أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز المسلط - رؤية جديدة في الأدب السياسي المقارن- جزء 2














المزيد.....

رؤية جديدة في الأدب السياسي المقارن- جزء 2


عبد العزيز المسلط
سياسي وباحث اكاديمي

(Abdulaziz Meslat)


الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأة الأدب السياسي المقارن

لقد نضج الادب المقارن بشكل عام على ضوء نظريات اجتهادية, ونقدية وأسس ومرتكزات مهمة لدراسات الفكر والتاريخ والحركات الاجتماعية عامة عبر التاريخ, وتكاملت الآداب بشكلها المقارن استناداً الى ما حددته الهوية الفكرية العامة للادب بشكله الانساني.
والادب السياسي هو ذلك النوع من الادب الذي شكّل احدث انواع الأدب المقارن بمنهجه الفكري الصحيح الذي اسس من خلالها مدرسة تحاكي تاريخ الصراعت المختلفة عقائدياً وفكرياً وسياسياً منطلقة من التاريخ نفسه في تحديد مادة هذا الادب الجديد.
لقد كان لظهور الادب السياسي المقارن بوصفه علماَ جذور وظواهر تمثلت أولا بتحقق حالات التبادل الفكري – المعرفي بين الآداب العالمية.
وأقدم ظواهر تبادل التأثير هذا تمثلت في دراسة أثر الأدب الأغريقي بالاداب الاخرى كالروماني مثلاً [ونذكّر هنا بأنَّ الانكسار العسكري أمام وجود حضاري يمنحه الطاقة للتأثير الثقافي كما حصل قبل ذلك في حضارة أكد وسومر التاريخية التي اسهمت بإبداعها الثقافي عالمياً على الرغم من التقهقر العسكري. وتشير الوقائع التاريخية أن البابليين أبقوا على استخدام اللغة السومرية في الحياة العامة بكل تفاصيلها لـ 500 عام وتابعوا لـ 500 عام آخر مستخدمين إياها على المستوى الرسمي] .
ونجد أنَّ روما مدينة لأثينا في فلسفتها وإبداعها. ومن هنا ظهرت نظرية المحاكاة عند النقاد اللاتينيين في عصر النهضة الأوروبي.
ولقد أكد هوراس 85-08 ق.م.هذا الأمر.. فيما خطا بعده كانتليان 35-96 م بمادة فكرية أثرت في النقاد عندما وضعت للمحاكاة قواعد عامة.
وفي القرون الوسطى 395-1453 م توحدت بعض اتجاهات الادب لحساب العامل الديني حيث اللاتينية لغة الأدب والكنيسة معا.
ولكن بمجيء عصر النهضة التفت الأوروبيون مجددا لتراثهم اليوناني الروماني (اللاتيني) بمساعدة الترجمات المختلفة فعاد أدب عصر النهضة إلى نظرية المحاكاة وبالتحديد إلى ما ساد الأدبين اليوناني - اللاتيني من عناية بالإنسان ومشكلاته واقعاً بديلا للرؤى الميتافيزيقية لأدب القرون الوسطى.

هل هناك حاجة أدب سياسي مقارن

الأحداث السياسية لا تتوقف بمجرياتها صعوداً وهبوطاً بين مدّ وانحسار. وتوثق الأدوات الاعلامية بشكل متواصل القرارات التي يتخذها صناعها، والقوانين التي تصدرها وتتداولها مؤسساتها التشريعية، والقضايا التي تبت فيها المحاكم، والأنشطة التي تقوم بها الأحزاب والقوى والجمعيات الاهلية، والعلاقات بين هؤلاء الفاعلين. كما تشكل هذه القضايا مادة هامة في النقاشات العمومية سواء في المجال العام أو الافتراضي وعلى مستوى ممارسات الحياة اليومية. وفي نفس الوقت، فإن الانتاج في حقل علم السياسة هو أيضا لا يتوقف، نتابعه في النتاجات المتواصلة للاصدرات المختلة بفروع علم السياسية، وفي الندوات التي تنظمها الجمعيات المعنية بهذه التخصصات، وفي الأبحاث التي تقيمها مراكز البحث حول قضايا السياسة، وفي الدروس التي يتلقاها طلبة العلوم السياسية في جلّ جامعات العالم.
ويرتبط هذا الإنتاج بصناعة هامة وكبيرة استحالت بشكلها العلمي – المعرفي الى إشكالية علمية ومعرفية جديدة اطلق عليها في مفهوم العلوم النظرية ((الأدب السياسي المقارن)) وهذا الادب يعتبر اليوم العمود الفقري في اساسيات علم السياسية.
إن سؤالنا هنا، هل هناك حاجة إلى علم سياسة يدعو إلى البحث في العلاقة بين السياسة كفعل، والسياسة كعلم؟
إن الجواب التلقائي الأول عن هذا السؤال، والذي لم يتوقف العديد من علماء السياسة في الدفاع عنه هو أن علم السياسة يضمن فعلا سياسيا أرتقائياً "بمعنى تراكمياً"، سواء كان الأمر يتعلق بالسياسات العامة للدول أم بالسياسات المنشأية "الوضعية" كسنّ الدساتير او تشريع القوانين او خلافه.
عندما كان علماء السياسة الأمريكيون الأوائل يسعون للحصول على موارد مالية من مجلس الشيوخ الامريكي ومن الكونغريس بعيد الحرب العالمية الثانية لتمويل اكقامة اكاديميات خاصة بالعلوم السياسية كتخصص مستقل عن باقي الفروع الأكاديمية، كانوا يؤكدون الحاجة إلى هذا التخصص لكي يمد صانع القرار في دولة تحولت بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة عظمى، بمعرفة قواعد الفقه السياسي المقارن, وادراك قوانين السلوك السياسي العام والتي تسمح بمعرفة ليس الحاضر فقط، بل وبتنبئ المستقبل، وتهييء صانع القرار بالمعرفة التي تسمح له باتخاذ القرارت المناسبة للأوضاع التي يعرفها بشكل أفضل عن طريق علم السياسة.
وفي مقلب آخر ومختلف، فقد كانت الأطروحة الماركسية والنظريات الشيوعية التي تمخضت عنها تعتبر "إن اعتناق الشيوعية لا يعني فقط التسليم بنظرية مادية تعطي العقيدة المادية الجديدة في الدول التي تسعى لبناء منظومة فكر مادي – سياسي ثوري دورا في إدارة عملية الصراع الديالكتيكي, بل كانت تركز على اهمية البعد العلمي في ذلك من خلال تعميق مفهوم العلم الى جانب الثورة, فكانت نظرية الثورة العلمية هي منتج ماركسي شيوعي قبل ان تكون نتاج الثورة الصناعية الاوربية. حيث كان علم السياسة في الفكر الشيوعي غاية في الأهمية تطبيق تلك النظرية في الحياة اليومية الى جانب كونه محرك دفع اساسي في صراع الطبقات.



#عبد_العزيز_المسلط (هاشتاغ)       Abdulaziz_Meslat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية جديدة في الأدب السياسي المقارن- جزء 1
- ورقة مقتضبة في نظريات الطفرة العولمية.
- اقتصادنا ينتحر، ثم لا يجد له منقذ!
- مابين الثقافي والعضوي…… رؤية فلسفية، أم عقيدة لاهوتية؟ ج2
- مابين الثقافي والعضوي…… رؤية فلسفية، أم عقيدة لاهوتية؟
- أزمة الطاقة العالمية (الآفاق والتداعيات)


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز المسلط - رؤية جديدة في الأدب السياسي المقارن- جزء 2