الشيخ عبد العزيز حربي الالتزام بالأداب الطيبة وعدم الضوضاء في الحفلات القرآنية

عبد العزيز فرج عزو

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 04:06
المحور: حقوق الانسان
    

مرت الذكري السابعة عشرة للشيخ عبد العزيز حربي رحمه الله قارئ القران الكريم بالإذاعة
والتليفزيون المصري فقد توفي يوم 20 فبراير 2003 وهو من مواليد حيي عين شمس بالقاهرة
يوم 6 نوفمبر 1920 وهذا القارئ الكبير الطيب والموهوب قد قرأ في الإذاعة المصرية في
أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى بداية 2002 من القرن الحالي فقد قضي رحمه الله
64 سنة من عمره في خدمة كتاب الله تعالي فقد تعلم تلاوة القران وتجويده علي يد كبار المقرئين
في بداية الثلاثينيات منهم الشيخ محمد عبد العال عزو من دعاة وشيوخ القران الكريم بالأزهر
الشريف في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وعلي يد شيوخ آخرين
منهم الشيخ محمود معروف وغيرهما حين ذاك والشيخ حربي رحمه الله له تلاوات كثيرة
في الإذاعة المصرية وخارجها فله سور مسجلة ومجودة منها سور البقرة وال عمران والنساء
والمائدة والأحزاب وفاطر وغافر والعنكبوت ويوسف والرحمن وغيرهما هذا بجانب شرائط
كثيرة أخري عند محبيه وتم تحميل بعضها علي شبكة الانترنت وقد قمنا بتحميل البعض منها
علي الشبكة لوجه الله تعالي هذا بجانب القراءات الاخري والتي لم تحمل بعد وهذه الشرائط
سجلت له في حفلات ومأتم قرآنية كثيرة بلغت أكثر من 10000 مأتم ومجالس قرآنية في المساجد
العامة في مدن القاهرة والمحافظات المصرية الاخري هذا بجانب القراءة في الإذاعة والتليفزيون
المصري فالشيخ حربي لم يسجل القران الكريم مرتل في الإذاعة ولكن كل القراءات المسجلة له
هي قراءات مجودة منها شرائط مسجلة مدتها ربع ساعة ونصف ساعة وساعة إلا ربع وفي
التليفزيون المصري له شرائط مسجلة صوت وصورة عليها بعض التلاوات العطرة ولو كانت
أتيحت له الفرصة لكي يسجل القران مرتلا كاملا لفعل ولكن لم يطلب منه ذلك وقد سجلت له بعض
الشركات الخاصة ومنها شركة كايرو فون بعض التسجيلات القرآنية بجانب بعض المقرئين في
زمنه منهم الشيخ محمد رفعت وعلي محمود ومحمد الصيفي ومنصور الشامي الدمنهوري وطه الفشني
ومحمود خليل الحصري وغيرهما.
فقد تميز الشيخ عبد العزيز حربي بالصوت الجميل والخاشع في تلاوة القران الكريم وكان عندما يقرا
القران الكريم في بعض الحفلات القرآنية في الإذاعة المصرية وفي بعض المأتم والمجالس القرآنية
المختلفة كن نسمع تلاوة جميلة وخاشعة دون ضوضاء ودون تفاخر ودون رياء وسمعة فكان رحمه
الله لا يتشبه ببعض قراء اليوم الذين يتاجرون بكلام الله ولا يحفظونه كاملا ويلعبون بألفاظه وكلماته
واصطناع الأصوات مستغلين السماعات الإذاعية العالية في أماكن العزاءات في السرادقات التي
تقام بين كل يوم في المدن والقرى المختلفة فتظهر الأصوات الصاخبة لهؤلاء القراء الغير
موهوبين علي غير حقيقتها هذا بجانب أن هؤلاء يقومون بتقليد الشيوخ الكبار هذا يقلد الشيخ الطبلاوي
وأخر يقلد الشيخ مصطفي إسماعيل وأخري يقلد عبد الباسط عبد الصمد وأخر يقلد محمود علي البنا
هذا بجانب عدم الالتزام بالقراءة والخشوع فيها فتجد هؤلاء يعيدون الكلمة أو الآية الواحدة عند تلاوتها
أكثر من 10 مرات مع انه يقرا ما تيسر من آيات الله من سور البقرة أو الأحزاب أو المائدة أو يوسف
فهؤلاء يحفظون أرباع فقط من القرآن ويطلبون أجور علي القراءة تبلغ المئات والآلاف من الجنيهات كل يوم
وفي النهاية يقرئون 5 آيات من السورة الواحدة مع الإعادة لكلماتها واللعب بألفاظها حتى ينالون رضا
بعض المستمعين الذين يصفقون لهم وهم لا يفهمون ما يقال من آيات الله البيانات هذا بجانب البطانة التي
تحضر مع هؤلاء القراء وتقوم بتوزيع الكروت الخاصة بهؤلاء القراء علي رواد العزاءات والحفلات
القرآنية وأيضا هؤلاء القراء معهم بعض الحراس من البودي جارد والتي تقوم بحراستهم والسائق الذي يسوق
له السيارة الأحدث موديل وهذه الكروت المطبوعة التي ذكرنها عليها صور المقرئين الشخصية وأسماءهم
وأرقام تليفوناتهم وأسماء مؤهلاتهم الدراسية هذا بجانب أن بعض هؤلاء المقرئين يكون معهم بعض الموظفين
ليقوموا بالرد علي التليفونات لاستقبال طلابيات المعزين الآخرين الذين يريدون من هؤلاء القراء ليقوموا
بالقراءة عندهم في اليوم التالي فيقومون بتنظيم المواعيد والاتفاق علي الأجر كل هذا يحدث في أثناء التلاوة
فتجد الضوضاء واللغو في أثناء القراءة بشكل لا مثيل له والبعض منهم يقولون كذبا أنهم من قراء الإذاعة
ويطلبون من الكهربائية الذين يقومون بضبط ميكرفونات العزاءات بالإعلان والدعاية لهم قبل بداية التلاوة
وبعد ختامها فيقول ما نصه:::-
[ القران الكريم يتلوا عليكم القارئ الشيخ فلان الفلاني القارئ بالإذاعة والتليفزيون المصري ما تيسر من كتاب
الله تعالي ثم يقدم المايك للمقرئ ليقرأ وعند ختام القارئ للتلاوة يقول ما نصه [ فقد قرأ عليكم الشيخ فلان الفلاني
القارئ بالإذاعة والتليفزيون المصري ما تيسر من آيات الله البيانات ] وهكذا في كل القراءات التي تقرا في الحفلات
والمآتم القرآنية ] مع دفع بعض البقشيش لهؤلاء العمال من قبل المقرئين مقابل كلماته التي قالها لهم قبل التلاوة
وبعدها هذا بجانب أن بعض أقارب المتوفي يقومون بإحضار كاميرات سينمائية لتصوير المعزين الداخلين
والخارجين كل هذا يحدث وغيره في هذه العزاءات مما حول هذه العزاءات إلي التفاخر والشهرة والسمعة
والرياء والتجارة بالقران وكل هذه الأعمال الخاطئة سوف يحاسبهم الله تعالي عليها يوم القيامة فالشيخ حربي رحمه
الله كان من القراء الذين يحترمون أنفسهم ويحترم قراءة القران الكريم ولا يتاجر به كما يفعل هؤلاء القراء المسيئون
والغير متأدبين لآداب القران العظيم.
ومن كلمات الشيخ حربي رحمه الله والتي سمعتها منه شخصيا منها الأتي::-
1- القليل من الأجر في التلاوة ودون اشتراط فيه البركة من الله تعالي.
2- الالتزام بالتلاوة الصحيحة وعدم تقليد القراء السابقين لان ذلك فيه الحفاظ علي شخصية وصوت القارئ
فيكون نسخة واحدة غير مكررة لان تقليد الأصوات يمحو شخصية القارئ في القارئ السابق ومن هنا تضيع
الموهوب فكل قارئ يجب أن تكون شخصيته مختلفة عن شخصية القراء الآخرين وان يلتزم حفظ القران وان
تكون قراءته تتسم بالخشوع والتدبر وبصوت ينطق الكلمات بطريقة صحيحة وان يكون ملم بقواعد التجويد
علي وجهها الأكمل.
3- قارئ القران الكريم يجب أن يكون متواضع لله تعالي في حياته في السر والعلن وان يكون متسامح مع الناس
وان يكون من أهل الصدق والكرم والإخلاص وان يأخذ من القران الكريم معانيه الطيبة وتكون منهج لحياته
ومنهج إصلاح للنهوض بالأوطان وتقدمها وتحضرها في كل المجالات في الحياة وان يبتعد القارئ عن الأفكار
المتطرفة المسيئة للدين والحياة فالقرءان الكريم كتاب هداية وتلاوة ودعوة للعمل والإصلاح في كل نواحي الحياة
وهذا ما جاء به القران الكريم وكل الكتب السماوية الصحيحة من تعاليم طيبة فإذا لم تتحقق هذه الأهداف عند قارئ
القران فانه يكون مجرد قارئ للقران لا يفقه ولا يعمل بما يقراه من آيات الله تعالي والتي تحث علي التدبر
والعمل ونشر الخير والصلاح والمحبة والإخلاص بين الناس جميعا في كل زمان ومكان.

#عبد_العزيز_فرج_عزو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل