أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - بمناسبة 100 عام على الحركة الشيوعية في البلاد















المزيد.....

بمناسبة 100 عام على الحركة الشيوعية في البلاد


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 12:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



يعاني عصرنا الحالي من تراجع للفكر التقدمي الانساني، أمام هجمة الاعلام الغربي الرأسمالي، الذي حول قيمة الربح والاستهلاك الى قيمة إنسانية عليا، مشوهة ومعمقة بذلك الفوارق بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وبين الأغنياء والفقراء، وحولت العالم بشكل أعمق وأشرس الى غابة، يقتل القوي فيها الضعيف، مفككة العلاقات الاجتماعية، ومحولة الأنا الى قيمة عليا، بديلة للقيم الإنسانية من عدالة اجتماعية واخاء وتضامن وتعاضد وبناء، من أجل الحفاظ على الكرة الأرضية ومنع الدمار الشامل.
ولذلك وجب علينا نحن الشيوعيين، تعميق وعينا وإدراكنا لقيمنا ومفاهيمنا التقدمية وإعادة الاهتمام بالفكر العلمي الثوري الماركسي الذي يتعرض الى عملية تشويه وتهميش وإزاحة من الوعي الجماعي الإنساني.

ولذلك فالحزب الشيوعي هو الطليعة الواعية الثورية للبروليتاريا، ومنظمها وقيادة هذا الحزب شرط لا غنى عنه لكي تؤدي الطبقة العاملة رسالتها التاريخية العالمية فوجود الحزب ضرورة موضوعية لذلك لا يمكن تحييد الحزب الشيوعي فبدون الحزب يستحيل نجاح اي نضال اجتماعي سياسي أو طبقي يستحيل بناء مجتمع جديد، بناء مجتمع مملكة الحرية على الأرض كما قال ماركس.



