أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ماجد الشمري - رداء الوضع البشري وفضيحة الفايروس!















المزيد.....

رداء الوضع البشري وفضيحة الفايروس!


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 21:54
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


الفايروس الملكي المتوج بالرعب الهستيري والاجتياح العالمي.هذا البعبع العولمي الجديد الخفي الجواب الذي لايستقر ويتحرك بسرعة عبر الدول دون جواز او هوية،الذي هز الارض وسكانها ودحرجها بخفة وهستر ناسها بخبال كوني.هذا الكيان الميكرسكوبي غير المرئي الذي انزل خليفة الارض المزعوم و المنصب سماويا،وسفله الى حضيض الكائنات المسترقة والاسيرة ،وجعله يصرخ هلعا ويطلب العون من شياطينه واطيافه ومخلوقاته السماوية-الروحية التي تغيب وتسبت في الاكتفاء والرفاه وتحضر في الازمات و الملمات!وجعلته يلجا بقطعانه وجموعه للبيوت متواريا خلف ابواب مغلقة وهو يرتجف هلعا كاطفال مذعورين من مجهول قادم و لاحول لهم ولاقوة،فاصبحت الارض موحشة بغياب البشر وحركتهم اليومية.هذا الامبراطور كوفيد19- التاسع عشر الذي توج نفسه بنفسه دون بابا ولامجلس لوردات!.يطوف اليوم ومنذ شهور عبر القارات ومدن العالم المكتظة وحيدا كغجري أفاق، دون اساطيل ولااسلحة دمار شامل ولاصواريخ بالستية برؤوس نووية ولا دورونات مسيرة.هذا الكيان المجرد الا من مورثاته من الدي .ان. اي ،او الار. ان. اي،حساء الاحماض النووية،وتلك الجزيئات التي تحمل شفراتها الجينية بغلافها البروتيني الدهني الحامي لتلك الجينات عند وجودها خارج الجسم المضيف،هذا القوام ماقبل الخلوي الذي يحتاج لمضيف بايولوجي يستوطنه وبالتحديد داخل الرئتين حتى يستمد الحياة ويتطور ويتكاثر وينتشر داخل الخلايا الحية.بلبل وصدم العالم،وكسر نمط الحياة والسلوك والتعامل الاجتماعي، وزرع الخوف الملتاث وهاهو يدمر ببطء النظام الاقتصادي النيوليبرالي المتوحش ويقوده نحو مجهول كارثي ستعاني منه شعوب الجنوب اكثر و بمتوالية هندسية لفقرها وتخلفها،ومامظاهر الركود وانخفاض اسعار النفط والخامات والشلل في الانتاج والخدمات بأسثناء القطاع الصحي والذي هو ايضا يعاني من القصور والعجز في السيطرة على الفايروس.فعالم اليوم في حالة حصار وطواريء وازمة على كل المستويات والصعد.عالم يرزح تحت تأثير الصدمة الوبائية المدمرة للانسان والعمران،فمدن العالم المكتظة باتت اليوم مدن مهجورة شوارعها وساحاتها خالية من البشر صامتة كالمقابر!.من فعل كل ذلك؟!. انه الكورونا,, فيروس نبيل بلا نوايا شريرة، وليس كما يوصف ويلعن ويشيطن ويلبس بالشر والخبث والمكر والعداء للبشر فهو ابعد مايكون عن خبث وشر وعداء الانسان لاخيه الانسان،فلا هو خبيث ولاشرير ولا ذكي انما هو عكس للبشر نوازعهم المظلمة المختبئة في اغوارهم السحيقة!كما فعلوا في سياق آخر من تغريب وسلخ اجمل مافيهم من خير وجمال وعدل ونسبته لكائن علوي مفارق.ففايروسنا الكوروني الارستقراطي هو مجرد مكون دقيق اصغر بكثير من ابسط الكائنات المجهرية،يقف على عتبة الخلية بايولوجيا لا هو في الخارج ولافي الداخل تماما،لم يبلغ الكينونة الخلوية بعد ،بدائيا وبسيطا لم يبلغ بني جرثوم،و لاآل مكروب ولا كل قبائل البكتريا في سلم التطور،ولكنه يبقى وعلى الضد مما يتصور الناس من افتراضية شرانيته ونيته الخبيثة لألحاق الضرر المتعمد وتدمير مضيفه!.ان خط ودورة سيرورته هو الانتقال الى مضيف يستقبله،و حالما يدخل في انسجة البشر،اكبر الكائنات تطورا في سلسلة الاحياء، ليستقر فيكون مآله الاقصى هو التكاثر وتوطيد وضعه الجيني كفايروس.هذا الغزو الفايروسي غير المسلح وبدون جيش احتل شوارع وساحات المدن وعواصم العالم الخالية من البشر الذين احتجبوا خلف جدران بيوتهم كارانب هاربة تحتمي بجحورها!.هذا المشهد الصادم كشف بلا لبس وعرى بلا حياء الوضع البشري البائس،ومدى هشاشة الانسان وضعفه وعجزه،وهو سيد الكائنات،ليس امام عناصر الطبيعة وظاهرها المدمرة من:اعاصير وزلال وبراكين فحسب،بل وامام من هو في القيمة الوجودية يشكل صفرا،اي ابسط اشكال المادة المخلقة وغير المخلقة،الكلاسيكية والمستحدثة،الطبيعية وهي الاكثر وفرة في البيئة الطبيعية والمنتجة في المختبرات ومعامل انتاج الاسلحة الجرثومية،الفايروسات!.فماهو الانسان المكابر بشموخه الاجوف وكبرياءه المنخور وهو بهذا التداعي والضعف السافر؟!.انه لاشيء!.نعم لاشيء امام جبروت تلك الجزئيات الجينية التي لاترى بعين ذلك الانسان المتجبر على اخيه الانسان!.رغم ان تفخيم الذات واضفاء القداسة على التصميم الميتافيزيقي للانسان،فارضه مركز الكون ،والانسان متمركز على ذاته كارقى واقدس كائن،،ويملك كل السيطرة على مصيره ووعيه!.كل هذا انهار منذ كوبرنيكوس وداروين وفرويد.
