أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهامى الميرغنى - دروس النكسة العربية من عبد الناصر .. إلى صدام














المزيد.....

دروس النكسة العربية من عبد الناصر .. إلى صدام


إلهامى الميرغنى

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

وأرى خوازيقاً صنعن على مقاييس الملوك

وليس في ملك وخازوق ملامة

لله ما تذر البنادق حاكمين

مؤخرات في الهواء

ورأسهم مثل النعامة

ودم فدائي بخط النار يلتهم الجيوش

كما الصراط المستقيم

به اعتدال واستقامة

مظفر النواب

سقط النظام البعثي الحاكم في العراق واقتحمت القوات الأمريكية والبريطانية بغداد ليعلنوا نكسة عربية جديدة ويسود الوجوم والاكتئاب الشارع العربى من المحيط إلى الخليج وبما يعيد إلى أذهاننا ما حدث في يونيو 1967 وهزيمة الجيوش العربية وضياع سيناء والجولان واستيلاء العصابة الصهيونية على الضفة الغربية وقطاع غزة ولتتحقق نبؤة العبقرى المصرى نجيب سرور حين كتب منذ سنوات :

" وقلنا ننضف بقى قالوا بلا وكسـه

واللـه لتحصل بدال النكسه ميت نكسه "

 

هاهى النكسة العربية الجديدة تتحقق وتعيدنا إلى عهد القوات الاستعمارية الغازية ، ها هو اللورد كرومر يعود إلينا في زيه الجديد ليذبح فلاحى دنشواى من جديد في العراق وفلسطين وكلنا ضمن القائمة لا استثنى أحداً . ولكن لو تأملنا ما حدث وما هى أوجه الشبه بين النكسة الأولى والنكسة الثانية سنجد العديد من القواسم المشتركة منها :

ـ غياب الديمقراطية والحريات العامة ومرور عقود من القهر والاستبداد وفتح أبواب المعتقلات للمعارضين وتكميم الأفواه وانتشار الفساد.

ـ شخصية الديكتاتور العادل الذى بشر في بداية حكمه بالعدل والتنمية وماذا كانت النتيجة سوى الانهيار دون أن نجد من يدافع عن المنجزات التى تحققت ، وسيادة كاريزما الزعيم الأوحد وقتل وسحل كل المعارضين بحيث لا يبقى في النهاية سوى الزعيم الملهم وبطانته .

ـ الإطاحة بجميع المعارضين والمخلصين والإبقاء على التابعين والتافهين بدعوى أهل الثقة وأهل الخبرة أو بدعوى إبعاد الأفراد الغير مخلصين للنظام أو بمعنى أدق الغير مخلصين للزعيم الملهم والديكتاتور الأوحد. 

ـ النظرة القومية وارتفاع الشعارات الرنانة والرطانة القومية التى تبشر بسحق الأعداء بينما نفاجئ بانهيار الجيوش النظامية وذوبانها خلال أيام كانت ست أيام في مصر وامتدت إلى واحد وعشرين يوماً في العراق ولكن النهاية كانت واحدة.

ـ انتشار الفساد على جميع مستويات الحكم ونهب الثروات واتساع الهوة الطبقية وإغداق المميزات على العملاء والبطانة .

ـ وجود حزب واحد مسيطر على الحياة السياسية كان الاتحاد الاشتراكى في مصر وكان البعث في العراق وهى تنظيمات سلطوية فوق الجماهير تندمج مع أجهزة القمع والأجهزة الأمنية بحيث يمثلون السند الرئيسى لنظام الاستبداد.

 

لذلك نجد أن الديمقراطية هى أساس الصمود وهى الأساس للتحرر الوطنى والقومى فلا حرية لشعب مقهور ومحروم من ممارسة حقوقه السياسية ، وبدون الحريات السياسية لا يوجد من يدافع عن الاستقلال الوطنى . فالحرية أولاً وثانياً وأخيراً.وبدون الديمقراطية سنجد بدال النكسة ميت نكسة كما قال نجيب سرور .

لقد سقطت بغداد ولكن أردة الصمود لن تسقط وإرادة الشعب العراقى لن تسقط وواجبنا الآن هو مؤازرة كل القوى الوطنية العراقية التى تنظم صفوفها لتحرير العراق.

 

ونبشر الرؤساء والملوك العرب بأنهم فقدوا شرعية بقائهم في الحكم وإن الساعة آتية لا ريب فيها وأن ما سيفعله بهم بوش و رامسيفلد هو ما يليق بمن فرطوا في حقوق بلادهم ، وإن الشعوب التى نهضت عربياً وعالمياً في تضامنها ضد الحرب هى التى ستبنى العالم الجديد وستزيل النكسة العربية الجديدة وتصنع مستقبل أفضل على جثة العولمة الأمريكية المتوحشة.

 

إلهامى الميرغنى

باحث مصرى  

 


 







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيزوفرانيا الديمقراطية
- مستقبل الطبقة العاملة في ظل الكوكبة
- تجوع مصر المصونة .. ولا تأكل بالمعونة


المزيد.....




- زيلينسكي يتفقد موقع الهجوم في كييف ويطالب بتكثيف الضغط الدول ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- ماذا نعرف عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية؟
- لماذا اختارت إسرائيل -الأسد الصاعد- اسمًا لعمليتها العسكرية ...
- لماذا تتردد روسيا في مساعدة إيران في صراعها مع إسرائيل؟
- -بلومبرغ-: مسؤولون أمريكيون بدأوا الاستعداد لاحتمال شن هجوم ...
- -نيوزويك-: الولايات المتحدة تطلب الحد من ذكر أوكرانيا في بيا ...
- -تم نفيه وتعرض لمحاولة اغتيال-.. أبرز المحطات في حياة علي خا ...
- الطاقة الذرية الإيرانية: سنرد على تقاعس -الدولية للطاقة الذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهامى الميرغنى - دروس النكسة العربية من عبد الناصر .. إلى صدام