أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف بلمعطي - ربيعنا... واهل الثياب البيض !!!














المزيد.....

ربيعنا... واهل الثياب البيض !!!


عبداللطيف بلمعطي

الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت تسع سنوات على مسمى الربيع العربي ولم تبارح نتائجه غير تكريس لوضع بائس اقتصاديا وسياسيا وحتى مجتمعيا، وها هي ذكراه اليوم تقارب استكمال عقدها الأول، لم يتغير شيء لم ينهض المجتمع لم تتبدل الأحوال الى الأحسن كما انتظرتها زمرة المتفائلين يومها... بل أنتج ربيعنا حفنة من الانتهازين الذين اختصروا السياقات الهوليودية لأيامه في مساومات المطالب الخبزية.
ولعل المتتبع لشرارة الفتيلة الأولى التي اينعت بموجبها زهور ربيعنا، قد وجد أنها لم تزد عن كونها مجرد مطالب ارتبطت في مجملها بمسألة البحث عن الوجود الفرداني المتمثل في لقمة العيش (الخبزة)، وكفى. تلك اللحظة التي انفلت فيها القيد الناظم لمكونات مجتمعاتنا العربية، التي لم يهيئ أهلها قاطبة على المستوى الفكري لخوض مثل هذه التحولات الـمُـصدعة سياسيا ومجتمعيا؛ بل فُتحت علينا أبواب جهنم التي وعد بها المتمردون من كل حدب وصوب، وانهالت ألسنت نيرانها بيننا تؤدبنا ذات اليمين وذات الشمال، كما أضحى الكثيرون منا يرجون عودة القهر المنظم بدل القهر المشتت.
لقد أبدلت السنوات البعدية لربيعنا الخبزي رغبة الكثيرين في التغير، واستكان الجميع لحاله قُرفصا، يبحث عن خلاصه وجوده الفرداني؛ وابتعد الجميع عن مفاتيح جهنميات الربيع، حتى أصبح الكل يبرع في خياطة امثلة الاستكانة والهوان. في هذه اللحظة بالذات خرجت الفئران من جحورها تبحث عن حبات قمح ربيعينا هل نضجت أم أنها لازالت كما كانت عليه قبل مجيء الربيع، علها بذلك تقطف شيء من زهرته ضامنة من خلالها استمرارية استعلاء وجودها بيننا.
نظر الكثيرون إليها نظرة المشمئز الحائر الرافض الثائر... لكن مرارة تجربة ربيعنا بالوطن العربي كانت أكبر وأشد، من أن تجعل العديدين يعبرون عن أراءهم التي تبنونها من قبل في شكل مواقف ثورية من جديد، سواء اكانت هذه المواقف تنزيلا على أرض الواقع أم مجرد تنظيرات اعتكف أًصحابها في المكاتب ومقاهي والصالونات... أمام هذا الوضع الملجم بتطوراته راهنية المرحلة، لم يكن في مقدور أحد منا الرد على هذه الفئران حين خروجها، أو معاودة الكرة من خلال احياء تجربة نضالية أخرى، فالتزم الجميع الصمت.
في أرضنا خلصت الترنحات الأولى لحراك الربيع العربي، إلى لمة حاضنة بخبرة وحنكة سياسية ربما افتقدت اليها العديد من بلدان الوطن العربي، وسارت الأحوال الى الهدوء المضطرب بين الرغبة في التطلع لما هو قادم أو المكوث حيث ما هو قائم، حينها انكشف أمامنا أهل اللحي والثياب البيض وأعلنوا في المنابر لنا قائلين، يا أهل الديار في الله وفينا خير المقام ومستقبل السنين. غاب الله، غاب الله، غاب الله... ولبث فينا القوم أكلين شاربين وولى ربيعنا العربي عنا غير مجيب.
بيننا نحن عامة القوم خرجت الأفواه المنتصرة والمهللة من أتباع الثياب البيض بنصرة الله معلنة فينا الفتح المبين، واي فتح هو !!! فقد مرت الأيام والشهور والسنوات ولم تستبدل الأحوال غير استبدال الثياب البيض بالسراويل. وأضحت الوجوه المشعتة المغبرة منيرة من خيرات أرض الله مزهرة ناضرة. اللهم لا حسد، بل بارك الله لهم فيما أكلوا وشربوا وأقروا وسنوا من شرائع وقوانين الوضع الكئيب، واوكلناهُ عليهم حسيبا رقيبا فهم الأعلم أكثر منا بقضائه المستقيم.
لم ينتج ربيعنا غير قادة الثياب البيض بل صنع فينا من لم نقدمهم علينا مناضلين، هؤلاء الذين أجادوا وأبدعوا في فن الجمود على الموجود والردة والقبول بأنصاف الحلول غير مرة. وأداروا الوجه البائس الينا في كل نكسة مهطعين مقنعين، قبلنا منهم كحل لا بديل عنه دمعهم الخائنة المبين، الا أن دواخلنا لم تقبل قط نكساتهم المتواليات فينا...
أما نحن أصحاب ما خط من هذا القول الفقير، فقد ماتت نزعتنا الغيوانية يوم وجدنا الكلمات الصادحة بالوضع الأليم تغنى في الصالونات والفيلات على نغمات الطبلة والرقص المجين. مللنا ومل الوطن منا ومن مفاهيمنا وقراءاتنا للتغير، وولى الربيع عنا غير مجيب.



#عبداللطيف_بلمعطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف بلمعطي - ربيعنا... واهل الثياب البيض !!!