أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيف صادق - ينبغي الرهان على شعبنا العظيم وليس على العدوان أوالديكتاتورية















المزيد.....

ينبغي الرهان على شعبنا العظيم وليس على العدوان أوالديكتاتورية


سيف صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 01:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    




لم ينتهي بعد دوي المدافع وأزير الطائرات المقاتلة في أفغانستان ولكن شهية صقور الحرب في الإدارة الأمريكية تتسع بشكل يتناسب طردا مع الانتصارات العسكرية هناك. ويوما بعد آخر تتكشف معالم الاستراتيجية الأمريكية لابتلاع العالم بحجة مكافحة الإرهاب. وحددت الإدارة الأمريكية هدف المرحلة الحالية متمثلا بالقضاء على تنظيم القاعدة وبن لادن وطالبان، والجميع منتوج المخابرات الأمريكية وبالتعاون مع المخابرات الباكستانية طبعا، اللاعب الأساسي في المعادلة الأفغانية.

وخلال الأيام الأخيرة تصاعدت وتنوعت التصريحات الرامية الى تحديد الهدف القادم للحملة الأمريكية ممثلا بالعراق. وهناك العديد من المؤشرات الدالة على عزم واشنطن استغلال حملة مكافحة الإرهاب كذريعة لضرب العراق والتخلص من صدام حسين. فقد دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش رأس النظام العراقي للسماح بعودة مفتشي الأسلحة الدوليين. والحجة جاهزة : التأكد من خلو العراق من الأسلحة المحضورة. وفي مقابلة صحفية مع مجلة "نيوزويك" كان الرئيس الأمريكي واضح المسعى في توجيه الغضب الأمريكي تجاه العراق بعد انتهاء حرب أفغانستان حين استخدم في هذه المقابلة صفة " شرير " لصدام حسين. ففي هذه المقابلة قال بوش إن " صدام شرير، اعتقد انه يمتلك أسلحة دمار شامل واعتقد انه بحاجة الى فتح بلاده بما يمكننا من تفتيشها ". في حين كان جيمس وولسي الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شديد الصراحة حين أكد بأنه يتعين على الولايات المتحدة استهداف العراق بعد انتهاء جربها على الإرهاب في باكستان على حد تعبيره. ولم يكتفي وولسي بذلك بل أمعن في بلورة حجج دامغة تبرر الضربة القادمة. فقد قال انه يعتقد بأن الوقت قد حان بشكل صحيح الآن وبعد انتهاء الحرب في أفغانستان البدء للتحرك ضد العراق، موضحا بالقول : لقد وجدنا الأشخاص الذين تحركوا ضدنا وقد تحرك صدام حسين ضدنا في اكثر من مناسبة. في حين أشارت مجلة " نيوزويك " قبل أيام أن حكومة الرئيس بوش تبحث عن طريقة للتعامل مع الرئيس العراقي ولم يتخذ أي قرار بعد حول هذا الموضوع مالم يتم التأكد من أدلة كافية حول وجود علاقات محتملة بين صدام حسين واسامة بن لادن. ومن جهته أشار كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الى أن واشنطن سوف تعالج مشكلة العراق، ولكن في الوقت المناسب وفي التسلسل المناسب. واليوم أجرت الطائرات الأمريكية والبريطانية " تمرينا عاديا بالذخيرة الحية " حيث قصفت أهدافا جنوب العراق. ومثلما اكتشف غاليلو قبل مئات السنين أن الأرض كروية،اكتشف الأمريكان الأشخاص والعلاقة ببن لادن،كما اكتشفوا أخيرا أن صدام شرير ! وتأسيسا على ذلك فهم يبحثون الآن عن طريقة للتعامل صدام حسين، الذي سيكون الهدف القادم لحملة " الحرية الدائمة " ، مثلما هم يبحثون عن مصدر الجمرة الخبيثة !

تزيد هذه التصريحات وغيرها،بما فيها الغموض الذي يلف بعضها وهو مطلوب ضمن الحملة النفسية المرافقة للحملة العسكرية، من تسعير سوق التكهنات بضربة محتملة للعراق. وتستعد العديد من الدول الى اتخاذ مواقف محددة من هذه التطورات. فها هي تركيا على سبيل المثال تعزز من تواجدها العسكري على حدودها الجنوبية، واعتبرت أوساط عديدة فيها أن إثارة واشنطن لموضوع اتهام النظام العراقي بوجود برامج لتطوير أسلحة الدمار الشامل إنما هو خطوة تمهد الطريق لاتخاذ إجراءات عسكرية ضد الطرف الآخر. ومن جانبها نشرت صحيفة ميلليت التركية الواسعة الانتشار قبل أيام تقريرا لمراسلها في واشنطن نقل فيه عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم ذكر أسمائهم قولهم أن توسيع نطاق عملية أفغانستان هو أمر مؤكد وان العراق هو أحد الأهداف التي ستشملها عملية " الحرية الدائمة " وان لم تنتهي واشنطن بعد من إعداد خطتها النهائية حول ضرب العراق. وذكر مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه أن واشنطن في حالة إصرارها على ضرب العراق فيجب على تركيا أن تتعاون معها من اجل مصلحة البلدين معا لمصلحة وسلامة وأمن المنطقة.

والخلاصة، كل المؤشرات تشير الى أن ضربة على العراق ستقع. وبرغم اتفاق الجميع على ذلك إلا أن الخلافات تندلع حول تحديد طبيعة الضربة القادمة وحجمها، وما إذا كانت على غرار الضربات السابقة التي كانت نتائجها المباشرة تخدم تقوية نظام صدام وساعدته، في كل مرة، في توظيفها لترميم قاعدته المتهالكة، أم أنها ستكون عاصفة تطيح بالنظام العراقي القائم. ولاشك أن هذه التطورات وتداعياتها المحتملة تلقي بثقلها على أوساط المعارضة العراقية بمختلف أطيافها، وتسهم في إحداث تمايزات واستقطابات في داخلها. فالبعض منها يراهن على أن هذه الضربة ستكون مختلفة عن سابقاتها، وانه بالإمكان تكرار السيناريو الأفغاني، وان ضربة عسكرية أمريكية للعراق ستكون قادرة هذه المرة على أحداث فعل مؤثر سيؤدي الى انهيار نظام صدام حسين كما تنهار قطع الدومينو ! وبلغ التحليل السياسي حدا من الفجاجة والإثارة حين عرض رئيس تحرير إحدى صحف المعارضة تحليله وتقديراته لتطورات الأوضاع، في حال حصول عملي عسكري أمريكي، رسما في هذا التحليل سيناريو شديد الطرافة يبين فيه مسارات الأحداث وتداعياتها على غرار السينما الهوليودية. في حين برع كاتب سياسي آخر في إقناع قراءة بأنه هو الوطني الوحيد المدافع عن وحدة العراق، بعد صدام حسين طبعا. ونشر هذا الكاتب قبل أيام مقالا في إحدى الصحف العربية كال فيه الاتهامات للقوى السياسية المعارضة ومن دون أن يطول النظام بكلمات قوية باعتباره المسؤول عن المصائب التي حلت ببلادنا، حتى انه كتب وبالحرف الواحد أنهم ( ويعني انه لا يمثل نفسه فقط بل يمثل تيارا عريضا، وهذا من حقه !) لا يرفعون شعار إسقاط السلطة في بغداد، وان جل جهدهم موجه ضد المخططات الأمريكية. وكأن صدام حسين ونظامه ليس منتوجا أمريكيا. وطبعا هذه المقاربة تعبر عن فهم مبسط للتناقضات وترتيبها، وليس هذا الكاتب أول من وقع أسير هذا الفهم المبسط بل سبقه الكثير من " جهابذة " السياسة العراقية و " فرسانها الكبار ". والأدهى من ذلك أن هذا " المناضل " أراد في مقاله الأخير التأكيد على وجود وحدة لا تنفصل بين نظام صدام والوطن، فذهاب صدام يعني ذهاب الوطن، وطبيعي أن بقائه مقرون ببقاء " الرئيس القائد ". وقبل ذلك هاجم " محلل " سياسي آخر القوى التي تقف ضد الضربة الأمريكية القادمة متهما آباها بان موقفها هذا هو موقف تأملي عدمي ! ومشكلة هؤلاء الكتاب والمحللين، وبرغم انطلاقهم من زوايا نظر مختلفة، انهم يوجهون اتهاماتهم ويكيلون شتائهم ضد قوى المعارضة بمناسبة او بدونها، وخاصة تلك التي تتكئ على تاريخ نضالي عريض وتناضل اليوم وبالملموس ضد النظام الديكتاتوري والإمبريالية الأمريكية، وتقدم كل لحظة التضحيات الممدة بالدم ، في معارك غير متكافئة مع نظام دموي وإرهابي، ولم تستسلم ولم ولن تكل أو تيأس بتكلل نضالها بنصر مؤزر ذات يوم. ولكي يبدو هؤلاء بأنهم " معارضون من معدن خالص " يمرون بين حين وأخر على النظام بالإشارة الى بعض أساليبه وسياساته، ولكن أياديهم وأقلامهم تصاب بالشلل حين يتعلق الأمر بجوهر هذا النظام القمعي الديكتاتوري الذي ورط شعبنا في حروب عدة، وقاد بلادنا الى كوارث كثيرة يرصدها حتى الأعمى فكيف بكتاب يدعون انهم قمم معرفية !

