أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - مقدمة في تحليل الازمات الراهنة














المزيد.....

مقدمة في تحليل الازمات الراهنة


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6521 - 2020 / 3 / 23 - 23:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الازمات الراهنة بكل مجالاتها سياسيا واقتصاديا وصحيا كما في الحالة الراهنة (وباء كورونا ) مجال للبحث العلمي من منظورات متعددة ومنها المنظور السوسيولوجي الذي يحلل واقع المجتمعات محددا انماط الثقافة والعادات والبنى والتراتبية بين الافراد والطبقات كما يبحث في انتشار الاوبئة والامراض وربطها بسياق مجتمعي عام وخاص محددا اساليب الانتشار وفق نوعية التجمعات الحضرية والريفية وكيفية تعاطي الافراد معها وفقا انموذج الثقافة السائدة ونمط الشائعات واساليب المواجهة عبر الوعي والعلاجات ودور الدولة ومؤسساتها الرسمية ..اضافة الى ذلك لابد من تحليل طبيعة النظام الرأسمالي في مرحلة العولمة التي تعزز من صفات التوحش والاحتكار لدى الرأسمالية بل ودورها في صناعة الازمات باستمرار .ز وهو امر نجد مئات الادلة الامبيريقية عليه منذ تشكل الرأسمالية مع ظهور الثورة الصناعية مرورا بكل الازمات الكبيرة حتى اليوم . الجدير بالذكر ان هذه الرأسمالية تتجه دوما لصناعة فكرة العدو من اجل تضخيم ترسانتها العسكرية وموازناتها المالية ..وفي حالات كثيرة كانت هذه الفكرة واقعا متخيلا وليس واقعا حقيقيا ..
من هنا دفعت بكتابها الى الاعلان عن مقولات صدام الحضارات ونهاية التاريخ ثم جعل الارهاب عدوا دون تحديد المقصود بالارهاب في طبيعته وصفاته وجغرافيته ..هذا الامر خلق مرونة للادارة الامريكية لتمارس الاعيبها تجاه الدول والحضارات والثقافات التي لها مواقف معارض للسياسة الامريكية ..واليوم يتزايد الصراع الاقتصادي العالمي بين امريكا والصين تحديدا وبين امريكا واوربا ، وبينها جميعا تتشكل تحالفات متنوعة تتداخل وتتقاطع وفق المصالح مع سحب بعض الدول النفطية لتكون ضمن هذه التكتلات او دول من الصف الثاني صناعيا .. هذا الامر يؤكد اننا نعيش في عالم منفلت تتزايد فيه المخاطر وتتعدد ،، غالبيتها يتم صناعتها سياسيا واستخباراتيا كالارهاب العالمي والتنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة وقبلها جماعات عدة معروفة ..ومعها وقبلها تظهرامراض واوبئة غامضة في اسبابها وسرعة انتشارها ، تفعل فعلها في البشر ، ثم تختفي تدريجيا بظهور لقاحات تقلل او تخفف من فاعليتها لكنها لاتنتهي نهائيا ..وقد مر العالم بموجة من حالات الاوبئة في اوربا والشرق الاوسط خلال القرون الاربعة الاخيرة بل وخلال المائة عام الاخيرة تحديدا ..
ومع التقدم الكبير في مجال الاسلحة والاقمار الصناعية والاتصالات الا ان هذا التقدم لايزال بطيئا في مجال طب الاوبئة التي تترنح كلما اجتاح العالم وباء متجدد دونما استعداد علمي ودوائي لمواجهته ..وهناك العشرات من الدراسات التي تكشف عن الابعاد الاجتماعية للامراض والابئة واساليب تعامل المجتمعات معها رسميا وشعبيا ..
في هذا السياق لانتحدث عن مؤمرات في السياسة لان هذا المنظور لايفيد كثيرا بل الواقع كما هو يعكس ممارسات لاتحتاج الى عناء الكشف الميكروسكوبيعنها ،، فالرأسمالية الراهنة سبب رئيسي في كثير من مظاهر اختلال الطبيعة وعدم توازنها مع البشر ومع ذاتها ومكوناتها ،، وهي سبب رئيسي في صناعة التطرف خاصة في منطقة الشرق الاوسط .. وما اكثر الشواهد على ذلك .. والواقع المعاش جهارا نهارا يؤكد ما نشير اليه من صناعة الازمات والحروب وتدمير الدول الناشئة في سياق منظور جيواستراتيجي لاعادة هندسة الشرق الاوسط بعد تغييب الدولة الوطنية وصناعة نخب سياسية تتوافق كلية والاجندة الامريكية ..والواقع في بلدان الربيع العربي دليل على ما نرمي اليه وهو امر اصبح محل توافق علمي بين غالبية المتخصصين في الشأن السياسي والمتابعين لاحداث ومشاهد الفوضى والعبث ااسياسي في منطقتنا العربية .
وفي تاريخنا العربي والاسلامي كما في التاريخ الاوربي عرفت المجتمعات اجراءات العزل للمرضى من هذه الاوبئة لعدة اسابيع ومن يقرا عن تاريخ الدولة العباسية والدولة العثمانية كما في تاريخ اوربا مع الثورة الصناعية ومتغيرات المشهد الديموجرافي يعرف هذا الامر ..نحن ازاء وقائع سياسية ووبائية واقتصادية تشكل تحديا للانسان والمجتمع و للعقل والعلم في آن واحد ..
من هنا يواجه العالم هذه المشكلات والامراض بمنطق العلم والعقلانية مع تحشيد المجتمع ورفع وعيه العام ووعيه العلمي لمواجهة التحديات التي يخترع لبعضها علاجا ويتكيف مع البعض الاخر ويقهر بقوة النوع الثالث منها وهو مسار جدلي لن ينتهي ،، لان منطق العلم لم يقل كلمته الاخيرة ، التي قد لاتأتي الا تدريجيا وربما تتاخر كثيرا ، ولكن المجتمعات لاتستسلم حيث غريزة البقاء تدفع الانسان للبحث عن قوارب نجاة من ممكنات العلم غالبا ويوتبيات الفكر اللاعلمي تارة اخرى ...!



