أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - منيرة بن دادو علي - التعليم الإلكتروني وتفريد التعليم















المزيد.....



التعليم الإلكتروني وتفريد التعليم


منيرة بن دادو علي

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 22:07
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يتعاظم الدور الذي تقوم به تكنولوجيا التعليم في مجالي التعليم والتعلم في عصرنا الحالي السريع التطور والتغير، والمتسم بالثورة المعلوماتية الهائلة التي يصعب فيها إكساب المتعلم القدرة على التفاعل معها باستخدام الأساليب التقليدية في التدريس التي تعتمد على الإلقاء والتلقين، الأمر الذي يحتم إدخال منظومات تعليمية تستند على استراتيجيات تفاعلية متنوعة متكاملة تستمد أصولها من أطر نظرية تستهدف تحقيق التعلم الفعال في بيئة صفية نشطة وفعالة وملائمة للفروق الفردية بين الطلاب.

وتؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على مبدأ تفريد التعليم الذي يعمل على نقل محور اهتمام العملية التعليمية من المادة الدراسية إلى المتعلم نفسه، ويسلط الضوء عليه، ليكشف عن ميوله واستعداداته وقدراته ومهاراته الذاتية ونمط التعلم الخاص به، حيث أن لكل طالب نمطه الخاص وأسلوبه في التعلم learning styles الذي يختلف عن أنماط تعلم الآخرين.

ومن شأن هذا الاتجاه التربوي الحديث أن يفسح المجال أمام إظهار الفروق الفردية بين المتعلمين وأنماط تعلمهم المختلفة، وإتاحة الفرصة لكل منهم للانطلاق وفقا لسرعته الخاصة به في التعلم، ويستلزم هذا الاتجاه تركيز مخططي العملية التربوية على ما يتمكن كل متعلم من عمله وممارسته والاندماج فيه، وإتقانه بما يتفق مع نمطه في التعلم، بدلا من التركيز على ما يجب أن يتعلمه، أو يعرفه، أو يحفظه من معارف ومعلومات جامدة.

ويؤثر اختلاف أنماط التعلم learning Styles بين المتعلمين في جميع جوانب التعلم لهذا أكدت العديد من الدراسات على أهمية استخدام إستراتيجية التعليم الفردي حتى يجد كل متعلم الفرصة التي تلائم قدراته وحاجاته وميوله ورغباته ونمط تعلمه وأسلوبه المعرفي في التعلم، وذلك في إطار منظومي متكامل الجوانب يتم وفق عمليات التصميم التعليمي الشاملة لكافة الجوانب التنظيمية والإدارية والتحليلية والتخطيطية والإنتاجية والتنفيذية والتقويمية لجميع جوانب التعلم، وذلك لتحقيق التعلم الفعال ذو الجودة العالية.

وقد أكد كل من ستيفن وسكوت وناجميودن Steven R. & Scott D. & Najmuddin ([1]) على أن فهم كيفية تعلم الطلاب يعتبر المحور الأول في اختيار استراتجيات التعلم، ولكن لسوء الحظ، فإن التعليم في كثير من الأحيان يستمر بالطرق القديمة، متجاهلا الفروق الفردية بين الطلبة وأنماط التعلم، وتتزايد الحاجة لفهم أنماط تعلم الطلاب في ظل الدعوة إلى التعلم الجماعي داخل الصفوف غير المتجانسة، وقد أولى الأدب التربوي هذا الجانب نصيبا من البحث لا بأس به، وترجع الفائدة المبدئية لأنماط التعلم إلى النظر إليه كأداة للتفكير بالفروق الفردية، من حيث مساعدة الطلاب على اكتشاف أساليبهم التعليمية الخاصة حتى يمكن منحهم فرصة التوصل إلى الأدوات التي يمكن أن تستخدم في تحقيق الأهداف التعليمية بالمستوي المطلوب من الجودة.

ولا شك أن الانفجار المعرفي، والتغير المتلاحق، وتقادم المعرفة بمعدلات سريعة، والزيادة العديدة للطلاب مع وجود الفروق الفردية التي تؤثر بشكل كبير في جميع جوانب التعلم أصبحت تحديات لا يمكن مواجهتها إلا بإدخال المنظومات التعليمية المتطورة وتوظيف المستحدثات التكنولوجية القادرة على تنمية المتعلمين بمهارات البحث العلمي وحل المشكلات بطرق إبداعية، وتحقيق تفريد التعليم وتقديم التعليم المناسب لكل متعلم على حسب نمطه وأسلوب تعلمه.

ولتصميم النظام التعليمي القادر على مواجهة هذه التحديات لابد أن يكون محددا بأسس ومعايير معينة تقوم على أساس من المعرفة الذاتية لكل متعلم في جميع مجالات نموه العقلي المعرفي، والانفعالي الوجداني (النفسي)، والبدني والحركي، ليحدد له أهداف مرحلية مناسبة تنبع من احتياجاته الخاصة، وتحقق مطالبة الذاتية، وتتيح له فرص الاختيار المتعدد، وتمكنه من ممارسة هذا الاختيار بحرية كاملة مما يساعده على السير قدما لتحقيق أهدافه وفقا لسرعته الخاصة في التعلم وبالطريقة التي تتناسب مع نمط تعلمه.

وتعد تكنولوجيا التعليم الالكتروني E – learning technology من أبرز الأساليب القادرة على تحقيق هذه الأهداف بما يميزها من إمكانية التعلم عبرها بشكل مفتوح 24 ساعة كل أيام الأسبوع دون التقيد بحدود الزمان والمكان، ويتغير فيها دور المعلم من ملقي أو ملقن للمعرفة إلى موجه ومشرف ومخطط ومصمم لبرامج تعليمية غنية بمصادر التعلم ذات الوسائط المتعددة multimedia والفائقة Hyper media ومعالجة في بيئة افتراضية للفصول الدراسية تدار عبر الشبكات virtual class Rooms، كما يتغير فيها دور المتعلم من المتلقي للمعرفة إلى المنتج والمطور لحلول جديدة وإبداعية للمشكلات التي تواجهه من خلال الانخراط في نظام تعليمي فعال يعمل على تدريب المتعلمين على المهارات العقلية العليا ومهارات حل المشكلات وذلك باستخدام الأساليب التعليمية التي يعتمد فيها المتعلم على نفسه (التعلم الذاتي) وذلك وفقا لقدراته وإمكاناته ونمط تعلمه، ويتاح له فيها كافة المصادر التعليمية ليختار من بينها ما يناسبه ويبدأ من حيث انتهي، وكذلك ينتقي من بين العديد من الأنشطة التعليمية المصممة ما يتوافق مع مستواه التعليمي ويساعده في نمو مهاراته العقلية والمعرفية المرجوة.

وهكذا يعد التعليم الالكتروني أحد أهم التقنيات التعليمية الحديثة القادرة على مواجهة الأزمات التي تواجه النظام التعليمي لدينا، بما يتسم به من خصائص وإمكانات وما يتميز به من مميزات عديدة، حيث أنه الأسلوب الأنسب لمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وأنماط تعلمهم المختلفة.

لذا جاءت هذه الورقة البحثية كمحاولة نحو تفسير ماهية أنماط التعلم Learning styles وما تلعبه من دور في بناء وتصميم برامج التعليم الالكتروني التي تعد هي الأنسب في مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وأنماط تعلمهم بما تشمل من إمكانات وخصائص.

