أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - فشل جديد لسياسة الغزو الامريكية / الولايات المتحدة واتفاق السلام مع حركة طالبان الإرهابية














المزيد.....

فشل جديد لسياسة الغزو الامريكية / الولايات المتحدة واتفاق السلام مع حركة طالبان الإرهابية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6502 - 2020 / 2 / 29 - 23:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حتى ساعة اعداد هذا التقرير لم يجر التوقيع الفعلي على اتفاق لإنهاء الحرب بين الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان الإسلامية المتطرفة. وبعد 20 عاما، يبدو أن الحكومة الامريكية لا خيار لها سوى الاعتراف بفشل سياستها وهزيمتها في أفغانستان، وأنها مضطرة للتخلي عن الحل العسكري ووافقت على المفاوضات مع إرهابيي الامس، الذين حددوا الى مدى بعيد مسارات المفاوضات ونتائجها. وبغض النظر عن التوقيع على اتفاق انهاء الحرب، فان هناك شكوكا قوية في استمرار سلام فعلي. يغادر الجيش الأمريكي مرة أخرى احدى البلدان البعيدة، تاركا خلفه بلدا مدمرا تمزقه الصراعات وابعد ما يكون عن السلام. ومرة أخرى يتخلى الامريكان عن حلفائهم، فلا أحد يعلم كيف ستحمي حكومة كابول نفسها في مواجهة طلبان.

