أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن الأجرومي - الانتخابات وسؤال المشروعية














المزيد.....

الانتخابات وسؤال المشروعية


محسن الأجرومي

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الانتخابات العملية التي من خلالها يمنح المواطن الشرعية للمنتخب من أجل تمثيله وممارسة السلطة ، وهي أحد أبرز أوجه المشاركة السياسية التى تؤهل المواطن للمشاركة في إدارة الشؤون العامة، كما أنها حق أساسي من حقوق الانسان الذي كافحت من أجله الشعوب في جميع أنحاء العالم.
يلعب الانتخاب في المجتمعات الديمقراطية أهمية بالغة ليس فقط في مجال منح شرعية تمثيل المواطن وممارسة السلطة ، وإنما أيضا داخل المؤسسات السياسية والمدنية المختلفة، حزبية ونقابية وجمعوية...،لكونه معيارا يقاس به مستوى الديمقراطية . شريطة أن يكون هذا الانتخاب حرا ونزيها.
والانتخابات هي قديمة بقدم التاريخ البشري برغم تعدد أشكال ممارستها ، بحيث كان تمثيل القبيلة مثلا يقوم على أساس توافق أهلها حول شخص تسند له مهمة تمثيلها والتفاوض باسمها. كما أن نظرية العقد الاجتماعي أيضا انبنت على هذا الاساس. فبموجبه وافق الأفراد صراحة أو ضمنيا على تسليم بعض حرياتهم والخضوع لسلطة الحاكم أو القاضي (أو لقرار الأغلبية) ، في مقابل حماية حقوقهم المتبقية. وبالتالي، فإن مسألة العلاقة بين الحقوق الطبيعية والقانونية ، غالبًا ما تكون جانبًا من جوانب نظرية العقد الاجتماعي.

’’الأحزاب السياسية ومسار البحث عن ممارسة السلطة’’
تعد الاحزاب السياسية تنظيمات لها أهداف وطموحات سياسية وفكرية معينة ، فهي تعبير عن طبقة أو مجموعة طبقات ، تجمعها محددات وقواسم مشتركة تشكل البرنامج السياسي المعبر عن مشروعها المجتمعي ، تسعى من خلاله الى حصد أكبر قدر ممكن من التأييد للوصول الى السلطة.
واعتمادا على العناصر السابقة ، يمكن أن نعتبر الحزب ذلك الفاعل السياسي الناتج عن اتحاد مجموعة من الأفراد داخل ميدان اجتماعي تهيمن عليه صراعات المصالح ، ويسعى اعتمادا على استراتيجيات الى احتكار السلطة المنظمة لهذه الصراعات ، سواء بمفرده أو عن طريق الاتحاد مع أحزاب أخرى.
إن لكل حزب سياسي بعد فكري وثقافي معين ، كما أن له برنامج سياسي انتخابي يسعى الى تسويقه والوصول به الى السلطة. لكن ليس دائما يشكل معيارا يأخذ به الناخب أثناء عملية الاقتراع ، فتقدم أو تخلف الوعي السياسي للمجتمع هو المحدد الرئيسي لنوعية النخبة السياسية التي تفرزها الانتخابات. فكثيرا ما يتم استغلال ضعف وحاجة المواطنين لتحقيق رهانات انتخابية ، ويتم بدل تسويق الافكار والبرامج توظيف المال والنفوذ لنفس الغرض ، وهو ما ينتج عنه بالتبعية في الكثير من الاحيان ، بروز نخبة غير مؤهلة ، وبدون أي مستوى علمي أو ثقافي يؤهلها لأن تمارس وظيفتها. وهنا لا بد من استحضار دور الاحزاب السياسية في اختيار المرشحين ، وضرورة اعادة النظر في المعايير التي تأخذ بها هذه الأحزاب لمنح التزكية لخوض غمار الاستحقاقات العامة المحلية والتشريعية باسم الحزب. فالأحزاب السياسية اليوم تبحث فقط عن من يملك حظوظا أكبر للفوز ، بغض النظر عن مستواه الفكري والثقافي ، وبغض النظر أيضا عن الإضافة التي من شأنه أن يقدمها. وهذا عامل من عوامل ضعف المؤسسات.
’’ الانتخابات وواقع المشاركة السياسية ’’
دائما ما يطرح السؤال. هل النخبة السياسية التي تفرزها الانتخابات جميعها تعكس ارادة الأمة ؟ وهو سؤال حضي باهتمام كبير نظرا لضعف نسب المشاركة في الانتخابات. تم لماذا هذا العزوف السياسي ؟ ما هي مسبباته ؟ هل غياب الوعي والثقافة السياسية أم بسبب فقدان الثقة في المؤسسات؟
تتطلب الديمقراطية قيام أحزاب سياسية تتسم بالقوة والاستمرارية والقدرة على تمثيل المواطنات والمواطنين ، وتعمل على وضع البرامج والخيارات السياسية التي تبين مدى قدرتها على ممارسة السلطة وتدبير الشأن العام. والملاحظ أن أكثرية الأحزاب السياسية اليوم في جل الديمقراطيات والأنظمة الناشئة ، خصوصا تلك التي تقوم على أساس التعددية الحزبية ، أصبحت تعيش أزمة نوعية خطيرة. وهو ما ولد الشعور بالإحباط وخيبة الأمل لدى المواطنات والمواطنين تجاه هذه الأحزاب وقادتها. فالطبق الذي أصبحت تقدمه الأحزاب السياسية للمواطن لا يمكن أن يوصف بغير العبث الذي ميع العمل السياسي والحزبي ، وولد الإحباط والنفور لدى المواطن ، وولد له أيضا حساسية تجاه السياسة.
إن الأمر لا يعني انعدام الثقافة والوعي السياسي كما يروج له كثيرون ، فالمواطن يمارس السياسة ، وقد يؤثر في أحيان عدة على مستوى اتخاذ القرار السياسي ، بأسلوبه الخاص وفي فضاء خاص ، خارج فضاء الأحزاب ومؤسسات الوساطة التي فقدت ثقته.
إن الرهان اليوم لا يجب أن يظل انتخابيا ، فالمعركة الحقيقية ليست الانتخابات ، وإنما اعادة الثقة لدى المواطن في العمل السياسي ومؤسساته ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بإعادة تدوير وإنتاج أحزاب قوية بقيادة جديدة منتخبة وبطرق ديمقراطية ، تحمل فكرة تدافع عنها وتعمل من أجلها. فمشكلة المواطن اليوم ليست مع النظام أو مع المؤسسة الملكية ، وإنما مع باقي الفاعلين السياسيين والنخب.
الى جانب كل هذا يجب أن تولي الأحزاب السياسية أهمية أكبر من ذي قبل لتوسيع مشاركة الجميع في الحياة السياسية والحزبية على وجه الخصوص ، وتعزيز الشفافية ووضع الإجراءات الوقائية داخل هذه المؤسسات لكسب ثقة المواطنات والمواطنين ، مع مواكبة تأطيرهم وتوفير فضاء خصب للنقاش لهم ، من خلاله يجدون فرصة لطرح أفكارهم وأرائهم بخصوص كل ما ما يهم الحياة السياسية ، وينتقدون من خلاله أيضا السياسات العمومية التي يرون أنها لا تتناسب مع مطالبهم.
باحث في القانون العام والعلوم السياسية



#محسن_الأجرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الإصلاحي لدى محمد بن الحسن الحجوي
- دور الاحزاب في اختيار المرشحين: تعدد المعايير


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن الأجرومي - الانتخابات وسؤال المشروعية