أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيرينى سمير حكيم - هل كنا فى احتياج إلى غلق الكنائس إلى حين؟














المزيد.....

هل كنا فى احتياج إلى غلق الكنائس إلى حين؟


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 01:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل كنا فى احتياج إلى غلق الكنائس إلى حين؟!

إن الإجابة ترتبط بعدة أسئلة أخرى

هل أصبح ذهابنا إلى الكنائس كما قال القديس بولس الرسول مُحذِراً .. كما لقومٍ عادة؟

هل أصبح ممارستنا للطقوس المقدسة كما لقومٍ عادة؟

هل أصبح الذهاب إلى اجتماعاتنا الروحية وترنيمنا ووعظنا واستماعنا للإيمانيات .. كما لقومٍ عادة؟

فيما يبدو أن النسبة ليست قليلة .. والله أعلم بتفاصيل الحقيقة وأعماق كل فرد على حده.

إنما هى بالحق حالة مُحقَقَة لفئة منا كبيرة!.

إنها حقيقة حتى أنها أصبحت كأفعال مُفتعَلة وايمانياً غير مُفعَّلة بصورة كما لقومٍ عادة أن يمارسوا هذه الأفعال بلا عمق وبلا ثمار.

وأصبح لنسبة كبيرة منا أننا كما نبَّه القديس بولس .. لنا صورة التقوى لكننا منكرون قوتها!

فلقد أصبح الإفتعال والتكرار والتظاهر والإعتياد .. لكثير منا .. عادة

وأصبح الحرف يملأ الحياة الإيمانية أكثر من الروح وهو ما حذر منه السيد المسيح شخصياً .. لقد أصبحت الروح الفريسية تقسمنا وتصيبنا بالفصام الروحى حيث .. وَجه يعبد إله الحب الذى قال عن نفسه أن الله محبه.. ووَجه يغتال نفسياً وروحياً الأخر بإسمه ... بروح فِريِّسيَة الاعتقاد وحالة تكبر وادعاء وعى روحى .. أصبحت هى جوهر الاعتناق.

لقد أصبحنا على حال هو كثير مما حذر منه الكتاب المقدس وروح الله المحب الذى دونه .. وشريعة الابن الذى تأنس بالحب والتواضع لأجل الجميع .. ولكننا بروح فردية وغاية فى الذاتية .. نبذنا بفكرنا وتصرفاتنا كل ذلك .. خاصة فى التشبث بالمتناقضات .. أصبحنا ندعى الايمان ولا نمارسه ... أصبحنا نتشدق بالآيات ولا نعيشها .. أصبحنا نتعالى بايماننا على بعض وعلى الآخرين .. ولا نتضع أمام الله المحب الذى يشرق شمسه على الأشرار والأبرار .. من صُلِب لأجل الجميع .. من انزَل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين .. كما شهدت القديسة مريم العذراء.

هل كنا نحتاج إلى غلق الكنائس إلى حين؟

هل نحتاج إلى الإتضاع جبراً لأننا لم نختاره طواعية؟

فلقد أصبحت أيادى الكهنة متروكة بلا تقبيل .. والمنابر تقف وحيدة .. والخدام ليس بمقدورهم أن يقدموا تعزية فعاله .. الجميع يصرخ والمذبح متروك وليست هناك ذبيحة تُقدَم للعفو والتقرب والغفران .. أبواب الكنائس مُغلقة وليس مساحة لمجد باطل لخادمى الهيكل وليست فرصة لإدعاء ايمان زائف فى بيت الله من مريديه.

ولا مجال عندئذٍ لممارسة الاعتياد أو الاعتداد الآن!

فالجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الرب!

الجميع ضُربوا وتشتتوا وأصبح المخدع هو الحاجة المُلِّحة .. وضرروة البائسين فى تلك المحطة .. لمن ذوى السلطان وللمخدومين على حدٍ سواء.

الجميع سواسية من قلوب وأذهان .. ملقاه أمام قدمي الرب تترجى احسان النعمة والإنتشال والرحمة.

لم تعد هناك فرصة للإتكال على ذواتنا أو على آخرين من البشر.

فلقد كانت الضربة مساوية للجميع بالأرض .. التى يقف عليها سلطان مجد الرب

وحده.

فلقد غفلنا عما ذكره السيد الإله حين قال "أنا الرب هذا اسمى ومجدى لا أعطيه لأخر"

لا مجد الخدمة ولا مجد التعليم ولا التغيير ولا الشفاء.

