أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام نكادي - قصة قصيرة تحت عنوان - حكيمة من دون فلسفة-














المزيد.....

قصة قصيرة تحت عنوان - حكيمة من دون فلسفة-


عصام نكادي
طالب باحث، حاصل على شهادة الإجازة في شعبة علم الإجتماع من جامعة ابن زهر.

(Issam Ngadi)


الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


صعدت إلى الحافلة متوجهة صوب مؤخرتها، حاملة بين طيات تجاعيدها بقايا تراب بني اللون ممتزجا ببعض العرق المتكبد حول جبينها؛ فخليط التراب والعرق أصبح قارا في مكانه ولم يستطع الجريان فوق صفحة الجبين بفعل الأودية والحفر التي تملئ وجهها. أطلقت العنان لنظراتها متصفحة المكان بغية إيجاد كرسي فارغ لكي تستريح من عناء ردفيها السميتين و نهديها الكبيرتين المنتفختين كبطيختين من الحجم الكبير؛ لكن لم يكن لها ما أرادته، فالحافلة عامرة بالركاب، والكراسي ممتلئة بأجساد تحمل هواتف، وترتدي ملابس، وتبتسم تارة للشاشة وتتحدث معها تارة أخرى. تقدمت بخطوات ثابتة إلى الوراء متملية بعينها الناعستين كومة الأجساد هاته طالبة منها ولو القليل من الرأفة لكي تأذن لها بالجلوس من أجل أن تنفض من على كتفيها شقاء يوم حار وتعب.لكن لم يستجيب لها أي من الراكبين، فالكل متشرنق على ذاته، غاطس في عالم من الوهم و اللامبالاة بما يحيق أو يحوم حولهم. رَجعت خطوتين أو ثلاث إلى الوراء، وضعت كيسا أزرق مزركش اللون تتوسطه ألوان باهتة بفعل صفعات الشمس ومرارة الزمن. لم أستطع أن أميز من بين خليط الألوان هذا سوى لونين هما اللون القرمزي و الرمادي وكلمة صغيرة مكتوبة باللغة الانجليزية على الشكل التالي ”be happy”،أظن بأنها لا تعلم المعنى المراد من هذه الكلمة، فلو كانت تعرف معناها لكانت قد مزقتها، لأن مثل هكذا أحاسيس لم تعد تشعر بها منذ زمن بعيد.وضعت الكيس على أرض الحافلة ورمت بجسدها على قضيب حديدي مخصص لمثل هذه الحالات، أخرجت من جهة بطنها بقايا خبز تبدو عليه ملامح الشيخوخة، قضمت منه قضمة صغيرة وبدأت تلوكها في فمها حتى تحلب، وسارت بضع حبات ريق تتسل من حوافه المهترئة.لكن، وبعد مرور قرابة خمس دقائق نادت عليها فتاة يانعة في السن، حسنة المظهر، لها شفتان دائريتان مطليتان بطلاء زهري اللون ولها عنق نحيف وطويل بعض الشيء يتجاوز مكانه الاعتيادي. شكرت الفتاة على هذا الجميل التي تقدمت به تجاهها و توجهت ناحية الكرسي المرخص لها الجلوس فيه.لكن وهي تستعد للجلوس على كرسيها، علا صوت امرأة كانت تجلس وراء كرسيها محذرة إياها من عدم الجلوس في هذا المكان لأن الشمس الكَسْلَى قد سلقته، لكنها لم تأبه للتحذير الذي سمعته للتو، وردت عليها ردا لا يخلو من حكمة و تجربة تنمان عن معاناة وصراع مريرين مع الزمن.فقد كان جوابها على النحو التالي:”أحياني ألالا، حر الشمس ليه الدوا؛ أما حر الزمان هو ليما ليه الدوا”.



#عصام_نكادي (هاشتاغ)       Issam_Ngadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام نكادي - قصة قصيرة تحت عنوان - حكيمة من دون فلسفة-