{ العذراء المقدسة }

سندس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:01
المحور: الادب والفن
    

{ العذراء المقدسة }
هذه الروح التي تشابه الطيور الاسطورية ففيها ـ الهديل والعنقاء ـ الغراب والصرد ـ والسنيح والبارح .. وهي في كينونتها الزهرة والمريخ ـ والافعى وفينيس ـ وهي عتر الظباء ـ والتميمة التي تلوذ بها روح الرجولة القديمة لتحتمي من ضياع الروح ...
لقد رسمت الثقافة العربية المرأة في صور شتى فمرة بصورة المرأة المحبوبة بجمالها وروحها وجسدها وعفتها وانوثتها من بدوية الى متجملة ومتعالية وزوجة وعروس , وحبيبة وغيورة ذكية , وجريئة وخجولة , ومرة في اطياف الخيال , ومرة في احلام اليقظة , ومرة المغنية اللاهية , والنديمة العاتبة والراحلة المرتحلة برا وبحرا وجوا ...
عن الاصول الاسطورية للانثى الشرقية يقول د . { سيد القمني } في كتابه ( الاسطورة والتراث ) موغلا في الزمن ، فيقول في فصل ( زهرة للحب زهرة للحرب ) . عندما كان العقل البشري مازال في بدايته الفكرية ـ ابان مسيرته التطورية انتقل بخطوة تجريدية بسيطة من عبادة تربة الارض عرفانا بها كأم رؤوم كبرى ، ومن تعفير جبهته بترابها الى فصل روح الخصوبة عنها ، تتمثل هذه الارض في الهة تختص بحمل روح الخصوبة بحيث لم تعد الخصوبة تتركز في التربية وانما في { قوة كونية اختص بها معبود } جسده العقل الرافدي القديم في الهة انثى باعتبار الاخصاب والعطاء والميلاد من خواص الانثى .. ولان الارض محور حياة الانسان لذا اصبحت هذه الالهة قوة اساسية ومحركا كونيا لاحداث العالم ثم تمثل لها رمزا في السماء هو كوكب الزهرة لما تميز به من حسن ٍ وبهاء ومن ثم تحول نحو السماء عابدا ليردف سجوده على الارض برفع يديه نحو السماء تاركا لنا رسومها فيما تركه من اثار رافدية ...
وبعدها انتقل هذا الرمز لآلهة الزهرة من البابلية الى الاشوريين حيث تطورت الزهرة من ربة اللذة والحب الغريزي الى ربة الحرب مصحوبة بخيالات واسعة رامزة في ذلك الى فحوى الانوثة الشرقية , محاطة بقصص الغرام وتعدد العشاق وفتكها المستمر بهؤلاء العشاق كما حدث مع ( تموز ) حسب وصف د . القمني ورغم تلك الصورة الا انه يرد انها تسمى ايضا بالعذراء { العذراء المقدسة } ، الام العذراء ذلك ان العذرية جوهرها رغم انها ترمز للحب والجنس والاخصاب فهذا الجوهر لا يبدده لقاء عابر ولا حمل ولا ولادة .
سندس سالم النجار
النمســــا ـ فينـــــا

#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل