أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح عبد الصبور - حياتى فى الشعر -














المزيد.....

حياتى فى الشعر -


صلاح عبد الصبور

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


حياتى فى الشعر عنوان لكتاب جميل للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور يتحدث فيه الكتاب عن تجربة حياتية او ربما عن كيف اصبح شاعر ، فهو يتحدث عن بداية احساس الانسان بذاته وعن مصدر الادراك البشرى للانسان

ويركز على القصيدة باعتبارها مجاله الاساسى ، ويقول انها تبدأ بخاطرة يظن من لا يعرفها انه هابطة من نبع متعال عن البشر

عند اليونان الشعر اوحت به الالهة ، عند العرب وبخاصة فى جاهليتهم فقد تحدثوا عن ايحاء الجن ، فقال امرؤ القيس اول شعراء العرب الكبار
تخبرنى الجن اشعارها فما شئت من شعرهن انتقيت

ان مجموع الخواطر التى يرتبها الفكر هى الابداع ، هناك خاطرة اولى تفد الى الذهن فجاة مثل لوامع البرق ، وتسعى الى ان تقتنص وتقيد ، لو تم انتقاصها تشكلت فى كلمات واكتسبت حق الميلاد
وهنا تعتزل الذات لكى تعى ذاتها ، ولذلك فان كل من عظم لا يولد الا فى ظلال التوحد ، ولعل هذا هو ماعبر عنه الشاعر القديم حين قال
واخرج من البيوت لعلنى احدث عنك النفس النفس يا ليل خاليا
وهو ما نجده فى رباعية الشاعر الاسبانى لوب دى فيجا
الى وحدتى انا ذاهب
ومن وحدتى انا قادم
ذلك انه يكفينى فى غدوى ورواحى
انى اصحب افكارى وحدها

والقصيدة كوارد قد تكون حين يرد الى الذهن مطلع القصيدة او مقطع من مقاطعها بغير ترتيب فى الفاظ مموسقة ، لايكاد الشاعر نفسه يستبين معناها ، قد ياتى هذا الوارد بين الناس او فى الوحدة ، او فى العمل او فى المضجع ، لايكاد يسبقه شيىء يماثله او يستدعيه يعيده الشاعر على نفسه فيجد ان هذا الوارد قد يفتح له سبيلا الى خلق قصيدة

وقد يعيده مرات ومرات حتى تنفتح امامه احدى السبل ، لقد تم الحمل بالقصيدة فى صورة ما ، والذات تريد ان تعرض نقسها فى مراتها

ولكن قد يخفق بعض الشعراء فى السيطرة على القصيدة رغم الجهد والمشقة ، وقد يكون ذلك لقوة العواطف واحتدامها مع ضعف الشاعر ، واذا توقف الشاعر عن اتمام قصيدته قد يكون ذلك لانه لم ينسلخ عن ذاته بحيث يدع القصيدة تسيطر عليه ، او لضعف احساسه بما ورد اليه

والواقع ان الصوفيه هم اول من اشار الى التجربة الروحيه شبيه بالرحله ، وهم الذين جعلوا من سعيهم وراء الحقيقة سفرا مضنيا مليئا بالمفاجات والمخاوف فى طريق موحش طويل ، قد ينتهى بسالكه الى النهاية السعيدة ان وفق الله و اراد

يقول احدهم ( انتهى سفر الطالبين الى الظفر بنفوسهم ، فان ظفروا بنفوسهم فقد وصلوا ) وتشير هذه الكلمة غياب غاية التجربة الشعرية وهى اتمام القصيدة
محك الكمال فى بناء القصيدة هو احتوائها على ذروة شعرية، تقود كل ابيات القصيدة اليها وتسهم فى تجليتها وتنويرها وهى ليست ذروة المعنى الذى نجده فى الدراما

وان كانت تحتوى عنصرا دراميا ، ولكنها اقرب ما يكون الى الى مصطلح العرب على تسميته بيت القصيد

والاختلاف فى الابنيه ما هو الا اختلاف فى مكان الذروة من القصيدة ، ربما كان ايسر الابنيه الشعرية هى ما جاءت فيه الذروة فى نهاية القصيدة

واوضح مثال على ذلك قصيدة الشاعر السكندرى اليونانى كفافيس
فى انتظار البرابرة
ماذا ننتظر وقد تجمعنا فى الميدان
والان ماذا سنصنع بدون البرابرة
فقد كانوا نوعا من الخلاص
فى بعض الاحيان لايستطاع ادراك الذروة بسهولة ، اذ تلقى عليها الظلال بعضا من ظلالها ، وبخاصة اذا اختصرت القصيدة وازدحمت مثل قصيدة كفافيس ( رمادى )
بينما كنت انظر الى حجر كريم رمادى اللون
تذكرت عينين رماديتين جميلتين
رأيتهما فيما اذكر منذ عشرين عاما
احب كلا منا الاخر لشهر
وذهبت بعد ذلك الى مدينة سمرينا فيما اذكر
لتعمل هناك ، ولم ير احدنا الاخر بعد ذلك
العينان الرماديتان – لو كانت حيه – فقد فقدتا جمالهما
ولابد ان الوجه الجميل تغضن
ايتها الذكرى ، احفظيهما كما كانا
وامنحينى ، ايتها الذكرى فى هذه الليلة
كل ما تستطعين الى تعيديه الى

مما شك فيه ان القصيدة تشكيل مندمج ام الاندماج ولكن اين زروتها ؟ اتراها فى انبعاث الذكرى اثر رؤية الحجر الرمادى ، ام هى فى مناشدة الذكرى ان تعيد اليه الحب ،
لا انها فى هذين البيتين
العينان الرماديتين – لو كان حيه فقد فقدتا جمالهما ولابد ان الوجه الجميل قد تغضن

لقد قال جوته ( الفن تشكيل قبل ان يكون جمالا ) ولا شك انه على حق
لايفوتنا ان نذكر ان تعبير التشكيل الذى يقصده صلاح عبد الصبور هو البناء المعمارى للقصيدة
والى مقال قادم حول باقى اجزاء الكتاب



#صلاح_عبد_الصبور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح عبد الصبور - حياتى فى الشعر -