المسلمون آخر من يطبق اخلاق الإسلام

وسام ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 14:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في حديث نبوي قال رسول السلام ان الدين الإسلامي 5% منه عبادات ( صوم ، صلاة، حج، زكاة ) اما 95% من الدين فهو حسن المعاملات مع الناس . وهذا ما يجب ان يظهر على المسلمين في تعاملاتهم اليومية مع الناس في مجتمعاتهم ومع مجتمعات الشعوب الأخرى الذين يختلطون معهم .
اجرى الباحث البريطاني بول هوسفرد بحثا احصائيا ميدانيا حول الكثير من دول العالم، بحثَ فيه عن مدى تطبيق المبادئ والمفاهيم والأخلاق الأنسانية التي قيل انها من (التعاملات الإسلامية) والتي يُفتَرض ان يتحلى بها المسلمون المعتدلون الذين ينادون بالأخلاق السامية التي اوصى بها رب العالمين في التعاملات اليومية بين الناس استنادا الى مبادئ الدين والشريعة الإسلامية .
وجد هذا الباحث البريطاني ان اول شعب في العالم يطبق المبادئ السامية والأخلاق الراقية والتعامل الأنساني في التعامل بالأخلاق (الإسلامية) هو الشعب الأيرلندي، وليس هذا الشعب من الشعوب الإسلامية !
والشعب الذي جاء في المرتبة الثانية من حيث تطبيق الأخلاق والتعامل الأنساني والمبادئ الإسلامية في العالم، كان الشعب الدانمركي . وهذا ايضا شعب لا يدين بالإسلام!!
اما ثالث الشعوب في القائمة التي تمتاز بالمبادئ والأخلاق السامية والأنسانية في التعاملات حسب المبادئ (الإسلامية)، فكان شعب السويد . وهذا الشعب لا يمت بصلة الى الدين الإسلامي ايضا !!
وتتوالى اسماء الشعوب والدول التي تتميز بالتعامل الأخلاقي والأنساني في القائمة، قياسا الى الأخلاق الإسلامية، فلم نجد في المرتبات العليا منها اي شعب مسلم !!
اذن من يطبق المبادئ والأخلاق الإسلامية التي جاء بها الإسلام ؟ واين تقع مرتبة الشعوب الإسلامية في قائمة تطبيق الأخلاق والتعاملات الإنسانية التي نادى بها رسول الإسلام ؟
لقد كانت نتيجة البحث صادمة فعلا .
ان من يدّعي انه صاحب المبادئ السامية والشريعة السمحاء والأخلاق الإسلامية التي جاء بها دين الإسلام في التعاملات الأنسانية اليومية مع الآخرين يقع في اسفل تسلسل هذه القائمة البحثية .
ماليزيا – الدولة التي 60% من شعبها البالغ 31 مليون نسمة يدين بالإسلام، حصلت على المرتبة رقم 33 في تسلسل هذه القائمة .
الكويت وشعبها المسلم، كانت في المرتبة 48 في تسلسل القائمة !
المملكة العربية السعودية وهي مهد ومنطلق الإسلام، وهي المملكة الوهابية المتشددة في الدين، التي تحوي الاف المساجد ومئات الاف الشيوخ والدعاة والمتشددين الإسلاميين الذين يملكون عشرات القنوات التلفزيونية الدعوية والإسلامية، ويسيطرون على مئات الاف المساجد حول العالم، وفيها جهاز خاص لمتابعة الناس بالقوة لتطبيق الدين ومبادئه وهو ( جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ، وخرج منها اكبر ارهابي مسلم وأكبر منظمة ارهابية اسلامية في العالم، وهي منظمة القاعدة، وقائدها المواطن السعودي المليونير اسامة بن لادن، جاء تسلسلها في قائمة تطبيق الآخلاق والمبادئ الإسلامية السامية هو 91 في اسفل القائمة !!
مصر – عدد سكانها 100 مليون مسلم، تمتلك جيوشا من الأخوان المسلمين والمنظمات والجماعات الإسلامية التي خرج منها قادة منظمة القاعدة ايمن الظواهري، وفيها جامع الأزهر الذي يخرّج ويصدر للعالم الاف الشيوخ والدعاة والأئمة، وفيها مئات الالوف من اصحاب اللحى والزبيبات السوداء، وبين كل مسجدين في شوارعها يبنى مسجد جديد، جاءت مصر في اسفل القائمة في تطبيق الأخلاق الإسلامية والتعامل الأخلاقي وكانت بالمرتبة رقم 128 !!
فمن يطبق المبادئ والأخلاق الإسلامية ان كانت شعوب المسلمين في اسفل تسلسل القائمة التي تشير الى ان تلك الشعوب لا تطبق المبادئ والأخلاق السامية ولا المبادئ الإنسانية استنادا للشريعة الإسلامية التي وضعت مبادئها مقياسا اساسيا لمعرفة مرتبات تسلسل اخلاق الشعوب .
تبين من البحث الميداني لهذا الباحث البريطاني ، ان الشعوب التي لا تدين بالإسلام كانت في قمة القائمة من حيث التعاملات الإنسانية والأخلاقية، واحتلت المراتب الأولى فيها !!
لقد صدق الإمام محمد عبده الذي قال بعد زيارته الى فرنسا في منتصف القرن الماضي : وجدتُ اسلاما في بلاد غير المسلمين، وتركت مسلمين [في البلاد العربية والإسلامية] بلا اسلام !!
هل عرفتم ايها المسلمون اين مكانتكم في التعاملات الإنسانية والأخلاقية بين شعوب العالم؟ انتم في مؤخرة الشعوب التي تطبق مبادئ الأخلاق والأنسانية والإسلام .
انكم لا تطبقون ال 95% من دين الإسلام وهي التعاملات الإنسانية والأخلاقية التي اوصاكم بها دين الإسلام ونبيه مدم ؟
هل يكفي الصلاة والصيام وارتياد المساجد واطالة اللحى لتبين انك زاهد وتطبق الدين وتدعو الى نشر الإسلام في ارجاء العالم ؟
هل يكفيكم ان تكفروا الآخرين وتقولواو انكم [ خير أمة اخرجت للناس ]، وانتم بعيدون عن تعاليم الإسلام والأخلاق والفضائل التي تجاهرون بها ليل نهار ؟
الدين هو حسن المعاملة يا سادة، وليس المظاهر الكاذبة والإدعاء بالتديّن .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين