أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الزهرة شذر - هدم الاعمال المخربة للذائقة تأسيس لقيم جديدة














المزيد.....

هدم الاعمال المخربة للذائقة تأسيس لقيم جديدة


عبد الزهرة شذر

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 11:48
المحور: المجتمع المدني
    


اسقطت الجماهيرة العراقية كل التماثيل التي تشخص صدام بوصفه صورة مجسدة للشر بعينه وابرز تلك التماثيل ما كان موجودا في ساحة الجندي المجهول سابقا واخر كان في تقاطع الزوراء وثالث في منطقة الشورجة قرب الكنيسة.

رافقت سقوط تلك التماثيل استغلال البعض من تجار الاعمال الفنية حيث امتدت ايديهم الى متحف بغداد للفن التشكيلي ولم يكتفوا بذلك بل تم سرقة اعمال فنية لاعلاقة لها برموز او مفاهيم صدامية او تمجيدية لشخص الدكتاتور منها عمل نحتي كان معلقا على واجهة وزارة التجارة،وعمل اخر كان في ساحة مظفر وقد استعاده بعض المخلصين للفن العراقي وقد تم تسليمه الى وزارة الثقافة اما تمثال عبد المحسن السعدون الموضوع في شارع السعدون فقد اختفى ولا احد يعلم ان كان قد تحول الى مادة اولية في مصاهر تبحث عن مادة اولية ام انه لم يزل بيد من يزايد على فرصة بيع جيدة.
ولكن الغريب في مسلسل الاعمال النحتية الضخمة التي لا تحمل تشخيصا واضحا لصدام فقد بقيت ثلاث سنوات لم يتعرض لها احد مع العلم ان تماثيل القادة العسكريين لحركة مايس في الباب الشرقي تم هدمها في اول ايام الحرب فضلا عن تماثيل القادة العسكريين قرب جامع ام الطبول وهذا يفسر سر بثاء النصب الكبيرة والتي لايمكن ازالتها بسهولة او لان الجمهور انشغل عنها بسبب الاوضاع الامنية واعمال الارهاب وقد يوجد سبب اخر لم يتجرأ ان يبوح به وهو ما الذي يمكن ان يحل محل تلك الاعمال سوى تنازع قوى سياسية لغنيمة تلك الامكنة واستغلالها للترويج لرموزهم السياسية.
وهنا اقول : سيؤيد المواطن هدم هذه النصب التي لاتشكل له اي معنى تاريخي او فني او روحي الا معنى الدمار والتهديد والاقصاء فما نصب ساحة المتحف العراقي سوى تملق واضح لكسب ود الدكتاتور كصانع لثورة غير موجودة الا في مخيلته المريضة.
حاول استغلال المتحف لخليفة وامتداد محاولا الهيمنة عليه.
اي جعل الروح الحية جزءا من اللاروح وبهذا يمتص زخم التاريخي الممثل بشواهد المتحف الحية واستنفاد تاخيرها الروحي داخل بنية عمل لايمتلك عناصر الحياة وبذلك اضعف قدسية التاريخ ولم يبال بالانسان العابر من جهة اليمين او اليسار وبالعكس بل اعتباره شيئا طارئا ولايمكن ان يكون حتى مشاهدا.
كلنا يتذكر كيف كانت تجري مسابقات النصب التي كان (الفنانون) الذين يقتاتون على مثل تلك المقاولات يعرفون ان الذي يفوز اولا هو الاشد تملقا والذي يظهر الدكتاتور بشكل واضح وجعله مركز العمل واما باقي العمل فهو هامش ولا وجود له لولا عطايا القائد ولا احد يشذ عن هذه القاعدة التي انعكست على الاحاديث في جلسات فناني السلطة الذين اصابهم الاسعاف والترهل والانحطاط الفكري والفني والثقافي الذي امتد الى الكليات الفنية فصار من لايقبل عمله في مسابقة للدكتاتور سيجد حلا اخر هو تقديمه هدية في مناسبة من مناسبات(القائد) متأملا مكافاة.
مرة اخرى نعود الى نصب اخر موضوع في ساحة المستنصرية في الطرف الاخر (الرصافة) فهو حتى لاتستطيع تسميته بالنصب لايحمل اي مضمون فني ولايمتلك اي عنصر من عناصر ابسط عمل فني مرتبك لايحوي على الانسجام والتناغم يشير الى واقعة مفتعلة روج لها النظام لادامة زخم الحرب لكنه صار يهدد سكان مدينة بغداد اكثر مما هو غير ذلك فانياب الافاعي عضت ابناء الاحياء الفقيرة وصارت مطاردة الفقراء وسجلهم وقتلهم شيئا اعتاده المارون بهذا النصب الذي يستفز فيهم مشاعر الخوف والعنف والتهديد والاقصاء لتلك الكتل غير المتناسقة التي لاتحمل اي عنصر من عناصر الشكل الفني وخالية من الحساسية الفنية والعاطفة صنعها حرفيون تمرسوا على مثل تلك الاعمال ويعرفون ان المطلوب منهم هو لافتة حديدية اكثر من ان تكون شيئا اخر لهذا لم يعرف صانع العمل عن نفسه لانه يعرف قبل غيره ان لايوجد اي رابط حقيقي بين المواطن وبين العنف المـــعلن ضده.
هذا ما فعله فنان السلطة بنفسه حين وضع المعنى خارج دائرة تفكيره وتدنى به الى موضع مضاد هذه الحلقة التي توهم بعضهم انه سينجو بها ولكنه ضاع في عقم الرؤيا والاستنتاخ وحقارة التجــربة.
ان هدم تلك الاعمال المخربة للذائقة هو تأسيس لقيم جديدة وانتصار للانسان المتأمل الرافض لقوى الموت والطغيان فما الذي يشدنا الى نصب الحرية او جدارية فائق حسن وهي تلتحم مع دوي المارة وهي تقودك الى حقيقة المعنى الذي يتطلع الى نظرة بريئة خالية من الانحطاط ذلك ما وجوده مكتوبا على رقيم طيني او معبد سومري وذات الروح التي عمل بها الانسان - طفلا، ظلت محفوظة في كلاسيات الفن وحتى الفن الحديث ولكي نعاود مسيرة الفن العراقي متصلا بتاريخته وممتدا الى افقه علينا ازاحة غبار المندسين والمتاجرين.



#عبد_الزهرة_شذر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارد التخلف أم مارد الاصلاح
- حلم بائع الرصيف يتحدى الدول الكبرى


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الزهرة شذر - هدم الاعمال المخربة للذائقة تأسيس لقيم جديدة