أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنية شربطي - من وحي هذه المحنة الإنسانية : التباعد الاجتماعي القصد منه حماية الإنسان من فشل هذه المنظومة أم حمايتها من إنسانيّة الإنسان ؟














المزيد.....

من وحي هذه المحنة الإنسانية : التباعد الاجتماعي القصد منه حماية الإنسان من فشل هذه المنظومة أم حمايتها من إنسانيّة الإنسان ؟


سنية شربطي

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمدّد بي العمر ولم أقع بفخاخ منظومتهم عالميّا ومحليّا لا ترهيبا ولاترغيبا وإعتصمت بإيماني بأن المقاومة بكل الامكانات وعلى كل الجبهات عبرالأجيال هي النهج الأثبت للإنعتاق البشري في يوم آت ...
هذه المحنة الصحيّة على المستوى العالمي جعلت منّا كبشر أكثر قربا وإتحد مصيرنا ولامسنا الألفة التي طمست طويلا...وهذا في إعتقادي المنحى الأصلي والأصيل الذي نحتاج إلى تطويره نحو العمل على تفنيد أسطورة المنظومة العالمية القائمة على محركات النمو عبر المنافسة حتى تتحقق الوفرة والرفاه فإذا بالعالم يصدم إبّان كرونا بنقص فادح أو إنعدام مطلق لمستلزمات مجابهة مثل هذه الجائحة لامن حيث التجهيزات ولامن حيث فكرة التنظيم وترتيب التدخلات ولا من حيث إستعداد العنصر البشري في جل الإختصاصات وتعرى السيستام وفهم الانسان في كل مكان بأن خدعة حيكت في كل برمجيات حياتنا لإستعبادنا تحت سقف الإنتاج والاتجار والاستهلاك الشيئي غير المتسق مع إستحقاقاتنا الإنسانيّة بل هومتسق مع ربحيّة فئة صغيرة إن كانت محليا أو عالميا .
غير أنّ هذه المحنة بها من اللّبس ما يجعل كل واحد منّا يرصدها ويعيشها مستحضرا كل المحاذير لأنّ أذاها يصيب في مقتل الوجود الإنساني لذلك علينا بالتوقي الموصى به من العارفين وبالنسبة لمسبباتها اترك تبيانها للزمن القادم فهناك كما يقال زمن تحدث فيه الأشياء وزمن آخر يفهم فيه الناس ما حدث...
اما مآلاتها فهي تشي بالتغيير ولكن لنتساءل عن ماهية بوصلة التغييرالمأمول هل بوصلة النظام العالمي القائم ورغبته المسعورة نحو تركيز منظومة حكم عالمية واحدة ووحيدة في يد أمريكا وحلفائها أم في يد قوة جديدة قد تكون الصين مثلا وحلفائها وحينها ما مصير الإنسانيّة ؟ الأكيد أننا سنكون بين فكي منظومة توحش بسلاح خطر الموت الداهم المستمر فبرمجيات التوحش تثبيت الرخاء للأقلية وتثبيت المخاطر للأغلبيّة .
أم يا ترى إرادة شعوب العالم ستنتصر لنفسها وتسعى لتغيير نمط تفكير الإنسانية وتؤسس منظومة عيش بوصلتها إنعتاق الإنسان من ضرورات الإستهلاك المملى فكرا وتنظما وسلوكا حسب أولويات نموهم نحو العيش الكريم للانسانية بمسؤولية إراديّة وتضامن مجتمعي والقطع مع الربحيّة التنافسيّة ؟؟؟ ذاك الجذر المؤسس لكل علل الإنسانية.
فهل تؤسس كورونا للأثرة المتوحشة أم للإيثار الإنساني هل تؤسس الرخاء للأقليّة والمخاطر للأغلبيّة أم إنعتاق الإنسان من سجن التشيّؤ والربحيّة من نمط استغلال الانسان للانسان تحت معلبات الترهيب التبريريّة ؟...
المعلوم بيوم الناس هذا أنّها معركة وجود أمام عدو خطره محقق و مبهم و متفاقم مرض كان أو فيروس عفوي أو مفتعل الحصيلة إنّه قاتل للنفس وقاتل للعلاقات الإجتماعيّة مادامت التوصية السحريّة لمحاربته هي التباعد الاجتماعي .