فالمهمة الأساسية في الظرف الراهن، بالنسبة لجميع الشيوعيين قبل كل شيء، وفوق كل شيء وعلى جميع شرائح المجتمع المختلفة، أن يضعوا في مركز عملهم وجهدهم ونشاطهم، النضال الكفاحي المثابر ضد الاحتلال والاستيطان، والتمييز العنصري، وتوسيع قاعدة النضال الطبقي اليهودي العربي داخل إسرائيل، لا بالقول بل بالفعل.
وهذا النشاط يجب أن يرتكز على الجماعية من خلال تفعيل وتنشيط هيئات الحزب الشيوعي والجبهة، كشرط ضروري موضوعي من أجل تحقيق أهداف النضال. وكل تشويه لعمل الهيئات وجماعية القيادة سيفضي إلى مماطلات، وفقدان المسؤولية وسيحول هيئات الحزب، ليست فقط المحلية، وحتى المركزية إلى "ندوات للثرثرة"، كما قال لينين. (لينين المؤلفات الكامله المجلد-9). وهذا الشكل من العمل على مستوى الهيئات الحزبية المحلية أو القيادية يشكل شرا جسيما يجب وضع حد له مهما كلف الأمر وبأسرع وقت ممكن. وعلى الهيئات المركزية القيادية أن تمتاز بالروح العمليه ومنع "الخطب " الطويلة وفي بعض الحالات الفارغة وأحيانا الخارجة عن الموضوع، والعمل على تبادل الآراء بروح حضارية من خلال الحوار البنّاء، الخالي من العصبية الذاتية، والحلقية، والخروج بإقتراحات عملية، واضحة ودقيقة وقابلة للتحقيق.
فلا يعقل عقد إجتماعات فضفاضة بدون وضع نقاط وقضايا أساسية، وعند عقد الاجتماع يجب أن يقتصر النقاش والبحث حول هذه القضايا والمهام الأساسية وحدها، من خلال نقاش موضوعي محدد، واضح وبنّاء، وعلى الهيئة التي يوكل إليها تنفيذ هذا القرار أو ذاك أن تمارس عملها بصلابة وعزم وجرأة وأهلية، من خلال علاقات تمتاز بالثقة المتبادلة . ففي النهاية لا تكفي الجماعية، بل يجب أن يرافقها الشعور بالمسؤولية الجماعية والفردية وتنفيذ المهام بدقة.
فإنعدام المسؤولية بحجة الجماعية يشكل أخطر شر تتعرض له أي هيئة حزبية، ويؤدي إلى إفشال العمل على المستوى الشعبي الجماهيري، وإلى زرع عدم الثقة بين الرفاق أنفسهم ومع الجمهور. وكل هذا يجب أن يجري من خلال عمل مثابر تجنيدي للجمهور الواسع ومن خلال نشاط فكري إيديولوجي، من أجل تعميق ونشر المفاهيم الماركسية بين الرفاق وأيضا غير الحزبيين والجمهور الواسع. فمثلاً من المضحك المبكي أن يكون بين صفوفنا عضو حزب عادي، أو عضو في هيئة حزبية أو مسؤول شبيبة أو عضو شبيبة ولا يقرأ صحيفة الإتحاد، ولا يقرأ ويطالع مراجع ومصادر الفلسفة الماركسية أو لا يتابع القضايا السياسية والطبقية يوميا.
من المسؤوليات الأساسية للحزب الشيوعي التواصل مع الطبقة العاملة، وكل محبذي ومؤيدي نهج وسياسة الحزب من أجل إجتذابهم للعمل السياسي الجماهيري، ولاحقا العمل على انتسابهم لصفوف الحزب من أجل توسيع القاعدة الشعبية للحزب وتحويله الى حزب أكثر جماهيرية، قائد ليس فقط للطبقة العاملة، مع أن الحزب الشيوعي هو حزب الطبقة العاملة، بل أيضا قائد لفئات وشرائح إجتماعية واسعة.
خلال عمل الحزب النضالي الطويل، كان هناك دائما من انتقد بحق ولم يُسمع، وعلى هذا في العديد من الحالات علينا مراجعة الذات، وممارسة الإنتقاد الذاتي على مستوى الرفيق والهيئات. وهناك من يحاول تشويه تاريخ الحزب، وعلينا أن نتعامل مع هذه الظواهر بحكمة، وحنكة ومسؤولية، ولكن بحزم وحسم، ومع الإلتزام بدستور الحزب.
في الفتره الأخيرة كان هناك من أراد أن يقرأ تاريخ الحزب بشكل منقوص، وخاطئ وبدون رؤية الظروف الموضوعية العالمية والعربية والفلسطينية وبدون الأخذ بعين الإعتبار زمان ومكان اتخاذ هذا القرار أو ذاك. قد يكون هناك نقاش حول هذا المقال أو ذاك، أو هذه الفقره أو تلك، او حول بعض المواقف أو التصريحات مما كتب في حينه، وأقصد عام النكبة، 1948. ولكن عودة الى الوراء من خلال مراجعة لتلك الفترة التاريخية، حيث أكد حينها الحزب الشيوعي دائما بأن الحلف الثلاثي الدنس، الإمبريالية العالمية والصهيونية والرجعية العربية، مع التفاوت النسبي للدور الذي لعبته أضلاع هذا المثلث، هم المسؤولون عن الكارثة التي حلّت بالشعب العربي الفلسطيني ولو قُبل قرار التقسيم من القيادة الفلسطينية، لا أقول بأنه كان مؤكدا أن لا تقع الكارثة، التي كان مخططا لها بدقة من قبل الحركة الصهيونية التي أرادت أرض بلا شعب، وموازين القوى كانت لصالح هذا المخطط الصهيوني مطلقا "بل قد تكون أقل مأساةً ومعاناةً "، واليوم نرضى بأقل بكثير مما طرح في قرار التقسيم.
ولكن بإعتقادي الحل الأمثل والأفضل لحل المسألة القومية في فلسطين كان في السابق وسيكون مستقبلاً دولة ديمقراطية لكلا الشعبين. ولكن بما ان هذا الطرح غير مقبول على كلا الشعبين الآن فلا مفر من دولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، كحل مرحلي لتخفيف حدة المواجهة والصراع القومي. فمن خلال فهمنا للمادية التاريخية ندرك بأن الدولة القومية بشكلها الحالي ظاهرة تاريخية مرحلية وغير ازلية.
واليوم وهذه حقيقة تاريخية، أول من طرح حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وهذا الموقف تبناه الحزب قبل منظمة التحرير، (لنتذكر انه في الستينيات والسبعينيات بعض التنظيمات الفلسطينية رفعت شعار تحرير كامل التراب الفلسطيني). ولذلك فلا يحق لأحد أن يزايد على الحزب الشيوعي لا من منطلق قومي ولا من منطلق أممي.
نقاش، حوار، مراجعة ذاتية إنتقاديه بنّاءه لبعض القضايا نعم، ولكن التشكيك بدور الحزب الشيوعي المثابر والصادق والثوري والقومي والأممي، والذي لم يفقد البوصلة، في أي مرحلة من مراحل تاريخه والذي حافظ على الخيط الأحمر طول الطريق، غير مقبول علينا.
وفي نفس الوقت علينا أن لا نقع في الهوس التنظيمي، ففي هذه الظروف المصيرية التي تمر بها المنطقة والتي يمر بها المجتمع الإسرائيلي، حيث يسيطر اليمين العنصري الشوفيني بل الفاشي علينا أن نعمل سوية كحزب وجبهة بنهج مثابر علمي ومدروس، وثوري مجند للجماهير الواسعة، من أجل كنس اٌحتلال وضد العنصرية من خلال إقامة جبهة واسعة يهودية عربية، عربية يهودية، ونحن لسنا بحاجة لإنتظار رسالة من الخارج للقيام بذلك فهذا هو طريقنا، طريق النضال القومي الطبقي الأممي لمصلحة كلا الشعبين ومن أجل المساواة والسلام العادل والدائم في المنطقة.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية نظرية علمية-جدلية في النظر الى الحياة
- أهمية توسيع قاعدة النضال ضد الامبريالية
- في الذكرى المئوية لميلاده: إميل توما المؤرخ الماركسي الجدلي ...
- وعد بلفور، ما قبل وما بعد (5)
- وعد بلفور ما قبل وما بعد (4)
- تشي جيفارا البطل والأسطورة (2)
- تشي جيفارا البطل والأسطورة (1)
- بداية الخريف الامريكي (2)
- بداية الخريف الأمريكي (1)
- المادية التاريخية هي المقاربة العلمية لدراسة التاريخ
- حول المادية الجدلية (3)
- حول المادية الجدلية
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (5-5)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (4)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (3)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (2)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس
- حول ورشة الخيانة في البحرين
- الماركسية مرشد للنضال والعمل الثوري
- الميزات الأساسية للفلسفة الماركسية (2)


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - بمناسبة 100 عام على الحركة الشيوعية في البلاد