانسانية , فما هو نافع فهو خير لي , هذا المبدأ سمح بصعود الرسمالية الامريكية وسيطرتها على العالم . ثم ان حدوث الطارئ الذي غير جميع قواعد السلوك والمبادئ الاخلاقية فبرزت الاخلاق وفق محددات وقائية ابرز سماتها المحافظة على الجنس البشري واستمراره , فبعد ان كان التقارب في التواصل هو السلوك الاخلاقي للتعامل مع الاخر , أصبح التباعد سلوك اخلاقي في التواصل مع اخذ الحذر من القرب , كذلك اصبح الشك هو اليقين في تواصلنا مع الاشياء ,وان اليقين شك نحذر من معرفته . كذلك التغيرات الاقتصادية فنجد التكافل الاجتماعي فيما بين الدول والشعوب والشعب الواحد , ما هو الا اطار جديد لترسيخ الاشتراكية وعلو كعبها على الرأسمالية , كذلك عودة ربط السياسة بالأخلاق عبر ما تقدمة الدول الاستبدادية لشعوبها , او الدول المعادية لها , او عمل بعض الدول العكس من ذلك .كذلك انهاء سيطرة الدين على الاخلاق من خلال اهمية الوقاية من الطقس الديني . في ضوء ذلك تكون لذة الصحة كضرورة اخلاقية , والسعادة في البقاء واستمرار الحياة عبر التكيف مع منهجية جديدة . كذلك ان الاخلاق الوقائية هي اخلاق نسبية ومتغيرة من فرد الى اخر تبعاً لأثر يعطل الأخذ بها قد يكون سياسي , او اقتصادي , او ديني او اجتماعي , فتلك العوامل هي الاساس في الوقاية الاخلاقية . وسلوكيات التباعد الاخلاقي الوقائي اصبحت تُدرس وذات أثر مشاع بين الافراد , ذلك يمثل محاولة للتحضير لعولمة جديدة وظهور مبادئ تغير من وجهة العالم الاخلاقية وما يرتبط بها من عوامل اخرى . الوقاية سلوك اخلاقي اعتمده الانسان منذ القدم سواء في تطهير الانفس وتهذيبها من الشوائب والخطايا بالاعتماد على صحة الجسد .



#كاظم_لفتة_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم لفتة جبر - الأخلاق الوقائية