وتحاول هذه الورقة الإجابة عن مجموعة من التساؤلات هي :

ماهية أنماط التعلم ونماذجه؟
ما خصائص بعض الاستراتيجيات المناسبة لأنماط التعلم؟
ما وسائل تشخيص أنماط التعلم تبعا لبعض النماذج؟
هل يعتبر التعليم الالكتروني أسلوب من أساليب تفريد التعليم؟
ما دور برامج التعليم الالكتروني في تفريد التعليم؟
كيف تؤثر نماذج تصميم برامج التعليم الالكتروني في تفريد التعليم؟
أولا: ماهية أنماط التعلم ونماذجه:

يستند مفهوم أنماط التعلم learning styles على أسس نفسية ترتبط ارتباطا كبيرا بظاهرة الفروق الفردية ذلك أن النظرة إلى الفروق الفردية وكيفية التعامل معها من وجهة نظر المدارس والاتجاهات النفسية يعتبر الأساس الأول الذي وجه الباحثين نحو الاهتمام بأنماط التعلم، فالاختلاف بين الأفراد لا يكون فقط في لون الشعر أو في لون البشرة والعين ولكن يكون أيضا في أسلوب التفكير وأسلوب التكوين المعرفي للمفاهيم الجديدة وفي نمط التعلم الذي يلعب دورا كبيرا في درجة استيعاب وفهم المتعلم واكتسابه للخبرات والمفاهيم التعليمية المرجوة. ([2])

وسوف نبدأ في تفسير مفهوم أنماط التعلم بتفسير مفهوم التعلم أولا، حيث يعرفه أحمد زكي صالح بأنه عملية افتراضية لا تلاحظ بشكل مباشر ولكن يستدل عليها من خلال أثارها أو نتائجها ويتعلم الفرد طرقا جديدة في التفكير والشعور، وطرقا جديدة في التكيف مع بيئته، كما أنه يتضمن اكتساب سلوكا جديدا أو تعديل السلوك القديم، حيث أن وجه الشبه الرئيسي بين مختلف مواقف التعلم تظهر من خلال سلوك الإنسان الذي يطرأ عليه تغيرات معينة نتيجة للخبرة أو الممارسة أو التدريب على أداء مهارة معينة. ([3])

ويعرف ماك كونك Mac Connel ([4]) التعلم بأنه التغير المتطرد في السلوك الذي يرتبط بالمواقف المتغيرة التي يوجد فيها الفرد، ومحاولات الفرد المستمرة للاستجابة معها بنجاح وهذا يعني بأن التعلم هو نتاج التفاعل بين المتعلم والموقف التعليمي، وأن الهدف من عملية التعلم هي القدرة على إحداث توافق بين الفرد والبيئة التي يعيش فيها من خلال الممارسة لأداء مهارة معينة.

وهذا يتفق مع تعريف محمود الزبادي للتعلم بأنه العملية التي تؤدي إلى تغير في طريقة الفرد في الاستجابة ويأتي نتيجة الاحتكاك بمثيرات البيئة الخارجية. ([5])

وكذلك عرف فؤاد أبو حطب التعلم بأنه تغيرات ارتقائية تطرأ على الكائن العضوي في مختلف مراحل حياته وتوصف بأنها سلوكية أو نفسية حيث تلعب فيها ظروف الخبرة والممارسة والتدريب دورا كبيرا. ([6])

ومن الملاحظ أنه يوجد خلط واضح بين عدة مفاهيم تتعلق بالتعلم وهم (التعلم، والتعليم، والتدريس) الأمر الذي أدى لسوء الفهم عند البعض إلا أنه يمكن التمييز بينهما فيها يلي:

أن التعلم لا يزال هو المقياس الممكن والموضوعي لنجاح التعليم، وهو علم يبحث في ظاهرة تعديل أو تغير سلوك الكائن الحي، كما أنه يعتبر ناتج لعملية التعليم والتدريس.
أما التعليم فهو عملية تشمل جميع المواقف التعليمية كما إنه إجراء تكنولوجي ويمكن النظر للتعليم باعتباره العملية التربوية([7]) كما أن التعليم هو العملية التي يتم من خلالها التفاعل بين المتعلم والمعلم وكافة مصادر التعلم في بيئية تعليمية مقصودة بهدف تحقيق التعلم الذي هو اكتساب لسلوك جديد نتيجة التعرض للمثيرات، وقد تكون مقصودة أو غير مقصودة ويرتبط الاكتساب بهذا السلوك القيام باستجابة معينة يتم تعزيزها إيجابيا وبذلك يحافظ الفرد على القيام بها كلما تكرر الموقف ذاته للحصول على نفس التعزيز حتى يتكون مدرك حسي يغير في سلوك المتعلم الأول تجاه هذا الوقف أو المثير وبذلك فإن عملية التعليم تقع خارج الفرد وتشمل إجراءات الاتصال والتفاعل بين المتعلم والمعلم، ويقوم فيها المعلم بإجراءات التدريس والتوجيه والتيسير لعمليات الاتصال والتفاعل بين المتعلم ومصدر المعلومات.
بينما نجد أن التدريس هو شكل من أشكال التعليم الذي يتفاعل فيه المتعلم مع المعلم الذي يقوم بكافة الإجراءات التدريسية باستخدام كافة الوسائل والأساليب والاستراتيجيات التدريسية وأدوات التقويم والتغذية الراجعة في بيئة محكومة ومنظمة ومضبوطة ومصممة تساعد المتعلمين على أداء أنماط سلوكية محددة في ظروف معينة وهي عملية التعليم التي يشترط فيها وجود المعلم والمتعلم في موقف المرسل والمستقبل. بينما أشكال التعليم الأخرى التي يتفاعل فيها المتعلم مع أي من مصادر التعليم المختلفة وقد يكتسب الخبرات والمهارات بدون المعلم كالتعليم الفردي لا يطلق عليها تدريس لأن المعلم هنا لا يلعب دور المرسل. وهذه الأشكال جمعيا يطلق عليها تعليم بينما الشكل الذي يتفاعل فيه المعلم مع الطالب ويرسل له المعرفة والخبرات باستخدام كافة الأدوات ووسائل التعليم يطلق عليها تدريس. ([8])
هناك فروق بين الأفراد في التعلم نشأت عنها تعدد في أنماط التعلم Learning styles وتلك الفروق ترجع للظروف التربوية والنفسية والاجتماعية لكل فرد على حدى مما جعل التربويين يقدموا بتصميم العديد من الأساليب المختلفة التي تلائم كل فرد لتحقيق التعلم الذي تنشد إليه.

وهذا ما يجعلنا نتطرق إلى التعرف على مفاهيم أنماط التعلم التي تساعد المتعلم على اجتياز المرحلة التعليمية بنجاح دون قصور أو ضعف.

ويعبر عن أنماط التعلم learning styles بأنها سلوكيات معرفية أو انفعالية أو فسيولوجية يتصف بها المتعلمون وتعمل كمؤشرات ثابتة نسبيا، ويشمل نمط التعلم على أربعة جوانب في المتعلم وهي أسلوبه المعرفي، أنماط اتجاهاته، اهتماماته، ميله للبحث عن مواقف التعلم المطابقة لأنماط تعلمه. ([9])

وعرف دن ودن Dunn & Dunn([10]) أنماط التعلم بأنها الطريقة التي يبدأ بها كل متعلم بالتركيز على المعلومات الجديدة والصعبة، والقيام بها، واسترجاعها. واعتبرا أن هذا التفاعل يتم بطريقة تختلف من شخص إلى آخر، كما أضافا أن أنماط التعلم هي مجموعة من الصفات والخصائص الشخصية البيولوجية والتطورية، التي من شأنها أن تجعل التعلم نفسه فعالا لبعض الطلاب وغير فعال لآخرين.

وفرق فؤاد أبو حطب([11]) بين مفهومي أنماط التعلم والأنماط المعرفية، حيث يصف الأولى بأنها الطرق الشخصية التي يستخدمها الأفراد في التعامل مع المعلومات في أثناء عملية التعلم، ومن خلال هذا التعريف يتضح أن أنماط التعلم تشير إلى طريقة الطالب الثابتة في الاستجابة للمثيرات واستخدامها في سياق التعلم، ولكن مفهوم الأنماط المعرفية يعبر عن أنماط الشخص المتميزة في الإدراك والتفكير أو عادات المتعلم في معالجة المعلومات.