فهل هذا التباعد الاجتماعي القصد منه حماية الإنسان من فشل هذه المنظومة أم حماية المنظومة الفاشلة من إنسانيّة الإنسان ؟ وكأنّه مفهوم خطير لأن ظاهره حمائي إذا ما أعتمدناه ظرفيا أما باطنه عدائي إذا كان منشوده الدوام وإحياء فكرة أنّ الآخرهو الجحيم عوض أن الآخر هو ملاذنا عند المرض ...
وإقتصاديا لأنه ينبؤ بدفن عصر الإنتاج الصناعي كمنهج وإعتماد الإقتصاد الرقمي- المالي أما سياسيا فهو أمر ينذر بعجز منظومة الحكم القائمة في الدول وحتى قصور إتحاداتهم الجزئية أو الدولية وهو أمر لا يخفونه بل يسوقون له بشكل فرجوي: بلد تغلق على بلد - بلد تسطو على امدادات لبلد من نفس الاطار التنظيمي - عقائدي أو عرقي أو جغرافي قاري او دولي ( ما عدى بعض الدول صاحبة تقاليد التضامن بين الشعوب لمرجعياتها التاريخية أو لعلها تبحث عن تموقعات ما بعد الأزمة ) ولا أظنّ أنّ مثل هذه المواقف تترك من لدنهم للإرتجال أو للصدفة بل كانهم يشهرونها حتى يسوقون أنّ ما توصلت له قبضة النظام العالمي الجديد من التحكم في العالم غير كافية بل لابد من السعي لضرورة توحيد منظومة حكم عالمية واحدة ووحيدة تتجاوز العولمة لاعتناق مضامين الكوكبة النيوليبرالية حتى تنقشع هذه التهديدات المحققة لوجودنا وكأنها مساومة جديدة لبرمجيات إرتهان الجموع البشريّة لفئة من أسياد العالم بحراسة لابحسب الشرعية المعهودة بل أيضا بمشروعية البشر المهدد في وجوده وما شهادات الحصار والتعنيف والتشديد على حركة البشر دون السلع إلا لحكمة تراها منظومتهم حامية لمصالحها .وللقادم شروحه .
جملة من المعاينات ومن التوقعات مشروعة لكل انسان يخوض تجربة يومية في مجابهة خطر محقق ولي في هذا البلد وفي العالم من تعنيني سلامتهم بل تعنيني سلامة كل البشر وتراودني أفكار جشع هذه المنظومة في تفاصيل التقاصيل لحياتنا ولا أدعي أنها قراءة عميقة أو ماسكة بكل زوايا هذا الوضع المستجد ولكن أحاول أن أفهم تقاسما وتفاعلا مع أي إنسان آخر أدرى أو أعرف للإثراء المتبادل و فقط المقتنعة به هو أنه لا يمكن لأيّ إنسان مهووس بتغيير حياته وحياة بني جلدته للأفضل من إدراك شيء محدد ألا وهو أنّ أيّ عمليّة تغيير لحاضرنا لاتكون صائبة طالما لم ندرك اتجاهات المستقبل وأطروحات إحتمالاته وأن تجاهلنا لهذا الادراك سيجعل مجهوداتنا في التغيير رهينة نماذج محنّطة ماضويّة لن تفيد البشريّة بل ستزيد من تقهقر وضعها الراهن ..وعلى كل حال هذا ما تبرهن عنه أعمال الأطراف التي تعتقد أنها فاعلة بحكم منصبها أو تكتلها الحزبي أو بحكم تمثّلها بهياكل الحكم والتسيير فهي كأنها تسيّر في ما لايسير. وهو أمر بيّن لجميع الشعوب المعاصرة التي تحكمها عموما نفس طبيعة التنظم الهيكلي للدولة ونفس مضامين الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
منظومة حكم عقيمة تعصف بما تبقى في المخيال الشعبي عن دور الدولة الراعية محليّا وعالميّا وتحيلنا بالضرورة لإعادة التفكير في النمط الذي نعيشه طوعا أو فرضا
ولاأعتقد أن هناك لحظة أكثر إلحاح مما نعيشه حيرة وذعرا كأشخاص وشللا وعجزا وقصورا بهياكل الدولة كمجسد للحاضنة التنظيمية سواء في وطننا أو في غيره ...
(يتبع حول عطب المنظومة)



#سنية_شربطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنية شربطي - من وحي هذه المحنة الإنسانية : التباعد الاجتماعي القصد منه حماية الإنسان من فشل هذه المنظومة أم حمايتها من إنسانيّة الإنسان ؟