أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناريمان مطر - الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، المُفتَرَى عليه !















المزيد.....



الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، المُفتَرَى عليه !


ناريمان مطر

الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 01:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دراسة لتسليط الضوء على التاريخ الموازي وما لم يُقال...
رغم مرور أكثر من ألف سنة، والسؤال: لماذا صمتوا كل هذا الزمن ولَم يصدر كتاب واحد وقتها من كتب التراث يكذب فيه المراجع والمخطوطات التاريخية القبطية للمؤرخين الأقباط و المستشرقين و الكتّاب الأجانب الذين كتبوا عن أعجوبة جبل المقطم و عن الخليفة المعز لدين الله، لماذا تشكيكهم الآن فقط في هذه المعجزة و نفيهم لما سطره التاريخ عن شخصية المعز ؟!
تفاصيل المعجزة وأحداثها كثيرة لا يساعها مقال، ولا مجال لسردها هنا بل مجرد توضيح الظروف و الملابسات التاريخية وماقيل تاريخياً عن الخليفة المعز الذي تمت في عهده المعجزة وإن كانت المعلومات عنه قليلة وسطحية في التاريخ الرسمي ، ولكن بها تفاصيل غريبة ومثيرة للدهشة وتلفها الغموض والتساؤلات، والتي تقول الشواهد وتؤكد المراجع أن هذا الرجل اختبر صحة الإيمان المسيحي من خلال هذه الإعجوبة فهل صار الخليفة مسيحياً؟ إيمانه في حد ذاته لا يهمنا سوى لإرتباطه بالأعجوبة !

- لماذا يتجاهلون نهاية المعز و كيفية تنازله عن الخلافة وإختفائه بين ليلة وضحاها ؟!
أبدأ بالتوثيق من المراجع الإسلامية ومنها مرجع " البداية والنهاية " لإبن كثير الدمشقي- ج6، والمعترف بكتبه تراثياً وإسلامياً رغم انه أرخ للفاطميين متأخراً في القرن الرابع عشر يعني بعد حوالي 350 سنة ، ولي وقفة مع ما ذكره؛ يقول : ( وقد كان المعز قبًَّح الله وجهه... له سياسة ، كان يظهر أنه يعدل وينصر الحق ولكنه كان مع ذلك منجّماً يعتمد على حركات النجوم. قال له منجمه أن عليك قطعاً - أي خوفاً- في هذه السنة فتوار عن وجه الأرض حتى تنقضي هذه المدة، فعمل له سرداباً وأحضر الأمراء وأوصاهم بولده نزار ولقَّبه العزيز وفوض إليه الأمر حتى يعود إليهم. فبايعوه على ذلك ودخل المعز السرداب فتوارى فيه سنة، فكانت المغاربة إذا رأوا سحابا ترجل الفارس منهم له عن فرسه وأومأ إليه بالسلام ظانين أن المعز في ذلك الغمام، (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)...ثم برز إليهم بعد سنة وجلس في مقام الملك وحكم على عادته أياما، ولم تطل مدته بل عاجله القضاء المحتوم، ونال رزقه المقسوم، فكانت وفاته في هذه السنة، وكانت أيامه في الملك قبل أن يملك مصر وبعد ما ملكها ثلاثا وعشرين سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام ، منها بمصر سنتان وتسعة أشهر ) .

واضح أن مسألة إختفاء وتواري المعز أثارت حفيظة المؤرخ المسلم في زمن كانت أخبار الفاطميين متداولة في الذاكرة الشعبية ولكن لماذا جعله المؤرخ هنا ( يبرز لأيام ليحكم قليلاً قبل موته) أليس من المفترض أنه في فترة مرض الموت ؟! فهل ظهر فعلاً مرة أخرى قبل إعلان موته ؟

- المؤرخ الطبيب القبطي من إصل سوري يحيى بن سعيد الأنطاكي المتوفي سنة 1066م يوضح قليلاً من الحقيقة برواية أخرى وليس كإبن كثير ، و أن الخليفة حين اختفى لم يظهر ثانية في كتابه " تاريخ الأنطاکي المعروف بصلة تاريخ أوتيخا “. يقول الأنطاكي : ( و إعتل المعز لدين الله [ في شهر ربيع الاول سنة 365] ... و كان المعز قد ولى عهده لإبنه أبي منصور نزار و إستخلفه وإستحضر إليه [ يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الآخر ] قبل موته بيوم، إخوته وعمومته وسائر أهله وجماعة المقَّدمين لولايته وسلموا عليه بولاية العهد . و أقامت وفاة المعز مكتومة ثمانية أشهر . فلما كان عيد النحر [ العاشر من ذي الحجة سنة 365] " ظهرت وفاة المعز" ، وصلى بالمسلمين ذلك الْيَوْمَ وسلم عليه بالإمامة والخلافة ولقب العزيز بالله )، صفحة 165.
- و أحداث مذهلة بين السطور، بقوله : ( ظهرت وفاة المعز ) الذي ظل مكتوماً ثمانية أشهر ولَم يعلن إلا يوم عيد الأضحى .. ياللهول! ( ظهرت وفاة المعز ) ! كيف ظهرت؟! هل الخبر المكتوم ظهر بدون جثة الميت؟! أين ذهب ؟! ومتى دفن ؟! وأين قبره ؟! ، طالما خبر موته كان مكتوماً فالمنطق يقول أنه دفن سِراً !! لأنه منذ إختفاءه لم يراه أحد ! وهل يعقل أن يكون خليفة في عز شبابه وقوته التي غزى بها وإحتل مصر وتونس وسائر بلاد المغرب أن يحكم مصر مدة أقل من سنتين ونصف ، منهم ( سنة ) قال له المنجم توارى عن وجه الأرض في سرداب حتى تنقضي السنة ! إضافة ( لثمانية أشهر ) تحجج فيها بالإعتلال بالمرض وكتموا خبر موته؟! فيصح أن يكون فعلاً ( الحيِّ الميت- أو الميت الحيِّ ) طيلة عشرين شهر ( سنة + 8 أشهر ) من مدة خلافته التي إقتصوها وقصروا مدة حكمه لأقل من سنتين ونصف سنة ، يعني بحسبة بسيطة يكون حكم مصر فعلياً قرابة سنة على أكثر تقدير !!هل يُعقل ؟! إن كان خبر وفاته الذي أعلن كان ( بدون جثة ) ولا مراسم دفن وعزاء ، فما الذي يؤكد أن هذا الخبر صحيح ويدعونا لتصديقه و أن المعز كان وقت إعلان الخبر كان ميتاً فعلاً ؟!
لماذا تكتم إبنه كل هذه المدة ؟ ومن منهما كان الخليفة الحقيقي الذي يحكم في هذه الفترة ؟!
هل كان المعز يحكم من سردابه لأن إبنه الصغير لم يكن سوى ولي عهد ، وليس خليفة فعليا ولم يلقب بالعزيز إلا يوم عيد النحر ؟! إستحالة أن يوم إعلان خبر و فاته هو يوم جنازته ! وإستحالة أن يكون توفي في يوم العيد وإبنه يحتفل بتنصيبه خليفة و يصلي العيد بالمسلمين !!
والسؤال الأهم كيف دفن بدون مشيعين لجنازته و بدون مراسم الوفاة وطقوس الدفن ؟! أين كان وما مصيره يوم أعلنوا وفاته ؟! (( إن كان خبر موته صحيحاً وحقيقياً )) ؟وإن كنت أشك في هذا! وأعتقد أنه لا يوجد عاقلاً يصدق هذا الهراء.
فإن كان دفن في الخفاء فأين دفن ، ومكان مقبرته؟! وإن كان خبر موته مجرد كذبة ليظل مخفياً عن الأعين ومتوارى فأين عاش وما هو تاريخ وفاته الحقيقي ؟! ونعلم أن كل التواريخ الهجرية وضعت فيما بعد لأنها تواريخ إجتهادية وتقريبية.
لأجل هذا الغموض، فالمؤرخين المسلمين لم يحددوا تاريخاً ثابتاً لوفاة المعز ولا طريقة وفاته ولا أين توفى ؟! فبحسب ما كتبه بعض المؤرخين أنه مات في ديسمبر سنة 975م ومنهم من ذكر وفاته في سنة 976م. و هذا ما ذكره حسين مؤنس في كتابه "أطلس تاريخ الإسلام" ( أن المعز لدين الله توفى سنة 976 م).