مما سبق يتضح أن جميع التعريفات السابقة تشترك في وصفها لأنماط التعلم بأنها مجموعة من الصفات والسلوكيات التي تختلف من فرد إلى آخر، وتختص هذه السلوكيات في معالجة المعلومات واسترجاعها والتي تؤثر بدورها على طرق التعليم المختارة حيث تعددت هذه الطرق والأساليب التعليمية التي يجب أن يتم اختيارها بناءا على نمط كل متعلم فهناك أسلوب تعليمي يتلائم مع متعلم آخر كلا على حسب نمطه في التعلم وأسلوبه المعرفي، ووصف محمد خميس([12]) هذه الأساليب بأنها الطرائق والإجراءات والترتيبات التي يتبعها المعلم في عملية التعليم، لنقل التعلم وتوظيف مصادره، وتوجيه أنشطته نحو تحقيق الأهداف التعليمية المطلوبة، وتشمل:

* الخبرات المباشرة الهادفة

* تقارير المتعلمين الشفهية والمكتوبة

* الزيارات الميدانية

* التمثيل ولعب الأدوار.

* المحاكاة

* المباريات والألعاب

* العروض العملية

* عروض الوسائل التعليمية

* الأساليب المعملية

* المناقشة

* المحاضرة التقليدية

* التعلم بمساعدة الكمبيوتر

* التعليم المبرمج

* المحاضرات الاليكترونية

كما فرق محمد خميس([13]) بين أنماط التعلم Learning Styles وأنماط التعليم Instructional Types (Pattern)، حيث وصف الأولى بأنها صفات داخل الفرد تعمل على تشكيل طريقة معالجة الفرد للمعلومات كما تلعب دورا كبيرا في تعلم الفرد فإذا تلاقى نمط تعلم المتعلم مع الأسلوب التعليمي المستخدم في التدريس يزيد ذلك من جودة المنتج التعليمي والعكس صحيح، بينما أنماط التعليم يقصد بها حجم المجموعة المستقبلة للتعلم، وهي أربعة أنماط رئيسة وهي نمط التعليم الجماهيري من بعد، ونمط التعليم الجماعي في مجموعات كبيرة، ونمط التعليم الجماعي في مجموعات صغيرة، ونمط التعليم الفردي المستقل، ولكل نمط أساليب تعليمية مناسبة يمكن تلخيصها فيما يلي:

أولا: نمط التعليم الجماهيري: وهو شكل من أشكال التعليم الذي يتم فيه نقل التعلم من بعد وفي نفس الوقت إلى كل جمهور الفئة المستهدفة من المتعلمين المنتشرين في أماكن متباعدة وذلك عبر وسائل الاتصال والتعليم الجماهيرية والتكنولوجية المتقدمة، مثل الصحافة والإذاعات التعليمية المسموعة والمرئية وشبكات الأقمار الصناعية وشبكات الكمبيوتر المحلية والواسعة الانتشار، ويتناسب مع هذا النمط أساليب التعلم التالية:

المحاضرات الغير مباشرة من بعد، وعروض الوسائل السمعية والبصرية، والعروض العملية.

ثانيا: نمط التعليم الجماعي في مجموعات كبيرة : وهو شكل من أشكال التعليم الذي يقوم فيه المعلم بكافة الأنشطة والإجراءات بدءا من استثارة الدافعية وحتى قياس أداء المتعلمين، ويتم ذلك لمجموعة كبيرة من المتعلمين يتحدد عددهم بسعة المكان، ويعد هذا النمط هو السائد الآن في المدارس والجامعات والذي يعد نتاجا لزيادة أعداد المتعلمين، ويتناسب مع هذا النمط أساليب التعلم التالية: المحاضرات التقليدية، والمحاضرات الاليكترونية، والمحاضرات التكاملية بين التقليدية والالكترونية (التعليم الموزع)، وعروض الأفلام المتحركة والفيديو، والبث الإذاعي والتلفزيوني المباشر، والأنشطة العملية الجماعية، والزيارات الميدانية، والزيارات الالكترونية، والمقابلات.

ثالثا: نمط التعليم في مجموعات صغيرة: وهو شكل من أشكال التعليم يعمل فيه المعلم مع المتعلمين، والمتعلمون مع بعضهم البعض في مجموعات صغيرة تتراوح عددها بين 5- 15 متعلما، توفر العمل الجماعي التعاوني والتفاعل الديناميكي بين جميع الأطراف، من خلال طرح الأسئلة وتعزيز التعلم وإجراء المناقشات وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير الناقد وتنمية الاتجاهات، ويتناسب مع هذا النمط أساليب التعلم التالية: المناقشة، وجلسات الأزيز (الطنين)، التعليم الخصوصي لمجموعة صغيرة، حلقات البحث، مشروعات الفريق، دراسة الحالة، الألعاب والمحاكاة التعليمية التقليدية، التمثيل ولعب الأدوار.

رابعا: نمط التعليم الفردي المستقل: وهو شكل من أشكال التعليم يعمل فيه المتعلم منفردا بدراسة برنامج تعليمي كامل معتمدا على نفسه وبشكل مستقل على حسب قدرته وسرعته الخاصة في التعلم، ويكون مسئولا عن تحقيق الأهداف التعليمية المحددة وهذا لا يعني الاستغناء كلية عن دور المعلم واستبعاده من الموقف التعليمي، بل يظل دور المعلم أكثر أهمية منه في التعليم الجماعي، ولكن يتغير هذا الدور من مجرد ملقن للمعرفة إلى موجها ومرشدا وميسرا لصعوبات التعلم ومقومًا للمتعلمين ومصمما لبرامج تعليمية تفاعلية هادفة، ويتناسب مع هذا النمط أساليب التعلم التالية: أسلوب التعاقدات، أسلوب التعليم الموجه بأوراق العمل، نظام الرزم أو الحقائب التعليمية متعددة الوسائط، نظام التعليم الموجه سمعيا، الكتيبات والمواد التعليمية المبرمجة، نظم التعليم المبرمج متعدد الوسائط، التعليم الخصوصي المبرمج، الموديولات التعليمية، النظم الشخصية للتعليم، نظم التعليم الفردي القائم على الكمبيوتر وشبكاته.

ويعتبر نمط التعليم الفردي أو المستقل هو النمط المستهدف اليوم حتى يتم توفير نظم تعليمية تلائم أنماط التعلم المختلفة عن طريق تقديم أساليب تعليمية تتناسب مع نمط تعلم كل فرد، كما أصبح إدخال نظم التعليم الفردي القائم على الكمبيوتر وشبكاته والذي يتمثل في التعليم الالكتروني E – learning بكافة أشكاله أمرا لا غنى عنه لكي يتم تقديم برامج تعليمية تفعالية متعددة الوسائط وفائقة الوسائط وبيئات تعليمية افتراضية ونظم وسائط استكشافية تفاعلية يتاح فيها للمتعلم الاختيار من بين عدة بدائل للوسيط الذي يرغب التعلم من خلاله وفقا لنمط تعلمه الخاص به، كما يتاح له البحث بمداخل جديدة عبر شبكة الانترنت المتصلة بهذا النظام الفائق مما يدعم قدرات المتعلم ويجسدها وينميها، وبذلك أصبح التعليم الالكتروني الوسيط الملائم لتحقيق نمط التعليم الفردي الملائم لأنماط التعلم المميزة بين المتعلمين.

وهناك عدة نماذج لأنماط التعليم، نذكر منها: نموذج جريجروك Gregorc mediation ability model للقدرات المتوسطة، ونموذج الفورمات لمكارثي Mc. Carthy 4 mat model، ونموذج دون ودن Dunn & Dunn ، ونموذج هيل Hill للأنماط الذهنية، وفيما يلي تفصيل موجز لهذه النماذج: ([14])

نموذج القدرات المتوسطة:
تطور نموذج القدرات المتوسطة نتيجة اهتمام أنتوني جريجورك بدراسته للفروق الفردية وأثرها على حياة الفرد للإجابة عن السؤال التالي:

كيف تدرك المهمات والأنشطة بالنسبة للأفراد المختلفين؟ وقد رأى جريجورك أن الأفراد يتعاملون مع مهام الحياة المختلفة من خلال توظيف مسارى الإدراك والعمليات كوسيطين للتفاعل والتعلم، وإن كلا من هذين المسارين يظهر بدرجات مختلفة.

وتختلف قدرات الإدراك بالنسبة للأفراد المختلفين من الإدراك المادي إلى الإدراك المجرد، كما يختلف ترتيب القدرات من الترتيب العشوائي إلى الترتيب المتسلسل، وتركز نظرية القدرات المتوسطة على فهم الفرد لنفسه، وفي حالة تطبيقه فإن نموذج القدرات المتوسطة يوجد الأساس لتعريف المعلم والطالب بنمط تعلمهم، وعندما يفهم المتعلم نمط تعلمه، فإنه يختار الإجراءات التي تتوافق مع نمط تعلمه أو تؤكده.

نموذج الفورمات:
يؤكد تطبيق نموذج الفورمات لأنماط التعلم على تطوير واستخدام منهج صمم لكي يراعى أنماط التعلم، وقد بني نظام الفورمات لمكارثى على نظرية ديفيد كولب التي تفيد بأن الأفراد يتعلمون المعلومات الجديدة ويواجهون الأوضاع الجدية بأحدي الطريقتين (المشاعر أو التفكير)، وقد تم تقسيم بعدي التعلم هذين إلى أربعة أنماط تعلم رئيسة هي: المتعلم التخيلي، والمتعلم التحليلي، والمتعلم المنطقي، والمتعلم المنطقي، المتعلم الديناميكي، وقد قامت مكارثى بوضع نظرية كولب موضع التطبيق بحيث يساعد نظام الفورمات على تطوير تعليمات تزويد كل الطلاب بفرص تعلم عن طريق توظيف أنماط التعلم الأربعة في الدرس نفسه، ويتم ترتيب التعليمات بحيث يكون ربع وقت التعلم والتعليمات مكرسا لكل صنف من تصنيفات أنماط التعلم.

وبهذه الطريقة يحصل الطلبة على فرصة للتعلم مهما كان نمط تعملهم، وهذا غير متوفر في معظم المدارس هذه الأيام، وبرأي مكارثى يحصل المتعلم الديناميكي فقط على التعليم المناسب، أما الثلاثة الباقون فمضطرون للتعلم بنموذج التعلم الديناميكي.

نموذج دن ودن :
يقدم نموذج دن ودن إطارا تعليميا علاجيا وتشخيصا، ويعتمد هذا النموذج على نظرية مفادها أن كل طالب يتعلم أفضل بطريقته الخاصة، ولذلك يدعو إلى تشخيص الطرق المفضلة لدي الطالب التي يتعلم بها بالشكل الأفضل، واستخدام هذه المعلومة في تصميم الإجراءات والأوضاع التعليمية التي تلائم نمط هذه الطالب. وقد اهتم دون ودن في دراسته لأنماط التعلم بعدة عناصر متفاعلة، فيها عناصر بيئية ومتغيرات اجتماعية وانفعالية، وجسمية، ولكل منها عوامل فرعية.

نموذج هيل للأنماط الذهنية:
ركزت بعض الأبحاث على النمط الذهني cognitive style حيث اعتبره هيل Hill الطريقة التي يستقبل بها الطلاب المعلومات ويعالجونها لاستئناف المعاني من بيئتهم وخبراتهم الشخصية، وقد رأى أن الأنماط الذهنية تعتمد على الخليفة العائلية، والمواهب والأهداف الشخصية والخبرات التي تؤثر جميعها على الطرق المفضلة عند الفرد لإدراك المعلومات وتنظيمها واسترجاعها. كما قام هيل بتطوير أداة لتشخيص النمط الذهني عند الفرد، وأدرج أربعة أبعاد أساسية تتفاعل مع بعضها البعض مكونة النمط الذهني عند الفرد، وهي: الرموز ومعانيها والمحددات الثقافية، وأشكال الاستنتاج، والذاكرة التعليمية.

ونظرا لأهمية نموذج دون ودن، حيث يعتبر من أكثر النماذج تفسيرا لأنماط التعلم كان لابد من شرحه وتوضيحه بشكل مفصل حتى يتم تفسير مفهوم نمط التعلم:

الأساس النظري لنموذج دن ودن:

يبني هذا النموذج على نظرية مفادها أن الفرد مجموعة من الصفات البيولوجية والخصائص التطورية التي ينفرد بها عن غيره، وتؤثر هذه الخصائص على كيفية تعلم الفرد لمعلومات ومهارات جديدة، وإنه إذا تم تصميم الأوضاع التعليمية بطريقة تستغل مراكز القوة في التعلم لدى الفرد، فإن نوعية العلم سوف تتحسن.

ويستند هذا النموذج على عدة مبادئ نوردها على النحو التالي:

معظم الأفراد يستطيعون أن يتعلموا.
لكل فرد نقاط قوة، ولكن الناس المختلفين لديهم نقاط قوة مختلفة.
يحقق الطلاب تحصيلا أعلى في الدروس ودرجات أعلى في الاختبارات التي تقيس الاتجاهات إذا كانت هناك ملاءمة بين أنماط التعلم عند الطالب والممارسات التعليمية من قبل المعلم، وضمن بيئات تعليمية ومصادر وأساليب تعليمية مناسبة.
بإمكان العديد من الطلاب أن يعتمدوا على مراكز القوة في أنماط تعلمهم عندما يتعلمون مادة أكاديمية جديدة.
ويعتبر تحديد نمط التعلم الخاص بكل طالب من القضايا المهمة لكل من الطالب والمعلم على حد سواء، ذلك أن معرفة المتعلم بنمط تعلمه يساعده في إتباع الاستراتيجيات الملائمة لنمط تعلمه. ويمكن استعراض خصائص بعض أنماط التعلم عند المتعلم والاستراتيجيات الملائمة لكل نمط وذلك على النحو التالي:

1. النمط المرئي / اللفظي:

* يمكنه أن يتعلم بشكل أفضل عندما تعرض عليه المعلومات بصريا أو تكتب لغويا.

* يفضل أن يقرأ في كتاب بشكل منفرد.

* يفضل كتابة المعلومات على اللوح أو باستخدام جهاز العرض فوق الرأس.

* يفضل أن يزود بالخطوط العريضة للمحاضرة قبل الشرح.

* يستفيد بشكل كبير من المعلومات في الكتاب والملاحظات الصفية.

* يفضل أن يدرس في غرفة هادئة.

* يري المعلومات وكأنها شريطا مصورا يمر أمام عينيه عندما يحاول أن يتذكر شيئا.

* لا يحتاج إلى الكثير من الشرح والتوضيح للمعلومات المكتوبة.

استراتيجيات التعلم المفضلة لدي المتعلم بهذا النمط: يمكن استعمال الترميز اللوني للمعلومات الموجودة في الكتاب أو دفتر الملاحظات، وذلك باستخدام ألوان مختلفة للمعلومات المختلفة أو استخدام ألوان الفلورسنت.

2. النمط المرئي/ غير اللفظي:

* يتعلم بشكل أفضل عندما تعرض المعلومات من خلال صور أو مخططات عن ما تعرض بطريقة لفظية.

* يستفيد في الصف من المعلومات التي تعرض باستخدام الوسائل المرئية: الأفلام، والأشرطة المرئية، والخرائط والمخططات.

* يستفيد من المعلومات المستقاة من الصور والمخططات الموجودة في الكتاب المدرسي.

* يفصل الدراسة في غرفة هادئة على الدراسة مع مجموعة من الطلاب.

* عند تذكر معلومة معينة، يكون عادة صورة في ذهنه ترتبط بالمعلومة.

* يستمتع بالنشاطات التي تتطلب تصميمات وفنونا مرئية.

استراتيجيات التعلم المفضلة لدي المتعلم بهذا النمط:

عمل بطاقات مرئية للمعلومات التي يحتاج لتذكرها، ورسم مخططات وصور على البطاقات لتسهيل تذكر المعلومات.
استخدام أقلام الفلورسنت لإبراز المعلومات الأساسية، والرسومات على البطاقات، وتسجيل المعلومات المكتوبة على البطاقة ليسهل تذكرها.
عمل هوامش في حاشية الكتاب لكتابة المصطلحات الرئيسية، والرموز، والأشكال التي تساعد في تذكر المعلومات واستخدام ألوان مختلفة للمصطلحات المختلفة.
عمل مخططات لتنظيم المعلومات الرياضية عند دراستها، وعندما تتطلب المسألة الرياضية سلسلة من الخطوات، يفضل رسم صناديق يحتوى كل منها على الجزء المناسب من المعلومات لكل خطوة.
استخدام الأوراق المسطرة بشكل مربعات للمساعدة على رسم المخططات.
ترجمة المعلومات كلما أمكن إلى رموز وصور ومخططات.
النمط الاندفاعي:
يسترجع المعلومات ويفهمها بشكل أفضل من خلال العمل النشط بالشيء أو مناقشته، أو تطبيقه، أو تفسيره للآخرين.
"دعنا نجرب هذا الشيء ونرى كيف يعمل" هي العبارة المحببة للمتعلم النشط.
يجب التعلم من خلال المجموعة.
يصعب عليه الجلوس بهدوء أثناء المحاضرة.
استراتجيات التعلم المفضلة لدي المتعلم بهذا النمط :

أثناء الدراسة يفضل مناقشة المادة مع الزملاء والبحث عن الأسئلة والتمارين التي تتطلب حل المشاكل.
الدراسة مع مجموعة من الزملاء، بحيث يأخذ كل منهم وقتا كافيا لتفسير أحد المواضيع للباقي من الزملاء.
محاولة التنبؤ بالأسئلة التي يمكن أن تأتي بالامتحان، وكيف يمكن الإجابة عنها.
استرجاع التنبؤ بالأسئلة التي يمكن أن تأتي بالامتحان وكيف يمكن الإجابة عنها.
استرجاع المعلومات بشكل أفضل بإيجاد طرق لتفعيلها.
النمط الفردي:
يتعلم بشكل أفضل عندما يعمل وحده.
يفكر بشكل أفضل عندما يدرس وحده .
يفهم المادة بشكل أفضل عندما يدرسها منفردا.
يتقدم بشكل أفضل عندما يعمل وحده.
استراتيجيات التعلم المفضلة لدي المتعلم بهذا النمط:

القيام بالدراسة، أو إتمام الواجبات البيتية بشكل فردي في مكان هادئ.
استخدام الحاسب الآلي وبرمجياته ذات الوسائط المتعددة والفائقة التفاعلية ومختل إمكاناته من الاتصال بالانترنت وإجراء الاختبارات الكترونيا بشكل فردي.
ومن القضايا المهمة حسب نموذج دن ودن عملية تشخيص أنماط التعلم الفردية عند الطلاب، للإجابة عن السؤال التالي: كيف يمكن تحديد نمط التعلم لكل طالب؟ ومن طرق تحديد نمط تعلم الطالب: الاستبانات، والامتحانات، والمقابلات، والمشاهدات، وتحليل ما يصدر عن الطلاب.

وقد قام دن ودن وغيرهما بتطوير استبانة أنماط التعلم (LSI)، واستبانة أنماط القراءة (RSI)، وبروفيل أنماط التعلم، وقد تم تطوير وتعديل هذه الأدوات مرات عدة في السنوات الخمس الأخيرة، وأوصى باستعمال هذه الأدوات لتشخيص أنماط التعلم. وقد صممت آخر نسخة من استبانة أنماط التعلم (LSI) التي طورها دن ودون للطلاب في الصفوف من سن 3 – 12 سنة وتحتوى على 104 بند من نوع الاختيار من متعدد، حيث يقرأ الطالب كل بند، وعليه أن يختار واحدا من خمسة خيارات،كما في المثال الآتي : تزعجني الأصوات وأنا أدرس. فعلية أن يختار من بين:

لا أوافق بشدة، لا أوافق، غير متأكد، أوافق، أوافق بشدة.

ثانيا: التعليم الالكتروني كأحد أساليب تفريد التعليم:

تشهد تقنية المعلومات موجة متسارعة من التحديث والذي أوجد نقلة في كافة أنشطة الحياة، وتتسابق الدول في توفير تعليم متقدم لأبنائها، وانتشرت مدارس جديدة بنيتها التحتية ترتكز على الخوادم servers ووحدات طرفية من حاسبات ثابتة أو متنقلة وشبكات سلكية ولاسلكية وصفحات تظهر على مستعرضات الانترنت فيما يطلق عليه المدارس الافتراضية virtual schools والتي عرفها كلارك Clark([15]) بأنها منظومة تربوية تقدم مقررات التعليم العام ويتم التعلم فيها عبر الشبكات Online learning، ومن الملاحظ بأن هذا لا يمكن اعتباره مجرد انتقال.

ولا يمكننا اعتبار هذا التحول في مفهومه هو مجرد انتقال قاعة الدرس واجتماع المعلم مع المتعلمين في حجرة واحدة لكي يلقى عليهم علمه – إلى التعامل عن طريق الانترنت، حيث يكون كل فرد في مكان بل في بلد مختلف. أن مفهوم التحول إلى مجتمع المعرفة يفرض منهجية مختلفة من حيث تصميم البرامج وإعداد الاختبارات وتحديد خصائص المتعلمين وأنماط تعلمهم وأساليبهم المعرفية واحتياجاتهم وكيفية تحفيزهم وجذب انتباههم وتشجيعهم ومتابعتهم وبناء البيئة التعليمية النشطة والملائمة لهم.

وقبل التفكير في إدخال المستحدثات التكنولوجية وسائر تقنيات التعليم ينبغي تحديد الهدف المراد الوصول إليه وبلوغه، وطبيعة البيئة التعليمية المتاحة لدينا، كما يجب علينا أن نعرف مدى إمكانية قبولها من قبل المتعلمين ومدى ملائمتها لأنماط تعلمهم، وإمكانية استخدامها من قبل المعلمين وتوظيفها التوظيف الصحيح في التعليم حتى تؤتي هذه التقنيات والمستحدثات التكنولوجية بثمارها ويكون استخدامها منفعة حقيقة ووسيلة نحو بلوغ الأهداف وتحقيق الغاية المنشودة.

وتبرز أهمية التعليم الالكتروني E – learning في الانطلاق نحو التقدم العلمي والتقني من خلال تدريب العقول على كيفية التفكير والتفاعل مع المشكلات بمنطقية علمية صحيحة، وذلك من خلال قدرة التعليم الالكتروني على تقديم المعرفة في سياق مشكلات يتم التفاعل معها باستخدام كافة التقنيات والوسائط التعليمية الفائقة المقدمة عبر الكمبيوتر كما يتاح للمتدرب فيها البحث بمداخل جديدة عبر شبكة المعلومات العنكبوتية www المعقدة والمترابطة ليجد نفسه أمام العديد من المتغيرات والبدائل هو المتحكم في اختيار أحداها للتوصل إلى الحل الصحيح للمشكلة التي تصبح بعد ذلك جزءا من تكوينه المعرفي الجديد.

ونتيجة لزيادة حجم الدور الذي يلعبه التعليم الالكتروني في حياة كل من الأفراد والمؤسسات، من حيث أنه أهم وأعظم الأساليب القادرة على تحقيق التعليم الفردي كما يجب أن يكون، كان من الأهمية بمكان الوقوف على بعض الحقائق عن هذا المنهج الجديد ومدى إمكانية تطبيقه في المنظمات التعليمية الحديثة، بحيث تتحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الالكتروني عبر الشبكات.

فما هو التعليم الالكتروني وما مفهومه، وأهدافه، خصائصه ومميزاته، أنماطه، متطلباته؟

لقد تعددت تعريفات التعليم الالكتروني، حيث يعكس كل تعريف وجهة نظر صاحبه، وما زال هناك جدل علمي حول تحديد مصطلح شامل لمفهوم التعليم الالكتروني، ويغلب على معظم الاجتهادات في هذا المجال تركيز كل فريق على زاوية التخصص والاهتمام، فالمتخصصون في النواحي الفنية والتكنولوجية يهتمون بالأجهزة والبرامج، بينما يهتمون التربويون بالآثار التعليمية والعلاقات التربوية، ويركز علماء الاجتماع وعلم النفس على تأثير هذه التقنية في بيئة التعليم والتعلم ومدى ارتباطها (إيجابيا – سليبا) ببناء وتكوين المؤسسة التعليمية ومدركات التعلم، كما تهتم قطاعات الأعمال بالعائد المتوقع من هذا النشاط سواء كنشاط تجاري ضمن فروع التجارة الالكترونية، أو كأسلوب جديد لتدريب وتعليم الموظفين لإكسابهم مهارات جديدة بأقل تكلفة ممكنة، ويلخص كل من الشحات عثمان وأماني عوض([16]) تعريفات التعليم الالكتروني فيما يلي:

ذلك النمط من التعليم الذي يتم كل إجراءات الموقف التعليمي فيه من خلال الانترنت بحيث يكون المتعلم نشطا إيجابيا وفعالا.
طريقة للتعليم باستخدام التقنية الحديثة بجميع أنواعها من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات الكترونية، وكذلك بوابات الانترنت سواء كانت من بعد أو في الفصل الدراسي، وذلك لتوصيل المعلومات للمتعلم بأقصى وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
ذلك النوع من التعليم القائم على شبكة الانترنت world wide web وفيه تقوم المؤسسة التعليمية بتصميم موقع خاص به مواد أو برامج معينة لها، ويتعلم المتعلم فيه عن طريق الكمبيوتر ويمكن الحصول من خلاله على التغذية الراجعة الفورية الهادفة.
ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها.
العملية المنظمة من التخطيط والتصميم والتطوير والتقييم والتطبيق لابتكار بيئة تعلم عبر الويب بحيث يكون التعليم مبنى بشكل نشط ومدعم.
مدخل إبداعي يقوم على تصميم متمركز حول المتعلمين وبيئات تعليم تفاعلية تصل للمتعلمين في أي وقت وأي مكان باستخدام أحداث الوسائل التكنولوجية.
ويذكر نبيل عزمي([17]) أن التعليم الالكتروني يشير إلى عمليات التعليم أو التدريب التي يستخدم فيها الوسائط المتعددة والفائقة التفاعلية، وأجهزة الحاسب الآلي، وبعض التقنيات المتمثلة في شبكة الانترنت والانترانت، بحيث يرتبط المحتوى الالكتروني المقدم عبر هذه التقنيات بكل مما يلي:

الأهداف التعليمية instructional objectives .
خصائص المتعلمين وأنماط تعلمهم learning styles & characteristics
طرق التدريس teaching methods
الوسائط التعليمية instructional media
القدرات المعرفية والمهارات cognitive & skills Abilities
وقد فسر خان khan([18]) التعليم الالكتروني E – learning بأنه طريقة ابتكاريه لإيصال بيئات التعلم الميسرة، والتي تتصف بالتصميم الجيد والتفاعلية والمتركزة حول المتعلم، لأي فرد في أي مكان وزمان في بيئات التعلم المفتوح، والمرن، والمبوب، والذي يمكن أن يقدم كليا أو جزئيا عبر الشبكات fully´-or-partly online فيما يطلق عليه بالتعليم المزيج blended learning . كما عرفه سنج Singh([19]) بأنه يشتمل على مجموعة من الوسائط التي تم تصميمها لتتمم بعضها البعض والتي تعزز التعلم وتطبيقاته، ويشتمل على العديد من أدوات التعلم، مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، والمقررات المعتمدة على الانترنت، ومقررات التعلم الذاتي، وإدارة نظم التعلم. والتعلم المزيج يكامل بين التعلم في الفصول التقليدية والتعلم الافتراضي.

كما وصف كل من ويلي Wiley([20]) وروبسون Robson ([21]) ودباغ وكيتسانتس dabbagh & kitsantas ([22]) وهل Hall([23]) عملية تصميم المحتوى الالكتروني في بيئات التعلم الالكتروني علي أنها تتم بتقسيم المحتوى التعليمي على هيئة قطع صغيرة من المعلومات يطلق عليها الوحدات التعليمية Learning objects والتي تعرف بأنها أي كائن رقمي أو غير رقمي يمكن أن يستخدم أو يعاد استخدامه أو يرجع له في التعلم المعزز بالتقنية ، ويتم تنسيقها وفهرستها فيما يسمى بتقنية المستودعات الرقمية للوحدات التعليمية learning objects repositories والتي تعرف بأنها أداة تجميع المحتوى التعليمي المؤلف من الوحدات التعليمية learning objects، أو سجلات البيانات للوحدات التعليمية learning objects metadata records بطريقة تمكن من فهرسة الوحدات التعليمية، بحيث يمكن الوصول لأي منها بيسر وسهولة ويتم استخدام الأدوات التربوية المعتمدة على الانترنت والتي تعرف بأنها أدوات لدعم التعلم المعتمدة على الانترنت والمتمركز حو ل الطالب والتي تشتمل على أدوات الاتصال التزامني وغير التزامني، وأدوات الوسائط الفائقة hypermedia والمتعددة multimedia. وهذه التشكيلة الواسعة من أدوات الانترنت، والمحتوى الرقمي وأنشطة التعليم والتعلم يتم تنسيقها وتسييرها وإداراتها من خلال أداة الكترونية يطلق عليها نظام إدارة التعلم learning management system والتي تعرف بأنها البرنامج software الذي يتم بطريقة آلية "يؤتمت" automates أحداث التعليم والتعلم والتقويم عبر الشبكات الالكترونية، ويتم من خلاله تسجيل المستخدمين، ومتابعة المقررات في أدلة وفهارس، وحفظ سجلات المتعلمين، وتقديم السجلات للإدارة.

