أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عادل زكى - لقاء موقع حفريات















المزيد.....

لقاء موقع حفريات


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 6439 - 2019 / 12 / 16 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجرى الحوار الأستاذ/ حاتم زكي.
--------------
(1) بوصفك باحثاً في علم الاقتصاد السياسي، ما هي الأسباب الاقتصادية الكامنة وراء اندلاع الموجة الثانية من ثورات الربيع العربي في لبنان والعراق والسودان؟
الإجابة الجاهزة والسهلة، والسطحية، ولذا فهي السائدة بطبيعة الحال، هي التي ترجع الموجة المذكورة، وهي بالمناسبة ليست سوى موجة احتجاجية لم ترق بعد إلى فكرة الثورة، إلى أزمات آنية بحتة، كارتفاع معدلات البطالة واستشراء التضخم وتراجع الدور الاجتماعي للدولة تاركة الجماهير الغفيرة في مواجهة سافرة مع قوى الرأسمال الدولي وحمى الأرباح. هذه الإجابة، الجاهزة، تستقي سطحيتها من عدم إثارتها التساؤل، الناقد، حول الطبيعة الهيكلية للأزمات الآنية، وكيفية تكونها على الصعيد الاجتماعي عبر حركة التاريخ الملحمية.
(2) وما هو تشخيصك للطبيعة الهيكلية لتلك الأزمات؟ ما هي أسبابها وكيف تؤثر على اقتصاديات تلك الدول؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تفترض سبق الإجابة عن سؤال أولي، وغالباً ما لا تتم الإجابة عنه، وهو: لماذا، بعد أن خرج الاستعمار الَّذي شوَّه الهيكل الاقتصادي وسبب التخلّف، لم تزل بلدان العالم العربي متخلّفة؟ هذا السؤال من المعتاد تجاهله من قبل النظرية الرسمية، والانتقال الكوميدي إلى: كيف نخرج من التخلّف بالتكامل؟ وحينئذ نرى سيلاً من الآراء والمقترحات (المدرسية/ الرسمية) الَّتي لا تعرف ما الَّذي تبحث عنه بالتحديد؛ وذلك أيضاً أمر منطقي؛ حينما لا تعرف هذا المقترحات ماهية التخلّف ذاته! على الرغم من أن الحديث عن التكامل الاقتصادي يكون عديم المعنى والفائدة معاً إذ لم يقترن بالبحث الموازي في ظاهرة التخلّف الاقتصادي والاجتماعي في بلدان العالم العربي، بوصفها أحد الأجزاء المتخلفة (وغير المتجانسة) من النظام الرأسمالي العالمي المعاصر، من جهة درس ماهية ظاهرة التخلّف ومحدداتها وكيفية تجاوزها التاريخي. فلن يمسي مقنعاً الحديث عن تكامل اقتصادي عربي بدون الحديث عن كيفية هيكلية لتجاوز التخلف نفسه، وإنما ابتداءً من إعادة النظر في التراكم المعرفي في حقل نظرية التخلف ذاتها. وبناءًا عليه؛ فإن الأزمة ليست بنت اليوم، وإنما هي نتيجة الإدماج في منظومة الرأسمال كأحد الأجزاء المستعمرة، ثم التابعة، ثم المتخلفة، والتي سلبت، تاريخياً، الشروط الموضوعية لتجديد إنتاجها. وكي يمكن تجاوز التخلف يجب أن تؤمن المجتمعات العربية بأن تخلفها لا يرجع إلى اندماجها، بالقدر الكافي، في منظومة الرأسمال العالمي، كما تروج النظرية الرسمية، إنما هو نتيجة لهذا الإدماج. وبالتالي لا يمكن الخروج من تلك الحلقة الجهنمية إلا بحركة تصنيع شاملة تهدف إلى السيطرة على شروط تجديد الإنتاج الاجتماعي، مع إقامة التناغم والتوزان بين قطاعات الهيكل الاقتصادي، من أجل تنمية مستقلة معتمدة على الذات.
