أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الرحمان النوضة - بَلَادَتُنَا المُشتركة














المزيد.....

بَلَادَتُنَا المُشتركة


عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)


الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 16:33
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لماذا لا نتكلّم عن بَلَادَتُنَا المشتركة في ميدان «التنمية»؟
وَلَوْ أن دولتنا تُخفي عنّا هذه الإِحْصَائيات المُخِيفة، يَكْفِي أن تنظروا إلى كثرة العَائلات الموجودة في مُحِيطِكُم المُجتمعي، والتي تُـنْـفِـقُ بلا حساب، خلال عشرات السِّنِين، لِتَوْفِير أحسن تكوين علمي مُمكن لِأَبْـنَائِهَا. ثم تُرْسِلُهُم إلى بلدان الخارج الإِمبريالية.
يجب أن نعترف جميعًا، أنه، مِن بَين عَلَامات بَلَادَتِـنَا المُشتركة، في المغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا والعراق ولبنان، أن أغلبية الأُطُر الجَامِعِيَة التي نُكَوِّنها بِصُعُوبة في كلّ سنة، في مَيَادِين العُلوم، نُعْطِيهَا بِالمَجَّان إلى فرنسا، وألمانيا، وكندا، وأمريكا، وإِنْجَلْتْرَا. ثمّ تَشْتَـغِل هذه الأُطُر، وتَتَزَوَّج، وتَـتَـجَـنَّـس، في بلدان الخارج. أي أن البلدان المتخلّفة تُعطي بالمجّان الأطر العِلْمِيَة للدول القوية الإمبريالية. وبالمقابل، لا تُعطي الدول القوية إلى الشعوب الضعيفة سوى الاحتقار، والسيطرة، والنهب، والاستغلال.
هل تعلم أن دولًا مثل كَنَدَا، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وإنجلترا، تطبّق خُطّة مدروسة بِدِقَّة، بهدف جلب الكَوَادِر والعُـقُول الجَيِّدة إليها. وتَـقَبَل هذه الدول الإمبريالية، وتَستهوي، وتَسْتَـقْطِب، الأُطُرَ الوَافِدَة عليها، وكذلك الكَوَادِرَ، والعلماء، والخبراء، بِعشرات الآلاف في كلّ عَام؛ وفي نفس الوقت، تَرفََضُ وتطرد المهاجرين، ذوي تكوين جامعي ضعيف، كأنّهم "كِلَاب ضَالَّة" ؟
وبعد ذلك، نُفَسِّر ضُعفَ بلداننا بِكَونها لَا تَـتوفّر على ما يكفي من الأطر العِلمية الكُفْأَة. ونَسْتَوْرِدُ مُجمل مَا نَحْتَاجُه من الخارج. ونستهلك أكثر مِمَّا نُنْتِج. ولَا نَتَوَقَّـفُ عن الاِسْتِدَانَة من المُؤَسَّـسَات المالية التابعة للدول الإمبريالية. وهكذا نَقُوم بِـ «التنمية المُسْتَدَامَة» لِـتَخَلُّـفِـنَا، ولِانْحِطَاطِنَا، داخل أوطاننا !
طبعًا، كل عائلة معنية تقول لنا: «نحن لدينا أسباب، ومبرّرات، وإِكْرَاهَات، وأَعْذَار... نحن مُكرهُون...»، إلى آخره. لكن التفكير الضَيِّق، أو المَصْلَحِي، على مستوى العائلة المََحْدُودة، لَا يرقى إلى أن يكون مَقْبُولًا على مستوى التفكير الشُمُولي، أو على مستوى الوطن الكبير. وما هو في مصلحة العائلة الصغيرة، ليس بالضرورة في مصلحة المُجتمع، أو الوطن الشَّامِل. والمنطق الذي تشتغل به العائلة، ليس بالضرورة منطقًا سليمًا لكي يشتغل به الوطن. والاستراتيجية الفردية الانتهازية، لَا تصلح لكي تكون استراتيجية عقلانية على مستوى المُجتمع أو الوطن.
وبعض الاقتصاديين المَشْرِيِّين يُدافعون على «إِيجابية هروب الأدمغة المُتَـفَوِّقة». وهم لا يفهمون أن «هروب الأدمغة» يُؤدِّي حتمًا إلى تقلّص الاستثمارات، وإلى نُـقْصَان المبادرات الاقتصادية، وإلى تَـفَاقُم البطالة، وإلى تَصَاعُد الديون الخارجية، وإلى تَعَْمِيق التَخَلُّف الشُمُولي لكل المُجتمع المعني. وهكذا تضيع استثمارات الدولة في تكوين الأطر العُليا. ويتحوّل تَراكم نفقات الدولة في ميدان التعليم والتكوين إلى عجز ضخم. ودولنا الانتهازية لا تُفكّر سوى في «الأموال بالعُمُلَات الصَّعْبَة» التي يُرتَـقَبُ أن يَـَبعثها هؤلاء المواطنين المُشتغلين في الخارج.
والحقيقة المُرّة في مجال «تَصْدِير الأدمغة المُتَـفَوِّقَة»، هي أن دُولنا، وحُكُوماتنا، وبرلمانيِّـيـنَا، وأحزابنا، وجمعياتنا، وعائلاتنا المَيْسُورة، هي طبعًا شَرِيكَة في هذه السَرِقَة المَوْصُوفَة، ومُتَوَرِّطَة في هذه البَلَادَة المُشتركة، التي تَدُوم منذ عشرات السِنِين. ولا يَعْلَم أحدٌ مَتَى سَـيَـتَـوَقَّف هذا النَزيف، ومتى سَتنتهي هذه البَلَادَة المُشتركة. ويمكن أن تُلاحظوا بأنفسكم، أن بُلدان العالم القَلِيلة التي اِسْتَطَاعت الخُروج نِسبيًّا من تخلّفها، مثل رُوسْيَا، وكُورْيَا، والصّين، والهِنْد، وإيران، إلى آخره، كلّها تُكَوّن أُطُرَهَا العِلْمِيَة بِسَخَاء كبير، ولا تسمح لهم بالهجرة الدائمة.
(رحمان النوضة، الأحد 2 فبراير 2020).



#عبد_الرحمان_النوضة (هاشتاغ)       Rahman_Nouda#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟
- هل نَقد الأَحْكَام القَضائية جريمة؟
- التركيبة الطبقية للتنظيمات الإسلامية
- هشاشة التنظيمات الإسلامية
- رِهانَ بعض اليساريين على الإسلاميين انحراف
- كيف التَعامل بين اليساريين والإسلاميين؟
- مَزْحَة لَا تُصَدَّقْ: الإسلام هو الحل!؟
- هل يُمكن لحزب إسلامي أن يُصبح دِيمُوقْرَاطِيًا أو ثوريًّا؟
- أَلَا يُعَادِي الإسلاميّون اليساريين؟
- هل التناقض بين اليساريين والإسلاميين رئيسي أم ثانوي؟
- لَا يَدْعُو لِلتَّحَالُف بين اليساريين والإسلاميين سِوَى من ...
- سُوءُ تَفَاهُم سياسي مُدْهِش
- نقد تعاون اليسار مع الإسلاميين
- أين وصلنا؟ وإلى أين نسير؟
- الحَلّ هو فَصْل الدّين عن الدولة
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ...
- نقد شعار ”المَلَكِيَة البَرْلَمَانِيَة“
- كل الجماعات الإسلامية خطر على الشعب
- حراك الجزائر يُؤَكِّد تَخَلُّف قوى اليسار
- فَنُّ الكِتَابَة


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الرحمان النوضة - بَلَادَتُنَا المُشتركة