والأن إذا وقعت الواقعة ماذا ينبغي أن يكون الموقف من العمليات العسكرية الأمريكية ضد العراق ؟ اعتقد بأنه وبغض النظر عن طبيعة الضربة العسكرية المنتظرة ومداها فإن أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة سيلحق الأذى بشعبنا بالدرجة الأولى وسيساهم هذه المرة، كما في المرات السابقة، في إعانة النظام على ترميم قاعدته الاجتماعية المهلهلة. ومن جهة أخرى فإن أي عمل عسكري سيقع سيكون بمثابة عدوان مما يشكل خرقا فاضحا للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، إذ انه وبحسب تصريحات العديد من مسئولي الإدارة الأمريكية فإن الولايات المتحدة لا تمتلك لحد اللحظة أدلة كافية حول وجود علاقات محتملة بين صدام حسين واسامة بن لادن تدل على ضلوع النظام العراقي في تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001.

إن الطريق الوحيد لإنقاذ شعبنا من كارثة مدمرة ستقع هو رحيل النظام الديكتاتوري. ولاشك أن هذا النظام لن يرحل بملء إرادته بل يتعين إجباره على الرحيل. وينبغي أن يتم ذلك ليس عن طريق خارجي، بل من خلال فعل نضالي ملموس وقوي لشعبنا وقواه الحية، ومن خلال الدعم والمساندة النزيهة لكل القوي الإقليمية والدولية التي يهمها قيام نظام وطني وديمقراطي يكون بديلا حقيقيا للنظام الديكتاتوري الراهن.ولاشك أن إنجاز هذه المهمة النبيلة يستدعي ارتقاء قوى المعارضة العراقية، بمختلف أطيافها وتلاوينها، الى مستوى التحديات الكبيرة التي نعيشها اليوم والتداعيات الخطيرة المحتملة التي ستليها. ولاشك أن ذلك يستدعي توحيد الجهود الكثيرة ولكن المبعثرة، والاتفاق على قواسم مشتركة تفضي الى نشاطات ميدانية فعلية، تشكل بمجموعها الفصل الأخير من معركة الحرية والكرامة والخبز والديمقراطية. وينبغي أن تبذل كل الجهود وتوحد كل الطاقات لبلورة خيار تمثله كتلة شعبية/اجتماعية عريضة لا تراهن على النظام الديكتاتوري كحام للوطن ولا على الولايات المتحدة كمنقذ لبلادنا من هذا النظام. إننا نراهن على شعبنا العظيم وهباته التاريخية المعروفة، فهو الذي سينتصر في نهاية المطاف.

27/11/2001





#سيف_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للشعب الكردي مصلحة في - الحوار غير المقطوع ولكن غير النشي ...


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيف صادق - ينبغي الرهان على شعبنا العظيم وليس على العدوان أوالديكتاتورية