أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسمهان شريح - حول البعد الديني للقضية الفلسطينية














المزيد.....

حول البعد الديني للقضية الفلسطينية


أسمهان شريح

الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


اختلف المختصون والمهتمون بالقضية الفلسطينية، على توصيف الصراع مع الحركة الصهيونية، هل هو قومي أم ديني. إلاّ أن المزيد من البحث والتقصي، يقود إلى الاستنتاج بأن المشروع الصهيوني هو مشروع استعماري بدليل الرسالة التي بعثها هرتزل إلى رودس يطلب منه فيها المشورة والنصح، مفصحاًً له بأن مشروعه هو مشروع استعماري؛ حيث كان رودس اكتسب خبرة نتيجة استعماره لجنوب إفريقيا.
أما دخول العامل الديني على خط الصراع فله أسبابه الذاتية والموضوعية، والتي يمكن تلخيصها بعاملين:
- الأول: استناد الحركة الصهيونية إلى العامل الديني لإقناع المادة البشرية للمشروع وأداته، وهم الجماعات اليهودية المنتشرة في العالم، ذوات الأعراق، والقوميات، والثقافات المتباينة، والتي ليس ثمة ما يجمعها ويوحدّها سوى الدين.
- والثاني: وجود الأماكن المقدسة في فلسطين، حيث تؤكد كتب التاريخ " أن سوريا شريط طويل من البلاد الجبلية العالية، تمتد من شبه جزيرة سيناء إلى خليج الإسكندرونة في خط يكاد يكون مستقيماً، وهناك مقاطعة صغيرة في جنوبها تسمى فلسطين ، أو الديار المقدسة".( جيفريز: فلسطين إليكم الحقيقة).
و بسبب عدم تمكنها من إقناع حتى مؤيديها بأن فلسطين خالية من السكان، وجدت الحركة الصهيونية ضالتها، بتوجيه الصراع مع أهل فلسطين وحرفه بالاتجاه الديني، بادعاء أن سكان فلسطين، هم عرب مسلمون قدموا من الجزيرة العربية، وبذلك فهم محتلون لـ "أرض إسرائيل" التي هي ملك لليهود.
عارض رجال الدين اليهود فكرة تجميع اليهود تحت لواء الحركة الصهيونية، لأنه حسب تعاليمهم الدينية فإن العودة لـ "أرض الميعاد" ( فلسطين) ستكون طوعية، وليست قسرية؛ وأن أوانها يحين إبان ظهور المسيح في فلسطين؛ وعندها يتعين على اليهود التجمع هناك ليعيشوا ألف عام سعيد تسبق يوم الدينونة. رغم هذه المعارضة إلاّ أن الحركة الصهيونية، تمكنت من شراء بعض الحاخامات الذين ساعدوها في الترويج لمشروعها.
ترتب على ما سبق أن الحركة الصهيونية، روّجت لفكرة أن الصراع على الأرض في فلسطين، إنما هو صراع ديني بين المسلمين الطارئين على فلسطين،
ولذلك حاولت الحركة الصهيونية، ومن ثم دولتها التي أنشأتها طمس الوجود المسيحي للفلسطينيين، لأن من شأن هذا الوجود نسف الادعاء السابق، خاصة أن الحركة الصهيونية تمكنت من إقناع الغرب المسيحي بأضاليلها المذكورة.
لم تتمكن الحركة الصهيونية من حرف الصراع على فلسطين إلى الوجهة الدينية، إلاّ مؤخراً بعد انتشار المد الديني في المنطقة، ووصوله إلى فلسطين؛ وبالتالي تنامي الأصولية الإسلامية فيها.
إن حرف الصراع بالاتجاه الديني، يبعده عن ميدانه الأساسي وهو الأرض. فالمشروع الصهيوني هو غزو استعماري. ويدرج في إطار الاستعمار الاستيطاني الإجلائي الإحلالي، الذي يقوم على إفراغ الأرض من سكانها الأصليين بهدف جلب مستوطنين وإحلالهم مكانهم. وبذلك، فالاستعمار الصهيوني لفلسطين، مشابه للاستعمار الأوروبي لأميركا، الذي أباد السكان الأصليين، وحل مكانهم. ما دفع ببعض الإسرائيليين ممن يحسبون في عداد جماعات السلام مثل "تانيا راينهارت"، لأن يعتبروا أن ما جرى في فلسطين من تطهير عرقي، ليس عملية استثنائية في التاريخ، فما فعله "الإسرائيليون لا يقارن بالتطهير العرقي الواسع الذي مارسه المستوطنون الأمريكيون وحكومتهم على سكان أمريكا الأصليين".
وهكذا ترتبت على إقحام البعد الديني في الصراع مع الصهيونية نتائج خطيرة طالت جانبي الصراع، فبالنسبة للجانب الفلسطيني ، لم تتمكن الحركات الإسلامية في فلسطين من تحديد الخصم هل هو اليهود، أم الصهيونية. فيما أدى اعتماد الحركة الصهيونية على الدين إلى تغلغل الجماعات الأصولية في نسيج التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين، وامتد نفوذها ليطال كل جوانب الحياة.
أما التطور الأبرز فتمثل بـأن خشية اليهود الإسرائيليين المتزايدة وقلقهم من أن يفوق عدد السكان الفلسطينيين الخاضعين للحكم الإسرائيلي عدد اليهود، أدت إلى زيادة جاذبية دعوات الأصوليين بما أنزله يشوع بن نون بالكنعانيين من تدمير وإذلال، لحلّ ما يطلق عليه "المشكلة العربية المعاصرة".



#أسمهان_شريح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب أبو مازن في ذكرى النكبة خطوة جديدة على طريق التفريط بحق ...


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسمهان شريح - حول البعد الديني للقضية الفلسطينية