أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عمر إبراهيم - إلى حياة الفهد














المزيد.....

إلى حياة الفهد


عمر إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 10:08
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


راعني ما سمعته من مقالتك بشأن الوافدين، ليس بسبب فظاعته بل بسبب صدوره عنك أنت تحديدا.

قد لا تعرفينني ولكنني أعرفك جيدا. عشت في الكويت طفولتي وكانت أحلا سني حياتي. كنت أنت وسعاد عبدالله أفرادا من عائلتنا الصغيرة، فلا تحلو أمسية دون إطلالتكما على شاشتنا الصغيرة أيضا. علمتني والدتي أن بلاد العرب أوطاني، ولذا، ما إن اشتد عودي حتى تأكدت من أنني أحفظ وطني الكويت سلمت للمجد عن ظهر قلب كما أحفظ اسمي وسورا قصيرة من القرآن الكريم، كما أحفظ النشيد الوطني لكل بلد عربي. علمتني أننا في الكويت لسنا مغتربين بل هي وطننا كما هي فلسطين، وأن الدفاع عن الكويت واجب كما هو الدفاع عن والديّ. عظيمة هي أمي وعظيمة هي البلاد التي أتاحت لها أن تعلمنا ذلك. نشأت ألتهم مجلة العربي كلما صدرت وأتمنى يوما أن أكبر فأكتب فيها.

لم أكن أدرك حينها معنى ظلم ذوي القربى، كل ما عرفته أن فلسطين اغتصبت ويجب أن نرحل حتى نكبر ونعود نحررها. تربيت على أن الكرامة وعزة النفس هي ثروتي وكل ما دونهما دون، وعشت ولله الحمد مرفوع الرأس عالي الجبين، كما هو الفلسطيني حيثما حل وارتحل.

دارت الأيام وما زالت فلسطين مغتصبة، وبينما ينهش أشقاؤنا العرب في جسدها المكبل، تطل الكويت قمرا يفتقد في الليلة الظلماء وتعطيني الأمل بغد تقود البلاد العربية فيه العالم نحو رفعته.

أعاتبك والعتب على قدر المحبة. إن ضاقت الحال بوافد طرق بابك فليس لأنه منقوص. الأرض أرض الله وإن حصد الوافد من عرق جبينه لقمة تقيم أوده فذلك كده وتعبه لا منة وفضلا من أحد. أما إن تسول أو أساء الأدب أو استغل مقامه، فالمنة لله في أن يجعل الكويتيين هم من يعطي لا من يأخذ. يقول القائل، واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت، إليك لا لك عند الناس حاجات. علمي من اعوج مساره، خذي بيده، أدبيه ولكن لا تنبذيه، فلست أفضل منه، ولا فضل بقول إسلامنا إلا بالتقوى.

بقول إسلامنا كذلك، الله سبحانه هو الرزاق، ولن يعجزه أن يسوق للكويتيين المشافي إن احتاجوا لها، بل لعل الإحسان للغريب وعابر السبيل يكون سببا في ألا يحتاج الكويتي المشفى من الأساس. الله لا تعجزه كثرة العدد ولا يُطال رزقه بالتضييق على عباده الذين لولا ظلم بلادهم ما خرجوا منها. مصر تجعل العائدين يدفعون مقابل مقامهم في الحجر، فكيف بالله عليه سيؤدي العامل المصري ثمن مكوثه في الحجر إن لم يجد؟ وكيف يفعل إن أوصدت الكويت بابها دونه؟ لم تتسرعي بل زللت وليس ذلك مقبولا بحقك.

ذلك الإسلام الذي ننادي به يقول ربه "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"، ويقول "والذين لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذى"، فأين نحن منه؟ إن كان ظلم هرة موجبا لجهنم فكيف بظلم ابن آدم؟ ولا حسد يا عزيزتي، فالحسد والله هو الرزاق ضرب من حماقة. لا حسد في نعمة تفضل الرزاق بها على خلقه فهو صاحب الشأن فيمن يعطي وعمن يمنع، إنما هناك غبطة، أغبط الكويت فيها وأرجو الله أن يرزقنا بمثلها، ذاك مرزوق الغانم، والله وتحسدون عليه.

تذكري، إن أعطيت فلست أفضل ممن أخذ، حاجته عندك وحاجتك عند الله، تخيلي لو أن الله سخط علينا بما يرزقنا فكيف سيكون حالنا.



#عمر_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود عباس لا يمثلني!


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عمر إبراهيم - إلى حياة الفهد