أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير المطيعى - قلم خلف قضبان الغربة














المزيد.....

قلم خلف قضبان الغربة


سمير المطيعى

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


أريد أن أخرج بهذه الكلمات من هذا القبو المظلم الخانق الذي وضع عقلى كما في زنزانة ، وأصبح فكري أسيرا كما لو كان وراء قضبان أسيرية وأثيرية .
فأنا مندفع إلى حافة يأس نتيجة كدح ثقيل وعمل شاق مرهق صعب متطلعا إلى يوم حريتي , أحس وكأن القضبان التى وضعت فيها ذاتي هي التى وضعتني فى دوامة حلزونية أو قل لولبية لا ترفعنى أبدا بل تجذبني إلى أسفل معضدة بهذه القوة الجاذبة الطبيعية التى لا تعرف إلا التراب ، أريد أن أنطلق ولو بكلماتي خارج هذه القضبان . قضبان عمل وكدح وعرق .
نداء لبعض أخوتي من أبناء وطنى وبنى جلدتي في ولاية تينيسي .
إنها ظاهرة تنمو وتتسع حتى أصبحنا جميعـًـا رويدًا رويدًا وراءها .
لقد وضعنا أنفسنا بأنفسنا خلف هذه القضبان بطموحاتنا الفوضوية وعقم تفكيرنا .
استدعيت نفسي لنفسي بإرادتي ، وتأملت حالتي وما وصلت إليه فوجدتنى منحدرا إلى الحضيض .
نظرت من حولى وجدتهم أكثر شقاء من حالى . فيالتعاستنا كلنا ..
نماذج غير صالحة للحذو وأنا أولهم .
لقد شوهنا طبائعنا التى أتينا بها من بلادنا ، واندثرت مواهبنا وأصبح أفضل طموحاتنا هو كسب حفنة من تراب .
إذا سالت بنى جلدتي ، لا أسمع إلا التمرد أو قل عدم الرضى والتبرم.
وقفت بصدق وواجهت نفسي كما قلت بنفسي ..
فوجدتني أغرق في بحر من القلق لقضية إنسانية . هى قضيتنا كلنا،
وقررت الآن أن أحاول تطهير نفسي من هذه الأنانيات الداخلية ؛ حتى أستطيع أن أكون غير مشوه ، فأعود لبراءتي حتي أجدني إنسانا ؛ حتي يعود فىّ الفنان الحساس القلق على القضية الإنسانية .. نعم سأُطهر نفسي كي أُصبح إنسانـا ؛ كى أفصح عن نفسي .
أعلم أنني أحب بنى قومي ، وأعلم أنهم سيعيشون وسيحيون من دوني
أعلم أننى لست خبزا يُؤكل ولست ماء يُشرب وليست لديهم بى حاجة
ولكني على يقين أنهم وراء القضبان مثلي تماما ، فهل أستطيع أن أجعلهم سعداء ؟
هل أستطيع أن أخرج بهم خارج نطاق القضبان المظلمة ؟
نعم .. أعلم أن الأكثر دهاءًا من الناس يأخذون أو يخطفون ما يجدون ليزدادوا ثراءا ..
هل رأيت كما أرى هذا الرجل يحرث الأرض ويقطر بعرقه عليها حتى تكون سهلة لحفرها حينما يريد أن يدفن بها ؟
يالهذا ... ألهذا خلقت ؟ تعرق لتحفرها كى تدفن بها فتلتهمك فوهتها بلا شفقة .. يالتعاستنا !! ...
أري هذه المرأة تماما مثل أمها حواء تجري وتلهث وراء ورقة خضراء لعلها تغطي بهذه الورقة عوراتها وعيوبها؛ فلا يراها أحد ويمتدحها الآخرون بكثرة أوراقها الخضراء.
لعلك ياسيدتي نسيتي أن وريقاتك الخضراء تختلف تماما عن وريقات أمك قديما ..
فاحرث يا أخي واعرق كثيرا ، والهثى يا سيدتي وراء الأخضر وغطي ما شئتي وتزيني به ، ودقى خلاخيل قدميكى الذهبية كي ما تطربي سمعك وأذنيك . غني سيدتى على إيقاع أساورك الذهبية . ارقصى سيدتي على كلمات المطرب الساهر وأنغام أنغام ، واحلمى مع أحلام فى مجيئك وترحالك .
ولكن كلمة فى أذنيكَ وأذنيكِ ..
قلِبوا الأرض ما شئتم والهثوا وراء الأخضر كيفما شئتِم ...
فالأرض حتما ستصبح وسادتنا ، والأخضر سيكون أجر من وضعنا على وسادتنا .
ولهذا كتبت ...



#سمير_المطيعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير المطيعى - قلم خلف قضبان الغربة