أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الفتاح غانم - الحوار الوطني...او الانتحار الوطني















المزيد.....

الحوار الوطني...او الانتحار الوطني


عبد الفتاح غانم

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وفوز حركة حماس وتشكيل الحكومة، والساحة الفلسطينية تعيش أجواء حربية، ابتدأت هذه الحرب إدارة بوش وحكومة إسرائيل، بإعلان الحصار والمقاطعة، وبوضع اليد على أموال الضريبة الفلسطينية من قبل إسرائيل، وبوقف المساعدات المالية التي كانت الإدارة الأميركية تقدمها للسلطة الوطنية، ثم تلا ذلك موقف الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي انتهى بمنع البنوك العربية والأجنبية من إدخال المال الفلسطيني من خارج فلسطين لوزارة المالية هنا، وقد ارتكزت جميع هذه الإطراف في مواقفها الحربية أو المؤيدة للحرب على الحكومة وعلى الشعب الفلسطيني، إلى الخطاب السياسي لحركة حماس والى ميثاق الحركة واستندوا أيضا إلى تشكيلة الحكومة نفسها!!، ومنذ أربعة شهور تقريبا والشعب وحكومته يعانون من أثار الحصار والمقاطعة التي فرضتها هذه القوى بطريقة ظالمة وغاشمة، الأمر الذي انعكس بمزيد من التوتر والقلق والإرباك، وزاد الطين بله، أن إدارة بوش تعلن الحصار والحرب والمقاطعة على الشعب الفلسطيني وتستثني الرئيس أبو مازن شخصيا من ذلك، وتعلن الحكومة الإسرائيلية أيضا عن تسليح حرس الرئيس والسماح للأردن ومصر بتسليح الأمن الرئاسي، وتعلن الصحف الإسرائيلية عن زيادة قوات امن الرئاسة بعشرة آلاف عسكري جديد، مما يعطي الانطباع ويوفر المناخ وكأن معركة الاحتراب والاقتتال الداخلي، قاب قوسين أو أدنى!! ومن جهة أخرى فان القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية وأمرها بالنزول إلى شوارع غزة وغيرها من مدن القطاع، والاشتباكات التي ترتبت على نزول هذه القوات، أكد ما بشرت به العرافة كونداليزا رايس عن الفوضى الخلاقة.
أن كل هذه المقدمات تفرض على المسؤولين والحريصين على قضيتهم وشعبهم وبرنامجهم الوطني ان يتحركوا لتدارك هذا الموقف الخطير...
وعلينا ان نعترف ان مقاومة جدار الفصل العنصري، وضم أراضي الغور لإسرائيل، وعزل القدس واستكمال استعمارها وتهويدها، وخطة اولمرت لفرض الحل الإسرائيلي، لم تعد هي الشاغل والهم اليومي للشعب الفلسطيني، ان همه الأول يتركز في متى تصرف الرواتب، وهمه الأول ألا ننجر للحرب الأهلية، وفي هذا المناخ يستطيع اولمرت وحكومته ان يعمل ما يشاء، وها نحن بعد أكثر من أربعة عقود من تأسيس م،ت،ف ومن ثورة الكفاح المسلح نعود لاجئين ننتظر راتب أخر الشهر مثلما كنا ننتظر في بداية اللجوء، توزيع المؤن والطحين في بداية كل شهر، وتتراجع القضية الفلسطينية من قضية سياسية وطنية إلى قضية إنسانية، وكفى الله المؤمنين شر القتال...
هنا تقدم الأسرى في سجون الاحتلال بوثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني وهي مبادرة مسؤولة وتحمل تواقيع خمس منظمات رئيسية في الساحة الفلسطينية ، وبادر الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي بضرورة القيام بحوار وطني لقطع الطريق على الأعداء ومخططاتهم لجهة الاقتتال الداخلي الفلسطيني،وقام الرئيس محمود عباس/ أبو مازن، بالاستجابة لطلب المجلس التشريعي وعقد يومي 25 و 26 من هذا الشهر مؤتمر الحوار الوطني، وهذا الحوار بدوره شكل لجنة عليا باشرت عملها فورا، وأعطاها الأخ الرئيس فرصة عشرة أيام من اجل الاتفاق وإقرار وثيقة الأسرى وألا فانه سيطرح الوثيقة على الاستفتاء العام بعد أربعين يوما...
