أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم القيشوري - كورونا والنظارة العجيبة














المزيد.....

كورونا والنظارة العجيبة


عبد الكريم القيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


.. من خلال هوايته البحثية التي كان يباشرها كمهووس؛ لكل ما له علاقة بالأسلاك الضوئية؛ والزجاج والإلكترونيات والخشب و..و.. مذ كان يافعا. توصل عند شبابه .. إلى اختراع جديد؛ تزامن وظهور جائحة وباء فيروس كورونا. أطلعني بداية الأمرعلى نتيجته المجسدة ؛ في اختراع نظارة ليست كالنظارات. سألته : كيف ؟
قال : نظارة تقوم بعمل المجهر وأكثر؛ أي تكبر بدرجات لا تصدق.
سألته منبهرا مرة ثانية : كيف ؟ لم أفهم ؟
استأذنني لحظة؛ وأطلعني على النظارة الخارقة للعادة. أمرني بوضعها على عيني ناثرا فوق لوحة معدنية ذرات من غبار دقيق؛ لا يرى منها إلا الغبش بالعين المجردة. النتيجة كانت غير متوقعة. اندهاش وخوف من جيوش كائنات تكتسح اللوحة المعدنية اكتساحا غريبا. أزلت النظارة مذعورا مستفسرا. ماهذا العجب العجاب؟ رد صديقي المخترع وهو يلف ويدور حول نفسه فرحا رافعا النظارة بيده اليمنى ويلوح بها في الهواء بشكل دائري : ذاك هو القصد من الاختراع صديقي . السبق العلمي لخريج جامعي عاطل. نظارة الرصد لفيروس كورونا الجائح على مجالنا الكروي. أردت أن أشركك معي لتعيش تجربة النجاح ؛ وتكون شاهد عيان على الاختراع.
سألته : أية تجربة ؟ رد: سأنجز نسخة ثانية من هذه النظارة لتصاحبني في رصد تحركات ملكة التيجان.
أية ملكة تيجان ؟ تقصد .
رد : كورونا صاحبة الجلالة والمهابة. ضرب لي موعدا بعد يومين على أمل أن ألتحق به بورشته بالمنزل. حقيقة جاريته في العرض؛ وأخذت على نفسي تحدي حضور تجربته التي عاينتها عن كثب .
في الموعد كنت بالورشة. طرقت الباب. فإذا به يرد : ادخل يا حسن. وجدته وحيدا كعادته وسط أرخبيل من خيوط أسلاك؛ وهياكل حواسيب؛ وقطع زجاج ومواد تختلف باختلاف الغرض المبتغى منها بالنسبة له . يقلب بين يديه نظارة يمينا وشمالا. قائلا : هذه نسختك التي هيأتها لك خلال هذين اليومين؛ جرب مقاسها على عينيك ؟ وضعتها على عيني المقفلتين؛ لم أرد أن أفتحهما؛ حتى لا أرى عجبا. قال لي : طيب على مقاسك. هيا بنا . إلى أين ؟ قلت له.
قال لنتسوق الأخبار التجريبية من إحدى الأسواق التقليدية المجاورة. أخذ في يده قفة؛ وتأكد من ترخيص التنقل في جيبه؛ وضع الكمامة على مستوى أنفه وفمه؛ قمت بنفس الفعل؛ سحبنا الباب وراءنا؛ وانصرفنا. ما إن اقتربنا من محيط السوق بأميااال؛ حتى انتهت إلى مسامعنا جلبته وضوضاؤه؛ فأمرني بوضع النظارة على عيني كما وضعها هو. صحت : ياإلاهي. ماذا أرى ؟ رد علي: ماذا ترى ؟
مهرجان لملكات التيجان محاطة بحرم وحشم وحرس وجيوش وأمن.. منتشرة انتشارا فظيعا ؛ لا يمكن من خلاله أن تطأ قدم إنس ولا جن محيط السوق؛ وليس الدخول إليه. أزلت النظارة من عيني. لم أعد أرى ما كنت أراه بالنظارة. عندها قال لي صديقي المخترع : هيا نرجع بسرعة. أسرع أسرع. ألم تر بأم عيني نظارتك جيوش فيروس كورونا واحتفالاتها بضحايا السوق لهذا اليوم . أكيد في أخبار المساء التلفزية ستسمع بأن مؤشر ارتفاع ضحايا الإصابات بفيروس كورونا قد ارتفع.

عند عودتنا ونحن في الطريق ؛ أشرت عليه بتسجيل براءة ملكية فكرة اختراعه العجيب؛ والسماح باستغلاله من قبل السلطات الصحية.. خاصة في هذه الظروف العصيبة؛ وسيكون لك بالتأكيد مقابل.
أخذته هستيريا الضحك وبدأ يصرخ : عااطل...عاطل..نظارة.. نظارة.. براءة اختراع..
لما حان موعد الأخبار التلفزية المسائية التي كنت أرقبها بلهفة للاطلاع على عدد ضحايا جائحة السوق وما جاوره ؛ أعلن عن حالة وفاة خريج عاطل بورشته المنزلية..



#عبد_الكريم_القيشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم القيشوري - كورونا والنظارة العجيبة