أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين افقير - التفاهة














المزيد.....

التفاهة


الحسين افقير
كاتب مغربي .

(Houcine Oufkir)


الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفاهة :(اسم) الجمع: تفاهات، توافِهُ مصدر تفِه أي نقص في الأصالة أو الإبداع أو القيمة، التفاهة لغة هي انعدام القيمة والأهمية، وغياب الإبداع وإحلال محل الإبداع البلادة والغباء، كما تعني التفاهة الحقارة والدناءة كل هذا وأكتر بإمكان التفاهة ان تستوعبه فالقاعدة تقول "خالف الناس لتُعرف" كي يكثر المعجبون بك، من خلال جمع اكبر عدد من لايكات، إننا حقا في زمن التفاهة، وهنا استعير قولة للكاتب النمساوي كارل كراوس يقول" هوت شمس التقافة ارضا، حتى اصبح الأقزام انفسهم يظهرون بمظهر العمالقة " من هذه القولة نستنتج بأن التافهين سيطروا واحكموا قبضتهم على العالم ، لقد حذرونا ادباء كبار من غزو التفاهة يوما ما لهذا الكوكب، ونذكر على سبيل المثال غوستاف فلوبير الذي حاول عبثا مجابهة التفاهة مستخدما ذات أدواتها فألف كتابه الساخر "قاموس الافكار الجاهزة " في كتابه حاول فلوبير وبأسلوب ساخر تعرية القشور الأقنعة المعرفية المُدعية التي كانت سائدة انذاك، ومن بعده حاول ميلان كونديرا مجابهة التفاهة بعقلانية أكثر وبسخرية أقل واصفا انها لا تعني الجهل وإنما اللافكر الذي تنطوي عليه الأفكار الجاهزة. حقا من يحكم في عصرنا الحالي ويتحكم فيه سوى نظام التفاهة أينما وليت وجهك تجدها هي المسيطرة، لذا ما عليك أن تقوم به كما قال الفيلسوف الكندي ألان دونو سوى ان تضع كتبك المعقدة جانبا، فكتب المحاسبة صارت الأن أكثر فائدة، لا تكن فخورا، ولا روحانيا، ولا حتى مرتاحا، لأن هذا يمكن أن يُظهرك بمظهر المغرور، خفف من شغفك لأنه مخيف، وقبل كل شي لا تقدم لنا "فكرة جيدة" من فضلك، فألة إتلاف الورق ملأى بها سلفا هذه النظرة الثاقبة في عينيك مقلقة، وسع حدقتي عينيك، وارخ شفتيك، ينبغي ان تكون للمرء افكار رخوة، وينبغي ان يظهر ذلك. عندما تتحدث عن نفسك قلل من احساسك بذاتك الى شيء لا معنى له(1) هكذا بدأ ألان دونو مقدمة مؤلفه "نظام التفاهة" واصفا أياها بأنها تسطيحا هي من تحكم الأرض، صارخا بأن التافهين هم من يتسيدون مقاليد الأمور في هذا العالم، مشيرا إلى أن "انخفاض المعايير وتغييب منظومات المباديء الرفيعة، والمفاهيم العليا قد أدى إلى تسهيل صعود البسطاء فكريا وأخلاقيا لمفاصل القرارا في الحكومات والإدارة، والتجارة ،والأكاديميا في سابقة لم تشهدها أي حقبة حضارية من قبل" لكن يبقى المساهم الأكبر في نشر التفاهة هي وسائل الإعلام الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعي من فايسبوك، وانستغرام، ويوتوب، هي من اعطتهم فرصة للظهور والإنتشار لصانعي محتوى التفاهة، فالتفاهة حسب ألان دونو فهي تحيط بنا، فأينما تولي وجهك تجدها بازغة، ولا خيار لنا امامها سوى أن نلعب اللعبة، وأي لعبة سنلعب وقد لعبت بنا التفاهة، ودخلت الى بيوتنا ونحن غير قادرين على صدها، لكن رغم ما ألحقته بنا التفاهة يجب أن نظل متفائلين بالمستقبل حسب ألان دونو، فالتافهون كسبوا جولة او شوطا، لكنهم لم يحسموا المباراة بشكل نهائي. لذا يجب أن نتوقف عن جعل الناس الأغبياء مشاهير.



#الحسين_افقير (هاشتاغ)       Houcine_Oufkir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم النخبة


المزيد.....




- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...
- انتهاكات بحق العشائر البدوية في السويداء بعد اتفاق انسحاب ال ...
- بعد تشخيص مرضه.. 3 تغييرات منتظرة في نمط حياة ترامب
- تفاؤل أميركي بقرب التوصل لاتفاق بشأن غزة
- موسكو توقف مسافرة أميركية روسية بسبب مسدس في حقيبتها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين افقير - التفاهة