هل كنا نحتاج إلى غلق الكنائس إلى حين؟

نعم كنا نحتاج لنعلم أن الذهاب إلى بيت الرب ليس عادة

وأن التمتمة بالصلوات ليست عادة

وأنه علينا أخيرا أن نغلق ذواتنا عن التنعم بالأمجاد الباطلة لمديح الأخرين لنا حين نذهب كثيرا ونخدم طويلا .. حتى نصلى فى قلوبنا التى هُجِرت من صلواتنا وتسبيحاتنا الحقيقية له .. المترهبنة فى قلالى نفوسنا له .. المُكرَسة بمصداقية ووحدانية نقية له .. غير المكترثة لمديح اخرين على ما تصلى به او تخدم فيه .. حتى ننال نعمة رضاه الحقيقية .. ذاك الرائى والفاحص الحق وصاحب السلطان الوحيد أن يمنحنا المجد أو التأديب.

حتى نعود فنذكره هو .. ولا نطلب من اخر

حتى ننسى صراعاتنا على مركز أو على لقب

حتى نترك الروح الفريسية الطائفية ونصلى بتواضع محب لأجل الاخر

هل كنا نحتاج إلى الحرمان من جسد الرب ودمه إلى حين؟
نعم .. نعم ونعم

فكم صلينا بالحزن المؤقت وبالدموع المبتزلة على صلبه .. وعدنا لنقتله ونمزق جسده تمزيقاً .. بكرهنا وتحزباتنا ضد بعضنا البعض .. وبطائفيتنا المنكرة .. لنفعل ذلك بالإله المحب الذى اتضع وأسلم نفسه لأجلنا بعد أن تأنس حباً واكراماً لنا .. ونحن لم نفكر أن أول متطلبات ايماننا المسيحى هو أن نعامل بعضنا البعض بإنسانية حقيقية .. وحتى هو لم نعامله بها!

حتى نهرول إلى القداس فى اعتياديه لنتناول بدم بارد وروح مُطفئة .. من هذا الجسد الذى مزقناه ونشرب من دمه الذى انزفناه.

نعم وأى نعم

نحن نستحق أن الكنائس تُقفَل أمامنا إلى حين .. فنحن فى أشد الاحتياج لمراجعة أنفسنا

وأن نراجعها أمامه وحده

بلا مشاهدة من اخرين على تلك المراجعة وبلا مجد

لنعرف أنه الواحد وأننا كم نحتاج إليه

الهى

أشكرك على هذا الكرباج الحديث الذى تضرب به فجور استخدامنا لهيكلك واعتيادنا عليه .. لتُخرِج روح الصيارفة والبائعين المتاجرين بمكانك وبمكانتك

هنيئا لنا بتأنيبك وتأديبك

فأنت حقاً عزيز وعظيم .. وجسدك ودمك غالى وبيتك ليس رخيص

شكراً لك على طردك لتصرفاتنا السفيهة من هيكلك

أشكرك لأنك أظهرت ضئالتنا جميعاً

ودناءة ما فينا من تجارة بمقدسك

وجلدت كبرياءنا وصِغت لهجة صلاة جديدة فى مخادعنا لك

وركَّعت احتياجنا لك .. لك وحدكَ

فلتربنا يا الله فكم نحتاج لتربيتك

وفى ظل هذا سننتظر دفء حضن أبوتك

نطلب عفوك .. وننتظر تعويض حنانك



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم أضحك مع سارة خِلسة
- يوسف لا تحاول أن تستعطف ساقى الملك
- تبرير يهوذا أو الجوكر موضة فى عالم الإنسانية الزائفة
- مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب
- سر المسيح الدجال
- لا تحزن على الحريق يا كوازيمودو فلقد عادوا ليصلوا
- تراب الماس وخالد يوسف
- آنسنة الألوان وتلون الإنسانية فى فيلم فوتوكوبى
- تذمر جالاتيا على بجماليون
- صلاة القمر
- لست الإبن الضال .. أنا الدِرهَم المفقود
- لست لخدمة فوتيفار ولا لطمئنة خدام الملك
- احذر جماهيرية الذباب
- ابداع التمثيل الصامت فى مشهد النهاية من فيلم شادر السمك
- مُعزون متعبون
- سبب الإقبال الجماهيرى المتزايد على برامج المقالب للفنانين
- المفهوم اليهودى لقبول السلام بين المسيح والسادات بميزان التا ...
- قبول اليهود للسلام بين المسيح والسادات
- لا تصدقوا سياسات حناجر المنابر
- مَن علَّقوا سلامهم على مشانق الهلاك!


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيرينى سمير حكيم - هل كنا فى احتياج إلى غلق الكنائس إلى حين؟