هذا الفارس النبيل الجوال الذي يمتطي هادس عبر اركان الكوكب دون رادع !.لقد حطم هذا الفايروس-الملك الخفي غير المرئي غرور وكبرياء الانسان المتهافتة والضحلة،واثبت بالوقائع اليومية جبن وقماءة وصغار الجنس البشري، ذلك الوارث للخلافة وسؤدد الارض التي لايستحقها.وثبت ايضا وبشكل عياني مرصود ان هذا الكائن الذي يقف فوق قمة السلسلة البايولوجية للتطور المادي هو اكثر الاحياء والكائنات ضعفا وقابلية للفناء العاجل وبعوامل تافهة غير متوقعة،وهو الحيوان الاكثر خوفا ورعبا من الموت،والاكثر تعلقا بالحياة!.
وفي الوقت الذي يسعى فيه العلم ودوائره الطبية-الدوائية من اجل الوصول لانتاج مصل مضاد يقضي على الفايروس ويحد من انتشاره،نجد-وكالعادة-ازدهار الاتكال والاحتماء والرجاء بالقوى الغيبية كي تنجيهم من شر الفايروس الماحق.فها هي مؤسسات الكهنوت بشتى اديانها،وهي تتاجر ببضائعها الكاسدة في سوق السماء والارواح المتعطشة للامان والبقاء دون خطر تنشط وتنتج الادعية ،وتخترع الابتهالات والصلوات الطاردة والمميتة للفايروسات والاستعانة بالبخور والحرمل القاتل والمعقم والمضاد ايمانيا!.وطائفة مؤمنة تعتبر الفايروسات من زبانية الابالسة وعمالها!.ومجموعة اخرى من المؤمنين وفقهائهم يعدونها-الفايروسات- من جند الله المجندة وتحت امرته لتهاجم المارقون والكفرة كعقاب وانتقام وثأر الهي،اما اذا اصابت المؤمنين،فدورها يكون مختلفا والغاية منه هو الابتلاء والامتحان واختبار الايمان ودرجة اليقين!.و تعددت التفسيرات والكورونا واحد!كل هذا التراشق باللعنات والتشفي والتبرير ووفق الخطاب الديني الزئبقي المبرر والمفسر والمؤول حسب الظرف والحاجة!.
لم يفضح كورونا بؤس الانسان ووضعه التعس فرديا كوجود مهزوز فقط بل رفع الستار عن النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي المخلخل والآيل للسقوط :نظام الليبرالية الجديدة التي عولمت ارباحها وعولمت استغلال وفقر الشعوب وتوشك على الانهيار كنظام طبقي ظالم يزداد تغولا وبشاعة وهمجية،وعالم يحتاج للتغيير الان وفورا بالتشريك العولمي والا فمصير البشرية مظلم وحالك.فشكرا لكورونا المتوجة التي وضعتنا وجها لوجه،وكشفت عورتنا امام انفسنا وحقيقتها،فسبحانها كوفيد-19ما اعظم شأنها في قوة الصدمة التي توقظ الموتى! ولكن مصيبتنا النسيان او التناسي، ولانتعلم الدرس ابدا،وذاكرتنا ضعيفة وانتقائية!.فما ان تتراجع الجائحة حتى نعود لسيرتنا الاولى.ولكن لنتذكر ان لاعزاء او خلاص للانسان امام محنته هذه سوى ان يتحد ويتضامن على مستوى العالم،ويدرك ان بدون التكاتف والوحدة وتجلي اجمل مافي الانسان من نوازع البعد الانساني المنزه من الغرض والانانية والفعل الاكثر نبلا واخلاقية،بدون هذا لن نحتاج للتنبؤ بنهايتنا كانقراض الديناصورات!!!.
....................................................................................................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(14-الكامل).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(13).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(12).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(11).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(10).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(9).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(8).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(7).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(6).
- ايوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(5)
- ايوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(4)
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(3).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(2).
- أيوب..الرهان الجائر وجدلية الايمان والتجديف(1).
- الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(7-الكامل)
- الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(6)
- الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(5)
- الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(4)
- الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(3)
- الانقلاب الوظيفي والقيمي لاثداء النساء!.(2)


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ماجد الشمري - رداء الوضع البشري وفضيحة الفايروس!