والإحتمال الأقوى أن كثيرين لم يؤرخون لوفاته وتركوا علامة إستفهام كبيرة مكان تاريخ وفاته، بل أحيانا تَرَكُوا نهايته مفتوحة وتؤرخ مباشرة بتاريخ خلافة إبنه المنصور الذي يقال أنها سنة 975م أو 976م!
- هل صارت أغلب فترة حكمه يعيش متخفياً بسرداب يدير منه البلاد من مصر إلى المغرب !
هل بنى المعز سراديب مماثلة بالمغرب وتونس التي حكمها أكثر من عشرين سنة قبل أن يأتي إلى مصر ؟ لماذا سراديب قاهرة المعز فقط ؟ منها سرداب يصل بين مسجد ابن العاص و بين كنيسة أبي سيفين التي نال المعمودية فيها ؟! وذكر المقريزي هذه السراديب الفاطمية بإستفاضة في الجزء الثاني من خططه . ومنهم سرداب يصل بين قصر اللؤلؤة تحت الأرض وينزل إليه من قصره الكبير الشرقي !

- في مرجع" الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة " للأنبا إيسيذورس، كتب سنة 1892وفي صفحة 229 يذكر جملة عفوية عن المعز لاتحدد نهايته ( بعد وفاته أو بعد تنازله !) ؛ يقول ( ثم خلف المعز بعد و فاته أو بعد تنازله إبنه العزيز ولَم يكن على معرفة من أمور السياسة لصغر سنه ) فما الذي يضطر الخليفة للتنازل لإبنه صغير السن وهو لا يملك دراية سياسية ؟!
- من هذه التساؤلات و تضارب المؤرخين في الحكايات المثيرة وعن تواريخ موته ،نخرج بنتيجة ألا وهي أن المعز لم يمت بحسب هذه التواريخ المعلنة والتي إقتصوا بها عمره الحقيقي، فالحقيقة قد تؤلم كثيرين.

- أندهش لرواية غير طبيعية ، خليفة ويتوارى خوفاً ؟! فأين قواده وعسكره الذين يحمون ( خليفة مصر وبلاد المغرب )، كيف ولماذا يبدو بهذا الضعف، هل تخلوا عنه ؟!
إنها الحادثة الأولى التي تحدث في تاريخ الخلافة الإسلامية، فلم تحدث من قبل أن تنازل خليفة عن عرشه لإبنه بلا أسباب واضحة وهو مازال صغيراً و أن ( يتخفَّي خوفاً )، فعصور الخلافة مشهود لها بالدموية والمؤامرات ، فمرة إبن يقتل أبوه ليخلفه على العرش ومرة أب يقتل إبنه لأنه أريد ان ينتزع من أبيه العرش !!

- هناك من قال أن المعز إتجنن و ذهب هائماً في الصحراء ومن قال أنه إختفى ولَم يظهر له أثر اً ، وإعلان وفاته جاء بعد زمن طويل من تنازله لإبنه عن الخلافة . هذا التضارب الكبير في كتب مؤرخي التراث جعل هناك ثغرات واضحة لم يستطع أحد أن يسدها أو يجيب عنها أحد حول شخصية الخليفة المعز و كيفية نهايته وتاريخ وفاته!

- رغم أن هذه رواية إبن كثير تكملها المراجع الأخرى المسيحية لتسد ثغراتها والتساؤلات التي تركت بلا أجوبة و أن هذا الخليفة فعلاً إختفى و توارى في أحد الأديرة للتعبد بعد أن نال سر المعمودية في ( معمودية السلطان الأثرية ) التي ماتزال حتى يومنا هذا موجودة في كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة . فهي معمودية ليست للأطفال بل للكبار بحيث تسع لغمر رجل بالغ وهي على هيئة صليب مخلفة الشكل والإتساع للمعموديات الدائرية الموجودة في كل كنائس مصر ! فليس من عادة مسيحيي مصر تسمية المعموديات بأسماء ملوك ولا ( سلاطين ) تلك الكلمة الغريبة التي لم يعرفها المصريين سوى بعد الاحتلال العربي !

فإن كان مات و دفن بمصر كما يقول المؤرخين فأين قبره ؟! و كيف لمنشئ ( قاهرة المعز ) ألا يكون له قبر أو حتى أي أثر أو مَعَلم أو شاهد لقبره يقول ان هنا دفن خليفة مصر وبلاد المغرب ؟!
ولماذا أتى ذكره بالمذمة والسب في سيرته عند إبن كثير " قبحه الله " ؟!

- هنا المراجع المسيحية تجيب و توضح مكان و زمان دفنه ونهايته ، فقد نسيّ هؤلاء أنه يوجد دائماً ( تاريخ حقيقي أخر موازي ) للروايات الرسمية التي يتداولونها الكتبة والمؤرخين الرسميين التي تستأجر أقلامهم الحكام و نظام الدولة !
فلا يهمنا هنا المعز وتحوله الديني للمسيحية، فهناك ملوك عظماء وأكثر هيبة و تأثيراً في التاريخ مثل قسطنطين الكبير وكل ملوك الشرق و روسيا وأوروبا ، ومع هذا فليس هم من شرّفوا المسيحية والمسيح بل هم من تشوفوا بأن إصطبغوا بالمسيح وإرتدوا زي الإيمان المسيحي، فمايهمنا هو أن تنصير الخليفة المعز يعني برهاناً قاطعاً على أعجوبة نقل هضبة المقطم - وهو ماينكره غير المسيحيين- والتي بسببها إنقلبت حياة المعز و توارى عن الأنظار و زهد الخلافة وعاش حياة الزهد و الرهبنة .

- تقول المؤرخة البريطانية أ. لويزا. بتشر في صفحة 14 من الجزء 3 : ( وفِي سنة 975مسيحية توفى إلى رحمة الله الخليفة المعز ، ( وفِي هذه السنة نفسها تنيح بطريرك الأقباط و بويع بالخلافة إبن المعز أبو منصور العزيز )
- إنتهى كلامها وهي محقّة في كلامها لأنه كيف تتوافق سنة الوفاة للبطريرك والخليفة معاً إلا لو أقروا وإعترفوا أن سنة 979م بالتقويم اليولياني الشمسي السابق تقابلها سنة 975م بالتقويم الغريغوري الغربي المعدَّل والمعمول به حالياً .فالفرق بين التقويمين أربعة سنوات الذي حُسب على أساسه الخطأ في التقويم اليولياني، فما كُتب وتأرّخ على التقويم الخطأ ظل معمولا به وسارياً حتى يومنا هذا . لهذا العالم بأسره يعرف أن ميلاد السيد المسيح سنة -4 ق.م. مع ملاحظة أن كتب التراث الإسلامية لا تؤرخ بالتاريخ الميلادي المسيحي بل بالهجري.

- فهل مجرد تغيير التقويم " عالمياً" والذي حدث سنة 1582 ينفي إلتقاء عهديِّ البابا إفرايم أو ابراهام بعهد الخليفة المعز ، أو ينفي حدوث المعجزة وما ترتب عليها من تبعيات معموديته ؟!
- طبعاً كالعادة لا إجابة عند المشككين على هذه التساؤلات؟! ومعهم حق! فكيف يقرون بصحة المسيحية وهم يحاربونها أو يعلنوا تنصير الخليفة وهم كارهين للفاطميين عموماً والمعز بصفة خاصة رافعين راية انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ؟! ولأن تشكيكهم بلا إدلة تاريخية، فإنكارهم أو إعترافهم بحدوثها لن يزيد معجزة أو يقلل منها ، فقد سُجلت في وجدان الشعب المصري و ذاكرته الشعبية، فالمعز هو من إرتبط تنصيره بالمعجزة لأنه كان من تبعياتها وليس العكس .فالإنكار لاينفي الواقع ولا يمسح التاريخ !
فلماذا يتمسك المشكك بنفي المعجزة فقط ولا يشمل تشكيكه بأنه لا يوجد أساساً خليفة يُدعى المُعز ولا بطريركاً إسمه أبرآم بن زرعة ؟!