ويلخص عبد الحميد بسيوني ([24]) أهداف التعليم الالكتروني فيما يلي:

مواكبة التطورات وتمكين الطالب من التفاعل معها بدقة من خلال استخدام التقنيات الحديثة ووسائط التعلم المتعددة والفائقة التفاعلية.
زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم، وبين الطلبة ومعلميهم عن طريق منتديات النقاش والبريد الالكتروني وغرف الحوار.
تناقل الخبرات التربوية من خلال قنوات الاتصال المتعددة المتاحة على الشبكة مثل منتديات المناقشة، المكتبات الرقمية المتاحة على الشبكة وغيرها من مصادر المعلومات الالكترونية المختلفة.
نمذجة التعليم وتقديمه في صورة معيارية من خلال الاستغلال الأمثل لتقنيات الوسائط المتعددة والفائقة بالطريقة التي تحقق الهدف منها دون أدخال أدوات غير لازمة أو بدون هدف.
توفير المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع لتوفير إمكانية التعلم طوال الوقت بما يتناسب مع ظروف المتعلم.
سهولة وتعدد طرق تقويم الطالب بأدوات التقويم الفوري مع تقديم التغذية الراجعة الفورية الهادفة.
تقليل الأعباء الإدارية للمعلم والإدارة عن طريق استلام الواجبات وتسجيل الحضور وتصحيح الاختبارات وتسجيل النتائج والإحصائيات بطريقة الكترونية.
تفريد التعليم من خلال توفير فرص الاختيار لطريقة التدريس، والأسلوب التعليمي المستخدم، والوسائط التعليمية المستخدمة، والوقت اللازم لاتصال المتعلم بالبرنامج التعليمي، ونقطة البدء الذي يريد أن يبدأ منها المتعلم في دراسته للمقرر التعليمي والوقت اللازم للانتهاء من الدراسة وغيرها بما يتفق مع أنماط تعلم كل فرد وخصائصه المميزة له، وذلك في ضوء أهداف مصاغة ونموذج تصميم تعليمي محدد لجميع العمليات المتضمنة في التعليم.
كما يعدد كل من إبراهيم محمد([25])، ومجدي إبراهيم([26]) ، وعبد الرحمن موسى([27]) ، ومحمد عبد الحميد([28]) ، وناهد جداع([29]) ، وزهرة الرواحى Zahra Al – Rawahi ([30]) خصائص ومميزات التعليم الالكتروني فيما يلي:

سرعة ودقة المعلومات وتحديثها أولا بأول.
حرية المتعلم في اختيار الزمان والمكان المناسبين لتلقى وتبادل المعلومات.
حل مشكلة الأعداد الكبيرة في الكليات النظرية والتوجه نحو تفريد التعليم لتحقيق فرص تكافؤ الفرص لجميع المتعلمين كلا يتعلم على حسب نمطه وخصائصه وحاجاته وميوله ورغباته وخبراته السابقة وأسلوبه المعرفي.
توجيه المتعلم إلى التعلم بدلا من فرض التعليم عليه.
المرونة والسهولة في تحديث البرامج والمعلومات والموضوعات المدرجة في في المقررات التعليمية.
سهولة التقويم الذاتي والتغذية الراجعة الفورية الهادفة.
فاعلية المتعلم ونشاطه وتمركز عمليات التعلم وأنشطته حول المتعلم.
تغير دور المعلم من مجرد ملقن للمعرفة إلى موجها ومخططا ومصمما لعمليات التعليم وبرامجه وآلياته.
تنمية المتعلمين بالمهارات الجديدة والخبرات التعليمية في التعامل مع التقنيات الحديثة من أجهزة الحاسب الآلي وشبكاته وإمكاناته وآليات التعامل مع برامجه ذات الوسائط المتعددة والفائقة التفاعلية.
الخفض من تكاليف التعليم المتمثلة في تكاليف السفر وتكاليف البناء والتجهيزات للمؤسسات التعليمية وتكاليف الوقت المهدر في عمليات الانتقال وتجهيز قاعات المحاضرات وغيرها.
التأكيد على التعلم الذاتي والالتزام وتحمل المسئولية من قبل المتعلمين ليتمكنوا من أداء التكليفات المنوطين بها بما يتناسب مع ظروف كل متعلم ونمطه في التعلم.
تنمية مهارات البحث العلمي المبنى على وجود مشكلة لدى المتعلم من خلال توظيف البدائل المتاحة من مصادر المعلومات المختلفة للوصول إلى الحل الصحيح والمناسب للمشكلة
توسيع مدارك وخبرات المتعلمين من خلال توفير فرص الاتصال بالعديد من الأفراد الخبراء في مجال معين.
يزيد من فرص النجاح وتحقيق الأهداف التعليمية بالدرجة المعيارية المطلوبة لجميع الطلاب حتى الطلاب الخجولين أو بطيئى التعلم وهذا من خلال تقديم تعليم يتناسب مع نمط كل متعلم ويكون بتحكم من المتعلم ذاته دون أو يؤثر ذلك سلبا على مستوى التعلم المنتج.
يقدم فرصا لمن لا تسمح لهم ظروفهم بالالتحاق بالتعليم التقليدي .
وصنف كل من مصطفى عبد السميع وآخرون([31])، ومحمد خميس([32]) ، وهووارد واينير Howard Weiner أنماط التعليم الالكتروني فيما يلي:

1. التعليم المتزامن synchronous E – learning : حيث يتلقى المتعلم المحتوى التعليمي بالتزامن عبر الوسائط الاليكترونية مثل المحادثة الفورية، أو تلقي الدروس من خلال ؟؟؟ يسمى بالصفوف الافتراضية.([33])

2. التعليم الغير متزامن Asynchronous E - learning : وهو أن يدرس المتعلم المحتوى الدراسي وفق برنامج دراسي مخطط ينتقي فيه الأوقات والأماكن التي تتناسب مع ظروفه، عن طريق توظيف بعض أساليب التعليم الالكتروني، مثل البريد الصوتي، ولوحات النقاش الإليكتروني.

ومن المفاهيم والتعريفات السابقة التي وردت في التعليم الالكتروني يتضح بأن أهم ما يميز هذا النوع من التعليم هو دوره الحيوي في تفريد التعليم من حيث اهتمامه بأنماط المتعلمين وخصائص تعلمهم، وذلك من خلال طرحه لبدائل متعددة يستطيع المتعلم أن يختار من بينها ما يناسب نمط كل متعلم ويمكن تصنيف أنماط التعلم الالكتروني فيما يلي:

النموذج القائم على الانترنت: حيث يتم التعليم بصورة كاملة عبر الانترنت حيث يلتقي المتعلم المادة التعليمية عبر الانترنت ويجري النقاشات من كل زملائه والمعلمين. وقد صنف دباغ وكيتسانتس Dabbagh & kistanas ([34]) أدوات التعليم الالكتروني القائم على الانترنت في نمط التعليم الذاتي على النحو التالي:
أدوات الوسائط الفائقة المعتمدة على الانترنت web – based hypermedia tools : وتشتمل الاستخدام التربوي لتطبيقات الوسائط الفائقة على المتصفحات، ومحركات البحث، وتصفح المعلومات، وتحديد مواقع الانترنت، وتحمل وحفظ الملفات، وتقييم محتوى المواقع الالكترونية.
أدوات الوسائط المتعددة المعتمدة على الانترنت web – based multimedia tools وتشمل على الأدوات الملحقة بالمتصفح والتي تمكن من عرض المواد بغير صيغ اتش . تي . أم . ال. Html مثل الرسوم، والحركة، وملفات العرض، وملفات البي دي اف PDF .
أدوات تكوين ونقل المحتوى content creation and delivery tools : وتشمل على برامج تحرير النصوص اتش تي ام ال Html أو برامج تأليف صفحات الانترنت (مثل برنامج فرونتبيج front page، و دريم ويفر Dream weaver ).
أدوات التعاون والاتصال collaborative and communication tools : وتشتمل على البريد الالكتروني، وساحات النقاش، والمجموعات الإخبارية، وبرامج المحادثة، وأدوات مؤتمرات الصوت والفيديو، وأدوات التشارك في الوثائق.
استخدام الانترنت كداعم ومعزز لعملية التعليم: حيث يستخدم الانترنت كعامل مساعد ومدعم للعملية التعليمية، ولا يعتمد على الانترنت بصورة كاملة كما في النموذج القائم على الانترنت.
النموذج القائم على الكمبيوتر : حيث يعتمد على الكمبيوتر في عملية استقبال المحتوى التعليمي، ومتابعة العملية التعليمية.
وقد حدد أحمد قنديل([35]) متطلبات التعليم الالكتروني فيما يلي:

القوي البشرية: ويشمل هذا العامل مدى الالتزام والجدية من قبل صانعي القرار في المؤسسات التعليمية المسئولة عن توظيف وإدخال التعليم الالكتروني، والمهارة من قبل جميع العاملين على تخطيط وتصميم وإدارة وتقويم التعليم الالكتروني.
المصادر: وتشمل مصادر التمويل المسئولة عن توفير التكلفة المادية اللازمة لإنتاج برامج التعليم الالكتروني، ومصادر المعرفة اللازمة لإنشاء نظام التعليم الالكتروني.
البنية التحتية: وتشمل ما يحتاجه التعليم الالكتروني من إمكانات وتجهيزات مثل أجهزة الكمبيوتر والبرامج متعددة وفائقة الوسائط والتجهيزات اللازمة في معالجة المقررات وتصميما ورفعها على أجهزة الخادم server لأتاحتها على شبكة الانترنت ومختلف التجهيزات اللازمة لتصميم وبناء مواقع الانترنت التعليمية instructional web pages .
ويتطلب تطبيق التعليم الالكتروني في العملية التعليمية مجموعة عناصر تتمثل فيما يلي: ([36])

بناء رؤية وخطة محددة للتعليم الالكتروني نتفق مع فلسفة المجتمع واحتياجاته وثقافته وتحديد الأدوار والمسئوليات وفقا لهذه الرؤية
توفير الإمكانات المادية المتمثلة في الأجهزة التي يتم الاعتماد عليها، حيث يجب انتقاء الأجهزة التي تتيح التعليم الالكتروني والتأكد من اختيار ما هو أعلى جودة وكفاءة.
توفير الإمكانات الفنية التي تتمثل في البرامج، حيث يتم توفير البرامج التطبيقية التي يحتاجها المعلمون والمتعلمون في أثناء العملية التعليمية.
توفير الإمكانات البشرية التي تشمل المصممين والمدربين، حيث أن تصميم البرامج التعليمية يحتاج إلى أفراد متمكنين ومتخصصين في نفس الوقت، وبعد تصميم هذه البرامج هناك حاجة للتدريب على مثل هذه البرامج.
الإعداد المتخصص بتدريب الفئات المشتركة وذلك للحصول على أعلى جودة نتيجة تطبيق التعليم الالكتروني.
التطوير المهني للفئات المشتركة في مجال التعليم الالكتروني.
توظيف العناصر التقنية والتي تتيح التفاعلية وأثبتت فاعليتها.
اشتراك القطاع الخاص في بناء أسس التدريب والتعليم الالكتروني.
توظيف عناصر التقنية التي نحتاجها لخفض كلفة التعليم الالكتروني وترسيخ الخبرات الكحلية، ولضمان مزج التجربة بثقافة المجتمع واحتياجاته.
استعراض ودراسة وتحليل تجارب الدول التي سبقتنا في التعليم الالكتروني للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال
دقة المتابعة والتقويم للتأكد من حسن استغلال التقنيات.
تشجيع المؤسسات والأفراد على إنتاج وتوفير المواد والبرامج التعليمية عبر التقنيات الحديثة.
دور التصميم التعليمي لبرامج التعليم الالكتروني في تفريد التعليم:

إن التصميم التعليمي في رأي التربويين المتخصصين مرادفا لتكنولوجيا التعليم للمزيد : https://www.book-arabic.com/2020/01/blog-post_30.html ، كما أنه المحور الذي يدور حوله كل شيء في مجال تكنولوجيا التعليم، وبالتالي تكمن أهمية التصميم التعليمي في أنه الطريقة المنظومية لتطوير دروس وبرامج متكاملة من الأهداف والمحتوى والأساليب والمواد والوسائط المستخدمة وتحديد دور المعلم وتفاعل المتعلم والاتجاه نحو التحسين والتعديل فيها، لكي تتحقق الأهداف، حتى إن كثير من علماء تكنولوجيا التعليم في أكدوا على ضرورة تدريب المعلمين على التصميم التعليمي. ([37])

ويعد تصميم التعليم هو الوسيلة نحو التوظيف الأمثل لمصادر التعلم في التعليم الالكتروني الذي يتمتع بتنوع مصادر التعلم وتعددها لتعطي المتعلم حرية اختيار ما يرغب وبأي وسيطة يرغب أن يتعلم كلا على حسب نمط تعلمه، كما أن التصميم التعليمي الجيد يضمن تطبيقا أفضل لحقائق التعليم والأساليب التعليمية التي تخلق بيئة تعليمية غنية.

ويشير حسن جامع 2007([38]) أن التصميم التعليمي الجيد هو السبيل نحو إجراء تطوير تعليمي شامل في جميع جوانب العملية التعليمية، يبدأ بالتعريف بالوضع القائم أي تعريف المشكلة أو جملة المشكلات التي تواجهها أنظمتنا التعليمية والتمييز بين الأعراض والمشكلات الحقيقية، وجمع كافة البيانات والمعلومات باستخدام كافة المصادر المتاحة للوصول إلى الأسباب في تكوين هذه المشكلات وتعقدها، للوصول في النهاية إلى الخيوط الأولية المحددة لأبعاد الموقف والوضع التعليمي القائم ككل، ثم إجراء تصميم منظومى لكافة مكونات النظام التعليمي القادر على تغيير الواقع الموجود إلى الواقع المأمول وتصميم كافة الأدوات والوسائل والاستراتيجيات القادرة على تحقيق نظاما تعليميا فعالا إيجابيا وهادفا، حيث يرجع الهدف من التصميم التعليمي إلى: ([39])

توظيف كافة النظريات التعليمية لأجل تحسين الممارسات التربوية العملية في التعليم.
تحويل عمليات التعليم إلى عمليات ديناميكية ترتكز على فعالية المتعلم في الموقف التعليمي ومتجهة نحو تنمية مهارات التفكير العليا لديه وتوفير التعلم الملائم لنمط تعلمه.
استخدام الوسائط المتنوعة وكافة المواد والأجهزة التعليمية والبرمجيات الكمبيوترية متعددة وفائقة الوسائط في إطار تحقيق تعليم الكتروني مثالي قادر على تحقيق الأهداف المرجوة على أعلى مستوى من الإتقان.
العمل على توفير الوقت والجهد من خلال استبعاد البدائل الضعيفة في حل مشكلات النظام التعليمي والتركيز على الحلول القوية والنهائية وليست المسكنات.
إدماج المتعلم في عملية التعلم بطريقة تحقق أقصي درجة ممكنة من التفاعل مع المادة التعليمية بالأساليب التي تتفق مع أنماط التعلم.
توضيح دور المعلم على أنه منظم للظروف البيئية التي تسهل حدوث التعلم.
تقويم تعلم الطالب، وتدريس المعلم.
تفريغ المعلم للقيام بالواجبات التربوية الأخرى بالإضافة إلى التعليم
تسهيل الاتصال، والتفاعل، والتناسق بين الأعضاء المشتركين في تصميم التعليم الالكتروني.
تقليل التوتر الذي ينشأ بين المعلمين من جراء التخبط في إتباع الطرق التعليمية العشوائية.
تزويد المعلمين بالصور والأشكال التي ترشدهم إلى كيفية سير العمل داخل غرفة الصف.
العمل على تحويل النظام التعليمي من نظام عشوائي قائم على طريقة الحكم الشخصي إلى نظام يتبع الطريقة العلمية والمبنية على الأسلوب العلمي الذي يرتكز على جمع الحقائق وتحليلها للوصول إلى تفسير الظواهر والمشكلات التي يواجهها، مع تطبيق كافة الأساليب العلمية في حل هذه المشكلات (أسلوب بحوث العمليات operations Research). ([40])



#منيرة_بن_دادو_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - منيرة بن دادو علي - التعليم الإلكتروني وتفريد التعليم