أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة فارس - افروديت حياة















المزيد.....

افروديت حياة


هبة فارس

الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 04:31
المحور: الادب والفن
    


أحب عفويتها بساطتها انطلاقها حبها للحياة وللناس.
حركت مياه حياته الراكدة
اصبح لديه شغف بعد أن فقد شغفه بوجود شغف.
اوصلته رتابة الحياة وتعدد وتكرار تجاربه فيها إلى الكفر بوجود جديد يجعله يسعد أو حتى يفرح.
أعاد اليه اهتمامها به ذكرى الحبيبة التي هام بها عشقا ولم يكن له بالكون سواها.
كم ضاقت به الحياة حين تركه العشق هاربا من ماديتنا ليحلق بعيدا في عالم آخر مملوءا بالروح وليس به مكان للمواد.
فمعشوقته كانت ذات روح لا تضاهيها الأرواح لا تخشى أو تهاب شيئاً في الحياة، إلا ابتعاده عنها.
كانت تفعل كل شييءٍ بمبالغة المرح و الكآبة، العشق و الكره، اللعب و الكسل ،الضحك و البكاء ،المجون و القداسة، الأمل و الإحباط،الشرب و الظمأ،الإخلاص والخيانة.
نعم الخيانة حتى خيانة عشقهما لم تترك تجربته في حياتها القصيرة. فحين تركته وذهبت كانت تلك أكبر خيانة لعشقهما.
كانت كأنها تحاول تجربة كل شيء وفعل كل شيء وكأنها تدرك أن أيامها في ماديتنا قليلة.
كأنها أرادت تجربة كل ما يفعله البشر عبر آلاف الأعوام في اعوامها القلائل.
كانت هي المرأة بالنسبة له... فعندما تذكر المرأة كانت هي مَن تحتل خياله وقتها.
عرف الكثيرات بعدها وأحبهن وحاول كثيرا ومرارا أن يجد من تنتشله من براثن فقر مشاعره بعدها فلم يجد ... كان يبحث عمن تحرك له مياهه الراكدة فلم يوفق.
في كل علاقة مر بها أراد امرأة تجمعت بها كل متناقضات المعشوقة المحلقة بعيدا لكنه لم يجد .. فكل من صادفهن كن ماديات مثل حيواتهن.
تقدم وجرب وعاش معهن المادية بل تمتع بها أيضا. لكنه ظل يبحث عن تلك المادية السامية لمعشوقته السامية التي لم تكف عن التحليق عاليا حتى في أقسى لحظات ماديتها الدانية.
بحث كثيرا عن ذاك السمو دون جدوى. فحتى ماديتهن لم تسمو يوما لماديتها الملهمة ، فقد كان لا يثار إلا بكلماتها هي، بأناتها هي، بأنفاسها هي، فوجد نفسه يبحث عن تناسخ لها او منها.
فآثر الخنوع والتقوقع حول ذكراه و البعد عن العالم وسكنى منفاه الاختياري وبناء مجتمع مادي صغير هناك مريح لكنه لا يرقى لأن يكون ممتعا.
مرت سنون عمره وهو هناك لا أمل له إلا في الذكريات.
حتى أقتحمت حياته تلك الصغيرة الصاخبة المثيرة.
نعم مثيرة فقد وجد نفسه يثار من أشياء فيها؛ لا تثير في العادي والطبيعي.
يثار من نظارتها الشمسية أو ابتسامتها اللاهية أو من أنفها المنتصب كمسلة فرعونية لا تميل إلى الأرض أبدا فهي دائمة النظر نحو السماء. من خصلات شعر تتطاير محاولة الفكاك من سجن الأذن لتستقر منسدلة على الوجنتين لتجد راحتها هناك.. فما تلبث أن تجمعها بأصابعها النحيلة لتحدد لها إقامتها في سجن الأذن ثانية، ثم ثالثة ولا تمَل من حبسها، والأخرى لا تمَل من محاولة الفكاك لجنة الوجنتين.. لم يصدق ذاته أنه لا تزال هناك امرأة قادرة على شغله بتلك الأشياء، وتنجح في تحريكه وإثارة خلجات قلبه بما لا يحرك ولا يثير في العادة إلا بين العشاق..
اقتحمته بالحب وهذا ما أدركه فيما بعد. فلم يكن لديها إلا الحب تقتحم به الآخرين.. إنه لم يعهد هذا الحب الدفاق ولا الحنان الأمومي ولا الإهتمام الذي لم يعرفه فيمن سواها منذ ابتعاد المعشوقة وتحليقها بعيدا.
فجأة استيقظ ليجد تحركا في مياه مستنقع مشاعره الراكدة. فجأة بات لديه شغف. فجأة زالت أوجاع جسده وبدأت روحه تهيم مع روحها وتسبح محلقة حتى تستقر لديها.

ماذا حدث؟ هل أنسته تلك الشقية معشوقته الأزلية السرمدية؟
لا بل على العكس فهي تملك الكثير منها.
حركاتها وسكناتها، صمتها وكلامها. ايمانها وكفرها ، تفعل أفعالها.. تنطق مفرداتها.. تحب مثلها.. تعطي كأنها هي... تحب الحياة و تعيشها بكل فرحها وحزنها بذات القلب الذي لا يمل التجارب ولا تثنيه مصائب عن استكمال سعيه أبدا. ضعيفة لدرجة الهشاشة ، قوية لدرجة الجبروت، لطيفة حتى تماثل بتلات الورود قاسية كسيف بتار لا يستكين إلا بقطع الرقاب، عفوية حتى تبدوا مأفونة، متحفظة وكأنها راهبة نذرت صوما للإله. ليس لديها تابوهات تعطي بلا حدود تتوقع الخير في الجميع لا تفقد الأمل أبدا..... لا يمكن مقاومة كل هذا القدر من الحنان والحب والعطاء..
أحببتها: نعم.. أتمناها: بكل تأكيد.. وماذا ستصنع بمنفاك الذي قررت أن تعتزل الكون داخله؟ هل ستتركه وتهرب إليها؟ هل ستدعوها هي له حتى تجعله واحة غناء تحييك بالفردوس الذي كنت ترنوا له؟
لا يهم... فما يهم هو أن أكون معها.. في أي مكان وزمان.. لا يهم أي شيء سوى أني وجدتها.. نعم هذا هو كل المهم.
أين هي الآن؟ سأبحث عنها حتى تقرر معي أين ومتى تبدأ الحياة؟.
ستفرح جدا حين تعلم أني سأحقق لها كل ما تهواه من لعب وعدو وحنان وحب ومجون ونقاء وهدوء وقداسة.
نعم ستفرح.. ستطير فرحا بكل هذا..
أين أنت يا حبيبتي. ماذا تقول؟... حبيبتي...!!!! نعم حبيبتي تعجلت في قولها ولكن لما التأجيل وقد بات كل شيء جليا واضحا.. حبيبتي تعالي أنا في الإنتظار... روحي تنشد روحك. أين أنت لماذا لا تظهرين؟
انقبض قلبه لعدم وجودها وتساءل هل يمكن أن تكون وهما صنعته بنفسي حتى أقوى على استكمال حياتي؟ ارتعب من أن تكون مجرد خيال عاشق ... أصر على البحث..
إلى أن وجدها..
تنفس الصعداء ... شعر بالأمان ..
عادت إليه روحه وشغفه...

+ حبيبتي أين كنت؟

- لا تؤاخذني عزيزي فقد كنت اليوم بطوله مع حبيبي.

+ حبيبك ، يا إلهي..!!! ألك حبيب.

- لا ليس حبيب هو كل شيء بالنسبة لي.. لابد أن تتعارفا.. ستكونان نعم الأصدقاء.. فهو مثلك طيب وحنون ويحمل العالم داخل قلبه الصغير. لا أدري كيف لستما أصدقاء حتى الآن؟ هذا سخف ومضيعة للوقت.. أأسف عزيزي كان هذا خطأي، فكان لابد من تعريفكم ببعض منذ البداية.

+ لا يا صغيرتي، لا يهم فليس لدي وقت لمعرفة الجديد فأنا رجل أنهكتني الحياة ولا أقوى على أكثر مما لدي. دعيني أقبع هاهنا وسط مياهي الراكدة المريحة وعودي إلى حبيبك ومياهك الجارية.

- لا لن أتركك هنا وحدك. أنت تحتاج وجودي بجانبك.

+ وهو أيضا يحتاجك. إياك أن تتركيه فسيموت حياة.

- وأنت؟

+ أنا... ؟ قد مت منذ أمد... حقا ظننت أن الحياة قد عادت لي.. لكنه كان محض وهم وتمني.

النهاية.

#هبة_فارس.



#هبة_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة فارس - افروديت حياة