ولحفظ ما ء الوجه تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق حوار بين طالبان والحكومة الأفغانية، ينتهي بالتوصل الى اتفاق وطني بشأن مستقبل البلاد، وطبيعة النظام السياسي ولكن طالبان رفضت منذ البداية الحوار مع حكومة كابول التي تصفها بـ"الدمية الامريكية"، واصروا على مفاوضات مباشرة تنتهي بانسحاب القوات الأجنبية. خضع الغزاة او استسلموا على حد تعبير السفير الأمريكي الأسبق ريان كروكر. ودخلوا في مفاوضات استمرت 18 شهرا، متجاهلين اعتراضات الحكومة الأفغانية.
وقبل أن توافق الولايات المتحدة أخيرًا على التوقيع، أصرت على إيقاف حركة طالبان عمليات العنف لمدة أسبوع لتؤكد هيمنتها على مجاميع المسلحة الأخرى في البلاد، ويلتزمون بعدم توفير ملاذ امن لجماعات إرهابية أجنبية مثل القاعدة. وتعكس المدة المطلوبة مدى تهافت حكومة الرئيس ترامب على توقيع الاتفاق بشكله النهائي.
استغرق قرار الولايات المتحدة بشأن التفاوض وقتاً طويلاً. وشدد القادة الامريكان على أن "تحرز الولايات المتحدة تقدماً" إن لم يستطيعوا كسب الحرب. لقد بينت "أوراق أفغانستان"، وهي وثيقة سرية كشف عنها العام الفائت، عن سياسة رسمية طويلة الأمد مبنية على خداع الرأي العام الأمريكي، والحديث على ان ما يدور في جبهات القتال تحت السيطرة، ويسير وفق مسار مدروس، في حين ان العكس هو الصحيحً. لقد احتاجت الولايات المتحدة وحلفاؤها شهرين لتحرير العاصمة فقط. وكان وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد قد قال في مؤتمر صحفي في كابول في 1 أيار 2003، أن معظم العمليات القتالية قد انتهت. وفي اليوم نفسه أعلن بوش الابن أن الحرب في العراق "قد انتهت".
لقد استطاعت الولايات المتحدة خلال 19 عاما هزيمة تنظيم القاعدة في أفغانستان، وقتلت زعيمه أسامة بن لادن في عام 2011 لكنها عجزت فعليا عن هزيمة التنظيم المحلي طالبان. ولم تستغل الولايات انتصارها على القاعدة مناسبة للانسحاب، بل استمرت ماكينة الحرب الأمريكية بالدوران، على الرغم من ان طالبان لم تكن مشاركة مباشرة في هجمات 11 أيلول في نيويورك وواشنطن، بل اكتفت بتوفير ملاذ آمن لتنظيم القاعدة. كلفت الحرب وفق المعطيات الحكومية الأمريكية تريليوني دولار امريكي، ما يعادل قرابة 100 ضعف للناتج الإجمالي المحلي لأفغانستان في عام 2019. والآن، وبعد 19 عامًا من الحرب، وقتل قرابة 2400 جندي أمريكي وأكثر من 150 ألف أفغاني، اقرت واشنطن أخيرًا بهزيمتها.
رفضت طالبان الالتزام برؤية أمريكية، "ديمقراطية" أو ليبرالية لمستقبل أفغانستان، وأصرت على إطلاق سراح أعضائها المحتجزين قبل الدخول في المفاوضات.
ان مسار المفاوضات ونتائجها عكست توازن القوى على الأرض. لقد بدأ الرئيس الأمريكي ترامب عهده بمحدثات صعبة، تهديدات، وتحذيرات من سقوط ملايين القتلى في أفغانستان، ولكن اللعبة لم تنطل على قادة طالبان، الذين أدركوا ان عامل الزمن لصالحهم، فاستمروا في ممارسة التصعيد. وفي الوقت نفسه وعد ترامب خلال حملته الانتخابية انهاء "الحروب العدمية" في الشرق الأوسط، وانتهى الامر بوضع توقيع امريكي على اتفاقية انهاء الحرب بطعم الهزيمة، دون ان تحقق الاتفاقية سلاما حقيقيا لملايين الأفغان.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة النقابات العمالية اليسارية للوحة الصراع / الاحتجاجات ا ...
- لم يعد رمزا لنهوض اليسار وحده / انتصارات ساندرز الانتخابية ت ...
- بعد الجريمة المروعة في مدينة هاناوا/ المانيا: احتجاجات واسعة ...
- صلاح الدين ديميتراس يدعو إلى تحالف ديمقراطي واسع / تركيا: حم ...
- مع استمرار الاحتجاجات ضد عنصرية النظام / الهند: هزيمة منكرة ...
- على هامش فضيحة التنسيق مع النازيين الجدد / معاداة الشيوعية ف ...
- كان رمزا إنسانيا كبيرا للنضال ضد العنصرية / قبل 30 عاما نال ...
- حقق انتصاراً تاريخياً لقوى اليسار / حزب -شين فين- يفوز في ال ...
- فضيحة سياسية غير مسبوقة / المانيا: قوى اليمين التقليدي تسقط ...
- بعد خوضه تجربة الحكم في ظروف استثنائية / قراءة في أسباب صمود ...
- ارتباطا بالتوتر الأمريكي – الإيراني / العلاقة بين رفض الحرب ...
- قرنفل أحمر على قبور الشهداء والضحايا / استذكار حصار لينينغرا ...
- بعد فشل سياسات اليمين الانقلابية / مؤتمر عالمي للتضامن مع ال ...
- اليوم انتخابات في -القلاع الحمراء- السابقة / هل تكتفي حركة - ...
- حدث تاريخي في الحكومة الجديدة / اسبانيا: وزيران شيوعيان لاول ...
- عام على سلطة اليمين المتطرف / البرازيل: ممارسات فاشية ومقاوم ...
- على الرغم من التعاون العسكري لمواجهة الغزو التركي / لا تقدم ...
- في عام الذكرى ال 150 لميلاده / لينين.. أشهر ماركسي في القرن ...
- في مواجهة الليبرالية الجديدة المنفلتة والسياسات العنصرية / ا ...
- منذ نهاية دكتاتورية فرانكو / قوى اليسار الاسباني في أول حكوم ...


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - فشل جديد لسياسة الغزو الامريكية / الولايات المتحدة واتفاق السلام مع حركة طالبان الإرهابية