أمين هدوزي
الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 24 - 03:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اللاسلطوية أو الاناركية هو مذهب فلسفي علمي /اقتصادي / اجتماعي /سياسي ، من بين مجموعة من منظريه الكلاسيكيين نذكر باكونين وبرودون وبروبتكين ومجموعة من المساهمين والمنظرين ، فهو مذهب متنوع الخطوط تحت إطار عام ونقاط نظرية مجتمعه من داخل وحدته، عرفت الترجمة العربية لماهية الأناركية ب مصطلح الفوضى، وهذه ترجمة بذيئة صيغت من قبيل الأعداء الايديولوجيين لهذا المذهب، فالترجمة السديدة لماهية الاناركية نجدها في القاموس اليوناني، ففي التأصيل اليوناني تعني لا حكم او لا سلطة، والى جنب هذا المصطلح تعرف أيضا بالشيوعية التحررية
فجذور هذا المذهب الثوري يعود إلى عصور قديمة، فهو شهد طفرات تنظرية فلسفية، باسم اعلاء القيمة الإنسانية والعدالة والحرية
ان الاناركية ترفض بشكل قاطع جهاز الدولة، وتعتبرها أداة للقمع الطبقي وبنية سلطوية تلجم حرية الفرد وتعيد ادلجته بما يناسب المصلحة الطبقية للمهيمنين على بنية السلطة، فالسلطة مصدر كل شر وايضا الاخضاع القمعي والإستيلاب السلطوي
ومن أبرز التيارات الاناركية التي برزت في العصر الكلاسيكي هما الاناركية الفردية والاناركية الشيوعية ، ف الأولى بمنظريها شترينز وجودين دعت إلى حرية الفرد نقض كل بنية سلطة او جماعة فهي فردية اكثر من اجتماعية والثانية عكسها فهي اجتماعية اكثر من فردية بمنظريها المتمثلين في برودون وباكونين الذين نظروا لمجتمع تنفى فيه الدولة او اي شبكة من شبكات السلطة والتيسير الإجتماعي بشكل تعاوني ومنظم عبر تعاونيات وكومونات في تسير الشكل الإجتماعي ، ومجتمع تسوده الإنسانية والقيم الأخلاقية الجمالية وتنفى فيه الملكية الخاصة
ويجدر القول ان الأعداء الايديولوجيين لهذا المذهب الفلسفي/ الإجتماعي /الاقتصادي مافتئوا يطرحون قوالبهم التفسخية لتشويه هذا المذهب تارة باسم هذا المذهب او الحركة الثورية ف الشيوعية التحررية ليست تعاليم على شكل قوالب جامدة وهناك أيضا مجموعة من التيارات الليبرالية الحديثة المتفسخة تتجلبب بغطاء هذا المذهب الفكري من أجل إفراغ محتواه الإنساني الثوري والأخلاقي ، وايضا هناك اناركيين يتخذون من الفلسفة المادية الجدلية عنصر من عناصر التحليل والتفكيك
يقول بروبتكين :
" ان السلطة، هي روح الشر والأوبئة"
حول ماهية الفيديرالية التحررية
تكفل باكونين بتطوير مجموعة من الأطروحات النظرية البرودونية وفي السياق العام يعد باكونين المنظر الذي حمل مشعل الأناركية وطور مجموعة من الأطروحات النظرية التحررية فهو في مجموعة من كتابته النظرية يشيد وينادي بسمو الوحدة الفيديرالية على الوحدة السلطوية ، وسأعرض مقتطف من إحدى مقالاته النظرية بغية التفكيك لماهية هذه الفيديرالية
حيث يقول
"عندما تختفي السلطة الملعونة للدولة التي تكره الأفراد والجمعيات والكومونيات والمقاطعات والاقاليم في العيش ملتصقين قهرا ، ستصير وحدة اكثر قوة وفاعلية وواقعية من التي ارغموا على تشكيلها تحت ضغط سلطة الدولة القمعية"
ومن خلال تفكيك المقتطف نرى أن باكونين يلح على تشكيل الوحدة الفيديرالية أي تحالف فيديرالي مطلق للجمعيات العمالية داخل الكومنيات وخارجها ، وأيضا عن طريق التطور الحر للفرد والوحدات الاجتماعية ،
فمبدأ الفيديرالية في الفهم الثوري الإشتراكي الليبرتالي يقود إلى الفكرة الأممية بصورة طبيعية، أي تنظيم الأمم على يافطة فيديرالية يجمع الأخوة البشرية، ومن جهة فإن الفيديرالية الغير القائمة في مرتكزاتها على الفهم الإشتراكي الثوري الأممي ، تبقى طوباوية بورجوازية
وايضا من ضمن المداخل النظرية لطرح الكومنيات الإتحادية بمفهومها الليبرتالي كشكل من اشكال التنظيم الإشتراكي اللاسلطوي نجد مدخل الوحدة الإتحادية و التي عبرها تنتج الفيدراليات الإتحادية ، وأيضا من المحاور او المداخل المركزية والذي يكمن في شق التصفية الاجتماعية أي تحول ملكية الأرض لملكية جماعية والثروات الإجتماعية بصفة عامة وأيضا تجريد كبار الملاكين من ملكياتهم عبر إسقاط بنية الدولة ، ف الكومنيات تدخل في بنية الفيديرالية، وهو اتحاد تضامني قوامه التضامن الإجتماعي وتنظيمه
إن الليبرتالي /الاناركي يعارض الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والعبودية الناتجة عن العمل المأجور باعتبارها مكونا من مكونات هذا النظام وبنياته لأنها تتعارض مع مبدأ حرية العمل
والأناركية تمثل الجناح الليبرتالي للإشتراكية.
#أمين_هدوزي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