أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فتحية علاية المعاوي - -هذا ما جناهُ عليّ أبي وما جنيت على أحد-














المزيد.....

-هذا ما جناهُ عليّ أبي وما جنيت على أحد-


فتحية علاية المعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 21:00
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


عندما تلتحم النّطفة داخل جدار البويضة ثم تتحوّل البويضة إلى مضغة إلى حين تشكّل الجنين ونموّه داخل أحشائنا، يولد فينا نحن الأمّهات هوس عميق وهاجسي لكيفيّة ضمان الحماية اللاّزمة لصغارنا. يصاحب هذا الهوس المعرفة الحقيقيّة للإنسانيّة من المنظور الأمومي البحت. يتطوّر نموّ الجنين يوما بعد يوم في داخلنا على النّحو الذي يفتح أعيننا أكثر على قضايا هذا العالم الرّديئ و الموصوم بكلّ اللّعنات على إختلاف أشكالها.
وعندما يحين موعد استقبال الحياة لهذا الجنين، يبدأ الشّك بنخر عظامنا حول صحّة قرار الحمل وفي إمكانيّة أن يكون أكبر خطأ ارتكبناه في حقّ تلك الكائنات البريئة والتي تختزل أعظم معجزات الكون في خلقها. فنؤيد بذلك قرار أبي العلاء المعرّي في أن لا ينجب الأطفال كي يجنّبهم آلام الحياة "هذا ما جناهُ عليّ أبي وما جنيت على أحد" .
ندرك بذلك شدّة جهلنا او ربّما تجاهلنا العمد لفضاعة العالم ومآسيه و لعدد الأطفال الذين يموتون كلّ ساعة وكلّ دقيقة من أهوال الحرب والمجاعة والبرد والعطش والكيمياوي وتفشّي الأوبئة في زمن نتفاخر بأن نطلق عليه زمن"الحضارة" .
وهناك أطفال رضّع يهلكون لعدم توفّر أماكن دافئة تقيهم تجمّد الدّماء في شرايينهم أو لعدم توفّر قطرة حليب من شأنها بعث الحياة في أوصالهم ليوم أو ربما يومين إضافيين.
وهناك أيضا الأطفال الذين هم على قيد الحياة ولكنهم يعيشون على أنغام القنابل والرّصاص في كلّ لحظة من لحظات حياتهم.
وكذلك الأطفال الذين يفيقون من سباتهم مرتعدين جرّاء كابوس ما ولكن لا يجدون حضنا قادرا على تهدئة خوفهم وتجفيف دموعهم ومنع أجسادهم الصّغيرة من الارتجاف.
ولا ننسى أطفال الشّوارع و الأطفال الذين لا ترى فيهم الوحوش الآدميّة المفترسة سوى أعضاء بشريّة جاهزة للبيع لمن يملك القدرة على الدّفع...
وهنالك الأطفال المتروكين على عتبات الملاجئ لا لشيء إلّا لأنّ الأب والأمّ غير مؤهّلان لتحمّل مسؤوليّة تربيتهم عكس كفاءتهم في الانصياع وراء غرائزهم الحيوانيّة.
وهناك الأطفال الملقاة جثثهم على الشّواطئ نتيجة محاولة بائسة للهرب من ويلات الحروب التي أغدقها عليهم حكّامهم. فتناوب بذلك الحاكم ومن بعده البحر على لفظهم خارج حدود جغرافيّتهم.
وهناك الرضّع غير مكتملي النّموّ والذين سلّموا لذويّهم معلّبين في الصّناديق الكرتونيّة بعد خطأ في تشخيص التلقيح المناسب.
ولا ننسى تلك الأجنّة التي لم تحض بفرصة لقاء مع الحياة إلّا وهي مفكّكة لأجزاء وكأنّها لعبة فكرية لم يقع صنعها إلاّ ليتمّ تفكيكها و إعادة تركيبها. غير أنّ الفارق الوحيد بين الجنين وهذا النّوع من الألعاب هو أنّه ما من سبيل لإعادة تشكيل أطرافه الصّغيرة بعد أن استقرّت في الوعاء المخصّص للإجهاض.
وهناك الأطفال الذين يولدون جاهزين للموت وليس للحياة كما تقول الكاتبة أحلام مستغانمي.
وهناك وهناك وهناك...
ومع هذا نصرّ نحن الأمهات على منح الحياة لعدد أكبر من ضحايا هذه الحياة. وننسى اننا نعيش ضمن أكذوبة "القانون الدّولي" الذي قتل وشرّد ويتّم وهجّر بإسم قانونه. فمتى نعي أنّها مجرّد شعارات ذات إخراج إنساني لسيناريو غير إنسانيّ بالمرّة؟



#فتحية_علاية_المعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا يا وطني…إنّه عمى العدسات
- خطوة جديدة إلى الخلف أم توجه نحو آرية جديدة؟


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فتحية علاية المعاوي - -هذا ما جناهُ عليّ أبي وما جنيت على أحد-