- النقطة التي يلعبون عليها هي فرق في الأربع سنوات بين تاريخ وفاة المعز " المصطنع" وبين تاريخ وفاة البابا إفرايم وتجديد كنيسة مرقوريوس أبي سيفين .. ولكن هيهات !
- فالمؤرخة بُتشر أرخت أن (( وفاتهما كانت في نفس السنة )) طبعاً لم تصل إلى حقيقة أن الخليفة إختفى ولَم يتوفى ! ، وإن كانوا إختلفوا على تاريخ موته ونهايته ومحو تاريخه لتجاهل سيرته و المعجزة، رغم انها معجزة مثبتة بمراجع ومخطوطات منذ مئات السنين لمجرد الإختلاف الوهمي -المختلق - للتواريخ والذي يعود سببه للإختلاف بين التقويمين بمدة مقدارها أربعة سنوات. لهذا اختلاات تواريخ موت المعز وتواريخ تولي ابنه العزيز من 975 الي 979 م راجع لاختلاف التقويم. فمن الصعب أن تأتي الآن بتاريخ هجري لتحوله لما يوازيه بتاريخ ميلادي كان قبل سنة 1582 باليولياني وبعده بالغريغوري !!

- فالأقباط حتى الْيَوْمَ يصومون ثلاثة أيام أضافهم البابا إبراهام على صيام ميلاد المسيح ليصبح 43 يوماً بدلاً 40يوما تذكاراً لأيام الشدة العظمى لأقباط مصر في عهد المعز، ألم يكن هناك مسيحي واحد أو مسلماً يعترض قرار البابا حين زوّد الثلاثة أيام لفضحه بأن هذه المعجزة لم تحدث؟ هذا لأن المعجزة كانت في الضمير الشعبي يتواترون تناقلها في البيوت المصرية ويحكيها الأب لإبنه عبر أجيال ، حتى بدون أن يؤرخ لها؟!

- ولهذا قال مخطوط كتاب ( التواريخ ) طبعة بيروت 1903؛ لأبي شاكر بطرس المعروف بإبن الراهب وهو من مؤرخي القرن الثالث عشر وأرخ لهذه المعجزة بقوله: (( فصلَّوا و للوقت تقطع الجبل و نزل في حضرة المعز و جميع الخلق وهذا الخبر مشهور )) فالمعجزة عياناً وجهاراً لأنها بمثابة معركة بين الخير والشر للإجهاز على الشعب القبطي وتصفيته بالشروط الإسلامية المعروفة ! وجميع أهل القاهرة شاهدوها وشعروا بالزلزلة لهذا صار خبر هذه المعجزة (( مشهور )) كما ذكر إبن الراهب ، فمن تكون لتأتي الْيَوْمَ لتنكر وتستنكر وتنفي بلا أدلة ؟!

- و رغم أن المؤرخة مدام بتشر بروتيستانتية و متحاملة في بعض الأحداث على أقباط مصر في كتابها، إلا أنها ذكرت معلومات وتفاصيل دقيقة تثبت صحة المخطوطات القبطية والمراجع خصوصا مخطوطة ساويرس إبن المقفع.. فتقول عنه: ( وكان ذلك في عهد ساويرس المؤرخ أسقف الأشمونين ، صاحب المؤلفات الكثيرة التي لم يطبع شيئ منها، وهذا الأسقف له "حوادث وأخبار"، نسقها بعد مماته الأسقف ميخائيل الذي كان أسقفاً لمدينة صان" بمديونية الشرقية" .. وفِي ظني أنه يوجد منها نسخة كاملة الآن )
انتهى كلام بُتشر مع ملاحظة أنها ذكرت بدقة أن مؤلفات ساويرس ظلت مخطوطات قبطية (( ولَم تطبع منها شيئ)) وأن " حوادثه و أخباره " نسقها بعد مماته الأسقف ميخائيل . . قالت " نسقها " أي أن هذه سيرته من ( الحوادث والأخبار ) كانت موجودة فعلاً في مخطوطات ومنتشرة في أديرة كثيرة، فالأنبا ساويرس لم يؤرخ سوى الفترة من تاريخ مارمرقس وحتى البابا ال 55 - حتى تنيح قبل أن يكمل باقي سير البطاركة، لهذا لم يؤرخ للبابا آبراهام ال 62. خلاف هذا تم تجميع المخطوطات عن سيرته من ديريّ أبو مقار وتنسيقها في عهد الأسقف ميخائيل أسقف تنيس، فهو الذي كتب ( سيرة ساويرس والبابا إبراهام ال62 صاحب الأعجوبة التي تمت بصلاته ، فأرّخ للعشرة بطاركة من ال 56 حتى ال 65) لتكتمل سيرة تاريخ البطاركة سنة 1051 أي بعد المعجزة ونياحة ساويرس بحوالي 72سنة، يعني كانت المعجزة ومازالت حيّة ومدونة في كتابات الأديرة وفي ذاكرة المصريين ولَم يخرج مصري واحد يكذب ما كتب لو كانت هذه السيرة غير صحيحة، فهي تقرأ علنية في السنكسار القبطي أثناء القداس ! .

- ومعروف أن المؤلَف التاريخي للأنبا ساويرس كتبه باللغة القبطية وانتشرت منه خمسة نسخ بمصر وخارجها ، وترجم للعربية مؤخراً. فهناك نقطة يشكك فيها غير المؤمن ويطرح سؤاله كيف للأنبا ساويرس وهو شاهد عيان ألا يؤرخ لهذه المعجزة بنفسه ؟!
- معروف أن آباء الكنيسة حين يؤرخون لا يكتبون من خيالهم فهم ليسوا بشهود عيان ولا عاصروا كل البطاركة ! إنما يكتبون بتجميع السير المتناثرة والمدونة في كل الأديرة بمصر وتنسيقها وترجمتها فهو عمل شاق وجماعي ومرهق للتدقيق في كل كلمة فما قام به الانبا ساويرس من كتابة يشمل أيضاً تجميع كل مخطوطات الأديرة والكنائس وكتابات من سبقوه ومعه مساعديه الذين لم يُذكر أسمائهم ، وهذا ما فعله الانبا ميخائيل اسقف تنيس حين دوَّن سيرة البابا إبراهام إبن زرعة صاحب المعجزة ! فلا مجال لتشكيك السائل لأن المؤرخ الكاتب لا يكتب ما ينطق عن الهوى ! لهذا يقول الأسقف ميخائيل في مقدمة تدوينه للعشرة بطاركة بمن فيهم سيرة البابا إبراهام بداية من تأريخ سيرة البطريرك ميخائيل الأول:( إن من الواجب يا أحباى لأجل المحبة المسيحية أن نسطر ما آخر تسطيره مما كان فى البيعة الأرثوذكسية الذى شاهده وعرفه أوليك" أولئك" الرعاة فى كل جيل، وكانوا خداما للكلمة وطلبت من الله سبحانه إعانة ضعفى أنا البايس " البائس" الخاطئ لأبتدئ وأجعل لسانى الناقص قلم سريع الكتابة لكى ما يتحرك بموهبة الروح القدس فأكتب ما سمعته وعرفته من الصادقين الذى يُقبل قولهم ونسلك منهاج من تقدمنا الذين نالوا النعمة، لأن هذا الأمر كان خطر ببالى أن أكمله وتشبهت بالمرأة الأرملة التى ألقت فى الخزانة الفلسين الحقيرين ولم يكن لها غيرهما فقبلهما الرب فاحص القلوب منها، ووجدت الذى تضمنته السير التى رتبها الآباء القديسين بقوة الروح القدس هو ما جرت عليه البيعة من زمان الأب القديس الإنجيلى مارمرقس البكر الطاهر الشهيد، و إلى زمان الأنبا سانوتيوس"شنودة الأول " هو الذى لحقه شدايد عظيمة حسب ما تضمنته سيرته ومن بعده الى زمان سانوتيوس الخامس والستون الذى وسمنى أنا الغير مستحق قساً لم يكتب شيئ من السير، فكتبت أنا البايس ميخائيل ذلك بمعونة الله سبحانه لى.)

فمن يزعم أن الانبا ساويرس شاهد ماشافش حاجة أقول له وهل كل المؤرخين شاهدوا كل أحداث عصرهم وقاموا بتسجيلها في الحال ولَم يعتمدوا على كتابات من سبقوهم أو من عاصروهم ولكن في أمكنة أخرى ؟! ياللعجب على هذه البجاحة ! فماذا عن مراجع التاريخ فهل نقذف بها وتغرقها في النهر أم نحرقها كما فعل العرب الغزاة ؟! هل لا تقبل كتب التاريخ التي فرضوها عليك فرضاً في مناهج الدراسة رغم زيفها المتقن الصنع لتاريخ مصطنع !

كل التواريخ الميلادية وحتى الهجرية هي إجتهادات كتبت بعد مئات السنين اَي تم تحديدها و ربطها بأحداث هامة في وقت لاحق بما فيهم التاريخ الميلادي للأعجوبة ذاتها ، وحين تتلاعب بالتواريخ وتتحجج بها فهذا لن يفيدك في الإعتماد عليها لنفى المعجزة وتنصير الخليفة لأن حجتك لا تمت للبحث الأكاديمي للباحث عن الحقيقة وليس المفبرك لها!

- ويشهد لتاريخ ساويرس المستشرقين الغربيين والمؤرخين الأجانب، فيقول الراهب القمص أرمانيوس البرماوي السرياني في صفحة 26 من كتابه ( معجزة نقل جبل المقطم ) عن كتاب تاريخ البطاركة لساريرس ابن المقفع : ( جمع أخباره من ديريِّ أبو مقار ونهيا مترجماً إياهما من القبطية الى العربية ، قال المرحوم والعلامة بتلر : وكتاب ساويرس عظيم الفائدة فيما يتعلق بتاريخ الكنيسة.. و أنه توجد من هـذا الكتاب ثلاثة نسخ. إحداها في المتحـف البريطاني والثانية في المكتبة الأهلية ببـاريس ، والثالثة في حيازة سعادة مرقس باشا سميكة. قلتُ وتوجد نسخة رابعة بدير القديس الأنبا بيشوى وهى أقدم من غيرها بكثير، كمـا توجد منه نسخة خامسة بالمكتبـة الملكيـة يتلوها تزييل عليها في سير البطاركة. وقـد حـصلت عليهـا دار الكتـب مـأخوذة بالفتوغرافية) ومحفوظة بدار الكتب برقم 6434 (. وقد طبعه افاتس بالعربية والإنجليزية)

- ولعل سعادة مرقس باشا سميكة منشئ المتحف القبطي صرح في مقال له بتنصير الخليفة المعز وقد إعتمد وإستقى معلوماته من كتاب ألفريد بتلر ، والخريدة النفيسة للأنبا إيسيذورس، ثم تلاه بمقال ثاني بجريدة الأهرام بالإعتذار والتبرير للتخفيف من وقع الخبر الذي أشعل بمقاله الأول النار بين أوساط طبقة المثقفين في مصر سنة 1931: فذكر في مقاله الأول ( أن المعز بعد حادثة المقطم تخلى عن كرسي الخلافة لإبنه وتنصر ولبس زي الرهبان وقبره إلى الآن في كنيسة أبي سيفين ) مستنداً في كلامه بما جاء في مرجع للأنبا إيسيذورس وهو " الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة لسنة1892، طبعة 1923م ، حيث ذكر صفحة 224 تحت عنوان " المملكة والكنيسة -الجيل العاشر، رأس 2 : ( قيل إن المعز بعد حادثة الجبل المقطم تخلى عن كرسي الخلافة إلى إبنه العزيز ولبس زىِّ الرهبان وقبره إلى الآن في كنيسة أبي السيفين ).

- كما ذكر نفس هذا الكلام المسكوت عنه، المؤرخ الإنجليزي ألفريد بتلر في كتابه ( فتح العرب لمصر ) الذي صدر سنة 1902م ولكن يؤخذ على كتاباته أنها كانت بشيئ من التهكم على الأقباط بأن لديهم أساطير ولكنه إستقى المعجزة وتنصير الخليفة إعتماداً على كتاب أخر للمستشرق وعالم اللاهوت أوزيب رينو دوت Eusèbe Renaudot.

- أما الكتاب الذي أثار إصداره ضجة كبيرة في مصر وهو ( أقباط و مسلمين منذ الفتح العربى الى عام 1922م ) فهو للدكتور جاك تاجر الدكتور فى الآداب من جامعة باريس ، القاهره 1951 ص 121 ، فقد ذكر تاريخ وفاته في 976م تحت عنوان: ( المعز لدين الله " 358- 265هجرية" "669- 976م" ) .. يقول : ( أن نفوذ أبن كلس إذا صدقنا رواية المؤرخين النصارى إلى حادثة في غاية الغرابة ، فقد أراد هذا الرجل أن يقلل من شأن الديانة المسيحية في نظر الخليفة .... وقد يتسائل الناس لماذا لم يخُط الخليفة الخطوة الأخيرة بإعتناقه الدين المسيحي؟ وفعلاً لم يرى المؤرخ القبطي مندوحة في ذلك . فأكد أن الخليفة المعز تعمد في المكان القريب من كنيسة القديس يوحنا وتنازل بعد ذلك عن كرسي الخلافة لإبنه العزيز بأمر الله وصرف أيامه الأخيرة في العبادة في أحد الأديرة وقد أعاد ذكر هذه القصة مرقس باشا سميكة أحد مؤسسي المتحف القبطي بالقاهرة، ولكن أحمد زكي باشا والأستاذ عبدالله عنان إحتجا بشدة على هذه الرواية.. ثم كيف أبدى الخليفة دهشته وأمر بإعادة بناء جميع الكنائس المخربة ثم أرسل فخاطب كبار الأقباط والعلماء المسلمين و أمر بقراءة الإنجيل والقرآن أمامه... ألخ القصة المذكورة تفاصيلها في كتابه )

- يهمنا معرفة مصير الخليفة ؟ ربما من خلال حادثة صغيرة وردت في مرجع " المواعظ والإعتبار " يذكر المقريزي حادثة هامة في الفصل33 ص  761  : " وقد حدّثني الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الفريابي عن أبيه‏ :‏  وأنا أدركت شيئًا من ذلك وهو أنه ترافع في بعض الأيام طائفة من الحجارين إلى السلطان الملك الظاهر برقوق أعوام بضع وتسعين وسبعمائة وقد اختلفوا على مال وجدوه بجبل المقطم وهو أنهم كانوا يقطعون الحجارة من مغار فيما يلي قلعة الجبل من بحريها فانكشف لهم حجر أسود عليه كتابة فاجتمعوا على قطع ما بين يدي هذا الحجر طمعًا في وجود مال فإنتهى بهم القطع إلى عمود عظيم قائم في قلب الجبل فلعجلتهم أقبلوا بمعاولهم عليه حتى تكسر قطعًا فإذا هو مجوّف، وإنسان قائم على قدميه بطوله وتناثر لهم من جهة رأسه دنانير كثيرة فاقتسموها وتنافسوا في قسمتها واختلفوا حتى اشتهر أمرهم وترافعوا إلى السلطان فبعث من كشف المغار فوجد الحجر والعمود وقد تكسر، فأخذ منهم ما وجد بأيديهم من الدنانير ولم يجد من يعرف ما قد كتب على الحجر -وتسامع الناس بالخبر فأقبلوا إلى المغار وعبثوا برمّة الميت ....ألخ ).
والسؤال لماذا حادثة السرقة هذه بالذات التي أرخه لها المقريزي ! ولماذا وصلت للسلطان بالرغم أنها حادثة عادية والمفروض ان يحكم فيها قاضي عادي وليس سلطان مصر ؟!
ولماذا لم يستطيعوا قراءة الكتابة المدونة على التابوت الحجري ؟!
ولماذا يبعث السلطان من يكشف عن هذه المقبرة وما تحويه من تابوت حجري وعمود والعبث بجثة ميت، أليس للموتى حُرمة ؟!
يؤرخ لهذه الحادثة بعد تاريخ وفاة المعز -المعلنة - بحوالي سنة 793م - 799م فتكون حادثة السرقة قد حدثت بعد حوالي 20 سنة من موت المعز ، هذا ان كان تاريخ المقريزي بنفس تاريخ تدوين ( تجديد ) كنيسة مركوريوس أبي سيفين التي تم تجديدها إثر حدوث المعجزة وهي بحسب مرجع تاريخ أبي المكارم قد تم تجديدها سنة 979م التي هي تبعاً للتقويم القديم اليولياني تكون قد تم تجديدها سنة 975 م وهي السنة التي إختفي المعز قرب نهايتها في شهر ديسمبر و توارى عن الأنظار وتنيح فيها البطريرك الأنبا أبراهام ابن زرعة السرياني .

أما باقي المراجع التاريخية والمخطوطات التي أرخت للأعجوبة وحدها بدون الإشارة لتنصير الخليفة المعز فسأسردها في مقال أخر مستقل عن تحليل للمعجزة ذاتها حتى لا أخرج عن الهدف المحدد للمقال وهو الخليفة المعز كشخصية تاريخية أثرت في التحول التاريخي للأقباط قبل أن يقوم الخليفة بتصفيتهم وقتلهم بإيعاز من اليهودي يعقوب إبن كلس .
وأختم بالآية فأقول: { وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ} - غل 6: 14.



#ناريمان_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناريمان مطر - الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، المُفتَرَى عليه !