أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هلاك الزرقاوي.. دروس وعبر!















المزيد.....

هلاك الزرقاوي.. دروس وعبر!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان مساء الأربعاء 7/6/2006، يوماً عظيماًَ في تاريخ العراق الجديد، حيث تلقى أكبر مجرم إرهابي مسعور، المدعو أبو مصعب الزرقاوي وسبعة من أعوانه، مصرعهم في غارة أمريكية بالاشتراك مع القوات العراقية، في قرية هبهب في بعقوبة، على مخبئهم وهم في اجتماع يخططون للمزيد من الأعمال الإرهابية ضد الشعب العراقي.
مرة أخرى أصدر التاريخ حكمه العادل على كل من يخالف قوانينه مساره وأثبت أن كل مجرم شاذ عن الطريق القويم لا بد وأن يتلقى جزاءه، إن عاجلاً أم آجلاً، فإن التاريخ يمهل ولا يهمل، وفي نهاية المطاف لا بد وأن ينتصر الحق على الباطل ولا يصح إلا الصحيح. أجل، هكذا كانت نهاية الزرقاوي "الأسطورة" الذي لا يُغلب ولا يُقهر ولا يُعرف له مكان، وصار لغزاً يحيِّر العقول، حيث عُثر على صدام حسين في جحر العنكبوت ولم يعثر على الزرقاوي، فمن هو هذا الحيوان الخرافي؟
لقد كان الزرقاوي العقل المدبر وراء أشرس عمليات الإرهاب في العالم. فإرهابه اختراع من ماركة زرقاوية إسلامية مسجلة، لا يضاهيها أي اختراع آخر في العالم، اختراع ذبح البشر الأبرياء بالمنشار وأمام الكاميرات وسط صيحات الله أكبر الهستيرية، تتناقلها شاشات التلفزيونات العربية، لترددها "جماهيرنا العربية العظيمة" من المحيط إلى الخليج، فتثير الحماس في الشباب المسلم للإلتحاق بـ"الجهاد" وبث أكبر قدر من الرعب في "الكفار" في جميع أنحاء المعمورة.

هذه هي نهاية كل ظالم، فهكذا انتهى الطاغية صدام حسين كالجرذ المذعور في حفرة حقيرة تليق به، وانتهت أسطورة هتلر وموسولوني وميلوسوفيج وبول بوت وغيرهم من الطغاة الذين انتهوا في مزبلة التاريخ. فهل يعتبر أولئك الذين مازالوا يراهنون في تحقيق أغراضهم السياسية على الإرهاب ويسمونه زوراً وظلماً بالجهاد؟ وهل يستخلص فقهاء الموت من أمثال القرضاوي والكبيسي ونصر الله وخامنئي والضاري والخالصي وما يسمى بـ"هيئة علماء المسلين" ومئات من أئمة المساجد، دروساً وعبراً من مقتل الزرقاوي وسبعة من أعوانه؟ أم مازالوا يصرون على السير في غيهم بخدع الرعاع وإرسالهم إلى العراق لإشعال المحارق البشرية باسم الإسلام والعروبة والوطنية و"محاربة المحتل الكافر" وقتل أعوانه من "الشيعة الروافض"؟

يحاول البعض التقليل من أهمية مقتل الزرقاوي بالقول أن هناك ألف زرقاوي مستعد ليحل محله، وهو ترديد لما جاء في بيان "القاعدة" على الانترنت والذي اعترفت به بمقتل زعيم فرعها في العراق وكالعادة، بلغة نارية حماسية في الظاهر، ولكن في الحقيقة فأن قادة القاعدة يلعقون جراحهم ويشعرون بهزيمتهم المنكرة. نعم هناك كثيرون في الطابور الطويل من الجهلة والسذج، مستعدون ليحلوا محله، ولكن الزرقاوي شخص مشوه عقلياً لا مثيل له، ولا يمكن أن يشغل مكانه أي شخص آخر وبذات العقلية الشريرة، ليقوم بذات التكتيك والتخريب الذي كان يقوم به. فالزرقاوي كان العقل المدبر وراء معظم الجرائم الوحشية والبربرية. لذلك نرى أن هلاكه يعتبر خطوة كبيرة ومهمة جداً في الحرب على الإرهاب، ليس في العراق فحسب، بل وفي العالم أجمع. ولدينا أسباب عديدة لنعتقد بذلك وكما يلي:
1- الزرقاوي إنسان غير طبيعي، ذو شخصية سايكوباثية مشوهَّة بالفطرة، تتصف بالتطرف والعنف بشكل جنوني في ارتكاب الجرائم وفي أي ظرف كان. فقد كشفت المعلومات المتوفرة عن سيرة حياته أنه كان عنيفاً منذ الطفولة. "وفي فترة شبابه في الأردن يعتبر مجرما ضيق الأفق يتذكره كل من عرفه كرجل عصابات بسيط يغضب لأتفه الأسباب وهو بالكاد يعرف القراءة والكتابة (BBC)." وكان سكيراً بعيداً عن الدين والتدين، ومكانه المناسب هو السجن المؤبد لحماية البشرية من شروره. وهكذا شخص يمكن استغلاله من قبل الآخرين وتوجيهه لتنفيذ أسوأ الجرائم وتحقيق أخس الأغراض لهم، وهكذا كان.

2- دخل الزرقاوي السجن في الأردن لارتكابه جنايات عادية، وفي السجن تم تجنيده من قبل الإسلامويين وتعرض لعملية غسيل الدماغ فانضم إلى التنظيمات الإرهابية الإسلاموية وأرسل إلى أفغانستان بعد خروجه من السجن. وهناك وجد فرصته في التعبير عن نزعاته العدوانية حيث أثبت جدارته وقدراته على العمليات الإرهابية وتدريب الآخرين على الإجرام بامتياز. غادر أفغانستان ودخل العراق عن طريق إيران في السنة الأخيرة من حكم صدام وتم تحضيره لهذا الغرض منذ ذلك الوقت وبدعم من النظام الساقط.

3- طبيعي، أن الانتحاريين من أتباعه وفلول البعث الساقط سيكثفون جرائمهم بعد هلاك الزرقاوي مباشرة، ليظهروا للعالم أن قتل الزرقاوي لن يغِّير شيئاً، ولكن هذا على المدى القصير، أما على المدى المتوسط والبعيد، فقد تلقت التنظيمات الإرهابية، الإسلامية والبعثية، ضربة قاصمة في الصميم لا يمكنها القيام من بعدها وهي بداية للانهيار الكامل. وكما أسلفنا، صحيح أن هناك طابور طويل من ذوي العقليات الفارغة والتافهة من الانتحاريين ليحلوا محل الزرقاوي، ولكن الزرقاوي رغم تفاهة عقليته وفراغه الفكري، إلا إن الجانب السايكوباثي من شخصيته قد منحه القدرة في التأثير السحري على الجهلة من الرعاع التكفيريين الذين تم خدعهم وأرسل بهم إلى العراق من مختلف أنحاء البلاد العربية، والمستعجلين على دخول الجنة واللقاء بحور العين عن طريق "الجهاد" ضد الصليبيين "الكفار" وعملائهم الشيعة من "الرافضة المشركين". فشخص يجمع بين الجنون وسرعة الغضب والإجرام يعتبر من القديسين وله تأثير سحري على عقول البسطاء والسذج في المجتمعات الجاهلة مثل المجتمعات العربية. وهذا ما يسمى في الطب بـ (placebo effect). وعليه فمن الصعوبة بمكان على أي شخص آخر أن يكتسب شخصية الزرقاوي ويكون له ذات التأثير السحري على الأتباع. إن مثل الزرقاوي كمثل صدام حسين، شخصية خرافية في الرعب لها تأثير شديد على الأتباع نتج عن سلسلة طويلة من القيام بالقسوة المتناهية مثل عمليات الذبح والإذابة بأحواض الأسيد وقطع الأطراف والأعناق بالمنشار، وغيرها من الأعمال السادية الوحشية ضد الخصوم والتي لا مثيل لها في التاريخ.

دروس وعبر
إن مقتل الزرقاوي وسبعة من أعوانه هو درس من التاريخ لأولئك الذين مازالوا يراهنون في تحقيق أغراضهم السياسية على الإرهاب. لقد أثبت مقتل الزرقاوي أن الأعمال الإرهابية ستجلب البلاء ليس على الشعب فحسب، بل وعلى الإرهابيين أنفسهم. لذا فعلى الذين تبنوا الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضهم السياسية وعلى فقهاء الموت من رجال الدين وأدعياء الدين الذي ن يدعون بأنهم "هيئة علماء المسلمين" وجميع الذين يقفون وراء الإرهاب ويدعمونه بالفتوى والتحريض والمال والإعلام، أن يعيدوا النظر في مواقفهم. إن مصير الإرهابيين هو الهلاك والهزيمة الحتمية. فمن مصلحتهم ومصلحة شعوبهم أن يعيدوا النظر في مواقفهم الخاطئة، ويستغفروا الله على آثامهم ويعتذروا للشعب العراقي لما ارتكبوا بحقه من الجرائم البشعة.
فهل من يسمع؟



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع القراء - 2
- نصر الله يدق طبول حرب أهلية جديدة في لبنان!
- الخراب البشري في العراق 3-3
- الخراب البشري في العراق 2-3
- الخراب البشري في العراق 1-2
- الوصايا العشر - إلى الحكومة العراقية الجديدة !!
- المجتمعات العربية والشيزوفيرينيا
- خطة بايدن لحل المعضلة العراقية
- حوار مع القراء 1
- صمت المثقف جريمة
- معاداة أمريكا... إلى أين؟
- أزمة القيادة السياسية في العراق
- هذا الجنون الجماعي... إلى أين؟
- العرب والعلاج بالصدمة
- تحية للذكرى الثالثة لسقوط الفاشية البعثية في العراق
- الجعفري أضاع فرصة ذهبية
- هل الفيدرالية هي الحل؟
- الحملة المسعورة ضد دمقرطة العراق
- هل كان إسقاط نظام البعث خطأً؟
- الحرب على الإرهاب ليست حرباً أهلية


المزيد.....




- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هلاك الزرقاوي.. دروس وعبر!