أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيف صادق - حين يدافع الصحفي عن الجلاد ويصمت صمت القبور تجاه الضحية !















المزيد.....

حين يدافع الصحفي عن الجلاد ويصمت صمت القبور تجاه الضحية !


سيف صادق

الحوار المتمدن-العدد: 27 - 2002 / 1 / 5 - 08:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



مشكلة بعض الصحفيين " المتخصصين بالشأن العراقي " هو دفاعهم عن النظام الديكتاتوري ورأسه من دون أن يرف لهم جفن، ولا حتى طرح السؤال البسيط : لماذا كل هذا الذي حل بالبلاد والعباد تحت ظل نظام يتمتع بـ " ميزة " يحسده عليها كثيرون وهو " فرادة " القمع الذي يسلطه على شعبنا منذ أكثر من ثلاثة عقود. ولم يكلف البعض من هؤلاء " المتخصصين " بشأننا العراقي أنفسهم في إعمال العقل والتفكير بسؤال أخر حارق وبسيط في أن قوامه : لماذا خاض النظام الراهن حربين مدمرتين خلال عقد واحد، ولماذا الحصار الظالم ومن المسؤول عنه، ومن فرط بالسيادة الوطنية والوحدة الترابية ؟ مثل هذا الرهط من الصحفيين لديهم ترسانة من " الحجج الجاهزة " التي لهم الحق في طرحها، ولكن ليس من حقهم إجبار الآخرين على القبول بها كحقائق أو كمسلمات لا تقبل المساءلة أو النقد. هذه المقدمة، على طولها، ضرورية لتوضيح بعض القضايا التي تناولتها صحفية أردنية هي حياة الحويك العطية في مقالة بعنوان مثير : كما هي : صمت المقابر ! المنشور في جريدة " الدستور " الأردنية في 1/1/2002.

لن نناقش الأطروحات المضللة التي احتوتها المقالة بصدد النظام الديكتاتوري ورفضه " الخضوع للمخطط الصهيوني " كما تؤكد الصحفية، ولا في تأكيدها على الجهود التي يبذلها النظام " لتمتين الجبهة الداخلية، بلقاءات متعددة مع الزعامات العشائرية والأثنية، ومع ممثلي التجمعات السياسية، بل وحتى الحزبية غير البعثية "، فكل هذا الكلام ليس له أي رصيد في الواقع، بل إنه على العكس من ذلك كله مستل من الترسانة الإيديولوجية المضللة للنظام الديكتاتوري، وبالتالي لا يستحق التعليق، لأن ذلك لن يضيف شيئا للقضية. السيدة الصحفية الكريمة مهووسة بإيديولوجيا النظام العراقي وما يقدمه إعلامه من تضليل وأكاذيب، وهذا أمر مسؤولة هي عنه، ولكن ليس من حقها أن تشطب الجميع، باستثناء النظام، وتضعهم في سلة واحدة ليكتمل مشهد سريالي في عرض الحقائق بالمقلوب. من أولى المبادئ التي يتعلمها الصحفي هي أن مهمته الأساسية ليس تزيف الحقائق، بل على العكس فإن نظافة تحليله تكمن في موضوعية طرحة، والابتعاد عن اعتماد سياسة " الذبح على الهوية " التي مارستها السيدة الحويك بامتياز تحسد عليه. إن قراءة مقالة السيدة الحويك تتيح الاستنتاج بأن المقالة تقوم على فرضية بسيطة، تبذل كل الجهود للبرهنة عليها، وهي التأكيد على أن من ليس مع النظام الديكتاتوري الحاكم في بغداد فهو بالضرورة مع أمريكا ! وهذه مفارقة طريفة لا تقل طرافة عن الفكرة التي طرحها الرئيس الأمريكي بوش أثر أحداث 11 أيلول 2001 حينما أعلن مقولته المشهورة : من ليس مع أمريكا فهو مع الإرهاب ! بوش اختزل العالم بجرة قلم الى كتلتين حجريتين كبيرتين، والسيدة حياة الحويك اختزلت المشهد السياسي البالغ التعقيد في بلادنا الى لعبة ذات جانبين : الجانب الأول في هذه اللعبة يمثله النظام العراقي بمؤسساته الأمنية والمخابراتية، المدافع عن وحدة البلاد الترابية والرافض لمخططات الولايات المتحدة !! أما الجانب الأخر في اللعبة هو " تلك المعارضة العراقية، التي تراوح بين العمالة الكاملة الوقحة والمعلنة …. وبين الحالمة أما عن كذب وتستر وأما عن سذاجة " حسب قول السيدة الصحفية. وطبيعي أن هذا التحليل يعبر عن جهل تام بحقائق المشهد السياسي العراقي، وعلى وجه الخصوص على صعيد المعارضة العراقية التي صنفتها السيدة الحويك استنادا الى تصنيف النظام ومسطرته المشهورة. غير أنه من المفيد التذكير بأنه ليس فقط تحليل المعارضة، بحسب السيدة الحويك، يعبر عن " سذاجة " بل أن تحليلها هي يعبر بحد ذاته عن سذاجة مزدوجة للأسف، وذلك حين توازي بين " موقف المؤتمر الوطني العراقي " وبين موقف الحزب الشيوعي العراقي. ففي مقالها تشير السيدة الحويك الى " موقف المؤتمر الوطني العراقي، الذي يرفض المجزرة ويرفض التغيير الأمريكي، مصرا على تغيير داخلي " . لن نعلق على هذا التحليل الشديد الطرافة، وكل ما نطلبه منها هو العودة الى قيادة المؤتمر الوطني العراقي لمعرفة موقفهم الواضح من مسألة التغيير في العراق وكيف يرونه، ولكن الموقف الذي أشارت إليه السيدة الحويك هو معكوس الموقف الفعلي للمؤتمر . أما موقف الحزب الشيوعي العراقي من النظام الديكتاتوري، ومن مجمل عملية التغيير في بلادنا، فلم تكلف السيدة الحويك نفسها عناء التعرف عليه مباشرة من وثائقه وبياناته الرسمية، بل اختزلته الى " احترام القرار 688 المتعلق بحقوق الإنسان، ويقود الرئيس أمام محكمة دولية " . والسيدة الحويك، على ما يبدو، " تحترم " مهنتها كثيرا !! فقد انتقدت موقف الحزب ليس انطلاقا من وثائقه الرسمية بل " وفق صحيفة لوموند الفرنسية ". ولا تكتفي السيدة الحويك بهذه القراءة المبتسرة، بل وغير الدقيقة أصلا، بل إنها تسعى جاهدة لتشويه موقف الحزب الشيوعي العراقي وعرضه كما لو أن الحزب يراهن على السيناريو الأمريكي لحل القضية العراقية. ومع أن الحزب لا يحتاج الى صك براءة من السيدة الصحفية الحويك التي تتطابق أطروحتها مع إعلام النظام الديكتاتوري، فمواقفه واضحة ومعلنة على الملأ، فإنه لا بد من التأكيد على إن ما تطرحه السيدة الحويك بشأن مواقف الحزب مجاف للحقيقة، أو أنها تقوم بقراءة مقصودة غير بريئة. ولكي لا ندخل في التفاصيل نود فقط أن نذكر السيدة الحويك بأخر تحليل صاغه الحزب، وحدد فيه موقفه من الضربة الأمريكية المتوقعة على العراق، وذلك في أخر اجتماع للجنة المركزية للحزب ( 18/12/2001). وشعورا منه بالمسؤولية العالية تجاه مصائر الوطن والشعب، لا يضع الحزب الجميع في سلة واحدة، بما في ذلك قوى المعارضة العراقية. وفي هذا الصدد يشير التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب المشار إليه أعلاه بما يلي " هناك، دون ريب، قوى في المعارضة العراقية تنتظر بصبر فارغ هجوما كالذي يبدو أن الولايات المتحدة تهيئ له، وذلك انطلاقا من قناعة قديمة بالتعويل على العامل الخارجي، عمقها الانبهار بالسيناريو الأفغاني ". وحين يحدد الحزب هذا الموقف لبعض أطراف المعارضة فإنه بالتأكيد ليس طرفا في هذه الكتلة. ومقابل ذلك حدد الحزب موقفه من السيناريو الأمريكي وكافة المشاريع الخارجة من تحت معطف صناع السياسة ودهاقنتها في الولايات المتحدة، إذ صاغ موقفا وطنيا مسؤولا قوامه النقاط الأربعة التالية، التي نأمل أن تطلع عليها السيدة الحويك، أو غيرها من الصحفيين الذين لا يرون وطننا إلا بعيون الديكتاتور وإعلامه. يتجلى الموقف الوطني والمسؤول الذي صاغه الحزب في:

· رفض الضربة العسكرية وعواقبها المأساوية،

· التعويل على شعبنا ووحدة قواه،

· عدم الانخراط في الجهد الأمريكي،

· الاستعداد للتطورات كطرف مستقل، مناهض للنظام ورافض للخيار العسكري، يطرح مشروعا وطنيا ديمقراطيا لإنقاذ الشعب وتخليص الوطن من الحصار والديكتاتورية ومخاطر الهجمات الخارجية. ( راجع التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في 18/12/2001، ص 9).

هكذا، إذن، فإن الحزب الشيوعي العراقي يرفض الخيار العسكري الأمريكي، وليس كما تقدمه السيدة الحويك في مقالتها وكأنه مع هذه الضربة. ولكن الحزب في مقابل ذلك يناضل من أجل رفع الحصار عن شعبنا العراقي، وإزاحة النظام الديكتاتوري وإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي موحد. فالحزب إذن يناضل من أجل مجتمع جديد ونظام جديد، وليس من أجل إعادة النظام الراهن بطبعة أمريكية منقحة للنظام الراهن الذي هو منتوج صفقة جرت في حبنها، في بيروت، ومعروف من شارك في طبخها ! ويدافع الحزب، في الوقت نفسه، مثله مثل كثير من القوى السياسية المناهضة للديكتاتورية، عن حق شعبنا في أن يتمتع بكافة حقوقه التي غيبها نظام صدام حسين، والذي تصمت السيدة الحويك صمت المقابر، ولا تقول كلمة حق بصدده، بل على العكس تسعى جاهدة وتنافح طيلة مقالتها لتقديمه وكأنه حمل وديع، وهو الذي يإن شعبنا تحت وطأة إرهابه وقمعه اللامحدود.

إن الدفاع عن الجلاد ومساواته بالضحية لا يليق بصحفي يحترم مهنته ويحترم نفسه في أن !



#سيف_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينبغي الرهان على شعبنا العظيم وليس على العدوان أوالديكتاتوري ...
- هل للشعب الكردي مصلحة في - الحوار غير المقطوع ولكن غير النشي ...


المزيد.....




- البيت الأبيض: بايدن والملك عبدالله سيعقدان -اجتماعا خاصا- ال ...
- بالصور والفيديو: شعلة الحراك الطلابي الأمريكي تمتد إلى جامعا ...
- شاهد: خلال لقاء جمعه مع ناجين من المحرقة النازية.. نتنياهو ي ...
- اليمن- هكذا يستغل الحوثيون هجمات البحر الأحمر لتعزيز نفوذهم! ...
- تركيا: تعليق التجارة مع إسرائيل حتى وقف إطلاق النار في غزة
- صحيفة: صواريخ -باتريوت- التي قدمتها إسبانيا لأوكرانيا وصلت إ ...
- ألمانيا تعلن عن تزويدها أوكرانيا بستة أجهزة رادار للمراقبة ا ...
- السلطات التركية تعلن وفاة نجل البرهان متأثرا بإصابته في حادث ...
- مصدر مصري رفيع المستوى: وفد حماس يتوجه إلى القاهرة يوم السبت ...
- -انتكاسة-.. صحفيو تونس ينددون بملاحقتهم والتضييق عليهم


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيف صادق - حين يدافع الصحفي عن الجلاد ويصمت صمت القبور تجاه الضحية !