أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - ليس الإنسان ضعيفا














المزيد.....

ليس الإنسان ضعيفا


سعد كموني
كاتب وباحث

(Saad Kammouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 10:17
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لولا الموت ما كان من شيءٍ يدفع الإنسان لإعمال ذهنه، إذن المواجهة هي مع الموت، ‏وما سوى ذلك معارك ثانويّة، مردّها إلى النفس الأمارة بالسوء، التي تُظهر الإنسان ضعيفاً أمام ‏الشهوات والنزوات والرغائب والأطماع و..... أما الإنسان فهو قويّ من كونه لم يتصالح مع ‏الموت منذ مئات الآلاف من السنين. ‏
أحرز الإنسان في هذه المواجهة انتصارات عظيمة على مدى آلاف السنين، ولأوّل مرّةٍ في ‏تاريخ هذه الأرض يكون عدد سكانها أكثر من سبع مليارات نسمة، أفلا يحتسب هذا في ميزان قوّةِ ‏الإنسان؟ ‏
الضعف أمام الموت لا يعدّ ضعفاً، بل هو قوةٌ لأنه يستبطن إصراراً على الحياة، وليس ‏من المنطقي أن نستغلّ استفحال ظاهرة فيروسيّة، لنشمت بالعقلانيين، والمؤمنين بالحياة، ‏والظانّين بأنفسهم وقدراتهم الظنَّ الحسن. وأكثر من يشمت هم بعض المتدينين الذين يزعمون أن ‏الإنسان ضعيف؛ فكائن غير حيّ لا تقوى على رؤيته بالعين المجرّدة استطاع أن يفرض تهديداً ‏حقيقيّاً، قتلاً، أو حجراً، أو هلعاً! يا لهشاشة الإنسان، وهم يعمدون إلى البحث في القرآن الكريم ‏أو في الإنجيل عن سندٍ يطلق ألسنتهم في الكلام على هشاشة الإنسان. وغاب عن أذهانهم أنّ ‏الله لا يعبده إلا الإنسان القويّ، فالذي انتقل بالإنسان من الخضوع للأشياء والغرائز والشهوات، ‏وعبادتها واتباعها بحثاً عن السعادة أو النجاة، إنما هو الشعور بأن الخضوع لخالق كل شيءٍ إنما ‏هو إخضاعٌ، أو إمكانيةُ إخضاعِ كلِّ شيء لمصلحة الإنسان، فارتباط المؤمن بالله وحده، يعني ‏أن الكون كل الكون متاح مباح له. فالله يقول بأن هذا الكون مسخّرٌ للإنسان، ما يعني أن من ‏واجبات الإنسان أن يتصرّفَ مع هذا الكون من موقع المقتدر لا من موقع الضعيف المطأطئ ‏الرأس. وهنا تجدر الإشارة إلى تحديد موطن الاقتدار في الإنسان، هل هو في الطمع، والجشع، ‏والاستغلال، والقدرات العسكرية والهيمنة وحب السيطرة، وإذلال الشعوب لنهب الثروات، بحجة ‏مفتعلة أو من دون حجة؛ أم أنها في العقل والعقل وحده، وفي احترام إنسانية الإنسان؟؟؟؟
إنّ الله جعل الإنسان خليفةً له في الأرض ، ومكّنه من العلم " وعلّم آدم الأسماء كلها" ‏فالإنسان الذي يتنازل عن عقله الذي بواسطته يسمي الأشياء، هل يبقى خليفةً لله؟
أما الكلام على فشل نظام صحيّ، أو اقتصاديّ، فهذا ممكنٌ بل ينبغي أن يكون، وأضفْ ‏إلى ذلك أن سلّمَ القيم الذي ينبغي أن يرافق البحوث العلميّة والاكتشافات، ينبغي أن يعاد النظر ‏فيه، لكونه أتاح فرص الفشل الإنساني أكثر من فرص النجاح. وهنا لا أتحدّث عن أخلاقيات ‏مظهريّة، بل أتحدّث عن مكوناتٍ وجدانية، تكون انعكاساً حقيقياً للمكونات الواقعية، لتظهر آثارُها ‏جليّةً في إعادة صياغة سلوك الإنسان مع نفسه ومع الطبيعة، وكذلك إعادة صياغة روائزه ‏الداخلية، وعتباته الحساسة. فالكلام على هشاشة النظام الصحي أو النظام الاقتصادي لا يعني ‏أبداً هشاشة الإنسان، بل هو حافزٌ لتعزيز إرادة القوة، فالموت لا يستدعي أن ننتظره، بل يستدعي ‏أن نقرر كيف نعيش، فالأفكار كل الأفكار تتوخى تحسين العيش في هذه الأرض. وتتفاعل هذه ‏الأفكار، وتتعزز التجارب، وسيهزم الإنسان الموت، مع أنه ضرورةٌ للاستمرار.‏



#سعد_كموني (هاشتاغ)       Saad_Kammouni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من ثورة تقدمية
- الوحش ليس شكلاً بل مضمون
- كورونا والثورة
- أنت المسؤول
- تهافت التأويل العلمي عند زغلول نجار وآخرين


المزيد.....




- أول زيارة لرئيس فرنسي منذ 2008.. شاهد استقبال ويليام وكيت لم ...
- حرائق كبرى في جنوب فرنسا وفي إقليم كتالونيا الإسباني
- إسرائيل تخطط لإنشاء مدينة -إنسانية- جديدة في رفح!!
- -بألم كبير-.. هكذا تتفاعل الجالية العربية في لوس أنجلس مع ما ...
- العراق.. طفل يجهز منظومة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء!
- حريق سنترال رمسيس بمصر.. إليكم الصور مع التفاصيل الكاملة وآخ ...
- خلال اجتماعه مع ترامب.. نتنياهو: للفلسطينيين الحق بالتمتع بس ...
- الكويت.. ضبط مواطن يروج ويشارك بأنشطة قمار على -سناب شات-
- عرضٌ لم يُقبل: حين اقترح صدام حسين اغتيال الخميني وشاه إيران ...
- غزة: مقابرُ امتلأت عن آخرها.. والفلسطينيون يواجهون مشقة دفن ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - ليس الإنسان ضعيفا