نود هنا ان نسجل رأينا بصراحة وبدون مجاملة لجهة اليسار أو اليمين ونقول بصراحة مطلقة ان هذه القيادة التي اجتمعت في رام الله لا ترتقي ولن ترتقي إلى مستوى القضية الفلسطينية، ان بعض فصائل م،ت،ف قد أصبحت أثرا بعد عين، وليس من المفيد أو الصحيح، ان يبقى الشعب أسيرا لمثل من رأيناهم يبدأون دروسهم السياسية الابتدائية بهذه الخطب الركيكة ، والذي يستطيع المراقب المحايد ان يضيف هذه الخطب بعيدة وغريبة عن حوار وطني مطلوب منه حماية شعب وقضية وبرنامج وطني، ومن ناحية أخرى فان الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان قد رفع من رفع وخفض من خفض من الفصائل والقيادات الوطنية، ومن غير المقبول ان تنسحب فترة الترفيعات والعقوبات على شعبنا إلى يوم القيامة ، ولا بد من مراجعة نقدية لكل تاريخ م.ت.ف على طول العقود الأربعة الماضية، وان نشخص المخاطر التي ترتبت نتيجة سياسة الهيمنة والتفرد وسياسة اللون الواحد التي قادت م.ت.ف، ليكون بمقدورنا ان نقول اليوم وبأعلى الصوت لحركة حماس لا للهيمنة والتفرد وسياسة اللون الواحد وحكومة الفصيل الواحد،وإذا أصرت حركة فتح على عدم القيام بهذه المراجعة النقدية، فكأنها بذلك تعطي للآخرين " حركة حماس " ان يمارسوا ما مارسته هي خاصة وان حركة حماس جاء بها صندوق الاقتراع بينما فتح والفصائل الأخرى جاءت بهم الشرعية الثورية...
وفي نفس السياق فإن الحال التي وصلنا اليها يوم 25/1/2006 تاريخ إجراء الانتخابات التشريعية، لم تنزل علينا من السماء ولكنها نتيجة لسياسة قادتها م.ت.ف وقيادة فتح بشكل خاص، وهذه أيضا تحتاج إلى مراجعة تكون كفيلة بافتتاح مرحلة جديدة في تاريخ ثورتنا المعاصرة وكفيلة بانخراط حركة حماس والجهاد وغيرها من القوى لتأخذ مكانها الطبيعي في م.ت.ف...
ومن جهة أخرى فإن قيادة حركة حماس مطالبة بأن تكون على مستوى المسؤولية التي أولاها إياها الشعب الفلسطيني، ان أدارة الظهر لكل التاريخ الوطني الفلسطيني في العقود الأربعة الماضية لن يخدم حركة حماس والحركة الوطنية الفلسطينية، كما ان الانطلاق من رفض كل الشرعيات الفلسطينية والعربية والدولية، ستكون نتيجته هذا التوتر والقلق والخوف على الصعيد الوطني ، وعزلة عربية وإسلامية ودولية، وهذا بالضبط ما يتمناه أعداء شعبنا وحكومة إسرائيل، ويصلون من اجل الاستمرار به، لتكون أيديهم طليقة في فرض الحلول العنصرية الوحشية التي يعلنونها كبرنامج لهم، كما ان عدم المبالاة التي تبديها حكومة حماس حتى ألان لجهة عدم صرف الرواتب، تؤشر إلى ان مسؤولية الحكومة لا ترتقي إلى هموم شعبها وما ستعكسه هذه الحالة من مخاطر سياسية ومجتمعية نحن بغنى عنها،ولا يمكن قبول بعض التصريحات التي تشكك في وطنية من يطالبون بصرف رواتبهم، كما ان تصريحات الخارج التي تقول ان حركة فتح صرفت الرواتب لأعضائها وهم غالبية موظفي السلطة، ان هذه التصريحات تستحق الإدانة الحازمة، وتشعل الضوء الأحمر بأن الثقة الشعبية التي حازتها قائمة الإصلاح والتغيير لم تكن في مكانها الصحيح...
ان حركة حماس والشعب الفلسطيني بكل مكوناته الوطنية لا يستطيع ان يدير الظهر للقرارات العربية والإسلامية والدولية، على العكس أننا أحوج ما نكون لنتسلح بتلك القرارات التي تخدم مصالح شعبنا وتطالب بعودة بعض حقوقنا ، ونحتاج في ظل الحصار لمن يكسر الحصار وينتصر لنا ولشعبنا في معاناته تلك، ونتساءل هنا بحيادية تامة ما هي الأسس والمرتكزات التي اعتمدتها قيادة حماس وهي ترفع سقف مطالبها للحد الأقصى خاصة وان ظروف شعبنا وامتنا العربية والإسلامية تتراجع وتتدهور عاما بعد عام؟ اللهم إلا اذا أردنا بناء قصور في الهواء...
ان الحوار الوطني ضروري ومهم في كل الأوقات، على ان تقوم بهذا الحوار الفصائل والقوى والأحزاب والمنظمات الشعبية، وان يكون المشاركون فيه قادرين على ابداع حلول للازمة الراهنة، وليسوا من خطباء الدرجة الخامسة...



#عبد_الفتاح_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الوطني الفلسطيني
- الزرقاوي في بلاد العجائب
- ديانات جديدة...انبياء جدد!!!
- الظواهري جندي أمريكي وقاضٍ إسلامي لتخوين المناضلين
- حماس والخيارات الصعبة
- العلاج بالصدمة الانتخابية
- الانتخابات التشريعية الفلسطينية خطوات للوراء بدون أي خطوة لل ...
- ميليس يفضح هشاشة الأنظمة العربية


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الفتاح غانم - الحوار الوطني...او الانتحار الوطني