(3) كيف ترى مدى مسئولية الخبراء العاملين بالمؤسسات الاقتصادية عن تردي أوضاع تلك الاقتصاديات؟
من المعروف أن جل بلدان عالمنا وقعت في فخ المديونية الدولية بالتزامن مع اندماجها الأهوج في منظومة الرأسمال الدولي، مساهمة بذلك بحال أو بآخر في إنعاش الاقتصادات الرأسمالية المتقدمة التي كانت تعاني، ولم تزل في الواقع، من أزمات دورية حادة. الوقوع على هذا النحو في فخ المديونية فتح الباب على مصراعيه أمام خبراء الصندوق والبنك الدوليين، وهؤلاء الخبراء يتبنون نظرية تؤمن بالدور الخالق لقوى السوق وترفض تماماً أي دور للدولة في النشاط الاقتصادي. ومن المعروف كذلك أن هؤلاء الخبراء أثناء مفاوضات القروض أو إعادة جدولتها، والتي تتم مع رجال الحكومة، إنما يستخدمون القوانين الاقتصادية المبهمة، والنماذج البيانية الغامضة، والدوال الرياضية المعقدة (وفقاً لأفكار الحديين والنقديين) وهو ما لا يفهمه الكثير من رجال الحكومة، على الأقل الحرس القديم، أما الجيل الجديد من رجال الحكومة فقد تربوا على هذه النظريات التي تجرعوها في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة بعد أن انتقل إليها مركز الثقل الثقافي عقب تهميش أوروبا واختراقها ثقافياً. وبالتالي؛ فليس متوقعاً، على أقل تقدير فكرياً، من رجال النظام السياسي تقديم أي حلول لأزمات أوطانهم خارج مقترحات أفكار النظرية التي يتبناها صندوق النقد والبنك الدوليين!
(4) هل ترى أن ابتلاء العالم الثالث بالتغرب كما وصفه المفكر جلال آل أحمد قد أثر تأثيرا بالسلب على أداء النخب الاقتصادية المؤثرة؟
أخذاً في الاعتبار الظروف التاريخية التي قادت إلى تشكيل وعي جلال، والقوى الاجتماعية التي كانت متصدرة المشهد السياسي في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وهي الفترة التي كتب فيها جلال كتابه" وباء الغرب"، فإن مذهبه في هذا الشأن لا يختلف عن مذهب ناقدي المركزية الأوروبية، بل يمكن اعتباره من الرعيل الأول الذي تنبه إلى ضرورة نقد، بل ورفض، التبعية الثقافية، بكل ما تحمله كلمة ثقافة من معني. ولا شك في أن سيادة الثقافة الغربية، الأمريكية بوجه خاص، وهيمنة النظرية الاقتصادية الرسمية، الخادم الأمين للنظام السياسي، في المعاهد والجامعات قد أدى دوراً حاسماً في سبيل إعدام أي محاولة في سبيل التنمية المستقلة المعتمدة على الذات.