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائحة وبائية واستغلال سياسي
- كورونا ..الخوف والتحدي في آن واحد
- مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية
- امريكا وزلزال سياسي في المنطقة
- الشعبوية ..تعبير خطابي وتوجه سياسي
- ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار
- مخاطر اليمين السياسي في امريكا واوربا
- ازمات المجتمع العربي وعجز العلوم الاجتماعية
- الدولة العميقة والمتخيل السياسي
- ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته
- عن اليسار العربي مرة اخرى ..!
- السعودية في عين العاصفة الامريكية
- في معنى ودلالات مظاهرات باريس -قراءة اولية -
- ملاحظة اولية في اعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي
- قرأة في المشهد السياسي التركي ..!
- المجتمع عند درجة صفر
- هل تعلم العرب من دروس النهضة وبناء الدولة
- نحو تعدد الاقطاب في العلاقات الدولية
- الأوديسا اليمنية
- الفوضى السياسية واعادة الانتاج الاجتماعي


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر ...
- الموساد الإسرائيلي.. كشف خفايا الحرب على غزة
- تونس.. هل تؤثر العقوبات المفروضة على مباراة الأهلي والترجي؟ ...
- غنائم روسيا من أسلحة الناتو
- فتاة المقطم.. مصرية تعترف بتهمة قتل-المتحرش- بضربة مشرط وتثي ...
- أربع مذيعات في بي بي سي يرفعن قضية أجور ضدها
- مناهل العتيبي: ما تفاصيل الحكم على الناشطة الحقوقية السعودية ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- سانشو .. من الاستبعاد في مانشستر إلى التوهج مع دورتموند
- استخباراتي أمريكي سابق: الوحدات الأوكرانية تلقي أسلحتها وتهر ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - مقدمة في تحليل الازمات الراهنة