الإيجوريين

مراد عقلان
كاتب وشاعر
(Morad Aqlan)

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 00:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

هم أقلية مسلمة مشاغبة تعيش في إقليم شنجيانج الصيني. اختاروا العيش على سفوح الجبال، وفي التضاريس الوعرة حيث التنمية تغدو صبعة وبطيئة.
انغلق الإيجوريين على أنفسهم، ولم يسمحوا لأحد أن يختلط معهم، كما هي عادة إخوانهم المسلمين، واستطاعوا مؤخرا أن يحدثوا ضجيجاً فارغاً وشغب أسوة بإخوانهم المسلمين في كل الأقطار.

استطاع تجار الدين تصوير الأحداث الأخيرة على أنها من ضمن نظرية المؤامرة على الإسلام، وصوروا القضية على أنها حرب عليهم كونهم مسلمين فقط؛ وهذا ما يفنده تعامل الصين مع بقية المسلمين في أنحاء الصين المعمورة.

في خضم الخلافات الإقتصادية الأمريكية الصينية مؤخراً تصاعدت أصوات الإيجوريين الداعية للإنفصال عن الصين؛ وهو ما يضع ألف علامة استفهام حول توقيت هذه التوترات!
هناك حركات انفصالية في بريطانيا وفرنسا وكثير من البلدان الأوروبية، لكن سياسة الصين السلمية لا تسمح لها بأن تشعل هذه البلدان وإدخالها في صراعات دائمة.

يضل المسلمون هم الوقود لكل هذه الأحداث. ففي ميانمار صاحبت الحملات الإعلامية دعوات للجهاد، للحد من الحرب على الإسلام، ونشروا صورا كاذبة وزيفوا الأخبار، فيما الأمر لا يعدوا عن كونه تصفيات عرقية. لكن هذا ليس معناه أن الجرائم معفية، ولكن يجب تسمية الأسماء بمسمياتها. مثلها مثل التصفيات العرقية للأزيديين من قبل داعش؛ أو الأكراد من قبل تركيا وإيران.

ففي أفغانستان التي تم إغراقها بالصراع، كانت الأضواء تسلط على أنها حرب ضد الإسلام، وكانت الجوامع تكَبِّر وتدعوا " اللهم انصر إخواننا في كشمير وفي الشيشان وأفغانستان" ورأينا ماهية نتائج تلك الحروب.

تستغل السعودية مثل هذه الدعوات والحملات لتطلق العنان لمفتيها وحملاتها الإعلامية الضخمة لتبنِّي هكذا صراع لتقول للجميع أنها الحارس الأمين للإسلام والمسلمين.

لنتساءل. لماذا في هذا التوقيت فقط تقمع الصين الإيجوريين؟هل هم وليدي الأمس لتقمعهم اليوم؟ ما سبب دعوات المقاطعة للمنتجات الصينية؟ ما الفكرة من الدعوات الداعية للإنفصال؟ لماذا الصين لا تقمع بقية المسلمين في الأنحاء المعمورة منها وإنما ركزت على الإيجوريين؟

#مراد_عقلان (هاشتاغ)       Morad_Aqlan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل