أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - هناء حسين مروة - خواطرٌ وذكرياتٌ لا تمحوها سنوية الذكرى














المزيد.....

خواطرٌ وذكرياتٌ لا تمحوها سنوية الذكرى


هناء حسين مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 09:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد المفكّر حسين مروة، خواطرٌ وذكرياتٌ لا تمحوها سنوية الذكرى
...لطالما أسأل، وأتساءل بعجَب، هل ذكرى الأحبّاء تتهادى متقدِّمةً بصمت وهدوء على صفَحاتِ الزمن فتصلُ إلى يومٍ محدَّدٍ في السنة لاستذكار مغادرتهم الحياة؟! وأتساءَلُ، وأكادُ أصدِّقُ نفسي، حين نعيش شؤونَ الحياةِ اليوميةِ وشجونها، هل يُنسينا تتابعُ الأيامِ لتُذكّرَ بالأحبّاء؟! أسألُ نفسي، حين أخلدُ إلى الراحةِ والهدوء بعد ممارسة ما تيسّرَ لي من أعمال كثيرةٍ تشغلُني يومياً: هل أنسى هوْلَ الصدمة، والأسى يفاجئني وأنا بكامل وعيي ونشاطي؟ هل أنساه يدوّي في نفسي صواعقَ رهيبة، وأنا أستعيدُ لحظاتٍ هدَّمَتْ كل أحلامي وآمالي؟! هل أنسى لحظةَ المشهدِ الصاعق وأنا في حضرةِ شهيدنا المفكّر حسين مروة: ممدَّد جسدُه، ورأسُه، المصاب برصاصة واحدةٍ وحيدة كاتمةٍ للصوت، مستنداً على ركبتيْ زوجته المفجوعةِ وسط بركةٍ من الدماء الزكية؟
تلكَ كانتْ لحظاتٍ رهيبة، جمّدت الدمَ في عروقي وأنا أنظرُ إلى الزوجة المنكوبة الباكية بصوتٍ مرتجف يستنجدُ بكلماتٍ مبهمة، يُحاكي ذهولي وأنا أنحني، ملامِسةً قلب الجسدِ الممدّد، أحاولُ - عبثاً - الاستماع إلى دقّاته، علّها تمنحني أملاً لسماعها، لكن، بدا لي حينها أنّ الحياةَ انطفأتْ من جسده النحيل.
ذكرياتٌ تراودني في كلِّ مناسبة، في كلّ مجلسٍ وكلِّ محيط ومع كلِّ مُسامِر. أمام كلِّ مقالة، أمام كلّ بحثٍ للشهيد أقرؤه: نقدي، أدبي، سياسي، فكري، فلسفي، اجتماعي أو معيشي.
ذكرياتٌ متلاحقةٌ تستحضرُني خلال مسافاتٍ من الزمن الماضي والحاضر، سألتُ نفسي مراراً خلالها - ربما ببلاهةٍ متعمَّدة - قبل أنْ أسألَ أحداً: ماذا جرى وكيف ولماذا...؟ ثم يتّفق لي أنْ أعبُرَ في لحظةٍ من لحظاتِ العدِّ التاريخي للسنين والشهورِ والأيام الغابرة، لأصِلَ إلى شهرٍ واحد: شهر شباط من العام ١٩٨٧، واليوم السابعِ عشر منه بالذات، الساعة الرابعة بعد الظهر، ساعة الاتّفاق على لقائنا معاً لمساعدته في البدء بنقل ما كتبه من رؤوس أقلام - رتّبها على عدد هائل من وريقات لا يَفهمُ الخطّ فيها إلّا هو شخصياً - بحيث أكتب أنا كلّ ما يسرد هو عليَّ من الأبحاث المهيّأة لإنجاز مواضيع الجزء الثالث من موسوعته "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية". أستذكر مراراً تلك اللحظة التي كنتُ أهمُّ بالحضور لعنده لتنفيذ المهمة، وكانت الصدمة، ضاع الحلم، حلم حياته لإصدار الجزء الثالث إيّاه، وحلمه الثاني لكتابةِ مذكّرات كاملة لسيرةٍ غنيّة بما حملت من بهجة الحياة والأمل بالحياة ومن فرحة الشعور بجمال الدّنيا والخير والتقدّم والنضال والعطاء لما توصّل إليه من جديدٍ في الميدان الثقافي والفكري، إلى حلم ثالث كان ينوي تحقيقه في ساعات تفرّغٍ طوعيّ، أعني مباركته لولادة إذاعة "صوت الشعب" ورغبته الملحّة حينذاك للمساهمة في تطويرها بما تيسّر له من حب وتشجيع لنشوئها ولمسيرتها.
أيّها الشهيد الغالي: لقد سرتَ "مع القافلة" لسنواتٍ طوال، سرْتَ بصمتٍ وتواضعٍ ونكران الذات، وما تزحزحتَ من مكانك التاريخي المتألِّق ولا انحرفتَ عن خطِّك السليم المستقيم، ولا تنازلتَ عن كرامتك المصونة طيلة حياتك، وها أنت اليوم تسير "في القافلة": قافلةُ الشهداء اللامعةُ أسماؤهم في عالم المعرفة والثقافة والأدب والفكر والفلسفة في لبنان وفي العالم العربي. سبقك بعضُهم، والتحقَ آخرون إلى عالم الشهادة والخلود بعد أن خلّدوا فكرك وساروا على النهج ذاته.

طابَ اسمُك أيّها الشهيد المفكّر حسين مروة حيّاً دائماً وأبدا.



#هناء_حسين_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطرٌ وذكرياتٌ لا تمحوها سنوية الذكرى


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - هناء حسين مروة - خواطرٌ وذكرياتٌ لا تمحوها سنوية الذكرى