أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر ابو حيدر - ليلة العرض المسرحي الاخير














المزيد.....

ليلة العرض المسرحي الاخير


حيدر ابو حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


تحرك الجميع للمساعدة, قاعة الطين عدت بشكل يتلاءم والعرض , خلفية المسرح هيئها الشهيد أبو أيار برسومات لها دلالاتها الرمزية الواضحة استقاها من وحي النص والحركة لمسرحية من هناك للكاتب الأرمني الأمريكي الجنسية وليم سارويان. فكرة النص كانت حول شخصية بسيطة حالمة عاشقة بعيدة كل البعد عن مشاكل المؤسسات الرأسمالية تجد نفسها بالسجن لأغراض دعائية لخدمة الجريمة المنظمة للمؤسسات . وحين يشتد الصراع يحكم عليها بالموت تخلصا من تبعاتها ومن ردود أفعال الصحافة التي تقف وراء هذا الإنسان المسلوب الذي لا يملك سوى الحب والبساطة.
أبو حسن حبيب البي ساهم بكل درنفيساته المختلفة لكي يخلق جو الإنارة. أقول الإنارة وآنا اعنيها في مكان قد يستغرب البعض إن الوادي الصخري العميق الذي يفصل قرية صوصيا عن جبل كارة سيحتضن عمل مسرحي و مترجم و في يوم المسرح العالمي 27 آيار من عام 1986. في هذا اليوم شغل أبو حسن الحبيب المولد الكهربائي الذي لا يستخدم إلا للحالات الضرورية جدا مثل إجراء عملية جراحية مستعجلة لجريح أو لشحن بطاريات الأجهزة اللاسلكية.
ثم جاء يوم المسرح العالمي ليأخذ ذات الأهمية أيضا .
الساعة الثانية عشر ظهرا انصرفت الفرقة عن التمرين للغذاء كان الغذاء مرق فاصولياء بدون لحم كالمعتاد وطلبت من الممثلين عدم الإكثار رحمة بالجمهور.وبعد تناول الشاي جرى حديث جميل بيني وبين الدكتور الصديق أبو الياس طبيب الأسنان المجتهد الذي كان يكره الطب إلى حد اللعنة فكان ميالا للفن والأدب ومهووس بصناعة التنانير الأنصارية وذلك لعشقه لعالم النحت والسيراميك , الحديث بيننا كان يدور حول تقديم العمل المسرحي الليلة وطريقة التقديم فاقترح علي أن يتحدث عن سارويان كجزء من العمل فراقتني الفكرة وطلبت منه أن يحظر الجنرال بروفة .
كان للخوف ما يبرره خصوصا انك أمام جمهور مثقف لا يغفل كل واردة وشاردة , كان السؤال الأكثر أهمية عند الممثلين هو..... لماذا افعل هذا ؟
الجمهور الذي سيحضر العرض اليوم ينقسم إلى نصفين النصف الأول هم الفلاحين الذي يأتون عادة من القرى القريبة
والقسم الأخر هم من الأنصار الشيوعيين الذين جاءوا من المفارز البعيدة أو من قاطني مقر مراني وهؤلاء جميعا هم أيضا خليط من أدباء و شعراء و قصاصين, تشكيليين, اقتصاديين ومهندسين ومدرسين وطلاب جامعات واعدا ديات ومهتمين جدا بالأدب والنقد .
كان التمرين الأخير مع الإنارة والملابس والموسيقى رائعا رغم بعض الملاحظات ونظرا لضيق الوقت حلت بعض المشاكل شفهيا.
أما الموسيقى فكانت شيئا غريبا وغير مألوف ومن خلالها اقتربنا إلي التغريب منها إلى الواقعية فقد نفذت بأجهزة بدائية استخدمنا ماكنة خياطة سنكر قديمة لتكون صوت محرك سيارة والمؤثرات عبارة عن أغطية لآواني الطبخ وبإحجام مختلفة , براميل بلاستيكية استعيرت من المطبخ بعد جهد جهيد لا يقل عن اقتحام ربية من اجل الموافقة من ابا حازم.
فبالإضافة إلى المصباح الكهربائي الوحيد في وسط المسرح كانت هناك أيضا مصابيح البطاريات التي وزعت للجمهور لتسليطها على الممثلين في بعض المشاهد. لقد تركت مهمة الإنارة وتقنياتها بيد الجمهور.
وحينما قاربت الساعة الثامنة مساءا اختفى جميع الممثلين وراء الكالوس الوحيد الذى كان المدخل الوحيد لهم للدخول والخروج بدا جمهور المسرحية بالدخول إلى قاعة الطين جلسن السيدات في الصف الأمامي ( عكس ما يحصل ألان في قاعة البرلمان... ) .
لم أر في حياتي هدوءا تلك الليلة حتى في أرقي مسارح أوربا, انه جمهور مراني , هذا الوادي الذي احتضنت فيه قاعات الصخر والطين أرقى ألاماسي الأدبية والفنية , كنا نسميها دار أوبرا مام احمد , ومام احمد هذا الفلاح الكردي الشهم الذي سمعت منه اجمل نقد لمسرحية سارويان بعد نهاية العرض حينما خرج من القاعة وشاهد المطبخ و غرف مراني الأخرى وكذلك مربط البغال والرفاق الحرس حيث قال يا خدي أي ياللة هل نحن كنا في مراني ................
إنها شهادة اعتز بها تلك الليلة لأننا بتقديم العمل قد وفقنا تماما بالتحليق بجمهورنا إلى عالم آخر هو عالم سارويان
الذي لم نعرقه بل كان كما هو , ولكن كل ما غيرنا فيه هو الجمهور الذي أبدع تلك الليلة ايما إبداع حيث تابع حركاتنا وأصواتنا وتناغم معنا بالصمت حينا وبالتصفيق حينا آخر. كان جزءا من صورة المسرح وحينما نقترب منه بأجسادنا يكون ضمن صورة العرض , حدث كل ذلك رغم القصف المدفعي الذي بدا من ناحية سهل الموصل في الربع الأول من العرض.
انحني إجلالا لكل المساهمين بهذا العمل شهداء واحياء ولمام احمد إذا كان لازال بيننا معافى كل الحب والتقدير............



#حيدر_ابو_حيدر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانيكا ...............87 سيناريو الفصل الثاني -الاخير
- كانيكا....................87 سيناريو


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر ابو حيدر - ليلة العرض المسرحي الاخير