(5) بوصفك باحثا معنياً بالتنمية والتبعية الاقتصادية، كيف ترى أثر تلك التبعية على تنمية بلدان العالم العربي؟ وكيف ساعدت التبعية على تردي أوضاع الاقتصادات الوطنية؟
إن التبعية، كما أفترضها، هي أن يفقد المجتمع الاستقلالية الاقتصادية. يفقد القدرة على السيطرة على الشروط الموضوعية لتجديد إنتاجه الاجتماعي. والمجتمع يفقد الاستقلالية الاقتصادية حينما تتسرب القيمة الزائدة المنتجة داخله، بفضل عرق المنتجين، صوب الأجزاء المتقدمة. وبالتالي يفقد المجتمع القدرة على السيطرة على الشروط الموضوعية لتجديد إنتاجه الاجتماعي حينما يمسي عاجزاً عن الإنتاج دون أن يعتمد على السوق الرأسمالية العالمية الَّتي تحتكر إنتاج وسائل الإنتاج الَّتي يعتمد عليها المجتمع المتخلف، التابع، في سبيله إلى تجديد إنتاجه السنوي، بل وفي سبيله إلى تحقيق وجوده الإنساني اليومي. الأمر الَّذي يجعلنا نسأل سؤالاً واحداً، ومحدداً، هو: ما مقدار اعتمادنا، نحن أبناء الأجزاء المتخلفة، على الرأسمالية العالمية في سبيلنا إلى تجديد إنتاجنا الاجتماعي السنوي، وتحقيق وجودنا الإنساني والاجتماعي اليومي؟ هذا السؤال هو ما اعتبره "سؤال التبعية". وهو السؤال الَّذي لا يمكن، في تصوري، مناقشته إلا ابتداءً من تصور هيكلي. أما البحث في مفردات الاقتصاد القومي ككل، وفقاً لنظريات البنك الدولي، والمؤسسة التعليمية الرسمية، فنحن في الواقع لا ننكره ولا نرى مبرراً لإهدار نتائجه، وإنما لا نتجاوز به حدوده الَّتي لا ينبغي له أن يتعداها كبحث ينتهج التصورات الحدية ولا يرى الاقتصاد القومي إلا من خلال معدَّلات التضخم، وبيانات البطالة والفقر، ونسب الجوعى والمرضى، وإحصاءات الدخل... إلخ، لأن هذه الدراسات على هذا النحو تنشغل بعمل ابحاث، إنما حدّية/ آنية، في المشكلات الآنية للاقتصاد المعني دون أن تثير الكيفية التاريخية الَّتي شكلت هذا الـ "آن" الَّذي تبحثه!
(6) كيف ترى إمكانية الخروج من ذلك النفق المظلم الذي دخل فيه العالم العربي، وهل هناك روشتة للخروج من التخلف الحضاري الحالي؟
أزمة عالمنا العربي، هي أنه يعاني من تخلف مزمن، هذه الحالة المرضية المزمنة لا يمكن البرء منها إلا من خلال العمل وبكل قوة من أجل السيطرة على الشروط الموضوعية لتجديد إنتاجنا الاجتماعي. وبدون تلك السيطرة سنظل دوماً خاضعين لشروط وقرارات مجحفة تملى علينا وعلى أجيال لم تأت بعد ونتحمل أمامها المسئولية التاريخية كاملة.
--------------------------
https://www.hafryat.com/ar/blog/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D8%B2%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B0%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A2%D9%86%D9%8A%D8%A9?fbclid=IwAR3o1hi1ya4jrOperhLTEvqvbJMNz9zmfSqUYYXPmdGr0HZnQx4ZrGM5Eik



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من علم الاقتصاد السياسي إلى فن التجريب الحدي
- موجز في كتاب أحكام السوق للكناني الأندلسي
- نقد الاقتصاد السياسي - الطبعة السادسة (المقدمة وروابط الكتاب ...
- نقض مقياس القيمة
- نقد الاقتصاد السياسي: مقدمة الطبعة السادسة
- نقد نظرية ماركس في ثمن الإنتاج
- مقال في القيمة النسبية
- في الصراع الاجتماعي الراهن في السودان
- في فكر آدم سميث
- نقد الحضارة المنتجة للاقتصاد السياسي
- ما الحياة؟ وما الهدف منها؟
- لذلك تأخر ظهور العلم الاقتصادي
- القيمة
- الهيمنة الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة للباحثة سحر مح ...
- أزمة الليرة التركية للباحث الاقتصادي أحمد مجدي الشرقاوي
- في اقتصاد السودان
- الاقتصاد السياسي
- الوطن العربي كفريسة، بقلم الباحثة سحر محمود
- نقد التبادل غير المتكافيء (الجزء الثاني)
- التبادل غير المتكافيء وقانون القيمة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عادل زكى - لقاء موقع حفريات