فاهم نعمة ادريس الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 6521 - 2020 / 3 / 23 - 18:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنتاب العالم هذه الايام موجه من القلق و الخوف و الفرغ جراء تفاقم الاوضاع الاقتصادية و الصحية و هي الاوضاع التي لم يشهد لها مثيلا منذ عشرات السنين فقد عصفت الازمات بكل مفاصل المنظومة الاقتصادية و الصحية , و لهذا ندر الحديث عن امور اخرى سياسية و عسكرية و غيرها و بدا الساسة و المفكرون و المخططون يتحدثون عن الاوضاع الاقتصادية و ما رافقها من تدهور الاوضاع الصحية و الغيت الكثير من الفعاليات الرياضية و الفنية و الترفيهية و عطلت مؤوسسات مهمة تشكل ثقلا كبيرا في حياة الشعوب و اساسية في حياة المجتمعات كالمؤوسسات الاقتصادية و العلمية و الثقافية و غيرها و بدا كبار الساسة و قادة العالم يصرحون عن هذه الاوضاع بما يبعث الفزع و الخوف .
كما ان المفكرين بدؤا يدعون الى نظام عالمي جديد منتقدين الانظمة الديمقراطية السائدة و خاصة في المجتمعات الاوربية و الدول المتقدمة الاخرى لانها لم تؤوسس الى نظام عالمي مستقر و ثابت يكون صامدا امام هكذا ازمات . و ما يقلقنا نحن في العراق اننا نتصرف و كاننا بعيدين عن هذه التطورات الخطيرة فلا زلنا في وضعنا السياسي نتخبط بين الكتلة الكبرى و اليه تشكيل الحكومة و لم نستطع على مدى سبعة عشر عاما تاسيس منظومة سياسية مستقرة فضلا عن منظومة اقتصادية , و الانكا من ذلك ان مؤوسسة كالمؤسسة القضائية التي يعول عليها في مراقبة عمل السلطات انغمست هي الاخرى في العمل السياسي و بدات بتفسير القوانين كما يحلو للسياسين و مما يؤلم ان المنظومة السياسية في العراق فقدت المصداقية امام شعبها و العالم فلم اجد بين ابناء الشعب من يثق بها الا من اكل من فتات موائدها .
كما ان العالم لا يجد في هذه المنظومة من يمكن التحذث معه حول اي موضوع سياسي او اقتصادي اذ اصبح السياسيون يغردون كل على هواه دون مراعاة لان يكون للدولة ناطق باسمها يعبر عن توجهاتها السياسية و الاقتصادية و غيرها .
ما يؤسف له ان السياسين اصبحوا وكلاء لدول خارجية يعبرون عن مواقف تلك الدول و ليس عن موقف وطني معروف . و اصبح سياستنا اتجاه العالم بين مد و جزر ليست فيها ثوابت مبينة علة المصلجة الوطنية فمرة نؤيد هذا الطرف و مرة نعاديه و هكذا مما اثر سلبا على سمعة العراق .
و لم ار في الديمقراطية التي وفدت للعراق شيئا متميزا سوى الفساد الذي نخر الدولة العراقية بكافة مؤوسساتها و لا اعني بذلك الفساد المالي فقط و بدا السياسيون يتسابقون في جني المليارات دون واعز ضمير .
و مما يؤلم ان احد السياسين البارزين تحدث امام وسائل الاعلام عن ان سبب التخلف الان في المجال الاقتصادي معللا ذلك بان العراقيين يتزوجون سنويا بمعدل مليون شخص و هذا يؤدي الى الانجاب مما لا تستطيع الدولة تحمله و ان النظام البائد لم يترك بنية تحتية كالمدارس و المستشفيات و غيرها و كانه يريد من النظام السابق ان يبني له مدارس و مؤوسسات مقدما و يعدها له حينما ياتي و يحكم و ان النظام السابق عندما رحل ( شالها بجنطة واخذها ويا ) و من غير هذه التصريحات الكثير اما الان و من خلال هذه الازمة الصحية التي اجتاحت العالم فلم ارى ما يسر اذ ظهرت خلية الازمة و هي تحذر العراقيين بأن خطرا كبيرا سيلحق بهم جراء عدم وجود مؤوسسات صحية و ادوية و غير ذلك و مما يؤلم كثيرا ان مجلس الوزراء لم يناقش الوضع الاقتصادي بجدية و يطمئن الشعب و يصراحه كما ان الحكومة رغم تعهداتها بفرض سيطرتها على كل المؤوسسات المدنية و العسكرية الا انها كانت غائبة مما ادى سلبا على علاقتنا الدولية و اثر على اوضاع العراق المختلفة و كذلك تعاون الدول معنا على مستويات مختلفة .
اكتب وقلبي ينزف دما على بلدي الذي افقده السياسيون هيبته و عزه و هو البلد الذي من الله عليه بنعمة كبيرة من الثروات الطبيعية ( سهول و مياه و نفط ) و هي كافية ان تنقذه من كل ازمة محلية و عالمية .
و في الختام لا يسعني الا ان اقول و لست متشائما الى درجة كبيره بان على الشعب ان يعي خطورة الاوضاع الراهنة و ان يعود الى العقل بدل العواطف و ان يكون له دور في قيام حكومة وطنية صادقة مع شعبها و سائرة به الى بر الامان.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